إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاسطورة اليمنية العملاق عبدالله البردوني

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    []مختارات من
    ديوان

    زمان بلا نوعية

    قصيدة
    زمان بلا نوعية


    أنوي أعب الكأس، يدنو شهيد
    يصدني، أنوي، ينادي فقيد
    يباغت الرعب الذي لم يعد
    فيبعد الأدنى، ويدنو البعيد
    تجيء كالأمواج، أيدي الربى
    ترتد أوجاعاً حنيناً شريد
    تأتي حصى الأجداث، ترنو كما
    يرنو إلى المقتول، قتل جديد

    ***
    الكأس تمسي في يدي أيدياً
    ملامحاً، أعرفها، أستعيد
    هذا قذال مده (مأرب)
    وذاك وجه، لوحته (زبيد)
    هذا محيا (مرشد) هذه
    بنان (مسعود) ذراعا (سعيد)
    هذا جبين (الآنسي) هذه
    أهداب (سعد) أنف (عبد الحميد)
    كانوا فرادى،فالتقوا في الردى
    لكي أرى الموت الحبيب الوحيد

    ***
    يا كأس هل أحسو؟ حذار احترق
    إشرب إلى أن تنطفى يا بليد
    لا ترتشفها، لست من أهلها
    ذقها، إلى كم أنت صاد وحيد
    تخضر في كفي، كجمر الهوى
    تحمر كالسكين، فوق الوريد
    تعرى إلى سرتها، ترتدي
    كهفين، تبدو، ذات أصل مجيد
    تهتز كالعنقود، تدعو فمي
    تفتر، خذ يا جرة من جليد

    ***
    فتغتلي في داخلي (كربلا)
    نصفي حسيني، ونصفي يزيد
    أمشي كجيد وحده لحظة
    ولحظة رأسين من غير جيد

    ***
    يا كأس لا أسوى جناك ابعدي
    إني كما تحكين وغد عنيد
    أريد ماذا؟ يا زماناً بلا
    نوعية، لم يدر ماذا يريد
    يدل فخذاه يديه، يرى
    أخشاب عينيه بأذني ( لبيد)
    بلا أب يبدو، بلا ابن وفي
    عينيه يدمى باحثاً عن حفيد
    يمضي ولا يمضي، ويأتي ولا
    يأتي، يولي ثم يبدو وليد
    تقول يعطي كل شيء؟ نعم
    لكن أعند الزيف شيء مفيد؟

    ***
    ماذا جرى؟ عهد "الرشيد" انتهى
    واحتل (مسرور) محل (الرشيد)
    حلت محل القبضتين العصا
    كانت عصا، صارت يداً من حديد
    والآن باسم الشعب، عنه نرى
    نحيي بقانون، بثان نبيد
    نغير الألوان، هذا بذا
    نستبدل الأعياد، عيداً بعيد
    هذا قرار ما له سابق
    من نوعه، من كل نوع فريد

    ***
    وقتاً وتعتاد الجماهير من
    جاؤوا، وتنسى كلمات النشيد
    ترى كأحلام، بلا أعين
    كأعين في وجه حلم بديد

    ***
    يتلو نبوءات القبور الصدى
    يميع كالملح العرين الشديد
    تمشي البراكين بلا ضجة
    ويحرق الثلج الغبار الزهيد

    ***
    هل جد شيء؟ غير أن المنى
    كانت وعوداً، فاستحالت وعيد
    وكان يدري العبد مأساته
    واليوم لا تدري، عبيد العبيد
    لأن من قاموا بلا قامة
    عن أمر من قاموا؟ يعيش القعيد!

    ***
    تجدرن التاريخ، باع اسمه
    أضاعت الأشعار، بين القصيد
    لم لا أعب الكأس كالغير؟ ما
    جدوى احتراقي؟ أين عني أحيد؟

    ***
    التف من نفسي بنفسي هنا
    هناك أعرى كالزقاق المديد
    كباب مقهى، كمنى أسرة
    من ثلث قرن، في انتظار البريد

    ***
    تمتد فوقي ساحة من مدى
    ينجر تحتي، شارع من صديد
    يا كأس لو تنسينني أشتفي
    هذا أكيد، كل سوء أكيد
    [/]

    تعليق


    • #47
      []قصيدة
      أغنيات..في انتظار المغني



      لأزهى غرام، لأعلى طماع
      نغني، نروع قوى الإرتياع
      لنفرق بين الندى والسراب
      وبين الحقيقي، وبين الخداع
      لنشعر أن لدينا وجوهاً
      أمامية ترفض الإرتجاع

      ***
      نغني لنخترق المفزعات
      لنجتث من دمنا الإنهلاع
      نغني لنخترع المستحيل
      لتخلقنا شهوة الإختراع
      أيا ( أم كلثوم) أشهى التلاقي
      بحضن المنايا، وأحلى الوداع
      هناك انهيار يشيد الشموخ
      فراق يؤدي لأهنا اجتماع
      فقد أصبح الموت يا بنت مصر
      على قبضة الموت أقوى امتناع
      فمن لم يمت كي تجد الحياة
      يمت مطمئنا لكي لا يباع
      لأن الممات التجاري يجيء
      من الضيق، كي يستزيد اتساع

      ***
      ألا تنظرين زحوف الصليب؟
      أتوا ثانيا، كانقضاض السباع
      يسوسون، من نصبوهم رؤوساً
      يدوسون، من لقبوهم ( رعاع)
      هي ( الخطوة الخطوة) استوطنت
      إلى الداخل اجتازت المستطاع
      فحلت عن( الخط) أعلى القصور
      ومدت على كل شبرين باع

      ***
      ( أريم على القاع؟) ( رق الحبيب)
      وقد أجذع الرعب في كل قاع
      نريد معازفنا أيديا
      طوالاً، ( فموشى) طويل الذراع
      نريد قصائدنا عاصفاً
      سيولاً، سيوفاً تداوي الصداع
      مغامرة ضد كل الرياح
      تقود شراعاً، وتهدي شراع
      لأن وجيهاتنا العاليات
      تلاشت، وزادت شكول القناع
      وما دام من فوق هاماتنا
      جبان، فكل عدو شجاع

      ***
      غدا أعنف العشق عشق التراب
      وكل هوى لسواه ضياع
      لأن إجادات إنجابه
      تمت إلى جودة الإبتلاع
      إذا لم تذب نطفة في حشاه
      تكسرت تحت ركام المتاع

      ***
      مناديل عرس الضحايا دم
      غناء التفاني أشق ابتداع
      له الغضب البربري البتول
      ألوهية الحزن والإلتياع
      مقاطعه جمرات شفاه
      حبالى يجمرن حلم الرضاع
      عروق يقطعها الإشتعال
      وتورق من آخر الإنقطاع
      خيول شعاعية ترتمي
      دخانا وتعلو ربى من شعاع
      لأن هوى اليوم، غير الهوى
      ترنمه دموي السماع
      وداخله أغنيات يتقن
      إلى البوح، كالقبرات الجياع

      ***
      رؤانا وحبات أجفاننا
      حصى، تحت أقدام جيش الدفاع
      فيا ( أم كلثوم) غني رصاصاً
      يحني صراعاً، ويشوي صراع
      ألوف كيوسف تحت السياط
      بلا تهمة باستراق ( الصواع)
      ويا( قيس) ليلى على كل سوق
      تموت سفاحاً، تجر اقتلاع
      ويا ( أحمد بن الحسين ) انتبه
      ف ( كافور) مازال حيا مطاع
      ويا( حافظ) اغضب غدت ( دنشواي)
      بمصر العزيزة كل البقاع

      ***
      لقد أسست وحدها، إنما
      هوت فوق آساسهن القلاع
      فكيف يرى الشرق هذا السقوط
      وقد كان ينتظر الإرتفاع
      أكل النجوم انطفت؟ ربما
      تنحت لأخرى أجد التماع
      أما بين ظاهر هذا الرماد
      وبين طواياه، أعتى نزاع؟
      أما تحت كل خمود بريق
      يدل على مبعث الإندفاع


      قصيدة
      بطاقة موظف .. متقاعد


      (مصفّى بن يعلى بن مسرى سهيل)
      مكان الولادة (بيت العجيل)
      أبو والدي كان (قيلاً) كلص
      لذا جئت لصاً كنصف بن قيل
      أمت بعرق ٍ إلى (ذي نواس)
      وعرق ٍ إلى جدتي من (هذيل)

      * * *
      عصبت جبيني بنار البروق
      وفي كل واد ٍ تدفقت سيل
      صهيل دمي وصليل فمي
      لأن جدودي سيوف وخيل

      * * *
      كم العمر؟ أعطيته بالحساب
      وأعطيه من غير وزن وكيل
      تزوجت مهراً وسبعين سيفاً
      وأصبحت سيفاً بكفي (عطيل)
      توظفت بعد أبي حارساً
      فأمسيت ليلاً وأصبحت ليل

      * * *
      تقصيت ضيفاً يسمى (جمالاً)
      تعقبت ضيفاً يسمى (الفضيل)
      من الخيط أرخي حبالاً أصوغ
      فصولاً مطولة من فصيل
      وأبدي ميولاً إلى الثائرين
      وأخفي إلى القصر خمسين ميل

      * * *
      فأشري بنصف ريال لحوماً
      وقاتاً وأرتاد(عزرا شميل)
      وأمشي أتمتم بالحوقلات
      أدندن: (ماذا الجفا يا غزيل)
      وأروي من المنفلوطي سطوراً
      وأصرخ: يا عيل عيلوه عيل!

      * * *
      وكان لمولاي عشرون رأساً
      ولي نصف رأس وعشرون ذيل
      وكانت تراني بيوت(القليس)
      وتعجب كيف ترقى (رميل)
      سمعت (بلندن والباستيل)
      وأعياد (عيسى) و(بابا نويل)
      تطورت سميت بنتي( صباحاً)
      دعوت المقهوي( مدير الهتيل)
      تزوجت (جانين) قلت اذهبي
      إلى النار يا بنت (ناجي ثعيل)
      نموت بأصلي... أنا ابن الكرام
      سموت بنفسي أنا (ابن الطفيل)

      * * *
      وما العمل الآن؟ ماذا بعيد؟
      إلى الآن أعرف ماذا قبيل
      لأني حبلت دخاناً ولدت
      غباراً من الويل أنجبت ويل
      [/]

      تعليق


      • #48
        []قصيدة
        وجه الوجوه المقلوبة

        ألرقم العاشر كالثاني
        ألواحد ألف، ألفان
        وسوى المعدود، كمعدود
        وسوى الآني، مثل الآني
        ألألف، الصفر، بلا فرق
        سيان الأعلى، والداني

        ***
        ألفوق سقوط صخري
        ألتحت سقوط إنساني
        نفس النوع، الأعلى الأدنى
        وجه المفني، ظهر الفاني

        ***
        سيان القاتل والراثي
        سيان الشامت والحاني
        الإنسان الموت الأظمى
        ودم القتل الظَّميئُ العاني
        ألمبتدأ الثاني خبر
        ألأول مبني باني
        ولحرف الباني محترف
        ولقلب المبنى، قلبان
        ولرفع الأول واجهة
        ولحذف الثاني، وجهان
        ولمثنى ( ماني) إعراب
        بالجر إلى، عقبي (ماني )
        مرناه، خليجي، فمه
        شق، من صخر إيواني
        لا فرق برغم الفرق هنا
        وهنا وهنالك سيان
        بيع مخمور وشراء
        لزج، كالمضطجع الزاني
        تصنيع ذيول، أدمغة
        تسويق مناعي، وأماني
        سكين، كالجرح النازي
        جرح، كالسيف العثماني

        ***
        من أنت؟ القتل أو القتلى؟
        ما بين المدية والجاني
        يمني أمي، لكن
        حدسي، أقرأ من يوناني
        لا أعتبر المرسوم، أرى
        ما خلف الحبر السلطاني

        ***
        البيت الأبيض، في عيني
        فحمي، والهندي غاني
        إنساني لا لوني
        وعلى العدواني، عدواني

        ***
        من علمني هذا؟ وطني
        وفراق المربى، رباني
        هل عند الكليات سوى
        جهل، عن خبث علماني؟
        عن نهج استعمار الآتي
        صدق، أو قل: ما أغباني

        ***
        في كل بلاد، أنت هوى
        (سوطي) شوق ( حدناني)
        طيف ( القيلات) يثير على
        عينيك حنيناً، رماني
        ما أحلى ( المعلي) شتوياً
        ما أشهى ( الوادي) علاني
        ( القات) الغربة والذكرى
        الهم الداني، ( همداني)

        سيان الموطن المنفى
        سيان الطافر والواني

        سيان المعطي والمردي
        سيان المرنى والراني


        ***
        عطر المفدي، ودم الفادي
        أعراس البيع المجاني

        مصباح السارق والساري
        مرآة المضني والضاني

        شيكات الجاسوس الراقي
        ألقاب العهر الديواني

        ألباب الثاني للمبغى
        تنظير البحث الميداني


        ***
        ألخابي والزاهي اشتبها
        أتساوى الداجى والقاني؟

        للوجه البادي أربعة
        للظهر المرئي، ظهران

        لوكل المقلوبات إلى
        داخلها، وجه إعلاني


        ***
        والفن الإمكاني حجر
        لا يبدي غير الإمكاني

        أو ليس لكانون وجه
        مقلوب، يصبح نيساني؟

        يبدو هذا، وسوى هذا
        أو ما السبعينات زماني


        ***
        الألوان الشتى امتزجت
        شيئاً يهذي: ما ألواني؟

        ما شكلي الآن؟ وكالات
        من فوقي، يلبسن كياني


        ***
        من أين أتيت، وأين أنا؟
        أأتيت؟ أتى غير مكاني

        ماذا؟ماأسمي؟أهنا داري؟
        أم سجني وأنا سجاني؟


        ***
        جلدي من(لندن)من(روما)
        وقوامي، (كوز جهراني)

        لم لا أختار مقاييسي؟
        وأرى وزني، من ميزاني؟

        أو ليست لي عينان، أرى
        - كالناس - ورأس ويدان؟


        ***
        أأنا نفسي، وسوى نفسي
        أبدو غيريا، وأناني

        ماذا عن ساقي يحملني؟
        من عني يسكن جثماني؟

        أأنا صاح؟ لو من أنسى
        كاسي سكرتها، أنساني

        صاح، وأعي برقين إلى
        نهري، من نبعي حملاني


        ***
        من يقلعني من تشكيلي
        ويحل محلي، شيطاني

        يا قلبي فتش عن قلبي
        عن نار كانت، أشجاني

        عن وجه(سهيل)في وجهي
        عن شمس، كانت عنواني


        ***
        ردي يا ضوضاء الموتى
        صوتي، بنية أحزاني

        ألكأس وريد مقطوع
        من زندي، من ذا أسقاني؟


        ***
        ياوهج الزيف أعد بصري
        يبست عيناك، بأجفاني

        أختار أنا- يازيف - يدي
        تشكيلي، وجهي ولساني

        أدري أني أحد ، أهوى
        وأعادي ، أملك وجداني

        أعدو عن فلسفة ، أمشي
        عن رأي ، هذا من شاني

        أجري، أدمى، لكن أجري
        وأغني ، لكن وأعاني

        آسى ، أدر ما مأساتي
        أهنا ، أدري أني هاني


        ***
        من يجهر أني كذاب؟
        من يحكي عني ، هذياني؟

        في بر أبحر، مرساتي
        رجلي ، وجبيني شطآني

        ***
        هل أبكي لكن قد يبكي
        بشجى أعلى ، من أبكاني

        قطعان الدمع، بلا دمع
        وتباكي الأبراج، أغاني

        هل أسكت جربت اتهموا
        صمتي، بمعانِ ومعاني

        هل أغشى الموت فمن يروي
        أسرار الموت، لجيراني

        كالورد، أموت هوى تدري
        أروى أن العشق يماني
        [/]

        تعليق


        • #49
          []قصيدة
          السلطان..والثائر الشهيد

          أسكن كالموتى يا أحمق
          نم.. هذا قبر لا خندق
          لا فرق لديك؟ نجوت إذن
          واخترت المتراس الأوثق
          تدري ما الموت؟ ألا تغفو؟
          أقلقت الرعب وما تقلق
          هل تنسى قتلتك الأولى؟
          وإلى الأخرى تعدو أشوق

          ***
          من ذا أحياك أعيدوه؟
          أعييت الشرطة والفيلق
          هل كنت دفينا؟ لا سمة
          للقبر، ولا تبدو مرهق
          دمك المهدور- على رغمي-
          أصبحت به، أزهى آنق
          أملي بالعافية الجذلى
          ومن الرمح (الصعدي) أرشق
          من أين طلعت أحر صباً
          وأكر من الفرس الأبلق؟
          قالوا: أبحرت على نعش
          ويقال: رجعت على زورق!
          أو ما دفنوك وأعلنا؟
          فلماذا تعلو، تتألق؟
          أركبت المدفن أجنحة
          ونسجت من الكفن البيرق؟

          ***
          ماذا يبدو، من يخدعني؟
          بصري أو أنت؟ من الأصدق؟
          شيء كالحية يلبسني
          سيف بجفوني يتعلق

          ***
          من أين تباغتني؟ أنأى
          تدنو، أستخفي، تتسلق
          تشويني منك رؤى حمر
          يتهددني سيف أزرق
          شبح حرباوي، يرنو
          يغضي، يتقزم، يتعملق

          ***
          من أي حجيم تتبدى؟
          عن أي عيون تتفتق؟
          الوادي باسمك يتحدى
          والتل بصوتك، يتشدق
          الصخر ينث خطاك لظى
          الريح العجلى، تتبندق
          أبكل عيون الشعب ترى؟
          أبكل جوانحه تعشق؟
          تحمر هناك، تموج هنا
          من كل مكان تتدفق

          ***
          قالوا: أخفي... أصبحت على
          سلطاني، تسليطاً مطلق
          تحتل قرارة جمجمتي
          فأذوب، إلى نعلي أغرق
          أردي، لا ألقى من يفنى
          أسطو، لا ألقى من يفرق
          أسبقت إليك؟ فكنت إلى
          تقطيع شراييني أسبق؟

          ***
          شككت الموت بمهنته
          لا يدري يبكي أو يعرق!
          هل شل القتل لباقته
          أو أن فريسته ألبق!
          هل من دمك اختضبت يده
          أو أن أنامله تحرق

          ***
          أقتلت القتل ولم تقتل؟
          أوقعت الخطة في مأزق
          القتل بصنعاء مقتول
          وروائحه فيها أعبق

          ***
          الآن عرفت.. فما الجدوى؟
          سقط التنسيق، ومن نسق
          أضحى القتال هم القتلى
          أرديت (القائد والملحق)

          ***
          كالبذر دفنت، هنا جسدي
          والآن البذر هنا أورق
          فلقلب التربة أشواق
          كالورد، وحلم كالزنبق
          لأنوثتها – كالناس – هوى
          يتلظى، يخبو، يترقرق
          بدماء الفادي تتحنى
          لزفاف مناه تتزرق
          عمقت القبر فجذرني
          فبزغت من العمق المغلق
          السطح إلى الماضي ينمو
          وإلى الآتي، يمنو الأعمق
          من ظلمته، يأتي أبهى
          كي يبتكر الأبهى الأعرق

          ***
          هل أهمس بوحي أو أعلي؟
          ما عاد الهمس، هو الأليق
          يامن مزقني، جمعنا
          - في خط الثورة- من مزق

          ***
          ماذا حققت؟ ألا تدري؟
          وطني يدري، ماذا حقق
          ويعي من أين أتى وإلى...
          وعلى آتيه يتفوق

          يتبع

          [/]

          تعليق


          • #50
            []قصيدة
            استقالة الموت



            هذي الرؤى المصفرة الأورده
            وجعى، كهذي الليلة المجهده
            تهوى، وتخشى مثلما تنطوي
            في الغصة الأمنية المنشده
            تنسل من أهدابها مثلما
            تنسل من أضلاعها الأفئده

            * * *
            للريح أيد من شفار المدى
            وقامة قشية الأعمده
            ترمد الأقباس تدمي الضحى
            وللحزانى تعجن الأرمده

            * * *
            ماهذه؟ رجل أتت وحدها
            جمجمة طارت هوت مفرده
            سيارة فيل على نملة
            عصفورة عن سربها مبعده
            ألوان أصوات كهجس الحصى
            تلويحة كالمدية المغمده؟
            حنين عنقود إلى كرمة
            كي تستهل الشهوة العنقده

            * * *
            يا (سعد) تبدو خائفاً.. ما الذي
            أخاف أنسى الخوف يا (مرشده)
            مازالت الأرض ولوداَ ومازالت
            شرايين الضحى موقده

            * * *
            تعربد الأسواق تعدو بلا
            شهية إغماءة العربده
            تحبو الممرات على ظهرها
            وتلبس الجدران وجه (البده)

            * * *
            من ذا يسمي نفسه سيداً؟
            هذي العصا لا غيرها السيده
            ألجوع والكرباج تاريخكم
            هل غير هذين سوى المفسده؟
            لكم غد....؟ يأتي ويمضي غدٌ
            وما تكفون عن الغدغده

            * * *
            ما أخدجت كل مواعيدنا
            إذا انطفا وعدٌ أضاءت عده
            هل بين موتين ترى فارقاً
            إما عوت أو زغردت (مسعده)
            يا دود غرد حسناً ياردى
            أضف حلوقاً فكرة جيده
            سم اقتلاع العمر تشذيبه
            وسم إزهاق الصبا هدهده

            * * *
            ألناس غير الناس قل أصبحوا
            أدهى من الصياد والمصيده
            يا سيدي خذ مهنتي.. هًهُنا
            ضاعت حلوقي طاقتي المخمده
            هذا الحمى ينهار فيه الردى
            وتخرق الأعداد والأعتده

            * * *
            أمستقيل أنت؟ أصبحت لا
            أجدي ولا تجديك هذي الجده
            الناس في هذي الربى كالربى
            توارثوا الإخصاب والجلمده


            قصيدة
            دوي الصمت


            ما الذي يدوي هنا؟ لاشيء يبدو
            كان يبكي الصمت للصمت ويشدو
            كان ينساق جدارٌ موثقٌ
            بجدارٍ.. وأنين الطين يحدو
            كان يرقى، ثم ينحط الحصى
            مثلما ينشق تحت الرمح نهد
            وينث الركن للممشى صدىً
            مثلما ينحل فوق التبن عقد

            * * *
            تخرج الأشياء من أوجهها
            ترتدي أخرى، ووجه الحزن فرد

            * * *
            هًهُنا للمنحنى أفئدة
            للربى ذاكرة للعشب وجد
            للمغارات صبابات لها
            أعين بنية للصخر زند

            * * *
            هذه الكرمة (أروى) هذه
            (روضة الوضاح) هذا التل (سعد)
            هذه الأحجار عشاق غفوا
            هذه الكثبان أشواق وسهد
            ألمحبون الذين احترقوا
            أورقوا... بالتربة انشدوا وشدوا

            * * *
            هًهٌنا الأطلال تصبو مثلما
            يلتقي بعد النوى ثغر وخد
            يذكر القبر صبا أيامه
            وتعي الأنقاض من شادوا وهدوا
            تهجس الأوراق: ردوا عفتي
            ملمسي يا باعة الأشكال ردوا
            تسأل التمويت: ماذا يرتدي؟
            وإلى أي النوادي سوف يندو؟

            * * *
            للثواني لغة عشبية
            للأسى أجنحةٌ تزقو وتعدو
            تنمحي الساعات يأتي القبل من
            آخر البعد وما للآن بعد
            مات وقت الوقت لا يغفو الدجى
            لا الضحى يرنو ولا للبعد عند
            الطفيليون في عري الحصى
            أعرقوا كالطحلب امتدوا ومدوا
            يقرأ(المقوات) عنهم قلبه
            لحظة ثم يرى ماذا أعدوا
            ما الذي تبغون؟ يدري (نقم)
            قصد من جاؤوا ومن أين استجدوا
            تحت أحداق المرايا والرؤى
            أعين أصفى وتحت الجلد جلد

            * * *

            باطنيون ويبدون كما
            حدد الرائي وما للحد حد
            هًهٌنا للتل قلب من لظى
            و له من جمره نسل وجد


            [/]

            تعليق


            • #51
              []قصيدة
              تحولات .. أعشاب الرماد


              عرفت لماذا.. كنت قتلي وقاتلي
              لأن الذي يعطيني الخبز، آكلي
              لأني بلا ريحٍ.. إلى الريح أنتمي
              فيوماً يمانياً، ويومين (باهلي)
              وطوراً غروبياً، وطوراً مشرقاً
              وحيناً صدىً، حيناً نشيداً (سواحلي)
              وآناً بلا وقتٍ، وآناً مؤقتاً
              قناعي علائيٌ، ووجهي تنازلي

              * * *
              أأروي حكاياتي؟ جفوني محابرٌ
              لأقلام غيري، حبر غيري أناملي
              لأني دخلت السجن شهراً، وليلةً
              خرجت، ولكن أصبح السجن داخلي
              لقد كنت محمولاً على نار قعره
              فكيف تحملت الذي كان حاملي؟
              ومن يطلق السجن الذي صرت سجنه؟
              ومن يطرح العبء الذي صار كاهلي؟

              * * *
              تخشبت والأيام مثلي تخشبت
              أتمضين يا أيام؟ من أين؟ حاولي
              من الآن حاول أنت.. كيف تريدني؟
              سكت لماذا؟ هزّني من مفاصلي
              تقولين: حقي أصبح اليوم باطلاً
              عليَّ إليه، أمتطي ظهر باطلي
              أتدرين؟! أنساني التمرغ ها هنا
              جيني، وأنستني المنافي شمائلي
              تقولين: ماذا أنتوي يا هواجسي؟
              أتنوين شيئاً؟ فارقيني وناضلي
              أما فيك ما لم يحترق بعد؟ كل ما
              أعي، أنني أفنيت حتى تفاعلي
              أجب غير هذا، أعشبت فيك جمرةٌ
              وهذا اختلاجي فيك أزهى دلائلي

              * * *
              دمي صار ماءً رمدتني وحوله
              قميصي، أتخشى أن تفيق شواعلي؟
              تصيخ إلى شيءٍ يجادل هجعتي
              ومن أي ذراتي ينادي مجادلي؟

              * * *
              أحس بقلبي الآن ركض ولادةٍ
              عن الصمت يلهيني، عن الرعب شاغلي
              أبيني وبيني ثالثٌ إسمه أنا؟
              أمني أتى غيري؟ أيبدو مشاكلي؟

              * * *
              تحولت غائياً، من الموت أبتدي
              إلى غايةٍ أعلى، ستضحي وسائلي
              أللمرء ميلادٌ يموت ومولدٌ
              بلا أي حد؟ ما الذي يا تساؤلي؟

              * * *
              أصوتي سوى صوتي؟ أجرب صيحةً
              هنا مولدي يا فجر، قبل خمائلي
              سقوني دمي، كي أرتوي دائماً بلا
              حنينٍ، فنادتني إليها مناهلي
              ترمدت كي أغلي وأندى، وها أنا
              أتيت، وفي وجهي شظايا مراحلي

              * * *
              صباح المنى يا (قاع جهران) هل ترى
              على لحيتي لون الشعير (القباتلي)؟
              أتعرفني يا عم (عيبان) من أنا؟
              أتنوين يا شمس الربى أن تغازلي؟

              * * *
              إلى شهوة الأعراس أسرجت مدفني
              ومن قطع شرياني بدأت تواصلي
              أما كنت ميتاً؟ إنما كنت أغتلي
              وأعلو على قتلي، لأجتث قاتلي


              قصيدة
              الصاعدون.. من دمائهم

              لأنهم من دمهم أبحروا
              كالصبح، من توريدهم أسفروا
              تكسروا ذات خريف هنا
              والآن من أشلائهم، أزهروا
              وقبل إعلان الشذى، حدقوا
              وعن سداد الرؤية استبصروا
              تجمروا في ذكريات الحصى
              ومن حنين التربة اخضوضروا

              ***
              هناك رفوا... ههنا أعشبوا
              هل تضجر الأمواج كي يضجروا؟
              من كل شبر، أبرقوا، أشرقوا
              كيف التقى الميلاد والمحشر؟
              كيف هموا لوناً، سنى؟ كيف من
              تحت الشظايا والحصى أمطروا

              ***
              ماذا يقص التل للمنحنى
              عنهم، ويروي الحقل والبيدر؟
              وكيف تحكي الدار أخبارهم
              ويستعيد القصة المهجر؟

              ***
              ناموا شظايا أنجم في الثرى
              وقبل إسحار الدجى أسحروا
              مؤقتاً غابوا ، لكي يبزغوا
              كي يشمسوا، من بعد ما أقمروا
              عادوا إلى أعراقهم، أورقوا
              منها ... ومن أشجارهم أثمروا

              ***
              من حيث يدرون، ومن حيث لا
              ندري... أطلوا، أذهلوا، أسكروا
              لا شيء يدري... أي شيء يرى
              وكيف أضحى غيره المنظر؟
              تعدو إليهم كالصبايا الربى
              يطير كالعصفورة المعبر
              وكل كوخ يمتطي شوقه
              وكل صخر فرس أشقر
              وكل بستان يصيح: اقتطف
              ياكل طاو.... ياعطاش اعصروا

              ***
              من أين جاؤوا؟ كلهم أكدوا
              مماتهم، عن سره أخبروا
              وشكلوه بدعة لونت
              أشكالها الأسواق والسمر

              ***
              قيل: انقضى عشرون عاماً على
              تمزيقهم... قيل انقضت أشهر
              وقال وادٍ: أصبحوا عنده
              وقال سفح: فوقه عسكروا
              وقال نجم: تحت عيني سروا
              والفجر في أهدابهم يسهر
              وقيل: هبوا ضحوة وانثنوا
              كما يتيه العاصف الأغبر
              وقال بعض: شاهدوا دفنهم
              وقال بعض البعض: لم يقبروا
              قيل اختفوا يوماً.. وقيل انطفوا
              وقيل: من حيث انطفوا نوروا

              ***
              وقيل : ذابوا ذرة ذرة
              والأرض في ذراتهم تكبر

              ***
              في كل ملقى، أصبحوا قصة
              على رؤاها، تلتقي الأعصر
              ترق، تغلي، تنهمي خضرة
              تطول، تنسى بدأها، تقصر
              لكن أما ماتوا؟ أمن أعلنوا
              هذا، بآتي وصلهم بشروا؟
              وكيف عادوا من غياب الردى؟
              لأنهم غابوا، وهم حضر
              وكانت الشمس بلا محور
              وكانت الأشعار لا تشعر
              وكل أمرٍ كان يجري كما
              يدبر الماخور والمتجر
              وكانت الألحان طينية
              والوقت عن رجليه يستفسر
              وكل مرأى، كان من لونه
              يفر، يلغي طعمه السكر

              ***
              كانوا زماناً مستحيلاً أتى
              من المحال، انفجروا، فجروا
              ومن يقين الصاعد المفتدي
              ثاروا على عنف الردى، ثوروا

              ***
              أنهوا زماناً، تحت موضاته
              ينهار، لا ينسى ولا يذكر
              كانوا صراعاً، بالنجيع ارتوى
              روى، إلى أن أغصن الخنجر
              [/]

              تعليق


              • #52
                []مختارات من
                ديوان

                ترجمة رملية لأعراس الغبار


                قصيدة
                ترجمة رملية لأعراس الغبار



                غريبة يا طارئات مثلي
                شريدة مثلي ومثل أهلي
                منقادة مثلي لكل ريحٍ
                رمل الفيافي أصلها وأصلي
                لأنها رملية شبيهي
                أتى غباراً نسلها ونسلي
                كما التقى مستنقع وقيح
                كأن تناجي زمرها وطبلي!!

                * * *
                مثلي بلا فعل بلا تخل
                هل فعلنا أخوى أم التخلي؟
                مثلي بلا ماضٍ، وما يسمى
                (مستقبلي) يأتي، يموت قبلي
                غريبة يا طارئات عني
                وتلتحفن قامتي وظلي
                من مقلتي تدخلن قبل فتحي
                ومن فمي تخرجن بعد قفلي
                تطبخن في قلبي عشاء موتي
                وتبتردن في يدي، وأغلي
                تقلن ما لا أبتغي بصوتي
                تكتبن ما لا أرتأي وأملي
                وليس لي ما أدعي لأني
                أغمدت في قلبي: يدي ونصلي

                * * *
                أيا التي سميتها بلادي
                بلاد من؟ يازيف: لاتقل لي
                بلاد من؟ ياعاقراً وأما
                ويا شظايا تصطلى وتصلي
                يا ظبية في عصمة (ابن آوى)
                يا ثعلباً تحت قميص (مشلي)
                يا طفلة في أسرها تغني
                ويا عجوزاً في الدجى تفلي
                يا حلوة دودية التشهي
                يا بهرجاً من أشنع التحلي

                * * *
                همست للقواد: هاك صدري
                وقلت للسكين: هاك طفلي
                وللغراب: البس فمي وكفي
                وللجراد: اسكن جذور حقلي
                فهل تبقى الآن منك، مني
                شيء سوى لعلها، لعلي؟

                * * *
                إلى سوى هذا الزمان أهفو
                إليه أضني سرعتي ومهلي
                هل أمتطي نفاثة إليه
                وتحت جلدي ناقتي ورحلي؟
                هل أمتطي بغلاً كنصف حل؟
                قد يمتطي وجهي قذال بغلي؟
                أي الخطى أهدى إليه؟ أضحت
                غايات عرفاني كبدء جهلي!

                * * *
                يا غير ما جربته أجبني
                ويا سوى تلك المنى أطلي
                ويا حدود المستحيل ذوبي
                ويالغات الممكن اضمحلي
                ويا التي يدعونها: (ظروفا)
                تحط أكداس الدمى وتعلي
                الموت بالحلوى لديك حذق
                وبالمدى ضرب من التسلي
                من علم البوليس كيف يشوي
                لحوم عشاق الحمى ويقلي؟

                * * *
                من يحمل الرشاش فهو حر
                في قتل آتي موطني وقتلي
                يقول -إذ يمشي على الضحايا-:
                ماذا هنا غطى لموع نعلي؟
                لأن قتل (النفط) ذو فنونٍ
                يردي هنا، وها هنا يصلي
                هنا يحني لحية ويدعو
                هناك يرمي جلده المحلي
                يبيع لوناً يشتري سواه
                يريد تجديد اسمه فيبلي
                تلك القبور المزمنات فيه
                يظل يجلو حسنها ويطلي

                * * *
                يبدو عروساً، لا تقول ريح
                لأختها: إن الزفاف رملي
                تصغي إلى تصريحه الدواهي
                وآخر الأزواج عنه يدلي
                يغدو أصولياً بدون فقهٍ
                يمسي حلولياً بلا تجلي
                يشم ماذا تحلم العشايا
                يصيح: هذا العصر صنع بذلي
                أهرقت في أوكاره عيوني
                كي يرتدي هذا اللعين شكلي
                لا تنفلت يابحر من بناني
                تجمعي يا أرض تحت رجلي

                * * *
                يا ريح: هل تعطين غير قش؟
                من أين؟ تأريخ الركام بعلي
                غداً تراني أستهل عهداً
                لأنني ضيعت مستهلي

                * * *
                في القلب شيء -يازمان- أقوى
                لاتنعطف من أجله وأجلي
                أحب ما تولين من عطايا
                -ياهذه الأيام- أن تولي..[/]

                تعليق


                • #53
                  []قصيدة
                  وردة.. من دم المتنبي


                  مِن تلظّي لموعه كاد يعمى
                  كاد من شهرة اسمه لايُسمّى
                  جاء من نفسه إليها وحيداً
                  رامياً أصلهُ غباراً ورسما
                  حاملاً عمره بكفيه رمحاً
                  ناقشاً نهجه على القلب وشما
                  خالعاً ذاته لريح الفيافي
                  ملحقاً بالملوك والدهر وصما

                  * * *
                  اِرتضاها أُبوَّة السيف طفلاً
                  أرضعتهُ حقيقة الموت حُلما
                  بالمنايا أردى المنايا ليحيا
                  وإلى الأعظم احتذى كل عظمى
                  عسكر الجن والنبوءات فيهِ
                  وإلى سيف (قُرمطٍ) كان يُنمى

                  * * *
                  البراكين أُمُّه، صار أُمّاً
                  للبراكين، للإرادات عَزْما
                  (كم إلى كم، تفنى الجيوش افتداءاً
                  لقرودٍ يفنون لثماً وضمّاً)
                  ما اسم هذا الغلام يابنَ مُعاذٍ؟
                  اسمه (لا): مِن أين هذا المسمى؟
                  إنه أخطر الصعاليك طُرّاً
                  إنه يعشق الخطورات جمّا
                  فيه صاحت إدانة العصر: أضحى
                  حكَماً فوق حاكميهِ وخصما
                  قيل: أردَوه، قيل: مات احتمالاً
                  قيل: همّت به المنايا، وهمّا
                  قيل: كان الردى لديه حصاناً
                  يمتطيه برقاً ويُبريه سهما
                  الغرابات عنه قصّت فصولاً
                  كالتي أرّخت (جديساً) و(طمساً)

                  * * *
                  أورقَ الحبر كالربى في يديهِ
                  أطلعَت كل ربوةٍ منه نجما
                  العناقيد غنّت الكاس عنهُ
                  الندى باسمه إلى الشمس أوما

                  * * *

                  هل سيختار ثروة واتساخا؟
                  أم ترى يرتضي نقاء وعدما؟


                  ليس يدري، للفقر وجه قميء
                  واحتيال الغنى من الفقر أقمى


                  ربما ينتخي مليا، وحينا
                  ينحني، كي يصيب كيفاً وكما


                  عندما يستحيل كل اختيار
                  سوف تختاره الضرورات رغما


                  ليت أن الفتى - كما قيل - صخر
                  لو بوسعي ما كنت لحماً وعظما


                  هل سأعلو فوق الهبات كميا؟
                  جبروت الهبات أعلى وأكمى


                  * * *

                  أنعلوا خيله نظاراً ليفنى
                  سيد الفقر تحت أذيال نعمى


                  (غير ذا الموت ابتغي، من يريني
                  غيره لم أجد لذا الموت طعما


                  أعشق الموت ساخناً، يحتسيني
                  فائراً، أحتسيه جمراً وفحما


                  أرتعيه، أحسه في نيوبي
                  يرتعيني، أحس نهشاً وقضما)


                  * * *

                  وجدوا القتيل بالدنانير أخفى
                  للنوايا، أمضى من السيف حسما


                  ناعم الذبح، لا يعي أي راء
                  أين أدمى، ولا يرى كيف أصمى


                  يشتري مصرع النفوس الغوالي
                  مثلما يشتري نبيذاً ولحما


                  يدخل المرس من يديه وينفي
                  جسمه من أديمه وهو مغمى

                  يتبدّى مبغى هنا، ثم يبدو
                  معبداً هاهنا، وبنكين ثَمّا
                  يحملُ السوق تحت إبطيه، يمشي
                  بايعاً شارياً، نعيّاً ويُتما

                  * * *
                  مَن تُداجي يابن الحسين؟ (أُداجي
                  أوجهاً تستحق ركلاً ولطما
                  كم إلى كم أقول مالست أعني؟
                  وإلى كم أبني على الوهم وهما؟
                  تقتضيني هذي الجذوع اقتلاعاً
                  أقتضيها تلك المقاصير هدما)

                  * * *
                  يبتدي يبتدي، يُداني وصولاً
                  ينتهي ينتهي، ويدنو ولَمّا
                  هل يرى ما ترى مقلتاهُ؟
                  (هل يُسمِّي تورّم الجوف شحما)؟

                  * * *
                  في يديهِ لكل سِينَين جيمٌ
                  وهو ينشَقّ: بين ماذا وعّما
                  لايريد الذي يوافيه، يهوى
                  أعنف الاختيار: إمَّا، وأمَّا
                  كل أحبابهِ سيوفٌ وخيلٌ
                  ووصيفاتهُ: أفاعٍ وحمّى

                  * * *
                  (ياابنة اليل كيف جئتِ وعندي
                  مِن ضواري الزمان مليون دهما؟
                  الليالي -كما علمتُ – شكولٌ
                  لم تَزدني بها المرارات عِلما)

                  * * *
                  آه يابن الحسين: ماذا ترجِّي؟
                  هل نثير النقود يرتد نظما؟
                  بخفيف الرموز ترمي سيوفاً
                  عارياتٍ: فهل تحدَّيتَ ظلما؟
                  كيف تدمى ولاترى لنجيعٍ
                  حمرةٌ تنهمي رفيفاً وشما؟
                  كان يهمي النبات والغيث طلٌّ
                  فلماذا يجفُّ والغيث أهمى؟
                  ألأنَّ الخصاة أضحوا ملوكاً
                  زادت الحادثات، وازددن عُقما؟

                  * * *
                  (هل أقول الزمان أضحى نُذيلاً؟
                  ربما قلت لي: متى كان شهما؟
                  (هل أُسمِّي حكم الندامى سقوطاً؟
                  ربما قلت لي: متى كان فخما؟
                  أين ألقى الخطورة البكر وحدي؟
                  لست أرضى الحوادث الشمط أُمّا
                  أبتغي ياسيوف، أمضى وأهوى
                  أسهماً مِن سهام (كافور) أرمى)

                  * * *
                  شاخ في نعله الطريق، وتبدو
                  كل شيخوخةٍ، صِباً مدلهمّا
                  كلما انهار قاتلٌ، قام أخزى
                  كان يستخلف الذميمُ الأذمّا
                  هل طغاة الورى يموتون زعماً
                  - يامنايا - كما يعيشون زعما؟
                  أين حتمية الزمان؟ لماذا
                  لايرى للتحول اليوم حتما؟
                  هل يجاري، وفي حناياه نفسٌ
                  أنِفَت أن تحلَّ طيناً مُحمَّى؟
                  (ساءلت كل بلدةٍ: أنت ماذا؟
                  ما الذي تبتغي؟ أجلّ وأسمى
                  غير كفِّي للكأس، غير فؤادي
                  لعبةٌ في بنان »لَميا« و»ألمى«)

                  * * *
                  كيف يرجو أكواز بغداد نهرٌ
                  قلُبه وحدهُ مِن البحر أطمى؟
                  كان أعلى مِن (قاسيون) جبيناً
                  مِن نخيل العراق أجنى وأنمى
                  للبراكين كان أُمّاً: أيُمسي
                  لركام الركاد خالاً وعمّا؟

                  * * *
                  (حلبٌ ياحنين، ياقلب تدعو
                  لا أُلبِّي، ياموطن القلب مهما..
                  أشتهي عالماً سوى ذا، زماناً
                  غير هذا، وغير ذا الحكم حكما
                  أين أرمي روحي وجسمي، وأبني
                  لي، كما أستطيب روحاً وجسما؟)

                  * * *
                  خفِّفف الصوت للعدا ألف سمعٍ
                  هل أُلاقي فدامة القتل فدما؟
                  يا أبا الطيِّب اتئد: قل لغيري
                  اِتخذ حطيةً على مَن وممَّا؟
                  كلهم (ضبَّةٌ) فهذا قناعٌ
                  ذاك وجهٌ سمَّى تواريه حزما

                  * * *
                  (ألطريق الذي تخيَّرتُ أبدى
                  وجه إتمامهِ، أُريد الأتَّما
                  متُّ غمّاً: يادرب »شيراز« أورق
                  مِن دمي كي يرفَّ مَن مات غمَّا
                  وانفتح وردةَ إلى الريح تُفضي
                  عن عدوِّ الْجَمام كيف استجمَّا)
                  أصبَحت دون رجله الأرض، أضحى
                  دون إطلاق برقه، كلُّ مرمى
                  هل يصافي؟ شتى وجوه التصافي
                  للتعادي وجهٌ وإن كان جهما
                  أين لاقى مودّةً غير أفعى؟
                  هل تجلَّى ابتسامةً غير شرمى؟

                  * * *
                  أهلُهُ كل جذوةٍ، كل برقٍ
                  كل قفرٍ في قلبه، وجه »سلمى«
                  تنمحي كلها الأقاليم فيهِ
                  ينمحي حجمُه، ليزداد حجما
                  تحت أضلاعه »ظفارٌ« و»رضوى«
                  وعلى ظهرهِ »أثينا« و»روما«
                  يغتلي في قذاله »الكرخ« يرنو
                  مِن تقاطيع وجهه »باب توما«

                  * * *
                  التعاريف تجتليه وتغضي
                  التناكير عنه ترتدّ كلمى
                  كلهم يأكلونَهُ وهو طاوٍ
                  كلهم يشربونهُ وهو أظما
                  كلهم لايرونهُ وهو لفحٌ
                  تحت أجفانهم مِن الجمر أحمى

                  * * *
                  حاولوا، حصرهُ، فأذكوا حصاراً
                  في حناياهمو يُدمِّي ويَدمى
                  جرَّب الموت محوهُ ذات يومٍ
                  وإلى اليوم يقتل الموت فهما[/]

                  تعليق


                  • #54
                    قصيدة
                    خاتمة ثورتين


                    يا سبتمبر, قل لأكتوبر
                    كل منا أمسى في قبر
                    بين القبرين, نحو الشبرين
                    أترى الحفار أطال الشبر
                    أسرعت أنا, ولحقت على
                    خط المجرى, طلقت الصبر
                    نفس الشيطان, أخذ العنوان
                    وأتى وحش في جلد الحبر
                    أصللت كما, أريضت أنا
                    وهنا كهنا, طوعا ً أو جبر
                    فكلا القصرين, خبرالشطرين
                    وأنا وأخي ، من قتلى الخبر
                    سعي مشكور، صلح مزبور
                    يا طفل سبأ، وقعت الزبر
                    فهنا حدثي، وهنا جدثي
                    يا حفرتنا: من ينوي السبر
                    قالوا(شمسان)جافي(عيبان) ثم التقيا في منهى العبر
                    هل وحدنا من الحدنا ؟
                    أو من أوحى وأجاد النبر
                    يا سبتمبر, قل لأكتوبر
                    كل منا أمسى في قبر

                    قصيدة
                    لعينيك ياموطني


                    لأني رضيع بيانٍ وصرف
                    أجوع لحرفٍ، وأقتات حرف
                    لأني ولدت بباب النحاة
                    أظل أواصل هرفاً بهرف
                    أنوء بوجهٍ، كأخبار كان
                    بجنبين من حرف جر وظرف
                    []* * *[/]
                    أعندي لعينيك يا موطني
                    سوى الحرف، أعطيه سكباً وغرف؟
                    أتسألني: كيف أعطيك شعراً؟
                    وأنت تؤمل، دوراً وجرف
                    أفضل للياء وجهاً بهيجاً
                    وللميم جيداً، وللنون طرف
                    أصوغ قوامك من كل حسنٍ
                    وأكسوك ضوءاً ولوناً وعرف

                    تعليق


                    • #55
                      []قصيدة
                      الصمت المر


                      هاهنا أقعت اللغه
                      كالؤوس المفرغه
                      كشظايا صفيحةٍ
                      كالعظام الممرغه
                      واستحالت حصىً بلا
                      أي دعوى مسوغه

                      * * *
                      لا استحرت بحرقتي
                      لا استجابت لدغدغه
                      ساهدٌ استفزها
                      وهي في الموت مولغه
                      يلهث الصمت فوقها
                      كالرئات المتبغه
                      شهوة البوح داخلي
                      صخرةٌ ذات بغبغه
                      أو جلودٌ تفسخت
                      تحت إرهاق مدبغه

                      * * *
                      ليس في الصمت حكمةٌ
                      لا البلاغات مبلغه
                      فلسف الرمل يا حصى
                      وامنح الريخ أدمغه
                      لا أنجلى المختبي ولا
                      غطت القبح مصبغه


                      قصيدة
                      صعلوك..من هذا العصر

                      كان يحس أنه خرابه
                      وأن كل كائنٍ ذبابه
                      وأن في جبينه غراباً
                      يشوي على أنفاسه غُرابه
                      وأنه نقابةٌ طموحٌ
                      وشرطةٌ تسطو على النقابه
                      وبعضه يلهو بهجو بعضٍ
                      وكله يستثقل الدعابه

                      * * *
                      وتارةً يرى البحور كأساً
                      في كفه والعالم استجابه
                      وأن في قميصه نبياً
                      أغنى عن الإعجاز والصحابه
                      وأن إبليس على يديه
                      أتى يصلي صادق الإنابه
                      وأن »هارون الرشيد« يرجو
                      في بابه التشريف بالحجابه
                      وأن أنف الشمس كان فأساً
                      من نصف قرنٍ طلق الحطابه

                      * * *
                      وتارة يرنو إلى الثريا
                      كحائضٍ نامت، على جنابه
                      تبدو لعينيه »بنات نعشٍ«
                      خناجراً غيمية الذرابه
                      ما طالعي؟ كانت تقوم أمي:
                      مكتوبةٌ على ابني »الشقابه«
                      رأت أبي كان عصاً »لفيضي«
                      وراعياً عند »بني ثوابه«..
                      وعند »ثاوي يفرسٍ«يرجي
                      -مثل ابن خالي- (مهنة الجدابه)
                      كانت تود أنني فتاةٌ
                      تغوي ثرياً، تحسن الحلابه

                      * * *
                      نجمي هنا، أرض الحمى سمائي
                      هذا نداه، أنجم مذابه
                      وبرج عشقي، مقلتا »أزالٍ«
                      وبرج حظي في يدي (رصابه)
                      المنحنى، في موطني شهابٌ
                      زاهٍ، وكل ربوةٍ شهابه

                      * * *
                      وههنا يصغي، يحس هجساً
                      ينشق من قرارة الكآبه
                      فيلمح المآذن استحالت
                      مشروع برقٍ، يبتغي سحابه
                      يخال صفر الرابيات تبدو
                      عرائساً، وردية الصبابه

                      * * *
                      يحكون عنه: أنه فقيرٌ
                      ونادراً ما يأكل القلابه(5)
                      وغالباً يمسي بلا عشاءٍ
                      عن نفسه ساهٍ، عن القرابه
                      وأنه يثني العقاب عنه
                      ولايمد الكف للإثابه
                      وأنه يشتم كل وكرٍ
                      وأنه يرتاد كل غابه
                      يستبطن المسارب الخفايا
                      من قعرها، في أول انسرابه
                      لذا رأوه، أخطر الحزانى
                      لأنه مستغرب النجابه
                      لأنه، من نفسه عليها
                      يخشى، ولا يسترهب الرهابه

                      * * *
                      من ذلك الصعلوك؟ صار هماً
                      وكان يوماً، تافهاً لعابه
                      بأمه، كان (الفقيه) يزري:
                      بشراك بابن الخير يا »كعابه«
                      وكان يدعى في صباه، نحساً
                      فصار يدعى، حامل الربابه
                      وكان يعطي الفعل حرف جر
                      ولايرى للمصدر انتصابه
                      ومثل شيخ النحو، كان يحكي:
                      تأنيث بابٍ -يا بني- بابه
                      ومن أسامي النابغين يروي:
                      (السهروردي) و»ابن خردذابه«

                      * * *
                      واليوم يغلي وحده كسفرٍ
                      للريح يروي: أغرب الغرابه
                      يلقي »سهيلاً« فحمه ويبدي
                      نجماً يعير الشارع الثقابه
                      يمحو تواريخ التي ستأتي
                      ويبتدي مستقبل الكتابه
                      [/]

                      تعليق


                      • #56
                        []قصيدة
                        قراءة.. في كف النهر الزمني

                        هل هذا الجاري مفهوم؟
                        يبدو مجهولاً، معلوم
                        صنعائياً من »روما«
                        أمريكياً من »مخزوم«..
                        عيناه في إبطيه
                        وله أنفٌ كالقدوم
                        قدماه حرف جر
                        فمه كالفعل المجزوم

                        * * *
                        أدهى من رأس الأفعى
                        أنمى من شجر الزقوم
                        أجلى من سقف المقهى
                        أخفى من أوهام البوم
                        وأنا، ما بين الخافي
                        والبادي فيه، مقسوم

                        * * *
                        يستخفي حيناً، يبدو
                        حيناً، شيطاناً مرسوم
                        آناً عينياً، آناً
                        شكلاً غيبياً مزعوم
                        يرنو كثقوب المبغى
                        يومي كالطيف المجذوم
                        يصبو كالشيخ الفاني
                        يبكي كالطفل المفطوم
                        هل ذا الجاري يجري
                        أو أن المجرى مركوم؟
                        يمتد هنا مسئوماً
                        وهناك يعيد المسئوم
                        ينحل شكولاً شتى
                        يبدو منثوراً منظوم..
                        فعلاً لا أفعال له
                        حالاً مجروراً مضموم..
                        عنقاً مقطوعاً، رأساً
                        برقابٍ أخرى مدعوم
                        إطلاقاً، لاصوت له
                        موتاً ذا صوتٍ مبغوم
                        يبدو ملهى في »دلهي«
                        قصفاً ودماً، في »السلوم«
                        مذياعاً في (هولندا)
                        كعطاس المبغى المزكوم..
                        في »واشنطن« اسطولاً
                        ينوي إبرام المبروم..
                        أيشن هجوماً؟ ومتى
                        أجلاه الشرق المهجوم؟
                        يحتل المحتل به
                        يقتاد زمام المزموم
                        ألهذا الجاري صفةٌ
                        أله تاريخٌ موسوم؟
                        يمسي كبشاً في »صيدا«
                        يغدو ثوراً، في »الخرطوم«
                        سوقاً حراً في »نجدٍ«
                        »ضباً هزروفاً« مخطوم
                        ريماً وجرياً »كلباً«
                        كندياً يدعى »برهوم«..
                        فرواً رومياً يكسو
                        بيضات الخدر المعصوم

                        »جملاً« لايرعى »شيحاً«

                        لاعهد له »بالقيصوم«
                        لايدري شيئآً إلا
                        خلع السروال المنهوم

                        * * *
                        يدعى شيخاً في »طنطا«
                        إفيونياً في »الفيوم«
                        »حافرم« من ذا؟ سموه
                        فراماً صار المفروم
                        في »ديفد« أمسى كنباً
                        في »سينا« نصراً مهزوم

                        * * *
                        هذا الجاري يجري من
                        قدميه حتى البلعوم
                        حيناً لا إيقاع له
                        حيناً ذا نبضٍ منغوم
                        حيناً وجهاً مشتوماً
                        حيناً أزرى من مشتوم
                        يبدي تسجيم الفوضى
                        ويغطي القبح المسجوم
                        ويخاف ذباب المقهى
                        ويغذي فيه الجرثوم

                        * * *
                        أتلو كفيه فصلاً
                        من سفر الآتي المحتوم
                        يرتد جداراً، يلوي
                        زنديه جسراً ملغوم
                        يضحي في »ميدي« نفطاً
                        يمسي تبغاً في »الأهنوم«
                        تكساً في »صنعا« رقماً
                        بالحبر الثلجي مرقوم
                        يعدو هراً حجرياً
                        يستلقي فاراً مرجوم
                        ويلوح »بسوساً« أخرى
                        ألظلم لديها المظلوم
                        يغدو صلحاً أخوياً
                        لبقاً في حسم المحسوم

                        * * *
                        يعلو كالبحر الطاغي
                        يقعي كا »الكوز« المثلوم
                        أملى بكنوز الدنيا
                        أعرى من كوخ المحروم

                        * * *
                        ماذا أحكي؟ عن ماذا؟
                        زمني كالكهف المردوم
                        مفصوم عن شطيه
                        وأنا عن نبعي مفصوم
                        هل يأتي زمنٌ يمحو
                        من لغتي: (كان المرحوم)؟..

                        * * *
                        أأثير هموماً كبرى؟
                        من ذا بالكبرى مهموم؟
                        السوق الهم الأطغى
                        لا ملتزماً، لا ملزوم

                        * * *
                        : إني مهضومٌ: وأنا
                        من ذا للوطن المهضوم؟
                        المعروقي الأيدي
                        أحد عن حس مغموم؟
                        هل تستدعي تصديقاً
                        يا هذا الصدق المذموم؟

                        * * *
                        ماذا أحكي؟ هل أشجي
                        هذا الإسمنت المتخوم؟
                        أروي للشؤم الآتي
                        تأريخ الماضي المشؤوم

                        * * *
                        أهذي وحروفي تهوي
                        حولي كالطير المسموم
                        حتى ظلي متهمٌ..
                        وقميصي مثلي موهوم

                        * * *
                        من أين أنادي؟ حلقي
                        بالشمع القاني مختوم
                        وعلى صدري برميلٌ
                        بنجيع بلادي موشوم
                        ولماذا لاتبقي لي
                        هذياني، إني محموم
                        قل ما تهوى، لكن قل
                        بفم ليس له حلقوم

                        * * *
                        هذا المذياع الأمي
                        أقوى من صوتي المكلوم
                        هل هذا الإسمنت فمي
                        وعلى أنفاسي قيوم؟
                        ألهذا الجاري نسبٌ؟
                        أم هذا ظرف مقحوم؟

                        * * *
                        ويحي، من ذا ينسيني
                        أني كبلادي معدوم؟
                        وبأني مبيوعٌ من
                        بياعٍ مثلي مقصوم
                        وبأني محكومٌ في
                        كفي مأمورٍ محكوم
                        وبأني بيدي غيري
                        من لحمي ودمي مطعوم
                        يا من أجلى »إبرهةً«..
                        أضحى عربياً »يكسوم«

                        * * *
                        أدري أني محتل
                        وأرى فوقي خيل الروم
                        أدري، لكن ما الجدوى
                        من علمي، إني موصوم؟
                        هل يبنيني إدراكي
                        أني من أصلي مهدوم؟
                        هل يشفي من أزماتي
                        ترديدي: أني مأزوم؟
                        ماذا تحكي، لاتغضب
                        لم أكشف أمراً مكتوم
                        عملي! أعطي للمرئي
                        سمةً، لغة للمشموم
                        أتلو كفاً مائياً..
                        وفماً كالصخر المخروم
                        حيناً استقري عقماً
                        حيناً تأكيداً مسقوم
                        فأحس جذوراً خلفي
                        وأشم أمامي برعوم

                        * * *
                        هل تستجلي ما يخفى
                        عنا، يا أكال الثوم؟
                        عفواً: إني عفريتٌ
                        عرافٌ، واسمي »يحموم«
                        أستنبي ما لاينبي
                        وأعي ما تحت الحيزوم

                        * * *
                        هل تحت الإسمنت دمٌ
                        يغلي، وطفورٌ مكظوم؟
                        ما لايجري مفهومٌ..
                        الجاري غير المفهوم

                        يتبع
                        [/]

                        تعليق


                        • #57
                          []قصيدة
                          علامات العالم المستحيل


                          قيل لابد، أن يطيل الغيابا
                          قيل ينأى، كي يستزيد اقترابا
                          قيل عنوان نبعه، كل جرحٍ
                          قيل يستوطن الظنون الكذابا
                          قيل أدناه عاصفٌ قبل عامٍ
                          وثناه غيمٌ، فأغضى وحابى

                          * * *
                          وهنا شكل الحصى مقلتيه
                          مقلةً حيةً، وأخرى غرابا
                          وعلى وجنتيه، يمتد وكرٌ
                          يستضيف الذباب فيه الذبابا
                          فوقه يفسق الدجى بالمراعي
                          تحته تسحب النمال الهضابا
                          يعشب القحط في حشاه رمالاً
                          ويباري فيه اليباب اليبابا

                          * * *
                          قيل أودى، قيل استحال نواةً
                          قيل كهفاً، أمسى لكهفين بابا
                          قيل أغفا هناك، يجتر حزناً
                          مثلما يذكر النجيع الحرابا..
                          قيل من جوف حارةٍ، سوف يرقى
                          قيل من لاهنا، يجيء انصبابا
                          قيل يأتي من تحت شعث الروابي
                          قيل تنوي الربى إليه الذهابا
                          قد يناديه كل صقع فيأبى
                          وبلا دعوةٍ، يكون الجوابا

                          * * *
                          قالت الشمس: ذات يومٍ سيهمي
                          قالت الريح: شاهدته سرابا
                          قال شيخ الحمام أبصار قلبي
                          تجتليه، عيني تراه ارتيابا
                          فأجاب الغراب: يبيض لوني
                          قبل أن يبتدي، يحث الركابا
                          قال سرب القطا: أظن الثريا
                          أوشكت أن تحل عنه النقابا
                          وادعى المنحنى بأن خطاه:
                          أصبحت من رنو عينيه، قابا..
                          هل تعي يا قطا ضجيجاً خليطاً؟
                          ربما استنبحت خطاه الكلابا؟
                          عنه ينبي هذا النباح الموشى
                          بأغانٍ يشحدن ظفراً ونابا
                          فأجاب القطا: حكت عنه أمي
                          مثلما يمضغ الخجول العتابا
                          أخبرت أنه أتى قبل عشر
                          وتولى، ومادرت كيف ذابا
                          هل أحست إذ ذاك من أين وافى؟
                          لا، ولاحمنت إلى أين آبا..
                          ربما ظن أنه كان فجاً..
                          وانثنى كي يطيب، والآن طابا

                          * * *
                          والذي لايراه قال: رآه
                          والذي شمه يقيناً تغابى
                          قيل ينهل من عيون الأماني
                          قيل يسري تحت السطوح انسرابا
                          قيل من ظنه سيرنو إليه
                          يملك الحالم الغيوب اغتصابا
                          قيل من أصدق العلامات عنه
                          صخرةٌ كالقطار تعلو شهابا..
                          قيل بل أنجم تحول كؤوساً
                          ورؤساً لا تستقل الرقابا
                          قيل بل نم عنه، وقتٌ تجزا
                          ساعداً مديةً، ووجهاً ضبابا
                          قيل أهدى علامةٍ عنه طفل:
                          يحتذي غابةً، ويطوي العبابا
                          عبهري، سفرجلي المحيا
                          مقلتاه، تعنقدان الرغابا
                          وله لحيةٌ وتسعون ثدياً
                          وفم، يمسخ الأفاعي قبابا

                          * * *
                          قيل تنشق بذرةٌ عنه يوماً
                          قيل تدمي البروق عنه السحابا
                          ربما كان تحت حزن الدوالي
                          وقريباً يجتاز، ذاك الحجابا

                          * * *
                          قيل من أبعد الغرابات يدنو
                          يعجن الضوء والندى والترابا
                          يغزل البيد برتقالاً وورداً
                          يحمل البحر، في يديه كتابا..
                          يدخل العشب، يركض فيها
                          يستحيل الهبا غصوناً كعابا..

                          * * *
                          قيل يغشى بيوت (صنعا) صباحاً
                          قيل يغشى ليلاً (أديس أبابا)
                          قيل فجراً يزف (بيروت) أخرى
                          وإلى (تل ابيب) يحدو الخرابا..
                          قيل يمحو مجاعة (الهند) صيفاً
                          قيل يستهل هنداً شبابا
                          قيل من خارج التقاويم يأتي
                          من وراء الحساب، يلغي الحسابا
                          يبدع العالم الصديق، وينسى
                          ثانياً، ثالثاً، نعاجاً، ذئاباً..
                          طاوياً، كل من دعوهم، رؤوساً
                          دافناِ، كل من تسموا ذنابي..

                          * * *
                          وسيبدو عاماً، أشذ صبي
                          أو يسمى: أحنى عجوزٍ تصابي
                          ثم يبدو غير التي لقبوها
                          ثورةً، غير ما دعوه انقلابا..
                          ويرى من وضوحه كوليدٍ
                          يرتدي عريه الطفولي ثيابا
                          قيل هذا، وتارةً عكس هذا
                          ليت شعري: أذاك، أم ذا أصابا؟[/]

                          تعليق


                          • #58
                            []قصيدة
                            حوار فوق أرض الزلازل



                            مَن علَّمها الرقص النَّاري؟
                            هل رنَّحها العشق الضاري؟
                            فغلَت من كل جوانحها
                            ودوَت: ضجِّي يا أوتاري
                            وهَمَت قُبلاً صخريات
                            ماأقسى العشق الأحجاري
                            وامتدَّت أحضاناً أخرى
                            من أشداق الطيش الواري

                            * * *
                            كيف ارتجلَت أعتى طَربٍ؟
                            أختارت، أو قيل اختاري
                            فانثالت قصفاً تحتيّاً
                            وانهلّت كالسيف العاري
                            وتلت مزمور الموت كما
                            يتزيّا الأمِّي بالقاري

                            * * *
                            أمّ العُرف الجاري خرجت
                            عن سلطان العُرف الجاري
                            هل ملَّت حمل مناكبها
                            فتنادت: أوشك إبحاري؟

                            * * *
                            ماذا يا(مِذحج) هيَّجها؟
                            فلتت مِن قبضة إصراري
                            لا الصبح تجلّى نيَّتها
                            لاأفشاها النجم الساري

                            * * *
                            هل جاشت تبحث عن شعبٍ
                            أطرى، أو عن رعبٍ طاري؟
                            هل للأرض الكسلى يابني
                            أوطارٌ تشبه أوطاري؟
                            أوَلم تسمع أنشودتها؟
                            شاهدت حطامي وغباري
                            قالت لي ما لاأفهمهُ
                            عصفَت بالمزري والزاري
                            جاءت مِن خلف مدى ظنِّى
                            مِن خلف مرامي أنظاري

                            * * *
                            هل قالت هاك خطوراتي
                            فلتتعلمْ مِن أخطاري؟
                            لم تترك لي وقتاً أُصغي
                            أو أُبدي بعض استفساري
                            نفثَت سريَّتها الغضبى
                            مِن قعر أرومة أسراري
                            وأظنِّي قلتُ لها: اتئدي
                            أو قِرِّي، أو لاتنهاري
                            لا أدري ماذا قلت لها
                            قالت: طلَّقتُ استقراري
                            ركضَت مِن تحتي، مِن فوقي
                            مِن قدَّامي، مِن أغواري
                            مِن بين خلايا جمجمتي
                            مِن تحت منابت أظفاري

                            * * *
                            حدَس (أدجولوجي) علَّتها
                            قال المقري: أمرُ الباري
                            ماجدوى هذا، أو هذا
                            أو ذاك الوصف الإخباري؟
                            لاشيخ المسجد أوقفَها
                            لا ألجمها المستر (لاري)
                            حتى (رختر) يبدو أغبى
                            مِن ذيّاك العجل (الذاري)

                            * * *
                            أبَت: أضَعُفتَ ولاتدري؟
                            هربت مِن حولي أقطاري
                            وأعز مآمنَي اضطرت
                            أن تمسي خوفاً إجباري
                            أتراها أبقت لي أثَراً
                            مَن كانت تدعى: آثاري
                            مِن خلف (الصيَح) إلى (أضرعةٍ)
                            حُفَري، وشظايا حُفَّاري

                            * * *
                            أتشمُّ - هنالك أوديتي؟
                            أتصيخ هناك لمزماري؟
                            أتشاهدني وأنا أتلو
                            في قلب التربة أسفاري؟
                            يظما المحراث، فأسقيهِ
                            عَرَقي وأغنّي أثواري..
                            أذكرتَ هنالك أبنيتي
                            تحكي للأنجم أسماري؟
                            وتحيي الضيف بريحاني
                            وتلاقي الريح بإعصاري

                            * * *
                            جذّرت الصخر على صخرٍ
                            وهناك دُفنت بأطماري
                            أضحَت - ياطفلي – مقبرتي
                            مَن كنت أُسميِّها داري

                            * * *
                            (أو جار الثعلب) تحرسهُ
                            فلماذا خانت أوجاري؟
                            أوكار الطير تُحصِّنهُ
                            وأنا أكلتني أوكاري

                            * * *
                            هل قالت منهى تدميري
                            كشفٌ عن أول إعماري؟
                            أتراني - ياولدي – قمحاً
                            مِن دفني يربو إثماري؟
                            الموت الفوت: أتحسبني
                            غيَّرت بموتي أطواري؟

                            * * *
                            هل أنت الأصدق؟ هل أرمي
                            بالتهمة رؤية أبصاري؟
                            أنكرتُ أموراً سابقةً
                            يوماً وسخرت بإنكاري

                            * * *
                            أرجو - يابني - أن تمنحني
                            معياراً يُلغي معياري
                            أصبحتُ أعي أني غيري
                            هل - فأر السد - سوى فاري؟

                            * * *
                            رجفات الأرض - كعادتها-
                            دفعَت مجراكَ وتيّاري
                            السرُ الناري في دمها
                            أذكى فينا السرّ الناري
                            [/]

                            تعليق


                            • #59
                              []قصيدة
                              إحدى العواصف


                              كتلفت الذكرى الحميمه
                              كذهول أيام الهزيمه
                              كفرار محكومٍ عليه
                              كزوجةٍ أمست غريمه
                              كوثوب مزبلةٍ، لها
                              ساقٌ على أخرى جثيمه
                              كدبيب أول سكرةٍ
                              كختام أغنيةٍ كليمه..
                              جاءت منوعةً كما
                              يروون أخبار الجريمه
                              وكما يصيخ المخبرون
                              إلى تزاويق النميمه

                              * * *
                              تهمي كحكي البدو: عن
                              أسواق عاصمةٍ فخيمه..
                              تختال »كامرأة العزيز«
                              وتنحني مثل البهيمه
                              كالرمل تصهل، كالطبول
                              تنق، تخطب كالحكيمه
                              كجدال برميلين، عن
                              أي الأمور: هي الصميمه
                              تلقي ترهلها، على
                              مزق العشيات السئيمه
                              في كل مرأةٍ تفتش
                              عن ملامحها القسيمه

                              * * *
                              ومن الرماد إلى الرماد
                              تزف طلعتها الوسيمه
                              تعوج حتى الركبتين
                              وتنثني كالمستقيمه

                              * * *
                              تلج الثثقوب إلى الثقوب
                              لأنها، ليست جسيمه
                              ولأنها الأم العقيم
                              أرادت الطرق العقيمه

                              * * *
                              في سن والدةٍ، تتوق
                              إلى الرضاعة، كالفطيمه
                              ولها قوائم فرختين
                              وقامة امرأةٍ لحيمه..
                              من خيفة الشيطان
                              تحمل، كل أمسية تميمه
                              وعلى شوارع ظهرها
                              تلهو الشياطين الرجيمه

                              * * *
                              تمضي -كعادتها- بلا
                              جدوى، تجيء بدون قيمه
                              بالزرع تعصف، بالصخور
                              تلوذ، تبسم كاللئيمه
                              فتعدد الأزواج، وهي
                              العانس الولهى الدميمه

                              * * *
                              وعلى مناكبها تجيء
                              حقائب الخطط الأثيمه
                              وكتائب »السفليس« من
                              أنواع، »ريتا« أو »بسيمه«
                              تستورد »السرطان«
                              تحسبه مساعدة كريمه
                              وبغير مسمعها تصيخ
                              إلى البراكين الكظيمه

                              * * *
                              أهي الوخيمة يا هبوب
                              أم المهبات الوخيمه؟
                              سلمت يداها: قل معي
                              ألأنها ليست سليمه؟
                              أأتت كإحدى العاصفات
                              من النسيم، أو النسيمه؟
                              أهي الذميمة يا روابي؟
                              أم أبوتها الذميمه..؟
                              أسكت، لأن فم التقصي
                              يجرح اللغة الرخيمه
                              وهل التردي طبعها؟
                              ألفت عوائدها (حليمه)
                              تخشى وترجو، لاتصادق
                              لاعداوتها أليمه
                              كالوارث المطلاق، تهوى
                              كالمطلقة النهيمه
                              كسلى، وأنشط من ذباب
                              الصيف، مترفةٌ عديمه

                              * * *
                              في جعبة التجار جببهتها
                              نواياها الكتيمه
                              من كل موطوء الدماغ
                              لها نديمٌ، أو نديمه
                              مشدودةٌ بعرى هناك
                              وعن هنا باتت صريمه

                              * * *
                              تعرى، وتلبس كل عيدٍ
                              طيف »صعدة« و»الجميمه«
                              وتقول: والدها »يريمٌ«
                              أمها تدعى: »يريمه«
                              وقرين عمتها »نعيمٌ«
                              واسم خالتها »نعيمه«
                              اسميةٌ، مالونها
                              ألها روائحها الشميمه؟
                              حتى الأسامي ترتديها
                              تلك أوسمة العزيمه
                              رمز المواطنة التي
                              بسوى لوازمها لزيمه
                              لافرق في أسمائها
                              بين المميتة، والمنيمه

                              * * *
                              تنأى عن الأتي، تعود
                              تظل رائحةً مقيمه
                              تومي كواعدةٍ، كقاتلةٍ
                              بمهنتها عليمه
                              تهوي، وتصعد كالدلخان
                              على الحصى تبدو زعيمه
                              وكأن حشد غبارها:
                              أبطال ملحمةٍ قديمه

                              * * *
                              كالدود، لم ينبت لها
                              عظم وسموها: العظيمه
                              وهي الأقل من التساؤل
                              والإجابات السقيمه
                              وأقل من برد المديحة
                              من حرارات الشتيمه

                              * * *
                              للطين تولم، تبتني
                              عرشاً، برائحة الوليمه
                              تهب الكؤوس وتحتسي
                              دمها، وتحسبه غنيمه
                              وعلى تجاعيد الفراغ
                              تصف أقنعةً نظيمه
                              وتهب عن أمر المصارف
                              والوعود المستديمه
                              يا من تبنوا يتمها
                              من منكمو أكل اليتيمه؟؟[/]

                              تعليق


                              • #60
                                []مختارات من
                                ديوان
                                كائنات الشوق الأخرى

                                قصيدة

                                غير ما في القلوب


                                أقول ماذا ياضحى، ياغروب؟
                                في القلب شوق غير ما في القلوب
                                في القلب غير البغض غير الهوى
                                فكيف أحكي ياضجيج الدروب؟
                                ويا ثياباً ماشيات على
                                مشاجب تفتر فيها الندوب
                                ويا رصيفاً يحفر الصبر في
                                لوحيه تاريخ الأسى والشحوب
                                ويا قصوراً يرتديها الخنى
                                وترتدي وجه النبي الكذوب
                                ويا جذوعاً لا ينادي بها
                                إلا ثقوب طالبات ثقوب
                                يا باعة التجميل هذي الحلى
                                تهدي إلى ما تحتها من عيوب

                                ** * *
                                أقول ماذا يا نسيم الصبا
                                أقول ماذا يا رياح الجنوب؟
                                الحرف يحسو قيأه في فمي
                                والصمت أقسى من حساب الذنوب
                                وهذه الأحلام تغوي كما
                                تراوغ الأعمى عجوز لعوب

                                ** * *
                                فعلميني الحرق با كهربا..
                                أو علميني يا رياح الهبوب
                                أو مدني يا برق أفقاً سوى
                                هذا وبحراً غير ذاك الغضوب
                                أو حاولي يا سحب أن تطفئي
                                قلبي عسى عن قلبه أن يتوب

                                ** * *
                                من أغسق الأيام ياريح؟ هل
                                تدري الثريا أي مسرىً تجوب؟
                                كل المدى أيد ذبابية
                                صفايح مكسوة بالقطوب
                                حوائط تغدو وتسري كما
                                تأتي على رياح الجفاف السهوب

                                ** * *
                                وقبرات حوم تجتدي
                                سنابلاً يحوين غير الحبوب
                                ياكل منقار تناسى الطوى
                                لاتزعج القحط الأكول الشروب

                                ** * *
                                تقول ماذا علّ قلب الثرى؟
                                أظمى الى غير السحاب السكوب
                                هل في الربى يا شمس غير الربى؟
                                هل للكوى معنىً خبيء الجيوب؟
                                والسفح هل فيه سواه وهل
                                في الورد غير اللون غير الطيوب
                                والشمس في طيها غيرها
                                فترحل الأولى وأخرى تؤوب؟

                                ** * *
                                يا شمس هل يدري الضحى والدجى
                                من علم المنشود فن الهروب؟
                                كل له مأساته لا أرى...
                                فرقاً ولكن المآسي ضروب

                                ** * *
                                هل يسمع الاسفلت أوجاعه
                                أو هل يرى سر الزحام الدؤوب
                                وهل يحس ( المرسديس) الذي
                                يزجي لأضنى اللحم أقوى النيوب؟

                                ** * *
                                هل للمواني أمنيات ترى
                                تلك الوجوه الباديات اللغوب؟
                                هل تنتوي الشطآن تسعى إلى
                                مراكب العانين وقت الركوب؟
                                لكل طافٍ باطن راسب
                                سيرسب الطافي ويطفو الرسوب

                                ** * *
                                يا كل آتٍ ما أتى مرةً
                                خذني وأرضعني جديد الوثوب
                                واختر طريقاً ما رآه الذي
                                عن كل مدعوٍ وداعٍ ينوب
                                في القلب شيء ماله سابق
                                وفيه أخفى من نوايا الغيوب
                                فيه أمانٍ غير كل المنى
                                فيه شعوب غير هذي الشعوب

                                ** * *
                                لم لا يذوب القلب مما به؟
                                كم ذاب لكن فيه مالا يذوب
                                رصاصة تعنى بإسكاته
                                ما أسكتت ما فيه حتى الحروب
                                يهتز للنيران تجتاحه
                                مردداً: كل كريم طروب[/]

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-29-2025 الساعة 05:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-28-2025 الساعة 10:06 PM
                                يعمل...
                                X