إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا يعنى لك عام هجرى جديد ؟

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا يعنى لك عام هجرى جديد ؟

    ماذا يعنى لك عام هجرى جديد ؟



    أحبائى و أعزائى أهل ألهندسة الصناعية
    طيب الله أوقاتكم و أسعد قلوبكم بكل خير
    أود قبل أن أبدأ موضوعى عن العام الهجرى الجديد
    أن أهنئ جميع أهل منتدانا الغالى ألهندسة الصناعية
    و كل أحبائى فى الله .. وا لمسلمين فى كل مكان
    بهذه الأيام المباركة الطيبة ..
    و إطلالة العام الهجرى الجديد ..
    كل عام و أنتم بخير
    و كل عام والأمة الإسلامية بخير
    و أدعو الله سبحانه وتعالى أن يكون عاماً مباركاً على المسلمين
    وأن يمن عليهم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.
    اللهم اجعل هذا العام الهجري الجديد
    عام عزة و نصرة للإسلام و المسلمين.




    و فى هذه الأيام المُباركة من مطلع العام الهجرى
    نتضرع لله سبحانه و تعالى بالدعاء و التوسل إليه
    راجين أن يشملنا برحمته .. حتى يجلى صدأ القلب ،
    و يطمئن الفؤاد و ينفرج الهم و تتنزل السكينة و تغشانا الرحمة،
    و تحفنا الملائكة و يذكرنا الله فيمن عنده ..
    إذ قال الله تعالى : ألا بذكر الله تطمئن القلوب




    مع إطلالة أول ليلة من ليالى العام الهجرى الجديد
    أسأل الله العلى القدير لى و لكم .. أن يوفقنا لطاعته و لكل مايُرضيه ،
    اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ،
    اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ،
    و طاعة رسولك محمد صلَّى الله عليه و سلَّم .
    اللهم وفقنا لما تحب و ترضى ،
    و يسر لنا إتباع سنة نبيك ( صلَّى الله عليه وسلَّم )،
    فنطيعه فيما أمر و ننتهي عما نهى عنه و زجر .




    اللهم اجعل غايتنا رضاك و تقواك و ثبتنا على الحق ،
    اللهم و لا ترينا فى أهلنا وأحبتنا أى مكروه ،
    اللهم ارحم كل غالى فقدناه ،
    اللهم اجعله عاماً تتبدل فيه أحوالنا إلى أحسن الأحوال .
    يارب عام جديد ..!!
    بلا فُقدان …
    بلا خيبات …
    بلا ذكريات مُرَّة …
    بلا حنين …
    بلا غياب …
    يارب عام جديد بعيد عن كل شيء يؤلم قلوبنا




    جرى طيف الأحبة فى خيالى
    و فكرى لا يجول لغير غالى

    وجهت الأكف إلى السماء
    و دعوت الله .. يا رب الجلال

    أظل أحبتى بظلال عرشك
    إذا اشتد الحر بلا ظلال

    و أرسلت الرسالة عهد حب
    أجدده إلى أهل المعالى




    ستظل قلوبنا مليئة بحبكم
    عامرة باحترامكم
    حالمة بأن تكونوا فى أحسن حال
    نرسل الود .. و لا نرتقب الرد
    تهنئة و دعاء خالص من القلب
    أحاطكم الله برعايته
    و منَّ عليكم بمغفرته
    وأمدكم بالصحة والعافية
    و رزقكم الله قبول الدعاء
    و بركة العمر، و العافية من البلاء
    و الفوز يوم اللقاء




    نسأل الله العلى القدير أن يغفر لنا ذنوبنا ،
    و أسرافنا فى أمرنا فى ما مضى من أعمارنا ،
    و يوفقنا لكل ما يُرضيه عنا فى عامنا الجديد و ما بقى من أعمارنا .
    كل عام و نحن إلى الله أقرب و إلى طاعته أدوم
    عام سعيد مبارك بإذن الله






    يتبع

  • #2






    ماذا يعني لك عام هجري جديد؟؟

    ها هي الأيام تُطوى.. وعام تلو عام..
    وتقريباً البارحة فقط [لعدم إدراكنا سرعة الأيام]
    دخلنا باب 1438 هـ .. لنرى أنفسنا اليوم وقد دخلنا عام 1439 هـ..
    فما الذي حدث؟؟ وكيف تمر الأيام هكذا؟؟



    هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة
    كانت بداية لقيام دولة كاملة.. إنها دولة الإسلام العظيمة..
    الدولة التي انطلق شعاعها من المدينة المنورة حتى أيامنا هذه..
    فماذا يعني لك 1439؟؟
    هل هو مجرد رقم في حياتك؟؟ أم أن وجوده مهم؟؟
    هل نستفيد من الدروس التي نقرأ عنها كثيراً حول الهجرة..
    أم هو مجرد عام يمر كبقية الأيام.. ولا مشكلة في ذلك؟؟
    هل هو مجرد يوم نتذكر فيه الهجرة ثم ننساها في اليوم التالي؟؟
    أم هو بداية لنُفعِّل دور الهجرة ودروسها في حياتنا،
    ونتعلم منها ما يفيدنا ويساعدنا على إتمام عمرنا
    برضا الله تعالى ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم؟؟
    إنها الأيام تتوالى..
    ولا بد من وقفة مع النفس نقفها في هذه الذكرى الجديدة للهجرة



    نطوي الصفحات يوماً بعد يوم،
    ومع كل يوم جديد أسأل نفسي ماذا كان الأمس؟
    هل عشته كما يجب؟ هل كان يوماً ناجحاً؟
    أحزن أحياناً لمروره وضياع بعض الوقت،
    وأحياناً أخرى أكون راضية.
    رأس السنة الهجرية 1439 ماذا تعني؟
    بالطبع لا يعني يوم عطلة ننام فيه ونرتاح
    العام الجديد وبالتحديد الهجري يعود بنا إلى مكة
    ليذكرنا بهجرته عليه السلام إلى المدينة.
    ولكن الهجرة بالمعنى الأكبر هي هجرة الدنيا إلى الله.
    أينما كنّا فلنهاجر بقلوبنا، بأعمالنا،
    ولنتخيل كيف ضحى الصحابة بكل ما يملكون
    لنشر الرسالة الاسلامية، وكيف علينا أن نعيش على
    خطاهم وعلى نهج السيرة النبوية.



    لو عرفنا المعنى الحقيقى لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم،
    لعرفنا إجابة السؤال .. ماذا يعنى لك عام هجرى جديد؟

    في أول شهر المحرم يكثر الناس من التحدث عن
    هجرة الرسول في الخطب والمحاضرات ووسائل الإعلام،
    ولا يعدو حديثهم في الغالب أن يكون قصصاً تاريخياً
    يملؤون به الفراغ في أيام معدودات ثم يُترك ويُنسى
    دون أن يكون له أثر في النفوس أو قدوة في الأعمال والأخلاق،
    بل لا يعدو أن يكون ذلك عادة سنوية تتردد على الألسنة
    دون فقه لمعنى الهجرة الحقيقى الصحيح والعمل بمدلولها.


    إن الهجرة النبوية ذكرى عزيزة وغالية
    تتكرر كل سنة لنتعلم من دروسها وعبرها،
    فنهجر رذائل وعيوبا أغضبت الله تعالى منا،
    ونحاسب أنفسنا مع كل نهاية سنة هجرية وحلول أخرى،
    هل كنا من الذاكرين أم من الغافلين ؟
    هل عرجنا من إسلام إلى إيمان فإحسان،
    أم لا زلنا على عتبة أركان الإسلام ؟

    فإن كان الجواب أننا لا نرى الهجرة النبوية
    إلا رحلة من مكان إلى مكان ولا نقف عند هذا الحساب،
    فلنتراجع عن سطحيتنا ولنتمعن في دور كل بطل من أبطال الهجرة.



    لنتذكر أبا بكر الصديق رضي الله عنه
    وحسن صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
    وأسماء بنت أبي بكر الحامل وهمتها القوية،
    وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه وشجاعته،
    والمهاجرين وصبرهم ثم الأنصار وكرمهم.
    أناس أحبوا الله ورسوله فبرهنوا على حبهم بالقول وبالفعل.



    إن مرور ألف وأربع مائة وثمان وثلاثون سنة على هذه
    الواقعة لا يدعو إلى نسيانها واعتبارها فترة انقضت،
    بل يجب أن تبقى خالدة في أذهاننا ومرجعا لكل المسلمين
    كي يتحابوا ويتآزروا وينتظموا لتكوين صف كأنه بنيان مرصوص،
    ويهاجروا من مجالس الغفلة إلى مجالس الخير،
    ومن الركود إلى الهمة العالية،
    ومن الجدال العقيم إلى التراحم،
    ومن الأنانية إلى الخلاص الجماعي،
    كي يرجع عهد المدينة المنورة الذي
    كان انطلاقة الانتصارات الإسلامية.





    تعليق


    • #3
      كل عام و انتم بخير

      تعليق


      • #4
        الأستاذ الكريم أبو نيرة
        أهلا و مرحبا بك
        كل عام وانت بخير .. عام سعيد
        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5





          ماذا يعنى لك عام هجرى جديد؟



          كان عام 1438هـ بالأمس مُبْتَدَئًا، وها هو قد انتهى، وكأننا لم نعش أيامه وشهوره؛
          وأطل علينا العام الهجرى الجديد 1439هـ ،فقد طُوِيَ عام هجري كامل،
          ورحل بما فيه من أعمال وحركات وسكنات، فها هو قد حَزَمَ حقائب الأيام الماضية،
          ووضع فيها الأعمال، فلا تُفتح هذه الحقائب والصناديق إلاّ يوم العرض والحساب.

          قال تعالى:
          {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ
          وَيقُولُونَ يَا وَيلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً ولَا كَبِيرَةً
          إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ولَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}

          [الكهف: 49].

          وقال تعالى:
          {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ
          كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}

          [آل عمران: 25].



          إن انقضاء سنة كاملة من عُمُرِ الإنسان تعني له عدة أمور؛
          من أهمها وأبرزها:
          أولاً:
          ****
          أن هذا العام قد مضى بما استودع فيه، سواء أكان خيرًا أو شرًّا،
          فصحيفة عام كامل قد مُلِئَتْ، ووضعت في رقّ، فرُقِمَ، ثم خُتِمَ،
          وطُبِعَ، فلن يُكْسَرَ إلاّ يوم القيامة.
          فيا ليت شعري! من المسرور حينما يراه؛ فنُهَنِّيه؟! ومن المغبون النادم؛ فنعزيه؟!
          قال تعالى:
          {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا
          وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
          وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ
          }

          [آل عمران: 30].

          مضى العام بما فيه فأنت لا تستطيع التّغيير ولا التبديل،
          فلا إمكان لتغييرِ عملك الصالح بشكل أفضلَ مما قدّمت،
          فلا تقدر على مُضاعفته، ولا تقدر على زيادتِه، فقد قُضيَ الأمر.
          فما بالك بالأعمال التي هي دون الأعمال الصالحة فقد كتبت؟!
          فالعام قد انطوى بما فيه.



          ثانيًا:
          ****
          تذكر قُرْبَ الأجل،فانقضاء عام يعني دُنُوَّ الأجل.
          تَأَمَّلْ هذا التقويم السنوي الذي فَتَحْناه في أول يوم من مُحرم،
          وها نحن وقد قلبنا آخر ورقة منه.
          إنما نحن مثل هذا التقويم.
          قال الحسن البصري -رحمه الله-:
          "يا ابن آدم! إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم؛ مضى بعضك".

          إنَّـا لنفرح بالأيـام نقـطعها *** وكـل يوم مضى يُدني من الأجل
          فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدًا *** فإنما الرّبح والخسـران في العمـل




          جاء في بعض الكتب السالفة:
          إن الأيام تتكلم وتنادي على السائرين لربهم :
          يوم جديد وعلى عملك شهيد فماذا قدمت فيه ليوم الوعيد .
          يا أبناء العشرين! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟!
          ويا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟
          ويا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!!
          ويا أبناء الخمسين! تنصفتم المائة وما أنصفتم!!
          ويا أبناء الستين! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم،
          أتلهون وتلعبون؟ لقد أسرفتم!!
          ويا أبناء السبعين! ماذا قدمتم وماذا أخرتم!!
          يا أبناء الثمانين! لا عذر لكم.
          (ابن رجب الحنبلي: لطائف المعارف ص329)

          قال تعالى:
          {أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ *
          مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ}
          [الشعراء: 205-207].




          أنشد أبو العتاهية للرشيد حين بَنَى قصره ودعا إليه ندماءه:
          عـش ما بدا لك سـالمًا *** في ظل شاهقة القـصـور
          يسـعى عليك بما اشتهيـ *** يت لدى الرواح والبكـور
          فإذا النفـوس تقعـقعـت *** في ضيق حشرجة الصدور
          فـهنـاك تعـلم موقـنًا *** ما كنت إلاّ في غــرورِ

          إذن لا بد من تصحيح المسار، واغتنام ما بَقِيَ مِنَ الأعمارِ
          بالتَّوْبَةِ والاستغفار، ما دمنا في زمن المهلة، وأُتِيحَتْ لنا الفرصةُ.
          من عرف حق الوقت، فقد أدرك قيمة الحياة، فالوقت هو الحياة،
          وحينما ينقضي عام من حياتنا، ويدخل عام جديد،
          فإنه لا بد وقفة محاسبة طويلة.





          تعليق


          • #6





            كيفية المحاسبة:



            لا بد أن يَنظر الإنسان في عمله،
            ويَتَأَمَّلَ حاله كيف قضى عامه؟
            وفيمَ صرف أوقاته؟
            في عامِه الرّاحل كيف كانت علاقته بربّه؟
            هل حافظ على فرائضه، واجتنب زواجره؟
            هل اتَّقى الله في بيته؟
            هل راقب الله في عمله وكسبه وفي كل شئون حياته؟
            فإنه إنْ فعل ذلك؛ صار يعبد الله كأنّه يراه،
            فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه.
            ومن حاسب نفسه في العاجلة؛ أَمِنَ في الآخرة،
            ومن ضحك في الدنيا كثيرًا ولم يبكِ إلا قليلا
            يُخشى عليه أن يبكي في القيامة كثيرًا،
            كما قال تعالى:
            {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة: 82].



            قال ابن عباس رضى الله عنه:
            "الدنيا قليل؛ فلْيضحكوا فيها ما شاءوا،
            فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى،
            استأنفوا في بكاء لا ينقطع عنهم أبدًا".

            (أخرجه ابن جرير وابن أبي شيبة بإسناد صحيح).

            وعن أبي هريرةَ وأبي سعيد -رضي الله عنهما- قالا:
            قال رسول صلى الله عليه وسلم:
            "يُؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال:
            ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا ومالا وولدًا،
            وسَخَّرْت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع
            فكنت تظن أنك ملاقيَّ يومك هذا؟
            فيقول: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني

            (أخرجه الترمذي بسند صحيح)،
            وقال: معنى قوله:
            (اليوم أنساك كما نسيتني): اليوم أتركك في العذاب.



            علاج القلوب قبل علاج الأبدان:



            إذا كان مرضى الأبدان يُشَخِّصُون الداء،
            ولا يزالون في متابعة مستمرة للمرض حتى يُقْضَى عليه؛
            فبطريق الأولى -والأحرى- يفعل ذلك مرضى الذنوب والآثام.

            إن استصلاح القلوب أهم وآكد من استصلاح الأبدان،
            وإذا كانت الحياة تنقلب عذابًا عند فساد الأبدان؛
            فعذاب الآخرة أشد وأنكى لمن فسدت قلوبهم.



            إن مجالات الذنوب والمعاصي في هذا الزمن واسعة،
            والداعي لها كثير، وسُبُلُ الطاعة ضيقة، والداعي لها قليل؛
            فالفتن تلاحق الناس في أسواقهم وأعمالهم، وتملأ عليهم بيوتهم،
            وتُفسد أولادهم ونساءهم، ولا يزال أهل الباطل يَجُرُّون
            عباد الله إلى باطلهم وسيستمرون،
            فماذا عَمِلْنا لدرْء الشر عن أنفسنا وبيوتنا؟!
            إن عامنا يَمضي وذنوبنا تزداد،
            وإن آخرتنا تقترب ونحن عنها غافلون -إلا من رحم الله.



            فلنحاسب أنفسنا من قبل أن تأتي ساعة الحساب.
            لا بد من وقفة محاسبة: نندم فيها على ما ارتكبنا من أخطاء.
            لا بد من وقفة محاسبة: نستقبل فيها العثرات.
            لا بد من وقفة محاسبة: ننهض فيها ونستدرك ما فات.
            قال الله تعالى:
            {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد
            واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين
            نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.

            (الحشر 19،18)



            وقال صلى الله عليه وسلم:
            ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،
            والأحمق من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)).




            ويقول سيدنا عمر رضي الله عنه:
            (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا،
            فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم،
            وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية).



            وكتب سيدنا عمر رضي الله عنه
            إلى بعض عماله في الأمصار:
            (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة،
            فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل الشدة،
            عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته،
            وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة)
            .




            ويَقولُ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّم رحمه الله:
            (السّنةُ شَجَرَة، والشهورُ فروعُها، وَالْأَيَّامُ أَغْصَانُهَا،
            والساعاتُ أوراقُها، والَأنفَاسُ ثَمَرُهَا،
            فَمَنْ كَانَت أنفاسُهُ فِي طَاعَةِ اللهِ فثمرةُ شجرتِهِ طيبَة،
            وَمَنْ كَانَت فِي مَعْصِيّةٍ فثمرتُهُ حَنظَل،
            وَإِنَّمَا يَكونُ الجَذَاذُ يَوْمَ الْمعَاد،
            فَعِنْدَ الجَذَاذِ يَتَبَيَّنُ حُلْوُ الثِّمَارِ مِنْ مُرِّهَا).

            ألَاَ فَلتَكُن أنْفَاسُنا كُلُّهَا في طَاعَةِ الله،
            لِنَكُنَ مِمَّن طَالَ عُمُرُهُ وحَسُنَ عَمَلُهُ



            نعم لقد أنقضى العام الهجري 1438 ورحل إلى ربه،
            يحمل صحائف أعمالنا، وقد خُتمت أيامه وشهوره،
            فلا تُفتح إلى يوم القيامة.
            يا ترى هل حاسبنا أنفسنا، وندمنا على ما مضى وتبنا إلى الله،
            هل عاهدنا الله أن نكون في العام المقبل خيرا من العام المدبر،
            فلنسأل أنفسنا ماذا قدمنا لها،
            ولنسأل أنفسنا ماذا قدمنا لديننا؛ فالإسلام دين عمل،
            ونحن أمّة مبعوثة، بعثها الله لنشر دينه وإعلاء كلمته.



            اللهم إنا نسألك التوفيق والسداد،
            اللهم دُلَّنَا على ما يُرْضِيك، وأَعِنَّا على فِعْلِه،
            اللهم إنا نسألك حُبَّك، وحُبَّ كُلِّ عمل يُقَرِّبُنا إلى حُبِّك،
            اللهم تَوَفَّنَا وأنت راضٍ عنا، اللهم ارزقنا التوبة والإنابة،
            واجعلنا من عبادك الشّاكرين الذاكرين.



            تعليق


            • #7





              ماذا يعنى لك عام هجرى جديد؟
              هجرة الأبدان والأماكن .. وهجرة القلوب والأرواح



              اعتاد المتحدثون كلما حلت مناسبة الهجرة النبوية،
              على تجديد القول في أحداث هجرة النبي عليه الصلاة والسلام
              وصاحبه أبي بكر الصديق من مكة المكرمة إلى المدينة،
              ذلك الحدث التاريخي المفصلي في السيرة النبوية،
              بما أتاحه للنبي القائد وصحبه الكرام من حرية الدعوة والعبادة،
              وإقامة الكيان الحامي للدعوة والحامل لها إلى سائر أصقاع الدنيا.



              تلك الهجرة المكانية تقابلها هجرة دائمة في عالم النفس والقلب،
              فلقد تلقى الصحابة رضي الله عنهم من المربي الأول سيدنا محمد
              صلى الله عليه وسلم تربية جعلت أفئدتهم تهاجر
              من الكفر إلى الإيمان،
              ومن العصبية القبلية إلى الأخوة الإنسانية،
              ومن الأحقاد والضغائن إلى المحبة والأخوة في الله،
              فتركوا الإسلام الفردي الذي يجر المسلمين إلى الضعف
              والتقاعس أمام أعداء الدين، وأصبحت لديهم قوة إيمانية
              وخلقية دفعت بهم إلى هجرة آبائهم وأبنائهم وأزواجهم
              وعشيرتهم ومساكنهم وتجارتهم في سبيل نصرة دين الله.


              وهكذا شملهم الله عز وجل بفضله وكافأهم عما تحملوه
              جراء إسلامهم، وأنزلهم المدينة التي أصبحت فيما بعد
              دار أمن وهناء لهم ووعدهم بحياة طيبة في الآخرة.
              حيث قال سبحانه وتعالى :
              والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في
              الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
              (النحل-41)



              إن هذه الهجرة من مكة إلى المدينة حدث عظيم،
              اختير ليكون محطة نؤرخ بها أحداثنا،
              فهو انتقال من جمود إلى حركة،
              ومن قلة وشتات إلى جماعة انصهر فيها الأنصار
              والمهاجرة وكونوا مجتمعا تسوده المحبة والأخوة في الله،
              اعتبر النواة الأولى لبناء الأمة الإسلامية.



              لقد كان هذا المجتمع حقيقة مجسدة عاشها الصحابة
              رضي الله عنهم وتناسوا خلالها حروبهم الدامية
              أيام الجاهلية ، وانجمعوا على عبادة الله وطاعته،
              انجماع كان لمصعب بن عمير يد فيه،
              فقد اغترف هذا الصحابي الجليل من العين الجارية
              من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
              وحمل تعاليم الإسلام السمحة إلى أهل المدينة ،
              حيث علمهم أن الأخوة في الله بذل وعطاء،
              وحب وإخاء وصبر وإيثار،
              وهيأهم لإيواء ونصرة إخوانهم في الإسلام ،
              فكان موقفهم عظيما أثبتوا فيه صدقهم مع الله عز وجل،
              وتأييدهم للدعوة الإسلامية واستعدادهم للدفاع عن دين
              الله وحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم.



              ومن هنا نستطيع القول أنه
              ليست الهجرة هجرة بالبدن فقط
              بل هجرة بالقلوب،
              ولقد أرست الهجرة النبوية عدة دروس
              حري بنا أن نتوقف عندها ونتأملها، فنحن أحوج ما نكون
              إلى تطبيق تلك الدروس المستقاه من رحلة الهجرة المباركة،
              ونتعلم منها جوانب مضيئة من حياة رسول الله صلى الله عليه
              وآله وسلم، لتكون لنا هجرة إلى الله بقلوبنا وأرواحنا.



              ومن يتأمل في الهجرة النبوية الشريفة يلاحظ أن الرسول
              صلى الله عليه وآله وسلم كان متعلقا بمكة المكرمة،
              هذه المدينة الطيبة الطاهرة، وقد أحبها ووُلد فيها،
              وعاش ونشأ وترعرع فيها، وتنزل عليه الوحي من الله
              عز وجل في غار حراء بهذه المدينة الطيبة،
              فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخرج منها مهاجرا
              قولته المشهورة:
              «اللهم وقد أخرجتني من أحب البقاع إليَّ
              فاسكني في أحب البقاع اليك».






              تعليق


              • #8





                ماذا يعنى لك عام هجرى جديد؟
                المقصود بالهجرة


                فما المقصود بالهجرة الآن؟
                الهجرة باقية مستمرة – مع اختلاف الطريقة - لا تنقطع حتى
                قيام الساعة، كما في الحديث الذي أورده الإمام مسلم وأبي داود
                يقول صلى الله عليه وآله وسلم:
                "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة،
                ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها".


                هجرتنا الآن التي يجب أن نسعى إليها هي ليست هجرة الأجساد..
                هى هجرة الأرواح والهمم، وليست هجرة الجوارح والأماكن ..
                هى هجرة الغفلات والتيه والمعصية إلى حالة جديدة يملاؤها
                الإيمان والثقة بالله عز وجل، وأن نستشعر
                حلاوة الايمان ولذة العبادة والطاعة.



                والمؤمن يعيش حياته في هجرة إلى الله ورسوله،
                يهاجر إلى الله بعلمه، ويهاجر إلى الله بعمله في كل وجه
                من وجوه الخير، بل إن عبادته كلها على اختلاف أنواعها
                هي أعمال تتسم بالهجرة إلى الله، والإنابة إليه، والاتّصال به،
                فهو مهاجر إلى الله في كل ميادين الحياة.
                والجهاد في ميادين الحياة، والنية الخالصة لوجه الله

                يسدّان مكان الهجرة في الأجر،
                والهجرة من بلد الشرك إلى بلد الطاعة،
                والهجرة لصالح الإسلام والمسلمين،
                والهجرة لملاقاة العدو هجرة لا تنقطع،
                ولا ينقطع أجرها، وستبقى إلى قيام الساعة.



                يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

                ((إن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد)). رواه أحمد.
                وعن عبد الرحمن بن عوف عن النبي قال:

                ((إن الهجرة خصلتان، إحداهما أن تهجر السيئات،
                والأخرى أن تهاجر إلى الله،
                ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة،
                ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب،
                فإذا طلعت، طبع على كل قلب بما فيه، وكفى الناس العمل)).
                قال :

                ((لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)) رواه أحمد والنسائي.
                لا هجرة بين مكة والمدينة بعد الفتح،
                لكن جهاد ونية يسدان مكان الهجرة في الأجر.
                لقد ارتبطت الهجرة بالجهاد ارتباطا وثيقا،

                فالذين هاجروا من مكة إلى المدينة تركوا ديارهم وأموالهم،
                وبقيت ديارهم بمكة خالية تضربها الرياح،
                ثم جاهدوا مع رسول الله وعرضوا أنفسهم للهلاك،
                فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من كان ينتظر.



                ورسول الله لم يهاجر هربا ولا ضعفا، وإنما هو أمر الله

                الذي قضى أن تكون الهجرة بداية مرحلة جهاد ومواجهة،
                وإن كان الإيذاء سببا من أسبابها، قال تعالى:
                ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
                أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ﴾. [ سورة البقرة: 218].

                وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ
                آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾.
                [سورة الأنفال: 74].



                وإنما وصل المهاجرون إلى هذه المنزلة؛ لأنهم هاجروا وجاهدوا،

                كما أن الأنصار بلغوا منزلة عظيمة؛ لأنهم آووا ونصروا.
                ولئن كانت الهجرة قد فاز بها الأولون، ولم يعد بعد الفتح هجرة،
                فإن المسلم مأمور بالهجرة الروحية، والاتصال بالله في كل أحواله
                والفرار إليه في كل زمان ومكان، قال تعالى :
                ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾. [سورة الذاريات: 50].

                والفرار إلى الله انتصار حتى ولو انتهى بالموت أو القتل،

                قال تعالى:
                ﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ
                رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾. [سورة الحج: 58].



                والمبادئ مهما كانت كريمة فهي لا تنتصر وحدها،

                بل لا بد لها لكي تنتصر من جهاد مرير، وكفاح شاق،
                وعمل منظم، وتدبير محكم.
                والمسلمون اليوم في حاجة إلى هجرة القلوب، والعمل الجاد،

                والتضحية في سبيل الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
                ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾.
                [سورة العنكبوت: 69].






                تعليق


                • #9





                  ماذا يعنى لك عام هجرى جديد؟
                  كيف نعد أنفسنا للهجرة إلى الله



                  إذاً هجرتنا التي نحتاجها الآن ونسعى إليها هي
                  قلب لدولة عادات النفس.. هي فرار إلى الله سبحانه وتعالى
                  بالمسارعة والتسابق إلى الخير وكل عمل صالح يجلب مرضاته..
                  هجرتنا هي هروب مما يغضبه وينزل مقته سبحانه وتعالى،
                  فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح البخاري:
                  "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه".



                  لكن قبل هجرتنا إلى الله، علينا أن نعد العدة ونستعد
                  من أجل هذه الهجرة لكي نستعين على مشاقها بالله
                  وذلك يكون بعدة أمور:


                  1- التوبة إلى الله:

                  إن أول مرحلة فى سبيل الهجرة إليه سُبْحانه وتعالى
                  إنما تكون بالتوبة إلى الله، والاستغفار عما مضى من معاصٍ
                  وذنوب ارتكبناها، وغفلات عفلناها، وكذلك برد المظالم
                  والحقوق إلى أصحابها، حتى تخف أحمالنا في سفرنا
                  وهجرتنا إلى الله، وهذا يسرع بنا في الوصول إلى
                  مرضاته سبحانه وتعالى.



                  2- إخلاص النية لله:

                  النية الخالصة لوجه الله الكريم سبحانه وتعالى هي مدار الأمر،
                  فهو وحده مقصدنا، ورضاه هو غاية طلبنا،
                  يقول صلوات الله عليه وعلى آله:
                  "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛
                  فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله.. فهجرته إلى الله ورسوله،
                  ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو إمرأة ينكحها؛
                  فهجرته إلى ما هاجر إليه" ..
                  فأخلصوا النية واجعلوا وجهتكم الله.



                  3- مجاهدة النفس والتخلص من العادات الذميمة:

                  وعلينا في هذه الخطوة أن نبحث في أنفسنا عن كل ما يخالف
                  أمر الله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم،
                  وأن نطوع أنفسنا لتحب ما يحب الله ورسوله،
                  حتى يكون هوانا تبعًا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه
                  وآله وسلم كما في الحديث، فهي بمثابة تطييب وتهيئة للقلب
                  والنفس لتلقي العادات والأفعال الطيبة التي ترضي الله ورسوله،
                  وذلك كمن يقوم باقتلاع الحشائش الضارة من الأرض
                  وإبقاء النبات الطيب فيها أو بمثابة تقليم الشجر
                  وتخليصه من شوكه وأعواده غير المهذبة.



                  4- اختيار صحبة طيبة:

                  فالصحبة الطيبة الصالحة تعين الإنسان في هجرته إلى الله،
                  بل في أمور حياته كلها،
                  ولذلك اتخذ الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في هجرته
                  رفيقًا وهو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
                  فكان له خير معين بعد الله،
                  وقد قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله:
                  "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".



                  ومن فائدة الصحبة الطيبة في الهجرة إلى الله أنه تنشط
                  الهمة في العبادات والطاعات ولذلك كانت صلاة الجماعة
                  خير من صلاة الفرد، وفيها تناصح في الله وتعديل للمسار
                  إذا حاد أحد عن الطريق،
                  فخير الأصحاب من إذا ذكرت الله أعانك، وإذا نسيت ذكرك.
                  وفي وصف عجيب وتصوير دقيق للصحبة وأثرها،
                  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
                  "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك،
                  ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه،
                  وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك،
                  وإما أن تجد منه ريحًا خبيثاً".




                  إن الصورة التامة الكاملة للهجرة إلى الله
                  إنما تتمثل فى أروع مظاهرها في قوله تعالى:
                  {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *
                  لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}...
                  [الانعام الآيات 162 – 163].

                  فما أحوجنا للهجرة بالقلوب إلى علام الغيوب،
                  والهجرة بالأرواح إلى رب الأرباب،
                  وإذا كانت الهجرة بالأبدان كانت قد انقطعت،
                  فقد بقيت بالأرواح .. التي لا تنقطع
                  حتى يرث الله الأرض ومن عليها.



                  فالمؤمن لا ينقطع في مسيره إلى الله وسلوكه إليه عن الهجرة،
                  حيث يحب مولاه، فهو يهجر المعاصي والذنوب،
                  ويطير إلى الطاعات والقربات، وينأى بنفسه عن مجالس الغفلة،
                  ويشد الرحال إلى مجالس العلم والذكر، ليرتع في رياض الجنة،
                  ويزكي نفسه في محاضن العلماء الربانيين.




                  تعليق


                  • #10





                    ماذا يعنى لك عام هجرى جديد؟

                    صور الهجرة وأنواعها


                    1- من أنواع الهجرة هجر المعاصي من الكفر والشرك والنفاق
                    وسائر الأعمال السيئة والخصال الذميمة والأخلاق الوخيمة،
                    قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
                    (
                    وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) المدثر-5
                    وقال النبى صلى الله عليه وسلم:
                    { المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده،
                    والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه }



                    2- ومن أنواع الهجرة
                    هجر العصاة من الكفار والمشركين
                    والمنافقين والفساق وذلك بالإبتعاد عنهم،
                    قال الله تعالى:

                    (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)
                    المزمل-10




                    3- ومن أعظم أنواع الهجرة هجرة القلوب إلى الله تعالى
                    بإخلاص العباده له في السر والعلانية،
                    حتى لا يقصد المؤمن بقوله وعمله إلا وجه الله،
                    ولا يحب إلا الله ومن يحبه الله،
                    وكذلك الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
                    باتباعه وتقديم طاعته والعمل بما جاء به.



                    وبالجملة فهذه الهجرة هجرة إلى الكتاب والسُنة
                    من الشركيات والبدع والخرافات والمقالات
                    والمذاهب المخالفة للكتاب والسنة.
                    فتبين من هذا أن الهجرة أنواع هي:
                    هجر أمكنة الكفر... وهجر الأشخاص الضالين...
                    وهجر الأعمال والأقوال الباطلة.. وهجر المذاهب
                    والأقوال والآراء المخالفة للكتاب والسنة.


                    *من أعظم صور الهجرة التي يحسن بالمؤمن القيام بها،
                    وهو يتفقد أحوال إيمانه، ويتفحص صدق تدينه وتوجهه إلى الله،
                    هجرة أحوال الغفلة التي تبعده عن الله،
                    فكم يكون الواحد منا محجوبا عن ربه، وهو يعيش حالة الغفلة،
                    وكم نخسر من الأجور والفضائل ورفيع الدرجات،
                    حينما نستسلم للغفلة التي تداهم أغلب الخلق،
                    ولا يسلم منها إلا من وفقه الله واصطفاه،
                    فيقظة القلب الدائمة، تدفع صاحبها إلى المحافظة
                    على الصلوات في أوقاتها، وملازمة الأذكار في كل حين،
                    والتلذذ بمقامات العبودية الخالصة لله وحده.


                    *حينما يتأمل المؤمن ذلك المشهد الذي قصه الله علينا
                    في القرآن الكريم، للإنسان يوم القيامة، بعد أن ينكشف الغطاء
                    ويعاين الحقائق ماثلة أمام عينية، ليكتشف أن الغفلة هي التي
                    كانت تصرفه عن فعل ما ينفعه في ذلك اليوم،
                    كما في قوله تعالى:
                    {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ
                    غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ
                    } (ق: 22).



                    * إن التفكر في ذلك المآل يحمل الإنسان على التنبه
                    واليقظة والحذر من المصير إلى ذلك الحال،
                    ما يدعوه إلى الاجتهاد في مفارقة حال الغافلين،
                    والانغماس في بيئات الصالحين المخبتين.



                    *إن مما يعين المؤمن على هجرة المعاصي والذنوب،
                    والإقبال على الطاعة وملازمة العبادة،
                    تجديد التوبة ودوام الاستغفار،
                    فمن صفات المؤمنين استشعارهم التقصير الدائم في جنب الله،
                    لعدم قيامهم بواجب الشكر التام على عظيم آلائه، وواسع عطائه،
                    فكيف إذا ما تلبس الواحد منهم بذنب، أو ألمَّ بمعصية؟
                    فإنه يسارع حينها إلى التوبة من ذلك الذنب كما حكى القرآن عنهم
                    في قوله تعالى:
                    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ
                    فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ
                    وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ
                    }
                    (آل عمران: 135).



                    ولئن كان إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام قد فارق أرض السوء،
                    وهاجر إلى الأرض المباركة، (وقال إني مهاجر إلى ربي)،
                    فإن المؤمنين يحرصون على مفارقة البيئات الفاسدة،
                    والابتعاد عن مجالس الغفلة،
                    ويهاجرون في كل يوم إلى بيئات الصالحين في المساجد
                    وحلقات العلم والذكر، لتكون عونا لهم على لزوم الاستقامة،
                    والإكثار من العمل الصالح والمواظبة على فعله وإتيانه.



                    درس الهجرة يُذكر المؤمنين أنهم في حالة سفر دائم،
                    وأنهم راحلون مهاجرون من هذه الدنيا،
                    فلتكن هجرة قلوبهم دائما باتجاه ما يرضي مولاهم عنهم،
                    ويرفع درجاتهم عنده، وينير لهم حياتهم بعد مفارقتهم الدنيا،
                    وانتقالهم إلى حياة البرزخ، ثم قيامهم من قبورهم لرب العالمين،
                    ليدركوا حينها قيمة تلك الهجرة الإيمانية التي كانوا يعيشونها
                    بقلوبهم وأرواحهم، ليجدوا أنوارها تسعى بين أيديهم وبأيمانهم.

                    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا
                    عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ
                    تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ
                    وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ
                    يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
                    }.
                    (التحريم-8)



                    تعليق


                    • #11






                      نشيد للأطفال
                      هجرتى لله ربى


                      هجرتى لله ربى *** هجرتى فى أن أتوب
                      مُقلعاً عن كل ذنب *** هجرتى ترك الذنوب
                      ربى الرحمن غافرٌ *** وأنا طفلٌ مهاجرٌ
                      ولسانى كل حين *** للإله الفرد ذاكرٌ
                      هجرتى فى قول حق *** هجرتى لله صدق
                      هجرتى قولٌ وفعل *** وفؤادٌ لكم يرق
                      هاجروا لله مرحى *** هاجروا جسما وروحا
                      واصدحوا لله تبنا *** سبحوا لله سبحا
                      يا إلهى أنت جاهى *** فى شرودى وانتباهى
                      هجرتى لله وحده *** حاملاً قلبى إلهى



                      أتمنى أن نقرأهذا النشيد مع أطفالنا
                      ونحكى لهم قصة الهجرة العظيمة للرسول عليه الصلاة والسلام،
                      ونوضح لهم الدروس والعبر المستفادة منها بأسلوب مُبسط شيق،
                      وأن نتحدث معهم عن هجر الذنوب وكل ما يُغضب الله سبحانه وتعالى.




                      وأخيرا ..

                      إن عام هجرى جديد يعنى لنا
                      *وقفة مع النفس
                      *محاسبة للنفس
                      *محور آخر لمعنى الهجرة
                      هو معنى الهجرة الداخلي والروحي..

                      فإذا كانت الهجرة بالأبدان كانت قد انقطعت،
                      فقد بقيت هجرة القلوب ولا تنقطع حتى
                      يرث الله الأرض ومن عليها .

                      ولنعلم أن العبادة في الزمن الذي نحياه أجرها كأجر
                      من هاجر إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم ،
                      ففي صحيح مسلم من حديث معقل ابن يسار
                      أن النبي المختار صلى الله عليه وسلم قال :
                      (العبادة في الهرج كهجرة إليّ).
                      الهرج ( أي في الفتن وزمانها )



                      كلنا نردد قوله عليه أفضل الصلاة و السلام
                      ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه )
                      ولكن إن تأملنا قوله صلى الله عليه وسلم لوجدنا كمٌ كبير
                      من الحكمة و الموعظة تؤدي لمعنى الهجرة الحقيقي ..

                      عندما هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة
                      إلى طيبة حمل في قلبه وعقله أمرين :
                      * وهو الهجرة لنشر الإسلام و الدعوة إلى الله بشكل مباشر وعلني ..
                      * و الأمر الآخر أن يعلّم البشرية كيف تهاجر من شرورها
                      وشهواتها وملذاتها إلى دروب الفلاح والصلاح .

                      هجرته عليه الصلاة و السلام حملت أكثر من معنى،
                      ولعلنا نحن وفي وقتنا الحاضر نحتاج للمعنى الروحي
                      أكثر من الجسدي .



                      فلنهاجر الآن ..
                      نهاجر من الشرك إلى التوحيد ..
                      نهاجر من البدعة إلى السنة ..
                      نهاجر من الحرام إلى الحلال ..
                      نهاجر من الفجور إلى التقوى ..
                      نهاجر من الشر إلى الخير ..
                      نهاجر من أكل الربا إلى أكل الحلال ..
                      نهاجر من الكذب إلى الصدق ..
                      نهاجر من المعاصي الى الطاعات

                      نهاجر من المنكرات الى فعل الخيرات
                      نهاجر من الجهل الى العلم والتعلم
                      نهاجرمن عقوق الوالدين الى تأدية حقوق الوالدين وبرهم
                      نهاجر من البخل إلى البذل والكرم والعطاء
                      نهاجر من الكبر والتكبر إلى التواضع لله
                      نهاجر من الرياء إلى الإخلاص
                      نهاجر من رفقاء السوء الى أصحاب الخير والبر
                      نهاجر من التقصير في الواجبات إلى الزيادة في الطاعات
                      نهاجر من البعد عن الله بالجملة إلى القرب من الله بالجملة ..


                      ليس المهم أن نهاجر عن بلادنا فهي بحاجة لنا ولقدراتنا،
                      ولكن نحن بحاجة شديدة و قصوى للهجرة الروحية ،
                      لتطهير نفوسنا و قلوبنا وأرواحنا مما علق بها من آثام ،
                      حينها فقط سنكون قادرين على مواجهة أي أزمة وارتكاسة
                      وسوف نتمكن من مواجهة الفساد والقضاء عليه .


                      فهلا من مهاجر معي إلى الله ورسوله
                      هلا من مهاجر إلى القيم و الفضائل و الأخلاق الحميدة
                      خطاه عليه أفضل الصلاة والسلام بيّنة لكل ذي لب ..
                      بقي علينا الإقتداء و المسير..

                      عام هجرى سعيد مُبارك
                      وكل عام وأنتم بخير











                      تعليق


                      • #12
                        حبيبة ألهندسة الصناعية و مراقبه العام
                        دكورتنا الغالية علا الاسلام
                        عنوان الموضوع سؤال افتتاحى
                        حمل الينا دروس مستفادة
                        حين تمر علينا ذكرى الهجرة النبوية
                        يجول بخاطرنا وقائع هجرة الرسول
                        صلى الله عليه وسلم و نجهل طوال العام
                        المعنى الاعمق لمدلول هجرتنا المستدامه
                        فى كل فعل خير نبتغى به وجه الله
                        و فى كل طريق خير نسلكه فى سبيل الله
                        استمتعت بقرأة الموضوع اكثر من مره
                        لمحتواه القيم و مضمونه المفيد
                        ككل موضوعاتك الراقيه
                        مستمتعا بالفيديو الحصرى الجميل
                        و ادائك الرائع و طلاقتك فى الدعاء
                        كما اسعدتنى صور الموضوع المدهشه دائما
                        تهنئه رقيقة راقيه يدوم اثرها ما دام موضوعك
                        كل عام و انتِ و كل احبائك طيبين و بخير
                        شكرا لكِ

                        تعليق


                        • #13
                          اللهم اجعلنا من المهاجرين اليك
                          هاجرين المعاصي الى طاعتك
                          حبيبة قلبي الجميلة
                          لموضوعاتك مذاق خاص مميز بتميز صاحبته
                          تطل علينا كلماتك في وقتها ونحن في
                          دروب الحياة نتخبط ما بين طاعة ومعصية
                          لتعيد لنفوسنا سلامها سلمتي حبيبتي
                          و دامت كلماتك نبراسا ينير عتمة الدروب

                          تعليق


                          • #14
                            ما شاء الله عليك حبيبتي
                            الغالية علا الاسلام
                            ربنا يزيدك ابداع و تألق
                            موضوع و لا اروع
                            استمتعت جدا بمتابعته
                            ربنا يجازيك خير يا حبيبتي

                            تعليق


                            • #15
                              أستاذى الفاضل محمد ورد
                              أسعدنى تواجدك الغالى بمتصفحى
                              و أسعدنى تعليقك القيم الجميل
                              و تشجيعك الدائم المتواصل لنا
                              و الذى يحفزنا على تقديم الأفضل دائما
                              حضرتك لا تبخل علينا بالتوجيه
                              و المعونة و المشورة و الخبرة
                              لك كل شكر و تقدير و احترام
                              جزاك الله خير الجزاء
                              و جعل كل ما تقدمه فى موازين حسناتك

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X