إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة جمهورية زفتى المستقلة بدأت من هنا

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة جمهورية زفتى المستقلة بدأت من هنا

    تناولت قصة استقلال زفتى
    الكثير من الاهتمام علي المستوي الثقافي و الشعبي
    حيث قام بالعديد من الكتاب
    بكتابة كتب و روايات عن الشخصيات و قصص الشجاعة

    هنا جمهورية زفتى المستقلة

    لم يكن هذا الشعار خيالا ليس له ظل على الأرض
    وإنما حقيقة واقعة فى
    قرية زفتى بمحافظة الغربية
    إحدى محافظات جمهورية مصر العربية
    التى أعلنت فى يوم 22 مارس 1919
    جمهورية زفتى المستقلة
    في 8 مارس 1919 أعتقل سعد زغلول
    و مرافقية وهم أحمد باشا الباسل
    و محمد باشا محمود و إسماعيل صدقي و سينوت حنا
    و مكرم عبيد و فتح الله بركات و عاطف بركات
    و تم نفيهم إلى جزيرة سيشل و كان هذا الإجراء بمثابة شرارة
    خرج المصريون مسيحيون و مسلمون
    في مظاهرات صاخبة لتسجيل غضبهم
    ضد هذا الأجراء التعسفى
    و لأول مرة في تاريخ مصر خرجت
    سيدات مصر في مظاهرات
    و كان ذلك في 16 مارس 1919 م
    و لأن خروج سيدات مصر في مظاهرات
    كانت مفاجئة مدوية في هذا الزمان
    لهذا كان لها أثر بالغ الأهمية عند جموع المصريين
    في ربوع مصر
    و لكن كان هناك في بلدة صغيرة
    على ضفاف النيل تدعى زفتى
    مجموعه من الشباب الجامعى و الفلاحين و التجار
    تفكر في عمل شئ يساعد في
    الإفراج عن سعد زغلول و رفاقه
    و من هنا بدأت قصة جمهورية زفتى المستقلة

  • #2
    كان اعتقال سعد زغلول
    و نفيه إلى خارج البلاد
    الشرارة التي أشعلت فتيل
    ثورة 1919 في مصر
    و ما إن عرف الأهالي هذا الخبر فانطلقوا ثائرين
    في كل مكان بالبلاد
    و قطعوا خطوط السكك الحديدية
    و أصبحت وسيلة الاتصال الوحيدة
    المراكب عبر الترع و النيل
    و كانت زفتى واحدة من تلك المناطق
    التي اشتعلت فيها الثورة
    و إن كانت تنفرد بشيء مميز
    و هو الاستقلال فأعلن الأهالي
    زفتى جمهورية مستقلة
    ضد الاحتلال البريطاني
    و اعتراضًا على نفي سعد زغلول إلى الخارج

    بطل جمهورية زفتى هو يوسف الجندي
    الثائر الذي لا يهدأ
    و له سجل حافل بالأمجاد و المواقف الوطنية
    منذ أن كان طالبًا
    تعرض للفصل من كلية الحقوق عام 1914
    لأنه حرض الطلبة على الإضراب
    احتجاجًا على إعلان الحماية الإنجليزية
    عقب ابتداء الحرب العالمية الأولى

    و لمع نجم يوسف الجندي بالذات في
    جلسات ثائرة في محل جروبي
    و مجادلات حديقة بيت الأمة بيت سعد زغلول
    و في خطب عنيفة على منبر الأزهر
    الذي كان قاعدة الثورة
    و عرفه سعد زغلول و الكبار من أعضاء الوفد
    عرفوه ثائرًا لا يهدأ
    ليس في وجهه الأسمر إلا شيء واحد العناد
    و لا يخرج من كيانه النحيل إلا
    أفكارًا ثورية عنيفة قد تكون متطرفة بعض الشيء
    و لكن ليس كل التطرف عيبًا و خاصة إذا كان
    ضد احتلال أجنبي بغيض للوطن و أرضه
    و انفجرت الثورة و يوسف الجندي في قريته زفتى
    و اتجهت إليه أنظار القرويين
    ينتظرون منه أن يصنع شيئًا
    و لكن ها هنا في جوف الريف
    لا يوجد إنجليز يقاتلهم الفلاحون
    و السكك الحديدية قد قطعها الفلاحون
    من القرى المجاورة و مع ذلك فلا بد من
    عمل شيء خطير ينطوي على معنى الثورة

    تعليق


    • #3
      بدأ الثائر الصغير يعمل
      و يعلن عن تشكيل لجنة للثورة من بعض الأعيان
      و الأفندية و المتعلمين و التجار الصغار
      و اتخذت لجنة الثورة مقرًا لها قاعة واسعة في
      الدور الثاني من مقهى يمكله يوناني عجوز
      اسمه مستو كلى

      اجتمعت لجنة الثورة و قررت أن
      تبدأ بوضع يدها على السلطة الفعلية
      بالاستيلاء على مركز البوليس
      و زحف يوسف الجندي إلى المركز
      على رأس تظاهرة ضخمة ضمت كل الرجال
      و جيوش الصبية الصغار القليلون منهم
      حملوا بنادقهم القديمة و تسلح الآخرون
      بالعصي و فروع الأشجار و الفؤوس

      و شاءت الظروف أن تجنب الدولة الجديدة
      إراقة الدماء إذ كان مأمور المركز رجلًا وطنيًا
      اسمه إسماعيل حمد
      و معه معاون بوليس اسمه أحمد جمعة
      و خرج المأمور إلى التظاهرة
      و سلم يوسف المركز
      و السلاح و قيادة الجنود و الخفراء
      ثم عرض خدماته عليه كمستشار للدولة الجديدة
      يشير عليها بوصفه خبيرًا بأحوال الإدارة فيها

      اتجهت التظاهرة بعد ذلك إلى
      محطة السكة الحديدية و التلغراف
      فسيطرت على التلغرافات فورًا
      و استولت على عربات السكة الحديد
      التي كانت واقفة مشحونة بالقمح
      تنتظر إرسالها إلى السلطات الإنجليزية

      جمع يوسف الأعيان و دعاهم إلى
      التبرع ليصبح للدولة الجديدة خزانة
      و كانت هناك حركة تبرعات أخرى جارية
      لتمويل الوفد و كان يجيء إلى زفتى
      كل أسبوع مهندس من طنطا
      يتسلم التبرعات المتجمعة اسمه عثمان محرم
      و تبرع الأعيان أيضًا للدولة الجديدة

      تعليق


      • #4
        و كان قصد يوسف الجندي من جمع التبرعات
        أن يوجد عملًا للأيدي الكثيرة
        التي تعطلت لظروف الثورة فلا تتحول إلى
        السرقة أو النهب فاستخدم الأموال المتجمعة
        ليوجههم إلى بعض الأعمال المفيدة
        و ردموا البرك و المستنقعات التي تحيط بالقرية
        و التي يئس الأهالي من مطالبة الحكومة
        بردمها منذ عشرات السنين و ردموا الشوارع
        التي كانت تنشع بالماء إذا كان الفيضان
        و أصلحوا الجسور القريبة
        بل أقامت الدولة الجديدة كشكًا خشبيًا
        على ضفة النيل لتعزف فيه الموسيقى

        ثم جندت لجنة الثورة كل التلاميذ المتعلمين الموجودين
        في القرية وقسمتهم إلى فرق
        فرقة تقوم بدوريات مستمرة لحفظ الأمن
        و فرقة تراقب الحدود لتمنع تسرب مواد التموين
        أو دخول الجواسيس
        و فرقة تشرف على عمليات الري و تزويد الأرض بالماء
        و ظهر أن في قلب زفتى
        توجد مطبعة صغيرة
        يمتلكها محمد أفندي عجينة
        أخذت تطبع قرارات لجنة الثورة و تعليماتها
        و أخبارها و توزعها على الناس

        و طارت الأنباء إلى القاهرة و عبرت البحار إلى لندن
        و نشرت جريدة التايمز
        في صدرها أن قرية زفتى قد أعلنت استقلالها
        و رفعت على مبنى المركز علمًا جديدًا

        و أعلن في القاهرة أن فرقة كبيرة
        من الجنود الأستراليين و كانت تابعة للإنجليز
        سوف تذهب إلى زفتى لتخضع القرية الثائرة
        وأخذ الفلاحون يحفرون حول دولتهم الخنادق
        و ينقلون إليها البنادق القليلة و الذخيرة العتيقة
        التي لم تستخدم منذ زمن بعيد يستعدون للقاء الإنجليز

        و أشرق الصبح على مدافع الأستراليين منصوبة
        و فوهاتها مسددة إلى بيوت القرية
        و قد احتلوا فيها محلج رينهارت
        و مدرسة كشك الواقعين عند أطراف القرية

        و في تلك الأثناء
        أفرجت سلطات الاحتلال البريطاني
        عن سعد زغلول
        و كان ذلك إيذانًا بهدوء ثورة المصريين إلى حين



        يتبع

        تعليق


        • #5
          خرج “إسماعيل حمد” إلى خطوط الأستراليين،
          وقال لهم إن الثورة في مصر كلها لن تهدأ،
          ومظاهر الابتهاج قد حلت في القاهرة
          محل إطلاق النار،
          وأية طلقة الآن سوف تؤدي إلى اشتباك،
          والموقف في زفتى هادئ تمامًا،
          فإذا ظل الجنود معسكرين خارج زفتى
          وتركوا حركة التبرعات للوفد ماضية،
          فهذا كفيل بألا يقع من الفلاحين شيء.

          أما لجنة الثورة
          فكانت قد عرفت أن الفرقة الأسترالية آتية،
          فأعدت منشورات بالإنجليزية
          تقول لهم “إنكم مثلنا، ونحن نثور على
          الإنجليز لا عليكم،
          والإنجليز الذين يستخدمونكم في استعبادنا
          يجب أن يكونوا خصومكم أيضًا”،
          وأرسلت المنشورات إلى الأستراليين،
          وقررت الفرقة ألا تدخل القرية،
          وأن تبقى معسكرة بجوارها.

          بعد أن سكنت الثورة في القاهرة،
          وأصبحت القرية تحت رحمة المدافع الإنجليزية،
          استيقظ الخونة،
          الذين خافوا مغبة دخول الإنجليز
          فأرادوا أن يتنصلوا من الآن،
          وأخذ هؤلاء وهؤلاء يرسلون خطابات إلى
          السلطات في القاهرة يبلغون عن أسماء الزعماء،
          وكل من حمل معولًا أو ألقى خطابًا
          أو ألهب السخط في صدر فلاح،
          وكان(إسماعيل حمد) بخبرته الإدارية
          يعرف ما سيحدث،
          فكان ينفرد بالخطابات البريدية كل ليلة
          في حجرة مغلقة، يفضها واحدًا واحدًا،
          ويتخلص من كل رسالة تنطوي على وشاية أو كيد.

          وعلم الإنجليز أن الفرقة الأسترالية
          عند حدود “زفتى” ولم تدخلها،
          وكانت المحاكمات قد بدأت تدور
          في شتى أنحاء القطر المصري لعقاب الثائرين،
          فأرسلوا إليها تعليمات جديدة،
          وطلب الأستراليون تسليم 20 رجلًا
          من أهالي زفتى لجلدهم عقابًا على العصيان،
          وانعقدت اللجنة لتواجه المأزق،
          إما أن تسلم بعد فوز الثورة عشرين رجلًا
          من أبنائها أو أن ترفض وتقاوم،
          فتهلك القرية كلها تحت مدافع الإنجليز
          وبعد بحث طويل أخذت اللجنة
          باقتراح من إسماعيل حمد
          وسلمت القرية عشرين رجلًا اختارتهم
          من الذين كانوا يرسلون
          خطابات الوشاية والخيانة إلى الإنجليز!
          وجلد الإنجليز عملاءهم!

          وتلقت الفرقة الأسترالية من القاهرة
          أوامر أخرى تطلب هذه المرة
          تسليم يوسف الجندي،
          وقال أعضاء اللجنة ليوسف:
          اذهب إلى مكان لا تخبرنا به!

          تعليق


          • #6
            وتحت جنح الليل
            تسلل الثائر إلى قرية “دماص” المجاورة،
            وقبض الإنجليز على بعض الأعضاء،
            واحتجزوا (عوض الجندي) رهينة
            حتى يقول لهم أين يوسف،
            فلم يطلقوا سراحه إلا بعد أن تأكدوا حقًا
            أنه لا يعرف مكان أخيه،
            وانسحب الأستراليون عائدين.

            أما يوسف الجندي فقد ظهر بعد خمسة عشر يومًا
            من فراره في القاهرة،
            يخطب في “جروبي” الذي كان من منتديات الثورة
            ويحرض على استمرار النضال.

            وأما قهوة “مستو كلى” فقد اندثرت مع الزمن،
            وقامت مكانها محال تجارية.

            وأما كشك الموسيقى فإنه لا يزال هناك
            قائمًا في مكانه القديم،
            وقد حدث مرة واحدة أن فكرت الحكومة
            في هدمه غرضًا من أغراض التنظيم،
            فاحتج أهالي زفتى
            وطلبوا الاحتفاظ بهذا الأثر الخالد من آثار ثورتهم.

            ومن كثرة ما تناقلته ألسنة الناس عن زفتى
            وأبطالها وثورتها ضد الاحتلال البريطاني،
            ودورها الكبير في ثورة 1919،
            استرعت هذه المشاهد والأقاويل
            أقلام المؤلفين وقلوب المخرجين والممثلين
            ومنهم الممثل الكوميدي الشهير (علي الكسار)
            فنسج حولها مسرحية ناجحة،
            وأعطاها الاسم الذي اقترن بالقصة بعد ذلك،
            اسم فيه ضحكة ابن البلد واعتزازه
            “إمبراطورية زفتى”،
            وهناك أيضًا مسلسل تناول أحداث الكفاح
            في زفتى يسمى “جمهورية زفتى”.

            هذه رواية كفاح مصرية لأول
            مدينة مصرية مستقلة في العصر الحديث،
            مدينة كانت حديث العالم،
            وتحدثت عنها جريدة من أكبر الجرائد في العالم
            في ذلك الوقت جريدة (التايمز).
            وفي حقيقة الأمر أن التاريخ المصري
            حافل بالكثير من قصص الكفاح،
            والتي تحتاج إلى من يبرزها على السطح
            لتكون أنشودة للأجيال القادمة،
            فنحن في حاجة للتنقيب والبحث
            عن أبطال الشعب– أبطال الظل –
            الذين لعبوا أدوارًا عظيمة عبر التاريخ،
            كما نفعل مع العظماء
            الذين لعبوا دورًا كبيرًا عبر تاريخنا المصري.

            تحية اعزاز و تقدير
            تحية اجلال و تعظيم
            تحية من القلب لكل من ضحى
            من اجل شعب عاش في الظلمات سنين.


            طيب الله اوقاتكم
            تحياتي

            تعليق


            • #7
              اماني الحبيبة كل الشكر لكِ حبيبة قلبي
              لعرضك الشيق الرائع لجمهورية زفتى
              كنت اعتقد انها عنوان لمسلسل تليفزيوني
              و لم اكن ادري انها حقيقة
              الاكثر عجبا اني من مرتادي
              دار الثقافة الجديدة للنشر بوسط البلد
              تحديدا تقع على بُعد خطوات من جروبي
              و شارع يوسف الجندي و هي دار
              محمد يوسف الجندي الابن
              و تحتل صورته الصدارة في داخلها
              و هو احد اعمدة الحزب الشيوعي المصري

              سعدت بترحالي بين كلمات موضوعك
              دمتِ و دام رُقي منتقاكِ غاليتي

              تعليق


              • #8
                الغالية أمانى لى أيام من بعد غياب
                أتجول ما بين منتديات ألهندسة الصناعية المختلفة
                جولة مثمرة للغاية تعرفت من خلالها
                على نشاطات متنوعة رائعة
                لكل حبيباتى المبدعات هنا

                و من حسن حظى المؤكد تواجدك المبهر
                في كافة المواضيع التي تتطرقين اليها
                بإعداد مخلص و دقيق لكافة جوانبها
                فكأنك موسوعة شملت الكثير و الكثير

                شكرا لموضوعك الوافى عن جمهورية زفتى
                و ما كنت أعلم عنه إلا عنوانه

                دمت و دام القلم المتدفق معرفة غزيرة و ثقافة
                لك كل المحبة و التقدير .

                تعليق


                • #9
                  شكرا لوجودك الجميل
                  حبيبتي الغالية هالة
                  نورتي موضوعي بحضورك الراقي

                  تعليق


                  • #10
                    خالص شكري و امتناني
                    لصاحبة التميز والابداع والذوق الرفيع
                    زهرة منتدنا الغالية زهرة الكاميليا
                    نورتي موضوعي المتواضع
                    بحضورك الراقي و ثناؤك الجميل
                    دمت بكل خير
                    و دام عطاؤك نهرا لا ينضب

                    تعليق

                    مواضيع تهمك

                    تقليص

                    المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                    المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                    المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                    المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                    المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                    يعمل...
                    X