إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر العراقي صلاح فائق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    انا في قطارٍ أحلمُ

    أحد أصدقائي يصرخُ خارج بيتي .
    وعولٌ تندفعُ الى محيطٍ وذئابٌ تعوي في جبال

    *
    جئتُ الى هذا العالم
    ذا أنا أغادره , تاركاً كتبي , ثيابي
    لهذا المحيط والعناكب

    *
    سحبٌ تأتي وتذهبُ , تشبه ذكرياتي :
    أتخيلني في سجنٍ , خلفهُ أسمعُ
    نحيباً لرجل وضحكاً لإمرأة

    *
    هذه الورقة هي غرفتي عند نهرٍ
    ذهبَ مع أحد جداولهِ ليزور البحر
    ماذا افعلُ إن لم يعد ؟

    *
    للبعوضةِ مائة عين , ثلاثةُ أدمغة
    لكل عينٍ لذبابة ثلاثة آلاف عدسة
    لا أملكُ الآ عينين ودماغاً لا يعملُ جيداً

    *
    أبي أخفى نقودهُ في حزامٍ عريض
    ألم يفعل ذلكَ رامبو أيضاً ؟
    ماتا بسرطانٍ في الساقين

    *
    من مهامي اليومية كتابة رسائل الى نفسي
    ارسلها بالبريد الى عنواني الدائم , تعود بعد أيام
    أفتحها , أقرأ ردوداً من اشخاصٍ لا أعرفهم

    *
    المواسمُ تصلُ وتغادرُ بعد فترةٍ
    لايهتمّ بها أحد . انا هنا , لآ أصلُ ولا أغادر
    مراقبةُ ارنبٍ واحدٍ لا يكفي لفهم ألسبب

    *
    سأتسلّلُ هذه الليلة الى حديقة جاري
    لأحمل الى جدولٍ بعيد تمساحاً مقيداً : كي لا أراهُ
    مطبوخاً على مائدةٍ ثمينةٍ لضيوفٍ من قارةٍ أخرى

    *
    إندفعت حممُ بركانٍ قريبٍ نحو بيتي
    وصادفَ ان البحر كان يتجول في هذه المنطقة
    وأفشلَ محاولاتها في الآقترابِ مني

    تعليق


    • #17
      غزلانٌ في مأدبة
      *
      أعتنِ بنفسكَ , لا تغرينكَ تعاليمُ ومبادىء
      فهي من كلمات .
      لا تعملْ , عشْ من هباتِ جيرانٍ
      من مؤنِ طيورٍ وحيوانات
      لا تشكُ من مكائد سياسيين وآلهات
      هذه من طباعهم ,
      ولا من توهمتهم اصدقاء , ثم إكتشفتهم :
      كانوا حلفاءَ لأسبابهم .
      إذا حطّ نسرٌ على طاولتكَ
      أو مزقتْ إمرأةٌ ثوبها أمامكَ
      فلا تستاء , فالنسرُ سيطيرُ
      وتلك المرأةُ ستلبسُ ثوباً آخر .
      لا تنزعجْ من بكاءِ موتى أو وقوفِ خيولٍ
      أمام سجنٍ , يتشاتمُ فيهِ فلاسفة
      فالبلدات الصغيرة مهووسةٌ بفراءِ سناجب .
      إذهبْ الى مدرستك الأولى , نظّفها
      ولم تعد هناك , وتمتعْ برنينِ مطارقَ لبناةِ سُفن .
      لا تستخدمْ شكيمةً أو لجاماً
      اتركهما امام بابكَ لزبالٍ , لصٍّ .
      إشترِ باقة زهرٍ لذكرى ميلادِ نهرٍ
      لا زال مفقوداً , مخطوفاً
      أو لوّح بها لتستدرجَ غزلاناً الى مأدبتك
      ولا تحترز من كلام شكسبير , دانتي ,إبن المعتز
      والبسطامي , فهم أشقاؤك .

      *
      تعلّم كيفَ تدحرجُ ظلّكَ من رصيفٍ
      الى رصيف , لتنقذَ عنكبوتاً مريضةً ,
      مطوقة بنملٍ , وتنقلها الى مستشفى

      تعليق


      • #18

        أبيعُ عظام موتى إلى سيّاح
        *

        اخرجُ من سردابٍ
        حاملاً اكاذيبَ بين اسناني
        منها اعجابي , ليلاً , بعارياتٍ في ساحلٍ
        اتخيلني اعضهنّ لكني اهابُ من اهتياجٍ
        في اقسامي الداخلية اذا اقتربتُ اكثر .
        في هذا اشبهُ ذئباً امام مرآةٍ
        يرى فيها ذئبينِ او حصاناً يدخلُ الى الجحيمِ
        ويخرجُ ولا يعترضهُ احد

        منها أيضاً عدمَ فهمي بكاء قساوسةٍ في مادبة
        ثم اسمعُ اجراساً تقرعُ في رؤوسهم
        فاعرفُ حينئذ ولا اسألهم

        وعندما انزعُ ثيابي امام ثورٍ
        فيديرُ وجههُ الى جهةٍ اخرى
        فادركهُ يعطيني درساً في معنى الكتابة
        مفاده انها عن مرضِ أحجار ,
        عن قبرٍ يصرخُ حالما تصلُ اليه .

        عليك قول هذا كلهُ دون ندمٍ
        فانتَ افضل من ينهشُ ذكريات الجيرانِ
        ويحملُ كيساً معبأً بعظام موتى
        لتبيعها الى محلاتٍ مخصصةٍ للسياح

        *
        إني ازحفُ مثل تمساحٍ
        مبتعداً عن منشدين في قاعات المدن
        اغلقُ عينيّ لأرى الطريق الى الابدية
        اجدهُ مكتظاً بجواميسَ وبمجرمينَ تحمّموا في معابد.

        تعليق


        • #19
          أسمعُ بكاء حوت



          أمنيتي , رغبتي , أن أصيرَ مثل آخرين
          أقصدُ كهذا الخباز , مصلّحاً لتلفزيونات عاطلة ,
          طبّاخاً في مأوى لأيتامٍ أو عجزة
          ممرضاُ , سائق شاحنةٍ لنقل مساعدات
          لضحايا كوارث الطبيعة .
          ألتقي أحياناً جيراناً , عمالاً , زبائنَ من حانة او مقهى
          واحداً بعد آخر , يتمنون ان يصبروا مثلي , شاعراً
          هذا سهلٌ للغاية , أخبرهم , لكنهم لا يقتنعون

          *
          اليوم أنا عاجزُ عن التكلّم مع نفسي ,
          الكتابة الى اي شخص .
          ربما لأني أرتدي فرو دبّ قطبي
          أهداهُ صديقٌ . قد يكون اشتراه من قرصانٍ قامَ ,
          مع رفاقهِ , بنهبِ سفينةٍ مرتّبة جداً
          هذا لايهمني الآن . مايهمّ هو , حين ألبسهُ
          أشعرني وحيداً , ومن أنحاء جسدي
          ترتفعُ همهمة غابة بعيدة ,
          أسمعُ بكاء حوت , أصوات إرتطام تلال من جليد
          وارى قيثارةً محطمة تعزفُ وحدها :
          ليس هذا خداعاً بصرياً , إرباكاً متعمداً
          لحواسي ـ انهُ إغواء أسرارٍ تستدرجني
          لا أدري إن كان الى الداخل
          أم منه الى الخارج ؟





          على كتفي بقايا سحابة



          يرتمي المساءُ في حضني , كأنهُ منهكٌ
          او كحبيبة غابتْ لسنوات
          هذا يعيدُ اللانهاية حولي
          ويضعُ على كتفي بقايا سحابة

          *
          في مملكة اوهامي أحتفظُ بفمٍ إضافي
          لأُمجّدَ زمنأ قديماً كان لي .
          فمي الحقيقي استعينُ به للثناءِ على
          اعالي الانهار , حيث ينسى الرعاة ناياتهم .
          يقرأ فمي الاضافي نصوصاً لا أنشرها
          يرافقه فمي الحقيقي بأنغام قيثارةٍ بابلية
          كي تنخفضَ سيولٌ تهددُ ودياناً
          وبلدات

          *
          قصيدتي تتشظى لأنها أسيرة أنفاسي
          في كل نَفَسٍ لي ذكرياتٌ يديرها مخيالٌ نشيطٌ
          حدّ اني أُفكرني مجموعة شعراء
          أبحثُ الآن عن الذي يتكلّمُ بينهم هنا

          *
          تقتربُ مني موجةٌ من المحيط
          اراها تحملُ فردةً من حذائي
          ـ أين الثانية , أصرخُ
          لا تجيبُ , تختفي

          تعليق


          • #20
            اتماهى مع هاملت


            ساتعلمُ كيفَ ازرعُ
            اشتريتُ بذوراً , ادواتٍ للحفر والحرث
            حان الوقتُ لأهتمّ بالارضِ ,
            احتفي بامطارها , وارشد سفنها الضائعة
            في محيطات
            الارضُ تحبّ من يحرثها
            باصابعهِ المنهكة . هديتها لك
            احجار بيضاء , مكومة في مكانٍ ما
            من طفولتك
            ساكتبُ عنها , وبحذر
            خسائر اتفادى اظهارها
            وايضاً حشد عشاقٍ فشلوا .
            سادعو نهراً , او احد جداوله
            ليكون ضيفي مرةً كل عام

            *
            وثبتُ عند الفجر من سريري
            عندما سمعتُ صوتاً وقوراً يناديني من الخارج
            اتذكرُ هذا الصوت – اظنهُ لأحد اصدقائي .
            رغم تكرار نداءاته , اقرر ان لا اذهبَ , لسبب ما ,
            وافتحَ الباب . انظرُ من شباكٍ , لا احد

            من يتذكرني في هذا الوقت ؟
            من يطرقُ بابي , ثم يختفي ؟

            *
            لا اخرجُ في الليلِ دون قناع
            كما فعل ملوكٌ : سببي يختلفُ
            اتصرفَ كممثلٍ في حياتي اليومية
            لذا اشتريتُ جمجمةً قديمةً من مسرح شكسبير
            في لندن .
            اتكلمُ امامها بنبرةٍ عالية وبجملٍ شكيسبيرية

            لا اتقنها
            لعلها تستجيبُ وتسرد لي ماضيها
            لكن عبثاً , فهي صامتة

            رغم اني اتماهى مع هاملت
            واتبجحُ بالحزن والحيرة



            قصيدتي



            قصيدتي ليستْ ملاذاً لنسورٍ جريحة
            لمقاتلين هُزموا , مأوى لقناصين
            لعمالٍ يزيّنون متحفاً
            او جدران سجن

            *
            قصيدتي شغف صيادينَ بقمصانٍ نساء ,
            أثار أيائل ضائعة ,
            شلالٌ ضعيفٌ لايهتمّ بهِ احد
            إنها محاولةٌ لعبور نهرٍ سريع ,
            تاريخُ كهفٍ ,
            سعاة بريدٍ يلاحقونَ طائرةً نهبتْ أكياسهم
            وهاهي تخرجُ من سحابةٍ لتدخلَ اخرى
            ولا تقفُ

            *
            في كل قصيدةٍ لم اكتبها بعدُ
            حمولة قطارٍ من سياحٍ
            حالما أكتبها , لا أرى سياحاً ولا قطاراً
            واينما اتجهُ أجدني مستكشفاً غشيماً
            يرافقني تمساح

            *
            اليوم أبحثُ في قصيدتي هذهِ عن شريكٍ
            لننقلَ غيوماً واقفة هنا
            الى قرى بعيدة تنتظرُ أمطاراً منذ أعوام ,
            لا أعثرُ عليهِ في مقاطعها
            فألجأُ الى اشباحٍ من مخلوقاتي , أُفاوضها
            تضعُ شروطها أمامي , فأقبلُ

            تعليق


            • #21
              و أخير نختتم هذه الرحلة المختلفة
              مع شاعر متفرد بلغته و تراكيبه الخاصة

              قصيدة كتبها تجمع
              عناوين بعض مجموعاته



              رهائنُ تلك البلاد
              في طريقٍ الى البحر
              بعدما مرّوا من مقاطعاتٍ وأحلام
              هاربينَ من مدنِ مومياوات
              ثم صادفوا نملةً تمشي في جنازة
              وقيثارةً محطّمة في ساحل
              تعزفُ وحدها لشاعرٍ يقرأُ من رباعياته
              على محيطٍ هادىْ .
              مضتْ أعوام منذ أكلَ قصائدهُ
              في زقاقٍ ضيق : قالَ أكتبُ لأتسلى
              وذات مرة رأى شاعراً آخر , نائماً
              يكتب قصائدَ بيده اليسرى
              وفي البيت المجاور ماتم كانت دببةٌ تنتحب فيهُ
              وتحت ومضات نجوم هربتْ من مجرات






              عناوين بعض مجموعاتي في هذه القصيدة :

              رهائن , تلك البلاد
              طريقٌ الى البحر , في مدنِ مومياوات
              نملةٌ تمشي في جنازة , قيثارةٌ محطمة في ساحل
              من رباعياتي , أعوام , آكلُ قصائدي في زقاقٍ ضيق
              أكتبُ لأتسلى , شاعرٌ نائم يكتبُ قصائد ,
              دببة في مأتم , ومضات


              طيب الله أوقاتكم

              تحياتي

              تعليق


              • #22
                طيب الله اوقاتك بكل خير
                حبيبة قلبي
                من الجميل ان يحتوى
                منتدانا الثقافي
                على كل هذه التراجم
                لعملاقة الشعر والادب
                في العالم العربي والغربي
                شاعر مميز من بلاد الرافدين
                تسلمي غاليتي الجميلة

                تعليق


                • #23
                  تسلمي حبيبتي الغالية
                  هالة
                  على تشجيعك الدائم
                  نورتي موضوعي بحضورك الجميل

                  تعليق

                  مواضيع تهمك

                  تقليص

                  المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                  المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                  المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                  المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                  المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                  يعمل...
                  X