إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غسان كنفاني فكرة لا تموت

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غسان كنفاني فكرة لا تموت

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أهل ورد الغاليين

    بروفايل كامل للظاهرة الفلسطينية
    الأقوى و الأعمق
    في تاريخ الثورة الفلسطينية
    الأديب الصحفي الروائي
    القاص المناضل الشهيد
    غسان كنفاني


    1

  • #2
    قضى غسان كنفاني
    حياته القصيرة (36 عاماً)،
    مناضلاً، وصحفياً، وكاتباً،
    وسياسياً، وروائياً، وقاصاً،
    وكاتباً مسرحياً، وناقد أدبياً،
    وباحثاً، ودارساً، وفناناً تشكيلياً،
    على درجة عالية
    من الوعي بوسائله الفنية
    غسان كنفاني
    أول شهداء الكلمة الفلسطينية المقاتلة،
    في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة،
    عاش مقاتلاً بعيداً عن أرضه،
    من أجل أرضه المستباحة،
    يقاتل بكل دمائه النبيلة،
    وكان يعرف أن التراجع موت،
    وأن الفرار قدر الكاذبين،
    وقد تميز
    بتفكيره الثوري ونضاله
    في سبيل وطنه المغتصب،
    وتجسيد مأساة شعبه
    بأعمال إبداعية متنوعة،
    صور فيها محنته وتشرده وصموده.
    وهو مناضل ومفكر وإعلامي وفنان.
    وهو كما تقول
    الأديبة الكبيرة غادة السمان
    (فارس اسبارطي حياته ملتصقة على
    ذؤابة رمحه،
    يعتقد أن الحياة أكبر من أن تعطيه،
    وأنه أكبر من أن يستجدي،
    وكان دوماً يريد أن يعطي
    بشرف مقاتل الصف الأول).
    ومثلما كانت حياة غسان شاهدة على
    وحشية وهمجية الاحتلال الصهيوني الاحلالي،
    كان استشهاده الشاهد الحي على أن
    (الكلمة الرصاصة.. الكلمة المقاتلة)
    أمضى على الأعداء من السلاح...


    سيرة ذاتية

    في التاسع من نيسان عام 1936
    ولد غسان، هو الطفل الوحيد بين أشقائه
    الذي ولد في مدينة عكا،
    فقد كان من عادة أسرته قضاء فترات الأجازة
    والأعياد في عكا،
    ويروى عن ولادته أن
    أمه حين جاءها المخاض
    لم تستطع أن تصل إلى سريرها
    قبل أن تضع وليدها
    وكاد الوليد يختنق بسبب ذلك وحدث هذا.
    كان من نصيب غسان
    الالتحاق بمدرسة (الفرير) بيافا،
    ولم تستمر دراسته الابتدائية
    هذه سوى بضع سنوات.
    فقد كانت أسرته تعيش في حي المنشية بيافا
    وهو الحي الملاصق لتل أبيب
    وقد شهد أولى حوادث الاحتكاك
    بين العرب واليهود
    التي بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين.
    لذلك فقد حمل الوالد زوجته وأبناءه
    وأتى بهم إلى عكا وعاد هو إلى يافا،
    أقامت العائلة هناك من نهاية عام 47
    إلى أن كانت إحدى ليالي أواخر نيسان 1948
    حين جري الهجوم الأول على مدينة عكا.
    بقي المهاجرون خارج عكا
    على تل الفخار (تل نابليون)
    وخرج المناضلون يدافعون عن مدينتهم
    ووقف رجال الأسرة أمام بيت الجد
    الواقع في أطراف البلد
    وكل يحمل ما تيسر له من سلاح
    وذلك للدفاع عن النساء والأطفال
    إذا اقتضى الأمر.

    تعليق


    • #3
      ومما يذكر هنا
      أن بعض ضباط جيش الإنقاذ كانوا
      يقفون مع الأهالي
      الذين كانوا يقدمون لهم القهوة تباعاً،
      وكان قائد الفرقة أديب الشيشكلي
      (الذي أصبح فيما بعد رئيساً لسورية)،
      وقد كانت الفرقة ترابط في أطراف البلدة.
      وكانت تتردد على الأفواه
      قصص مجازر دير ياسين ويافا وحيفا
      التي لجأ أهلها إلى عكا
      وكانت الصور ما تزال ماثلة في الأذهان.
      في هذا الجو كان غسان
      يجلس هادئاً كعادته ليستمع ويراقب ما يجري.
      ومع استمرار الاشتباكات منذ المساء حتى الفجر
      وفي الصباح كانت معظم الأسر تغادر المدينة،
      وكانت أسرة غسان ممن تيسر لهم المغادرة
      مع عديد من الأسر في سيارة شحن إلى لبنان
      فوصلوا إلى صيدا وبعد يومين من الانتظار
      استأجروا بيتاً قديماً في بلدة الغازية
      قرب صيدا في أقصى البلدة على سفح الجبل،
      استمرت العائلة في ذلك المنزل أربعين يوماً
      في ظروف قاسية اذ أن والدهم لم يحمل معه
      إلا النذر اليسير من النقود فقد كان أنفقها في
      بناء منزل في عكا وآخر في حي العجمي بيافا،
      وهذا البناء لم يكن قد انتهى العمل فيه
      حين اضطروا للرحيل القسري.
      ومن الغازية انتقلوا بالقطار مع آخرين إلى
      حلب ثم إلى الزبداني ثم إلى دمشق
      حيث استقر بهم المقام في منزل قديم
      من منازل دمشق،
      وبدأت هناك مرحلة أخرى قاسية
      من مراحل حياة الأسرة.
      كان غسان في طفولته يلفت النظر بهدوئه
      بين جميع إخوته وأقرانه،
      غير أنه كان يشترك في مشاكلهم
      ومهيأ لها دون أن يبدو عليه ذلك.

      في مرحلة الشباب:
      في دمشق شارك غسان حياة أسرته الصعبة،
      أبوه المحامي بعد أن اضطرت الظروف
      والده أن يعمل ـ وهو المحامي المرموق في بلده ـ
      أعمالاً بدائية بسيطة،
      وعملت أخته بالتدريس،
      أما هو وأخوه فقد عملوا في
      صناعة أكياس الورق، ثم عمالاً،
      ثم قاموا بكتابة الاستدعاءات
      أمام أبواب المحاكم،
      في نفس الوقت الذي كان يتابع فيه
      دروسه الابتدائية.
      بعدها تحسنت أحوال الأسرة
      وافتتح أبوه مكتباً لممارسة المحاماة،
      فأخذ هو إلى جانب دراسته يعمل في
      تصحيح البروفات في بعض الصحف،
      وأحياناً يمارس التحرير،
      واشترك في برنامج فلسطين
      في الإذاعة السورية وبرنامج الطلبة،
      وكان يكتب بعض الشعر والمسرحيات والمقطوعات الوجدانية.
      وكانت تشجعه على ذلك وتأخذ بيده
      شقيقته التي كان لها في هذه الفترة
      تأثير كبير علي حياته.
      وأثناء دراسته المرحلة الثانوية
      برز تفوقه في الأدب العربي والرسم
      وعندما أنهى الثانوية عمل في
      التدريس في مدارس اللاجئين
      وبالذات في مدرسة (الاليانس) بدمشق
      والتحق بجامعة دمشق لدراسة الأدب العربي
      وأسند إليه آنذاك تنظيم جناح فلسطين
      في معرض دمشق الدولي
      وكان معظم ما عرض فيه
      من جهد غسان الشخصي.
      وذلك بالإضافة إلى
      معارض الرسم الأخرى التي أشرف عليها.

      تعليق


      • #4
        و في هذا الوقت
        كان قد انخرط في حركة القوميين العرب

        و في أواخر عام 1955
        التحق غسان للتدريس
        في مدارس المعارف الكويتية
        و كانت شقيقته و شقيقه قد سبقاه في ذلك بسنوات
        و فترة إقامته في الكويت
        كانت المرحلة التي رافقت إقباله الشديد
        و الذي يبدو غير معقول على القراءة
        و هى التي شحنت حياته الفكرية
        بدفقة كبيرة فكان يقرأ بنهم شديد.
        كان يقول انه لا يذكر يوماً نام فيه
        دون أن ينهي قراءة كتاب كامل
        أو ما لا يقل عن ستمائة صفحة
        و هناك بدأ يحرر في إحدى صحف الكويت
        و يكتب تعليقا سياسياً بتوقيع أبو العز
        و لفت إليه الأنظار بشكل كبير
        خاصة بعد أن كان زار العراق
        بعد الثورة العراقية عام 1958
        على عكس ما نشر بأنه عمل بالعراق

        و في الكويت كتب أيضاً
        أولى قصصه القصيرة القميص المسروق
        التي نال عليها الجائزة الأولى في مسابقة أدبية

        في هذه الفترة ظهرت عليه بوادر مرض السكري
        و كانت شقيقته قد أصيبت به من قبل
        و في نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها
        و بالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم
        التي ولدت في كانون الثاني عام 1955
        فأخذ غسان يحضر للميس
        في كل عام مجموعة من أعماله الأدبية و الفنية
        و يهديها لها و كانت هي شغوفة بخالها محبة له
        تعتز بهديته السنوية تفاخر بها أمام رفيقاتها
        و لم يتأخر غسان عن ذلك الا في السنوات الأخيرة
        بسبب ضغط عمله.
        و في عام 1960 حضر غسان إلى بيروت
        للعمل في مجلة الحرية كما هو معروف


        غسان الزوج

        في عام 1961 كان يعقد في يوغوسلافيا
        مؤتمراً طلابياً اشتركت فيه فلسطين
        و كان من المشاركين وفد دانمركي
        كان بين أعضاء ذلك الوفد فتاة تدعى آني
        كانت متخصصة في تدريس الأطفال
        قابلت تلك الفتاة الوفد الفلسطيني
        و سمعت لأول مرة عن القضية الفلسطينية
        فاهتمت اثر ذلك بالقضية
        و رغبت في الإطلاع عن كثب
        على مأساة الشعب الفلسطيني
        و ما يعانيه جراء احتلال أرضه
        و تشريده في أصقاع الأرض
        فشدت رحالها إلى البلاد العربية
        مروراً بدمشق ثم إلى بيروت
        حيث أوفدها أحدهم لمقابلة غسان كنفاني
        كمرجع للقضية فقام غسان
        بشرح الموضوع للفتاة و زار و إياها المخيمات
        و كانت هي شديدة التأثر بحماس غسان للقضية
        و كذلك بالظلم الواقع على هذا الشعب.
        و لم تمض على ذلك عشرة أيام
        إلا وكان غسان يطلب يدها للزواج
        و قام بتعريفها على عائلته
        كما قامت هي بالكتابة إلى أهلها
        و قد تم زواجهما بتاريخ 19 أكتوبر 1961
        و رزقا بفايز في 24/8/1962
        و ليلى في 12/11/1966

        بعد أن تزوج غسان انتظمت حياته
        و خاصة الصحية إذ كثيراً ما كان مرضه
        يسبب له مضاعفات عديدة
        لعدم انتظام مواعيد طعامه



        يتبع

        تعليق


        • #5
          وفي بيروت
          أصيب من مضاعفات السكري بالنقرس
          وهو مرض بالمفاصل يسبب آلاماً مبرحة
          تقعد المريض أياماً.
          ولكن ذلك كله لم يستطع يوماً أن
          يتحكم في نشاطه أو قدرته على العمل
          فقد كان طاقة لا توصف
          وكان يستغل كل لحظة من وقته دون كلل.
          وبرغم كل انهماكه في عمله
          وخاصة في الفترة الأخيرة
          إلا أن حق بيته وأولاده عليه كان مقدساً.
          كانت ساعات وجوده بين زوجته وأولاده
          من أسعد لحظات عمره.
          وحين تذكر السيدة (آني)
          تفاصيل اللقاء الأول بينهما،
          تقول: (منذ اللحظة الأولى للقائنا ،
          وثقتُ بكَ يا غسّان.
          لقد كـُنتَ على الدوام كلّيَ الصدقْ،
          حتى حين عرضتَ عليَ الزواج،
          فرشتَ أوراقك على الطاولة:
          لا وطن، لا مستقبل، لا مال،
          لا جواز سفر، ومرض مُزمنْ ضارٍ.
          ولم يُشكل ذلكَ كلهُ عندي أيَ عائقْ،
          فأنا أحببتُكَ أَنتَ يا غسّان وأُعجبتُ بكَ أنتْ.
          وعلى الرغم من (الوعود) الكثيرة المخفِقة،
          فقد أعطيتني ما يقرب من إحدى عشر سنة
          هي أجمل ما في حياتي وأشدُها أهمية،
          وهي سنوات سوف أعبُ منها العزيمة
          من أجل مواصلة السنوات الصعبة القادمة.
          لقد كنت بالنسبة لفـايز، ولِـليلى، ولي،
          أكثر من أب وزوج رائع،
          لقد كنتَ أستاذاً ورفيقاً أيضاً.
          وفي أيام الآحاد، كنتَ تـُـكرس نفسك لثلاثتنا،
          أحببتَ منزلنا، وأحببتَ عملك في الحديقة،
          ووضْعـِكَ اليدين في التربة،
          وأحبَبتَ اللعِب مع الأطفال والقطط،
          وشرُب القهوةِ
          أثناءَ ترجَمتِكَ لي قصصَكَ ومقالاتك. أحياناً،
          كـُنا نتكلم فحسبْ،
          وكنت تستمتع بالعمل
          بالكتابة، والرسم، والعمل بالحديقة،
          وكانت يداكَ الخيـِرتانِ الجميلتانْ
          وعقلك الخيـِر الجميل لا تكـُف عن الخلـق،
          وعن العـطاء).

          في بيروت كان الشاهد والشهيد:
          كانت بيروت المجال الأرحب لعمل غسان
          وفرصته للقاء بالتيارات الأدبية والفكرية والسياسية.
          وقد بدأ عمله فيها في مجلة (الحرية)،
          ثم أخذ بالإضافة إلى ذلك يكتب مقالاً أسبوعياً
          لجريدة (المحرر) البيروتية،
          والتي كانت ما تزال تصدر أسبوعية
          صباح كل يوم اثنين.
          وقد لفت نشاطه ومقالاته الأنظار إليه
          كصحفي وكاتب ومفكر وناشط سياسي وثوري.
          ومنذ توليه رئاسة تحرير (الهدف) البيروتية،
          تحولت المجلة إلى منبر للإعلام الثوري
          ينادي بالوحدة الوطنية
          والعمل الثوري والفدائي الفلسطيني.

          تعليق


          • #6
            ورفع غسان شعار
            (كل الحقيقة للجماهير)
            واختاره عنواناً للمجلة،
            وقد تعرض غسان نتيجة لكتابة بعض
            الافتتاحيات للسجن وعرّض مجلته للمحاكمة
            عدة مرات وحين سجن في 17 نوفمبر 1972
            بتهمة القدح والذم والإساءة إلى
            ملكين عربيين
            كتب مقالا بعنوان
            (... ولو قدر لي أن أعيد كتابة المقال !)
            قال فيه :
            (إنني أطرح هذه الأسئلة على نفسي فيما يتعلق
            بحالة تقوم فيها الدولة بحبس صحافي
            أو كاتب لأنه قال رأيه واعتبرت الدولة
            ذلك الرأي يشكل مدحاً وذماً لشخص ملك ما،
            بينما يعتبر الكاتب أن هذه التهمة بالذات
            تفقد المقال قيمته وتجعله بلا معنى،
            فالمقال ليس إلا نقداً لموقف سياسي،
            مسؤول عن ذلك الملك
            الذي هو بدوره نتيجة منطقية لبنية النظام
            الذي يجلس عل قمته...).

            وقد كتب غسان
            في العديد من أبواب المجلة
            إضافة إلى كتابة الافتتاحية
            فكان يحرر في المجلة الأركان الخاصة
            بالأحداث العربية وأحداث العدو
            والأركان الثقافية.
            وعن ظروف العمل في الصحيفة يقول غسان :
            (إن العمل في الصحيفة مرهق جداً.
            هذا هو شعوري الآن
            وقد أتممت عدد هذا الأسبوع،
            إنني أشعر بالإرهاق
            وأنه لأمر مروع لأي كان
            أن يعمل في صحيفة كهذه.
            ففي اللحظة الذي تنهي بها
            آخر جملة من العدد الآخر
            تجد نفسك فجأة
            تجاه عشرين صفحة فارغة تملأها ...
            وأنه لمن الصعب أن يصدق الآخرون
            بأن ثلاثة أشخاص فقط
            يقومون بتحرير الهدف.
            وهذه الحالة قائمة منذ ثلاث سنوات...).

            تعليق


            • #7
              وقد كان غسان يوقع مقالاته
              بالهدف بأسماء عديدة إلى جانب اسمه الحقيقي
              ومنها (غ.ك)، (فارس ـ فارس)،
              (...) ثلاثة نقط بين قوسين
              وإشارة ()
              مجموعة من الدوائر داخل بعضها البعض.

              يقول الكاتب الفلسطيني الشهيد حنا مقبل
              عن الموقع الصحفي الذي وصل إليه غسان
              (يكفي أن يشار إلى أنه وصل إلى
              مرتبة من الإتقان من حيث كتابة المانسيشت
              إلى كتابة الخبر الى صياغة المقال السياسي
              الى درجة لم يصل لها أي صحافي فلسطيني
              والكثير من الصحفيين العرب من الأسماء اللامعة).


              وتعد الكتابات التي كتبها

              غسان بامضاء (فارس فارس)
              من المقالات النقدية الساخرة، الجادة،
              التي كتبها ونشرها في ملحق (الأنوار)
              ومجلة (الصياد) وجريدة (المحرر).
              وقد جمعها الأستاذ محمد دكروب
              قدم في كتاب
              بعنوان (مقالات فارس فارس)،
              ومما جاء في مستهل تقديمه للكتاب:
              (كان غسان كنفاني يكتب أيضاً
              الأدب الساخر الضاحك.
              فإلى مختلف ألوان نشاطه
              ونتاجه الإبداعي المتعدد،
              العجيب التدفق والشديد التنوّع،
              الفني في أشكاله وأنواعه:
              من المقالة السياسية والتعليق الثقافي
              والنقد الأدبي
              (في سياق عمله الصحفي اليومي المتعب)..
              إلى القصة القصيرة
              المتدرجة بين الشكل الواقعي
              والشكل الرمزي للواقعية..
              إلى الرواية
              وتحولات أشكالها البنائية الحديثة الخ..
              إلى هذا كله
              بنى غسان كنفاني لنفسه
              واحة يفيء إليها..
              يشعر فيها - ربما - بأنه
              أكثر حرية وتلفتاً وانفلاتاً مما هو
              في مجالاته الإبداعية المتعددة الأخرى...

              كان غسان

              يأنس إلى هذه الواحة مرة في الأسبوع،
              تحت اسم (قناع هو.. فارس فارس)..
              تلك المقالات الأسبوعية
              كانت طرازاً فريداً في النقد الأدبي...
              ويعد مشروع جمع مقالات غسان الساخرة
              خطوة هامة في مسار جمع تراثه الصحفي
              ونتمنى أن يتلو هذا المشروع
              جمع المقالات الصحفية السياسية
              التي هي جزء من الذاكرة الفلسطينية ،
              ولا أكشف سراً إذ قلت
              أنني بصدد الانتهاء من جمعها،
              وقد أستغرق هذا الأمر زمنا طويلاً،
              وبحثاً شاقاً في سوريا وبيروت وتونس
              على مدار عدة سنوات

              استشهاده :

              في صباح الثامن من
              شهر حزيران / يونيو 1972
              استشهد غسان على أيدي
              جهاز المخابرات الصهيونية (الموساد)
              عندما انفجرت قنبلة بلاستيكية
              ومعها خمسة كيلوغرامات من الديناميت
              في سيارته، أودت بحياته
              وحياة ابنة شقيقته (لميس)
              التي كانت برفقته.
              تقول زوجته ورفيقة نضاله السيدة (آني) :
              (بعد دقيقتين من مغادرة غسان
              ولميس ـ ابنة أخته ـ سمعنا انفجارا رهيبا
              تحطمت كل نوافذ البيت ..
              نزلت السلم راكضة لكي أجد
              البقايا المحترقة لسيارته ..
              وجدنا لميس على بعد بضعة أمتار ..
              ولم نجد غسان ناديت عليه !!
              ثم اكتشفت ساقه اليسرى وقفت بلا حراك ).
              وقد وجد المحققون
              إلى جانب السيارة المنسوفة ورقة تقول :
              (مع تحيات سفارة إسرائيل في كوبنهاغن).
              وفي شهر تشرين الأول عام 2005
              أعترف قادة الكيان الصهيوني ـ لأول مرة
              وبشكل رسمي ـ أن عملاء جهاز (الموساد)
              هم الذين اغتالوا في العام 1973
              غسان كنفاني بزرع عبوة ناسفة في سيارته.

              هكذا سقط الجسد

              نعم
              تسقط الأجساد لا الفكرة

              تعليق


              • #8
                عاش 36 عاماً ورسم 36 لوحةً

                تشترك الصنوف الإبداعية،
                جميعها سواء أكانت فنوناً كتابية
                (كالشعر، والأدب)
                أم مكانية (كالتشكيل)،
                أو فنوناً زمانية (كالموسيقى)،
                في أنها جميعاً ، هي نتاج قريحة واسعة الخيال،
                تتجسد في النص مهما اختلفت، وتباينت خاماته،
                ووسائله، التعبيرية، والتوصيلية
                وفي التجربة الإنسانية الإبداعية
                لا تبتعد الكتابة عن الرسم كثيراً،
                فهما وإنْ اختلفا في أدوات الخلق
                ووسائل التعبير وطرق الانتشار
                ينتميان إلى عوالم إبداعية متقاربة
                ذات خصوصية تخاطب الوجدان والروح،
                ويسعيان إلى الكشف عن جوهر الأشياء
                بأكثر المواد هشاشة ورقّة :
                الحبر واللون،
                وكثيرة هي تجارب الكتاب المبدعين
                التي برهنت على هذه العلاقة الأليفة
                التي تربط بين الكتابة واللوحة :
                عالمياً
                (فيكتور هيغو، وأنطونان آرتو، وهنري ميشو)،
                وعربياً
                (جبران خليل جبران، وفاتح المدرس، وأدونيس)،
                وفلسطينياً
                (جبرا إبراهيم جبرا، وخالد أبو خالد،
                وإبراهيم نصر الله، وفاروق وادي،
                وغسان كنفاني).

                عبر غسان كنفاني في كل ما أنتجه
                من إبداع قصصي وروائي وفني،
                عن معاناته ومعاناة شعبنا الفلسطيني،
                وربما لا يعرف سوى المهتمين أن
                غسان كنفاني كان إلى جانب إبداعه
                الصحفي والقصصي والروائي، ودوره السياسي،
                فناناً تشكيلياً مبدعاً أيضاً.
                وذلك جانب هام من رحلة عطائه،
                جانب فسح له المجال واسعاً
                لتفريغ ما حمل من فكر وهم ورؤيا،
                على سطوح بيضاء لتكون لوحات
                يحاكي من خلالها الآخرين.

                وقد كان (غسان) في كل منجزه الأدبي والفني،
                عدسة نقية تنقل بصدق وبحس مرهف
                صورة الواقع المؤلم بكل مرارته وقساوته
                وما يمتزج به من إرادة التحدي والتغيير.

                ولا يختلف اثنان على
                ما ذهب إليه الفنان والناقد التشكيلي
                عبد الله أبو راشد
                من أن أهمية ومكانة (غسان) كفنان تشكيلي
                لا تقل عن أهميته ومكانته السياسية
                والفكرية والأدبية،
                كما لا تقل أهمية لوحاته الفنية
                عن نصوصه المسرودة والمكتوبة
                في كافة ميادين السياسة والأدب والنقد،
                إذ هي لا تفارق مساحة تفكيره وكتاباته،
                مندمجة في كافة معابره الإبداعية،
                إلا أن قصور كافة المؤسسات والهيئات الفلسطينية
                لهذا الجانب الإبداعي عند (غسان)،
                عرضها للإهمال وعدم التوثيق،
                وكثيرة هي لوحاته ورسومه
                التي ما زالت مجهولة
                حتى على أهله ورفاق دربه وجمهوره ومحبيه..

                تعليق


                • #9
                  ذات صباح وقد كانت الشمس
                  تلقي بأشعتها السّنبلية لتلج غرفة الصّف
                  عبر النافذة.. وقف (غسان)
                  أمام التّلاميذ رأى فيهم قامة الوطن..
                  نظر إليهم متأملاً وقال:
                  ارسموا تفاحة.. أُخذَ بضوء الشمس فرأى الحقيقة..
                  تحول الوطن إلى خيام.. تتبعها..
                  أبصر ما يجب أن يبصر.
                  استدرك،
                  قال بأعلى صوته.. لا.. لا ترسموا تفاحة..
                  اخفض من وتيرة صوته.. بل ارسموا خيمة..
                  ومنذ تلك اللحظة رسم الخيمة..
                  الثورة.. تعاقبت السنون عليه فرسم للوطن..
                  الشعب والأرض.. آخر رسم له كان بدمه..
                  رسم حدود الوطن..
                  حدود الفصل مابين هابيل وقابيل..
                  كان من دمه لدمه.
                  كان (غسان) يومها
                  لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره،
                  وكان حينها مُعلماً لمادة التربية الفنية
                  (الرسم والأشغال الفنية)
                  في مدرسة (معهد فلسطين) في حي الأمين
                  بمدينة دمشق القديمة،
                  التابعة لوكالة الإغاثة الدولية (الأونروا).
                  وهكذا بدأت رحلة غسان في مصارعة
                  عدو جائر لا يرحم..
                  يحرّض أنامل الأطفال وأقلامهم..
                  دفاترهم والألوان.. يحرك وجدانهم وعقولهم..
                  يشحذ الهمم للعودة لأرض الآباء والأجداد..
                  رسم لهم ليرسموا معه
                  ليس الطريق إلى عكا وحسب بل إلى
                  حيفا يافا القدس وغزة
                  إلى الخليل الناصرة أريحا وبيت لحم.
                  ومنذ تلك المرحلة شكل الفن التشكيلي لـ(كنفاني)
                  في عفويته وحدود موهبته المجال الحيوي
                  لبدء الخطوة الأولى المتقدمة
                  على طريق تحرير فلسطين.
                  وكما يرى الفنان والناقد التشكيلي
                  عبد الله أبو راشد
                  فإن هذه المرحلة المُبكرة
                  في حياة الشهيد غسان كنفاني
                  ( تُعد الوعاء الفكري لنمو شخصيته
                  ومُدركاته الفكرية والسياسية والنضالية،
                  لتُوقظ فيه مساحات التأمل والمُخيلة
                  والمعرفة في كشف النقاط الخفية
                  من حياة تلاميذه من سكنى مُخيمات اللجوء
                  عقب نكبة فلسطين عام 1948.
                  مُؤلفة (منه ومنهم) توليفة إنسانية متجانسة
                  وأرضية مُناسبة لتفجر مناطق وعيه الداخلي،
                  واندماجه التام في معاناة شعبه
                  ومواطنيه الأطفال القاطنين في
                  مُخيمات البؤس والتشرد
                  الذين شكلوا المادة الحية والمباشرة لإبداعاته
                  من خلال تلمسه يوميات حزنهم المرتسمة
                  في الوجوه ومعابر السلوك).

                  تعليق


                  • #10
                    كما كان (غسان) ينفذ الرسوم التوضيحية
                    لقصصه التي كان ينشرها
                    في صحيفة (الفجر) و مجلة (الرائد)،
                    التي كانت تصدرها جمعية المعلمين الكويتية.
                    ومنذ أن بدأت مجلة (الهدف) بالصدور
                    كان لـ (غسان) اليد الطولى فيها
                    حيث كان
                    رئيس تحريرها ومخرجها ومصمم غلافها
                    ورسّام ( موتيف) الرسومات الداخلية المناسبة
                    للموضوعات وخاصة الأدبية منها،
                    برغم أن غسان كنفاني اتجه إلى الكلمة المكتوبة
                    بدلاً من التشكيل بالخط واللون والكتلة للتعبير
                    عما يختزن من مشاعر وما يؤرقه من هم
                    وما به من وجع كواحد من شعب
                    شتته الإرهاب الصهيوني في كافة أرجاء العالم،
                    وذاق ويلات الاستلاب السياسي والثقافي
                    والاجتماعي والتراثي والتاريخي..
                    كما أنجز (غسان) في بيروت،
                    أكثر من لوحة تعبيرية تحول عدد كبير منها
                    إلى (بوستر) أو ملصق ثوري،
                    وهو فن ازدهر في تلك الأيام
                    التي لجأ فيها الشعب الفلسطيني إلى
                    السلاح سبيلا لتحرير أرضه.
                    في هذه اللوحات برزت الوجوه
                    ذات التعابير الصارمة
                    والتصميم الذي لا يلين
                    قوية متحدية في ما بدا استمراراً
                    لتلك الرسوم التوضيحية التي كان يرسمها
                    لتنشر مع قصصه في المجلات الكويتية المذكورة.
                    وفي واحد من أشهر هذه (البوسترات)
                    رسم غسان كنفاني فتاة رقيقة
                    فشل الفقر وثوب اللجوء
                    في طمس معالم الجمال البادية على وجهها،
                    وبدت وهي تحتضن خارطة فلسطين
                    بحنان أشبه بأم تحدب على ابنتها،
                    ومن يتأمل في وجه تلك الفتاة
                    التي نشرت على غلاف ديوان
                    (حبيبتي تنهض من نومها)
                    للشاعر محمود درويش
                    الذي كان لا يزال في ذلك الوقت
                    يعيش في فلسطين،
                    فإنه سيلاحظ أن وجه الفتاة الشاحب الحزين
                    والجميل في الآن نفسه في هذه اللوحة،
                    يذكر كثيراً بشخصية زينب،
                    تلك الفتاة الجميلة الرقيقة التي كثيراً ما
                    كررها ناجي العلي في رسومه العديدة
                    في مراحل أخرى من تطوره الفني.

                    تعليق


                    • #11
                      التراث والذاكرة الفلسطينية .. زاد المبدع

                      عن غسان كنفاني
                      يقول الكاتب الفلسطيني عدنان أبو زليخة:
                      ( أعمل (غسان) ريشته ذات الحس المرهف
                      فكتب اسم وطنه (فلسطين)
                      فداخل العلم مع خريطة الوطن المستلب
                      وربط الحروف بعضها ببعض بزركشات منمنمة
                      من التراث الشعبي الفلسطيني
                      مؤلفاً بذلك بين الشمال والجنوب
                      وبين الساحل والجبل ومواصلاً بين البحر والنهر
                      مستخدماً في ذلك العمل الألوان الإعلانية
                      كون عناصر اللوحة هي عبارة عن
                      وحدات ذات ألوان نقية
                      (وحدات زخرفية شعبية وعلم متضمن
                      في خارطة ليكون رمزها بالكامل)
                      فكان لهذا العمل موقع الصدارة بين ملصقات
                      الثورة الفلسطينية منذ انطلاقها وحتى يومنا هذا).

                      ويذهب (أبو زليخة) في مقالته
                      إلى شرح لوحات (غسان)
                      من ذلك لوحته الثانية الشهيرة
                      (الحصان والبردة):
                      وفيها رسمٌ لمهر يمثل الثورة الفتية دوماً..
                      وهو شامخ راقص بعنفوان وكبرياء
                      يوحي بخفة حركته وحركة شعر رقبته وذيله
                      الذي حركته بنان (غسان) فجعلته على
                      هيئة نار تتأجج وما يزيد في الاضطرام
                      حركة الحصان الموحية بالطيران
                      فيطبع في النفس إيحاء لاشعورياً بفكرة البراق.
                      وخاصة عندما يتعامل مع اللون الحنائي
                      للحصان ولون البردة الخضراء
                      التي وشح بها وقد جملت بالزخارف العربية
                      التي تمثل المرتكز الأساس
                      لأنها تعبر عن الأصالة التي هي بمثابة الزاد
                      للأديب والمفكر والفنان والثائر.

                      أما لوحة (نساء النكبة):
                      فهي ذات ألوان داكنة مائلة للسواد
                      إلا من بعض البياض الذي جاء من خلال
                      لباس الرأس للنسوة اللاتي جعل منهن
                      عناصر للوحته المعبرة كل التعبير عن النكبة
                      وذلك من أجواء اللوحة العامة ألواناً
                      وخطوط وقسمات الوجوه البائسة جراء
                      ظلمة التشريد وسنين الحرمان
                      وحركة الأجسام المكونة لـ(اللوحة).

                      أما اللوحة التي اسمها (عنترة):
                      فقد غلب عليها اللون الأصفر،
                      وهو لون صحراوي يمثل خلفية اللوحة،
                      وهي تخلو من كل العناصر
                      إلا ذلك الفارس الذي يمتطي فرسه
                      وتراه يشغل حيّزاً بسيطاً منها
                      لكنه يشكل الأمل من خلال موقعه في اللوحة
                      ومن خلال الألوان المنفذ بها.
                      فإذا ما نظرنا إلى الفارس لسوف نراه
                      يشغل حيزاً يمتد من أسفل اللوحة إلى قمتها.

                      وفي لوحته (جبال وذاكرة):
                      نجد شيئاً من فلسطين في عناق بحرها
                      وجبالها وغناء أشجارها واستدعاء
                      ما تبقى من موطنه مدينة (عكا)
                      المعانقة للبحر والسهل والجبل،
                      مرسومة بالسكين وبملونات الأزرق المُخضرّ
                      في متواليات متدرجة وبقع ضوئية هنا وهناك،
                      تفسح عن مُخيلة جامحة وبقايا ملامح
                      وأشكال منكسرة في قيم لونية (انطباعية) المؤثرات.

                      بينما تُشكل لوحته (فلسطين) :
                      مدى فهمه المعاصر للقضية
                      في سياقاتها الوجودية من كونها
                      قضية وطنية قومية عربية ودولية بامتياز،
                      تجمع في طياتها ثراء التراث وغنى
                      الذاكرة البصرية الفلسطينية لمُنتجات الأجداد
                      عبر توليفات الزخارف والمطرزات الفلسطينية
                      التي تُجمل بها أثواب النساء الفلسطينيات
                      والرجال والأطفال من جميع الأعمار
                      وما تحتله الرموز الشكلية (خريطة فلسطين)
                      والدينية من رمزية دلالية
                      ومساحة مفتوحة على التجريد
                      وعلى تناغم الخطوط والتقاسيم الشكلية
                      من استنهاض للضمير العالمي
                      ونبشٍ لواحة التاريخ وتوثيق صادق
                      لمفاصل المقاومة ومكانة الفن
                      والإنسان في حروب الوجود.

                      كما أنجزت ريشة (غسان)
                      لوحة تنتمي للمدرسة الواقعية،
                      وهي لوحة (رجل يرتدي قمباز):
                      وهي تعكس ما يختلج في أعماقه من أمواج،
                      يضرم بحر الوجد يسعره شوقاً للوطن
                      وحنيناً له فتنطلق تلك الدفائن الداخلية
                      لتطفو على المحيا فترسم بريشته
                      لتتجسد كحركة من أعضاء الجسد
                      أو ملامح تغمر الوجه لتنبئ عن مقدار الشقاء
                      والحرمان ومرارة التشرد
                      و الأسى والحزن على الوطن..
                      فكانت لوحة أفرغ فيها هذه المعاني
                      على هيئة رجل يرتدي قمبازاً بلون بني داكن
                      ذلك ليجعل من اللون وسيلة فعالة من وسائل التعبير
                      عما يبتغيه من أفكار ومعاني تؤتي أكلها
                      في جوانية حيث تتظافر الألوان والخطوط
                      التي تصور الملامح وبالتالي تصل رسالة متكاملة
                      تحرك الناظر لها وتفعله فيتفاعل معها.
                      فعندما تقف أمام لوحة لرجل يلبس قنبازاً
                      وكوفية وعقالاً مكفهر الوجه حزين
                      واضعاً خده على كفه
                      لسوف تدرك عمق المأساة التي يحيا.

                      وهناك لوحة أخرى
                      لوجه غير واضح المعالم ملفوف بكوفية..
                      يعبر عن حالة الضياع والحزن والحيرة
                      التي يعيشها الشعب معتمداً بذلك على القليل
                      من الألوان أبرزها اللون البني الداكن
                      الذي طغى على الوجه واليد
                      ولم يفت الفنان غسان كنفاني
                      أن يرسل الأمل في أجواء اللوحة
                      من خلال ألوان الشروق
                      في زاوية اللوحة العليا عن اليمين.

                      تعليق


                      • #12
                        قد كان غسان في كل منجزه الأدبي والفني،
                        عدسة نقية تنقل بصدق وبحس مرهف
                        صورة الواقع المؤلم بكل مرارته وقساوته
                        وما يمتزج به من إرادة التحدي والتغيير.

                        ولا يختلف اثنان على ما ذهب إليه
                        الفنان والناقد التشكيلي
                        بد الله أبو راشد
                        من أن أهمية ومكانة غسان كفنان تشكيلي
                        لا تقل عن أهميته ومكانته السياسية
                        والفكرية والأدبية، كما لا تقل أهمية
                        لوحاته الفنية عن نصوصه المسرودة والمكتوبة
                        في كافة ميادين السياسة والأدب والنقد،
                        إذ هي لا تفارق مساحة تفكيره وكتاباته
                        مندمجة في كافة معابره الإبداعية،
                        إلا أن قصور كافة المؤسسات والهيئات الفلسطينية
                        لهذا الجانب الإبداعي عند (غسان)،
                        عرضها للإهمال وعدم التوثيق،
                        وكثيرة هي لوحاته ورسومه
                        التي ما زالت مجهولة حتى على أهله
                        ورفاق دربه وجمهوره ومحبيه..

                        ذات صباح وقد كانت الشمس
                        تلقي بأشعتها السّنبلية
                        لتلج غرفة الصّف عبر النافذة..
                        وقف (غسان) أمام التّلاميذ رأى فيهم
                        قامة الوطن.. نظر إليهم متأملاً وقال:
                        ارسموا تفاحة.. أُخذَ بضوء الشمس فرأى الحقيقة..
                        تحول الوطن إلى خيام.. تتبعها..
                        أبصر ما يجب أن يبصر.
                        استدرك، قال بأعلى صوته.. لا.. لا
                        ترسموا تفاحة.. اخفض من وتيرة صوته..
                        بل ارسموا خيمة.. ومنذ تلك اللحظة
                        رسم الخيمة.. الثورة.. تعاقبت السنون عليه
                        فرسم للوطن.. الشعب والأرض..
                        آخر رسم له كان بدمه.. رسم حدود الوطن..
                        حدود الفصل مابين هابيل وقابيل..
                        كان من دمه لدمه.

                        كان (غسان) يومها
                        لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره،
                        وكان حينها مُعلماً لمادة التربية الفنية
                        الرسم و الأشغال الفنية
                        في مدرسة معهد فلسطين
                        في حي الأمين بمدينة دمشق القديمة،
                        التابعة لوكالة الإغاثة الدولية الأونروا



                        يتبع

                        تعليق


                        • #13
                          وهكذا بدأت رحلة غسان

                          في مصارعة عدو جائر لا يرحم..
                          يحرّض أنامل الأطفال وأقلامهم..
                          دفاترهم والألوان..

                          يحرك وجدانهم وعقولهم..

                          يشحذ الهمم للعودة لأرض الآباء والأجداد..

                          رسم لهم ليرسموا معه
                          ليس الطريق إلى عكا وحسب بل إلى
                          حيفا يافا القدس وغزة

                          إلى الخليل الناصرة أريحا وبيت لحم.
                          ومنذ تلك المرحلة

                          شكل الفن التشكيلي لـ(كنفاني)

                          في عفويته وحدود موهبته المجال الحيوي

                          لبدء الخطوة الأولى المتقدمة

                          على طريق تحرير فلسطين.
                          وكما يرى الفنان والناقد التشكيلي

                          عبد الله أبو راشد

                          فإن هذه المرحلة المُبكرة

                          في حياة الشهيد غسان كنفاني

                          ( تُعد الوعاء الفكري لنمو شخصيته

                          ومُدركاته الفكرية والسياسية والنضالية،
                          لتُوقظ فيه مساحات التأمل والمُخيلة
                          والمعرفة في كشف النقاط الخفية

                          من حياة تلاميذه من سكنى مُخيمات اللجوء
                          عقب نكبة فلسطين عام 1948.
                          مُؤلفة (منه ومنهم) توليفة إنسانية

                          متجانسة وأرضية مُناسبة لتفجر مناطق

                          وعيه الداخلي، واندماجه التام
                          في معاناة شعبه ومواطنيه الأطفال القاطنين

                          في مُخيمات البؤس والتشرد

                          الذين شكلوا المادة الحية والمباشرة لإبداعاته

                          من خلال تلمسه يوميات حزنهم المرتسمة

                          في الوجوه ومعابر السلوك).
                          كما كان (غسان)

                          ينفذ الرسوم التوضيحية لقصصه

                          التي كان ينشرها في صحيفة (الفجر)
                          و مجلة (الرائد)،

                          التي كانت تصدرها جمعية المعلمين الكويتية.
                          ومنذ أن بدأت مجلة (الهدف) بالصدور

                          كان لـ (غسان) اليد الطولى فيها

                          حيث كان رئيس تحريرها ومخرجها

                          ومصمم غلافها ورسّام ( موتيف)

                          الرسومات الداخلية المناسبة للموضوعات

                          وخاصة الأدبية منها،

                          برغم أن غسان كنفاني اتجه إلى

                          الكلمة المكتوبة بدلاً من التشكيل بالخط

                          واللون والكتلة للتعبيرعما يختزن من مشاعر

                          وما يؤرقه من هم وما به من وجع

                          كواحد من شعب شتته الإرهاب الصهيوني
                          في كافة أرجاء العالم،

                          وذاق ويلات الاستلاب
                          السياسي

                          والثقافي

                          والاجتماعي

                          والتراثي

                          والتاريخي.

                          تعليق


                          • #14
                            تعددت عطاءات غسان كنفاني
                            الفكرية والثقافية والفنية والإعلامية
                            فكتب القصة القصيرة،
                            والرواية،
                            والمقالة الصحفية،
                            والدراسات التحليلية والمسرحية

                            كما رسم عديد اللوحات التشكيلية
                            وفي تنوع نشاطاته
                            كانت فلسطين محور عمله...

                            أعماله الروائية:
                            رجال في الشمس: بيروت – 1963.
                            وصدر ضمن مشروع "كتاب الشهر".
                            الذي تصدره وزارة الثقافة، فلسطين، 2004.
                            ما تبقى لكم: دار الطليعة، بيروت، 1966.
                            ام سعد: دار العودة، بيروت1969، ط2، 1970.
                            عائد إلى حيفا: دار العودة، بيروت،1969 .
                            الشيء الآخر (من قتل ليلى الحايك):
                            مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، 1980.
                            العاشق: مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، 1980.
                            و"العاشق"،
                            و "الأعمى والأطرش"،
                            و"برقوق نيسان"
                            (3 روايات غير كاملة)،
                            نشرت ضمن أعماله الكاملة.
                            "العبيد" أو اللوتس الأحمر الميت:
                            (رواية نشرت على حلقات
                            في مجلة الطليعة الكويتية
                            من العدد 32، 22/5/1963
                            إلى العدد 48، 11/9/1963).
                            ولم تنشر في كتاب.

                            المجموعات القصصية:
                            موت سرير رقم 12 مكتبة منيمنة، بيروت، 1960.
                            أرض البرتقال الحزين: دار الفجر،
                            الاتحاد العام لطلبة فلسطين في لبنان، بيروت، 1963.
                            عن الرجال والبنادق :دار الآداب، بيروت، 1968.
                            عالم ليس لنا: دار الطليعة، بيروت، 1965.
                            القميص المسروق وقصص :الأبحاث العربية، بيروت، 1982.
                            ما لم يعرف من أدب غسان كنفاني:
                            (تضم 5 قصص قصيرة)
                            جمع وتقديم سليمان الشيخ،
                            المؤسسة العربية الدولية للنشر/ دار الشباب ،
                            نيقوسيا، 1986.

                            تعليق


                            • #15
                              المسرح والدراما:


                              الباب: دارالطليعة، بيروت، 1964.
                              القبعة والنبي :بدون تاريخ.
                              جسر إلى الأبد (دراما إذاعية):
                              وقدمتها مؤسسة يوم المسرح الفلسطينية
                              في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

                              عام 1998. وصدرت في الجزء الثالث

                              من أعماله الكاملة،
                              مؤسسة غسان كنفاني ودار الطليعة،
                              بيروت، 1978.


                              الدراسات:
                              أدب المقاومة في فلسطين المحتلة

                              48- 1966، بيروت، 1966.


                              الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال،
                              بيروت، 1968.


                              في الأدب الصهيوني، بيروت، 1967.


                              المنظمة الاشتراكية الإسرائيلية ماتسبن،
                              بيروت، دار منيمنة.


                              ثورة 36-39 في فلسطين،

                              خلفيات وتفاصيل وتحليل. شؤون فلسطينية،
                              بيروت، 1972. ط2، دار كنعان،
                              دمشق، 1990


                              المدافع، عكا، دار الأسوار، 1978.


                              المقاومة و معضلاتها، (دراسة).


                              ثم أشرقت آسيا (أدب رحلات)

                              حول زيارته إلى الصين،

                              صدر في حلقات عام 1965.


                              ترجمة:


                              تنيسي وليامز، صيف ودخان، (رواية) ترجمة،

                              1964.


                              كتابات ساخرة:


                              مقالات فارس فارس،

                              دار الآداب ومؤسسة غسان كنفاني الثقافية،
                              1996 .


                              مراسلات:


                              رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان،
                              دار الطليعة، بيروت،1992.


                              كتب للأطفال:


                              أطفال غسان كنفاني،دار الفتى العربي،
                              بيروت، 1980.
                              القنديل الصغير


                              الكتاب للجميع - السفير 2002


                              الآثار الكاملة:


                              ظهرت آثاره الكاملة في ثمانية مجلدات
                              على النحو التالي:


                              المجلد الأول:
                              ويشمل الروايات،
                              تقديم د. إحسان عباس، 1972.


                              المجلد الثاني:

                              ويشمل المجموعات القصصية القصيرة،

                              تقديم يوسف أدريس، 1973.


                              المجلد الثالث:

                              ويشمل المسرحيات، 1978.

                              وقدم لها جبرا إبراهيم جبرا، 1978.


                              المجلد الرابع:

                              ويشمل الدراسات الأدبية،
                              تقديم محمود درويش.


                              المجلد الخامس:

                              ويشمل قصص الأطفال.


                              المجلد السادس:
                              مقالات وقصائد نشرت باسم فارس فارس


                              المجلد السابع:

                              ويشمل الروايات التي لم تنشر،
                              دار الطليعة، بيروت.


                              المجلد الثامن:

                              ويشمل الدراسات السياسية، دار الطليعة، بيروت.

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                              يعمل...
                              X