إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القصيدة الفراقية للشاعر ابن زريق البغدادي

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القصيدة الفراقية للشاعر ابن زريق البغدادي

    القصيدة الفراقية للشاعر ابن زريق البغدادي
    قصيدة تحكي قصة شاعر
    و تكاد تكون كل ما وجد
    من أثر هذا البليغ الفصيح
    الشاعر محمد بن زريق البغدادي
    الذي كان مولعا بحب ابنة عمه
    لكنّ ما به من ضيق العيش و قلة ذات اليد
    حمله على الرحيل طلبا للرزق
    الأمر الذي لم ترضَ عنه ابنة عمه
    و مع ذلك فقد أخذ برأيه
    و قصد أبا الخبير عبد الرحمن الأندلسي
    في الأندلس و مدحه بقصيدة بليغة
    فأعطاه عطاء قليلا
    فقال ابن زريق و قلبه يعتصر ألما :
    إنا لله و إنا إليه راجعون
    سلكتُ القفار و البحار إلى هذا الرجل
    فأعطاني هذا العطاء ثم انزوى يتذكر
    فراق ابنة عمه و ما بينهما من بعد المسافة
    و ما تحملَّه في سبيل هذا السفر من مشقة
    و بذل مال و بعد عن الأهل و الأحبة
    فاعتلّ غمّا و مات

    و قد قيل أن عبد الرحمن الاندلسي
    اراد اختبار ابن زريق بهذا العطاء القليل
    فلما كان بعد أيام سأل عنه
    فافتقدوه في الخان الذي كان نازلا فيه
    فكانت المفاجأة أن تحول هذا الرجل
    إلى جثة هامدة و عند رأسه رقعة مكتوب فيها
    هذه القصيدة الفراقية الحزينة
    التي تفيض رقة و حنانا

  • #2
    أبيات من القصيدة :


    لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
    قَد قَلتِ حَقاً وَ لَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
    جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ
    مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللـَومَ يَنفَعُهُ
    فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
    مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
    قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
    فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ
    يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التفنيدِ أَنَّ لَهُ
    مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
    ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَ أَزعَجَهُ
    رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
    كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَ مُرتحَلٍ
    مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ الأَرضِ يَذرَعُهُ
    إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
    وَلَو إِلى السَندِ أَضحى وَهُوَ يُقطعُهُ
    تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
    للرزق سعياً و لكن ليس يجمَعُهُ
    وَ ما مُجاهَدَةُ الإِنســـانِ تَوصِلُهُ
    رزقَاً وَ لا دَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
    قَد قسَّـمَ اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
    لَم يَخلُق اللَهُ مخلوقاً يُضَيِّعُهُ
    لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَسـتَ تَرى
    مُستَـرزِقاً وَ سِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
    وَ الحِرصُ في الرّزق وَ الأَرزاقِ قَد
    قُسِمَتبَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
    وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
    إِرثاً وَ يَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
    اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
    بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
    وَدَّعتُهُ وَ ب وُدّي لَو يُوَدِّعُـنِي
    صَفوُ الحَياةِ وَ أَنّي لا أَودعُهُ
    وَ كَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
    وَ أَدمُعِـي مُستَهِلّاتٍ وَ أَدمُعُهُ
    لا أَكُذبث اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
    عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
    إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
    بِالبينِ عِنهُ وَ جُرمي لا يُوَسِّعُهُ
    رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
    وَ كُلُّ مَن لا يُسُـوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
    وَمَن غَدا لابِسـاً ثَوبَ النَعِيـــم بِلا
    شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
    اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
    كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
    كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
    الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
    أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
    لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
    إِنّــي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها
    بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
    بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَـهُ
    بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
    لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
    لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
    ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي
    بِهِ وَلا أَنّض بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
    حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
    عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
    فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
    وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
    مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
    كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ
    وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
    جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
    لَأَصبِرَنَّ لِمَهرٍ لا يُمَتِّـــعُنِي
    بِهِ وَلا بــِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
    عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
    فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
    عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
    جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
    وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
    فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ


    طيب الله اوقاتكم
    تحياتي

    تعليق


    • #3
      جميل كم من صريع في الهوى
      ليس له ذكرى و آخرين خلدتهم كلماتهم
      اماني الجميلة الباحثة عن كل ثري
      شكرا لكِ حبيبة قلبي لموضوعاتك الغنية
      دمتِ بكل خير

      تعليق


      • #4
        تسلمى الغالية الجميلة أمانى
        و يسلم ذوقك و اختياراتك الممتعة
        دمتى بكل خير و دام عطاؤك الجميل
        و كل سنة و انت و اسرتك و كل أحبابك بألف خير


        تعليق


        • #5
          قراءة لقصيدة بن زريق
          لكن من زاوية اخرى
          للشاعر المعاصر عمر هزاع

          وَصِيَّةُ ابنِ زُرَيقٍ السِّرِّيَّةُ

          مُرِّي بِهِ..
          فَعِظامُ المَيتِ تَشتاقُ..
          وَدَمعُهُ - رُغمَ أَلَّا عَينَ.. (..) - مُهراقُ..
          *
          مُرِّي..
          فَبَرزَخُهُ الثَّلجِيُّ مُنفَتِحٌ..
          عَلى الجَحِيمِ..
          وَفِي كَفَّيكِ مِغلاقُ..
          *
          لا شَيءَ يَنفَعُ..
          إِلَّا البِرُّ..
          فاحتَضِني..
          (هَلُمَّ.. نَحوِيَ..)..
          - قُولِي -
          (أَيُّها العاقُ)..
          *
          وَطَوِّقِيهِ..
          بِوَردِ الرَّاحَتَينِ..
          وَلا تَستَنكِري..
          فَعُقُودُ الوَردِ مِيثاقُ..
          *
          وَمَرِّغي ناهِدَيكِ السَّاطِعَينِ..
          عَلى عَمى الضَّريحِ..
          تَفَتَّحْ فِيهِ أَحداقُ..
          *
          وَهَزِّزِي السَّاقَ..
          تَسَّاقَطْ مَواجِعُهُ..
          وَيَستَظِلَّ..
          إِذا ما التَفَّتِ السَّاقُ..
          *
          وَقَبِّلِي القَبرَ..
          وَاستَلقِي عَلَيهِ..
          فَمَن يَدري؟!
          لَعَلَّ عِناقَ القَبرِ إِعتاقُ!
          *
          قَد يَنهَرُونَ..
          وَشَخصٌ مااا..
          يَصِيحُ:
          (كَفى؛ إِنَّ التَّحَرُّشَ بِالأَمواتِ إِرهاقُ)!
          *
          وَقَد يُقالُ:
          (لَقَد لَوَّثتِ مَرقَدَهُ بِحُمرَةِ الفَمِ؛ وَالتَّسمِيمُ إِحراقُ)!
          *
          فَسَمِّمِيهِ..
          وَلا تَخشَي مَلامَتَهُم..
          بَعضُ السُّمُومِ - وَرُغمَ اللَّومِ - تِرياقُ!
          *
          وَدَلِّكِي الهَيكَلَ الجُذمُورَ..
          يَطلَعُ مِن غَيابَةِ اللَّحدِ أَغصانٌ..
          وَأَوراقُ..
          *
          إِنَّ التَّعَفُّفَ مَكرُوهٌ..
          بِحالَتِهِ..
          وَقِيلَ:
          (ذاكَ حَرامٌ)
          عِندَ مَن ذاقُوا..
          *
          بِهِ تُفَكُّ عَلى النِّيرانِ أَفئِدَةٌ..
          وَبِالوِصالِ..
          (..) .. مِنَ النِّيرانِ..
          أَعناقُ..
          *
          ما أَهوَنَ المَوتَ!
          لَولا أَنَّهُ سَبَبٌ..
          بِهِ يُفَرَّقُ - مُضطَرِّينَ - عُشَّاقُ..
          *
          أَخفَقتِ..
          - مِن قَبلُ -
          فِي تَضمِيدِ طَعنَتِهِ..
          فَلْتَعذُلِيهِ..
          لِأَنَّ الصَّمتَ إِخفاقُ..
          *
          سَلِي المُحامِيَ..
          عَن تَزوِيرِ بَصمَتِهِ..
          عَلى الوَصِيَّةِ..
          عَمَّن - بِالذِي.. (..) - حاقُوا..
          *
          عَنِ الشُّهُودِ..
          وَعَمَّن خَطَّ فِي صُحُفٍ:
          (لا تَعذُلِيهِ)..
          وَعَمَّن؛ خَلفَها؛ انساقُوا..
          *
          (لا تَعذُلِيهِ)..
          - يَقُولُونَ -
          (ارفُقِي)..
          كَذَبُوا..
          (بَلِ اعذُلِيهِ)..
          فَفِي ذَيَّاكِ إِحقاقُ..
          *
          (لا تَعذُلِيهِ)..
          يَقُولُ الضَّائِقُونَ بِهِ..
          (بَلِ اعذُلِيهِ)..
          وَلا عُتبى..
          إِذا ضاقُوا..
          *
          (فَلْتَعذُلِيهِ)..
          وَإِلَّم تَعذُلِي..
          خَمَدَتْ؛ عَلى المَحاجِرِ؛ أَحداقٌ..
          وَآماقُ..

          نص شجي بديع اضافة الى عبقرية الفكرة
          شكرا د عمر هزاع لاضافتك الراقية

          تعليق


          • #6
            يالهذا العاشق عاثر الحظ شديد الحساسية
            إلى حد الإعتلال بالغم حتى الموت
            قصيدة مؤثرة للغاية
            و إنتقاء فريد مميز
            شكرا لك غاليتى أمانى
            دمت بكل خير

            تعليق

            مواضيع تهمك

            تقليص

            المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
            المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
            المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
            المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
            المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
            يعمل...
            X