إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثرثرة على مائدة الشاعر فتحي سعيد

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    لا وراء

    لست عبدا لست مغلولَ الفمِ
    إنا إنسانٌ ولى روحٌ وعقلْ
    وصناعاتٌ وحقلْ
    وانتفاضات دمى
    أنا حُرْ
    لست وحدى بل معى كل البشرْ
    لى أرضٌ وسماءٌ وقمرْ
    لى أطفالٌ لهم حقُ الحياة
    وابتساماتُ الشفاة
    لى أمٌ لى أبْ
    لى قلب
    فيه للأمال دَرْبْ
    ومواويلٌ وحبْ

    أنا حُرْ
    أنا عند الخير ِخيرْ
    ولقاء الشر ِشر
    أنا عزمٌ قد تحرّرْ
    أنا أكبرْ
    من رصاص ِالبندقية
    بنضالى بنضال ِالآدمية
    أنا أكبرْ
    من صواريخ الطغاة
    وقفتى بالأمس كانت فى القناة
    أنا صاعد أنا صاعدْ
    بقلوب وسواعدْ
    موكبٌ للزحفِ ثائر
    من قلوب محرقة
    صاعقة
    من ثقة
    ترفع الساعدَ تفـْنِى كل قوَّة
    تقذف الجلادَ فى أعمق هُوِّة
    فإذا خرَّ شهيدٌ قام أخرْ
    وإذا نادى بشير ضج سامر
    هكذا لا خطوةٌ نحو الوراءْ
    لا وراءْ
    لا وراءْ

    فتحى سعيد مسافر الى الأبد

    معذرة

    لم يسبق أن طـَوَّفـْتَ بقصر
    أو غنيتُ ببابِ أميرْ
    طمعا فى ذهب أو خوفا من طعنةِ سيفْ
    أسمى درجاتِ الحبِّ فناءُ المحبوبِ بحضرةِ محبوبه
    أن يتلاشى تتعثرَ فى فمهِ الهتافاتْ
    سهلٌ أن يتغنى الشعراء
    بباب الأمراءْ
    لكن الصعبْ
    أن يتغنوا بالشعبْ

    فتحى سعيد مسافر الى الأبد

    تعليق


    • #17
      ولا من أ َحد

      وقال لى الحبْ
      مشيت َعلى كل درب
      وأفنـْيتَ روحا وقلب
      وحـًلقتَ سرب
      وأورقت ذنـْب
      وحوًمت حتى ارتويتْ
      وهوًمت حتى انتحيتْ
      بها .. جانبا لا يُطالْ
      وسرا لها لا يقال
      وُبـًدلت حالا بحال
      وأقلعت بين مخاض ِالصخورْ
      وخلف قبابِ الزَبدْ
      وحاذ ْيتَ وجه السُحبْ
      تقـًلبت على كل جمر .. فـُتبْ
      وأبحرتَ فى كل بحر فـُثبْ
      وحين ارتويتْ..
      وحين أنتهيْتْ
      وجاوزت فيها المدى والمدَدْ
      وكاشفتَ دبْ
      وهدوْلت تسعى قديحَ الكبدْ
      وأسدلت جفنيـْكَ ثم نظرتْ
      إلى مطلع الفجر ِحتى عبرت
      رأيت الكثيرَ..
      ولا من أحدْ !
      شعر
      فتحى سعيد مسافر الى الأبد

      أيتها الأشياء

      أيتها الكلمات
      كونى طلقاتْ
      فى كل ِالأنحاء

      أيتها الألحانْ
      كونى بركانْ
      يقذفُ بالأشلاءْ

      أيتها الأشعارْ
      كونى إعصارْ
      وانطلقى نكباءْ

      أيتها اللوحاتْ
      كونى بصماتْ
      لشموخ وإباءْ

      أيتها الأوتارْ
      كونى تيَّارْ
      من نار ودماء

      أيتها الألوانْ
      كونى ثعبانْ
      وإنبعثى رقطاءْ

      أيتها الأشياءْ
      كونى أنوْاءْ
      تعصفُ بالأعداءْ

      أيتها الأسماءْ
      كونى سيناءْ
      فى صبح ومساء

      فتحى سعيد مسافر الى الأبد

      تعليق


      • #18
        إرفع رأسكْ
        وعانق الخطرْ
        عرّض نفسكْ
        لقطرةِ المطر
        إملأ كأسك
        من كرْمةِ القمر
        وإتركْ سهمَ الفولاذ يفلُّ ضلوعكْ
        وإنشر فى مُعتركِ العاصفةِ قلوعك
        ورغم كل شىءْ
        لا تلعن القدرْ
        إنتظرْ
        لا تـُدِرْ
        ظهركَ للريح ولا
        تحتمى خلف جدارْ
        لا
        لا تملَّ الأنتظارْ
        ألفَ ليل ونهارْ
        وانتظرْ


        إنتظرْ
        إنتظر واقفاَ الشمس ولا
        لا يُروَّعك الصراعْ
        إنتظر
        سوف ترمى بالشعاع
        سوف تشرقْ
        فجأة دون نهايه
        فتسلقْ
        سلـّم النور إلى شمس البداية

        أحلُمُ كل ليلةِ بهِ
        أشمهُ أضمهُ
        أغفو على أهدابهِ
        أسْتروحُ العبيرا
        أريقُ دمعة الأسى
        وأعتلِى الجناحْ
        جناح ذكرياتنا الكبيرْ
        أكادُ أن أطيرا


        أحلم كل ليلةِ به
        أحسهُ أجسهُ
        أغدو على أعتابهِ
        أروح فى إهابهِ
        وألثم الغديرا
        أطيل وقـْفةَ َ المِسا
        ووقفة الصباحْ
        أمام بابه ولا مُجير
        أعانقُ السعيرا
        أحلم كل ليلة به
        أهيم فى رحابه
        أقرأ فى كتَابهِ
        أسائلُ السطورا
        عن نازح ِعسى
        تأتى به الرياح
        فأتقى ضراوةَ الهجير
        ونلتقى أخيرا

        تعليق


        • #19
          ألاغيكَ فلاغينى
          هل تسبر غور الشعراء؟
          أم تنكر شعر التفعيله؟
          قلة حـيلة !
          إختلظ القاموس لديـكم
          وتوارت بصـمات يديكم
          وتشابهت" الاجروميه"
          أصبح بعضكم يشبه بعضا..
          أفقا ..أرضا
          طولا عرضا
          هل ترضى؟
          ان تفتح صفحات جرائدك اليومية
          فتقرأ أشعاراًعربية
          باللغة اللاتينية.!؟
          _ سلفىٌ أنت اذن؟
          اى رجعى؟
          _من قال بأن السلفيه
          تعنى الرجعية؟
          أوقوفك فوق ضفاف بلادك
          وثرى أجدادك..
          ودماء مدادك.؟
          تـعنى السلفيه؟
          أغناؤك شعراً مصريا دون هتافات تقليدية
          يعنى التبعية؟
          أولابد وان تركب متن الموجات العصريه؟
          وأن تترضى الابواب الخلفية
          وأن تتدلى فى أعمدة الضوء الاسطورية

          إغمس قلمك فى محبرة الاعماق
          واكتب بدماء القلب مداداً أحمر فى الاوراق
          يدفق أشعارا مصريو!
          وانزع من أضلاعك ضلعا عوجاء
          وابريها قوسا عذراء
          وارشق كلماتك سهما فى صدر الافاق
          صوبها للنجم الاكبر
          او كبد النجم الاصغر
          قد تبلغ مدخنة القصر..
          وقد تبلغ مئذنه القيصر.!
          لكن صوبها فى كل الحالات...
          إلى كل سماء
          لاتنظر أسفل قدميك
          بل انظر للعلياء
          واجعل كلمتك هى العليــا..!

          تعليق


          • #20
            حتَّامِ تمـضى . . وأينْ ؟
            قد طـال نـأىُ وبـيْن
            وخافـقـى . . بين . . بْين
            رُحماكِ . . هلاَّ تريْـن
            لم يبق لى غير منْ ؟
            لا واحداً يابـثين ! ؟
            لم يبق لى غير أنتِ
            بوْحى . . وان بُح صوتى
            قيثـارتى بعد صمتِ
            غنَّـت . . فقالت وقلتِ
            عيناك عادت وعدت
            تِبْـراً بنهر الـلُجيْنْ

            * * *
            ياحبُّ . . عُـد لىِ . . وكن لىِ
            رفيق عمرى وخِـلّى
            عيناك . . حرِّى وظلى
            هما فروضى . . ونَـقْـلى
            ِوردى . . إذا ما أُصلى
            حنتَّ جبال حُـنينْ

            * * *
            عيناك عادت . . فمن لى
            بعاشق لم يُخلِ . .
            يوما . . ولمَّـا يُـخلِ !
            عيناك . . باحت . . فحِلِّى . .
            جدائلا . . وأطـلى
            ُيشرقْ بنوِركِ . . كُلِّى
            ورقاءُ . . ياكلَّ عينْ ! ؟

            .
            الشعرُ مثْواىَ الأخيرْ
            مظلتى من الهجير
            أتّقى بها الهجيرْ

            مدفأتى وقودُها السعيرْ
            بطاقتى تنبئُ بالمسير

            زادى ومائدةُ الفقير
            فأسِى ومطرقةُ الأجير

            سفينتى الأقوى من الهدير
            سرير سهدى الوثيرْ
            حِمْلى أنوءُ تحته قَرير

            سيفى إذا دَهَم المصير
            مهرٌ قوائمهُ تطير

            يلوى عنانَ العاصفاتِ ويستدير
            يُمسى بموماةِ
            وَيعروْرِى النجيبةَ فى البعير

            الشعر مثواى الأخيرْ
            عكّازتى أدبُ خلها أسير

            صحيفتى التى إذا وقفت بالأبوابْ
            نشرتُها واختالت اليمين
            هذا كتابى فاقرأوا الكتاب
            صكّى معى علامة العبورْ
            صكى معى براءة الحسابْ

            سيماهُمو تعرف فى الجباه
            من أثر الحياه
            من وطأةِ الحنينِ والسنينْ
            تضجُ تستجيرْ

            قصيدتى
            كفّارتى على الجبينْ
            وبها دخلت على الفتاه
            الخِدْرَ فى اليومِ المطيرْ

            تعليق


            • #21
              الريحُ و الصمتْ

              و لمَّا لم أجدْ فى الليل صدرا يحتوى أرقى
              جعلت وسادتى ورقى
              أُراوحُ بين غمْضِ العينِ
              ومْضِ العين و الهتفاتِ و الألقِ
              فأبصر فى دُجى الحدقِ
              حدائق فى بحار السهدِ
              قد أثمرنَ من عرقى
              تُناقلها جيادُ الريح من شفق إلى شفقِ
              و ما خوفى من الغرقِ
              و لست السابح المغوارَ ما خوفى من الغرقِ
              أناالمصلوبُ فى عجلات مركبتىِ

              و لما لم أجد فى البحرِ ما أسقيهِ محبرتى
              جعلت الصمت ثرثرتى
              فلستُ مؤمَّلا خيرا باصحابى
              فإن طرقوا على بابى
              و لم يجدوا سوى صمتِ الدجى الكابى
              سيرتدُّونَ طَّراقين أبوابا و أحبابا
              و ذَّواقين أشربة و أنخابا
              وينسونَ الذى غابا
              فربَّت صاحب يهفو
              و ثمة صاحب يُغضى
              و صاحبتى ستهدأُ عندما أمضى

              و قد يأتى غريبُ القلبِ
              و الشفتيْنِ و القدمينِ و الأرضِ
              فيعرف أيَّما رفضِ شقيتُ به و لم أقضِ
              ليقرأ أيما صمت حييتُ به و لم أمُتِ


              كليلة و دمنة

              و قال دبْشليمْ يا أيها الحكيم بيدْبا
              حدّثنى كيف الكذَّاب المحتال
              يدخل بين الاثنينِ المتحابينِ فُيفسدُ بينهما
              ينّسلُ إلى الأخوْين يُعكرُ صفوهما
              هل حقاً يقوى الكذابُ المحتالُ على ذلك
              و إذا ذلك كان كذلك كيف الأثنانِ المتحابان
              ينفذ بينهما إنسان

              و قال بيدْبا يا أيها الملليك دَبْشليمْ
              أُصدقكَ القولَ أَقولْ يحكى أَن كليلة
              و قال دَبْشليمْ يقاطع الحكيم بيدبا
              ستقولُ و يحكى أن الأَسدَ و شُتْربة الثور
              كانا أخوينِ حميمين أَودْى بهما دمنة
              أَحدُ الأَخويْن محتالا محتالا و دميما كان

              و أَقول إن جاز القولُ
              بأن الأَسدَ و أَنَ الثورْ حيوانانْ
              ما عذرُ الإِنسان قل لى ما عذر الإِنسانْ

              تعليق


              • #22
                عبر الصيفُ.....
                فمرت ريحهُ الجرداءُ دونى
                فاعبريها .. واعبرينى
                إن نأى قلبى
                خُذيه واحتوينى
                أو دنا دربى
                فقومى ...واسبقينى
                أو سجى ليلى
                ذِريه ....واتبعينى
                واذا بُحت.....فدارينى دفينى
                واذا غَلَقت بابى...
                فاطرقيينى
                واذا عريت ما بى
                فاسترينى
                قبل بَينى....متعينى
                ربما أعرف شكى من يقينى
                وشمالى من يمينى


                إفتح هذا الصندوقْ
                أغلق هذا الصندوقْ
                هذا أنسان
                أسرتهُ بمكان
                تنتظرُ الوجه العائد والطفلان..
                بالشرفة ينتحبانْ
                والقمر على الشرفة مخنوق
                إفتح هذا الصندوقْ
                أغلق هذا الصندوقْ
                أفتح ..أغلق..إفتح اغلق
                فحمُ وعظامٌ وبقايا جسدٍ وعروق
                ودمٌ جَّمدهُ رعبُ اللحظةِ.
                من يحكى عنها.؟
                من سجَّل بغتتها.فى رسم أو لوحة؟
                من يكتب فيها شعراً أو نثراً؟
                إفتح هذا الصندوقْ
                أغلق هذا الصندوقْ
                صندوق أسود تابوت
                يبلى الصندوق ولا يبلى الحزنُ المكبوتْ
                الثأر من الطاغوتْ
                أبداً..
                أبداً ليس يموت

                تعليق


                • #23
                  يا من تنوى الهجران
                  فارقنى منذ الآن
                  لا تنزف دمعك بعدى
                  او تتمسح بالاركان
                  لاتطرق بابى او شباكى
                  او تسترق السمع على الجدران
                  انى غلّقت الابواب واوصدت الشباك
                  وأسدلت ستار النسيان
                  وأوصيت الجيران
                  ألا باحوا بالعنوان
                  أطفأت قناديل البوح
                  وداويت الجرح
                  واشعلت رماد الكتمان
                  مدفأةُ شتائى
                  وسحابه صيفى وربيعى
                  وخريف البركان
                  فاهجرنى منذ الآن
                  يا من تنوى الهجران


                  فى القبر ِاجتمعوا فى صخبِ
                  جمَّدهُ الصمتْ
                  فالجثثُ تموج وعيدا تتكئُ
                  على جدران القبرِ
                  تهتف بالثأرِ
                  ... حقدُ الموتى أبدا لا ينطفىء
                  حتى لو فى جوفِ القبر إنكفئوا

                  ما زال يُنادى
                  يتحدَّى
                  يستنفر رفقاءهْ
                  إذ زرع العكاز كسارى ِ
                  والراية فى أعلاهُ تُلـَوَّحُ للسارى ِ
                  مُتْ مثلى
                  أو فاغسل عارى
                  مت مثلى
                  أو فاغسل عارى

                  تعليق


                  • #24
                    واليوم
                    ماذا بعد بكينا ومشينا
                    فلـُنشعلْ نهر الدمع ِبراكينْ
                    وليخُصبْ دمعُ الفلاحينْ
                    عرقا فى النيل وطينْ
                    وليُزهرْ فى الصحْراءْ
                    حزن الفقراء
                    قمحا ورياحينْ
                    وليُورقْ عرق العمالْ
                    عملا ونضال
                    لعبَ الأطفال
                    ومصانع ومدافعْ
                    وحدائقَ وبساتين
                    وليصبح للحزن ِأظافرْ
                    ومناجلَ وخناجرْ
                    تتلظى نارا وسعيرا
                    وليبق الجرح صديقا ورفيقا
                    يحتلُّ قلوبا وصدورا

                    فتحي سعيد

                    سأدفنُ كل أيامى التي راحت ولن تأتي
                    وأبني خلف اوهامي جداراَ شامخَ الصمتِ
                    واحمل جثة الحبِ
                    فواريها كما شئتِ
                    وأحجب قصة الماضي فقد طالتْ
                    وأنسى أنها كانت
                    وأوصد دونها قلبي
                    فقد اضحى بها كافر
                    وذكراك
                    سأذكر انها ماتت
                    وعيناكِ
                    سأنسَاها وانساك
                    وأحيا واحداَ آخرْ

                    تعليق


                    • #25
                      كانت أمى...
                      قلب العاطفة وكان هو العقل
                      مانت مثل العاصفةِ وكان هو الظل
                      كانت من أهل الريف
                      وكاتن مثل الحقل
                      سنابلَ قمح وشجيرات أمان
                      ساقية حنان
                      شجرة صفصافٍ تلتلف
                      ترخى فرع جديلتها فوقى...
                      فى قيظ الصيف
                      وإذا جاء الليل تُغطينى برموش العين
                      وترقينى من حسد العين
                      طفلا مازلت بناظرها بالرغم من الطفلين!

                      فتحي سعيد

                      ياأُمُّ ..يا صورة َ المكرمات
                      ويا مجمعاً لكمال الشيم

                      ويا أُم يا فكرة من خلودٍ
                      ويابدع ماصاغ ...رب النعم

                      ويا أُم ..يا نور عين الاله
                      على الارض..يمحو سناهُ الظلم

                      أحبك لا طامعاً فى هوى
                      وأهواك نبعاً لأسمى القيم

                      فما عاد للقلب من طاقة
                      فقد شيبته...دياجى الندم

                      فتحي سعيد

                      قضى الله بالبر للوالدين
                      إذا بلغا ..فى الوجود الهرم

                      أما ربياكَ صغير الخطى
                      ألم يرعياك كبيراً... ألم,,؟

                      وما طاقه الابن مهما سَمت
                      بقادرة رد شئ لأم.....

                      تعليق


                      • #26
                        مصر لم تنمْ
                        ولم تزلْ
                        يقظانة العينيْن صلبة القدمْ
                        فى الأرض ِكالجبل
                        وفى السماءِ للذرى وللقممْ

                        مصر لم تنمْ
                        ما خرَّ سوُرها العتيدُ ما انهدم
                        ما انْهار شعبها العظيم ما انهزمْ
                        ولم يزلْ
                        مزَّوداَ بأعرق ِالقيم
                        مُتَّوج الأملْ
                        فى الأرض ِكالهرمْ
                        وفى السماء للذُرُى وللقممْ

                        مصر لم تنمْ
                        الموكب الكبيرُ سار كالخضّمْ
                        أمامه وخلفه قد أقسموا القسمْ
                        حرائقٌ مشبوبةٌ لكل ِمن هجمْ
                        زلازلٌ مناجلٌ لكل من جثَمْ
                        بنادقٌ مطارقٌ سواعدٌ وفمْ
                        ولوحةٌ ورايةٌ واللحنُ والقلمْ
                        هنا هناك كلنا على قدم
                        فلم تَزَلْ
                        فى الأرض كالجبل
                        وفى السماء للذرى وللقممْ

                        فتحي سعيد

                        مصر الشعراء



                        من أي بحرٍ رُويتُم منه ننسكب وأي متنٍ ركبتم فوقه نثبُ
                        إنا بنو الشعر لا نمشي بقافيةٍ إلا وأورق فيها العوسجُ الحطَب
                        إن كان بينكمُ شعرُ الهوى يُروى فنحن فينا الهوى العذريّ والأدب
                        أو كان أفقكمُ مُزنًا بلا سُحُبٍ فالمزنُ في أفقنا حُبلى بها السُّحُب
                        تهمي فيُخصب وادٍ غير ذى شجر الضفتان له والنهر ما يهب
                        لأي فرعٍ سموتم نحن ننتسبُ
                        وأي دربٍ سلكتم منه ننشعب

                        إن كان عندكمُ كرْمٌ بلا عنبٍ
                        إنا لدينا معًا التين والعنب

                        أو قيل من نحن؟ قلنا فتيةٌ عشقتْ
                        تلك الديار فما مالوا ولا اغتربوا

                        أو قيل من أين؟ قلنا مصرنا وطنٌ
                        والنيل جدٌّ لنا والشاطئان أب

                        نحن الشداة الألى للفجر عيّرَنا
                        أنا قليلٌ بها الجاه واللقب

                        مصرُ السما والحمى والجاه والرتبُ
                        مصر الذرى والقرى والمهد والكتب

                        تعليق


                        • #27
                          جزء من قصيده أطفال ابو صير
                          كفر أبو صير قدرٌ و مصير
                          مدرسة ٌمصرية فى مصر المحمية
                          تتسمَّى باسم عليِّ بن مبارك
                          مُنشىءُ سِفر الخُطط التوفيقية
                          باعث نهضتِنا العلميةِ و التعليمية
                          نقتل عمْداَ و بإشراف قيادته التعليمية
                          أما نحن أطفال الفقراء
                          أبناء الفلاحين الجهلاء
                          قتلتنا عجلات قطار وحشية
                          نحيا و نموت بأيدِ مصرية
                          نحيا و نموت بعجلات قطار
                          ليلا و نهارْ
                          أو طلقةِ عُرس مشبوبِ بالحناءِ و بالنارْ
                          و قذيفة غل أو ثأر
                          أو يصرعنا سلكٌ مكشوف
                          و يُفجرَّنا لغمٌ ملفوف
                          في إحدى صفحات جرائدنا القومية
                          أو أحشاء الصحراءِ المنسية
                          و بعرض الطرقات و طول الحارات
                          أو يقتحم الأتوبيس جدار المدرسة الأخرى
                          في الكارثة السالفة الصُغرى

                          لو كنا أطفال الميرددية
                          أو زهرات قصور الإليزية
                          أو أطفال الجالية الأمريكية
                          لأنقلب الحال
                          و لقامت قائمة الدنيا و الكون
                          و لم تقعد و انقلب المقعد
                          بالجالس فوق المقعد
                          و القابع تحت المقعد
                          و لأعدم عشرة ُ مسؤولين كبار
                          و لسُجن ثمانون صغار
                          لو كنا بعض الأنجال
                          لأعيان الدولة و رؤوس الأموال
                          أو بعض الوزراءِ و بعض النبلاء
                          أو لو كان لي عمٌ أو خالْ
                          من صفوة أهل الخبرةِ و رجال العُملةِ الأعمال
                          أو يسكن قرب حدود القرية أحدُ الكبراء
                          أو بعض العملاء
                          لتحوَّل خط قطار الموت بعيدا عن قريتنا
                          حتى لا يزعج شيءٌ صنو غطيط الكبراءِ من السكان
                          و لرُصِفت كل الطرق و صُفت فيها الأشجار
                          و أقيمت نافوراتٌ و أضيئت أنوار
                          و لحالت دون الموت جميعُ الأسوار
                          حتى لا تـُقصف رقبة أحد الأبناء
                          لكَنا أولادُ الفلاحين و أولاد الدهماء
                          لا حق لنا فى أن نبقى أحياء
                          و كأنا لسنا من طينةِ هذى الأرض
                          و لا من تربتها السمراء
                          أرضٌ يرويها عبر عصور السُخرةِ و القهر
                          عرقُ الآباء
                          و اليوم جاء الدور على الأبناء البؤساء
                          لسقوها من دمهم جرعة ماء و دماء

                          تعليق


                          • #28
                            كان السلطان الجالس فى قصرهْ
                            يغتبق فقال لشاعر عصرهْ
                            والشمسُ بقايا تنحدر رويدًا خلف الأشجارْ
                            شفَّت كالكأس مزاجٌ من كافورٍ ولُـجينٍ ونُضارْ
                            قال السلطان وقد حفّ السمّارْ
                            عَلِّمنى يا ربَّ الأشعارْ
                            عَلِّمنى الحكمة والصمتْ
                            وفنَّ اللعب على هاتيك الأوتارْ
                            علّمنى الفطنة واللغوْ
                            وتاريخ الفُلْك وفنَّ الإبحارْ
                            علّمنى فنَّ العوم مع التيارِ
                            وضدَّ التيارْ
                            علّمنى المنطق والجبرْ
                            وأصل العائلة وفلسفة التيجانْ
                            علّمنى الموسيقا
                            كى أعزف أغنيةً حين يجنّ الليلُ
                            وتدركنى الأشجانْ
                            علِّمنى الرقصَ
                            لأعقدَ خصر حبيبيى بالكفينْ
                            نكاد نذوب مع الألحانْ
                            علِّمنى الرسمَ
                            لأرسمَ وجه حبيبى
                            حين يطلّ وتأسرنى العينانْ
                            قال الشاعر للسلطانْ
                            ذلك ميسورٌ «يا مولاىْ»
                            اغرفْ من نبع المعرفة كما شئتَ
                            فلا حرجٌ على الملك النعمانْ
                            أن يتقنَ فنّ العزف على مختلف الألوانْ
                            كان السلطان الجالس في قصرهْ
                            يغتسل فقال لشاعر عصرهْ
                            وفتاتُ المسك يضوعُ
                            وعبقُ العنبر يعبق فى البستانْ
                            والشمسُ شعاعٌ يحبو كالطفلْ
                            يتسلّق سور الشرفة والأغصانْ
                            قال السلطان وقد ثمل الندمانْ:
                            عَلِّمنى يا شيخَ الكهانْ:
                            عَلِّمنى الشعرَ
                            فإن الشعر خلود الأزمانْ
                            نَفَسٌ قد قيل من الرحمنْ
                            عَلِّمنيهِ
                            فإنك أدرى بالقافية وبالخافية من الأوزانْ
                            علِّمني كيف أصوغ من الكلماتِ
                            عقودَ اللؤلؤ والمرجانْ
                            وأتوِّج جيدَ حبيبى
                            بقلادة درٍّ ولجينٍ وجمانْ
                            وأطرِّز بالنظم الذهبيِّ
                            قوائمَ عرشى والأركانْ
                            اجعلني فارس هذا الميدانْ
                            وسيّد كلّ الفرسانْ
                            لا تجعلْ في الشعر ولا في الشعراء سواىْ
                            قال الشاعر للسلطانْ
                            علمتك كلّ فنون الإنسانْ
                            وحكيتُ بألسنة الطيرِ
                            وألسنة الجِنة والإنسِ
                            وألسنة الحيوانْ
                            أما الشعرُ فعذرًا يا مولاىْ

                            فتحي سعيد إلا الشعر يا مولاي

                            تعليق


                            • #29
                              قافية الفصول

                              مـرّ الشـتـاء فلـم تَمِلْ قـيثــــــــــارى
                              وأتى الربـيع فلـم تبُح أوتـــــــــــاري
                              ومشـيـتُ فـي روض الخريف عـشـــــــــــيّةً
                              حذرَ الضحى فتـنـاثرت أزهـــــــــــــاري
                              وسكبتُ فـي الصـيف الـمــــــــــودّع دمعةً
                              هطلـت برغم شُواظهـا أمطــــــــــــــاري
                              ولهثتُ فـي إثْر الفصـول وفـي الربـــــــا
                              خبّأت خـابـيـتـي بذات قــــــــــــــرار
                              ووقفت أنـتظر الصـبـاح لعـــــــــــــله
                              تخضرّ فـيـه سقـيفتـي وجـــــــــــــداري
                              وتـركت أغنـيـتـي عـلى شفة الــــــــذرا
                              عذراءَ لـمّا تختـمـرْ بخِمـــــــــــــــار
                              عذراءَ خلف نـوافذ اللـيل الـــــــــــذي
                              شبَّت نـوافذه عـلى الأســـــــــــــــوار
                              نـاحت عـلى الفـنن النحـيل حـمـــــــامةٌ
                              أحـمـامةٌ تبكـي عـلى أشعــــــــــــاري!
                              مـن نـبّأ الـورقـاء فـي غسق الـــــــدّجى
                              أن الألـيف غدا غريب الـــــــــــــدار؟
                              كـنـا إذا نـام الرقـيب وســــــــــافرت
                              عـنـا عـيـونُ الشمس والأقـمـــــــــــار
                              نحـبـو عـلى هدْي الهديل وننثنــــــــــي
                              ونشدّ شدَّ العصـبة السّمـــــــــــــــــار
                              ونُريـق مـن دمـنـا عـلى درَج الـمــــــنى
                              ونجـود بـالفِلْذات والأعـمـــــــــــــار
                              إن تأتـنـا نُنزلْك بـيـن قـلـوبنــــــــا
                              فـي خـير نـاحـيةٍ وحسن جـــــــــــــوار
                              ونفضَّ مختـوم الـدنـان عـن الـتـــــــــي
                              تُزري بكل شكـيـمةٍ ووقـــــــــــــــــار
                              بِكْرٌ تُزَفّ لكلّ حُرٍّ عــــــــــــــــــــاشقٍ
                              غطّى هـواك بـه عـلى الأبصـــــــــــــار
                              والـيـومَ ننـتحـل الصـبـابة والجــــــوى
                              ونسـوق آلافًا مـــــــــــــــن الأعذار!
                              مـال الغبـيـطُ فـمـن يـقـول لشـاعــــــرٍ
                              مـا زال يجهل لعبة الأفكـــــــــــــار؟
                              إنزلْ فقـد عُقِر الـبعـير ولـم يعــــــــد
                              فـي الـبـيـد إلا كلّ ذي أظفـــــــــــار
                              واقـرأْ كتـابك لستَ أولَ قـــــــــــــارئٍ
                              يـتلـو الكتـاب ولست آخر قـــــــــــاري
                              صرنـا بأسـواق الكلام بضـــــــــــــاعةً
                              راجت قـوافلهـا بــــــــــــــــلا تُجّار
                              زعـمـوا الـتسكّعَ فـي الـمــــــواكب رايةً
                              حـمـراءَ تُسقى مـن دم الثـــــــــــــوار
                              وتـواثبـوا فـوق الـمقـاعـد وامتطـــــوا
                              نُوقَ السِّبـاق ومُهـرة السمْســـــــــــــار
                              جثـمـوا عـلى صدر القصـائد عُنـــــــــوةً
                              يـتستّرون وراء كلّ شعــــــــــــــــــار
                              مـالـوا فـمـا مـلنـا ومـن ذا يـدّعــــي؟
                              أنـا نهـزنـا دلـونـا فـي القــــــــار؟
                              شـرُفَتْ ضمـائرنـا وجلّ يراعـنــــــــــــا
                              أن يرتدي يـومًا ثـيـابَ العــــــــــــار
                              بـيضُ الصحـائف لا يشـوب كتـابنـــــــــا
                              إلا الـذي فـــــــــــــي الكُتْب للأبرار
                              يـا شعـرُ إنـي قـد مهـرت قصـيـدتـــــــي
                              بـدمٍ غمست نقـيعَه فـي النـــــــــــــار

                              تعليق


                              • #30
                                غزلية

                                أشوقا ولم يمض غير الصباح
                                حنانيك ربى
                                رويد الهوى ورويد الجراح
                                ورفقا بقلبى
                                أحبك فوق حدود المباح
                                وما كان ذنبى
                                فما لك مثل ومالك وصف
                                وما لى شغل سواك وطيف
                                فكيف إذا طال فيك النوى
                                وشطّ المزار
                                وحام على العش طير الهوى
                                وحطّ وطار
                                فلا أنت جار ولا الدار دار
                                ولا أنت ليل وقلبى طفل
                                على ساعديه ينام ويغفو
                                أشوقا ولم يمض غير الصباح
                                أحبك أكثر مما تحب
                                وتهوى وتهفو
                                وأهواك روحا وراحا وقلب
                                يحن وتجفو
                                ولا ذنب إلاّك إن كنت ذنب
                                ومثلك يعفو
                                فما لك مثل ومالك ند
                                وما لى قبل سواك وبعد
                                فكيف إذا طال فيك النوى
                                وشط المزار
                                وحام على العش طير الهوى
                                وحط وطار
                                فلا انت جار ولا الدار دار
                                ولا أنت ليل وقلبى طفل
                                على شاطئيه وراءك يعدو
                                أشوقا ولم يمض غير الصباح
                                حنانيك ربى
                                رويد الهوى ورويد الجراح
                                ورفقا بقلبى
                                أحبك فوق حدود المباح
                                وما كان ذنبى .


                                إليــكِ...

                                أكـاد أذوبُ أشتــياقأ إلـيكِ
                                لشدو ِ العصافير فى شفتيكِ
                                ولونِ الورودِ على وجنتيكِ
                                وطلةِ فجرِ عــــــلى مفــرقيكِ
                                ... إلى راحتيكِ.....عناق يديكِ..
                                أكادُ أذوبُ أشتيـــاقاً إليــكِ
                                إلى مقلتيكِ..
                                إلى لفتةٍ من عيون المها
                                تطير بقلبىَ الى المنتهى
                                إلي بسمةٍ تتحدى الدنى
                                وتسقى على الدرب زهر المنى
                                وتهدى خطاى طريق السنى
                                إليكِ..
                                أكاد أذوب أشتياقاً إليكِ..

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X