إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

توماس ترانسترومر أمير شعراء السويد

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توماس ترانسترومر أمير شعراء السويد

    توماس ترانسترومر أمير شعراء السويد
    أهل ورد الغاليين

    و كأن شهر مارس يأبى
    إلا أن يحصد العظماء
    فى كل عام يدخل أحدهم فى صمته الأخير
    هذا العام غَيب الموت عنا
    شاعرا متفردا بمعجمه و لغته و تراكيبه الخاصة
    قصائده ليست كالقصائد
    وموضوعاته غير الموضوعات ونظمه غير النظم
    شعره ليس منظوماً كعهدك بالشعر
    وليس غناء كالذي اعتاده سمعك
    لكنه محسوساً حقيقياً
    تكاد تشعر بين القصيدة والعالم
    بعناصره الحسية والمجردة
    هو يجعلك تشعر
    بالموجة وبالسمك وبالنباتات
    والطيور والغابات والجزر والأشجار
    لم ترصدها لكنها ماثلة أمامك

    شاعر نوبل الشاعر الكبير أمير شعراء السويد

    توماس ترانسترومر Tomas Transtromer

    1

    حاولت البداية و تجميع الكثير حول الشاعر
    للخروج بموضوع مفيد أتمنى أن أكون وفقت

  • #2
    ولد في استوكهولم في أبريل من عام 1931
    أبدى اهتمامه بالأدب منذ صغره
    قضى أغلب عمره في مدينة فيستيروس
    و في آخر ايامه كان يعيش في ستوكهولم مع زوجته مونيكا
    توفى فى 28 مارس من عام 2015
    بدأ كتابة الشعر و هو في الثالثة عشرة ثم درس علم النفس
    و حصل على إجازة لممارسة المهنة في عام 1956
    و كان يؤلف الشعر بجانب ممارسة عمله
    و نشر أول مجموعة شعرية بعنوان 17 قصيدة عام 1954
    و له حالياً 12 كتاباً شعرياً و نثرياً و نثره يشبه الشعر
    قبل أن ينشر شعره اشتهر كمترجم لشعراء السريالية الفرنسيين
    مثل أندريه بريتون
    حصل ترانسترومر على جميع الجوائز الأساسية التي تمنح
    في الدول الإسكندنافية و على جوائز أوروبية مثل
    جائزة بترارك عام 1981 و جائزة الإكليل الذهبي عام 2003
    و على جائزة نوبل في الأدب عام 2011 و يعد أول شاعر
    و أديب سويدي يكسر قراراً اتخذته الاكاديمية السويدية
    عام 1974 تستثني بموجبه الأدب السويدي
    من الفوز بالجائزة العالمية الكبرى لم تتمكن الأكاديمية
    من تجاهل هذا الشاعر الكبير و الفريد فيما كتب و عاش
    و قاسى و في تحديه الاعاقة الجسدية و جعلها حافزاً على الابداع

    و لعل الاعوام الخمسة و العشرين التي قضاها مشلولاً
    على كرسي الاعاقة كانت أشد أعوامه اختباراً و تجربة
    و ابدع خلالها شعراً ساحراً مستعيناً بزوجته مونيكا
    التي كانت بمثابة يديه و لسانه و أذنيه

    تعليق


    • #3
      كافأت الأكاديمية الشاعر بجائزة نوبل
      بعد تأخرها عنه لهويته السويدية
      و كانت المفارقة غير المنتظرة أن ترانسترومر
      نافس أدونيس على جائزة نوبل
      و كانا من أقوى المرشحين لها عام ذاك
      و الصداقة التي جمعت بين الشاعرين تجلت
      في الأمسيات التي أقاماها معاً و في المقالات
      التي خصّ أدونيس بها هذا الشاعر الكبير
      و الذي يعد واحداً من رواد القصيدة الحديثة

      لم يكن ترانسترومر غريباً عن العالم العربي
      ففي العام 2003 ترجم الشاعر العراقي المقيم في السويد
      علي ناصر كنانة مختارات من قصائد ترانسترومر عن السويدية
      و صدرت بعنوان ليلا على سفر عن المؤسسة العربية
      و مثّلت أول مدخل الى قراءة هذا الشاعر عربياً
      و كان ترانسترومر على صداقة متينة مع الشاعر أدونيس
      الذي أشرف بنفسه على ترجمة أعماله الشعرية الكاملة الى العربية
      و قد أنجزها قاسم حمادي عن السويدية مباشرة
      عاود أدونيس قراءة الترجمة معتمداً الترجمة الفرنسية
      و أعمل قلمه فيها و صدرت في دمشق عن دار بدايات عام 2005
      واختار الشاعر سامر أبو هواش قصائد له ترجمها
      و نشرها في مجلة الكرمل الجديد عام 2011
      و كان له أثر على الكثير من الشعراء الجدد في اللغات العالمية
      التي ترجم شعره إليها و هي تقارب الستين لغة و بينها العربية
      التي بات له فيها كتابان

      آخر إصدار له كان في عام 2004 مع نشر ديوان
      يضم 45 قصيدة قصيرة بعنوان اللغز الكبير
      و منذ ذلك الحين طغت الموسيقى على عالمه
      و كان يعزف بيد واحدة على البيانو بشكل يومي و برغم شلله
      له العديد من المقطوعات الموسيقية

      تعليق


      • #4
        كان ينشر قصائده في مجموعات صغيرة
        لم تتجاوز أي واحدة منها 25 صفحة
        لكن قوة شعر ترانسترومر موجودة في القلة و الزهد و الحيادية
        و فيما يلي الأسباب التي تدعوك إلى قراءة أعماله :

        الطبيعة السويدية : في أعماله تجد الريف السويدي بمثابة
        منتدى للطبيعة حيث نجد البحيرات الأنهار و الغابات
        و مجموعة الجزر السويدية
        و بالنسبة للشعر نجده يتحرك على غير العادة
        بهدوء و باهتمام خلال الطبيعة الواسعة متابعاً في ذلك
        الاختلاف في الفصول و التحولات في المناخ
        و هناك القليل من الشعراء في السويد الذين صوروا الربيع المكثف
        في دول الشمال بهذه الدقة الجميلة في الوصف

        الشمس : دائماً ما تتجلى الشمس في شعره حيث يبدو الظلام
        و الليل من الأمور المعتادة كثيراً في أعماله و لكن إذا نظرت بعناية
        فسوف تجد الشمس الذهبية اللون تسطع هناك على حياة الناس
        فشمس ترانسترومر دائماً دافئة و خيرّة لكنها في بعض الأحيان
        مخيفة أيضاً فهي تحرق و تسطع و تضيء

        الأحلام : مُطالب الكثير منا بالخضوع للخبرات التي في الذاكرة
        و ذلك أثناء اليقظة لم يوافقه على هذا فالأمر بالنسبة له
        أن ما يحدث في عالم الأحلام يتسم على الأقل بالغني و الأهمية
        ففي بداية عام 1954 بدأ في تأليف كتابه الأول بعنوان
        الصحو هو بمثابة السقوط بمنطاد من الأحلام
        وقد اتسم كتابه بالطابع الخرافي حيث يقلب الأمور رأساً على عقب
        لذلك نحن نقفز من عالم الأحلام ذلك المكان الرائع
        متجهين نحو حياة الحقيقية و على مر السنين قام بنسج تجاربه
        مع الأحلام مع جميع قصائده الشعرية



        يتبع

        تعليق


        • #5
          النموذج السويدي :
          تتزامن أعماله في الوقت مع النموذج السويدي
          للرفاه حيث عبرت كثير من أشعاره عن رحلاته
          التي كان يقوم بها بالسيارة إلى القرى الوحيدة
          و البلدات المضاءة في الطبيعة السويدية
          و مر أيضاً خلال هذه الرحلات بمؤسسات
          و وكالات حكومية تتسم القسوة و غير قابلة الحياة
          و قد أدلى ترانسترومر بشهادته قبل عملية الخصخصة
          التي تمت للمجتمع السويدي و لا يدري للأفضل أم للأسوأ

          العالم : يعطي شعره إحساساً بالقوة حيال ما تشعر به
          عندما تفكر في العالم من خلال بلد صغير في أوروبا الشمالية
          و خاصة خلال الحرب الباردة و كانت العلاقات مع الاتحاد السوفيتي
          خلال الفترة من 1960 م و 1970 م مسألة في غاية الحساسية
          في الساحة السياسية و الأدبية وكان توماس ترانسترومر
          من الشعراء القلائل الذين كتبوا عن الشعب الذي ظل تحت الحصار
          و كانت تتم مراقبته من قبل الدول المجاورة عبر بحر البلطيق

          إدراك شديد : وصف توماس ترانسترومر في كتابه النثري الصغير
          الذكريات تراني 1993 كيف أنه عندما كان في سن الخامسة أو السادسة
          انفصل عن والدته وسط الازدحام بميدان هاي ماركت هيتورجيت
          وسط مدينة ستوكهولم انطلق الصبي وسط الخوف و القلق وحيدا
          في مسيرة طويلة ليصل إلى الجزء من المدينة حيث يقيم
          وكان يمر على واجهات منازل و تقاطعات شوارع و مزروعات تنمو
          و قد انعكست تلك التجربة من خلال إدراكه المتنامي على جميع أعماله الشعرية

          تعليق


          • #6
            الموسيقى : يكتب توماس في قصيدته الشعرية اليجرو
            بعد يوم أسود أقوم بعزف سيمفونية هايدن
            و أشعر بالدفء قليلا في يدي و توجد الموسيقى في كل كتاباته
            و يستمع إلى شوبرت و جريج وليزت و نجد أنه يعتمد على الموسيقى
            من أجل عناوين قصائده شعرية
            و تعد الموسيقى في شعره لغة أخرى موازية لشعره
            تتسم بالرحمة أكثر من الكلمات

            رؤى : في أكثر المواقف اعتياداً ربما تكون لدي الأنا الشعرية
            لترانسترومر رؤية مفاجئة في عيد الغطاس حيث يستشعر
            إحساس رائع بمعنى الوجودية و طبيعتها و ذلك في منتصف عمره
            بينما يتجول في دروب الحياة الدنيوية وقد أصبحت
            مثل هذه الصور الشعرية أحد أهم السمات المميزة لشعره
            و هو يثير نفس الإحساس العجيب في نفس القارئ

            الموت : يعد الموت دائماً في أعماله شيئاً خفياً و غير سار
            حيث نعيش نحن البشر خارج نطاق حياتنا إلى أن يسرقها الموت
            كما كتب في قصيدته الشعرية بطاقة بريدية سوداء
            يحدث في منتصف الحياة أن يأتي الموت ليأخذ مقاساتنا
            هذه الزيارة تُنسى و تستمر الحياة لكن الثوب يُُخاط بلا علمٍ منّا

            جائزة نوبل : تمت ترجمة أعماله إلى 60 لغة
            و ليس في الأمر سر حيث أن الفائزون السابقون بجائزة نوبل في الآداب
            أمثال الشاعر الأيرلندي شيموس هيني و ديريك والكوت من سانت لوتشيا
            الروسي الأمريكي جوزيف برودسكي قد جادلوا جميعهم
            في أمر ضرورة حصول توماس ترانسترومر على هذه الجائزة
            حيث كانوا جميعاً شهداء على قوة شعره و مدى إلهامه
            .

            تعليق


            • #7
              قد يكون ولد في بلد صغير السويد
              لكنه يعد شاعراً عظيماً على المسرح العالمي

              مختارات مترجمة من شعره

              الشجرة و الجَلَد

              تسيرُ شجرة تحت المطر
              تمر جانبنا في الاكفهرار السائل
              مهمتها نشل الحياة من المطر
              مثلما تنشل شحروراً من المرعى
              حين يتوقف المطر تقف الشجرة
              تلمع ساكنة و مستقيمة في الليل اللامع
              في انتظار اللحظة مثلنا
              حيث ندف الثلج فرخت لتوها من الكون


              في آذار 79

              تعب من كل الذين يجيئون مع كلمات
              كلمات و ليس مع لغة
              أرحل إلى الجزيرة المغطاة بالثلج
              ليس للجموح كلمات
              هذه الصفحات البيضاء تنتشر في جميع الاتجاهات
              أسقط على آثار قوائم أيل في الثلج
              ما من كلمات بل لغة
              ذاك الذي أيقظته الأناشيد
              في الصباح مطر أيار


              لا تزال المدينة صامتة

              كدارة في جبل الشوارع كذلك أيضاً
              و في السماء محرك طائرة
              يزأر بالأزرق و الرمادي
              النافذة مفتوحة
              الحلم حيث يرتاح النائم
              شفاف يهتز الرجل يبحث
              خبط عشواء عن أدوات الانتباه
              تقريباً في الفضاء


              الأحجار

              الأحجار التي رميناها أسمعها
              تسقط متبلّرة عبر السنين أفعال
              اللحظة المتهافتة تطير في الوادي
              صارخة من أعلى قمة شجرة إلى أخرى تهدأ
              في هواء أندر من الهواء الراهن تتزحلق
              كسنونوات من قمة جبل إلى آخر
              حتى تصل إلى آخر سفوح تخوم
              الوجود العالية حيث لا تسقط أفعالنا
              متبلّرة في أعماق أخرى إلاّ في أعماقنا

              تعليق


              • #8
                عندما تقرأ له تكاد تحظى بانعدام الوزن
                الذي يتلذذ به رواد الفضاء خارج الجاذبية
                فقصائد ترانسترومر تمتاز فعلا بهذه الخفة
                ذلك الشعر الصافي الذي وَصلنا
                بأقل ما يمكن من الكلمات
                الشعر الخافت و الموارب
                و غير المحكوم بالأمكنة و الأزمنة و الهويات
                تجد الشاعر ذائبا في كلماته و مدفونا بين استعاراته
                الشاعر الذي فاجأنا بأن ثمة أماكن
                لا تزال غير مأهولة بالشعر و أن هناك أمزجة
                و تأملات و استعارات لا تزال تنتظر أن تصبح شعراً
                إنه مقيمٌ دوماً على الحد الفاصل بين العالم الداخلي و الخارجي
                و هذا الحد يسميه حاجز الحقيقة بحسب تعبيره
                حيث الزمن إنساني و حيث يتجاوز المكان الجغرافيا التعسفية
                بما يتفق و وصفه بالمسفار بعدما جاب بلداناً و مدناً
                كاسراً الجدران و مخترقاً الحدود التي تقسم العالم عالمين و أكثر
                و كان يحمل في قرارة عينيه و وجدانه خريطة غير مألوفة للعالم
                كما احب ان يكون و لا عجب ان يتنقل ترانسترومر قبل أن يحل به الشلل
                بين فيتنام و إيران و الكونغو و نيويورك و شنغهاي و اليابان
                و اليونان و براغ و الخرطوم و غيرها بالواقع و الجسد
                كما بالمخيلة و الروح و كان لأفريقيا النصيب الأكبر في رحلاته و شعره
                ناهيك عن زياراته إلى لبنان و سوريا و لعل رحيله قبل أيام كان استكمالاً
                لحضوره الصامت

                تكبرُ قصيدتي فيما أتقلص أنا
                إنها تكبر و تأخذ مكاني
                تنقلبُ عليّ و تطردني خارج العش
                لقد كَبُرت قصيدته فعلاً
                و ها هي قادرة على أن تَحلّ محله في غيابه
                .

                تحياتى

                تعليق


                • #9
                  من الجميل ان نحظى بموضوع مثل موضوعك هذا
                  تقتصر ثقافتنا على شعراء العرب و من النادر
                  ان يأخذنا البحث الى شعراء الغرب
                  و لكن منقبة عن الذهب مثلك لا تدخر وسعا في اثراء ثقافتنا
                  سعدت بما عرفته عن الشاعر توماس ترانسترومر
                  دمتِ بكل خير حبيبة قلبي

                  تعليق


                  • #10
                    موضوع جميل و معلومات عن امير شعراء السويد
                    و هذا ما عاهدناكى به تاتى لنا بكل مفيد و ممتع
                    شكراِ لتعريفنا بالشاعر السويدى
                    امانى الحبيبة تسلمى لنا

                    تعليق


                    • #11
                      حبيبتى هالة شكرا لكِ
                      رحل توماس ترانسترومر
                      تاركاً أعمالاً شعرية تنم عن تجربة عميقة
                      في خلق معادلات جديدة و غير مسبوقة
                      في العلاقة بين القصيدة و العالم
                      بعناصره الحسية و المجردة

                      تعليق

                      مواضيع تهمك

                      تقليص

                      المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                      المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                      المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                      المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                      المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                      يعمل...
                      X