تويت
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهل ورد الغاليين
قصة حقيقية
قراتها و حبيت اشارككم التجربة
تحية كبيرة للاسرة العظيمة
لأنهم مفقدوش عزيمتهم
نقرأ القصة
بعد ما البنوتة جات ..
زى اى اب وام ..
كان نفسهم فى ولد ..
وعشان ربنا غنى وعنده كل طلباتنا ..
حملت تانى ..
وفضلوا مستنيين الباشا الصغير يشرف ..
وعند نص الشهر السادس ..
كان لازم تولد ..
وصل البيبى بالسلامة ..
قمر .. وسليم بس محتاج يقعد فى الحضّانة ..
لحد ما يوصل 9 شهور ..
ونتيجة اهمال الدكاترة ..
زادت نسبة الاكسجين فى الحضّانة ..
وكانت نتيجتها انها اثرت على شبكية العين ..
خرج وهو فاقد بصره ..
بس ماحدش كان واخد باله ..
لسة طفل وعينيه زايغة فى كل حتة ..
عند سن 5 شهور ..
زى اى ام .. حاولت تشد انتباهه باللعب والالوان ..
الصوت ممكن ينتبه له ..
لكن العين بعيدة عن اى استجابة ..
وكان التفكير الاول ..
عيب فى التجاوب الذهنى ..
لكن الدكتور اداهم اول الم ..
المشكلة فى العين مش ذهنية ..
وفيه ضمور فى الشبكية ..
ودا نتيجة اهمال فى الحضّانة ..
وكانت النصيحة الطبية ..
إكشفى عليه .. "مخ وأعصاب"
وكان الألم التانى ..
ابنك ولا هيشوف ولا هيسمع
وأكيد مش هيتكلم ..
الضمور فى اغلب خلايا المخ
والوضع المعتاد ..
بقى محمود هو الطفل اللى صعبان على كل الناس ..
كل اللى يشوفه يمصمص شفايفه ..
واللى دمعته محبوسة يروح يبص عليه ..
عشان يعرف يعيط ..
فى الوقت ده .. ربنا الهم الام ..
انها تخلى الجد .. هو اللى يتولى محمود وتربيته ..
الدنيا اتقفلت فى وشها ..
واللى يقول لها وديه ملجأ ..
وفعلا العيشة اتنقلت مع الجد ..
وابتدا الجد يلاعب حفيده ..
ويغنى له ..
ومع اول صوت طلع منه ..
ايه دا .. محمود بيدندن ويلاغى ..
باقولك ايه ..
انتى متأكدة من الدكتور اللى انتى روحتى له ..
اه يا بابا .. دا اكبر دكتور مخ واعصاب ..
طب ممكن تشوفى واحد تانى ..
وتاخد ابنها ابو 8 شهور وتروح لدكتور صغير ..
وبعد الرنين والكشف ..
ابنك كويس .. ومخه زى الفل ..
طب دا الدكتور الكبير قال كلام غير ده ..
وانا الدكتور الصغير .. باقولك نتقابل كمان سنة ..
اتنقلت العيشة كلها مع الجد والجدة ..
وابتدا الانتباه يزيد ..
وعند سن سنة وشهرين ..
كان محمود حافظ حاجات كتير من القرآن ..
وعند سن سنتين كان بيحارب
عشان يكتشف كل اللى حواليه ..
الكنبة .. التليفزيون ..
واتغيرت رسالة محمود ..
من رسالة حزن ونكد ..
لرسالة فرح وسلام ..
وبقى محمود هو طاقة الامل
اللى كل الناس بيحبوا يشوفوه ..
عشان يتقوى جواهم اصرارهم
انهم يقفوا قدام اى مشاكل ..
رجع الامل تانى لباباه ..
وبعد ما كانت ودانه مابتسمعش غير كلام الناس ..
من عينة استعوض ربنا .. وديه ملجأ وسيبه هناك ..
وابتدا يتنبه انه عنده حكاية تحدى لازم يمشى فيها ..
وبعد ما كان محمود .. مجرد وهم طفل ..
بقى حقيقة انه ابن طبيعى ..
كل المشكلة انه مش بيشوف ..
ويحكى محمود عن نفسه ..
كنت فى النادى .. وسمعت بنت صغيرة بتقول
ابعدوا عنه احسن نتعدى منه ..
ده مش بيشوف ..
جريت على ماما وقلت لها ..
هو يعنى ايه مش باشوف ..
ابتدت تشرح لى يعنى ايه عينيا تعبانة ..
ويعنى ايه فيه حاجات بتحصل حواليا ..
وانا مش شايفها ..
لأنى من كتر مانا كنت عايش حياتى عادى ..
كنت فاكر كل الناس زيى ..
او بمعنى أصح انا زى كل الناس ..
وابتدت ماما تفسر لى ..
يعنى ايه الناس بيتفرجوا على كورة ..
وجابت لى كورة وقالت لى اقف ..
وعلمتنى اشوط .. بس عشان تقول كلمة جوووووون ..
وقالت لى هو ده اللى بيخلى الناس تهيص ..
ظهرت المشكلة الجديدة عند سن 4 سنين ..
ايه المدرسة اللى هتقبلنى ..
وكان شهر صعب..
لفوا فيه على كل المدارس اللى حوالينا ..
لغاية ما عرفوا عن مدرسة المكفوفين ..
وقدموا لى فى المدرسة ..
عشان يكبر الأمل تانى ..
انى هاتعلم زى اى طفل طبيعى ..
عمرى ما هانسى اول يوم مدرسة ..
وكلام بابا ليا ..
"خلى بالك .. انت دلوقتى رايح اول يوم مدرسة ..
انا هاسيبك مع اصحابك ..
3 او 4 ساعات وهاجى اخدك ..
لو عرفت انك عيطت .. هازعل منك ومش هاكلمك ..
واوعى حد يكون قبلك ..
لازم انت اللى تطلع الاول ..
ماحدش يتفوق عليك "
وفضلت ماشى زى ما بابا طالب منى ..
لغاية ما فى سنة 5 ابتدائى طلعت التانى ..
وكنت فى قمة النكد فى السنة ..
وفى نفس السنة ..
اخدت الطالب المثالى على مستوى مكفوفين الجمهورية ..
فى الثانوية العامة ..
كنت اول مرة احتك بالدروس الخصوصية ..
وقررت وقتها انى اخد كل الدروس مع طلبة عاديين ..
وكنت بافرح لما المدرس يعاقبنى زى اى حد طبيعى ..
لقيت نفسى اجتماعيا .. متقبل اى اسلوب تعامل ..
وكلمة ماما ليا دايماً ..
خلى "راس مالك" .. الناس
لو احتاجت حاجة ..
خلى الناس يبقوا هم اللى عايزين يساعدوك ..
من غير ما تطلب ..
وطلعت التانى على الجمهورية ..
ودخلت كلية السن .. جامعة عين شمس ..
قسم انجليزى ..
خلصت الكلية .. بتقدير جيد ..
وكان الصراع .. لمدة 8 شهور ..
باسأل نفسى انا عايز ايه ..
وكان المبدأ اللى عايش بيه ..
انا مش هاخاف من حاجة طالما ماجربتهاش ..
ومش هاخلى كلام الناس
يبقى مؤثر اكتر من اللزوم فى حياتى ..
فى 3 كلية كان اكبر تحدى فى حياتى ..
اشتغلت فى راديو على النت ..
كنت باحلل المباريات ..
ولما اتعرض عليا اعمل برنامج رفضت ..
لأنى كان لازم انزل اعمل لقاءات فى الملعب ..
وفعلا عملت لقاءات فى 18 مباراة ..
اتخرجت من الكلية ..
وقررت اقدم فى الصحافة ..
ولفيت على جرايد كتير اقدم فيها ..
لغاية ما قدمت فى احد الجرائد اليومية ..
دخلت اول احتكاك حقيقى للشغل يوم 13 مايو 2011 ..
وسط ناس كتير وفريق عمل ..
جايين كلهم من جرايد كبيرة ..
حتى المصطلحات اللى بيقولوها ماكنتش فاهمها ..
وعن طريق البرامج الناطقة اتعاملت مع الكمبيوتر ..
وبعد اختبار سرعة ايدى على الكيبورد ..
وشوية اسئلة عن الصحافة ..
جه الرد ..
"احنا مش بنشغل ناس مبتدئين"
كان كل اللى على لسانى ..
ادينى بس فرصة ولو اسبوعين ..
وصلت فى تانى يوم الشغل .. قبل ميعادى بساعة ..
فضلت طول الساعة دى ..
اسمع اغانى مسلسل الايام ..
واللى كانت من الحاجات
اللى بتدينى دافعة لقدام واصرار انى اكمل ..
" من عتمة الليل النهار راجع
ومهما طال الليل بييجي نهار
مهما يكون فيه عتمة ومواجع
العتمة سور ييجي النهار تنهار"
وكنت حاسس كأنى كائن فضائى وسط زمايلى ..
من كتر غرابة معاملتهم ليا ..
وطلبوا منى اول شغل ..
انى اعمل موضوع عن الكفالة فى الدول العربية ..
ورغم انى ماعنديش اى معلومات ..
جمعت المعلومات وكتبت اول مقال فى حياتى ..
وقدمته فى خلال .. 45 دقيقة ..
وقاللى بالحرف .. ده اول مقال هيتنشر لك ..
وطلب منى موضوع تانى فى نفس اليوم ..
وقدمته برضه ..
وكان الطلب التالت ..
انى انزل - وانا كفيف - اعمل
بحث ميدانى عن ختان البنات ..
ونزلت .. ولأنى كفيف ..
كل حد يعرض يساعدنى امشى معاه شوية ..
واخد رأيه فى الموضوع ..
وبعد الموضوع التالت ..
كان القرار انى اشتغل معاهم
من غير ما ينتظر الاسبوعين ..
قلت له موافق بس بشرط ..
خلى الزملا يبطلوا يتعاملوا معايا على انى
"كائن فضائى .."
لانى واحد طبيعى جداً ..
فعلا مديرى جمع الزملا وقال لهم ..
محمود زميلكم الجديد ..
وياريت ماتتعاملوش معاه على انه كائن فضائى ..
ومن وقتها وانا شغال معاهم ..
بقالى 4 سنين ..
لحد هنا انتهت حكاية محمود ..
بس طلع فى دماغى مليون سؤال ..
مين اللى ورا نجاح محمود ..
اصرار الام ..
ولا اهتمام الاب ..
ولا رعاية الجد ..
ولا قوة ارادة محمود نفسه ..
وكانت الاجابة ..
اللى ورا كل ده ..
حكمة اللى سمح ان محمود يحصل له كدة ..
عشان يبقى عنوان لكل اللى تايه فى طريق اعاقته ..
ومش عارف يعمل ايه ..
وفاكر ان هى دى النهاية ..
وعشان تبقى حكاية محمود ..
نور فى ضلمة عائلات كتير ..
سايبين طاقات ولادهم ..
عرضة للتدمير ..
وكانت اخر كلمة قالها محمود فى كلامنا سوا ..
الحاجة اللى انا مقتنع بيها جدا
انا البنى ادم اللى عنده طموح .. مابيوقفش
ومهما قابلته حاجات هتكسر فيه ..
هتعاكسه .. وهيعاكسها
بس فى النهاية لو فيه حد هيتكسر ..
هتبقى هى .. مش هو ..
تحياتي
أهل ورد الغاليين
قصة حقيقية
قراتها و حبيت اشارككم التجربة
تحية كبيرة للاسرة العظيمة
لأنهم مفقدوش عزيمتهم
نقرأ القصة
بعد ما البنوتة جات ..
زى اى اب وام ..
كان نفسهم فى ولد ..
وعشان ربنا غنى وعنده كل طلباتنا ..
حملت تانى ..
وفضلوا مستنيين الباشا الصغير يشرف ..
وعند نص الشهر السادس ..
كان لازم تولد ..
وصل البيبى بالسلامة ..
قمر .. وسليم بس محتاج يقعد فى الحضّانة ..
لحد ما يوصل 9 شهور ..
ونتيجة اهمال الدكاترة ..
زادت نسبة الاكسجين فى الحضّانة ..
وكانت نتيجتها انها اثرت على شبكية العين ..
خرج وهو فاقد بصره ..
بس ماحدش كان واخد باله ..
لسة طفل وعينيه زايغة فى كل حتة ..
عند سن 5 شهور ..
زى اى ام .. حاولت تشد انتباهه باللعب والالوان ..
الصوت ممكن ينتبه له ..
لكن العين بعيدة عن اى استجابة ..
وكان التفكير الاول ..
عيب فى التجاوب الذهنى ..
لكن الدكتور اداهم اول الم ..
المشكلة فى العين مش ذهنية ..
وفيه ضمور فى الشبكية ..
ودا نتيجة اهمال فى الحضّانة ..
وكانت النصيحة الطبية ..
إكشفى عليه .. "مخ وأعصاب"
وكان الألم التانى ..
ابنك ولا هيشوف ولا هيسمع
وأكيد مش هيتكلم ..
الضمور فى اغلب خلايا المخ
والوضع المعتاد ..
بقى محمود هو الطفل اللى صعبان على كل الناس ..
كل اللى يشوفه يمصمص شفايفه ..
واللى دمعته محبوسة يروح يبص عليه ..
عشان يعرف يعيط ..
فى الوقت ده .. ربنا الهم الام ..
انها تخلى الجد .. هو اللى يتولى محمود وتربيته ..
الدنيا اتقفلت فى وشها ..
واللى يقول لها وديه ملجأ ..
وفعلا العيشة اتنقلت مع الجد ..
وابتدا الجد يلاعب حفيده ..
ويغنى له ..
ومع اول صوت طلع منه ..
ايه دا .. محمود بيدندن ويلاغى ..
باقولك ايه ..
انتى متأكدة من الدكتور اللى انتى روحتى له ..
اه يا بابا .. دا اكبر دكتور مخ واعصاب ..
طب ممكن تشوفى واحد تانى ..
وتاخد ابنها ابو 8 شهور وتروح لدكتور صغير ..
وبعد الرنين والكشف ..
ابنك كويس .. ومخه زى الفل ..
طب دا الدكتور الكبير قال كلام غير ده ..
وانا الدكتور الصغير .. باقولك نتقابل كمان سنة ..
اتنقلت العيشة كلها مع الجد والجدة ..
وابتدا الانتباه يزيد ..
وعند سن سنة وشهرين ..
كان محمود حافظ حاجات كتير من القرآن ..
وعند سن سنتين كان بيحارب
عشان يكتشف كل اللى حواليه ..
الكنبة .. التليفزيون ..
واتغيرت رسالة محمود ..
من رسالة حزن ونكد ..
لرسالة فرح وسلام ..
وبقى محمود هو طاقة الامل
اللى كل الناس بيحبوا يشوفوه ..
عشان يتقوى جواهم اصرارهم
انهم يقفوا قدام اى مشاكل ..
رجع الامل تانى لباباه ..
وبعد ما كانت ودانه مابتسمعش غير كلام الناس ..
من عينة استعوض ربنا .. وديه ملجأ وسيبه هناك ..
وابتدا يتنبه انه عنده حكاية تحدى لازم يمشى فيها ..
وبعد ما كان محمود .. مجرد وهم طفل ..
بقى حقيقة انه ابن طبيعى ..
كل المشكلة انه مش بيشوف ..
ويحكى محمود عن نفسه ..
كنت فى النادى .. وسمعت بنت صغيرة بتقول
ابعدوا عنه احسن نتعدى منه ..
ده مش بيشوف ..
جريت على ماما وقلت لها ..
هو يعنى ايه مش باشوف ..
ابتدت تشرح لى يعنى ايه عينيا تعبانة ..
ويعنى ايه فيه حاجات بتحصل حواليا ..
وانا مش شايفها ..
لأنى من كتر مانا كنت عايش حياتى عادى ..
كنت فاكر كل الناس زيى ..
او بمعنى أصح انا زى كل الناس ..
وابتدت ماما تفسر لى ..
يعنى ايه الناس بيتفرجوا على كورة ..
وجابت لى كورة وقالت لى اقف ..
وعلمتنى اشوط .. بس عشان تقول كلمة جوووووون ..
وقالت لى هو ده اللى بيخلى الناس تهيص ..
ظهرت المشكلة الجديدة عند سن 4 سنين ..
ايه المدرسة اللى هتقبلنى ..
وكان شهر صعب..
لفوا فيه على كل المدارس اللى حوالينا ..
لغاية ما عرفوا عن مدرسة المكفوفين ..
وقدموا لى فى المدرسة ..
عشان يكبر الأمل تانى ..
انى هاتعلم زى اى طفل طبيعى ..
عمرى ما هانسى اول يوم مدرسة ..
وكلام بابا ليا ..
"خلى بالك .. انت دلوقتى رايح اول يوم مدرسة ..
انا هاسيبك مع اصحابك ..
3 او 4 ساعات وهاجى اخدك ..
لو عرفت انك عيطت .. هازعل منك ومش هاكلمك ..
واوعى حد يكون قبلك ..
لازم انت اللى تطلع الاول ..
ماحدش يتفوق عليك "
وفضلت ماشى زى ما بابا طالب منى ..
لغاية ما فى سنة 5 ابتدائى طلعت التانى ..
وكنت فى قمة النكد فى السنة ..
وفى نفس السنة ..
اخدت الطالب المثالى على مستوى مكفوفين الجمهورية ..
فى الثانوية العامة ..
كنت اول مرة احتك بالدروس الخصوصية ..
وقررت وقتها انى اخد كل الدروس مع طلبة عاديين ..
وكنت بافرح لما المدرس يعاقبنى زى اى حد طبيعى ..
لقيت نفسى اجتماعيا .. متقبل اى اسلوب تعامل ..
وكلمة ماما ليا دايماً ..
خلى "راس مالك" .. الناس
لو احتاجت حاجة ..
خلى الناس يبقوا هم اللى عايزين يساعدوك ..
من غير ما تطلب ..
وطلعت التانى على الجمهورية ..
ودخلت كلية السن .. جامعة عين شمس ..
قسم انجليزى ..
خلصت الكلية .. بتقدير جيد ..
وكان الصراع .. لمدة 8 شهور ..
باسأل نفسى انا عايز ايه ..
وكان المبدأ اللى عايش بيه ..
انا مش هاخاف من حاجة طالما ماجربتهاش ..
ومش هاخلى كلام الناس
يبقى مؤثر اكتر من اللزوم فى حياتى ..
فى 3 كلية كان اكبر تحدى فى حياتى ..
اشتغلت فى راديو على النت ..
كنت باحلل المباريات ..
ولما اتعرض عليا اعمل برنامج رفضت ..
لأنى كان لازم انزل اعمل لقاءات فى الملعب ..
وفعلا عملت لقاءات فى 18 مباراة ..
اتخرجت من الكلية ..
وقررت اقدم فى الصحافة ..
ولفيت على جرايد كتير اقدم فيها ..
لغاية ما قدمت فى احد الجرائد اليومية ..
دخلت اول احتكاك حقيقى للشغل يوم 13 مايو 2011 ..
وسط ناس كتير وفريق عمل ..
جايين كلهم من جرايد كبيرة ..
حتى المصطلحات اللى بيقولوها ماكنتش فاهمها ..
وعن طريق البرامج الناطقة اتعاملت مع الكمبيوتر ..
وبعد اختبار سرعة ايدى على الكيبورد ..
وشوية اسئلة عن الصحافة ..
جه الرد ..
"احنا مش بنشغل ناس مبتدئين"
كان كل اللى على لسانى ..
ادينى بس فرصة ولو اسبوعين ..
وصلت فى تانى يوم الشغل .. قبل ميعادى بساعة ..
فضلت طول الساعة دى ..
اسمع اغانى مسلسل الايام ..
واللى كانت من الحاجات
اللى بتدينى دافعة لقدام واصرار انى اكمل ..
" من عتمة الليل النهار راجع
ومهما طال الليل بييجي نهار
مهما يكون فيه عتمة ومواجع
العتمة سور ييجي النهار تنهار"
وكنت حاسس كأنى كائن فضائى وسط زمايلى ..
من كتر غرابة معاملتهم ليا ..
وطلبوا منى اول شغل ..
انى اعمل موضوع عن الكفالة فى الدول العربية ..
ورغم انى ماعنديش اى معلومات ..
جمعت المعلومات وكتبت اول مقال فى حياتى ..
وقدمته فى خلال .. 45 دقيقة ..
وقاللى بالحرف .. ده اول مقال هيتنشر لك ..
وطلب منى موضوع تانى فى نفس اليوم ..
وقدمته برضه ..
وكان الطلب التالت ..
انى انزل - وانا كفيف - اعمل
بحث ميدانى عن ختان البنات ..
ونزلت .. ولأنى كفيف ..
كل حد يعرض يساعدنى امشى معاه شوية ..
واخد رأيه فى الموضوع ..
وبعد الموضوع التالت ..
كان القرار انى اشتغل معاهم
من غير ما ينتظر الاسبوعين ..
قلت له موافق بس بشرط ..
خلى الزملا يبطلوا يتعاملوا معايا على انى
"كائن فضائى .."
لانى واحد طبيعى جداً ..
فعلا مديرى جمع الزملا وقال لهم ..
محمود زميلكم الجديد ..
وياريت ماتتعاملوش معاه على انه كائن فضائى ..
ومن وقتها وانا شغال معاهم ..
بقالى 4 سنين ..
لحد هنا انتهت حكاية محمود ..
بس طلع فى دماغى مليون سؤال ..
مين اللى ورا نجاح محمود ..
اصرار الام ..
ولا اهتمام الاب ..
ولا رعاية الجد ..
ولا قوة ارادة محمود نفسه ..
وكانت الاجابة ..
اللى ورا كل ده ..
حكمة اللى سمح ان محمود يحصل له كدة ..
عشان يبقى عنوان لكل اللى تايه فى طريق اعاقته ..
ومش عارف يعمل ايه ..
وفاكر ان هى دى النهاية ..
وعشان تبقى حكاية محمود ..
نور فى ضلمة عائلات كتير ..
سايبين طاقات ولادهم ..
عرضة للتدمير ..
وكانت اخر كلمة قالها محمود فى كلامنا سوا ..
الحاجة اللى انا مقتنع بيها جدا
انا البنى ادم اللى عنده طموح .. مابيوقفش
ومهما قابلته حاجات هتكسر فيه ..
هتعاكسه .. وهيعاكسها
بس فى النهاية لو فيه حد هيتكسر ..
هتبقى هى .. مش هو ..
تحياتي
تعليق