بيئة القصة:
ربما كانت مواضيع الرواية غير العادية سبباً
في اعتماد الكاتب بناء غير عادي لروايته
فهو لم يلتزم جدولاً زمنياً منتظماً لروايته،
بل جعل حركة التاريخ تكرر نفسها وصولاً الى
دورانها داخل حلقة واحدة،
جامعاً بين الماضي والحاضر والمستقبل،
تماماً كما جمع بين الأسطورة والواقع،
الحرب والسلم، التخلف والتقدم،
الشخصي والعام، وكما تعمّد ألا يكون للرواية
بطلاً رئيسياً، ناهيك عن تكراره غير المألوف
لأسماء أبطال الرواية.
ومثلما ترك الكاتب خيار زمان الرواية للقارىء،
ترك أيضاً أحداثها تتحرك في أمكنة
غير محددة المعالم. فالكاتب وإن عرض
بين الحين والآخر بعض التفاصيل المحيطة بأشخاصه،
لم يصف مثلاً، بدقة وبشكل متكامل
منزل أسرة "أوريليانو" رغم ايوائه للعشرات
من أبنائها والمئات من زائريهم،
كذلك لم يرسم صورة مترابطة لمعالم
بلدة"ماكوندو" وأبنيتها وساحاتها
وحقول موزها ومحيطها.
وكأنه أراد للأمكنة أن يكون معزولاً
بعضها عن البعض على شاكلة أحداث
وأشخاص الرواية. علماً بأنه ترك القارىء
يتخيل أشكال وصور هذه الأمكنة
من خلال أساليب حياة وأنشطة قاطنيها
والمتحركين في فلكها.
وهكذا تصبح الأماكن وهمية لكنها
في نفس الوقت شبيهة بتلك الأماكن الحقيقية
التي نعرفها أو نستطيع تخيلها في
معظم بلدان العالم الثالث،
فقط من خلال أسلوب الكاتب السردي الرائع
ومزجه الحذق بين الأسطوري والواقعي.
طريقة العرض:
يعتمد الكاتب الأسلوب السردي
في معظم أجزاء الرواية،
دون أن يتخلى تماماً عن الأسلوب الحواري
الذي نقع عليه، بين الحين والآخر،
وفي جميع فصولها.
والواضح أن ماركيز عوّض عن تماديه
في السرد على حساب حوار أشخاص الرواية
باستخدامه الفذ لأسلوب تصويري أخّاذ،
بحيث لا ينتبه القارىء لغياب الحوار،
ما دامت مشاهد الأشخاص وطريقة تفكيرهم
وأفعالهم كلها تأخذ الى نفس الخلاصات
التي يبغيها الحوار.
في هذا الأسلوب مزح ماركيز
بين عناصر كتابية فنية متنوعة ليس أقلها
الشعرية والغنائية والتلقائية البعيدة
عن التكلف والمحسنات اللفظية،
ناهيك عن بعض التقنيات السينمائية
بما فيها تقنيات المونتاج والصورة
عن قرب التي تجمع بشكل شديد التأثير،
بين الفكاهة والبشاعة من جهة
والدراما والمأساة من جهة أخرى.
حتى أن العديد من النقاد
اعتبروا أن الكاتب استطاع
في رواية "مئة عام من العزلة"
أن يصور البشاعة بأجمل حللها.
ربما كانت مواضيع الرواية غير العادية سبباً
في اعتماد الكاتب بناء غير عادي لروايته
فهو لم يلتزم جدولاً زمنياً منتظماً لروايته،
بل جعل حركة التاريخ تكرر نفسها وصولاً الى
دورانها داخل حلقة واحدة،
جامعاً بين الماضي والحاضر والمستقبل،
تماماً كما جمع بين الأسطورة والواقع،
الحرب والسلم، التخلف والتقدم،
الشخصي والعام، وكما تعمّد ألا يكون للرواية
بطلاً رئيسياً، ناهيك عن تكراره غير المألوف
لأسماء أبطال الرواية.
ومثلما ترك الكاتب خيار زمان الرواية للقارىء،
ترك أيضاً أحداثها تتحرك في أمكنة
غير محددة المعالم. فالكاتب وإن عرض
بين الحين والآخر بعض التفاصيل المحيطة بأشخاصه،
لم يصف مثلاً، بدقة وبشكل متكامل
منزل أسرة "أوريليانو" رغم ايوائه للعشرات
من أبنائها والمئات من زائريهم،
كذلك لم يرسم صورة مترابطة لمعالم
بلدة"ماكوندو" وأبنيتها وساحاتها
وحقول موزها ومحيطها.
وكأنه أراد للأمكنة أن يكون معزولاً
بعضها عن البعض على شاكلة أحداث
وأشخاص الرواية. علماً بأنه ترك القارىء
يتخيل أشكال وصور هذه الأمكنة
من خلال أساليب حياة وأنشطة قاطنيها
والمتحركين في فلكها.
وهكذا تصبح الأماكن وهمية لكنها
في نفس الوقت شبيهة بتلك الأماكن الحقيقية
التي نعرفها أو نستطيع تخيلها في
معظم بلدان العالم الثالث،
فقط من خلال أسلوب الكاتب السردي الرائع
ومزجه الحذق بين الأسطوري والواقعي.
طريقة العرض:
يعتمد الكاتب الأسلوب السردي
في معظم أجزاء الرواية،
دون أن يتخلى تماماً عن الأسلوب الحواري
الذي نقع عليه، بين الحين والآخر،
وفي جميع فصولها.
والواضح أن ماركيز عوّض عن تماديه
في السرد على حساب حوار أشخاص الرواية
باستخدامه الفذ لأسلوب تصويري أخّاذ،
بحيث لا ينتبه القارىء لغياب الحوار،
ما دامت مشاهد الأشخاص وطريقة تفكيرهم
وأفعالهم كلها تأخذ الى نفس الخلاصات
التي يبغيها الحوار.
في هذا الأسلوب مزح ماركيز
بين عناصر كتابية فنية متنوعة ليس أقلها
الشعرية والغنائية والتلقائية البعيدة
عن التكلف والمحسنات اللفظية،
ناهيك عن بعض التقنيات السينمائية
بما فيها تقنيات المونتاج والصورة
عن قرب التي تجمع بشكل شديد التأثير،
بين الفكاهة والبشاعة من جهة
والدراما والمأساة من جهة أخرى.
حتى أن العديد من النقاد
اعتبروا أن الكاتب استطاع
في رواية "مئة عام من العزلة"
أن يصور البشاعة بأجمل حللها.
تعليق