إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعرة المصرية عزيزة كاطو

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعرة المصرية عزيزة كاطو

    الشاعرة المصرية عزيزة كاطو
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    اهل ورد الغاليين

    شاعرة مصرية رقيقة
    رحلت في هدوء عن عالمنا
    اليوم 28 يناير 2017
    هي الشاعرة عزيزة عبد الوهاب كاطو

    ولدت عام 1943 في مدينة الإسكندرية
    حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية
    عملت في الغرفة التجارية بالإسكندرية
    وتدرجت في وظائفها حتى
    درجة مدير عام العلاقات الخارجية
    تنتمي إلى أسرة محبة للثقافة
    و قد ترك لها والدها بعد وفاته
    و هي في السابعة من عمرها مكتبة عامرة
    تتلمذت في عالم الشعر على
    عزيز أباظة و أحمد رامي و صالح جودت
    و كتبت الشعر و هي بالمدرسة الثانوية
    و نشرت أولى قصائدها
    في مجلة العالم العربي عام 1959

  • #2
    دواوينها الشعرية :
    يوميات امرأة تبحث عن هوية 1998
    ديوان الرحيل إلى مدن الخوف 2009
    حصلت على الجائزة الأولى للشعر
    من جامعة الإسكندرية
    خلال سنوات دراستها للأعوام 59 و 60 و 1961
    كتبت عنها دراسات نقدية عديدة لكبار النقاد
    ممن كتبوا عن شعرها:
    أحمد رامي ومصطفى السحرتي وصالح جودت
    ومأمون غريب وفتحي الإبياري
    شاركت في العديد من مهرجانات الشعر في مصر و خارجها

    إليكم نماذج من شعرها

    لن تفهم أبدا
    لن تفهم
    معنى نبضاتي
    أشواقي
    معنى أشعاري اكتبها
    تحرقني
    تحرق أعماقي
    تحملني للدنيا
    للأفق المجهول المبهم
    تفتحه لي
    و تروح تبعثر أوراقي في الدرب
    و تأكل أحداقي
    تقرؤها أنت
    و لا تفهم
    فالحرف لديك هو الحرف
    لا تدرك معنى ما فيه
    لا تسأل عما يعنيه
    لا تفعم أنت
    و لن تفهم
    فدروبك ميتة الغرس
    و عيونك خامدة الهمس
    لا تنبض أبدا لا تحلم
    لا تدرك معنى أشواقي
    معنى أشعاري اكتبها
    تحرقني
    تحرق أعماقي

    يا ويلي من غيمات سود يا ويلي
    من درب ممدود
    في عينيك
    مثلوج الأفق
    بغير حدود
    لا ينبت غير الأشواك
    و الزنبق مسموم العطر
    حتى العطر
    تقتله في الغيمات السود
    تقتله يا ويلي ببرود
    و كأنك لم تفعل شيا
    و لأنك لم تفهم شيا
    قد تندم يوما
    قد تندم
    لكنى أبغضت عيونك أبغضت لياليها السودا
    فالشوق بأعماقي يهدا و يموت
    و أنا أدفنه بلا عوده
    و لكنك أبدا لن تفهم
    لن تدرك معنى أشواقي
    معنى اشعارى أكتبها
    تحرقني تحرق أعماقي

    تعليق


    • #3
      الزمـــــــــن الضائـــــــع

      ومهما افترقنا
      ومهما ادَّعينا ضياع الذي كان ما بيننا
      وقلنا بأنا.... وأنا
      ومهما أمزِّق كل حروفي إليك
      وأطفئ كل احتراقي عليك
      أحس بأني وحيده
      وأن وجودي يضيع...
      بلا مقلتيك
      ولا شيء يبقى سوى الكبرياء
      وأدرك أني قطعت الخيوط العتيقة
      أسلمت وجهي إلى الليل
      خُضت البحار العميقة
      لكن...
      ومهما افترقنا
      سيأتي زمان علي ويأتي زمان عليك
      لنحمل في الليل أشواقنا
      ونبكي... ونبكي بغير انتهاء
      سيأتي زمانٌ تفتش عني,
      وأبحث عنك ونبقى سدى
      نجمّع كل الخطايا البعيده
      نلملم في الريح أوراقنا
      ونندم حتى يجف المساء
      وآتيك في الصمت
      في رجفة الريح عند السياج
      وآتيك في أمسيات الشتاء
      وآتيك في الدفء في وشوشات المطر
      وآتيك في قُبلة الفجر عبر الزجاج
      ونبكي.... ونبكي
      على زمن ضائع في الهواء
      ولا شيء يبقى سوى الخوف لا ينتهي
      والصدى والهباء....

      تعليق


      • #4
        الـحــــب والمــــــــــــوت

        هو البحر
        ينشقُّ عن وجهك الرائع المستحيل
        يسافر ما بين عينك
        موجًا... فموجا
        ويرحل في لجة العشق
        يثخن أمواجه بالجراح
        وصمت المرافئ بعد الرحيل

        يهاجر قلبي إليك
        وقبل الوصول
        يضيع على مفرق العمر
        يهوي .....
        فلا لغة تجمع الآن ما بيننا
        ولا قطرة من ضياء الصباح المشبّع بالدفء
        لا لحظة تسترد الزمان الجميل
        أحاصر ما بين خوفي النبيل وحلمي
        ولا مهربٌ .....
        غير هذا الطريق الطويل
        يباعد ما بين وجهي ووجهك
        ترْحل نحو الشمال
        وأرجع نحو الجنوب
        يطاردنا الحزن عامًا فعاما
        يلاحقنا في ثنايا الغروب
        لنبقى على شفة الكون والريح
        أغنية للعذاب الجميل
        وأخطو إليك
        ولا أستطيع
        وترحل نحوي
        ولا تستطيع
        وما ثَمّ حلم بعيد يهل
        وما ثم طير غريب يئوب
        هو الحب والموت
        يجمع ما بيننا
        يباعد ما بيننا
        يعيد إلينا الحياةَ
        ويُغمد فينا سيوف الرحيل

        هو البحر
        يمسح عنا الشحوب
        ويسكب فينا السكينه
        هو البحر.....
        نبع التذكر
        مأوى الحكايا الدفينه
        هو البحر.....
        ينقذنا من عذاب الركود
        وخوف التآكل عند الشِّعاب الحزينه
        هو البحر....
        كنا نجيء
        فنلقي بأحلامنا وبأسرارنا الساذجات إليه
        ونودع في رمله حبنا المختبي
        ونمضي بألف سفينه
        تطوف بنا صفحة الوهم
        تبحر في عالم مُذهب
        وكنا نخاف إذا جَنَّ ليل
        وحين تدمدم أمواجه في الرياح
        وحين تهل طيور الصباح
        يلوح وديعًا كوجه نبي

        تعليق


        • #5
          اما عن ديوانها الثاني
          الرحيل إلى مدن الخوف

          كتب : ناجي عبد اللطيف
          دراسة حوله تحت عنوان :

          عزيزة كاطو .. ترحل إلى مدن الخوف

          يقول فيها :
          الشاعرة المصرية تخرج من غربة النفس
          إلى غربة المكان
          تحمل في داخلها هذا التيه ..
          لكن لا مفر! فالغربة واحدة بين الاثنين.

          لماذا يُحاصرني ذلك الحزنُ كل مساءْ؟
          في البداية علينا أن نعترف بأن شاعرات الإسكندرية
          مديناتٌ بالفضل إلى الشاعرة القديرة
          الرائدة عزيزة كاطو.
          فهي تنتمي لجيل الستينيات
          حيث ظهرت بين شعراء الثغر
          في ستينيات القرن العشرين لتضعَ
          في ساحة الشعر السكندري
          بذرة لشعر المرأة وتسقيها لتصبح
          فيما بعد شجرة وارفة الظلال تثمر
          جيلا بعد جيل من شاعرات الثغر
          اللاتي ذاع صيتهن
          خلال ثلاثة عقود من الزمان.

          صدر للشاعرة ديوان "امرأة تبحث عن هوية"
          وديوان "الرحيلُ إلى مدن الخوفْ"
          وكتبت عنها دراسات نقدية عديدة لكبار النقاد
          وشاركت في العديد من مهرجانات الشعر
          العربي بمصر وخارجها،
          تنشدُ شعرها العذبَ
          حتى صارت نجماً في أفق القصيدة العربية
          الأمر الذي شغلها عن
          إصدار أعمالها الشعرية فى حينها.

          ويعد ديوان "الرحيل إلى مدن الخوف"
          الذي صدر عن دار الوفاء عام 2009
          واحدا من أهم التجارب التي أفرزتها الشاعرة
          لتضعَ بين أيدينا تجربة واعية يجدرُ بنا أن
          نقف أمامها لننتأمل أبعادها التي ترسم لنا
          صورة لشاعرة ناضجة واعية بتجربتها الشعرية.

          إن قارئ هذه المجموعة،
          للوهلة الأولى يجد نفسهُ محاطا بروح الشعر
          من حيث كونهِ متصلا اتصالا وثيقا
          بالنفس الإنسانية من ناحية و من ناحية أخرى
          يعتمد على عمق الفكرة في القصيدة
          تلك التي تنأى به عن السطحية
          من جانب والركاكة والابتذال من جانب آخر؛
          لتصبح القصيدة حينئذ قادرة على كشف
          أبعاد التجربة لدى الشاعرة بشكل أرحب
          تتضح من خلاله فعاليات الفكرة وآلياتها،
          وكذلك أبعادها النفسية
          وعمق التجربة الشعرية
          الذي يُبرز نضج الشاعرة
          ودورها الرائد في حركة الشعر السكندري.

          وهنا.. يجدرُ بي أن أبوح لكم أيها الأحباب
          بأني لست بناقد لهذا العمل الجليل
          بل أحاول هنا أن أقرأهُ معكم بصوت عال؛
          كي أتلمسَ روحَ الشاعرة,
          والروحَ الشاعرة لديها
          تلك التى تغزو بها القصيدة لتسيطرَ على
          قلب وعقل القارئ والسامع معا.

          تعليق


          • #6
            "الرحيلُ إلى مدن الخوفْ"
            هذا هو عنوان الديوان،
            وإذا نظرنا إلى حقيقة الرحيل
            نجد أنه بداية الرحلة.
            رحلة بحثٍ وتكوين للذات أكثر من كونه
            غربة واغترابا عن الوطن
            وعن الأرض والأهل.
            وهذه الرحلة .. قد تقصرُ وقد تطولُ،
            تجولُ بخواطرنا ذكرياتُ المكان فنتألم،
            وتعتصرُنا آلام الفراق، فيراودنا الحنين
            على الدوام للمكان الذي فارقناه.
            وكذلك الأمل في العودة إليه.
            إن الشاعرة قد اختارت عنوانا
            يبعث داخل القارئ الكثير من
            الهواجس النفسية ويثير الخوفَ
            من تلك الرحلة ومع هذا نجدها
            تهدي هذه الرحلة إلى حفيدتها "جود"،
            فتقول:

            إلي حفيدتي "جود".
            أجمل ما أعطتني الحياة.

            لتقررَ حقيقة مؤداها:
            إنه على الرغم من رحيلها
            إلى مدن الخوفِ
            إلا أن الشمسَ تشرق في داخلها
            كل صباح، لتعطيها الأمل في الحياة ..
            في العطاء .. في نقض الواقع المؤلم
            واستبداله بآخر مشرق،
            فلم تجد أمامها إلا "جود"
            تلك الحفيدة التي أشرق نورها بداخلها،
            وتحلم أن يشرق نورها
            في أرجاء المعمورة
            ليتبدل حال الكون
            وتصبح الأرض غير الأرض
            والبلاد أكثر إشراقا وسلاما
            فأفردت لها ثلاثة قصائد.

            تعليق


            • #7
              تقول الشاعرة في قصيدتها:
              "حين أتتْ جودْ" :

              وأتيتِ ..
              صار الكونُ أحلي ..،
              وتفتحتْ كل الورودِ.
              وزقزقت كل العصافيرِ.. ،
              التي جاءت لتبتدئ الغناءَ ..
              بلا انتهاءْ.

              لكن .. ما الذي دفع بالشاعرة
              إلى طرح الحلم في بداية الرحلة،
              إنها التجربة.
              تجربة الشاعرة التي أحست بالاغتراب
              داخل بلادها مصر، ووطنها العربي
              من المحيط إلى الخليج وحتى عندما
              خرجت إلى أوروبا وأميركا، هذه الغربة
              التي اغتالت حلم شاعرتنا الكبير،
              فراحت تصبغ أيامها بالليل لتواري لحظة
              الإنكسار عن عيون الآخرين،
              لتبقي وحيدة
              على خشبة المسرح في المشهد الأخير.

              تقول الشاعرة فى قصيدة
              "المشهد الأخير" :

              لماذا..
              يُحاصرني ذلك الحزنُ ..
              كل مساءْ ..،
              يحطّ بقلبي ..
              ويصْبُغ ليلي
              بلون الدماءْ .؟!
              يُراودني بالأماني ..
              التي لا تجئْ .
              لأسقط َفي لحظةِ الإنكسارِ ..
              مُمزقة ً بين عاري ..
              وحلمي الذي لا يضيئ .

              إنها تتساءل عما حدث بالوطن . لماذا؟
              ومن أوقعهُ في هذا الشرك؟
              هل نحن أم أعداء الوطن؟
              أم من يا تري؟
              أم كلانا تعانقا كي يذبحه ليصبح أشلاءً
              تثير بداخلنا الغضب؟ وحسبنا الغضب!

              تعليق


              • #8
                تقول الشاعرة:

                أبغدادُ تلكَ ..؟
                أم أنها القدسْ .
                أم تلك غرناطة ُالآنَ ..
                تشهقُ عند حدود السماءْ .،
                وتهوي ..
                أم أنها كربلاءْ .
                أتتْ كي تغسلَ الآن بالدم ..
                ما خلفتهُ ..
                أو ما ترسَّبَ في غيْبةِ الكبرياء .
                وها هي بغدادُ .
                تحصدُ من لوعةِ القلب ..
                ما أنبتته ُالمهانة ْ.
                وما أنبئتنا به الريح ُ..
                كل مساءْ.
                فأسقطُ بين عاري ..
                وقهري ..
                لا أملك ُالآن غيرَ البكاءْ!

                لما تزل الشاعرة تطرح تجربتها
                أمامنا هذا الألم وتلك المهانة التي نحياها،
                والغربة بين أبناء الأمة الواحدة،
                إلى أن صرَّحتْ بشكل مباشر
                بأنها لم تعد تستطيع الاحتمال.

                تقول الشاعرة:

                أتمزق ُفي بغداد ْ..
                تتفتت ُفي النجفِ عظامي ..
                يتناثرُ قلبي في الفالوجةِ ..
                أسقط ُ في اليوم التاسع من نيسانْ ..
                يسحقني وقعُ الأقدامِ ..
                المذعورةِ في الساحاتْ .
                تتلاطمُني ضرباتُ الحشدِ الدامي ..
                والقادمُ
                بالحزن الفاجع ِ .
                في عاشوراء ْ..
                أصرخ ُ. لكن صراخي تذرُوه الريح

                نلاحظ أفعالَ الحركة في القصيدة
                (أتمزقُ ـ تتفتَّتُ ـ يتناثرُـ
                أسقط ُـ يسحقني ـ تتلاطمني ـ أصرخ)
                والتي تناوبتها الشاعرة مع المدن العربية
                (بغداد ـ النجف ـ الفالوجة)؛
                إنها هي نفسها أصبحت العراق،
                يحدث بها ما يحدث بالعراق

                تعليق


                • #9
                  تقول الشاعرة :

                  لكن الوعي يُعاودني ..
                  ألمحُ كفَّ ذوي القربى ..
                  تتعانقُ في كف الجلاد ْ!
                  وبرغم الجرح القاتلِ ..
                  أهتفُ .. آهٍ يا بغداد ْ..
                  لا تدعي هذا الوجه َالعربي ..
                  يغيبُ الآن.

                  إنها ترتدي القناع لتصبحَ هي
                  العراق ذاته، لتبرزَ لنا
                  حجمَ الفجيعة التي يحياها أبناءُ الوطن
                  العرب؛ حينما تعانقت أيديهم
                  مع يد الجلاد وهو يقتل ُالشقيق العراق،
                  العراقُ السعيد؛ لينتهي الأمر بالشاعرة
                  كما سبق أن انتهى بالعراق

                  فنراها تقول:

                  أخرجُ من ذاكرة ِالحزن ِ..
                  لأسقط َفى ذاكرة ِالتيه ِ..
                  وفي مدن ِالنسيانْ .!

                  هكذا حددت الشاعرة أمامنا،
                  أو قل أجابت عن تساؤلنا لماذا الرحيل
                  إلى مدن الخوف؟
                  إنها الغربة التي ضيعت الأمة العربية
                  بأكملها فلم تعد بغداد هي القاهرة،
                  ودمشق هي بيروت،
                  وطرابلس هي تونس،
                  والجزائر هي مراكش،
                  وغرناطة هي المغرب العربي.
                  أصبحنا نأوي في داخلنا خفافيشا
                  تطارد وحدتنا، وكلمتنا، وماضينا
                  الذي ضيعته أيدي الصغار وهم يلعبون.

                  تعليق


                  • #10
                    تخرج الشاعرة
                    من غربة النفس إلى غربة المكان
                    تحمل في داخلها هذا التيه ..
                    لكن لا مفر! فالغربة واحدة بين الاثنين ..
                    على الرغم من كونها
                    بين أفراد أسرتها الصغيرة، إ
                    لا أنها تشعر بالغربة أيضا في هذا المكان.

                    تقول الشاعرة:

                    مازلتُ أرقبُ في انتظار ِالفجرِ ..
                    يرجعُ وسط َأكوام الجليد ْ.
                    مازلتُ أنتظرُ السفائنَ ..
                    أن تعودَ إليَّ ..
                    لكنْ .. أين أذهبُ ..؟
                    والظلامُ يسدُّ خارطتي ..
                    وريح ُالليل ِتدفعني ..
                    وهذا الثلجُ يُوصدُ ..
                    كلَ معابر الفجر الأخيرةِ ..
                    والبحارُ تفورُ بالغضبِ المخبأِ ..
                    والظنونُ تعيدُني ..
                    حيث ابتدأتُ ..
                    وليسَ من أفق ٍجديدْ!

                    ومع هذا، نجد أن الشاعرة
                    تقرر حقيقة جديدة وهي:
                    إنها على الرغم من كونها تشعر بالغربة
                    في بلادها وتشعر بها خارج أرض الوطن
                    إلا أنها تنتظر الفجر.
                    هذا الأمل الذي يراودها من وقت لآخر،
                    يجدد فيها الحلم الذي يعيش بداخلها
                    ويأبي أن يفارقها.
                    ويظهر ذلك واضحا في
                    استخدام الشاعرة لصيغة
                    الفعل المضارع على الدوام.

                    تعليق


                    • #11
                      وبين أنات الغربة
                      في داخل الوطن وخارجه
                      نجد الشاعرة تبعث إلى أبناء الأمة
                      برسائل عدة لتثير فيهم النخوة
                      وتبعث في داخلهم الأمل
                      لاستعادة الحلم العربي
                      الذي ضاع في بيروت
                      فترسل إليهم قصيدة
                      "اعتذار إلى بيروت"
                      لتذكرهم بما فعلته اسرائيل بها
                      لربما تثور فيهم الرجولة والكرامة
                      فيهبوا للدفاع عنها

                      تقول الشاعرة :

                      سامحينا ..
                      إذا لم نشاركْ
                      فنحنُ نسينا الإباءَ
                      وكيفَ تكونُ المعاركْ .
                      كيفَ يكونُ الغضبْ .
                      فنحنُ أضعنا الطريقَ إلي القدسِ .
                      نحنُ أضعنا العراقَ ..
                      ونحنُ احترفنا الهوانَ ..
                      وَرُحنا نصارع ُ أوهامنا ..
                      وصرْنا نخبئ ُأحلامنا ..
                      في نحيبِ الثكالى ..
                      وخلفَ دموع النساءِ ..
                      وبينَ الخطبْ ..
                      ثم تتذكر الشاعرة
                      الطفل الصغير الشهيد محمد الدرة
                      فتبادر بارسال رسالة أخرى

                      تقول فيها:

                      ها أنتَ تركضُ في براري الموتِ ..
                      كي تحيي مواتَ الكبرياء ِبنا .
                      ها أنتَ تسكنُ في مآقينا ..
                      كعُشبٍ طالع ٍفي الصمتِ ..
                      يُورق ظلهُ فينا ..
                      كزنبقةٍ يُراودها الحنينُ إلى الطفولةِ ..
                      غير أن الموتَ يقطفها ..
                      فتولدُ زهرة ًمن نار ٍ.
                      تبعث شعلة ًفي الجرحِ ..
                      تحرَّقنا .. تروِّينا .
                      تلملم ما تبعثرَ من ضمائرنا ..
                      تردُّ شتاتنا في التيهِ ..
                      تسكبُ دفقة للشمس في دمنا ..
                      تُعيدُ إباءنا فينا .

                      تعليق


                      • #12
                        من محمد الدرة إلى
                        راشيل كوري
                        (ناشطة السلام الأميركية الشابة)
                        تلك التي مزقتها جرافات الوحوش الإسرائيلية
                        وهي تتصدي لها بجسدها النحيل
                        في محاولة لمنعها من
                        هدم البيوت الفلسطينية في جنين!

                        تقول الشاعرة:

                        كانَ اسمُها راشيل ..
                        صبية كما الندى ..
                        يمامة ًرقيقة ْ. تمدُّ في الفضاء جناحها ..
                        للدفء والحقيقةْ ..
                        والفجرُ كان عشقها ..
                        والشمسُ والأطفالُ ..
                        والزيتون ْ. وحلمُها البسيط كانَ ..
                        أن يعرف الأطفالُ ..
                        كيف ينشدونْ .
                        أن يرجعَ السلامَ ..
                        أن يحط الدفءَ ..
                        فوق أسطح البيوتْ ..
                        قبل أن يموتْ !
                        فكيف تسحق الزهورْ .
                        وكيف أشرعتْ ..
                        وحوشهم أنيابها ..
                        في قلبها الجسورْ ..
                        وكيف نغمضُ العيونَ .
                        حينَ وحدَها ..
                        كانت تصارعُ الرياح َ..
                        والوحوشَ .. والجنونْ .
                        كيف نغمض العيون ْ. !
                        حينَ نجمة ًمن أجلنا ..
                        هوتْ .
                        كان اسمُها راشيلْ . !

                        تعتبر هذه الرسائل البسيطة
                        التي أرسلتها الشاعرة
                        لأبناء الأمة العربية بمثابة ناقوس خطر
                        كان عليها أن تدقه في هذه الآونة الخطيرة
                        من حياة الأمة العربية بأسرها
                        لتنبه أبنائها لهذا الخطر
                        الذي يهدد كيان أمتهم العربية
                        تذكرهم بماضيهم وإبائهم وكبريائهم،
                        تذكرهم بأخوة لهم عاشوا وماتوا
                        من أجل الوطن؛
                        عسى أن تثير فيهم الحميَّة لاستعادة
                        ماضيهم ومكانتهم بين الأمم.

                        كانت هذه الرسائل بالنسبة للشاعرة
                        تمثل تجسيدا للأمل وللحلم
                        الذي يراودها تحقيقه فهي تحيا به وله،
                        حتى أتت الحفيدة (جود) فتجسد فيها
                        الحلم في الفكر والروح الإنسانية معا
                        فمنحتها غدا مشرقا فأهدتها بعضا من
                        قصائد الديوان
                        لتكتمل التجربة أمام القارئ
                        وفي مقدمتهم تلك الحكاية،
                        حكاية أختها الطفلة الفلسطينية (غدير)
                        وكأن القصيدة بمثابة وصية لحفيدتها (جود)
                        لتزرع فيها الحلم القديم
                        عسى أن يشرق ذات صباح على يديها
                        أو يد جيلها من الأحفاد.

                        تقول الشاعرة :

                        آهٍ .. ياجودْ .
                        فغديرُ الحلوة ُكانت مثلكِ ..
                        كانت مثلُ عصافير ِالحلم ِ..
                        ومثلُ شجيراتِ الوردِ الطالعةِ على الشطيْن ِ ..
                        ومثلُ أميراتِ القصرِ المسحورِ ..
                        يُسابقنَ الطيرَ ..
                        ويتضاحكنَ ..
                        ويحلمنَ بأسرابِ الفجرِ القادمِ ..
                        من خلف السورْ !
                        كانت مثلك ياجود !
                        لكن جريمتها ..
                        أن ولدتْ فوقَ ترابِ الحزنِ الفاجع ِ..
                        والوطن ِالمقهورْ .
                        وجريمتها ..
                        أن حلمتْ مثلَ ملايين ِالأطفالْ ..
                        بقمر ٍأخضرَ ..
                        وبنجماتِ زرقْ
                        بصباح ٍيمنحُها الدفءَ .
                        وليل ٍتغمضُ فيهِ العينينِ ..
                        تنامُ بلا خوفٍ
                        وجريمتها ..
                        أن حلُمَتْ بالمحظورْ .
                        النومَ الآمنِ .. والضحكاتْ .
                        ووقتٍ كى تلهو ..
                        أو بعضَ سرورْ!

                        هكذا أصبح
                        "الرحيل إلى مدن الخوف"
                        أملا ليس لها وحدها
                        بل للأمة العربية بأسرها
                        ودافعا لها لكي تهب من جديد
                        وتنفض عنها التراب
                        الذي غطى روح الإباء والكرامة
                        بداخلها لتستعيد ماضي الأجداد
                        الذي بين أقدام الأحفاد
                        لتصبح (جود) و(غدير) وجيلهما
                        من الأطفال واقعا تتلمسه أيدي العرب
                        جميعا وأملا للأجيال العربية المقبلة
                        يدفع بهم لتحقيق
                        الوحدة المنشودة بينهم ويحفز.

                        تعليق


                        • #13
                          لقد ارتحلت الشاعرة لإحراز النصر
                          على أعداء من المحيط إلى الخليج
                          كما رأينا إلى مدن الخوف
                          لكن الأمل ظل بداخلها يراودها،
                          يكشف عن كنز ما بداخل قلبها،
                          يمنحها الفجر الطالع والأحلام البكر.

                          وفي النهاية،
                          علينا أن نشير إلى أن
                          هذا الكنز الفياض على الدوام،
                          قد تجلى أمامنا في مظاهر ثلاث
                          لاغنى عنهم للشعر،
                          أولهما:
                          الروح الشاعرة للشاعرة عزيزة كاطو،
                          تلك الروح التي
                          تأسر الكون بأكمله بقلبها العامر.
                          والمظهر الثاني:
                          الصدق .. صدق الشاعرة مع الذات،
                          وصدقها مع الشعر ذاته،
                          فكانا كجناحي الطائر
                          الذي يحلق في أفق القصيدة،
                          والذي يظهر واضحا جليا في قصائد الديوان.
                          أما المظهر الثالث والأخير
                          فيتمثل في تلك التجربة الخلاقة
                          ووعي الشاعرة الناضجة
                          بأبعاد تجربتها الشعرية.

                          كل الشكرا للرائع ناجي عبد اللطيف

                          على ما قدمه من دراسة رائعة
                          لديوان يحمل هموم وطننا
                          لشاعرة قديرة اعتذر منها
                          عدم معرفتي لها و لقصائدها
                          إلا مع خبر وفاتها
                          رحمها الله و غفر لها و لنا

                          طيب الله اوقاتكم
                          تحياتي

                          تعليق


                          • #14
                            نبضات قلب يحترق شعرا ملتاعا
                            و يسيل دموعا ساخنة على جراحات
                            امة يتم اغتيال احلامها في مدن الضياع
                            ...شاعرة كتبت حروفها بمداد من الدم و الدموع
                            فأنبتت في القلوب اشجار الحزن و رحلت و هي
                            تحمل في روحها حطام حلم لم يتحقق
                            رحم الله هذه الإنسانة المجاهدة في دروب الفكر
                            و شكري و اعتزازي لابنتي الأديبة الرائعة اماني
                            على هذا العرض المؤثر و المثير مع خالص التحية

                            تعليق


                            • #15
                              دمت بخير سيدي الكريم
                              و دام نهر عطاؤك الفياض
                              رحم الله شاعرتنا و طيب ثراها
                              عاشت عمرها تبحث عن هوية
                              رحلت الي مدن الخوف
                              تحمل في داخلها الكثير من
                              الآلام و المخاوف و الحسرة
                              تسترجع مجد الاجداد
                              و قلبها يرجف خوفا على المستقبل

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X