إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسعدى أطفالك فى المولد النبوى الشريف

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسعدى أطفالك فى المولد النبوى الشريف

    أسعدى أطفالك فى المولد النبوى الشريف




    أحبائى أهل ألهندسة الصناعية
    تهنئة من قلب يحمل لكم كل مودة و الأمنيات الجميلة
    بقرب حلول المولد النبوى الشريف
    أعاده الله علينا جميعا و على وطننا وأمتنا الاسلامية
    بالخير و اليمن و البركات








    بعد أيام قليلة يهل علينا المولد النبوي الشريف كل عام و أنتم بخير
    كيف نسعد أطفالنا فى هذه المناسبة الجميلة ؟
    أن نمنح أطفالنا بعض من وقتنا نشاركهم فيه بهجة هذا اليوم
    و نشعرهم بالفرحة فيه .. فرحة مولد رسول الله صلى الله عليه و سلم
    الذى بقدومه سعد الزمان و أشرقت الدنيا
    و تعطرت الأجواء و ازدانت الأرض .



    *1- اصنعى عروسة المولد بنفسك :

    فهى من أجمل الأعمال الفنية المبهجة
    التي تسعد الأطفال و خصوصًا البنات .
    ما رأيك في أن تصنعي مع أطفالك عروس المولد
    بطريقة بسيطة و سهلة و أنتِ تحكين لهم حكاية هذه العروس
    و لمَ ارتبطت بالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم ؟

    *2- هيا نرسم ونلون عروسة المولد:


    ما رأيك فى أن تشاركى أطفالك رسم عروسة المولد
    ثم تقومين بتلوينها معهم

    *3- احكى لأطفالك عن هذه المناسبة العظيمة :


    و كيف أن مولد رسول الله صلى الله عليه و سلم
    حدث عظيم كان له تأثير كبير في حياة كل البشر
    غير مسار التاريخ و آذن بانتهاء الخرافة و الوثنية
    و عبودية الإنسان لأخيه الإنسان .
    احكى لهم بطريقة سهلة تناسب المرحلة العمرية لهم
    و بطريقة شيقة لتجذبيهم إلى سماعها و ليتفاعلوا معك .

    *4- أنشدى معهم أناشيد المولد النبوى الشريف


    و اجعليهم يشاركون معك فى سماعها .

    *5- اصنعى لهم بعض أصناف حلوى المولد فى المنزل


    و دعيهم يشاركون معك العمل ليشعروا بالفرحة و البهجة .








  • #2





    اصنعى عروسة المولد بطريقة سهلة
    وأسعدى أطفالك


    من أجمل الأعمال الفنية المبهجة التي تسعد الأطفال
    و خصوصًا البنات حيث اعتدنا منذ القدم على الاحتفال
    بالمولد النبوي الشريف بشراء العروسة
    لكن في ظل ارتفاع الأسعار يكون صنعها
    في البيت أفضل و بأقل التكلفة .

    و هذه طريقة بسيطة للأمهات لصنع عروسة المولد في المنزل
    بمشاركة أطفالها لتخلق جو من البهجة و السعادة .




    الاحتياجات المطلوبة لصنع «عروسة المولد»:

    - فوم ملون متوفر في المكتبات بجميع أنواعه
    اختاري الألوان المتناسقة مع بعض لعمل الفستان
    و للثلاث دوائر الموجودة في ظهر العروسة

    - فوم لون البشرة و كذلك لون الشعر
    يمكن أن يكون بني أو أصفر أو أسود

    - كرتون سميك لتثبيت العروسة

    - خرز ملون للتجميل

    - فرخ شفاف الزبدة
    - قلم رصاص و مقص
    - مسدس شمع للصق














    تعليق


    • #3
















      تعليق


      • #4
        طريقة عمل العروسة

        1- لشكل العروسة ارسمي الفستان أولا
        و يطوى الشفاف بالنصف و يرسم على النصف فقط
        لأن الفستان متماثل الجنبين اليمين و الشمال .

        2- ارسمي الوجه للعروسة
        و اجعلي بناتك يشاركون في تحديد الملامح و كذلك الذراعين .

        3- يتم نقل المرسوم على الشفاف
        ثم وضعه على الفوم
        ثم يقص و تركب الأجزاء على بعض
        بالطريقة المناسبة و تلصق .

        4- تزخرف الثلاث دوائر بالمثلثات و الخرز .

        5- يثبت التصميم على كرتون سميك لتتمكني من إيقافها .




        بنوتى دودى فى كيجى 2
        و الميس عملت معاهم عروسة المولد فى الكلاس
        و رجعت من المدرسة فى غاية السعادة
        علشان كده قررت إن أعمل مع بنوتاتى دودى و هلا
        عروسة المولد فى البيت
        و كمان اكتبها فى المنتدى للأمهات الحلوين
        اللى عندهم بنوتات صغيرين
        و كل سنة و كل أطفالنا و أطفال المسلمين
        فى كل مكان فى صحة و سعادة و أمن و أمان
        آمين





        هيا نرسم و نلون عروسة المولد


        من الأشياء المحببة جدا للأطفال الرسم
        و بمناسبة المولد النبوى الشريف ممكن تشاركى أطفالك
        رسم عروسة المولد بالقلم الرصاص
        ثم قومى بالتلوين معهم و اعطيهم الفرصة أن يختاروا
        الألوان المناسبة لكل جزء من العروسة
        هذا ينمى فى الطفل المواهب و الابداع
        و يغرس فيه روح الابتكار بالاضافة إلى مايشعر به
        من متعة و بهجة و سـعادة
        و تكون فرصة لكِ أن تحكى لهم عن تاريخ عروسة المولد
        و عن مولد الرسول عليه الصلاة و السلام و سيرته و أخلاقه
        بطريقة سهلة و بسيطة تتناسب مع أعمارهم .








        تعليق


        • #5





          أحكى لأطفالك حكاية عروسة المولد
          **********************

          تعتبر العروسة الحلاوة إحدى أيقونات التراث الشعبي،
          التي اتخذت لها في قلوب ووجدان المصريين مكانها،
          كرمز للمولد النبوي، حيث لا يزال الكثيرون يتمسكون بها
          ولا يتنازلون عنها حتى مع التحذيرات الصحية من
          الطرق البدائية المستخدمة في صناعتها.

          وصفها أحد الرحالة الإنجليز وهو مارك جرش الذي عاصر
          المولد النبوي في مصر بأنها عروس متألقة الألوان،
          توضع في صفوف متراصة وترتدي ثيابا شفافة
          كأنها عروس حقيقية.


          وكان الفاطميون هم أول من صنعوا العروس من الحلوي في المولد،
          وتجمل بالأصباغ، ويداها توضعان في خصرها وتزين بالأوراق
          الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومنذ ذلك الحين أصبحت
          الحلوي من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر،
          حيث تنتشر في جميع محال الحلوى والشوادر التي تُعرض فيها ألوان
          عدة من الحلويات المميزة، إلي جانب لعب الأطفال
          "عروس المولد للبنات"، والحصان أو الجمل للأولاد،
          ولذلك تُعتبر مظهرا أساسيا نظرا لها من موروث تاريخى يرتبط بها.



          وهناك عدة روايات حول تاريخها ،
          أحد هذه الروايات تفيد أن الخليفة الفاطمي ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ
          ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﻫﺐ ﻟﺘﺄﺩﻳﺐ ﺑﻌﺾ ﻗﺒﺎﺋﻞ الصحراءﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ
          ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻣﺼﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﺠﻨﻮﺩﻩ ﻭﻗﺎﺩﺗﻪ ﻣﺸﺠﻌﺎ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰﺍﻟﻘﺘﺎﻝ:
          ﺣﺎﺭﺑﻮﺍ ﺑﻤﻬﺎﺭﺓ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﺘﺼﺮ ﺳﺄﺯﻭﺝ ﻛﻼ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﺮﻭﺱ
          ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﻭﻓﻌﻼ ﻧﺠﺤﺖ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﻣﻨﺘﺼﺮﻳﻦ
          ﻓﺰﻭﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﺟﻮﺍﺭيه.

          ﻭﻋﻨدما ﺣﻞ ﺍلاﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﺗﺼﺎﺩﻑ ﺫﻛﺮﻯ

          ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻯ ﻓﻘﺎﻡ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﻋﺮﺍﺋﺲ
          ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻛﻬﺪﺍﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﻳﻦ
          ﻭﺇﻟﻰ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ
          ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ "ﻋﺮﺍﺋﺲ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ" ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﻳﺸﻴﻊ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ
          ﻓﻰ ﺍلأﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ.

          وهناك رواية أخرى تقول،
          أن الحاكم بأمر الله،كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته
          معه في يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بثوب
          ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين،
          فقام صنّاع الحلوي برسم الأميرة والحاكم في قالب الحلوي
          علي هيئة عروس جميلة، والحاكم تم صنعه فارسا يمتطي جوادا،
          بعد ذلك أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل أفراح الزواج
          وعقد القران مع مولد النبي، وهو ما يفسر سر العروس التي
          تُصنع في موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة.

          وترتبط عروسة المولد بفلسفة خاصة عند المصريين
          الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوى للمساكين فى ذكرى
          المولد النبوى، ويقال أن الحكام الفاطميين كانوا يشجعون
          الشباب على عقد قرانهم فى يوم المولد النبوى،
          ولذلك أبدع صناع الحلوى فى تشكيل عرائس المولد،
          وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر والتراث.


          ويشير أحد المؤرخون أيضًا إلى أن الحاكم بأمر الله
          قرر منع إقامة الزينات واحتفالات الزواج إلا فى المولد النبوى،
          لذلك حرص كثير من الشباب وعامة الناس على اتمام زواجهم
          فى أيام المولد، وفى تلك الفترة ظهرت العروسة المصنوعة
          من الحلوى لأنها كانت تعد بمثابة إعلان عن قرب موسم الزواج،
          وكان أهل العروسين يبدعون فى صناعة الحلوى فى أشكال
          جديدة للعروسة تيمنا بالزفاف القريب،
          وكانت عروسة المولد هى هدية أهل العريس لعروسه.





          تعليق


          • #6





            أحكى لأطفالك عن هذه المناسبة العظيمة
            *************************



            حلاوة زمان عروسة حصان

            ***********************
            حلاوة زمان عروسة حصان..
            وآن الأوان تدوق يا وله..
            حلاوة زمان"
            ،
            كانت تلك الكلمات هي مطلع الأغنية التي كتبها
            العبقرى "صلاح جاهين" ليطربنا بها "محمد قنديل"
            احتفالا وابتهاجا بيوم له طابع خاص عند المسلمين
            بشكل عام والمصريين بشكل خاص.

            أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف،
            ففي اليوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول من كل عام
            يحتفل المسلمون بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين،
            محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يوم عظيم
            ذو طابع خاص جدا لدى الشعب المصرى،
            الذي يحتفل به على طريقته الخاصة التي ورثها
            منذ أقدم العصور، ولكنه بالطبع أضفى عليها
            بعض التغييرات والتطورات.



            هناك عدة مظاهر وأشكال تميز يوم المولد النبوى في مصر،
            منها إقامة الشوادر والسرادقات في الميادين الكبيرة
            والمساجد الشهيرة كالحسين والسيدة زينب والسيدة عائشة،
            وينتشر بها حلقات الذكر والمنشدون الذين يتألقون
            في مدح الرسول صلّى الله عليه وسلم.

            ولعل من أهم تلك المظاهر التى تُعد علامة مميزة للاحتفال بذلك
            اليوم هي "حلوى المولد"، التي ترجع حكايتها إلى عصر الدولة
            الفاطمية، حيث أدخلها الفاطميون إلى مصر في يوم الاحتفال بالمولد،
            وساعدوا على نشرها وتوزيعها كنوع من التقرب السياسي من
            المصريين، لتصبح بذلك سمة من سمات الاحتفال بذلك اليوم.



            أصبح هناك العديد من الأشكال والأنواع من حلوى المولد،
            فهناك السمسمية، الحمصية، الفولية، والجوزية، النوجة، اللديدة،
            والملبن المحشو بالمكسرات وغيرها من مختلف الحلوى.

            وتطورت الحلوى بعد ذلك بصناعة العروسة والحصان الحلوى،
            التي يتم صناعتها من السكر، وكان الأطفال يتهافتون عليهما
            عند شراء الحلوى، ثم بدأ تصنيع هذه العرائس من البلاستيك
            وتزيينها بالأقمشة الملونة.



            فإن حلوى المولد ستبقى مظهرا وسمة أساسية من مظاهر
            الاحتفال بمولد النبى، وستبقى سببا رئيسيا في بهجة الأطفال
            والكبار وانتظارهم للمولد النبوى كل عام.

            فأكثر ما يثير السعادة داخل المنزل هو حالة الفرح
            التى يعيشها الأطفال بالعروسة والحصان،
            حيث تجد البنت وهى مفتونة بالعروسة وشكلها المزخرف،
            وتعتبرها ابنتها الوليدة أو شقيقتها الصغيرة،
            أما الولد فيتقمص دور الفارس الذى يمتطى الحصان الحلاوة،
            ولايكف ضجيج الولد وهو متلبس بهذه الحالة التى تجعله
            فارسا فى شخص طفل.


            ذلك الطقس المصرى الجميل ألهم صلاح جاهين قبل سنوات
            لتوثيقه فى أغنية لمحمد قنديل تقول كلماتها:
            حلاوة زمان عروسة حصان..
            وآن الأوان تدوق يا وله..

            تعالى لعمك وشوف الحلاوه..
            وعيط لأمك.. عشان الحلاوة..
            وعكر فى دمك.. عشان الحلاوة..
            آن الأوان .. ودوق يا وله.

            حلاوة زمان عروسة حصان..
            وآن الأوان تدوق يا وله..

            ما ليش دعوة ياما..
            أنا عاوز حلاوة..
            ما ليش دعوة ياما..
            يوه بطل داناوه..
            ماليش دعوة ياما..
            حلاوة حلاوة..

            حلاوة زمان عروسة حصان..

            وآن الأوان تدوق يا وله..








            تعليق


            • #7





              احكى لأطفالك عن السيرة النبوية العظيمة
              **************************
              خصصى وقت لأطفالك .. اجلسى معهم واحكى لهم
              عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم،
              وقصص عن أخلاقه الكريمة العظيمة،
              كيف كان النبى صلى الله عليه وسلم صادقا أمينا،
              كان يتصف بالرحمة والرفق والحلم،والشجاعة والجود والإيثار،
              فقد كان خلقه القرآن .. أى أن أخلاقه مستمدة من القرآن الكريم.

              فتعالوا معي نتعرف على ولادة نبينا وطفولة
              رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.



              محمد الرضيع
              *********
              ولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) في يوم الاثنين
              12 من ربيع الأول في عام الفيل في مكة.
              وأمه كانت آمنه بنت وهب وأبوه عبد الله بن عبد المطلب .
              وُلد نبينا محمد وهو يتيم الأب، فقد توفى أبوه عندما كانت
              أمه آمنه حامل بهِ.
              وعندما وُلد خرجت ثوبيه الأسلمية (وهي خادمة أبي لهب
              عم الرسول ) خرجت فرحة ووجها يملؤهُ السعادة،
              تبشرهم بولادة غلام جميل ووجههُ مشرقاً ،
              ومن سعادة عم النبي قال لها اذهبي فأنتي حرة.
              وفرح عبد المطلب (جد الرسول صلى الله عليه وسلم )
              بولادة حفيده وذهب الى بيت ابنه عبد الله وحمل الطفل
              الصغيروخرج به الى مكة وسماه محمدا.



              كانت من عادات العرب أن يرسلوا أطفالهم الى البادية
              لكي ينموا ويُربوا أقوياء البدن فصحاء اللسان.
              وجاءت نسوة من البادية من قرية بني سعد ليأخذن معهن أطفال
              من مكة ليقوموا بأ رضاعهم، وكانت كل امرأة منهن تبحث عن
              غلام له أب وغني حتى يعطيها مال أكثر، فكلما عُرض على
              احداهن النبي محمد لا تقبل به لأنه يتيم الأب.



              وأخذت كل سيدة طفل من أطفال مكة،
              وبقيت حليمة السعدية لم تختر أي طفل،
              ولم يبقى سوى محمد الطفل ففضلت أن ترجع ومعاها
              محمد أفضل من أن ترجع من دون طفل،
              وقالت لزوجها سآخذ محمدا.. فرد عليها زوجها
              خذيه علهُ يرزقنا الله الخير والبركة .
              وكانت حليمة (أم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الرضاعة )
              فقيرة ولديها إبل قل حليبها،
              وما إن أخذت محمدا صلى الله عليه وسلم إلى البادية حتى تبدل
              حالها وأصبح حليبها يشبع النبي محمد صلى الله عليه وسلم،
              ويشبع وليدها أخ النبي بالرضاعة ،



              واخضرت الأرض التي يزرعها زوجها وامتلأ ضرع
              الإبل بالحليب حتى صار يشبعهم جميعاً .

              وكان وجود محمد صلى الله عليه وسلم معهم فيه خيراً لهم،
              فتبدل حالهم وأصبحت البركة والخير تملأ دارهم
              وأشتغل زوجها بالرعي وبارك الله في شغلهِ وحلاله،
              ففرحوا بوجود محمد معهم وكانت تحبه كأنه ابنها فعلاً
              وحتى زوجها كان يحبه وأولادها أيضاً ،
              بل كل قبيلة بني سعد كانت تحبه ،
              وكانت تتمنى أن يبقى محمد معاهم أكثر وقت ممكن،
              وعندما أصبح عمر محمد صلى الله عليه وسلم سنتين
              عاودت به إلى مكة لترجعه لوالدته آمنه بنت وهب
              بعد انتهاء فترة الرضاعة،
              وكانت تتمنى أن تقبل السيدة آمنة برجوع محمد
              صلى الله عليه وسلم معها ،
              وحاولت أن تقنع آمنة بنت وهب أم الرسول أن يرجع محمد
              معها خوفاً من وباء كان ينتشر بمكة .

              فتابعوني يا أحبائي الصغار .. في الجزء الثاني
              لنتعرف هل وافقت السيدة آمنه على عودة
              محمد صلى الله عليه وسلم إلى البادية،
              أم لم توافق وبقي محمد مع السيدة آمنة بنت وهب،
              انتظروني مع محمد الطفل




              شاهدوا الجزء الأول من
              حياة النبى صلى الله عليه وسلم للأطفال











              تعليق


              • #8



                احكِ لأطفالك سيرة نبينا
                محمد صلى الله عليه وسلم
                ****************






                محمد الطفل
                *******


                أطفالى الأعزاء
                تعالوا معى نستكمل سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
                فبعد أن تعرفنا على ولادة نبينا محمد وقضاء فترة الرضاعة
                فى بادية بنى سعد مع أمه بالرضاعة حليمة السعدية وعائلتها،
                وبعد اكتمال سنتى الرضاعة،رجعت به حليمة السعدية إلى مكة
                وهى تفكر كيف أن تقنع أمه السيدة آمنة بنت وهب أن يبقى
                محمد صلى الله عليه وسلم معهم فى البادية.




                دخلت حليمة السعدية مع نبينا محمد الطفل الصغير إلى بيت
                السيدة آمنة بنت وهب،واستقبلت السيدة آمنة حبيبها وابنها الوحيد
                محمد صلى الله عليه وسلم بكل لهفة وحب وحنان،وقلبها تملأُه
                العاطفة وتحتضنه بين ذراعيها،فقد كانت مشتاقة لإبنها الوحيد
                وكانت تتمنى أن تنقضى فترة الرضاعة ليرجع وليدها إلى حضنها،
                وبعد أن هدأت عاطفتها،راحت تكلم حليمة السعدية عن أحوالها
                وعن أحوال محمد الرضيع معها خلال السنتين الماضيتين.




                فأخبرتها حليمة السعدية كيف تبدلت أحوالهم منذ أن دخل محمد
                صلى الله عليه وسلم بيتها،وكيف أن زوجها اشتغل بالرعى
                وبارك الله له فى الماشية،وكم هى حزينة لانقضاء فترة الرضاعة،
                ورجوع محمد إلى مكة،وطلبت منها أن يرجع محمد
                صلى الله عليه وسلم معها إلى البادية ليُربى فصيح اللسان
                قوى البدن،ويُربى فى الهواء الطلق حيث الصفاء والمرح،
                وأخبرتها أن كل هذا لا يتوفر فى أجواء مكة.




                وافقت السيدة آمنة بنت وهب أن يرجع محمد صلى الله عليه وسلم
                مع مرضعته حليمة السعدية إلى البادية،هذا بعد أن أخذت موافقة
                جده (عبد المطلب)،وذلك رغم شوقها وحبها أن يبقى محمد ابنها
                معها،فقد وافق جده لأن فى ذلك فائدة كبيرة لحفيده الغالى محمد.

                رجع محمد صلى الله عليه وسلم مع مرضعته حليمة السعدية
                إلى البادية وتربى مع أولادها،وكان الخير يعم قبيلة بنى سعد.
                وبعد ذلك أصبح محمد الطفل يخرج مع أولادها إلى البادية
                ليرعى معهم.

                وفى يوم من الأيام جاء رجلان وأجلسوا محمدا الطفل
                وقاموا بشق صدره،وأخرجا شيئاً منه.
                ذهب ابن حليمة السعدية - وهو أخو محمد صلى الله عليه وسلم
                بالرضاعة - يركض وينادى أمه ويخبرها أن رجلين شقا صدر
                محمد صلى الله عليه وسلم.




                راحت حليمة السعدية تركض ووجدت محمدا صلى الله عليه وسلم
                واقفا ويبدو عليه الفزع مما حدث له،فسألته ماذا أصابه وماذا حدث له،
                فأخبرها أن رجلين(وهما ملكين من السماء) قاما بشق صدره
                وأخرجا قلبه وأزالا شيئاً منه وقالا هذا نصيبك من الشيطان،
                وطهرا قلبه وارجعاه إلى مكانه ليستعد للنبوة والرسالة.

                خافت حليمة السعدية على محمد صلى الله عليه وسلم
                وقررت أن ترجعه إلى أمه خوفا من أن يحصل له مكروه،
                فقامت بإرجاعه إليها وحدثتها عما حدث.
                لكن السيدة آمنة لم تخف ولم تجزع،وتعجبت حليمة السعدية،
                فقالت لها السيدة آمنة أتخافين عليه من الشيطان؟ قالت نعم
                فقالت لها السيدة آمنة لا تخافى عليه من الشيطان.




                عادت حليمة السعدية إلى ديارها،وبقى محمد الطفل مع أمه فى مكة.
                وعندما أصبح عمر محمد الطفل 6 سنوات،قررت أمه السيدة آمنة
                أن تأخذه معها إلى أخواله (بنى النجار) فى يثرب (المدينة)،
                وبقيت هناك شهرا كاملا وأخذت محمدا صلى الله عليه وسلم
                إلى قبر والده هناك.
                وعند عودتها إلى مكة مع طفلها محمد وجاريتها أم أيمن،
                وفى الطريق توفيت السيدة آمنة فى مكان يُسمى الأبواء ودفنت هناك.




                عادت الجارية أم أيمن مع محمد الطفل وهو حزين لفراقه أمه
                الغالية التى لم يقضِ معها وقت طويل.
                وأصبح محمد الطفل يتيم الأب والأم ،ولما وصلا إلى مكة
                ذهبت به أم أيمن إلى بيت جده عبد المطلب الذى تكفل برعايته
                هو وزوجته والتى كانت بنت عم السيدة آمنة واهتما به اهتماما كبيرا.

                مرت سنتان ومحمد الطفل مُحاط بالرعاية والحب والحنان
                من جده عبد المطلب،وعندما أصبح عمره 8 سنوات توفى جده
                عبد المطلب،وحزن محمد صلى الله عليه وسلم لوفاة جده.




                كفل برعاية وتربية محمد الطفل عمه (أبو طالب)،
                وكان حب عمه أبى طالب لا يقل عن حب جده عبد المطلب.
                وكان عمه أبو طالب أقل مالاً من أعمام محمد الآخرين،
                ولكنه تكفل برعايته لأنه يحبه كثيراً،بل قد أحبه أكثر من أولاده،
                وكان يصطحبه معه فى أى مكان يذهب إليه،وكان يرى فى ذلك
                الطفل النباهة والكياسة والوعى فى كلامه وحركاته وتصرفاته
                غير متوفرة فى الأولاد الذين فى مثل عمره.




                إلى هنا أحبائى الصغار ننهى معكم سيرة محمد الطفل
                وانتظرونى فى محمد الفتى
                لنرى ما كان يفعله محمد صلى الله عليه وسلم
                وكيف ساعد عمه أبى طالب فى الرعى
                وأعانه فى تأمين العيش لعياله.


                شاهدوا الجزء الثانى من
                حياة النبى صلى الله عليه وسلم للأطفال










                يتبع

                تعليق


                • #9





                  محمد الفتى
                  *******
                  عرفنا فى الموضوع السابق أنه توفى جد نبينا محمد
                  صلى الله عليه وسلم وتكفل برعايته عمه أبو طالب،
                  وصار عم النبى (أبى طالب) لا يفارق محمداً صلى الله عليه وسلم،
                  وكان يأخذه لأى مكان يذهب إليه،وفى أى مجلس يجلس به،
                  وكان يناديه (ابنى) أو (ولدى) لأنه كان يحبه أكثر من أولاده،

                  فكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه،
                  وكان يخصه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعاً
                  أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله - صلى الله عليه
                  وسلم- شبعوا، فكان إذا أراد أن يؤكلهم قال: كما أنتم حتى يأتي ولدي،
                  فيأتي النبيّ فيأكل معهم، فكانوا يفضلون من طعامهم، فيعجب أبو
                  طالب، ويقول: إنك لمبارك.
                  وكان الصبيان يصبحون رمصاً شُعثاً، ويصبح محمد دهيناً كحيلاً،
                  وقد زاده حباً في نفسه ما كان يتحلَّى به النبيّ في صباه من طيب
                  الشمائل، وكريم الآداب في هيئة الأكل، والشرب، والجلوس،والكلام،
                  مما يعز وجوده في هذه السن بين الصبيان، ويدل على أن الله -
                  سبحانه - فطره من صغره على خير الخلال والآداب.



                  وطلب محمد الفتى من عمه أبى طالب أن يقبل تبرعه برعاية
                  مواشيه حتى حتى يعينه على تأمين العيش لأهله ولكثرة انفاق
                  أبى طالب على خدمة الكعبة الشريفة.
                  فرح أبو طالب بتفكير ابن أخيه الفتى محمد صلى الله عليه وسلم
                  ووافق على طلبه،وصار محمد صلى الله عليه وسلم يرعى المواشى
                  وظل على هذا الحال إلى أن بلغ الثانية عشرمن عمره.



                  ولقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم كيف أن الأنبياء
                  كانوا يرعون الغنم.
                  فعن أبى هريرة رضى الله عنه
                  أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:

                  " ما من نبي إلا وقد رعى الغنم . قالوا : وأنت يا رسول الله ؟
                  قال : نعم ، كنت أرعاها بالقراريط لأهل مكة
                  " . رواه البخاري .
                  فرعاية الغنم أحبتى الصغار تحتاج إلى الصبر،
                  وكذلك تجعل القلب رؤوفاً وحنوناً.



                  رحلة محمد- صلى الله عليه وسلم-الفتى إلى الشام:
                  خرج به عمّه إلى الشام في تجارة وهو ابن اثنتي عشرة سنة،
                  وذلك من تمام لطفه به، لعدم مَنْ يقوم به إذا تركه بمكة،
                  فرأى هو وأصحابه ممن خرج معه إلى الشام من الآيات فيه
                  - صلى الله عليه وسلم- ما زاد عمّه في الوصاة به والحرص عليه،
                  كما رواه الترمذي في جامعه بإسناد رجاله كلهم ثقات،
                  من تظليل الغمامة له، وميل الشجرة بظلها عليه،
                  وتبشير بحيرة الراهب به، وأمره لعمه بالرجوع به
                  لئلا يراه اليهود فيرومونه سوءً.



                  أخبرنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي بكر بن موسى ، عن أبيه ،
                  قال : خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه
                  وسلم في أشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب حطوا عن
                  رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج
                  إليهم ولا يلتفت . قال : فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب
                  حتى إذا جاء فأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : هذا سيد
                  العالمين ، هذا يبعثه الله تعالى رحمة للعالمين ،
                  فقال له أشياخ قريش : ما علمك ؟
                  فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر
                  ساجدا ، ولا يسجدون إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من
                  غضروف كتفه مثل التفاحة ، ثم رجع فصنع لهم طعاما ،
                  فلما أتاهم به ، وكان هو في رعية الإبل ، قال : أرسلوا إليه ،
                  فأقبل وعليه غمامة مظللة ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه
                  إلى فيء شجرة ، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه ،
                  فقال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه .



                  وتذكر بعض النصوص أن الراهب "بحيرة" أصر على أبي طالب
                  أن يعود به إلى مكة وأن يبقيه تحت رقابته خوفا عليه من اليهود
                  وغيرهم، الذين كانوا يرون العلامات التي وردت في كتبهم متحققة
                  في شخص محمد. فرجع به أبو طالب إلى مكة ولم يكمل الرحلة إلى
                  الشام. ويذكر المؤرخون والمؤلفون في سيرة النبي (ص) أنه ظهر
                  للنبي (ص)، في هذه الرحلة التي ضمت أعيان المكيين والقرشين،
                  كرامات وفضائل كثيرة، من قبيل الغمامة التي كانت تظلله من
                  الشمس، والمياه التي اندفعت من بطون الصحراء،
                  والأشجار اليابسة التي كانت تعود إليها الحياة بعدما يجلس تحتها
                  الرسول صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك مما هو مذكور
                  في كتب السيرة والتاريخ.




                  شاهدوا الجزء الثالث من
                  حياة النبى صلى الله عليه وسلم للأطفال





                  تعليق


                  • #10





                    محمد الشــاب
                    *********
                    عرفنا فى الموضوع السابق أن
                    الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم
                    كان قدوة حسنة في العمل والاعتماد على النفس،
                    حيث عمل قبل البعثة بالرعي والتجارة.
                    فقد عمل الرسول صلّى الله عليه وسلّم في رعي الأغنام،
                    وكان ذلك في سن مبكرة،ثم بدأ يشتغل مثل غالبية أهل مكة بالتجارة.
                    فعندما بلغ عمر النبي عليه الصّلاة والسّلام الثانية عشر عاماً،
                    اشتغل مع عمه أبي طالب في التجارة حيث سافرا إلى الشام،
                    وهناك في بصرى الشام رآه الراهب بحيرى وأدرك أنّ هذا
                    الفتى سيكون له شأن عظيم، وحذر أبا طالب من رؤية
                    اليهود للنبي عليه الصّلاة والسّلام.



                    وفي سن الخامسة والعشرين للنبي محمد عليه السلام
                    عمل عند السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في التجارة.
                    كانت خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ ذات شرف ومال،
                    تستأجر الرجال ليتاجروا بمالها،
                    فلما بلغها عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدق حديثه
                    وعظم أمانته وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يخرج في مالها
                    إلى الشام تاجراً وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار.
                    فقبل وسافر معه غلامها ميسرة ، وقدما الشام،



                    وباع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ سلعته التي خرج بها،
                    واشترى ما أراد من السلع، فلما رجع إلى مكة وباعت خديجة ـ
                    رضي الله عنها ـ ما أحضره لها تضاعف مالها .
                    وقد حصل محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذه الرحلة
                    على فوائد عظيمة بالإضافة إلى الأجر الذي ناله،
                    إذ مر بالمدينة التي هاجر إليها من بعد وجعلها مركزاً لدعوته،
                    وبالبلاد التي فتحها ونشر فيها دينه،
                    كما كانت رحلته سبباً لزواجه من خديجة بعد أن
                    حدثها ميسرة عن سماحته وصدقه وكريم أخلاقه .


                    رأت خديجة ـ رضي الله عنها ـ في مالها البركة ما لم تر قبل هذا،
                    وأُخْبِرت بشمائله الكريمة، فتحدثت برغبتها في زواجه
                    إلى صديقتها نفيسة أخت يعلى بن أمية .
                    وعندما عرضت السيدة خديجة على محمد صلى الله عليه وسلم
                    الزواج،قبل بالزواج بها،حيث كانت تبلغ من العمر أربعين عاماً،
                    وهو عليه الصّلاة والسّلام خمسة وعشرين عاماً،
                    فكانت السيدة خديجة هي أولى النساء التي تزوجها،
                    وبقيت معه خمس وعشرين سنة،
                    ثمّ توفيت رضوان الله عليها بعد البعثة بعشر سنوات.



                    يقول ابن حجر :
                    " .. إن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت ذات شرف وجمال
                    في قريش، وإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج في تجارة لها ـ
                    رضي الله عنها ـ إلى سوق بصرى، فربح ضعف ما كان غيره
                    يربح . قالت نفيسة أخت يعلى بن أمية : فأرسلتني خديجة إليه
                    دسيساً (خفية)، أعرض عليه نكاحها، فقبل وتزوجها وهو
                    ابن خمس وعشرين سنة، والذي زوجها عمها عمرو لأن أباها
                    كان مات في الجاهلية، وحين تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه
                    وسلم ـ كانت أيماً بنت أربعين سنة، وكان كل شريف من قريش
                    يتمنى أن يتزوجها، فآثرت أن تتزوج برسول الله ـ صلى الله عليه
                    وسلم ـ فأصابت بذلك خير الدنيا والآخرة " ..



                    وخديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت تُدْعى في الجاهلية الطاهرة،
                    وهي أول امرأة تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
                    ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، وهي أم أولاده جميعاً،
                    إلا إبراهيم فإن أمه مارية القبطية ـ رضي الله عنها ـ .


                    وقد ولدت خديجة ـ رضي الله عنها لرسول الله
                    - صلى الله عليه وسلم - غلامين وأربع بنات .
                    وأولاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها هم:
                    * القاسم ، و به كان - صلى الله عليه وسلم – يكنى،
                    *و عبد الله ويُلقب الطاهر والطيب .
                    وقد مات القاسم بعد أن بلغ سِناً تمكنه من ركوب الدابة،
                    ومات عبد الله وهو طفل، وذلك قبل البعثة ..


                    أما بناته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهن:
                    زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة .
                    وقد أسلمن وهاجرن إلى المدينة وتزوجن ..
                    ثم توفاهن الموت قبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
                    إلا فاطمة ـ رضي الله عنها ـ فإنها عاشت بعده
                    ـ صلى الله عليه وسلم ـ ستة أشهر ..


                    وقد توفيت السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ
                    قبل الهجرة بثلاث سنين ،
                    وقبل معراج النبي - صلى الله عليه وسلم -،
                    ولها من العمر خمس وستون سنة، ودفنت بالحجُون،
                    لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة،
                    فرضي الله عنها وأرضاها ..


                    شاهدوا الجزء الرابع من
                    حياة النبى صلى الله عليه وسلم للأطفال





                    تعليق


                    • #11


                      أحبتي الصغار أسعد الله أوقاتكم بالخير والبركة
                      بعد أن تعرفنا عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
                      وهو فى كفالة عمه أبي طالب ورعايته
                      وتعرفنا على رحلته إلى الشام والتجارة
                      وزواجه من السيدة خديجة وأولاده منها
                      تعالو معي نكمل سيرة الحبيب المصطفى




                      تحكيم الرسول
                      عليه الصلاة والسلام
                      في وضع الحجر الأسود


                      عندما كان عمر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 35 سنة،
                      جرف مكة سيل قوي (بسبب الأمطار) ووصل إلى بيت الله،
                      وتضرر بنيان الكعبة وأوشكت على الانهيار،
                      فقررت قريش أن تعيد بناء الكعبة الشريفة ،وقرروا ألا يُدخلوا
                      في بنيانها إلا طيباً، وأن لا يُدخلوا في بنائها أي مال حرام
                      أو ربا أو مال مأخوذ من أشخاص بالغصب .


                      وبعد بنائهم للكعبة ووصلوا إلى الحجر الأسود،
                      فاختلف أهل قريش فيمن سيتميز برفعه ووضعه في مكانه
                      فكل قبيلة كانت تريد هي أن تضع الحجر في مكانه لتنال هذا الشرف،
                      واستمر النزاع لأيام حتى كاد أن يتحول إلى حرب
                      إلا أن أبا أمية بن المغيرة عرض عليهم أن أول من يدخل
                      إلى الكعبة يرضوا بحكمه فوافقوا على هذا الاقتراح.


                      وشاء الله أن يكون أول داخل عليهم هو المصطفى محمد
                      صلى الله عليه وسلم، فقالوا عند دخوله رضينا بالأمين
                      محمد أن يحكم بيننا.
                      وعندما سمع منهم النبي طلب أن يوضع الحجر على ثوب (رداء)،
                      ويمسك كل رئيس قبيلة بطرف من أطراف الرداء وحملوه جميعاً ،
                      وعندما وصلوا الى الكعبة رفعه النبي محمد ووضعه بمكانه،
                      وكان حل النبي محمد حل حكيم رضيت به كل قبائل قريش.
                      وقصة الحجر الأسود هذه تشهد بحكمة محمد، وعبقرية محمد،
                      وعظمة محمد صلى الله عليه وسلم منذ أن كان شاباً فتياً.



                      تعبد الرسول عليه الصلاة والسلام
                      فى غار حراء قبل نزول الوحي عليه



                      عرفنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام نشأ على الأخلاق الفاضلة،
                      والصفات الحميدة من صدق و أمانة وعفة ووفاء،
                      حتى لقّبه قومه بالصادق الأمين.
                      فكان صلى الله عليه وسلم بعيداً عن أرجاس الجاهلية
                      مبغضاً للأصنام، فلم يسجد لصنم أبداً، ولم يشرب الخمر،
                      بل كان بعيداً عمَّا يفعله غالبية قريش ويكاد ينحصر الجزء الأول
                      من حياته في الاشتغال برعي الأغنام، ثُمَّ في التجارة مع عمه
                      أبي طالب ثُمَّ في مال السيدة خديجة، ومع ما صار إليه - بعد زواجه
                      من السيدة خديجة - من رغدٍ في العيش، إلاّ أنه نشأ زاهداً في الحياة
                      ولذّاتِها، محِبّاً للتقشف وبساطة العيش، محباً للوحدة والعزلة.




                      ولمَّا رأى صلى الله عليه وسلم ما عليه الناس من انحراف عن
                      الدين الحنيف، وحـب الدنيا، والانغماس في اللهو،
                      مال
                      إلى الوحدة والانطلاق بعيداً عن قريش،
                      واختار لنفسه التأمل والتفكير في مخلوقات الله،
                      وفي فضائه الواسع، واختار العزلة في غار حراء،
                      وهو غار على سفح جبل النور ، ويبعد عن مكة خمس كيلومترات.


                      كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخلو في غار حراء أيَّاماَ
                      وليالي متتابعاً، كان يخلو فيه لنفسه يتأمل ويفكر ويسأل
                      الله
                      في عزلته أن يهدي
                      الناس إلى سواء السبيل.
                      ويظل كذلك إلى أن ينفذ طعامه وشرابه فيخرج إلى خديجة لكي
                      يصيب من الزاد ما يشاء ليستأنف بعد ذلك الخلوة والتعبد والتفكير.


                      ولم يكن تعبده في غار حراء الذي اتخذه مكاناً لخلوته
                      إلاَّ نوعاً من التفكير في الخالق بديع السموات والأرض
                      ،
                      وأنَّ عزلته صلَّى الله عليه
                      وسلَّم كانت للتأمل،
                      وكانت إلهاماً من الله تعالى لتصفو نفسه وتستعد كل الاستعداد
                      لتلقي أعباء الرسالة العظيمة التي اختاره الله لها.






                      تعليق


                      • #12


                        بدء نزول الوحي على
                        رسول الله
                        صلى الله عليه وسلم



                        لقد علمنا مما سبق أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام
                        كان يخلو بنفسه في غار حراء متعبداً،
                        وكانت عبادته على دين إبراهيم عليه السلام،
                        واستمر تعبده صلَّى الله عليه وسلم في غار حراء
                        حتى نزل عليه الوحي.


                        كانت الرؤيا الصادقة هي مقدمات الوحي،
                        فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت حقاً،
                        ولقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
                        " أول ما بُدِئَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرؤيا الصادقة
                        في النوم فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت مثل فلق الصبح ".



                        لمَّا أتمَّ الرسول عليه الصلاة والسلام الأربعين من عمره،
                        وكان الشهر الذي أراد الله تعالى إكرامه فيه بالرسالة،
                        وهو شهر رمضان، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
                        غار حراء حيث اعتاد الاختلاء بنفسه والعزلة عن الناس والتأمل
                        في ملكوت الله، فلما كانت الليلة التي أكرمه الله فيها بنزول أول
                        آيات القرآن الكريم جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى.


                        يقول الرسول عليه الصلاة والسلام
                        " جاءني جـبريل في الغار فقال لي: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ.
                        فأخذني فضمني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ.
                        فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فضمني الثالثة ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ.
                        فقلت: ماذا أقرأ؟ فقال جبريل:

                        { اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك
                        الأكرم* الذي علَّم بالقلم* علَّم الإنسان ما لم يعلم}

                        [سورة العلق، الآيات 1- 5].

                        قال: فقرأتها، ثُمَّ انتهى فانصرف عني، فكأنما كُتِبَت في قلبي كتاباً.
                        ثُمَّ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: " فخرجت حتى إذا كنت في
                        وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول: يا محمد،
                        أنت رسول الله وأنا جبريل…"



                        أسرع الرسول عليه الصلاة والسلام في العودة وقد أصابته رعدة
                        شديدة، وأخـذ جسمه يتصبب عرقاً حتى إذا دخل على زوجته
                        خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قـال: " زمّلوني زمّلوني ".
                        فزمَّلُوه حتى ذهب عنه الروع سألته السيدة خديجة رضي الله عنها
                        عمَّا أصابه، فحدّثها بالذي رأى وأخبرها الخبر.
                        وقال لها:" لقد خشيت على نفسي ".
                        فقالت له رضي الله عنها: كلا والله ما يخزيك الله أبداُ،
                        إنَّك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف،
                        وتعين على نوائب الزمن. ثُمَّ طمأنته وقالت له: أبشر يا ابن عم
                        واثبت. فوالله إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.


                        ثُمً قامت السيدة خديجة رضي الله عنها وانطلقت إلى ابن عمها
                        ورقة بن نوفل بن أسد، فقال لها بعد أن سمع منها ما حدث وما كان
                        من أمر محمد عليه الصلاة والسلام مع جبريل عليه السلام:
                        إنَّ محمداً هو نبي هذه الأمة، وقولي له أن يثبت ولا يخاف"..



                        وقد التقى ورقة بن نوفل بالرسول عليه الصلاة والسلام وهو يطوف
                        بالكعبة كعادته، وطلب منه أن يقص عليه قصته بنفسه،
                        فقصَّ عليه الصلاة والسلام ما حدث له،
                        فطمأنه وكرَّر عليه ما أخبر به السيدة خديجة،
                        ثُمَّ أضاف: يا ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك حتى أنصرك
                        نصراً مؤزراً. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أوَ مُخْرِجي هُم؟
                        قال: نعم.

                        وكانت سورة العلق أول سورة نزلت من القرآن الكريم
                        على محمد صلَّى الله عليه وسلم،
                        وكانت الليلة التي نزلت فيها هي ليلة القدر
                        التي فضلها الله على سائر الليالي،
                        فقال جلَّ من قائل:
                        { إنَّا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر*
                        ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر* تنزَّل الملائكة والروح فيها
                        بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتَّى مطلع الفجر }
                        .

                        [سورة القدر].




                        الدعوة إلى الإسـلام


                        علم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بالواجب الذي سيعهد به إليه،
                        وصار يتردد على مهبط الوحي في غار حراء منتظراً أمر ربه
                        إلى أن نزلت الآيات الكريمات
                        { يا أيها المدثر* قم فأنذر* وربك فكبر* وثيابك فطهر* }
                        [سورة المدثر، الآيات: 1-4].
                        فكان ذلك بدء الدعوة للإسلام.



                        لم يكن بالأمر السهل أن يقوم الرسول عليه الصلاة والسلام بدعوة
                        قومه للإسلام في مكة في ذلك الوقت إذ كانت معقل الوثنية،
                        ومركز دين العرب وعبادة الأصنام، وكان عليه الصلاة والسلام
                        يعرف أنَّه سوف يتعرض لكثير من الأذى لأن الناس متمسكون
                        بجاهليتهم وما ألفوه من عادات وعبادات، ومع كل هذا فقد تحمَّل
                        عليه الصلاة والسلام هذه المسئولية الضخمة بشجاعة وثبات
                        بفضل ما كان عليه من صفات خُلُقية ساعدته على تخطى جميع
                        العقبات التي صادفته في تبليغ رسالة ربه.




                        شهدت الدعوة إلى الإسلام عهدين رئيسيتين هما
                        العهد المكـي،
                        وهي المدة التي قضاها الرسول عليه الصلاة والسلام في نشر
                        الدعوة بمكة المكرمة مستعملاً كل وسائل الإقناع،
                        متحملاً كل أنواع الأذى في سبيلها.
                        والعهد المدني،
                        وهي المدة التي قضاها عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة،
                        وتسلم فيه زمام المبادرة والقوة عندما فرض الله سبحانه وتعالى
                        الجهاد في سبيل الدعوة إلى الإسلام.


                        وفي العهد المكي مرَّت الدعوة بمرحلتين هما:
                        (1) الدعوة سـراًّ
                        (2) الدعوة جهـراًّ




                        تعليق


                        • #13


                          الدعوة سراً


                          لمَّا تلقى الرسول عليه الصلاة والسلام الأمر من ربه
                          بتبليغ رسالته، مضى إلى غايته،
                          وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة سرًّا ثلاث سنوات،
                          وبدأ بأقرب الناس إليه من أهله وأصدقائه،
                          فآمن به من آمن مِمَّن شرح الله صدورهم إلى الإسلام،
                          وكذَّبه فريق منهم.

                          ومن السابقين إلى الإسلام المُسارعين إليه السيدة خديجة بنت خويلد
                          زوجته عليه الصلاة والسلام،كانت أول من أسلم بدعوته،
                          وعلي بن أبي طالب ابن عمه،
                          وكان صبياً يعيش فى كفالة الرسول صلى الله عليه وسلم،
                          كان علي عند إسلامه صبياً لم يتجاوز العاشرة من عمره،
                          وسبب إسلامه أنّه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام
                          والسيدة خديجة
                          يُصَلَّيان، فسأل
                          الرسول عليه الصلاة والسلام
                          فأخبره بأنّه رسول الله، وأنَّه جاء بالإسلام،
                          فأسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
                          وبذلك يكون أوّل مَنْ أسلم من الصبيان.


                          وأسلم زيد بن حارثة مولى الرسول عليه الصلاة والسلام،

                          وأبو بكر الصديق رضـي الله عنه،
                          صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقه.
                          ثم أسلم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن ابن عوف
                          وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيدالله.
                          وكانت اجتماعتهم تكون في دار الأرقم،
                          يجتمعون ويتلوالرسول عليهم الآيات القرآنية .


                          الدعوة جهراً


                          استمرَّ الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الناس إلى الإسلام
                          سراً ثلاث سنين، حتَّى جاء أمر الله إليه أن يجهر بالدعوة إلى الله،
                          وأن يدعو الناس للإسلام. وكان بدء هذه المرحلة الهامة من الدعوة
                          نزول قول الله سبحانه وتعالى:
                          { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركيِن }
                          [سورة الحجر،آية94]،
                          وكذلك قوله تعالى:
                          { وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك
                          من المؤمنين* فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون }

                          [سورة الشعراء، آية 214-215]،



                          تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى بالجهر بالدعوة قام الرسول
                          عليه الصلاة والسلام بالصعود على الصفا وقال:
                          " يا معشر قريش ".
                          فقالت قريش: محمد على الصفا يـهتف،
                          فأقبلوا إليه واجتمعوا عنده وقالوا: مالك يا محمد؟
                          قال صلَّى الله عليه وسلم:
                          " أرأيتم لو أخبرتكم أنَّ خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقونني؟
                          قالوا: نعم، أنت عندنا غير متهم، وما جرّبنا عليك كذباً قط.
                          فقال لهم:
                          إني نذير لكم بين يدي عذابٍ شديد،
                          يا بني عبد المطلب، يا بني عبد مناف، يا بني زهرة،
                          وعدَّد عليه الصلاة والسلام قبائل قريش،
                          إنَّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين،
                          وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيباً
                          إلاَّ أن تقولوا لا إله إلاَّ الله ".
                          فقال أبو لهب:
                          " تباً لك ألهذا جمعتنا ".
                          فأنزل الله تبارك وتعالى
                          { تبَّت يدا أبي لهب وتب* ما أغنى عنه ماله وما كسب* سيصلى
                          ناراً ذات لهب* وامرأته حمَّالة الحطب* في جيدها حبلٌ من مسد}

                          [سورة المسد].
                          وقد أغضبت هذه السورة أبا لهب، فأظهر هو وزوجته
                          العداوة الشديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.




                          انطق الرسول عليه الصلاة السلام يدعو للإسلام جهراً،
                          فأخذ يدعو السادة والعبيد، ويدعو الأقربين، وكذلك الغرباء،
                          ويدعو أهل مكة، ويدعو الحجاج الذين يفدون إلى مكة
                          من مختلف البلدان، واستمرّت هذه المرحلة في مكة عشر سنين
                          حتى هجرة المسلمين إلى يثرب، وقد لقي المسلمون في هذه
                          المرحلة الأذى والتعذيب من قريش،
                          وظلُّوا صابرين أقويـاء بإيمانهم وعقيدتهم.



                          وخافت قريش من أن ينتشر الإسلام ،
                          فجاءوا إلى أبي طالب عم النبى صلى الله عليه وسلم
                          وطلبوا منه أن يكلم النبي محمد بكف الدعوة عن الاسلام،
                          وسيعينوه سيداً على قريش ومكة ويقدمون الأموال له وكل مايتمنى
                          ولكن كان رد النبي محمد صلى الله عليه وسلم
                          (ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري
                          على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو اُهلك فيه ماتركته )

                          فقال له عمه اذهب يابن أخي فقل ماأحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبداً.


                          إيذاء قريش لرسول الله والمسلمين



                          بدأت مقاومة قريش للرسول عليه الصلاة والسلام عندما أخذ
                          يتلو عليهم الآيات القرآنية مبيناً لهم مبادئ الدين الإسلامي الجديد
                          وأهدافه في العدل والمساواة بين البشر، وفي عبادة الله وحده لا
                          شريك له، وترك عبادة الأصنام، مبشراً المؤمنين بالجنة،
                          ومنذراً الذين كفروا بعذابٍ عظيم.


                          ولمَّا أظهر الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه الإسلام،
                          وفشا أمره في مكة، كان أصحابه يعاونونه في نشر الدعوة بين
                          النَّاس، فغضبت لذلك قريش، وكان من أشدهم حرباً على الرسول
                          عليه الصلاة والسلام وإيذاءً له أبو جهل (عمرو بن هشام)،
                          وأبو لهب بن عبد المطلب، والوليد بن المغيرة،
                          و النضر بن الحارث، وغيرهم.



                          لكنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام استمرَّ في دعوته
                          ولم يتخاذل أمامهم، وظلَّ مجاهداً بكل ما أُوتي من وسائل
                          الإقناع وإقامة الأدلة على صحة دعوته.
                          وكان الرسول عليه الصلاة والسلام في أوَّل الأمر يتجنَّب
                          الاحتكاك بالمشركين، فكان يذهب ومَنْ معه من المسلمين
                          إلى صعاب مكة يؤدون الصلاة، غير أنّ المشركين
                          كانوا يتصدون لهم بالسباب والشتائم.


                          أخذ المشركون يسخرون من الرسول عليه الصلاة والسلام
                          ويتهمونه بالسحر والجنون، وينشرون ذلك بين الناس والحجاج،
                          والرسول عليه الصلاة والسلام يكذبهم،ولم يقتصر الأمر علىإيذاء
                          النبي صلى الله عليه وسلم فقط، بل آذوْا صحابته كلهم،
                          فكان أميه بن خلف المشرك يضع حجرًا كبيرًا على بطن سيدنا
                          بلال بن رباح - رضي الله عنه - وآذوا كثيرًا من المسلمين،
                          وقتلوا أيضًا عددًا منهم،
                          ولكن يا أحبائي لا تحسبون أن من يُقتل في سبيل الله
                          يذهب دمُه هدرًا، بل هو في جنة عظيمة جدًّا،
                          يأكل فيها ما لذَّ وطاب، ويتنعم فيها، وينام على الحرير،
                          كل هذا؛ لأنه تمسك بدينه حتى مات.






                          تعليق


                          • #14


                            الهجرة الأولى إلى الحبشة



                            لمَّا رأى الرسول عليه الصلاة والسلام ما حل بالمسلمين من أذى
                            يوقعه بهم المشركون، أراد أن ينقذهم مِمَّا يلاقون،
                            فنصحهم بالهجرة إلى الحبشة.

                            وقد فضّل الرسول عليه الصلاة والسلام هجرة المسلمين إلى الحبشة
                            دون غيرها من البلدان، لأنّ سكانها يدينون بالمسيحية،
                            وأنّ فيها ملكاً عُرِفَ بالتسامح والعدل وأنَّه لا يظلم عنده أحد.

                            خرج المسلمون من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام
                            مهاجرين مخافة الفتنة، وفراراً إلى الله بدينهم،
                            وكانت هذه أوَّل هجرة في الإسلام.



                            وكان أهل هذه الهجرة الأولى اثني عشر رجلاً وأربع نسوة،
                            من بينهم عثمان بن عفان وزوجته رقية ابنة الرسول عليه الصلاة
                            والسلام، ومنهم الزبير
                            بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف،
                            وعبد الله بن مسعود، وأبو سلمة وزوجته، رضي الله عنهم أجمعين.


                            خرج المهاجرون متسللين سرّاً حتى وصلوا إلى شاطىء البحر
                            الأحمر، وهناك وجدوا سفينة حملتهم إلى الحبشة.
                            وكان خروج المهاجرين من مكة في رجب من العام الخامس للبعثة،
                            وأقاموا في الحبشة حتى أُشيع أنَّ قريشاً قد تصالحت مع الرسول
                            عليه الصلاة والسلام ففرحوا بذلك أشد الفرح، وعزموا على العودة
                            إلى مكة، فلمَّا اقتربوا منهم بلغهم أمر المشركين وأنَّهم ما زالوا على
                            كفرهم وعصيانهم. عندئذٍ توقفوا عن الدخول خوفاً من المشركين،
                            إلى أن دخل كل واحد منهم في جوار رجل من قريش.

                            ورغم قلة عدد المهاجرين إلى الحبشة في هذه المرة إلاّ أنّه كان
                            لهجرتهم هذه شأن عظيم في تاريخ
                            الإسلام، فإنهم كانوا برهاناً
                            لأهل مكة على مبلغ إخلاص المسلمين وتفانيهم في احتمال ما
                            يصيبهم من
                            المشقات والمتاعب في سبيل تمسكهم بعقيدتهم.



                            الهجرة الثانية إلى الحبشة



                            لمَّا قدم أصـحاب الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم مكة من الهجرة
                            الأولى، أشتدّ عليهم قومهم ولقوا منهم أذى شديداً،
                            فأذن لهم الرسول صلَّى الله عليه وسلّم في الهجرة إلى الحبشة
                            مرّة ثانية، وكان عدد الذين خرجوا في الهجرة الثانية ثلاثة وثمانين
                            رجلاً واثنتي عشرة امرأة من قريش، وسبع نساء أخريات من
                            غيرها، وأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند ملكها النجاشي في
                            أحسن جوار.

                            لم تسترح مكة وأهلها إلى خروج من خرج من المسلمين إلى الحبشة،
                            بل بعثوا برجلين إلى النجاشي، و معهما الهدايا النفيسة ليقنعوه بأن
                            ير
                            د المسلمين من مواطنيهم إليهم.
                            وكان الرسولان هما عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة،
                            وقد دفعا إلى النجاشي وإلى بطارقته بالهدايا كي يرد المهاجرين
                            من أهل مكة إليها.



                            لكن عندما استمع النجاشى إلى كلام جعفر ابن أبى طالب
                            وإلى تلاوته الآيات من سورة مريم
                            { فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً*
                            قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً* وجعلني مباركاً
                            أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً }
                            ،
                            وجه النجاشي كلامه لعمرو بن العاص وزميله قائلاً:
                            انطلِقا، والله لا أسلمهم إليكما.
                            وأقبل النجاشي على جعفر وقال: " اذهبوا فأنتم آمنون

                            ثُمَّ أكرمهم وأحسن إليهم.
                            وظلوا بالحبشة حتى السنة السابعة من الهجرة.

                            وقد كتب الرسول عليه الصلاة والسلام في العام السابع للهجرة
                            إلى النجاشـي يدعوه إلى الإسلام .. فأسلم ،

                            ولمَّا مات النجاشي خرج الرسول عليه الصلاة والسلام
                            ونعاه للمسلمين ثُمَّ صلَّى عليه صلاة الجنازة.



                            إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب


                            أخذت الدعوة الإسلامية تشتد وتقوى رغم معاندة قريش،
                            وأخذ عدد المسلمين يزداد شيئاً فشيئا،
                            حتى قوي ساعد الرسول عليه الصلاة والسلام بإسلام
                            أعز رجلين في مكة:
                            * حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم
                            * وعمر بن الخطاب

                            وكان إسلام حمزة بن عبد المطلب في السنة السادسة بعد بعثة
                            الرسول عليه الصلاة والسلام،
                            ولقد سمَّاه الرسول عليه الصلاة والسلام (أسد الله)

                            وكان إسلام عمر بن الخطاب كذلك في العام السادس للبعثة
                            بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام.

                            ولقبه الرسول عليه الصلاة والسلام (بالفاروق)


                            تعليق


                            • #15


                              مقاطعة قريش لبني هاشم و خبر الصحيفة،ونقضها



                              لمَّا رأت قريش أنَّ أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام
                              قد نزلوا بلد أصابوا به أمناً وقراراً، وأنَّ النجاشي قد منع
                              من لجأ إليه منهم، وأنَّ عمر قـد أسلم، ومن قبله حمزة،
                              وجعل الإسلام ينتشر بين القبائل، اجتمعوا و ائتمروا على أن
                              يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب،
                              فلا يناكحونهم ولا يبيعونهم ولا يخالطونهم ولا يقبلون منهم صلحاً
                              أبدا، ولا يأخذهم بهم رأفة، حتى يسلموا رسول الله عليه الصلاة
                              والسلام للقتل، أي أنهم اتفقوا وتعاهدوا على مقاطعتهم مقاطعة تامة
                              انتقاماً منهم لتعاطفهم ودفاعهم عن الرسول عليه الصلاة والسلام،
                              وكتبوا بذلك صحيفة علَّقوها في جوف الكعبة
                              في شهر المحرَّم سنة سبعٍ من البعثة.



                              دخل بنو المطلب، وبنو هاشم في شعب أبي طالب، وقاطعهم
                              المشركون فلا يتصلون بهم، ولا يبيعونهم شيئاً ولا يشترون منهم
                              شيئاً، وأُغلقت أبواب الأسواق في وجوههم.. تألَّم المُحَاصَرُون في
                              الشعب، ونفد ما لديهم من مؤن، حتى أنهم أكلوا ورق الشجر..
                              ولولا ما كان يمدهم به بعض النَّاس سِرًّا من زاد، لمات منهم الكثير
                              جوعاً. وقد أقام بنو هاشم، وبنو المطلب على هذه الحال في الشعب
                              ثلاث سنين، حتى أنفق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ماله، وأنفقت
                              خديجة مالها، وأنفق
                              أبو طالب ماله، وصاروا إلى حد الضر والفاقة.


                              كان بعض العقـلاء من المشركـين غير راضين عن هذا التصرف
                              من قريش، لذلك تشاوروا فيما بينهم لفك الحصار عن بني المطلب،
                              وبني هاشم،وكان عددهم خمسة فجاءوا إلى الكعبة،ونادوا
                              يا أهل
                              مكة.. إنَّا نأكل الطعام، ونشرب الشراب، ونلبس الثياب، وبنو هاشم
                              هلكى، والله لا نقعد حتى تُشَقَّ هذه الصحيفة القاطعة والظالمة.



                              وكان الرسول عليه الصلاة والسلام قد أخبر عمه أبا طالب
                              بأن الله قد سلَّط الأرضة على الصحيفة فلم تـدع فيها اسماً لله
                              إلاَّ أثبتته، ونفت ما فيها من الظلم والقطيعة والبهتان.
                              فقال أبو طالب: أربك أخبرك بهذا؟
                              قال الرسول عليه الصلاة والسلام: نعم.
                              فخرج أبو طالب مسرعاً إلى قريش فقال: يا معشر قريش،
                              إنَّ ابن أخي أخبرنى
                              بأن الأرضة قد فعلت بالصحيفة ما فعلت،
                              فهلُمَّ إلى صحيفتكم، فإن كان الأمر كما قال ابن أخي فانتهوا عن
                              مقاطعتنا. وإن يكن كاذباً دفعت إليكم بابن أخي.
                              فقال القوم: رضينا، وتعاقدوا على ذلك، ثُمَّ ذهبوا إلى الصحيفة
                              ونظروا فإذا هي كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم،
                              فزادهم شرًّا، وعند ذلك قام الخمسة من قريش بنقض الصحيفة،
                              وخرج بنو هاشـم، وبنو المطلب، من شعبهم، وخالطوا الناس
                              وأخذوا يستعيدون نشاطهم ويكثر أنصارهم.
                              وكان خروجهم في السنة العاشرة من البعثة تقريباً،
                              ومات أبو طالب بعد ذلك بحوالي ستة أشهر.


                              وفاة أبي طالب، ووفاة السيدة خديجة رضي الله عنها

                              كان أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلَّم من أشد
                              الناس دفاعاً عنه وكان له مساعد وناصر على قومه،
                              فلمَّا مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
                              الأذى ما لم تكن به في حياته، ولقد لقي أبو طالب من قومه
                              في سبيل حماية ابن أخيه كثيراً من المتاعب والشدة.


                              وكان الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم يحب عمه حباً شديداً،
                              وكان لهذا يرجو إسلامه، لأنَّـه كان له بمثابة الأب،
                              فهو الذي كفله وربَّاه، ولكن نفس أبي طالب لم تطاوعه على
                              اعتناق الإسلام وفراق دين آبائه، وتوفي أبو طالب بعد البعثة
                              بعشر سنين، وقبل الهجرة بثلاث سنوات،


                              كما توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها بعد موت أبي طالب بأيام،
                              وقد كانت مثلاً عالياً للإخلاص والإيمان، مدافعةً عن الرسول عليه
                              الصلاة والسلام بنفسها ومالها، فكـانت له درعاً قويةً،
                              كما كانت له وزير صدق، فحزن عليها الرسول صلَّى الله
                              عليه وسلم حزناً شديداً، وكان دائماً يذكرها بالخير ويثني عليها.


                              وتتابعت على الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بموت عمه أبي طالب،
                              وزوجته السيدة خديجة، المصائب، لأنهما كانا من أشد المؤيدين له،
                              المدافعين عنه، فلمَّا ماتا اشتد أذى قريش عليه حتى ألقى بعضهم
                              التراب على رأسه.
                              ولذلك سُمّيَ العام الذي مات فيه أبو طالب و خديجة بعام الأحزان.




                              شاهدوا الجزء الخامس من
                              حياة النبى صلى الله عليه وسلم للأطفال





                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X