


كانت جارة لي في طفولتي،
كانت أصغر مني بثلاث سنوات،
كنا كثيرا ما نلعب معا،
وكانت تقضي معظم وقتها في بيتنا،
كنت أشعر أنها واحدة من أخواتي
من فرط اهتمام أبي وأمي بها..

فكان أبي لا ينسى أن يشتري لها فستان العيد معنا،
وكذلك الهدايا المتنوعة،
وأهم من هذا كله "عروسة المولد"،
فقد جاءت تبكي ذات يوم وتقول:
(سعاد بتغيظني بعروسة المولد)،
فأخذ أبي يربت على كتفها،
وأخذها واشترى لها "عروسة المولد"،

ولم نكن ندري وقتها سبب اهتمام
أبي الزائد عن الحد بها.
ولما رأيت "عروسة المولد" التي اشتراها
لها أبي أجمل من "عروستي" زاد غيظي..
وفكرت في حيلة ماكرة،
قلت لها: ما رأيك لو نتبادل العرائس،
ولكنها رفضت،
ففكرت في حيلة أكثر مكرًا،
قلت لها: العروسة جميلة ولكنها تحتاج إلى
حمام ماء، لتكون أكثر جمالا..
أعجبت الصغيرة بفكرتي جدا،
وأخذت تغسل العروسة المصنوعة
من الحلوى في الماء،
والنتيجة طبعا معروفة..

وعندما عاد أبي حكت له ما حدث وهي تبكي،
فأخذها واشترى لها "عروسة" أخرى،
وعلم ما يدور في نفسي من مشاعر،
فأخذني إلى حجرته،
وشرح لي سبب اهتمامه بجارتنا الصغيرة،
وتعلمت منه وقتها فضل العطف
على اليتيم وحسن معاملته،
ومنذ ذلك اليوم أصبحت أكثر حرصا
على تلك الصغيرة من أبي..




الجنة هى الثمن
*************
وكيف لا نعطف على اليتامى،
إذا كان الثمن هو الجنة،
ليس هذا فحسب، بل مرافقة النبي
صلى الله عليه وسلم في الجنة،
فعن سَهْلٍ - رضي الله عنه -
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ في الْجَنَّةِ هَكَذَا".
وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئاً.
رواه البخاري.

نتابع

تعليق