إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاسطورة اليمنية العملاق عبدالله البردوني

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    []قصيدة
    فنقلة النار والغموض


    يا «خور مكسر» ، يا « المعلا»
    لغة الجدال اليوم أعلى
    أتكون أمثل حجةٍ
    بسوى القذائف غير مثلى؟
    فرأيتما جدل الرصاص
    أحر برهنة وأجلى
    حسناً، ولكن ما الذي
    خط انفجاركما، وأملى؟
    ماذا، كفجر اليوم لاح؟
    وما الذي، كالأمس ولى؟
    اليوم يتلو القصف..
    والأخبار بعد اليوم تتلى
    كي ترتقي جدل النضال
    عليه أن يصلي ويصلى

    ** * *
    فيما التصاعق يا » معاشق« ؟
    لا أرى للأصل أصلا
    سئم السكوت سكوته
    وهل الضجيج الآن ملا؟
    لم لا تجيب؟ لأنني
    تل يجر إليه تلا..

    ** * *
    ماذا أتركض ياحريق
    وتزحف الأخبار كسلى؟
    أشكا » يناير« برده..
    فأتى هنا يشوى، ويغلى؟
    لا القتل أفضل، ياغموض
    ولا السلامة منه فضلى

    ** * *
    يا » دار سعد« لفتةً
    » يسعد صباحك يا المهلا«
    فوقي روابٍ من، متى
    مما الذي، من هل، وهلا؟
    أأقول قبل تساؤلي
    أهلاً، وكيف الحال، أم لا؟

    ** * *
    ماذا تشم تكهناً
    وإشاعة تنبث خجلى
    قصصاً كمسحوق المحارق
    لا تدل ولا تفلى
    حلت مكان اللحية العليا
    - بوجه القول- سفلى

    ** * *
    من دق طبل الحرب؟
    جاءت فجأة، ريحاً وطبلا
    لا أعلنت عن بدئها
    لا أنف غايتها أطلا..

    ** * *
    ماذا تلاحظه هناك؟
    تحولاً مازال طفلا
    أتراه حسماً؟ ربما
    بدء الربيع ينث بقلا

    ** * *
    يا» شيخ عثمان« استجب
    ماذا ترى؟ أرجوك مهلا
    » صنعاء« مفعمة بما...
    أججت، كيف تكون أخلى!
    وصداك قهوة » لاعةٍ«
    قات » الحديدة« و» المصلى

    ** * *
    أنا لست مذياع الخليج
    أرقع البالي بأبلى
    أغبى الكلام، هو الذي
    يبدي أوان الجد هزلا
    من أين أخبر واللهيب
    أمد من نخل » المكلا«
    من مهرجان النار تصعد
    ثورة أبهى وأملى..

    ** * *
    لم لا أسائل » صيرة« ؟
    ستزيد، من، لكن، وإلا
    وترى الطفور توسطاً
    وترى النهاية مستهلا
    وتقول ما سميته
    روعاً: أنا أدعوه حفلا..

    ** * *
    أترى طلاوة صوتها
    يا بحر؟ أم رؤياك أطلى؟
    عنها أعي سفراً...
    بعينها بزنديها محلى

    ** * *
    يـا « جولد مور« إجابة:
    مازالت اللحظات حبلى
    أسمعت « بي بي سي» ؟ وهل
    هذا سوى بوقٍ تسلى؟
    هذا « البعوض» وشى إليه..
    وذلك « الزنيور» أدلى..

    ** * *
    أولئك الغازون ولوا..
    والتآمر ما تولى..
    كانوا تماسيحاً هنا
    وهناك يرتجلون قملا

    ** * *
    قل عن هنا: ماذا اعتراه؟
    وما الذي بالأهل حلا؟
    الساعة الخمسون – مثل
    الساعة العشرين- وجلى
    ماذا ترى يبدو غذاً؟
    بدء الصعود، سقوط قتلى

    ** * *
    للعلم أسأل، والجواب..
    يحول أسئلة وجهلا
    أرجو الوصول وألتقي
    بسوى الذي أرجوه وصلا

    ** * *
    أألوذ بالتأريخ، أنسى..
    ما روى عقلاً ونقلا
    أبدو ( علي مقلى) بدون
    إمامة وبدون مقلى
    لا نالني خير التطرف...
    لا اعتدالي نال عدلا

    ** * *
    قولي » كريتر« ما هنا؟
    القصف، أم عيناك أحلى؟
    تزهو بكفيك الخموش..
    كشارب القمر المدلى..

    ** * *
    جاؤوا لقتلي: هل أعد..
    لهم، رياحيناً وفلا؟
    هم بعض أهلي، فليكن
    هيهات أرضي الغدر أهلا
    تأبى حمام اليوم، أن
    تلقى صقور النار عزلى

    ** * *
    ماذا أسمي ما جرى؟
    حرفاً، ولكن صار فعلا
    الفاتحو باب الردى
    لايملكون الآن قفلا

    ** * *
    أضعفت، أم أن الأسى
    أقوى يداً، وأحد نصلا؟
    أنسيت صقلي ياعراك
    القحط، أم أنهكت صقلا؟

    ** * *
    من شب يا « عدن» اللظى؟
    قالوا: أموت، فقلت: كلا
    ولأنني بنت الصراع..
    فلست أما للأذلا
    ماكان مقلواً من المغازي..
    من الأهلين أقلى

    ** * *
    صممت أن لا أنحني
    أن لا أحيل الخمر خلا
    ماذا أضيف الى الزمان
    إذا عكست البعد قبلا

    ** * *
    جاؤوا إليّ وجئتهم
    نارية العزمات عجلى
    جادوا بإرعاد المنون..
    وجدت إرداءً وبذلا

    ** * *
    أأقول: يا « سبئيةً»
    لو كان ذاك الجود بخلا
    لبيت موطني الذي
    كتب اسمه ورداً ونخلا
    ومن المقاتِل، والمقاتَل؟
    من رأى للنار عقلا؟
    « ردفان» نادى: أن أذود..
    وأن أحيل الصعب سهلا
    فحملت رأسي في يدي
    كي لا تصير الكف رجلا

    ** * *
    واليوم أنزف كي أخف..
    وكي أرف أمد ظلا
    ما خلتهن كوارثي
    أنضجنني عركاً وفتلا
    لا أرتئي ما ترتئين
    غداً أخوض الشوط جذلى

    ** * *
    هذا الغبار على عيوني
    ثورة حمراء كحلى
    هذه الخرائب زينة
    بمعاصم البطلات أولى
    هذه الرفات ستستطيل
    ربى، ويغدو القبر حقلا

    ** * *
    تأتين أخرى؟ غضةً
    وأجد مضموناً وشكلا
    أرخت من يومي غدي
    أنظر: أما أنهيت فصلا؟
    عن ما يكون تخبرين؟..
    هل الذي كان اضمحلا؟

    ** * *
    يا هذه خلي الجنون،
    جنون غيري ما تخلى
    أدمنت أكل بنيك، يا
    حمقى: لأن النصر أغلى
    من لا تحارب لاترى
    فرحى، ولاتبدو كثكلى
    قالت، وقلت، فلا اختفى
    سر، ولا سر تجلى[/]

    تعليق


    • #62
      قصيدة
      مصطفى

      فليقصفوا، لست مقصف
      وليعنفوا، أنت أعنف
      وليحشدوا، أنت تدري
      أن المخيفين أخوف
      أغنى، ولكن أشقى
      أوهى، ولكن أجلف
      أبدى ولكن أخفى
      أخزى ولكن أصلف
      لهم حديد ونار..
      وهم من القش أضعف
      []* * *[/]
      يخشون إمكان موتٍ
      وأنت للموت أألف
      وبالخطورات أغرى
      وبالقرارات أشغف
      لأنهم لهواهم..
      وأنت بالناس أكلف
      لذا تلاقي جيوشاً
      من الخواء المزخرف
      []* * *[/]
      يجزئون المجزا..
      يصنفون المصنف
      يكثفون عليهم..
      حراسة، أنت أكثف
      []* * *[/]
      كفجأة الغيب تهمي
      وكالبراكين تزحف
      تنثال عيداً، ربيعاً
      تمتد مشتىٍ ومصيف
      نسغاً إلى كل جذر
      نبضاً إلى كل معزف
      []* * *[/]
      ما قال عنك انتظار :
      هذا انثنى، أو تحرف
      ماقال نجم: تراخى،
      ماقال فجر: تخلف
      تسابق الوقت، يعيا
      وأنت لا تتوقف
      فتسحب الشمس ذيلاً
      وتلبس الليل معطف
      []* * *[/]
      أحرجت من قال: غالى
      ومن يقول: تطرف
      إن التوسط موت
      أقسى، وسموه: ألطف
      لأنهم بالتلهي
      أرضى وللزيف أوصف
      وعندك الجبن جبن
      مافيه أجفى وأظرف
      وعندك العار أزرى
      وجهاً، إذا لاح أطرف
      []* * *[/]
      يا «مصطفى«: أي سر
      تحت القميص المنتف
      هل أنت أرهف لمحاً
      لأن عودك أنحف؟
      أأنت أخصب قلباً
      لأن بيتك أعجف؟
      هل أنت أرغد حلماً
      لأن محياك أشظف؟
      لم أنت بالكل أحفى
      من كل أذكى وأثقف؟
      من كل نبض تغني
      يبكون «من سب أهيف«
      إلى المدى أنت أهدى
      وبالسراديب أعرف
      وبالخيارات أدرى
      وللغرابات أكشف
      وبالمهارات أمضى
      وللملمات أحصف
      []* * *[/]
      فلا وراءك ملهى
      ولا أمامك مصرف
      فلا من البعد تأسى
      ولا على القرب تأسف
      لأن همك أعلى
      لأن قصدك أشرف
      لأن صدرك أملى
      لأن جيبك أنظف
      []* * *[/]
      قد يكسرونك، لكن
      تقوم أقوى وأرهف
      وهل صعدت جنياً
      إلا لترمى وتقطف
      []* * *[/]
      قد يقتلونك، تأتي
      من آخر القتل أعصف
      لأن جذرك أنمى
      لأن مجراك أريف
      لأن موتك أحيا
      من عمر مليون مترف
      []* * *[/]
      فليقذفوك جميعاً
      فأنت وحدك أقذف
      سيتلفون، ويزكو
      فيك الذي ليس يتلف
      لأنك الكل فرداً..
      كيفية، لاتكيف..
      []* * *[/]
      يا «مصطفى«، يا كتاباً
      من كل قلب تألف
      ويازماناً سيأتي
      يمحو الزمان المزيف

      تعليق


      • #63
        []قصيدة
        الحقيقي

        يجيء بلا وقتٍ، وبالوقت يلتقي
        أيغدوا أيسري؟ أي وقتيه يتقي؟
        يقاوي سراه، أم يداري غدوه؟
        إلى قصده يجري، ومجراه زئبقي

        * * *
        يقول الحصى: من ذلك الطالع الذي؟
        تقول خطاه للمراعي: تعملقي
        ينادي الأخاديد التي ملها الثوى:
        هناك طريق فاسبقيني أو الحقي

        * * *
        تهس الروابي: من أتى؟ إنه الذي
        إلى فجر عينيه تنادى تحرقي
        يمر ويفضي للشجيرات مثلما
        يقول الشذى للريح: لمي تفرقي
        وتهمس عنه لثغة الحلك مثلما،
        إلى الطل يومي الورد: قبل تفتقي
        تشع بعينيه بكارة حبّه
        ويغري شموخ القلب فيه تعلقي

        * * *
        أكاد اسميه وينبو عن اسمه
        يلوح «كصعدي« ويحكي كمعبقي
        بصوصي كهندي يؤدي شعيرة
        يغيم كغاني، ويصحو كجلقي
        عليه جبين مثل فعلٍ مضارعٍ
        عليه قميص كالهجاء الفرزدقي
        ومن حبه قالوا: تزوج أمه
        أأدعوه منذ الآن: «أوديب« مشرقي
        بودي أسميه، وأعيا لأنه
        يجافي تقاليدي، فأطوي تحذلقي

        * * *
        تلاوين مرآه تروغ أمامه
        إذا اختار وردياًتلقاه فستقي
        وإن شام «بكرياً« تحول «تغلباً«
        وإن «شم« صوفياً دنا منه «بيهقي«

        * * *
        -أتختار لي هذي المرايا وجوهها
        وتبتز وجهي، غير هذا تألقي
        لماذا أرى والوقت يلبس رؤيتي؟
        وأبحث عن نطقي، ويهذي بمنطقي

        * * *
        أيا من تسمى الوقت: من أين جئتني؟
        وهل أنت إلا دفقة من تدفقي؟
        وهل كنت في نسغي قبيل تفتحي؟
        وهل أنت من بعد التفتح مغلقي؟
        صعدت بلا وقتٍ وقلبي على يدي
        كتاب، وهذا وجهك الآن رونقي
        لأني حقيقي فأنت مغايري
        لأني زمان أنت صنعي ومئزقي
        إذن لست مني، إنما منك أقتني
        مشماً لإبراقي ولوناً لبيرقي
        قميصاً غداة العيد يكشف جدتي
        قناعاً يواري عن جفوني تمزقي

        * * *
        على أي حالٍ جئت أختط وجهتي
        فيا هذه الأرض استقري أو اقلقي
        محوت وصايا «العم« قولي ل«عمتي«
        «على غيرنا يا أم عمرٍ تشدقي«
        ومن غير تاريخ الأبوة وابنها
        أتيت فليني يا ذرى أو تبندقي
        تعريت للأمطار والنار والمدى
        وهذا التعري -يا متاريس- خندقي
        أمامي طريق لا يؤدي، وهاهنا
        طريق أراه لايراني تحققي
        وهذا طريق ماله أي نكهةٍ
        وهذا له شم ولكن تخلقي
        وهذا له وجه عن الجيد مبعد
        وهذا طفيلي محياه غلفقي
        وهذا كسيفٍ «عولقي« يلوح لي
        وهذا كسيف يدعي شكل «عولقي«
        وهذا طريق من طريقين، هل أرى
        طريقاً له قلب ينادي تطرقي؟

        * * *
        أأنشق بين الشهل والصعب يا خطى؟
        أتجتاز شبراً واحداً يا تشققي؟
        أرى ألف نهجٍ، سوف أختار واحداً
        لأني وحيد، فانتخب يا تشوقي

        * * *
        ومن أين يا شتى الممرات يبتدي؟
        أجيبيه ياشتى الأعاصير واصدقي
        أتوصينه يجري على جري وقته؟
        لقد جاء عكس الوقت، كفي وأطرقي
        أيفنى ربيع في مدى شوط ساعةٍ
        ليدعى زمان القحط، ربان زنبقي

        * * *
        لقد جاء هذا ياليالي لتشمسي
        ويا أرض كي ترمي السعال وتعشقي
        أليس له وجه وحيد وموقف
        كنسغ الدوالي؟ سوف يدعى تسلقي
        ولو جاء قبل اليوم سماه «عاصم«
        كفوراً، وأمسى عند «توماس« هرطقي
        ولو شاهدت صنعا فرادة وجهه
        لسمته «رومياً« ولو كان «مفحقي«
        ولو مر من (تكساس) قالت بأنه:
        «لوممبا« وقالت (مونتكرلو): تزندقي
        يريد لكي يحيا غباءً مطوراً
        ووجهاً تجارياً، ووجهاً تملقي

        * * *
        أيسقط بين البدء والبدء؟ يبتغي
        وثوباً على حشد النقيضين يرتقي
        يروم ابتداع المستحيل فتنثني
        إليه غثاثات الزمان «الخورنقي«

        * * *
        أيصبح وقتاً ثالثاً أين يلتجي؟
        إلى غير وقتٍ، أي موتيه ينتقي؟
        أيرضى الذي يلقى؟ وهل عنه مرجع
        أيفني شقاء الظل أم أصله الشقي

        * * *
        وهل جاء يمحو الوقت أو فيه ينمحي؟
        وهل جاء يطوي الجدب أو منه يستقي؟
        أيرجو الذي يخشى، ويخشى الذي رجا؟
        فيلقى الذي يردي كذاك الذي يقي
        أجاء يوشي باسمه وجه عكسه
        لماذا أتى، هذا السؤال الذي بقي
        يتبع
        [/]

        تعليق


        • #64
          []مختارات من
          ديوان
          رواغ المصابيح

          قصيدة

          رواغ المصابيح


          القناديل يادجى منك أدجى
          المنايا، أم شرطة الليل أنجى؟
          ربما كنت تسأل الآن مثلي
          وأنا أجتدي بإبطيك محجى
          القناديل لاتري الشعب نهجاً
          وتري قاهريه عشرين نهجا
          هل تعي يا دجى لماذا تحابي؟
          ذاك تعميه، ذاك تعطيه وهجا
          من تداجي؟ تمسي لبعض سراجاً
          ولبعض إلى السراديب سرجا
          ولبعض أداة خلعٍ وحرقٍ
          ولبعضٍ تضيء رقصاً وصنجا

          * * *
          أيها النابغي: قل أي شيء
          هز شدقيك، مجك الصمت مجا
          قيل نصف القتال هرج- أراه
          صار كلاً أخفى بناناً وهرجا
          وأخيراً نطقت -بل قلت عني:
          ويح طفل الضياع ماذا تهجا

          * * *
          هل سألت الملثمين إلى كم؟:
          من هداهم إلى الحواري وأزجى؟
          هاهنا أهرقوا، هناك استقادوا
          وهنا خلفوا أنيناً وشجا

          * * *
          يدخلون البيوت من كل ثقبٍ
          يسألون الدخان: من اين عجا؟
          يسلبون السكون طعم كراه
          يرهقون الحصار فتلاً ونسجا
          وينوشون عش كل هزارٍ
          وعلى (الديك) يهدمون (المدجا)

          * * *
          إنهم من بني البلاد، ولكن
          يشبهون الغزاة سلباً وزجا
          قيل هذا الطويل ربته (روما)
          قيل ذاك البطين بالأمس حجا
          قيل هذا الفتى القصير، يوالي
          أمسيات في بيت شقراء غنجى
          ذاك يزهو ويتقي أن يلاقي
          بعض من لقبوه بالأمس (خرجا)
          ذاك يبدي فصاحة السوط ليلاً
          وهو في الصبح ينطق (العجل) علجا
          ذاك يرغي: لاتفقهوا أي علمٍ
          من عصى أمرنا، أطاع (الفرنجا)

          * * *
          أتراهم مدججين سكارى
          ينهكون الجراح فتحاً ورتجا؟
          يذبحون الرجاء في كل قلبٍ
          وينوبون عن بزوغ المُرجّى
          كي يسمى زعيمهم كل شيءٍ
          ويسمى جحيمهم خير ملجا

          * * *
          كيف تغشى ياليل كل زقاقٍ
          لاترى من طغى ولا كيف لجا؟
          وإلى كم تسري بطيئاً وتأتي
          لا أفاق الثرى، ولا الغيم ثجا؟

          * * *
          تحت عينيك يقتلون وتغضي
          هل نقيض الحجى بعينيك أحجا؟
          في عيون النجوم شيء كبوحي
          التشاكي، أم حرقة الكبت أشجى؟

          * * *
          أنت ساهٍ، أنا أريد وأعيا
          يادجى، أينا الحريق المسجا؟
          هل ترى الليلة التي سوف تأتي
          أهي صيفية الأسارير دعجا؟
          -الروابي أدرى بشم السوافي
          وبرصد السماء برجاً فبرجا

          * * *
          قيل يا أرض لاتدورين، قالت:
          صرت أنجر -كالسياسات- عرجا
          يسمع الحكم أي صوتٍ هجاءً
          طمئنيه، يداه أبذى وأهجا
          صنفيه، تلقيه سوطاً وطبلاً
          فسريه، تريه بطناً وفرجا

          * * *
          ولماذا أخرجتني من سكوتي
          وبقلبي أحدثت شرخاً ورجا؟
          كي تميدي، وتركضي كالصبايا
          كي تهزي المروج، مرجاً فمرجا
          كي تقصي ماذا جرى، وتقولي
          أي شيء في قاعة الصمت ضجا
          ألهذا أقلقتني؟ من تسمى؟
          بعض أرضٍ، أدعى (حفاشاً) و(لحجا)

          * * *
          جئت كي تشعري بنهديك يوماً
          هل أنا لا أحس؟ مازلت فجا
          قلت ماتعلمين، كي تطعميه
          لا أنا أهوج، ولا أنت هوجا
          كغموض اعتراف عينيك حبي
          فأجيدي بين الغموضين مزجا

          * * *
          يا النجوم التي عليها أشوي
          أمنياتي، متى سيبلغن نضجا؟
          يا حنين الدجى: إلى كم ستغفو؟
          أي فعلٍ لعقدة الحال أوجى؟
          راوغت أعين المصابيح، خوفاً
          أو رجاءً، وهل رأت من يرجى؟[/]

          تعليق


          • #65
            []قصيدة
            تخاييل

            أسْكتِ الهاجسات فيك قليلاً
            واسترح منك ضحوةً أو أصيلاً
            كل آنٍ تغلي وحيداً، كآتٍ
            مِن رحيلٍ ومستهِلٍّ رحيلا
            حاسياً مايعي مرور الثواني
            مستنيلاً حنينها، أو مُنيلا

            * * *
            تَنشد المستحيل تلقاه حُلماً
            هل تُغنّي كي تملِك المستحيلا؟
            ولماذا تحيل دمعك صوتاً؟
            كان صوتاً في القلب يخشى المَسيلا

            * * *
            للمراعي تصغي، وتحكي، فتبدو
            والمراعي (بثينةً) و(جميلا)
            تعرف الطير أن للأرض سرّاً
            ولذا تُنبت الكَلاَ والنخيلا

            * * *
            تُلفت الذكريات شوقاً، لماذا!
            هل تحب (النبيذ) كَرْماً ظليلاً؟
            أوَما كان في العناقيد أصبى؟
            هل تراه في الكأس شيخاً ضئيلا؟
            لست ترضى أن يصبح الشوقُ ذكرى
            فتُسمِّي العطور زهراً قتيلا
            هل ستدعو تحوّل القمح ذبحاً
            حين يحتاج مخبزاً وأكيلا؟
            كان أنقى بدون خَبزٍ وأكلٍ
            هل رأيت الندى يحول غسيلا؟

            * * *
            كم إلى كم تغوص فيك وتطفو
            باحثاً عنك جائلاً ومُجيلا؟
            مستعيداً أصالة الأصل منهُ
            آبياً ظلَّه عليه دليلا
            مازجاً فيك سائلاً ومُجيباً
            طالباً منك فيك عنك بديلا
            خارجاً منك، مُدخلاً فيك أشقى
            كي توافي على الدخيل دخيلا
            طامعاً أن تظَل فيك غريباً
            لايصافي فيك النُّزول النزيلا
            يدخل اليوم فيك يطبخ ليلاً
            يَخرج الليل منك، يوماً كحيلا
            كل هذا أدعى لعزف احتراقي
            قبل أن أَدخُل السكوت الطويلا

            * * *
            كل آنٍ تُميل فيك القوافي
            فمتى سوف ترتوي كي تَميلا؟
            أتراني موظَّفاً عند قلبي
            فتظن الصواب أن أستقيلا!

            * * *
            فاقدات (الهديل) يبكين فرداً
            أنتَ تبكي في كل آنٍ هديلا(١)
            لي خليلٌ في كل مثوىً ومهوىً
            مذ تخيَّرتُ كلَّ قلبٍ خليلا[/]

            تعليق


            • #66
              قصيدة
              صحفي ووجه من التاريخ


              كيف انبثقتَ؟ أذاهبٌ أم جائي؟
              هذي الفجاءةُ فوق وهم الرائي
              مِن جذر أيَّة كرمةٍ أورقتَ لي
              أشرقت لي مِن أي نجمٍ ناءِ؟
              أضنيتُ بحثاً عنك كل دقيقةٍ
              وكخطرة الذكرى أضأتَ إزائي

              * * *
              أحملت تسعة أعصرٍ وسبقتني؟
              هأنت قُدامي وكنت ورائي
              ألأِننا أفنى مِن الموتى هنا
              لاقيتني أحيا مِن الأحياء؟
              مِن أين جئتَ؟ لِمَ سكتَّ؟ لأنني
              ماجئتُ بل أنتَ اخترعت لقائي
              هذا سنا عينيك يحرق جبهتي
              أتريد ياهذا الفتى إطفائي؟

              * * *
              أهلاً حللت، أتلك أول زورةٍ؟
              شرَّفتنا ياأكرم النزلاءِ
              ماذا تلاحظ؟ خدشتين بمئزري
              وأحسُّ في ألِفي غرابةَ يائي
              قدَّت إزارك بقَّتان وقملةٌ
              ضيف العزيز أحقُّ بالإِغراء
              أأقول أين نزلت؟ هذا مطلعي
              تلك الروابي جُبَّتي وردائي
              أُنظر هناك ترى السماء عمامتي
              وعيون أطفال الشعوب سمائي

              * * *
              أرأيت أقطاب الوزارة؟ أين مِن
              دُور الحكومة ربوةُ الحكماءِ؟
              قصر الثقافة زرتَهُ، أمَدارُها
              قصرٌ يُرى أم داخل الأعضاءِ؟
              قل لي عن الأوضاع، رأيك واضحاً-
              مِن أيِّ وضعٍ غيَّرتْ آرائي!

              * * *
              مَن أنت ياهذا الذي حاصرتني؟
              مندوب تغطيةٍ أراك غِطائي
              ماذا تغطِّي فوق جلدك غابةٌ؟
              لكننَّي أعرى مِن الصحراءِ
              أسعى لتغطية البنوك وأنثني
              أحصي قروشي، لاتفي بعشائي
              وأمدُّ بالأخبار أخرى لايشي
              خاءٌ بفجر نبوءتي ومسائي
              أأتيتُ كي أُبديك مِن أقصى الحَشا؟
              أم جئت أنت محاولاً إبدائي؟

              * * *
              هل أنت جيميُّ الوظيفة؟ بل أنا
              مِن عكس مَن تعني لأني حائي
              فَلمَ خنقت بمنخَرَيك تنفُّسي
              ودخلت إبطي من شقوق حذائي؟
              ومضغتَ رائحة »الحزام« ولونَهُ
              وركبتَ ثرثرتي إلى إصغائي
              ومِن الجبين إلى المبال قرأتَ ما
              تحت الغلاف، مفسِّراً أجزائي

              * * *
              مابال قربي منك صار تقرُّباً
              أأنا زقاقيٌّ وأنت علائي؟
              أو ماتملَّيت الحواري كلها؟
              يومضن في عينيَّ مِن أحشائي

              * * *
              أتريد أُحيي منك موت جريدتي
              وأزفُّ معجزةَ إلى قُرَّائي؟
              سأقول ما (العنقاءُ) لغو خُرافةٍ
              أمسيت أطبخ بيضة (العنقاءِ)

              * * *
              بيني وبينك أُلفةٌ غيبيَّةٌ
              ومحبةٌ محفوفةٌ بتناءِ
              في ذروة التأريخ شِمتُك شاعراً
              وأشمُّ فيك اليوم وجه روائي
              في (العسجد المسبوك لُحتَ مؤرخاً
              (السَّيف عندك أصدق الأنباءِ)
              ناديت في (صفة الجزيرة) شاكياً
              (ياإخوتي ريق الحبيب دَوائي)

              * * *
              مَن خِلتني؟ (بكر بن مرداسٍ) وَمن
              بكرٌ؟ تسمّى الشَّاعر الصنعائي
              ماشأنهُ في الكوكب النائي؟ وهل
              (موسى بن يحيى) مايزال هوائي؟
              أزَعمتني (الحسن بن هاني)؟ حزنُهُ
              حزني وماصهباؤه صهبائي
              أنَمى إلى (الرازي) المجالسُ فارعوى؟
              هذا أرسطيٌّ وذا خنسائي
              وهل (المؤيد) في المجالس نائحٌ؟
              ماكان رشديّاً ولا سينائي
              أيفجّر (ابن المرتضى)بحراً إلى
              هذا؟ أعَصْرُ القاذفات شتائي؟

              * * *
              صوَّرتني ضيفاً، وطيفاً خِلتني
              ياصاحبي ثنَّيت غير ثُنائي
              ألَديك أسئلةٌ لهنّ مخالبٌ؟
              ألَديك أجوبةٌ كقلب فدائي؟
              أخشى تراني - يافلان – مُخرِّباً
              ماذا تخرِّب؟ أين أين بِنائي؟

              * * *
              هل أنت مِن شفق (الزُّواحي)جمرةٌ؟
              مِن وردتيه، ونسغُه مِن مائي
              أترى (مذيخرةً) نَبَت أم (مسْوَراً)
              ذا (سيبويهيٌّ) وذاك (كِسائي)

              * * *
              ألآن استسميك؟ أدري أنني
              فردٌ أتدري أنت كم أسمائي؟
              لاشيء يستدعي السؤال عن اسمهِ
              مالم يكن جزءاً مِن الأشياء
              يبدو لِظنِّي كنت تُدعى (حاتماً)
              يبدو، ولكن غير ذاك الطائي

              * * *
              هل كنت ذا لقَبٍ؟ أمالك كنيةٌ؟
              أومَا وشت بحقيقتي سيمائي؟
              أأقول (شبوِيٌّ)؟ ستهمس ربما
              وتقول: يبدو لو أقول (ثلائي)

              * * *
              ما أثقل الأعباء عندك ياأبي؟
              أن لا أنوءَ بأثقل الأعباء
              معنى وجودي أن أُعاني تاركاً
              أثراً يشعُ وأن أحسَّ عنائي
              هل عصرُنا غير العصور؟ ظننتُهُ
              كل الزمان مُخاتلٌ ومُرائي
              ما قلت لي مَن أنت ياشيخ النُّهى
              أي اللغات أدلُّ مِن إيمائي؟

              * * *
              حسَناً حصدتُ الآن أنضج موسمٍ
              ما اسم الذي أغنى فمي وإنائي؟
              أأقول نجمٌ، والنجوم جميعها
              عيناهُ وهو إضاءةُ الأضواءِ؟
              هل أحفر العنوان؟ هذي رحلةٌ
              في (سندباد) البَرِّ والأجواءِ
              ذا لايؤدي، سوف أزعم أنَّني
              شافهتُ شيخ المذهب (الأحسائي)
              أسْرَيت بي ياشوق في ذاك الذي
              أصبحتُ فيه وما انتهى إسرائي
              مااسم الذي حاورت؟ قل ياوجهَهُ
              أأنا اكتشفتُك أم كشفتُ غبائي؟

              تعليق


              • #67
                قصيدة
                حراس الخليج


                مَن ذا يهمّ الأمرَ ياأمرُ
                لاهاهنا (زيدٌ) ولا (عَمْرُو)؟
                ماهاهنا ياكلَّ قاذفةٍ
                إلاّ السكوت الأبله المرُّ
                مَن ذا يردُّ الكاسحات، ومَن
                فوق الخليج الأصفر أحمرَّوا؟
                []* * *[/]
                جاؤوا فلا هزَّ (العَرار) يداً
                ولا درى مالونُه التمرُ
                لا اهتجتَ يا(بيت الحسين) ولا
                عكَّرْتَ نومَ اللحد يا(شِمرُ)
                []* * *[/]
                أهنا (دُبيْ) أم (ويلز) ياسفناً
                تَرْمَدُّ إرهاباً وتَقمَرُّ
                وتصيح: صَهْيِنْ ياأخا (مضرٍ)
                مَن أنت؟ أين خيولُكَ الضُّمْرُ؟
                []* * *[/]
                يا (الأحمدي) هل أنت أنت؟ هنا
                (تكساس)، أين الأوجه السُّمرُ؟
                كيف التقى (وُلْيَمْ) و(علقمةٌ)
                ومتى تصافَى الثلجُ والجَمْرُ؟؟
                يازامر (الجهرا) أتُطربُها؟
                للبارجات الطبل والزَّمْرُ
                []* * *[/]
                البحر يانَفّاط مُتقَّدٌ،
                غامرْ وإلاّ اجتاحكَ الغَمرُ
                حُرّاسك اشقرُّوا متى انقرضت
                (عبسٌ) وأين تغيَّبت (نِمرُ)!؟
                أترى (كلاب الحوأب) اشتبهت
                أم أُلجمت عن نبح مَن مرّوا؟!
                []* * *[/]
                أتقول ذا يهذي كمغتبقٍ
                ماعاد يُسكرُ جارك الخَمرُ
                أتريد أطمر غَيرتي وفمي
                ياجيفة أوشى بها الطَّمرُ!
                أعدى العِدا ترجو حراسَتهُ
                مَن ذا يهمُّ الأمر ياأمرُ!!


                قصيدة
                يا شعر


                مذ أربعين وأربع
                تقول صمتي واسمع
                أقول نبضك تصغي
                عني، أناجي وتسجع
                تفشي الذي لست أبدي
                أبدي الذي فيك مودع
                []* * *[/]
                أهذي وتهذي نداري
                ومضاً يمني ويخدع
                نبكي، نغني، وننسى
                -من ذا يغني ويدمع
                كأن فينا سوانا
                أحن منا وأوجع
                []* * *[/]
                ماذا تريد، وأبغي؟
                سراً على البوح أمنع
                نحتاج بعض هجوعٍ
                هل المصابيح تهجع؟
                سلها جميعاً أتدري
                لمن تعاني لتصدع
                قالت: تضيء وتغضي
                عمّن تضر وتنفع
                هل أشبهتنا؟ كلانا
                نضيع في إثر أضيع
                []* * *[/]
                قل لي إلى كم نساري
                فينا الحريق الموقع؟
                نظما ونرجو، يلبي
                غير الذي فيه نطمع
                []* * *[/]
                تدني أمانيك أحسو
                أشق صدري فترضع
                تطل من قلب قلبي
                من غور عينيك أطلع
                []* * *[/]
                نصبو إلى الفن، نلقى
                بنا المرارات أولع
                في مقطعين نغني
                نبكي بعشرين مقطع
                ولا نسلي بهذا
                ولا بذياك نفجع
                []* * *[/]
                يا شعر من أين جئنا؟
                قل أنت من أين نرجع
                ألا تلاحظ أنا...
                ننصب من غير منبع
                نأتي الذي ليس يأتي
                نلقى الذي قيل ودع
                وراء وهمٍ رقيع...
                نجتر طيفاً مرقع
                []* * *[/]
                لم لا ننضج فينا..
                بدءاً أجل وأنصع؟
                شمساً من الشمس أصبى
                أرضاً من الأرض أوسع
                أما ابتدأنا؟ نوينا
                والآن منا سنشرع
                فلنحترق عل برقاً
                من الرماد سيلمع

                تعليق


                • #68
                  []قصيدة
                  على قارعة الاختتام


                  قلتَ لي صارت حلوق الموت أبلغْ
                  فليكن، مازالت الأحضان تدفَعْ
                  يستزيد المهد واللحدُ، فلا يشبعُ
                  المعطى، ولا المعطي سيشبَعْ
                  كلها الأرض قبورٌ، وترى
                  كل دربٍ مُترعاً والسجن مَترَعْ
                  قيل هذا قبل تأريخ الثرىَ
                  ماتقول الآن والتأريخ أصلَعْ!

                  * * *
                  أين يجري السوق؟ يعدو بعضُه
                  فوق بعضٍ، والبيوت الغبر تتبَعْ
                  كل ممشىً هاربٌ مِن خطوهِ
                  وإلى جنبيه مِن جنبيه يفزَعْ

                  * * *
                  حسنٌ أن يثأر الممشىَ على
                  صبرِه، أن يلبس المقهى ويخلَعْ
                  أن يطير التلُّ بالتلِّ وأن
                  تعجن الريح بـ(نجران)"مُصوَّعْ"
                  أن يميط الرملُ عنهُ عريَهُ
                  أن يغنِّي الصخر كالملهى ويسمَعْ
                  أن تُرى كل حصاةٍ قُبلةً
                  أن تساوي بيضةُ "الورقاء" مخدَعْ
                  أن يحول "المشتري" قاعاً وأن
                  ينزل "المرّيخ" بستاناً ومصنَعْ
                  أن يوشيّ (جِبلةً) جمرُ السُهى
                  أن يُحَلِّي بالثريا (جيد أسلَعْ)
                  أن يمر الحُبُّ سكران الصِّبا
                  عارياً يصفع مَن يلقَى ويُصفَعْ
                  أن يُشظِّي غرف النّوم اللقا
                  ثم يمشي مِن وضوح الصيف أشيَعْ
                  أن يقوم المنحنى نخلاً، وأن
                  يصعد المرعى من (الينبوت) أفرَعْ
                  أن تقول الأرض للأرض اهربي
                  وانقلب يابحرُ أثداءً ورُضَّعْ

                  * * *
                  أي آتٍ تبتغي ياصاحبي؟
                  فَرَحاً مِن كل هذي الأرض أوسَعْ
                  بعد مايدعونه اليوم، الذي
                  سوف يُدعى اليوم، للأيام مطَمَعْ
                  ولها كالنّاس مشروعٌ يُرى
                  ولها في سرها ماسوف يُشرَعْ
                  تعبت قافلة الأعوام، لا
                  رحَّب الصبحُ ولا المصباح ودَّعْ

                  * * *
                  أصبح التقتيل أطغى سرعةً
                  لاتخف ديمومة الميلاد أسرَعْ
                  تَفقِد الأمُّ فتىً يذهلها
                  عن فتىً في جوفها الموّار أتسَعْ
                  قل لها: كِفّي ستُردي ثانياً
                  كل أمٍّ بأجدِّ البذل أولَعْ
                  تسرح الأغنام والذؤبان، في
                  كل شِعبٍ وهي تغشى كل مرتَعْ
                  شجن التأبين في بيتين، في
                  خمسة والعرس في عشرين مربَعْ
                  زفّة العُرس كحفل الدفن، لا
                  ذاك يستبكي، ولا هاتيك تنفَعْ
                  كلها الضجّات مذياعيةٌ...
                  كيف تدري أيها أنبىَ وأوقَعْ؟

                  * * *
                  هل ترى التقتيل مثل الموت؟ لا
                  بل أرى أجداهما ما كان أفظَعْ
                  فغموض القلب أغرىَ بالذي
                  هو أخفى مِن أسى القلب وأفجَعْ

                  * * *
                  يولد المقتول مِن إغمائِه
                  في سواهُ، تصبح العينان أربَعْ
                  يسقط الغيثُ ليرقى حنطةً
                  وكروماً فيرُىَ أسنى وأرفَعْ
                  ذلك الطّود المعُلِّي، ربما
                  كان صخراً غائصاً في حصن (تُبَّعْ)
                  أَعَجَزَ الآتون من أشلائهم
                  مديةَ الغدرِ، وأعيوا كل مِدفَعْ

                  * * *
                  قلت لي لايعرف الرُّعب الكرى
                  فليكن، مازالت الأدياك تصقَعْ
                  وتهبُّ الرّيح أفواجاً على
                  رغم مَن يأذن بالسَّير ويمنَعْ
                  ويدور الفَلَك الجاري، بلا
                  أي تصريحٍ فيجتثُّ ويزرَعْ
                  وبلا وعدٍ، بلا تذكرةٍ
                  ترحل الغيمةُ تسقي كل موضَعْ

                  * * *
                  مايزال الليل يسري مثلما
                  كان يسري، مايَزال الفجر يطلَعْ
                  وترى الأشجار مِن أين أتى
                  وإلى أين على الشّوك تسكَّعْ
                  والعصافير على عادتها
                  تجتني مِن مُعجم الضوء وتسجَعْ
                  وتُصابي كل شُبَّاكِ هوىً
                  بالعيون الخضر والسُّود مرصَّعْ

                  * * *
                  ماتزال الأرض حُبلى بحشاً
                  في حشاها مايزال البرق يلمَعْ
                  ذلك الطافي، سيطفو غيرهُ
                  ويظلُّ الغائر المنشود أروَعْ

                  * * *
                  مات مَن يُرجى.. بمن تخدعُني!
                  لم يمت كل الورى ياطفل (موزَعْ)
                  غيرنا يا صاحبي يبدو لهُ
                  أنه أذكى خداعاً وهو يُخدعَْ

                  * * *
                  ما يزال الورد يحمرُّ، وما
                  زال ينهَلُّ الندى أطرىَ وأنصَعْ
                  كيف يذوي ثم يغلي حُمرةً؟
                  ربما كان عَناء الورد أوجَعْ
                  هل سيذوي القحط كي أندى أنا؟
                  بعدما تصبح تحت القحط أينَعْ

                  * * *
                  ماخبت ناريَّة الأشواق، ما
                  أصبح الإنسان دكّاناً ومضجَعْ
                  هل سينسى الضعف مَن خاف القوى؟
                  يستحيل الجبن عند الضيق أشجَعْ

                  * * *
                  ربما امتدَّ الذي جاء، لكي
                  ينضجَ المأمول، أو يختار منبَعْ
                  قد يتيه البادئ الغِرُّ، ولا
                  يستبين المنتهي مِن أين يرجَعْ
                  ذاك مايحلو عليهِ صمتُنا
                  علَّهُ يختتم المَوَّال أبدَعْ[/]

                  تعليق


                  • #69
                    []مختارات من
                    ديوان
                    جواب العصور

                    قصيدة

                    إلى أين؟

                    أما زلتَ؟ شابت عيالُ العيالْ
                    وأنت تلاحق وعد المِطالْ
                    فلا أمكن الممكن المشتهى
                    إليكَ ولا المستحيلُ استحالْ

                    ****
                    تبيتُ على باب سينٍ وراءٍ
                    وتغدو على باب واوٍ ودالْ
                    وكالفجر فوق اخضرار المروج
                    تُسمِّي قوافيك (رياً) (نوالْ)

                    ****
                    فيخطرن مثل ربىً من كرومٍ
                    كعشق أمال الصبا واستمال
                    ويخترن نهجاً ويلبسن من
                    شفافية الغيب عِقداً وشالْ

                    ****
                    وأنت ترى منذ أمسٍ غداً
                    وتلمس بالكف مالايُخال
                    وتلهث خلف الذي ما ابتدا
                    وراء الذي جاوز الإكتمال

                    ****
                    تُنقِّبُ عن طيف عادٍ تشمُّ
                    صدى كل مئذنة عن (بلالْ)
                    وتروي عن الرمل مسرى (قصيرٍ)
                    وماجدعـه الأنف (ماللجمالْ)
                    تُنقي المناسِبَ والنّاسبين
                    فتلقى الحقيقة كالإنتحالْ

                    ****
                    تُجيب (الحدا) أيٍّ ركب حدتْ
                    و(خولانُ) من ذا دعاه (الطِّيالْ)
                    ومَنْ حلَّ قبل (زًبيدٍ) زبيداً
                    ومَنْ قال (عَمْران) ضاهت (كُهالْ)

                    ****
                    تفوتُ الذي عقل السير فيكَ
                    تلاقي الذي لايحلُّ العِقالْ
                    وعن ذا، وذاك تميل قليلاً
                    وتنهي رحيلاً ببدء ارتحالْ
                    أُيقمرُ أيُّ مساءٍ وما
                    أتى من أواخر سُقم الهلالْ؟

                    ****
                    تحمّلت ستين لهفى وجئتَ
                    كطفلٍ يسابقه الإكتهالْ
                    ألستُ شقيق الروابي التي
                    كساها الندى وارتعال الهُزالْ
                    كلانا كنبت ربيع الرمال
                    نرفُّ ارتجالاً ونذوي ارتجالْ

                    ****
                    لماذا أتيتَ؟ لأني أتيتُ
                    وتعليلُ هذا أمضُّ اعتلالْ
                    لأن بقلبي بلاداً تجولُ
                    ومنها إليها أُعنِّي المجالْ
                    أفيها تُتِّش عنها وعنك؟
                    لأطلالِ (ميسونَ) يبكي (طلالْ)

                    ****
                    يقولون: أدمنت جوب العصور
                    ورافقت أخطار أعلى الجبالْ

                    نعم كان ذاك، وهذا،
                    وكان شرابي وقوتي غباراً و(آلْ)


                    وكنتُ أموتُ غراماً وجوعاً
                    وأدعو المماتيْنِ أعلى مثالْ


                    وأستنطق الريحَ ماذا رأت
                    وأستخبر السّيلَ من أين سالْ؟


                    ****
                    ويسألني البرقُ: مَن أنت، هل
                    قرأتَ كتابَ انتظارِ الغِلالْ
                    ومن ذا رمى بكَ قلبَ الزّحام
                    وأطفأ في مقلتيك (الذُّبالْ)؟

                    ****
                    وكنت أُدندن كالمبحرين
                    وأكسو الأسى جُبة الاعتزال
                    أشاكي الربى، وأُفدّي غديراً
                    يحنُّ ويُعطي سواه الزُّلالْ
                    فتهمسُ لي تينةٌ: هل أُريكَ
                    فقيهاً يلقِّيك بنت الحلالْ؟

                    ****
                    وكنتُ أُمنطق (بيع الحرام)
                    وباب الذي (يوجب الاغتسالْ)
                    أُداجي الصِّحاب فأدع (حُسيناً)
                    (جريراً)، وأدعو (مثنى) (الجلال)
                    و(شيخ البخاري) ينادي بنا:
                    إلى الفقه ما الشعر إلاّ الضَّلالْ
                    وكانت تسلِّفني الخابزات
                    رياليْنِ، حتى ألاقي الرِّيالْ
                    وكنتُ مع البدو، أحدو هناك
                    أُغنِّي معَ حاملات السلالْ

                    ****
                    أُشُبُّ القصيدة َ في (حالمين)
                    فتُمسي بوارقها في (عُبالْ)
                    يقولون: تُضني (لماذا) بكيف)؟
                    لأنَّ سؤالي جوابُ السؤالْ

                    ****
                    يقولون: إن قلت أسمْعتَ، إنْ
                    سكتَّ، ففي البال عشرون بالْ
                    أهذي ذنوبٌ أجازي بها؟
                    لأنك أدنيت بُعد المحالْ
                    أتمنح كلَّ صَموتٍ فماً
                    إذا باح أسقى الرياح الصِّيالْ

                    ****
                    يقولون: هذا التظى ثورةً
                    ومن عيبه أنه مايزالْ!
                    أما تلك دعوى غبيٍ نوى؟
                    ومن قبل أن يستهلَّ استقالْ
                    تنقُّ الدَّجاجُ التي لاتبيض
                    لتهدي إليها (ذوات الحجـالْ)

                    ****
                    تثور وحيداً؟ رفاقي أُلوفٌ
                    رضعنا صغاراً حليب النِّضالْ
                    أما قال: إنطاقُ عش (القطا)
                    قتال، وإسكاتُ (بومٍ) قتالْ؟

                    ****
                    تحامى قصائدك الناقدون
                    وأيُّ يدٍ تلمس الإشتعالْ
                    أليس (الدكاتير) يخشون مَنْ
                    يقول الذي ينبغي أن يُقالْ؟
                    لهم أن يصونوا دماء الدواة
                    وللشعب أن لايراهم رجالْ
                    بذا صنتَ فنّك منهم، كما
                    يصون الجميلة عنفُ الجَمالْ

                    ****

                    علينا أمورٌ نَضتنا لها
                    أُتلهي عن الفعل بالإفتعالْ؟
                    أمانيك تبدو كماليةً
                    أتسكر والخبز أعصى منالْ
                    تريد الصدى قبل قرع الطريق؟
                    دليلُ الإرادات ومضُ الخيالْ
                    [/]

                    تعليق


                    • #70
                      []قصيدة
                      عرّافة الكهف


                      ياآخرَ الليل، يابَدْء الذي ياتي
                      هل سوف تصحو التي، أم تهجع اللاتي؟
                      أسْحَرتَ في منكبَي سهلٍ يُساكنني
                      عظمي، أتُصغي إلى أسمار جدّاتي؟
                      رفقاً بلمس حصاُه، إنها حُرَقي
                      وتلك أعشابه الكحلى بُنَياتي
                      أما بخديكَ من أنفاسه قُبَلٌ
                      كنبْسِ أمّي، تحاكي بدءَ لثغاتي؟
                      في غور عينيك بدءٌ لا ابتداء لهُ
                      خذني أمُتْ فيه، بحثاً عن براءاتي
                      عن ريشِ أولِ عصفورٍ هناك زقا
                      وشمَّ منقارُه مولاةَ مولاتي
                      عليكَ عِمّةُ قنّاتٍ تهشُّ بها
                      وفي ردائك ضاحٍ غيرُ قنّاتِ

                      ***

                      هذا الهشيم الذي قيل اسمهُ شبحي
                      تدري لماذا يمنِّيني بإنباتي؟


                      وبامبلاج شروقي خالعاً زمني
                      وتحت إبطي كتاب عن بداياتي


                      ناديت صبحاً هنا وهنا....
                      ظلتْ تُلبّى نداءاتي، نداءاتي


                      ياآخرَ الليل لو ناديتُ مقبرةً
                      قالت: هناكَ انتبذْ أقلقتَ أمواتي
                      لأنَّ أحبائي يُقوِّلُني
                      القحط يمتد مِن قوتي إلى قاتي
                      هذي يدي أوشكتْ تنسى طريق فمي
                      أصيحُ يصخبُ شيءٌ غيرُ أصواتي


                      ***
                      ألستَ يا الشفق الثاني تحسُّ معي
                      طفولةَ ابن الندى، إحدى حبيباتي
                      تلوح غير الذي بالأمس مرَّ وما
                      قال السَّنى: مَرَّ صبحٌ أو دُجىً شاتي

                      ***
                      كان المكان زمانياً بلا زمن
                      قال الفراغُ: هنا أهلي وأبياتي
                      مَن ذا هنا يا(سهيلُ)؟ قال: أين أنا
                      مَن ياضحى؟ قال: من ذا احتاز مرآتي؟
                      أما تلمَّحت حيناً ما لمستُ أنا؟
                      بل ضعتُ بين التفاتاتي ولفّاتي

                      ***
                      هل أنتَ منك ستأتي؟ لو ملكتُ يدي
                      لكي أصوغَ قُبَيلَ البدء ميقاتي
                      أحلى الثواني التي تحدوك حمرتُها
                      لها احمراري، وللأخرى صباباتي

                      ***
                      تَرى أيعييك مثلي حَمْلُ جمجمتي؟
                      هل في طواياك نيّاتٌ كنيّاتي؟
                      يقال: بيتاك في إبطي دجىً وضحىً
                      بيتي الذي سوف أبني هادمٌ ذاتي
                      وأين تبني؟ وهل في الأرض زاويةٌ
                      إلاّ وأصبى خباياها صديقاتي

                      ***
                      ماذا تُغمغم كالنهر الجريح؟ متى
                      ستنفث الكبتَ؟ كي أجتاز كٌباتي
                      قلْ أيَّ شيءٍ، ولكن لاتقلْ كأبي:
                      دعني فلا ناقتي فيها ولاشاتي :
                      هل في لسانك أم في مسمعي حجرٌ
                      أم تَرْجَمَ الصمتُ إنصاتي لإنصاتي؟
                      كم قيل أفْصَحَ صبح وانجلتْ شُبَهٌ
                      يكفيكَ عصيان قلبي أمْرَ إسكاتي

                      ***
                      عرّافةُ الكهف قالت: لي مفاجأةٌ
                      قلتُ: اهبطي، وخذيني الآن أو هاتي
                      على اسمها بتُّ أطهو نجمةً لغدي
                      ماذا سأفعلُ لو أنهيتُ مأساتي؟

                      ***

                      اليوم يا ابْني تُوافي كلُّ ثانيةٍ
                      بعكس مابشَّرت قلبي نبوءاتي
                      قبل التوقُّع ينصبُّ الوقوع، ولا
                      تحسُّ أَهْوَ رذاذٌ أم لظًى عاتي؟
                      ياأولَ الصبح، لي عند الضحى خبرٌ
                      وأخرياتُ الدجى برهانُ إثباتي
                      عرَّافةُ الكهف قالت: كلُّ آتيةُ
                      تمضي، وتأتي ولا تمضي خرافاتي
                      كالبحر يأتي إليه منه مُرتحلاً
                      فيه،كذا تحمل السبّاح موجاتي
                      والآنَ ماذا؟ تزوَّجْ أمَّ والدتي
                      جدَّاتُ جدّاتِها الخمسون زوجاتي
                      والآن يايومُ، هأنت انتصفتَ فهلْ
                      خَّمْنتَ مما مضى،مامطلعُ الآتي؟

                      يتبع

                      [/]

                      تعليق


                      • #71
                        قصيدة
                        قبل متى


                        قيل الأُلى تكامنوا .... قبل متى تهادنوا
                        هل غبّرت وجوههم .... مطّالةٌ وضامِنُ؟
                        أو جاوزوْا أزمانهم .... أو أنهم ما زامنوا
                        الآن عن أسبوعهم .... ينوب يومٌ ثامنُ
                        لأنهم تزوَّجوا .... أمَّ اللواتي لاعنوا
                        وفجأةً تآمنوا .... مِن طول ماتخاونوا

                        * * *
                        اليوم يحكون كما .... تثّاءب المدافنُ
                        لكي يقال: إنهم .... غير الأولى تلاسنوا

                        * * *
                        يمشون مثل غابةٍ .... غاصت بها البراثنُ
                        مثل الحصى يفشي الذي .... يخشى الجدارُ الطاعنُ
                        كما يعيد الصمتُ ما .... قال الحديد الساخنُ

                        * * *
                        كأنَّ ما ضجّوا، ولا .... عجّوا، ولا تشاحنوا
                        لا أهَّبوا حرباً، ولا .... وَشَتْ بها المداخنُ
                        لا أحرقوا (حَميدةً) .... حُبلى لتسْلى (فاتنُ)
                        كأنهم ما أحزنوا .... شعباً، له تحازنوا
                        ولا انتوْوا، ولا على .... كل جوادٍ راهنوا

                        * * *
                        أضحى كرؤيا نوَّم .... ما أضمروا، أو عالنوا
                        وما اسمهُ، تعايشٌ .... وما اسمهُ، توازنُ
                        قيل هناك عانقوا .... قيل هنا تحاضنوا
                        قل هل تخاصَوْا، جائزٌ .... وجائزٌ، تخاتنوا
                        كيف تهانَوْا، مَن درى .... لعلهم تآبنوا
                        لا زغزدت (ميمونة)ٌ .... ولا نَعت (محاسنُ)

                        * * *
                        قيل التقوا على هوىً .... قيل ادّعوا وداجنوا
                        توافقوا بدءاً، على .... مَن يبتدي تضاغنوا
                        قيل مَحَوْا ما أثبتوا .... قيل وغاص الكامنُ
                        قل ربما تعاقلوا .... لا فرق، أو تماجَنوا
                        قيل نفَوا واستبدلوا .... قيل وكان الكائنُ

                        * * *
                        تنازلوا بغيرهم .... لأنهم تحاصَنوا
                        وأصبحوا كلاًّ، ولو .... هانوا لما تهاونوا
                        همُ الكتاب واسُمهُ .... والأهل والمساكنُ
                        همُ المدار والفضا .... والبيعُ والزبائنُ
                        كيف التقوا مِن بعدما .... قل لي متى تباينوا..؟

                        * * *
                        تظاهروا حتى انحنتْ .... ظهورهم تباطنوا
                        قرون رأسٍ واحدٍ .... وصنَّفوا وقارنوا
                        يوم اغتَدوا كي يطحنوا .... (برلين) هل تطاحنوا؟
                        معاً تعشَّوْا واحتسَوْا .... معاً هناك واطَنوا
                        أتوْا إليهم، مثلما .... لاقى الطحينً العاجنُ
                        مَنْ قال ذاك عكس ذا .... هل تكذب المعادنُ؟

                        * * *
                        تكاثروا واستكثروا .... فيسَّروا ويامنوا
                        وشرَّقوا وغرّبوا .... واستلينوا ولاينوا
                        وأفرقوا، فرافقوا .... (افريقيا) وقاطنوا
                        ناءتْ بهم كما مشى .... بالتلِّ غصنٌ واهنُ
                        فاسودَّ بيتٌ أبيضٌ .... وابيَضَّ بيتٌ داكنُ
                        هل كان في انتظارهم .... ذاك الشحوب الراينُ

                        * * *

                        تناصفوا في (القدس) في كمبوديا) تغابنوا
                        وأهْنَدوا وأرْيَنوا .... فأصهروا وساكنوا

                        * * *
                        وأنجدوا، فاستعربوا .... واخشوشنوا وخاشنوا

                        حيَّوْا رسوم (خولةٍ) واستخبروا وعاينوا

                        * * *
                        هنا ثَغتْ زرائبٌ .... هنا رغَتْ (معاطنُ
                        هنا امّحت أوثانهم .... وقام عنها الواثنُ

                        * * *
                        وفي الرمال أبحروا .... كي تلحق السفائنُ
                        واستقرؤوا غيب الفلا .... فباحت القرائنُ
                        واستحلبوها فارتخت .... كما يدرُّ الحاقنُ
                        فسمّنوا أشباحها .... وقايضوا وداينوا

                        * * *
                        مِن أين يرقى نابهٌ .... إذا ترقّى الخامنُ
                        للدّافنين يا ثرى .... أفاقت الدفائنُ
                        هل فيك أخفى؟ ماالذي .... ياغور أنت طابنُ؟
                        لمن أتَوا فقه اللغى .... وإن حكوْا تلاحنوا
                        جاؤوا وفي جيوبهم .... لكل أمرٍ وازنُ

                        * * *
                        فأرَّخوا (قُضاعة) .... وكي يرقوا داهنوا
                        أَرَوْا حفيد (مازنٍ) .... مِن أين جاءت (مازنُ)
                        وَمنْ أبو (تُبالةٍ) .... وكم غزت (هوازنُ)

                        وأسمعوا (عنيزةًٌ) ماشمِّت الكواهنُ
                        وكيف كانت ترتعي .... مثل (الظبا) المآذنُ
                        كيف رأوْا مالايرَى .... مودِّعً أو ظاعنُ
                        لهم رؤىً إذا رنت .... فكل ناءٍ حائنُ
                        لأن كلَّ بقعةٍ .... لهم طريقٌ آمنُ
                        لهم هناك قارةٌ .... لها هنا مدائنُ
                        ودار كل ثروةٍ .... لدُورهم خزائنُ

                        * * *

                        إلى متى، حتى يلي .... أقوى، ويجري الآسنُ
                        كم حرَّكوا وسكَّنوا .... وما الزمان ساكنُ
                        مَن يشرح المتْن الذي .... يدنو وينأى الماتنُ




                        قصيدة
                        آخر السؤال


                        الليل ينحلُّ بَرْدا ..... والطيف ينهلُّ وَرْدا
                        وبين ذاك وهذا .... جمعٌ تلخَّص فردا
                        يمتصُّ حبرَ دجاهُ .... يضني شظاياه زَرْدا
                        يستقرئ الطيف عنها .... يَهمي حواراً وسَرْدا

                        ***
                        قالت: غدا الكلُّ جُوفاً .... مثل التوابيت جُرْدا
                        ترى الزمان عجوزاً .... غِرّاً يضاحك قْرِدا
                        لافرق بالنار يلهو .... أو أن يلاعب نَرْدا
                        قالت ويُدني صباها .... يُصبي الذي فيه أرْدى
                        كالفجر جاءت توشّي .... حديثةً فيه غرْدا
                        فينتشي كسؤالٍ ..... مضنىً توهّج ردَّا
                        ويسمع الرّيحَ تشدو .... وَهْيَ مِن السُّكْر دَرْدا
                        يدعو النجومَ رفاقاً .... عُرْباً وروماً وكُرْدا
                        تحولُ فيه الثواني .... غِيداً يغازلن مُرْدا

                        تعليق


                        • #72
                          قصيدة
                          لأنك موطني


                          يُقالُ عيونُك النّعسى .... لأول نجمةٍ مرسى
                          لأمِّ الشمس مُضطجعٌ .... إليه تَنسُبُ المشمسا
                          لشوق الحرف محبرةٌ .... تعير المأتمَ العرسا
                          وعاصمةٌ لها طربٌ .... وكلُّ مدينةٍ خرْسا
                          لأنكَ حسب ما زعموا .... سبقتَ الروم والفُرسا

                          * *

                          أأنت أبو(سبرتاكوسَ) .... أُمُّ شرارة (الأحسا)
                          بريقُ حسام (عنترةٍ) .... وسرُّ فصاحة (الخنسا)
                          لهذا عنك ياوطني .... نعبُّ الأخطرَ الأقسى


                          * *
                          إليكَ ومنك غايتُنا .... أقصراً كنتَ أم رمْسا
                          أكنتَ عشيّةَ الماضي .... أم الأمسَ الذي أمسى
                          قلوبُ القلب أنتَ ودع .... أيُمناً كنتَ أم نَحْسا

                          * *
                          وما التاريخ كيف هذى .... وخطّ حجاركَ الملْسا؟
                          ووشّى دودَ مقبرةٍ .... وعنها استقبل الدرْسا
                          فسمّى (أسعد) الأسبى .... ولقَّب (مَذْحجاً) (عنْسا)
                          ويروي ماروى سلَفاً .... وينسى أنه ينسى

                          * *
                          لأنك موطني أفنى .... حريقاً فيك لا يغسى
                          ولا أدعو مجازفةً .... ضياعي فيك أو أَأْسى
                          ألستَ المفتدى الأغلى .... بلا سبئيَّةٍ قعسا؟
                          بلا (ذُبيان) مُنتسبي .... وعن (ذُبيانَ) سلْ (عبسا)
                          لأنك قلت لي بَشرٌ .... ودع مَن صنّفوا الجنسا

                          * *
                          لأنك بيت متّقدي .... أُجَمِّرُ باسمك الحسَّا
                          وأحمل أنفساً شتّى .... أُلمُّ شَتاتها نفسا

                          * *
                          أحبكَ ناقداً خطِراٌ .... مغنّي البلدة التّعْسا
                          عيوفاً ما حسا عسلاً .... أتى مِن شُبهة المحسى
                          نبيّاً إن رأى شبحاً .... رمى بـ(سُمارةَ) (الرَسّا)
                          وقيل استلَّ (وائلة ً ) .... وقيل تأبّط (الكِبْسا)
                          وطمَّ ب(كربلا) (صفَدا)) .... وب(المهديّة) (القدسا)
                          ونادى: يا(مذيحرة)ٌُ .... أتنسى الشعلةُ القَبْسا؟
                          أياأخذ جزيةً ملكٌ .... ويقبض باسمكَ المكْسا؟
                          ويشري (مريماً) بـ(لمى) .... كما يستبدل اللبسا

                          * *
                          رضعتَ الطهر ياوطني .... فدعْ مَنْ يَغتذي الرِّجسا
                          أحسُّك في شذى المرعى .... غناءً، فيالندى هَجْسا
                          أضمُّك خضرةً كحلى .... أشمُّك فكرةً لعْسا
                          وشوقاً حادساً ومُنىً .... وودعاً يسبق الحدْسا
                          جمالاً لا يطيق فمي .... أمام جلاله النَّبْسا

                          * *
                          أُحُّبكَ هامةً صَلْعا .... فتىً مِن صره أجْسى
                          ومِن أجوائه أصفى .... ومن أجباله أرسى
                          يعي السرّا، يُرى أقوى .... على البأسا مِن البأسا

                          * *
                          وأهواك ابنةً وأباً .... يرى مالايُرى لمسا
                          وكبرى تحسب الصغرى .... تبيع سريرها بخسا

                          * *
                          أُحِبُّكَ ثائراً أبداً .... غصوناً تنهمي أُنْسا
                          عصافيرا وأودية .... كتاباً غابةً مَيْسا
                          ومحراباً ومدرسةً .... وبيتاً، ملعباً، حبسا
                          وجوّاباً على أمل .... وسُوقاً يسكن الفِلسا
                          وإنصاتاً، وأغنيةً .... وهمساً يحتسي الهمسا
                          ونافذةً ترى (حَسنا ً) .... يغازل تحتها (حَسَّا)

                          * *
                          أحبُّكَ غير مُحتجبٍ .... لأنك عارياً أكسى
                          صريحاً، ما ارتدى أحداً .... ولا في غيره اندسّا

                          * *
                          أتبغي عطر (هولندا) .... أعنك تشكِّل العكسا؟
                          وهل (فُرويد) أيُّ فتىً .... يجاري (موظة) (النمسا)

                          * *

                          أُريدُك تلبس (الكاذي) .... وترعى (الخَمْطَ) و(الوَرْسا)
                          وتسري مِن (جعار) إلى .... دوالي (صعدة) خمسا
                          أواناً راكباً (جَملاً) .... وحيناً (ناقةً) وَعْسا
                          وطوراً حافياً يصبوا .... ربو كلما جّسا
                          أليس براءةُ المرْبى .... تنقّي البذرَ والغرسا

                          تعليق


                          • #73
                            []قصيدة
                            بين القلب والقلب


                            مالونُ صوتِ الصلبِ حين يخفقُ؟
                            وهل يشمُّ الوردُ ماذا يَعْبِقُ؟
                            حروف نجوى القلب ماست قبلهُ
                            قبل الذين إن حكوا تَحَذْلَقوا
                            لِلْيا قوامُ الشوقِ، للميمِ هوىً
                            أصبى، لوجه النْون وجهٌ أنْزقُ
                            السِّين بنيٌّ ولِلْبا حمرٌة
                            الرّا كما يدعو الفَرَاشَ الزنبقُ
                            واليوم للقلب لُغىً فوق التي
                            وأعينٌ مثل (القطا) تُشَقْشقُ
                            مدائنٌ مِن الحنين يمتري
                            أقاطنوها الجنُّ أم تسوَّقوا؟
                            كأنما الموتى إليه أطفلوا
                            وغُيَّبُ الأصلاب فيه أشرقوا

                            *****
                            طقوسُ هذا القلب أطفالاٌ بلا
                            أهلٍ، وأهلوهُ كرامٌ أمْلقوا
                            مواعدٌ تكاد تفجأ المنى
                            وتنثني هذا بذاك يُمْذَقُ

                            *****
                            حيناً يحول واحةً، وتارةً
                            جَوْعى على شريحةٍ تحلَّقوا
                            آناً فتىً يلهو، عجوزاً ينكفي
                            يلمُّ أطياف الصِبا وينشَقُ

                            *****
                            ينوي كما يَفْتَرُ طفلٌ حالمٌ
                            الصحو في عينيه فَرْحٌ موثَقُ
                            أو مثل رؤيا نائمين خُيِّلتْ
                            لهم حريقاً حوله تَشَقّقوا

                            *****
                            دقّاتُ قانيهِ، رؤى مخضرِّه
                            أشواقُ خلاّقين لمّا يُخلقوا
                            ديمومةُ الشوق الذي يذيبهُ
                            في عين عينيه هو التّألُّقُ
                            يكنُّ هذا القلبُ عالَماً كما
                            ينوح سربٌ ريشهُ مُموْسَقُ
                            يشاهق الريح فتنسى حولهُ
                            هبوبها، وكيف كانت تَشْهقُ

                            *****
                            في ذلك المأوى يغنّى وحدهُ
                            ووحدَهُ منه عليه يقلقُ
                            كعانسٍ في يوم عرس أختها
                            كعاشقٍ لم يدرِ مَن ذا يعشقُ

                            *****
                            وبينهُ وبينهُ تجادلٌ
                            فنصفهُ فِقهٌ، ونصفٌ منطقُ
                            وبين نصفيه قلوبٌ تمتطي
                            إيماضها، بالمستحيل تَعْلَقُ

                            *****
                            إن قال نصفٌ ما ارتآه (مالكٌ)
                            أجاب نصفٌ، جوَّدَ (الفرزدقُ
                            إذا اقتفى (جبران) هذا، مالَ ذا
                            إلى الذين قبله تزندقوا
                            إذا أخٌ صاح: الفساد مطلقٌ
                            لبّى أخٌ: وأيُّ شيءٍ مُطْلقُ

                            *****
                            إذا ارتضي (مارِكْسَ) هذا، قال ذا
                            أجاد (إخوان الصَّفا) وأغْدقوا
                            لمّا اجتلَوْا أنَّ الولاةَ أفسدوا
                            ما كان، أبدوا غيره وطبَّقوا

                            *****
                            ألَّفت في أخلاقهم أطروحة

                            فيها تساوى الخُلق والتَّخَلُّق
                            وقلتَ مِن (زينون) كانوا نسخةً
                            أخرى، أعادوا نسخها ونمَّقوا
                            فدكتروكَ إذ رأيتَ ما رأوْا
                            ولو بعينيك رنوْت، عَوّقوا

                            *****
                            إذا بكى هذا (الحسين) قال ذا:
                            أعشى مِن (الأعشى) هو (المحلِّقُ)
                            ياصاحبي حتى التواريخ الألى
                            سقُّوا غليل (كربلا) وماسُقوا
                            يستغرب الإغرابُ كيف أوغلوا
                            في البُعْدِ حتى أقْمروا وأبْرَقوا

                            *****

                            إن قال ذا: ما أحسنَتْ (ولاّدة
                            ٌ أشاد هذا بالألى تَعَشَّقوا
                            أتزدري بنتُ الذين مَدْشقوا
                            غرناطةً مِن بعد ماتَمَدْشقوا؟


                            يقال: كانت كاثنتين إن مشت:
                            بل إنها من (نفرتيتي) أرشق


                            يرى: أخافت (آل جهور) بلا
                            سيف.. ومن أسيافهم لا تفرق
                            أسيافها أمضى، ولكنَّ الأسى
                            أيام بَيْعِ الحِذْق منها أحْذقُ


                            *****
                            إذا ادَّعى ثوريةً هذا، دعا
                            ذاك (المماليكَ) ارقصوا وصفّقوا
                            مَن امتطى منكم قَذالَ ثورةٍ
                            وأيُّكم بالثورتين استْرزَقوا؟
                            أما كتبتَ عن ولاةِ أمركمْ؟
                            أحصيتَ كم تزوّجوا وطلّقوا
                            إذا شدا هذا: أبي ضحّى هنا
                            ناداه ذا: نبكي الألِى لم يُشْنقوا
                            تمثالُ كلِّ ثائرٍ أهاجني
                            يسرُّهم أن تَهْرِقوا ماأهْرَقوا
                            لا تهدروا وحلَ البنوك باسمهمْ
                            لأنهم مِن القلوب أنْفقوا
                            وشاهَدوا مابعدْ يومِ غيرهمْ
                            فَقَرْمَطوهم تارةٍ وهَرْطقوا

                            *****
                            الناسُ أمثال الدجاج إن رأت
                            أختاً تبيض بَقْبَقَتْ وبَقْبَقوا
                            أما يزالون على العهد إذا
                            تطوَّر الأجدى تقوّى الموبِقُ

                            *****
                            أنحن جئنا قبلَ، بعدَ وقتنا
                            مَن بكّروا مثل الذين أعْسقوا
                            كان (الدُّمٌسْتُق في (الإمام) وحدُه
                            واليوم قالوا: جَمْهَرَ الدُّمُسْتُفُ

                            *****

                            اليوم غير الأمس تلك سُنَّة
                            قالوا: وكالقُوّال عنهم أخْفقوا
                            ألله فردٌ والنبيُّ واحدٌ
                            والحاكم (المهدي) أو (الموفَّقُ)
                            (لا غمد للسيفين) خذْ دبّابةً
                            ها أنت يا هذا بها مُطَوّقُ


                            إن ذاك غنّى (السُّليكِ) صاح ذا
                            أفتى مِن (القَيْني) (عليُّ الزَّيْبَقُ)
                            مَن صَعْلك (الشطّارَ)؟ قيل: كلُّهمْ
                            بلون كثبان الفلا تأنَّقوا


                            سل (عروة بن الورد) من أحفاده من
                            أدلجوا وكالنجوم حلقوا؟

                            واستأنسوا بالوحش وهْوَ كاسرٌ
                            واستصحبوا العفريتَ وهو مُحْنَقُ

                            *****
                            إن هشَّ هذا للغصون، قال ذا
                            خيرُ امتحان العُود حين يُحرق
                            أحسُّنا نخضرُّ باخضرارها
                            وعندما تصفرُّ هل سنورقُ؟
                            ياصاحبي كالشمس ضوء حُجّتي
                            ماالشمس؟ لَوْحٌ في الهوا مُغَلَّقُ

                            *****
                            إن ذاك قال البِكر أشهى،ردّ إذا
                            للأربعينيات نُضْجٌ أفْسَقُ
                            لكلِّ عِشْرينيّةٍ أحلى صبىً
                            لكل خمسينيَّةٍ صباً مُعتٍُّ
                            هل أنت أدرى مِن شيوخ بابلٍ؟
                            هضمت ماشّموا وما تذوَّقوا

                            *****
                            كم أشبقْتكَ - يافقيهُ – أعينٌ
                            يُشبقْنَ مَن أشغاله التشَبُّقُ؟
                            يامنطقي ما كل (زنّارية)ٍ
                            نطاقها بحسنها مُنَطَّقُ
                            قلّ للتي شقَّتْكَ عنها استرجعي
                            الأرضُ مما كنتِ فيه أضْيقُ
                            كنتَ بلا ثانٍ، فجئتَ زائداً
                            على الذين ثقَّبوا وعمّقوا
                            مِن حفرةٍ تُرمي تسدُّ حفرةً
                            وأنتَ بين الحفرتين خَنْدَق
                            [/]

                            تعليق


                            • #74
                              []ياخَفْقُ، هذا القلب وَهْوَ واحدٌ
                              خصمان: ذا موجٌ، وهذا زورقُ
                              لو قال ذاك: البحر سِرَّةُ الثرى
                              لقال ذا: بل جرحَهُ المرَقرَقُ
                              لو قال ذاك: انظر هنا (مُكَيْرسٌ)
                              لقال هذا: بل هناك (المفْرَق)ُ
                              أليس غَرْبُ القلب مثلُ شرقهِ
                              في القلب غير قلبه يا أحمقُ
                              ماذا ترى؟ أحسُّ كل نبتةٍ
                              كانت يداً تومي ووجهاً يعْرَقُ
                              هل هذه الأطلال كانت نسوةً؟
                              لا، بل رجالاً كالجمال اسْتنوَقوا
                              أمَا (الكُموناتُ) افتتاحُ عصرنا؟
                              بل استهلَّ العالمَ (الخوَرْنَق)

                              *****

                              هل نصفُ هذا القلب عكسُ أصفةِ؟
                              ذا بالورى أحفى، وهذا أرْفَقُ
                              كلُّ بقاع الأرض في حنينه
                              هذي عناقيدٌ، وتلك فُسْتقُ
                              بيوت أحبابٍ يفتِّق الندى
                              أهدابَها، فيفرح التفتُّقُ
                              لأنَّ هذا القلب رغم حجمهِ
                              بسيطةٌ للكل، عنها يأرَقُ


                              *****
                              مستخبرٌ عما مضى، وهل مضى
                              عما سيتلوهُ، وهل سيلحق
                              عن الذين غرّروا، هل غرّروا
                              عن الذين حقّقوا، هل حقّقوا
                              عن الذين يلبسون غيرهمْ
                              فإن وهى بغيره تلفّقوا

                              *****
                              عن الربيع الطّلق، أهْوَ واحدٌ؟
                              أم أنّهُ في كل روضٍ فَيْلقُ؟
                              عن النِّمال هل لجدِّ جدِّها
                              - قُبيْلَ عادٍ - مركبٌ وبيرَقُ

                              *****
                              عن الورى، مَن ذا وراء حشدهمْ؟
                              إذا التقوْا ومَن إذا تفرَّقوا؟
                              عن مُشْعلي حرب العدى إذا انتشوْا
                              فإن رأوْا في الصحو حاءً أطْرقوا
                              وإن دعا يوم الحمى تحجَّروا
                              وإن أشار دِرْهَمٌ تدفَّقوا

                              *****
                              أعن (أزالٍ) ما وقفتَ سائلاً؟
                              ناديتَ أحياءً عسى أن يُرزْقُوا
                              كيف انثنى الحُجاج؟ قالت لي صَهٍِ
                              ماكل ساعٍ (شاهرٌ) أو (شَوْلَقُ)
                              وأمْعن القلبُ يقلِّب الألى
                              رقَوْا مِن الأبواب أو تسلَّقوا
                              يروي البطولاتِ التي أنفاسُها
                              كما يفوح الجوربُ الممزَّقُ

                              *****
                              يُنهي السؤالَ بالسؤال، داخلاً
                              غياهباً، سرادباً، لاتُطْرَقُ
                              مُكاشفاً مِن تحت كلِّ زِينةٍ
                              مقابراً، يزفُّها التَّزوُّقُ
                              ملابساً أوصى بها الذي مضى
                              لمن أتى وللذين نسّقوا
                              كأنه مُوكّلٌ بما ثوى
                              خلف الحُلى وزوّرَ التملُّقُ
                              يشمُ ماسوف يلي هذا، كما
                              يُقرمز المعنى الخيالُ الأبلقُ

                              *****
                              مستنبئاً عن الذين أخفقوا
                              هل أخفقوا لأنهم تفوّقوا؟
                              عن الذين أُبعدوا لأنهم
                              كما حكى الراوي - أبَوْا أن يسرقوا
                              عن سيد الأمر الذي رأى بهم
                              غرابةً تغزي، وأخرى تَصْعّقُ

                              *****
                              عن السما كيف ارتقى ازرقاقُها
                              وما تَرَقّى البحرُ وَهْوَ أزرقُ
                              عن الذرى، هل تستحيل أنجماً؟
                              هل يستقيم المنحنى ويَسمُقُ؟
                              عن الذين وحدهم توحّدوا
                              قبل الطريق باسمه تطرّقوا
                              عن الذين أكْوَتوا مِن ههنا
                              عن الذين مِن هناك أعرقوا

                              *****
                              من يعربٍ، هل اسمهُ من نُطقهِ؟
                              وهل روى الإغريقُ ماذا أغْرقوا؟
                              عن التواريخ التي كانت لها
                              نقاوةٌ، وللحروف رَوْنقُ

                              *****
                              تساؤلٌ يرمي بنفسه إلى
                              تساؤلٍ مِن مقلتيه يأْبَقُ
                              يُراحل اليومَ إلى أن ينحني
                              يُساجل الليلَ السُّرى ويسْبَقُ
                              لأنَّ بدْءَ المبتدا ماذا يلي
                              فآخر المسعى السؤال الأعْتقُ

                              *****
                              هل اشتفى هذا وذا أو انطفا
                              بَرْقُ المنادى، أم خبا التشوُّقُ؟
                              لأنَّ (كَم) أرخى الحزام عن (متى)
                              مِن أين يَسْتحكي، ولا مَن ينطُقُ؟

                              *****
                              قُلْ أين عرّافوك يا (الأشمور) قل
                              من ذا درى، هل غرَّبوا أو شرّفوا
                              وأين (هل) كان أخي قيل لهُ
                              هناك بستانٌ يليه فندقُ
                              يا(هل) على (مِن أين) يعبر الذي
                              أجْفَلْتَ عنه، أو ذووك أشفقوا
                              ومرَّ (مِن أين) يحسُّ أنهُ
                              إجابةٌ، مِن السؤال ألْبَقُ
                              يرى الزحامَ في الزحام ينطوي
                              سقفُ الغبار بالغبار يُخْنَقُ

                              *****
                              يصيح: (يا (ماذا) أُريد نَبْأَةً
                              تشي بأمرٍ، تفتري، أو تصْدقُ
                              يَسْاَنْشِدُ العصفورَ، يعيا ينثني
                              يلقى غراباً شايخاً لاينْعَقُ

                              *****
                              صَمتُ الضجيج ههنا، وههنا
                              ياريح قولي: يا حزانى حدِّقوا
                              يصغي، ينادي، لايظن أنهُ
                              نادى، ولاأصغى السميعُ المُرْهَقُ
                              لأنَّ بين الصوت والمصغي دماً
                              بين القوى، وبينه تشدُّقُ

                              *****
                              الساعة اصفرَّت على مُغْبَرَّها
                              لأنَّ وجه الوقت بابُ مُغْلقُ
                              ياقلبُ مَنْ يُفتي خفوقك الذي
                              غموضهُ أدرى بماذا تخفُقُ
                              [/]

                              تعليق


                              • #75
                                []مختارات من
                                ديوان

                                رجعة الحكيم بن زائد

                                قصيدة
                                عشرون مهدياً
                                [/]

                                [] باطلاً خلت وجدكم بعض وجدي
                                واعتياداً دعوتكم أهل ودي
                                ألأني بلا أنا في انفرادي
                                كان أنتم وهن إجماع فردي
                                أهربوا أهربوا، أخاف عليكم
                                ولماذا لا تحتمي؟ ذاك وكدي
                                []* * *[/]
                                هل أغني لكم، وأبكي عليكم؟
                                أم أؤدي ما ينبغي أن أؤدي؟
                                في انتظاري غرابة، هل أريكم
                                عن خلاف الذي أواريه أبدي؟
                                []* * *[/]
                                يارفاقي برغم علمي بأني
                                أغتلي عنكم، وأرمد وحدي
                                من حطامي أرقى على الرعب يعيا
                                هل أشوي جبينه أم أندي؟
                                غير خاشٍ بأي نارٍ سأرمى
                                وعلى أي تربةٍ سوف أودي!
                                كل نارٍ أحر، بالنضج أسخى
                                كل صقعٍ في الأرض أهلي ومهدي
                                كل قبر نزلت، أصبى احتضاني
                                يا قبوري متى سأبلغ رشدي؟
                                []* * *[/]
                                هاك يا حامل الصواريخ صدري
                                عارياً كالرصيف طلق التحدي
                                أي شيء تهذي، أصالحت مثلي؟
                                ما أنا مثله، ولا أنت ندي
                                في يدي غصن وديوان شعرٍ
                                في يديك الردى وعنوان لحدي
                                []* * *[/]
                                أنت من دولةٍ على كل ندبٍ
                                تلتظي كاحتراق تابوت هندي
                                كل حكمٍ له أصول وحد
                                وهي قالت: تجاوز الحد حدي
                                أي عهد ترعين؟ قالت ومرت:
                                قتل من شذ عن يدي عهد عهدي
                                []* * *[/]
                                أنت منها ترمي ب (شيراز) (دلهي)
                                كل سنديةٍ بأي ابن سندي
                                ترتعي (كندةً) تموراً، ويرعى
                                في موانيك شلوه كل كندي
                                ولهذا تقد أكتاف أهلي
                                فتعشي مشايخي أو تغدي
                                وتبث المدى يلوحن حولي
                                والزوايا الأخفى يحاولن شدي
                                فلتعسكر عليَّ أحجار بيتي
                                ولتبولس نومي، سأشدو لسهدي
                                []* * *[/]
                                فانحنى سائلاً: أهذا وحيد
                                أم ألوف؟ إن الغرابات تعدي
                                غره من رأى له نصف قلبي
                                مرقسي الهوى، ونصفاً معدي
                                فدعا الترجمان: قل لي فصيحاً
                                ألشيء يدعون هذا التصدي؟
                                محرق، مورق، يقول سكوتاً:
                                قف إلى أين تجتدي غير مجدي؟
                                []* * *[/]
                                من رأني أرديت يوماً قطاةً
                                فلماذا يخافني كل مردي؟
                                ألأني عجنت في جوف أمي
                                بالجراحات، أعشق الموت وردي
                                أو لأن الرصاص حين يحني
                                بدمي، أهتدي إليَّ، وأهدي
                                أو لأني أذب عند عدوي
                                مصرعاً كالذي أعاصيه عندي
                                أو لأني لا أكره الخصم شخصاً
                                بل أعادي فيه صفات التعدي
                                أو لأني أصيح: يا شيخ (هنري)
                                أكرث الكارثات ما سوف تسدي
                                []* * *[/]
                                أنت أدهى ، تشق بعضي ببعضي
                                وعلى مخنقي تشد بزندي
                                في مدب النعاس تسري لتطوي
                                بين نهدي مخدتي عض خدي
                                حين تدنو تخيف صمتي بصوتي
                                حين تنأى إليك تقتاد بعدي
                                واجداً في ديارك الأمن مني
                                في دياري تغشى أفاعيك جلدي
                                []* * *[/]
                                فلماذا عني إليك ارتحالي؟
                                ولماذا إليك مني مردي؟
                                كيف تخفى هناك عني وتبدو
                                لي هنا، حيث أنتخي وأفدي؟
                                []* * *[/]
                                وبرغمي تبيت جاري وترمي
                                بجراد الفلا بساتين جدي
                                ألأن الألى أحبوا قصيدي
                                قعديون لايحبون قصدي
                                أم لأن الذي يسمى نظامي
                                سيفك المنتضى عليَّ وغمدي؟
                                []* * *[/]
                                حالة تلك، لا تطيق بقاءً
                                لاذهاباً، لكن تجيد التردي
                                فاذا ما سألتها: وإلى كم اءلت،
                                من ترى تسد مسدي؟
                                هل تسدين يا ابنة القحط شيئاً؟
                                والمنى في انتظار عشرين مهدي
                                كيف قبلي تحيا انتظاري وأخشى
                                شهوة الانتظار تجفوك بعدي
                                [/]

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-29-2025 الساعة 05:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-28-2025 الساعة 10:06 PM
                                يعمل...
                                X