شاعرنا من مواليد محافظة بورسعيد
عام 1945
* تخرج في كلية الهندسة ١٩٦٨ ,
ثم حصل على بكالوريوس علوم عسكرية.
* يعمل ضابطاً مهندساً بالقوات المسلحة المصرية.

* أعد للبرامج الثقافية بالتلفزيون المصري
برنامج (شاعر وقصيدة)
قدم فيه أكثر من مئة شاعر وخمسين ناقداً.

* تمكن من خلال دراسته للغة الروسية
من الاطلاع على المدارس الشعرية للشعراء الروس,
كما ترجم العديد من القصائد الشهيرة
للشاعر (بوشكين) إلى اللغة العربية.

اعماله الادبيه :-
1- ديوان اعاصير 1984
2- ديوان الشاعر و المدينه 1984
3- ديوان الملاك الرمادي 1986
( اصدارات الهيئه العامه للكتاب )
4- ديوان نقوش على جدار الصمت 1990
( اصدارات الهيئه العامه للكتاب )
5- ديون العزف على اوتار الريح 1995
( اصدارات الهيئه العامه للكتاب )
6- اخناتون مسرحيه شعريه 1997
( اصدارات الهيئه العامه للكتاب )
7- ديوان احزان الرماد 2003
( اصدارات الهيئه العامه للكتاب )
8- الاعمال الكامله جزء اول 2004 دار طيبه للنشر
9- الاعمال الكامله جزء ثاني 2006 دار طيبه للنشر
10- موسيقى الشعر
( دراسه تحليليه في البحور و القوافى للشعر العمودي )
دار طيبه 2005
11- ايقاع الكلمات
( دراسه تحليليه في موسيقى الشعر التفعيلى )
دار طيبه 2010

حصل على العديد من الجوائز الشعريه اهمها :-

*جائزه اسبوع شباب الجامعات 5 مرات متتاليه
- حصل على جائزة المسابقة الأدبية للجامعات 1972,
وجائزة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري 1994.
جائزه سعاد الصباح 1994
جائزه مؤسسه يماني للابداع الشعري 2008

تم تناول اعمال الشاعر في العديد من الدراسات الاكاديميه اهمها :-

دكتوراه في الصوره الشعريه في شعر احمد غراب
كليه اللغه العربيه جامعه الازهر
فرع الزقازيق من الباحث محمد الوكيل 2008

دكتوراه في الحداثه في شعر احمد غراب
( تطور القصيده العموديه )
كليه اللغه العربيه جامعه الازهر
للباحث احمد عبد الحليم 2004

اختار شاعرنا احمد غراب
شكل القصيدة العمودية
رغم ان ابداعه واكب فترة انتشار
شعر التفعيلة والقصائد النثرية‏.‏

اشعار أحمد غراب مزجت بين
الشكل القديم والرؤي والاساليب والصور الحديثة
التي تخدم بنيان القصيدة وتعكس الحالة الوجدانية للشاعر‏.‏
فالشاعر الذي عبر عن
الحرب والحب والحياة والموت
استوحي الكثير من
التراث العربي القديم والأسطورة
يشكل صورة من جزئيات عادية تتكامل في مجموعها
لتقدم صورة كلية متماسكة
تعكس رؤية فلسفية ثرية وصورا جديدة
لما ألفته العين وتجاوزته بحكم التكرار‏.‏

ومن أهم ما يميز قصائد الشاعر أحمد غراب
استخدامه أصواتا متعددة
واستخدام الجمل الحوارية
والصور القائمة علي الاستبطان والتوظيف الرمزي
بما يضفي علي النص سمة درامية‏
تستدرج القاريء للتأمل وتمثل التجربة ومعايشة الاحساس‏.‏

ببساطة استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة
حيث يمزج بين بساطة اللغة
وثرائها وتركيزها ورصانتها
وبين توظيف الكلمات المستخدمة في الحياة اليومية‏..‏

مختارات من قصائده

ثقوب في وشاح النهار

لو كنت يا صغيرتي في الهوى
ناعمة كاغنيات الصغار
دافئة كذكريات الضحى
طازجه كزهره الجلنار
ما كنت يوما في حكايا الندى
رابيه مسكونة بالبوار
و لا غدوت في عيون الرؤى
قصيدة يرخى عليها النار
و شاعرا قاموسه المنتقى
من ابجديات الحصى و الغبار
هذا انين البرق لا حزمة
من حشرجات حائط في انهيار
الشعر يا سيدتي رحلة
لا تستسيغ نكهه الانتظار
و انت قد جعلتني دائما
نافذة مشروخة في قطار
فلترفعي ظلك عن اعيني
ان المرايا لا تطيق الحصار
مقصلتي انت فلا تقربي مني
فان القرب منك انتحار
اهكذا تحيلني نجمه و فجأه
تسحب مني المدار ؟؟
قذفتني للنار تقتاتني
كلوحة هاربة من اطار
كساعة مسنه اوشكت
ان تستحيل لطخة في جدار
هنيهه يا سندباد الهوى
يا من غدوت كومة من محار
جحدتني كانني لم اكن
لك المواني كلها و البحار
مادمت قد مللتني فليكن
دفن هوانا الثلج اجدى قرار
فلست انوي ان يراني الدجى
حكاية يبصقها شهريار
ما اسخف الضياع يا سيدي
ان لم يكن عن رغبه و اختيار
فكن عميقا كي تعى مرة
ان السكوت المستحيل انفجار
كم يحمل الرماد في جوفه
جنين بئر من دخان و نار
فاسبح بعيدا عن حنايا دمي
فالطفو في تلك المواني قمار
و اكتب كزلزال كبرق بلا بيت
كنهر شارد في قفار
لكن ستدري حين يخبو اللظي
ان اغانيك دخان مثار
فانت ليل في سماء الرؤى
مهما ارتديت من ضحى مستعار
لا تعتذر ارجوك لا تعتذر
لن يطفئ الجرح رد اعتبار
ارحل كما تشاء يا غابة
موحشه يفر منها الفرار
ما كنت في ذاكرتي لحظة
غير ثقوب في وشاح النهار

يا اخر امرأة سأحملها معي

هي مره تطويك فيها اذرعي
لكن سالتك بالهوى لا ترجعي
لن ترتدي جلدي فاني راحل
يا اخر امرأه سأحملها معي
ما عدت طفلا في مراهقة الهوى
كي تمسحي جرحي بجره اصبع
انا فيك كم ابحرت دون سفينة
و رجعت منك سفينة من ادمع
سافرت من نفسي اليك فلم اجد
غير بروده و الصقيع المفزع
سنة مضت و انا اعانق ربوة
ان زارها صيف مضى لم يرجع
سنة و شباكي على مرمي الضحى
و الشمس تأبى ان تمشط مضجعي
سنة و انياب السعال تلوكني
و الثلج يهطل في زوايا مخدعي
قد انكرت فيك الفصول فصولها
الا الشتاء فكيف تورق أضلعي ؟
الجرح يثقبني فقولي كلمة
يا زمهريرا لا يحس و لا يعي
ماتت لغاتي كلها فلتخلعي
عنك السكوت فان صمتك موجعي
ليكاد يقتلني جمودك حركي شفة
تمزقني و تدمي مسمعي
لا تقتليني مرتين تكلمي
قولي باني كاذب او مدعي
قولي باني ما سكبت قصائدي
في مقلتيك و لا انسكبت باجمعي
قولي باني ما خلعت شواطئى
كي ارتديك فضاع مني منبعي
تلك الشفاة الضارعات كرهتها
هل مره لم الق فيها مصرعي ؟؟
طقسي خريفي فلا تستنظري
بوحا ربيعيا و لا تتوقعي
لمي جذورك و اتركيني ربوة
تبكي على العشب الذي لم يطلع
ما انت في عمري سوى اكذوبه كبرى
و ليتك من دمي لم ترضع

بابا نويل و هموم عام جديد

بابا نويل الست تختجل ان الهدايا الحب و الامل
ماذا ستهديني سوى لعب و يداي جرح ليس يندمل
الطفل مات بداخلي و انا نهر من الاحزان يشتعل
حتى متي سنه تمزقني و تعٌب احلامي و ترتحلٌ
انا امةٌ لا لست قافيه و رؤى تسيل و احرفا تثب
انا شاعر وطني على كتفي و على جبيني النار و الحطب
او ما ترى (الخرطوم) في رئتي جرحا يفكر كيف يلتهب ؟!
(القدس) بركان له زمن يغلى وراء دمي و يصطخب
كان (العراق) على فمي نغما فارتد في حلقي سكاكينا
و شربت اوجاعي فكم سنه و اراه يزرعني براكينا
و الشمس تحصدني كمعصيه تستوهب الصفح الشياطينا
ماذا ااطفئ شمعه ؟! ابدا و (جنين) خلف الافق تحترق
و رمادها شوك على شفتي و انا على شفتي انزلق
يا كربلاء الي متى دمنا نهرا و ليس لشطه افق ؟
بابا نويل لقد مضت سنه غرقى باشلاء و اكفان
كم قلت يوما سوف توهبني حلما يهدهد صمت احزاني
و يعيد ابعادي لخارطتي و بكاره الدنيا لاوطاني
حلم جميل كم يراودني ان التقى يوما بانسان

اشتعال

أنا. قابل. للاشتعال......فحاذري
أن. تسكبي. البترول. فوق. مواقدى
إنى. أريدك. شاطئا. لتنفسي
وأريد. صدرك. موطنا. لقصائدى
وأريد. شعرك. أن يظل. عباءتى
ويظل. لى. نهداك.....بعض. وسائدى
مازلت. طفلا. أخضرا. ببراءتى
فمتى. ينام. بحقل. خصرك. ساعدى?
أحبيبتى. مهما. التهبت. فحاولى
أن. تجعلينى. كالسراج. الخامد
لا تكسري. كل. القماقم. في. دمى
فلربما. أطلقت..ألفي..مارد
سبل الخلاص...كثيرة....وأرقها
أن..تسكني..شفتي
. كبيت.... شارد.

نكبة جلق

ياليل. جلق هل للشمس من. نبأ
فإن. للصبح أشواقا........تناجينا
ياجنة. الله أنفاس. ألربيع. سرت
في. كل. رابية. إلا......... روابينا
وياشتائيه. الإحساس. يفزعنى
أن. الربيع. تجمد. من. تجافينا
أواه. بردى. لقد. أصبحت. في. دمنا
حقلا. من. الوجع. الشوكى. يدمينا
وصفعة. من. يد. التاريخ. قاسية
مازال. منها. صدى. في القلب. يبكينا
وبؤرة. من. جراح. كلما. التأمت
سلت. عليها. يدا. قابيل. سكينا
الطائفية. تسري. في. جوانحنا
وأصبحت. في. حنايانا. الشرايينا
من. أين. نخرج. منا....من. مباذلنا
من. هوة. حفرت. يوما. بأيدينا
ياخيل. أحزاننا. الكبري. يراكضها
لساحة. اليأس. سوط. من. تلاهينا
ياعرى. أيامنا. الخجلي. وأقنعة
كانت. توارى. زمانا. لايوارينا
ياعورة. كشفت. عنا. تهتكنا
وأسفرت. عن. بغايا. تختفي. فينا
ياشهوة. النار. صلي. في. معابدها
عار. القبيلة. فاكتظت. قرابينا
يالعبة. الموت. ياسيفا. تراقصه
أعناقنا. وضباب الحمق. يعمينا
قاسيون......أين. رفاق الأمس. ياأبتى
وكيف. صارت. بلا معنى. أغانينا?
أين. ابن. أمى. الذى. في. النار. كان. معي
متنا....معا. واحتضنا. الرمل. والطينا?
أواه. جلق....من. ياأخت. يخبرنى
عما. دهاك. وصار. أليوم. يدمينا
ياخبز. آلامنا. اليومى. نغمسه
دمعا. تعود. أن. يحكى. مآسينا
ياجلق. الحب. والإعصار. يأكلنا
متى. نفيق. لنحيي. الرفق. واللينا?
متى. نطارد. شيطانا. بداخلنا
يشوه. الحب. حتى. في. تناجينا?
عام. البكاء. قرون. في. منازلنا.
متى. نكف. لنحيي. مجد. ماضينا?
متى. تعود. لدنيانا. بكارتها
ويصبح. الحب. في. أخلاقنا. دينا?

ألق...تعويذتى

..... ألق قلبي من الشوق احتر
والبوح لو تدرين في
حلقي اختنق
اليوم
تصلبني العشايا فوق أخشاب
الأرق
لتظل تدخلني أقاليم القلق
وأدوخ لا أدري النهار من
الغسق
وتظل أطعمتي الهواجس
والمحابر.
والورق
فالبحر مات وضاع مجدافي
وضج بيا.....الغرق
لاتبحثى...عني وراء أصابعي
أو بين أبياتي...فلن
تجدي سوى أنقاض
جمجمة...وخيط من
عرق
فتضرعي...قولي أعوذ بخالقي
رب الفلق

ازهار

أحس اليوم حزنا فوضويا
يسافر في دمي غربا ....وشرقا
فأشعر أنني بحر جريح
سفائنه وراء الأفق ....... غرقي
فمعذرة إذا استرخي جبيني
كعصفور يتيم مات ....خنقا
ولم تجدي لإبداعي وريدا
ترين لعنفواني فيه .....خفقا
فهذا الشعر طفل لست أدري
متي يحتلني أرضا ...وأفقا؟
وكيف علي فمي يطفو كعطر
ويغزو أضلعي رعدا وبرقا؟
ولا من أين يأتيني ليرمي
ببابي أنجما...بيضا ..... وزرقا؟
فخليني علي شفتيك حرفا
رضيعا من دموع الضوء أنقي
فلو لم يبق مني غير حرف
فشيئ من وجودي سوف يبقي

المرايا
ياليتنا...في...بيت شعر نلتقي
_ أيقونتي....أنا لست في أبياتى
بيدي مرايا الشعر لكن لا أري
رغم اشتعال أصابعي....مرآتى
خرجت رموشي عن حدود أصابعي
وتضاءلت عن إصبعي صفحاتي
قلمي الذي أبعاده كانت مدي
يستنزف المخزون من سنواتي
اليوم يركض في ظلال أصابعي
قرنا فلا يرسو علي......بصماتي
ضاقت عليا اليوم كل قصائدي
وغدوت أكبر من مدي....كلماتي
وتسيل للدنيا الظلال علي يدي
وأظل دون الطفو داخل....ذاتى
وإذا اتكأت علي شراع قصيدة
غاصت معانيها بكل.......سماتي
تلقينني شعرا ! ألم تتفهمي
أنا ليس في شعري..سوي مأساتى

من أنت؟

كيف اقتحمت أسوار عزلتي وزلزلت جدران صومعتى
وأطلقت الأعاصير الحبالي في سكوني؟
أيتها القادمة كمخاض البرق من حيث لاأدري
أتعبني حبك جدا...
وأعرف أنك لن تفتحي قلاع قلبك لشاعر منهك
لك السلام ولي التسكع فوق أرصفة العشايا
.ربما...يأتى المنام
فقد تعب الكلام من الكلام...
وتعبت .من جرح...السهام
السهام....
حبيبتي ...مثلي أنا لايستطيع الركض
مثل الريح في أخاديد الحفر
ماعدت أحشو معطفي برقا وأحلب كل أثداء المطر
ماعدت أدخل كالعصارة في شرايين الشجر
ماعدت أرغب أن أغوص بجوف ذاكرة الحجر
لكنني مازلت كالغيم المهاجر لا أكف عن السفر
وأنا أحبك ملء مافي الشعر من شوق لرنات الوتر
وأنا أحبك ملء أشواق العشايا للسهر
وأنا أحبك رغم أنى كل أحزان البشر
فلك السلام
ولي...جراحات السهام
وربما....حسن ..الختام

شيئ من الصمت

شيئ من الصمت كي ارسو بأغنيتي
و تستريح من الابحار اوردتي
أسمعتِني ألفَ شكوى حينما ارتطمتْ
بجبهتي، سقطتْ في اليمّ أشرعتي
يا ألفَ زوبعةٍ بالثلج قادمةٍ
تدقَّ أبوابَ خلجاني وأوديتي
الليلُ يبكي على صدري وفي أُذني
صدى انهمارِ دمِ الأقمارِ في شفتي

*****
إلى متى تجرحين الصمتَ ظالمةً
وتُطفئين وريدَ الشمسِ في رئتي؟
كيف اجترأتِ على محراب صومعتي
وسرتِ فوق تسابيحي وأبخرتي؟
دخلتِ كالغيمةِ السوداءِ في أفقي
هل ثَمَّ نجمٌ رقيقُ القلب لم يمتِ؟!

طارت عصافيرُ إلهامي كما انكسرتْ
على ذراع الدجى السهرانِ أجنحتي
وذاب في حزنه البلّورُ واختلجتْ
أصفى مرايا الرؤى في كفِّ أخيلتي
هذي جدائل ُأفكاري ممزّقةٌ
يُلقي بها الليلُ أحطاباً لموقدتي

****
دهرٌ أُهدهد أنغامي فوا أسفا
أطعمتِ للثلج أنغامي وأزمنتي!
لكم تبدّلتِ من رؤيا مجنّحةٍ
لواقعٍ جامدِ الإحساس سيّدتي
ظلٌّ كئيبٌ وأبعاد مثلّجةٌ
فمن تكونين؟ قولي.. أين ملهمتي؟
هذا الفمُ الشاحبُ الأصداءِ أجهلُهُ
ولا أرى فيه إلا طيفَ مقبرتي
وكان ثغرُكِ أوتاراً مموسقةً
تستنهض الطيرَ في دنيا مخيّلتي
والآن يُمطرُ أحجاراً وأتربةً
ويترك الحرفَ مصلوباً بحنجرتي
ما عدتِ دافئةَ الوجدانِ فابتعدي
لن أجدل الحلمَ من أكفان ميّتةِ
إن الجنون وُقوفي تحت مقبرةٍ
لا ترشح الملحَ إلا فوق جمجمتي

شهيد

رباه تفترش الدنيا شظاياه و البندقيه مازالت بيمناه
ما اظلم النار تسري في جوانحه و في جوانحه الاوطان رباه
لكن تطاير مثل الشهب منتثرا لا تعرف الريح شيئا عن بقاياه
لم يبق في الارض منه غير خوذته و غير خيط دماء من حناياه
و غير اسطوره كبرى تسائلني متي تلملم اشعاري شظاياه
غمست في الغيم فرشاتي هنا شفه لو ان للصبر مأوى فهي ماواه
هنا فم يقسم الموال في وطني ما عانق الليل و المزمار لولاه
هناك صدغاه ينمو العشب فوقهم و يرسم النيل شطئانا لمجراه
هنا عيون ورا الافق مبحره لا تستريح كشط ضاع مرساه
كشعله من ضمير الضؤ اطلقها نجم يفتش عن اسرار دنياه
تحكي الاساطير كم باتت مؤرقه تحصي على الليل حتى نبض نجواه
و كان زئبقها المنساب في شجن نبؤه الصبح ترويها مراياه
هنا جبين توارى في لالئه لا يعرف القرق المصهور شكواه
فيه انفساح حقول القطن ... فيه مدى من الحنين تمنى الصيف سكناه
فيه الشموخ كظل من حقيقتنا وومضه النبل من ماض اضاناه
مازال فيه غبار المجد منهمرا مازالت الخيل تجري في محياه
هناك خصله شعر فوق جبهته تمشط الريح تخليدا لذكراه
هنا يد كلما انضمت اصابعها تقهقر الياس في اقصى زواياه
هنا ذراعاه او اوتار معجزه ما كان اروع ما قالت ذراعاه
كانت اراجيح احلام بغير مدى كانت دروبا لاحلى ما حلمناه
كانت سبائك اصرار متى شهقت تثائب النور و انسابت حكاياه
يا من نزفت له ابار اخيلتي ما اخون الحرف يكبو دون مرماه
اسرجت صهوه فكري و انطلقت بها و عدت كالطير قد قصت جناحاه
اذ كيف ارسم مصرا ترتدي رجلا كل العصور تلاقت في محياه
هذا عذابي خليج الشعر يسكنني و حين ابحر فيه لست القاه
فامسح جراحي فكم هدهدت لي شجنا على تراب حنونا قد فقدناه
حتى عبرنا قلاع الخوف و امتزجت ذراته بدمانا و احتضناه
و كنت تقتحم الاهوال من دمها كانك الموت او كفاك كفاه
يقول عنك الضحى للشمس ها هو ذا من شق لليل تابوتا ووراه
و انت تهتف يا سيناء يا قدري انا الحبيب الذي ترجين لقياه
لمي روابيك و استلقي باوردتي لابد ان يعرف الفيروز سكناه
فلتهداء الان يا من لا يفارقني في كل حبه رمل طيف ذكراه