إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة عبر كنوز الشعر

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة عبر كنوز الشعر

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أهل ورد الغاليين

    إلى الأقلام التي خلدت حرفا بالذاكرة
    و نقشت كلماتها على جدران القلب
    إلي كنوز الضاد و نجوم الأدب العظام
    قليل من كثير علينا نحوهم
    بعض عباراتهم و أبياتهم الشعرية
    التي تطال مسامعنا باستمرار
    تتناقلها الألسن وتحفظها الأفئدة
    ويُستشهد بها في كثير من المواضع
    من الصغير قبل الكبير
    و العامي قبل المتعلّم
    دون معرفة قائليها
    و لا معرفة ببقية أبيات القصيدة
    إليكم مجموعة من
    هذه الأبيات منسوبة إلى أصحابها .
    اعتمدت في تجميع معظمها
    على ما ورد في
    كتاب :
    "أبيات فاقت شهرة قائليها"

    لمؤلفه :
    علي محمد الكفري
    و الذي يعد بدوره إضافة
    رائعة إلي المكتبة العربية.

    نبدأ الرحلة
    عبر كنوز الشعر قديمه و حديثه
    و الله المستعان

  • #2
    نبدأ
    العصر الجاهلي

    الأعشى
    يعاتب فيها ابن عم له

    ودّع هريرة إن الركب مرتحل
    وهل تطيق وداعا أيها الرجل

    السموأل بن عاديا

    إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ
    عِرضُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ

    أمرؤ القيس

    قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
    وَرَسْمٍ عَفتْ آياتُه مُنذُ أزْمَانِ
    أتت حججٌ بعدي عليها فأصبحت
    كخطٍّ زبور في مصاحف رهبان
    ذكَرْتُ بها الحَيَّ الجَميعَ فَهَيّجَتْ
    عقابيل سقم من ضمير وأشجان
    فَسَحّتُ دُموعي في الرِّداءِ كأنّهَا
    كُلى ً من شَعِيبٍ ذاتُ سَحٍّ وَتَهْتانِ
    إذا المرءُ لم يخزن عليه لسانه
    فَلَيْسَ على شَيْءٍ سِوَاهُ بخَزّانِ

    وأيضا

    أجارتنا إن المزار قريب
    وإني مقيم ما أقام عسيب

    أجارتنا إنا غريبان هاهنا
    وكل غريب للغريب نسيب

    أمية بن الصلت

    كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهراً
    مُنتَهى أَمرُهُ إِلى أَن يَزولا

    طرفة بن العبد

    كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
    والماء فوق ظهورها محمولُ

    عنترة بن شداد

    لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
    و لا رضيته سواكم في الهوى بدلا

    لكنه رغيب في من يعذبه
    و ليس يقبل لا لوماً و لا عدلا

    يزيد بن خذاق

    هل للفتى من بنات الدهر من راق
    أم هل له من حسام الموت من واق

    ذئيب

    والنفس راغبة إذا رغبتها
    و إذا ترد إلى قليل تقنع


    أوس أبن حجر

    أيتها النفس أجملى جزعا
    إن الذى تكرهين قد وقعا


    نهشل بن جرى

    فلو كان لى نفسان كنت مقاتلا
    بإحداهما حتى تموت و أسلما


    طرماح فى هجاء تميم

    تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا
    ولو سلكت طرق المكارم ضلت

    قيس ابن الملوح
    مجنون ليلى


    أُحِبُّك حبّاً لو تحبِّين مثلَه
    أصابك منْ وَجْدٍ عليَّ جنونُ

    قتيل من الأشواقِ أمّا نهارُه
    فباكٍ وأمّا ليلُه فأنـيـنُ

    2
    يَا مَنْ شَغَلْتُ بِهَجْرِهِ وَوِصَالِه
    همم المنى ونسيت يوم معادي

    والله ما التقت الجفون بنظرة
    إلا وذكرك خاطر بفؤادي

    3
    ألا قاتل الله الهوى ما أشده
    و أسرعه للمرء وهو جليد

    دعاني الهوى من نحوها فأجبته
    فأصْبَحَ بِي يَسْتَنُّ حيث يُرِيدُ

    4
    أَحِنُّ إلى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَى
    بليلى كما حن اليراع المنشب

    يقولون ليلى عذبتك بحبها
    ألا حبذا ذاك الحبيب المعذب

    تعليق


    • #3
      العصر الاسلامي
      بداية
      علي بن ابي طالب رضي الله عنه

      كن ابن من شئت واكتسب أدباً
      يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
      فليس يغني الحسيب نسبته
      بلا لسانٍ له ولا أدب
      إن الفتى من يقول ها أنا ذا
      ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي

      وايضا

      لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
      فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ

      تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ
      يدعو عليك وعين الله لم تنم

      وايضا

      إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغتنمْها
      فإنّ لكل خافقـةٍ سكونُ
      ولا تزهَدْ عن الإحسان فيها
      فما تدري السكونُ متى يكونُ
      وإن دَرَّتْ نياقك فاحتلبها
      فما تدري الفصيل لمن يكون


      1_ المخضرمون

      أبو ذؤيب الهذلي

      قالها في سبعة من أولاد له قد ماتوا


      أمن المنون وريبها تتوجع
      والدهر ليس بمعتب من يجزع

      قالت أميمة ما لجسمك شاحبا
      منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع

      أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا
      إلا أقض عليك ذاك المضجع

      فأجبتها أن ما لجسمي أنه
      أودى بني من البلاد وودعوا

      أودى بني وأعقبوني حسرة
      بعد الرقاد وعبرة لا تقلع

      ولقد أرى أن البكاء سفاهة
      ولسوف يولع بالبكا من يفجع

      سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم
      فتخرموا ولكل جنب مصرع

      فغبرت بعدهم بعيش ناصب
      وإخال أني لاحق مستتبع

      ولقد حرصت بأن أدافع عنهم
      فإذا المنية أقبلت لا تدفع

      وإذا المنية أنشبت أظفارها
      ألفيت كل تميمة لا تنفع

      الحطيئة

      دع المكارم لا ترحل لبغيتها
      واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

      من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
      لا يذهب العرف بين الله والناس

      حسان بن ثابت

      لاعيب في القوم من طول ولا عظم
      جـسـم الـبـغـال واحـــلام العصـافـيـر

      عمرو بن معد يكرب الزبيدي

      لقد أسمعت لو ناديت حيًّا
      ولكن لا حياة لمن تنادي

      معن بن أوس

      أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ
      فَلَمَّا اسْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني

      وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي
      فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَاني

      أعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ
      فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَاني

      تعليق


      • #4
        2- العصر الاموي

        ابو الأسود الدؤلي

        لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله
        عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

        ابدأ بنفسك وانهها عن غيها
        فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

        فهناك يقبل ما وعظت ويقتدى
        بالعلم منك وينفع التعلي

        إبن الدمينة

        أنـا أشـرف الايقـاع إلا صبابـة
        ولا أنشـدُ الأشـعـارَ إلاّ تـداويـا

        وقـد يجمـع الله الشتيتيـن بعدمـا
        يظنـان كـلّ الـظـنّ ألاّ تلاقـيـا

        العرجي

        أضاعوني وأَيَّ فتًى أضاعوا
        ليومِ كريهةٍ وسِدادِ ثَغْر

        وخَلَّوْني ومُعْتَرَكَ المنايا
        وقد شُرعِت أسِنّتُهم لنحري

        كأني لم أكن فيهم وَسِيطاً
        ولم تك نسبتي في آلِ عمرو

        المقنع الكندي

        يعاتبني في الدين قومي وإنما
        ديوني في أشياء تكسبهم حمدا

        أسُدُّ به ما قد أخَلُّوا وضيَّعوا
        حقوق ثغورٍ ما أطاقوا لها سدّاً

        إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم
        وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً

        وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم
        وإن هم هووا غيَّي هويت لهم رشداً

        وليسوا إلى نصري سراعاً وإن هم
        دعوني إلى نصرٍ أتيتهم شدا

        ولا أحمل الحقد القديم عليهم
        وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

        لهم جل مالي أن تتابع لي غنى
        وإن قلت مالي لم أكلفهم رفدا

        وإني لأُكرم الضيف ما دام نازلا
        وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا

        جرير

        إن العيون التي في طرفها حور
        قتلننا ثم لم يحيين قتلانـــا

        يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
        وهن أضعف خلق الله أركانا.

        سابق البربري

        قد ينفع الأدب الأحداثَ في صغر
        وليس ينفعهم في بعده الأدبُ

        إن الغصونَ إذا عدّلتها اعتدلت
        ولا يلينُ إذا قوّمتَهُ الحطبُ

        عمران بن حطان السدوسي

        أسد علي وفي الحروب نعا
        ربداء تجفل من صفير الصافر

        قطري بن الفجاءة

        أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً
        مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي
        فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ
        عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
        فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
        فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ


        مالك ابن دينار


        أتيــت القـــبور فنــاديــتهـا
        فأين المعـــظم والمحتـقــر

        وأيــن الــــمذل بسـلــطانه
        وأين القــوي على ما قــدر

        تفانوا جميعا فــما مـــخبــر
        وماتوا جميعا ومـات الخبـر

        تروح وتغدو بنات الــثرى
        فتمحو محاسن تلك الصور

        مسكين الدارمي

        قل للمليحة في الخمار الأسود
        مـاذا فـعـلت بـناسـك مـتـعـبد

        قـد كـان شـمر لـلـصلاة ثـيابه
        حتى قعدت له بـباب المسجد

        ردى عـلـيـه ثيابه وصلاته
        لا تـقـتلـيه بـحق ديـن محمد


        نهار بن توسعة اليشكري

        أبي الإسلام لا أب لي سواه
        إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ

        إن يختلف ماء الوصال فمـاؤنا
        عذبٌ تحدَّر من غمامٍ واحدِ

        أو يفترق نسب يؤلف بيننا
        دين أقمناه مقام الوالد



        يتبع

        تعليق


        • #5
          3ـ العصـر العبـاسي

          ابن الرومـي


          عدوك من صديقك مستفاد
          فلا تستكثرنَّ من الصِّحابِ

          فإن الداءَ أكثرُ ما تراهُ
          يحول من الطعام أو الشراب

          إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً
          مُبيناً، والأمورُ إلى انقلابِ

          ولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ
          مُصاحبة ُ الكثيرِ من الصوابِ

          ابن لنكك و البعض ينسبها للامام الشافعي

          يعيب الناس كلهم الزمانا
          وما لزماننا عيب سوانا

          نعيب زماننا والعيب فينا
          ولو نطق الزمان اذن هجا

          ذئاب كلنا فى زى ناس
          فسبحان الذى فيه برانا

          يعاف الذئب يأكل لحم ذئب
          ويأكل بعضنا بعضا عيانا



          ابن نباتة السعدي

          من لم يمتْ بالسيفِ ماتَ بغيرهِ
          تعـددتْ الأسبابُ والموتُ واحدُ

          ابو الحسن التهامي

          حكم المنية في البرية جار
          ما هذه الدنيا بدار قرار

          بينا يرى الإنسان فيها مخبرا
          حتى يرى خبرا من الأخبار

          طبعت على كدر وأنت تريدها
          صفوا من الأقذار والأكدار

          ومكلف الأيام ضد طباعها
          متطلب في الماء جذوة نار

          وإذا رجوت المستحيل فإنما
          تبني الرجاء على شفير هار

          فالعيش نوم والمنية يقظة
          والمرء بينهما خيال سار

          فاقضوا مآربكم عجالا إنما
          أعماركم سفر من الأسفار

          وتراكضوا خيل الشباب وبادروا
          أن تسترد فإنهن عوار
          فالدهر يزرع بالمنى ويغص أن
          هنّا ويهدم ما بنى ببوار

          تعليق


          • #6
            أبو العتاهية

            فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً،
            فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ

            وايضا

            اذا ما خلوت الدهر يومـا فلا
            تقل خلوت ولكن قل علي رقيب

            ولا تحسبن الله يغفل طرفــة
            ولا انمــا يخفـى عليه يغيب

            لهونا لعمر الله حتى تتابـعت
            ذنــوب علـى اثارها ذنوب

            فيا ليت ان الله يغفر ما مضى
            وياذن في توبتــنا فنتـــوب

            وايضا

            يا أَيُّهــا المُتَسَمِّنُ قُل لي لِمَن تَتَسَمَّــنُ
            يا ساكِنَ الحُجُراتِ ما لَكَ غَيرُ قَبرِكَ مَسكَنُ
            اليَومَ أَنتَ مُكاثِرٌ وَمُفاخِرٌ مُتَزَيِّنُ
            وَغَداً تَصيرُ إِلى القُبو رِ مُحَنَّطٌ وَمُكَفَّنُ
            أَحدِث لِرَبِّكَ تَوبَةً فَسَبيلُها لَكَ مُمكِنُ

            وايضا

            ولو أنا إذا متنا تُركنا
            لكانَ المَوْتُ راحَة َ كُلِّ حَيِّ

            ولكنا إذا متنا بُعثنا
            ونُسأل بعد ذا عن كل شي


            وله ايضا

            ارى الدنيا لمن هي في يديه عذاباً كلما كثرت لديه

            تهين المكرمين لها بصغـر و تكرم كل من هانت عليه

            اذا استغنيت عن شيء فدعه و خذ ما انت محتاج اليه

            لدوا للموت و ابنوا للخراب فكلكم يصير الى تباب

            لمن نبني و نحن الى تراب نصير كما خلقنا من تراب

            أبو الفتح البستي

            أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
            فطالما استعبد الإنسان إحسان

            يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته
            أتطلب الربح فيما فيه خسران

            أقبل على النفس واستكمل فضائلها
            فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

            ابو تمام

            إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
            فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ

            رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي
            ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ

            وما مِنْ شِدَّة ٍ إلاَّ سَيأْتي
            لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ

            لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى
            أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ

            وله ايضا

            وإذا أراد الله نشر فضيلة
            طويت أتاح لها لسان حسود

            تعليق


            • #7
              البحتري

              صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي
              وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
              وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهــرُ
              التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
              بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي
              طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ

              الحسين بن محمد القرطبي

              وما شيءٌ إذا فكَّرت فيه
              أحقّ بطول سجن من لسان

              ابودلف الخزرجي الينبوعي

              دع المقادير تجري في أعنتها
              ولا تبيتن الا خالي البال

              ما بين غمضة عين وانتباهتها
              يغير الله من حال الى حال

              الطغرائي

              أعلّل النفس بالآمال أرقبها
              ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ

              لم أرتضِ العيش والأيّام مقبلة
              فكيف أرضي وقد ولّت علي عجلِ

              العباس بن الاحنف

              يمشي الفقير وكل شئ ضده
              والناس تغلق دونه ابوابها

              وتراه مبغوضا وليس بمذنب
              ويري العدواة لا يرا اسبابها

              حتي الكلاب اذا رات ذا ثروه
              خضعت لديه وحركت اذنابها

              واذا رات يوما فقبر عابرا
              نبحت عليه وكشرت انيابها

              المتنبي

              مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ "
              " فَيَخفى بِتَبيِيضِ القُرونِ شَبابُ
              وَإِنّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتي "
              " إِذا حالَ مِن دونِ النُجومِ سَحابُ
              أعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ "
              " وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ


              لا خيل عندك تهديها ولا مال "
              " فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
              واجز الأمير الذي نعماه فاجئة "
              " بغير قول ونعمى الناس أقوال


              وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى
              عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ

              الوزير المهلبي

              ألا موتٌ يُباعُ فأشتريه
              فهذا العيشُ ما لا خَيرَ فيهِ

              ألا موتٌ لذيذُ الطعمِ يأتي
              يُخَلِّصَنِي من العيشِ الكَريهِ

              إذا أبصرتُ قبراً مِن بعيدٍ
              وددتُ لو أنني مما يليهِ

              ألا رَحِمَ المهيمنُ نَفْسَ حُرٍ
              تصدَّقَ بالوفاةِ على أخيهِ !

              صالح عبد القدوس البصري

              ليس من مات فاستراح بميت
              إنما الميت ميت الأحياء

              وفات ابن حبيب ذكره في كتاب
              من نسب إلى أمه من الشعراء.

              ويقال انها للشاعر الجاهلي عدي ابن الرعلاء

              نفطويه

              ليس الظريف بكامل في ظرفه
              حتى يكون عن الحرام عـفيفا

              فإذا تعفــف عـن محارم ربه
              فهناك يدعى في الأنام ظريفا

              تعليق


              • #8
                المخضـرمون
                أمـوي و عباسـي


                بشار ابن برد
                قال يهجو أبا المغيرة عبيد الله بن قزعه

                خَليلَيَّ مِن كَعبٍ أَعينا أَخاكُما
                عَلى دَهرِهِ إِنَّ الكَريمَ مُعينُ

                وَلا تَبخَلا بُخلَ اِبنِ قَزعَةَ إِنَّهُ مَخافَةَ
                أَن يُرجى نَداهُ حَزينُ

                كَأَنَّ عُبَيدَ اللَهِ لَم يَلقَ ماجِداً
                وَلَم يَدرِ أَنَّ المَكرُماتِ تَكونُ

                فَقُل لِأَبي يَحيى مَتى تُدرِكُ العُلا
                وَفي كُلِّ مَعروفٍ عَلَيكَ يَمينُ

                إِذا جِئتَهُ في حاجَةٍ سَدَّ بابَهُ
                فَلَم تَلقَهُ إِلّا وَأَنتَ كَمينُ

                وايضا له تلك الرائعه

                جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ
                وأزرى به أن لا يزال يعاتبه

                خَلِيليَّ لاَ تسْتنْكِرا لَوْعَة َ الْهوى
                ولا سلوة المحزون شطت حبائبهُ

                شفى النفس ما يلقى بعبدة عينهُ
                وما كان يلقى قلبهُ وطبائبه

                فأقْصرَ عِرْزَامُ الْفُؤاد وإِنَّما
                يميل به مسُّ الهوى فيطالبهُ

                إِذَا كان ذَوَّاقاً أخُوكَ منَ الْهَوَى
                مُوَجَّهَة ً في كلِّ أوْب رَكَائبُهْ

                فَخَلّ لَهُ وَجْهَ الْفِرَاق وَلاَ تَكُنْ
                مَطِيَّة َ رَحَّالٍ كَثيرٍ مَذاهبُهْ

                أخوك الذي إن ربتهُ قال إنما
                أربت وإن عاتبته لان جانبه

                إذا كنت في كل الذنوب معاتباً
                صَديقَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ

                فعش واحدا أو صل أخاك فإنه
                مُفَارقُ ذَنْبٍ مَرَّة ً وَمُجَانِبُهْ

                إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى
                ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

                إبن مياده الشـاعر

                أجــارتــنـا إن الــخـطـوب تــنــوب عـلـيـنا
                وبــعـض الآمـنـين تـصـيب
                أجـارتـنـا لــسـت الــغـداة بـبـارح ولـكـن
                مـقـيم مــا أقــام عـسيب


                ولأمرؤ القيس

                أجارتنا ان الخطوب تنوب
                واني مقيم مااقام عسيب

                أجارتنا أنا غريبان هاهنا
                وكل غريب للغريب نسيب

                فإن تصلينا فالقرابة بيننا
                وإن تصرمينا فالغريب غريب

                اجارتنا مافات ليس يؤؤب
                وما هو آت في الزمان قريب

                وليس غريبا من تناءت دياره
                ولكن من وارى التراب غريب



                يتبع

                تعليق


                • #9
                  4 ـ العصــر الفاطمــي

                  أبو العلاء المعري

                  غير مجدٍ في ملتي واعتقاد
                  ينوح باكٍ ولا ترنُّـم شاد
                  ِ
                  وشبيهٌ صوت النّعي إذا قيــس
                  بصوت البشير في كل ناد
                  ِ
                  أبكت تلكم الحمامة أم
                  غنّــت على فرع غصنها المياد
                  ِ
                  صاح ، هذي قبورنا تملأ
                  الرُّحــب فأين القبور من عهد عادِ ؟

                  خففِ الوطء ماأظنُّ أديم الأرض
                  إلا من هذه الأجسادِ

                  تعبٌ كلها الحياة فما أعجبُ
                  إلا من راغبٍ في ازدياد
                  ِ
                  وايضا له

                  لما رأيت الجهل في الناس فاشياً
                  تجاهلت حتي ظن أني جاهل

                  عبد الوهاب بن تصر المالكي

                  سلام على بغداد من كل منزل
                  وحق لها مني السلام المضاعف

                  فوالله ما فارقتها عن قلى لها
                  وإني لشطي جانبيـها لعـارف

                  ولكنها ضاقت علي برحبها
                  ولم تكن الأرزاق فيها تساعف

                  عبد الله محمد ابن ابي الجرع

                  يد الوزير هي الدنيا فإن ألمت
                  رأيت في كل شيء ذلك الألما

                  تأمل الملك وانظر فرط علته
                  من أجله واسأل القرطاس والقلما

                  ابو العباس احمد ابن مفرج

                  أمرتنا أن نصوغ المدح مختصراً
                  لم لا أمرت ندا كفيك يختصر؟

                  والله لا بد أن تجري سوابقنا
                  حتى يبين لها من مدحك الأثر

                  عمارة اليمني

                  خليفة ووزير مد عدلهما ظلاً
                  على مفرق الإسلام والأمم

                  زيادة النيل نقص عند فيضهما
                  فما عسى يتعاطى من الديم

                  تعليق


                  • #10
                    5ـ العصر الأندلسي

                    أبو البقاء الرندي
                    ُ
                    أَعندكُم نبأٌ من أهــلِ أنـدلُسٍ
                    فقد سرى بحديثِ القــومِ رُكبــان
                    ُ
                    كَم يستغيثُ بنا المستضعفــونَ وهُم
                    قَتلـى وأسرَى فما يهتزُ إنسان
                    ُ
                    لماذا التقاطعُ في الإسلامِ بينكمُ
                    وأنتم يا عبادَ اللهِ إخْوان
                    ُ
                    يا مــن لـــذلَّةِ قــومٍ بعدَ عـــزَّتِهِم
                    أحــالَ حـــالهُمْ جــــورٌ وطُغيـان
                    ُ
                    بالأمــسِ كانُوا مُـلُوكاً في مــنازلهِم
                    واليـومَ هـم في بــلادِ الكفـرِ عُبدان
                    ُ
                    المعتمد بن عباد

                    فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
                    وكان عيدك باللذات معمورا

                    وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ
                    فساءك العيد في أغمات مأسورا

                    ترى بناتك في الأطمار جائعةً
                    في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا

                    معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ
                    يغزلن للناس لا يملكن قطميرا

                    وايضا

                    لا بُدَّ مِن فرَجٍ قَريبْ
                    يأتيك بالعجب العَجيب
                    ْ
                    غَزوٌ عَلَيكَ مُبارَكٌ
                    في طَيِّهِ الفَتحُ القَريب
                    ْ
                    لِلَّهِ سَيفُك إِنَّهُ
                    سُخطٌ عَلى دينِ الصَليب
                    ْ
                    لا بُدَّ مِن يَومٍ يَكون
                    لَهُ أَخٌ يَومَ القَليب
                    ْ
                    وله ايضا

                    اِشرَب عَلى وَجهِ الصَباحِ
                    وَاِنظُر إِلى نورِ الأَقاح
                    ِ
                    وَاِعلَم بِأَنَّكَ جاهِلٌ
                    إِن لَم تَقُل بالاصطباح
                    ِ
                    فالدهرُ شيء بارِدٌ
                    ما لَم تُسخنه براح

                    ابن عبد ربه الاندلسي

                    أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي
                    يا شفائي منَ الجوى وبلائي

                    إنَّ قلبي يُحِبُّ مَنْ لا أُسَمِّي
                    في عناءٍ ، أعظِم بهِ منْ عناءِ !

                    كيفَ لا ، كيفَ أنْ ألذَّ بعيشِ ؟
                    ماتَ صبري بهِ وماتَ عزائي !

                    أَيُّها اللاَّئِمونَ ماذا عَلَيْكمْ
                    أنْ تعيشوا وأنْ أموتَ بدائي ؟

                    « ليسَ منْ ماتَ فاستراحَ بمَيتٍ
                    إنما الميتُ ميتُ الأحياءِ »

                    أبي البقاء الرَّنْدِي

                    لكــــــــل شيء إذا ما تم نقصان
                    فـــــــلا يغر بطيب العيش إنسان

                    ورائية ابن عبدون

                    الـــــــدهر يفجع بعد العين بالأث
                    فما البكاء على الأشباح والصور

                    وسينية ابن الأبَّار

                    أدرك بخيلك خـــــــيل الله أندلسا
                    إن الطريق إلــــى منجاتها درسا

                    أمية بن عبد العزيز

                    وما غربة الإنسان في غير داره
                    ولكــــنها في قرب من لا يشاكله

                    أو قول الآخر

                    تفكـر في نقصـان مالك دائماً
                    وتغفل عن نقصان جسمك والعـــمر

                    الغزال

                    أرى أهـــــــــل اليسار إذا تُوُفُّوا
                    بَنـوا تلك المــــــــقابر بالصخور

                    أبــــــــــــــوْا إلاّ مُبَاهـاة وفـخـر
                    عــــــلى الفقراء حتى في القبور

                    إذا أكـــــــــــل الثـرى هذا وهذا
                    فمـا فضل الـــــــغنيّ على الفقير

                    ابن سهل الأندلسي

                    الأرض قد لبست رداءاًأخضـرا
                    والطـل ينثر في رباها جـوهرا

                    هاجت فخلتُ الزهر كافـورا بها
                    وحسبتُ فيها الترب مسكا أذفرا

                    وكأن سوسـنها يصافـح وردها
                    ثغر يقبـل منه خـداً أحمـرا

                    والنهـر ما بين الريـاض تـخاله
                    سيفا تعلق في نجـاد أخضرا

                    ابن زيدون

                    إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهـراء، مشتاقا
                    والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا

                    وَللنّسيمِ اعْتِـلالٌ، فـي أصائِلِـهِ
                    كأنـهُ رَقّ لـي، فاعْتَـلّ إشْفَاقَـا

                    كَـأنّ أعْيُنَـهُ، إذْ عايَنَـتْ أرَقـى
                    بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَـا

                    و له ايضا

                    ودّعَ الصبرَ محـبٌّ ودّعَـكْ
                    ذائعٌ منْ سرّهِ ما استودَعَكْ

                    يقرَعُ السّنَّ على أنْ لمْ يكنْ
                    زَادَ في تِلْكَ الحُطَا، إذْ شَيّعَكْ

                    يا أخا البدرِ سنـاءً وسنـاً
                    حفـظَ اللهُ زمانـاً أطلعَـكْ

                    إنْ يَطُلْ، بَعْدَكَ، لَيلي،فلَكَـمْ
                    بِتُّ أشكُو قِصَرَ اللّيْلِ مَعَكْ!

                    تعليق


                    • #11
                      ابن زيدون
                      و ماله من طابع خاص
                      لا يكفينا منه ذكر بعض أبيات و فقط
                      و لولا تفرده
                      بعذوبة المعاني و جزالة الأسلوب ،
                      و رقة النبرات و صدقها ،
                      لما كتب الخلود لشعره في الحب و الحنين
                      الذي ما زال يطربنا و يشجينا بعد
                      انقضاء تسعة قرون على زمن أنشاده.
                      اخترت لكم قصيدة
                      نونية ابن زيدون
                      و هذه القصيدة آية من آيات
                      الشعر العربي بل و العالمي ،
                      و لو لم يكتب ابن زيدون غيرها
                      لاعترف له مؤرخو الأدب
                      بالإبداع لغة و إلهاما ،
                      فهي ليست قصيدة
                      حب و حنين فقط بل أكثر .

                      نونية ابن زيدون

                      أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا،
                      ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

                      ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا
                      حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

                      مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ
                      حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

                      أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا،
                      أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

                      غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا
                      بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

                      فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا،
                      وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

                      وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا،
                      فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

                      يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ،
                      هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

                      لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ
                      رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

                      ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ
                      بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

                      كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ،
                      وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

                      بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا
                      شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

                      نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا،
                      يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

                      حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ
                      سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

                      إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا،
                      ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

                      وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً
                      قِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

                      ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما
                      كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

                      لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا،
                      أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

                      واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً
                      مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

                      يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ
                      مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

                      واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا
                      إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

                      ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا
                      من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

                      فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً
                      مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

                      رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ
                      مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

                      أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ
                      مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

                      إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَةً،
                      تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

                      كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ،
                      بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

                      كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ،
                      زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

                      ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً
                      وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

                      يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا
                      وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

                      ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها،
                      مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

                      ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ،
                      في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

                      لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً،
                      وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

                      إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ
                      فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

                      يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها
                      والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

                      كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا،
                      والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

                      إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ
                      في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

                      سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا،
                      حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

                      لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ
                      عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

                      إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً
                      مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

                      أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ
                      شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

                      لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ
                      سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

                      ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ،
                      لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

                      نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً
                      فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

                      لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا
                      سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

                      دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً
                      فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

                      فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا
                      ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

                      ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ،
                      بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

                      أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً،
                      فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

                      وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ
                      بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

                      عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ
                      صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا

                      تعليق


                      • #12
                        6 ـ العصر الايوبي

                        اشتمل ذلك العصر
                        على حروب و أحداث عظيمة،
                        ألهبت العواطف، وفجّرت الأحاسيس،
                        فانطلق شعراء العصر
                        يصوّرون انتصارات المسلمين على أعدائهم،
                        ويشيدون بالسلاطين والملوك والقادة .

                        ابن رشيق القيرواني

                        مما يزهدني في أرض أندلس
                        أسماء معتمد فيها و معتضد

                        ألقاب مملكة في غير موضعها
                        كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد

                        ابن النقيب

                        أيا ساكنى مصرَ غدا النيلُ جارَكمُ
                        فأكسبَكُمْ تلك الحلاوةَ فى الشِّعرِ

                        وكان بتلك الأرضِ سحرٌ وما بقَى
                        سوى أثرٌ يبدُو على النَّظمِ والنَّثرِ

                        زين الدين عمر بن الوردى

                        ديارُ مصـرَ هى الدُّنيا وساكنُها
                        هـمُ الأنـامُ فقابلْـهَا بتقبيـلِ

                        يا مَنْ يُباهى ببغـدادٍ ودِجلتِها
                        مصرُ مقدمةٌ والشرحُ للنيل

                        تاج الدين بورى

                        آهِ مـن وردِ على خـدَّ
                        يكَ بالمسكِ مُنفّطْ

                        بين أجـفانِـك سلطـا
                        نٌ علـى ضعفِى مُسلّطْ

                        قـد تصبَّرتُ وإن بر
                        ح بى الشوقُ وأفرطْ

                        فلعـلَّ الدهرَ يوماً
                        بالتَّلاقِى منك يَغْلطْ

                        ابن عنين

                        سلُوا صهواتِ الخَيلِ يومَ الوغَى عنَّا
                        إذا جَهِلـتْ آياتِنـا والقنـَا اللُّدنـَا

                        غـداةَ لقينـا يـومَ دميـاطَ جحفلاُ
                        مـن الـرومِ لا يُحصَى ولا ظَنــَّا

                        قـد اتّفقـُوا رأيـاً وعـزماً وهِمَّةً
                        وديناً وإن كانـوا قـد اختلفُوا لُسْنا

                        تداعَوا بأنصارِ الصَّليـبِ وأقبلتْ
                        جمـوعُ كأنَّ المـوجَ كان لهـا سُفْنَا

                        فمـا بَرِحَتْ سُمرُ الرِّماحِ تنوشُهم
                        بأطرافِها حتى استجارُوا بِنا مِنَّا

                        سقيناهُـمْ كأساً نفتْ عنهمُ الكرَى
                        وكيف يذوقُ النومَ من عـدِمَ الأمْنَا

                        لقـد صبَروا صبراً جميلاً و دافَعـُوا
                        طويلاً فما أجدَى دفاعٌ و لا أغْنَى ِ



                        يتبع

                        تعليق


                        • #13
                          7-العصر المملوكيِِ
                          ِ
                          صفي الدين الحلي

                          اسمعْ مخاطبةَ الجليس ولا تكنْ
                          عجلاً بنطقك قبلما تتفهَّمُ
                          لم تعطَ مع أذنيك نطقاً واحداً
                          إلا لتسمع ضعفَ ما تتكلمُ

                          و له ايضا قصيدة
                          قيلت عندما
                          نهض المسلمون وأهل العراق
                          لقتال التتار والمغول عندما غزو العراق .
                          منتهى الروعه أوردتها كاملة

                          سَلِ الرّماحَ العَوالـي عـن معالينـا
                          واستشهدِ البيضَ هل خابَ الرّجا فينا

                          وسائلي العُرْبَ والأتراكَ مـا فَعَلَـتْ
                          فـي أرضِ قَبـرِ عُبَيـدِ اللَّـهِ أيدينـا

                          لمّـا سعَينـا فمـا رقّـتْ عزائمُنـا
                          عَمّـا نَـرومُ ولا خابَـتْ مَساعينـا

                          يا يومَ وَقعَـة ِ زوراءِ العـراق وقَـد
                          دِنّا الأعادي كمـا كانـوا يدينُونـا

                          بِضُمّـرٍ مـا رَبَطنـاهـا مُسَـوَّمَـة ً
                          إلاّ لنَغـزوُ بهـا مَـن بـاتَ يَغزُونـا

                          وفتيَة ٍ إنْ نَقُـلْ أصغَـوا مَسامعَهـمْ
                          لقولِنـا أو دعونـاهـمْ أجابُـونـا

                          قومٌ إذا استخصموا كانـوا فراعنـة ً
                          يوماً وإن حُكّمـوا كانـوا موازينـا

                          تَدَرّعوا العَقلَ جِلبابـاً فـإنْ حمِيـتْ
                          نارُ الوَغَـى خِلتَهُـمْ فيهـا مَجانينـا

                          إذا ادّعَوا جـاءتِ الدّنيـا مُصَدِّقَـة ً
                          وإن دَعـوا قالـتِ الأيّـامِ : آمينـا

                          إنّ الزرازيـرَ لمّـا قــامَ قائمُـهـا
                          تَوَهّمَـتْ أنّهـا صـارَتْ شَواهينـا

                          ظنّتْ تأنّي البُزاة ِ الشُّهبِ عن جـزَعٍ
                          ومـا دَرَتْ أنّـه قـد كـانَ تَهوينـا

                          بيادقٌ ظفرتْ أيـدي الرِّخـاخِ بهـا
                          ولـو تَرَكناهُـمُ صـادوا فَرازيـنـا

                          ذلّـوا بأسيافِنـا طــولَ الـزّمـانِ
                          فمُذْ تحكّموا أظهروا أحقادَهـم فينـا

                          لم يغنِهِمْ مالُنا عـن نَهبـش أنفُسِنـا
                          كأنّهـمْ فـي أمـانٍ مـن تقاضينـا

                          أخلوا المَساجدَ من أشياخنـا وبَغـوا
                          حتـى حَمَلنـا فأخلَينـا الدّواوينـا

                          ثمّ انثنينـا وقـد ظلّـتْ صوارِمُنـا
                          تَميـسُ عُجبـاً ويَهتَـزُّ القَنـا لِينـا

                          وللدّمـاءِ علـى أثوابِـنـا عـلَـقٌ
                          بنَشرِهِ عـن عَبيـرِ المِسـكِ يُغنينـا

                          فيَا لهـا دعـوة فـي الأرضِ سائـرة ٌ
                          قد أصبحتْ في فـمِ الأيـامِ تلقينـا

                          إنّـا لَقَـوْمٌ أبَـتْ أخلاقُنـا شَرفـاً
                          أن نبتَدي بالأذى من ليـسَ يوذينـا

                          بِيـضٌ صَنائِعُنـا سـودٌ وقائِعُـنـا
                          خِضـرٌ مَرابعُنـا حُمـرٌ مَواضِيـنـا

                          لا يَظهَرُ العَجزُ منّـا دونَ نَيـلِ مُنـى ً
                          ولـو رأينـا المَنايـا فـي أمانيـنـا

                          مـا أعزتنـا فراميـنٌ نصـولُ بهـا
                          إلاّ جعلـنـا مواضيـنـا فراميـنـا

                          إذا جرينا إلـى سبـقِ العُلـى طلقـاً
                          إنْ لـم نكُـنْ سُبّقـاً كُنّـا مُصَلّينـا

                          تدافـعُ القـدرَ المحـتـومَ همّتُـنـا
                          عنّا ونخصمُ صرفَ الدّهرِ لـو شينـا

                          نَغشَـى الخُطـوبَ بأيدينـا فنَدفَعُهـا
                          وإنْ دهتـنـا دفعنـاهـا بأيديـنـا

                          مُلْكٌ إذا فُوّقـت نَبـلُ العَـدّو لَنـا
                          رَمَـتْ عَزائِمَـهُ مَـن بـاتَ يَرمينـا

                          عَزائِـمٌ كالنّجـومِ الشُّهـبِ ثاقِبَـة ٌ
                          مـا زالَ يُحـرِقُ منهـنّ الشيّاطِينـا

                          أعطى فلا جودُهُ قد كان عـن غلَـطٍ
                          منهِ ولا أجـرُهُ قـد كـان مَمنونـا

                          كم من عدوِّ لنَـا أمسَـى بسطوتِـهِ
                          يُبدي الخُضوعَ لنا خَتـلاً وتَسكينـا

                          كالصِّلّ يظهـرُ لينـاً عنـدَ ملمسـهِ
                          حتى يُصادِفَ فـي الأعضـاءِ تَمكينـا

                          يطوي لنا الغدرَ في نصـحٍ يشيـرُ بـه
                          ويمزجُ السـمّ فـي شهـدٍ ويسقينـا

                          وقد نَغُـضّ ونُغضـي عـن قَبائحِـه
                          ولـم يكُـنْ عَجَـزاً عَنـه تَغاضينـا

                          لكنْ ترَكنـاه إذْ بِتنـا علـى ثقَة
                          إنْ الأمـيـرَ يُكافـيـهِ فيَكفيـنـا

                          قال في وصف الربيع

                          خَلَعَ لرَبيعُ عَلى غُصونِ البانِ
                          حُلَلاً فَواضِلُها عَلى الكُثبان
                          ِ
                          وَنَمَت فُروعُ الدَوحِ حَتّى صافَحَت
                          كَفَلَ الكَثيبِ ذَوائِبُ الأَغصان
                          ِ
                          وَتَتَوَّجَت هامُ الغُصونِ وَضَرَّجَت
                          خَدَّ الرِياضِ شَقائِقُ النُعمان
                          ِ
                          وَتَنَوَّعَت بُسطُ الرِياضِ فَزَهرُها
                          مُتَبايِنُ الأَشكالِ وَالأَلوانِ

                          تعليق


                          • #14
                            ابو نباته المصري

                            يا مشتكي الهم دعه وانتظر فرجاً
                            ودار وقتك من حين إلى حين

                            ولا تعاند إذا أصبحت في كدر
                            فإنما أنت من ماء ومن طين

                            ابن الوردي

                            اعتزلْ ذكرَ الأغاني والغــــزل
                            وقلِ الفصـل وجانب من هــــــزل

                            ودعْ الذكـرَ لأيامِ الصبـــــــــــا
                            فلأيـــــام الصبـا نجـــــــمٌ أفـــــل

                            واتركْ الغادةَ لاتحفل بهـــــــــا
                            تمسِ في عـزٍ رفيــعٍ وتـجـــــــــل

                            وافتكرْ في منتهى حُسنِ الـذي
                            أنت تهواه تجـد أمراً جـــــــــــلـل

                            كــــم جهـولٍ بات مُكثــــــــــرا
                            وعليمٍ بات منــها في عِـــــــــلَــل


                            كم شجاعٍ لم ينــل فيها المـنى
                            وجبانٍ نال غايـــاتِ الأمـــــــــــل

                            فاتــرك الحيـلةَ فيها واتكـــــل
                            إنما الحــيلةُ في تـرك الحيـــــــل

                            لاتقلْ أَصـلي وفصـلي أبــــــدا
                            إنما أصـلُ الــفتى ماقد حصـــــل

                            قد يسود المــرءُ من دون أبٍ
                            وبِحُسْنِ السبكِ قد يُـنفى الدغــل

                            إنما الوردُ من الشــوكِ ومـــا
                            ينبُتُ النرجسُ إلا من بــصـــــــل

                            قيـمةُ الإنســـــانِ مايُحــسِـنه
                            أكثرَ الإنسـانُ منـه أم أقــــــــــــل

                            إن نِصفَ النـاسِ أعـداءٌ لمـن
                            وُلي الأحــكامَ هذا إن عــــــــــدل

                            قصِّـر الآمــالَ في الــدنيا تفُــزْ
                            فدليلُ الـعــقلِ تقـصيرُ الأمــــــــل

                            غِبْ ،وزُرْ غِـبَّاً تَـزدْ حُـباً فمن
                            أكثرَ التردادَ أقصــاهُ المـــــــــــلل

                            لايضـــر الفــضـلَ إقــلالٌ كمـا
                            لايضر الشـمسَ أطبـاقُ الطفـــــل

                            خُذْ بنصلِ السيفِ واترك غِمْدَهُ
                            واعتبر فضلَ الفتى دون الحُــلــل

                            حـبُّكَ الأوطــانَ عـــجزٌ ظاهــرٌ
                            فاغتربْ تلقَ عن الأهــلِ بــــــــدل

                            السرَّاجُ الورَّاقُ

                            وكانَ النَّاسُ إنْ مُـدِحُوا أثَـابُوا
                            ولِلْكُـرماءِ بِالْمَـدحِ افْتِـخار
                            ُ
                            وكانَ العذرُ منْ وقْـتٍ لـوقْتٍ
                            فَصِرْنَـا لا عَطـاءٌ ولا اعتِذار
                            ُ
                            ابنُ دانيال الكحَّال

                            أصبحْتُ أفقرَ من يروح ويغتدي
                            ما في يدي من فاقةٍ إلاَّ يـدي

                            في منـزلٍ لم يَحْوِ غيْري قاعِداً
                            فإذا رقدْتُ رقدْتُ غيْرَ مُمدَّد
                            ِ
                            لَمْ يبقَ فيه سِوى رسومِ حصيْرةٍ
                            ومِخَدَّةٍ كانَـتْ لأمِّ الْمُهتدي

                            ملقىً على طرَّاحَةٍ فِي حشْـوها
                            قَمْلٌ كمثلِ السُّمـسم ِالمتبدِّد
                            ِ
                            والفأر يَركضُ كالخيولِ تسابقتْ
                            منْ كلِّ جرداءِ الأديمِ وأجرَد

                            هذا ولِي ثوبٌ تَــراهُ مرقَّعـاً
                            مِنْ كلِّ لونٍ مثل ريشِ الهدهد

                            البوصيري

                            أمن تذكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
                            مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدم

                            أم هبّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمةٍ
                            وأومضَ البرقُ في الظّلماء من إضم

                            فما لعينيك إن قلتَ اكففاهمتا
                            وما لقلبك إن قلتَ استفق يهم
                            ِ
                            أيحسب الصبُّ أن الحبّ منكتم

                            تعليق


                            • #15
                              8-العصر الحديث

                              محمود سامي البارودي

                              يا قلب صبرا جميلا إنه قدر
                              يجري على المرء من أسر وإطلاق

                              لا بد للضيق بعد اليأس من فرج
                              وكل داجية يوما لإشراق

                              وله أيضا

                              يظنون بي شرا ولست بأهله
                              وظن الفتى دون بينةٍ وزرُ

                              وماذا عليهم إن ترنم شاعرٌ
                              بقافيةٍ لا عيب فيها ولا نُكْرُ

                              أفي الحق أن تبكي الحمائم شجوها
                              ويبلى فلا يبكي على نفسه الحرُ

                              وأي نكيرٍ في هوىً شبَّ وقدُهُ
                              بقلب أخي شوقٍ فباح به الشعرُ

                              وكيف أسوم القلب صبرا على الهوى
                              ولم يبق لي في الحب قلبٌ ولا صبرُ

                              ليهنَ الهوى أني خضعت لحكمه
                              وإن كان لي في غيره النهي و الأمرُ

                              فإني امرؤٌ تأبى لي الضيم صولة
                              مواقعها في كل معتركٍ حمرُ

                              أبيٌ على الحِدْثَان لا يستفزني
                              عظيمٌ ولايأوى إلىساحتي ذعرُ

                              إذا صلتُ صال الموت من وكراته
                              وإن قلت أرخى من أعنته الشعرُ!!!

                              ابوالقاسم الشابي

                              سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ
                              كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشمٌاءِ

                              أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً
                              بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ

                              لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى
                              مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ

                              وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً
                              غَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ

                              أُصْغي لمُـوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها
                              وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي

                              و له ايضا

                              خُلِقْتَ طليقاً كطيف النسيم
                              وحُرَّاً كنور الضحى في سماه

                              تُغرد كالطير أنَّى اندفعت
                              وتشدو بما شاء وحي الاله

                              وتمرح بين ورود الصباح
                              وتَنْعَمُ بالنور أين تراه


                              امير الشعراء أحمد شوقي

                              انما الامم الاخلاق ما بقيت
                              فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا

                              ورائعته التي دامت و دامت

                              سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا
                              لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا

                              وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ
                              "فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا

                              وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَومًا
                              تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا

                              وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ
                              هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا

                              وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى
                              وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا

                              كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ
                              إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا

                              وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي
                              كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا

                              أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى
                              تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهابا

                              تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ:وَلّى
                              وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ: ثابا

                              وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى
                              أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اغتِصابا

                              وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
                              وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

                              وله أيضا

                              أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا
                              لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا

                              صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ
                              "لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا

                              كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني
                              وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا

                              صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً
                              وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا

                              رُبَّ لَيلٍ لَم نُقَصِّر فيهِ عَن
                              سَمَرٍ طالَ عَلى الصَمتِ وَطابا

                              قف دون رأيك في الحياة مجاهدا
                              إن الحياة عقيدة وجهاد

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                              يعمل...
                              X