إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رجعت الشتوية على قولت فيروز

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16


    عندما يبدأ الشتاء في التكشير عن أنيابه
    بصباح مليء بالرياح الباردة و هطول الأمطار الغزيرة
    يلجأ الناس إلى استحضار كافة الصور الذهنية
    التي تجمعهم بالشتاء من طلب الدفء و جلسات المنزل
    وسط المواقد المشتعلة و الأكل و المشروبات الساخنة
    و الجواكت الجلدية و أغانى الشتاء الجميلة




    هذا فيما يخص الأشياء و الأفعال المادية
    لكن الشعراء و الروائيين و كافة الكتاب
    أضافوا بُعدًا آخر لهذا الفصل
    بُعدًا يشعر به الجميع و لن يستطيعوا التعبير عنه
    لكن الشعراء نجحوا في فرض أنفسهم كنواب عنهم في التعبير
    عما يحدثه الشتاء في النفس ربما يكون حنين أو كآبة أو عزلة
    أو تمرد أو غيرها فلكل أديب سيماه الخاصة
    و من أبرز أسماء الأدباء الذين اشتبكوا مع هذا الفصل
    بكل تفاصيله الدقيقة فجعلوه أسطورة صلاح جاهين




    تُعتبر رباعيات شاعر العامية المصري صلاح جاهين
    أحد أكثر أصناف شعر العامية المصري شهرة عند الناس
    لقربها منهم و اشتباكها مع أدق تفاصيل حياتهم
    و من ضمن التفاصيل الحياتية التي اشتبك بها جاهين
    تلك التي تخص الشتاء و منها :
    دخل الشتا و قفل البيبان ع البيوت
    و جعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
    و حاجات كتير بتموت فى ليل الشتا
    لكن حاجات أكتر بترفض تموت




    و له أيضًا :
    الدنيا من غير الربيع ميّتة
    ورقة شجر ضعفانه و مفتفته
    لأ يا جدع غلطان تأمّل و شوف
    زهر الشتا طالع في عز الشتا
    عجبي




    و صلاح جاهين الذي ولد يوم الخامس و العشرين من ديسمبر
    عام 1930 و توفى في الحادي و العشرين من أبريل عام 1986
    مُبدع متعدد المواهب فهو شاعر و كاتب غنائي و رسام كاريكاتير
    و صحفي و كاتب سيناريو و ممثل
    و هذا المُبدع المصري الكبير الذي وُلد في حي شبرا مصر
    بشمال القاهرة و كان والده من العاملين بالسلك القضائي
    أما جده أحمد حلمي و الذي أُطلق اسمه على شارع شهير
    في هذا الحي فهو من رموز الصحافة الوطنية المصرية




    و صلاح جاهين علم في السلالة المباركة من الضاحكين
    المضحكين المصريين و الضحك عنده قلب إنسان عظيم
    و قلب فنان كبير و هو ضحك ملقح بالأفكار و المعاني و المواقف
    فالضحكة فكرة و الضحكة معنى و الضحكة موقف نقدي و رأي
    في الأدب و السياسة و الأخلاق و صدقة توهب لمن يفتقدها
    و سكين ينالها كل دعي ارعن
    فهذا الساخر النبيل و الضاحك المضحك بمواهبه المتعددة
    يُجمع كل من عرفه بأنه كان شخصا طيبا لأقصى درجة
    و كان يشبه الأطفال فيما لن تموت الضحكة المصرية الصافية
    و هي ضحكة جماعية تجدد الحياة لشعب أبدع في الانتصار
    لثقافة لحياة و الاحتفال بها
    هكذا كان صلاح جاهين فنانا بقلب طفل
    اختار الانتماء لمصر فانتمى لذاكرة حضارية عمرها آلاف السنين
    وجامعة فى الكاريكاتير قالت و تقول كل شىء لتكون جزءا
    من طعم الحياة المصرية و ألوانها
    و لتجعل الدنيا أقل تجهما و أكثر رحابة و بهجة




    و تُعد الرباعيات ذروة في إبداعات صلاح جاهين كشاعر
    و قد لحن بعضها الموسيقار سيد مكاوي و غناها علي الحجار
    فيما يتجاوز عدد قصائده الـ 160 قصيدة
    من أشهرها على اسم مصر
    و صدر أول ديوان شعر له عام 1955 بعنوان كلمة سلام
    كما أصدر عام 1957 بعد العدوان الثلاثي على مصر
    ديوانا بعنوان موال عشان القناة




    و إذا كان قد أصدر أيضا ديوانا بعنوان قصاقيص ورق
    في عام 1965 فلعل معنى رفض الحب الموت في الشتاء
    كان في قلب و عقل المُبدع المصري الراحل صلاح جاهين
    عندما قال في رباعياته :
    دخل الشتا و قفل البيبان على البيوت
    و جعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
    و حاجات كتير بتموت في ليل الشتا
    لكن حاجات أكتر بترفض تموت
    و قد لحنها الفنان القدير سيد مكاوي و تغنى بها
    و كذلك تغنى بها الفنان علي الحجار




    و سيد مكاوي المُلقب بشيخِ الملحنين هو فنانٌ مصريّ
    شارك بالعديد من الأغاني و الألحان في التراثِ المصريّ
    و هو مطربٌ و ملحن مصريّ مشهور في مصر
    و في جميع أنحاء العالمِ العربيّ ظل طوال مشواره الفني
    متميزًا بألحانه الجديدة و المبتكرة و قدم العديد
    من الألحان لمطربين كبار خلال نشاطه الفني
    اشتُهر بتعاونه الإذاعي مع فؤاد حداد حول الشخصية التراثية
    الرمضانية المسحراتي التي كان يطل بها خلال كل رمضان




    وُلِدَ سيد مكاوي في شهر مايو عام 1928 في حارة قبودان
    في حي الناصرية في السيدة زينب بالقاهرة
    عاش و نَمَى في وسطٍ بسيط
    فقد بصره و هو صغير السن و كان ذلك العامل الأبرز
    لدفع عائلته له باتجاه الطريق الديني فكان يحفظ القرآن
    و يتلوه و يؤذن في الحي الذي يسكنه في مسجدي أبو طبل
    و الحنفي و أصبح يحفظ الموشحات و الأناشيد عن ظهر قلب
    و كانت أغنية حدوتة نقطة الانطلاق و الشهرة لسيد مكاوي
    و كانت من كتابة صديق دربه الشاعر صلاح جاهين
    و توفي سيد مكاوي في 21 أبريل من عام 1997




    دخل الشتا
    ********
    كلمات : صلاح جاهين
    ألحان : سيد مكاوى
    غناء : سيد مكاوى
    و غناها أيضاً : على الحجار

    دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت
    و جعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
    و حاجات كتير بتموت في ليل الشتا
    لكن حاجات أكتر بترفض تموت
    عجبي

    دخل الشتا و قفل البيبان - سيد مكاوي mp3

    [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/014.dakhl_alshta1.mp3[/MEAUDIO]



    دخل الشتا و قفل البيبان - علي الحجار mp3

    [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/015.dakhl_alshta2.mp3[/MEAUDIO]





    يتبع

    تعليق


    • #17


      فى شتاء الأغاني أشياء كثيرة نحبها
      طعم البرتقال بأريجه المنعش الجوافة برائحتها المميزة
      السحب البيضاء التى تشبه هالات القطن الرمادية الكثيفة
      بغموضها و جلالها و فى موسيقاه نشعرأحياناً ببرق خاطف
      تتوارى من خلفه صواعق الرهبة و الخوف عبق الجو فى
      صباح بارد أو ليلة ممطرة تأتي من بعدهما شمس عفية
      تتسلل من بين خيوطها الذهبية مساحات من الدفء الذى يمنحك
      سعادة لا نهائية على إيقاع ربما يكون صاخبا مضطربا أو حتى
      ناعما حزينا هو موسم أو فصل مميز بتنويعاته و تقلباته
      و هو ما يجعلنا في النهاية أو يجبرنا أحياناً على الاستمتاع به
      فيكفي أنه يسمح لذكرياتنا من خلف ستائر لياليه الموحشة بالخروج
      من صناديق الذكريات القديمة جالباً معها مواطن الدفء فى ثنايا
      تلك الأشياء الصغيرة و الأغنيات الرشيقة عبر موسيقى نابعة من
      أوتار عود أو ناي حزين أو كمان شجى




      و مع ذلك فالمتتبع للمكتبة الغنائية العربية سوف يكتشف بأن
      شعراء القرن العشرين لم يتطرقوا إلا قليلاً للأغاني الشتوية
      نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر :
      مأمون الشناوى الذى كتب عام 1949 أغنية الربيع
      التى لحنها و غناها الموسيقار الكبير فريد الأطرش
      و فى مقطع واحد منها أشار للشتاء
      و ربما يكون الاستثناء الوحيد فى القرن العشرين و حتى الآن هو
      الأخوين رحبانى اللذين أبدعا لوحات تشكيلية غنائية ثرية على
      مستوى الكلمات و الألحان و توجت نجاحها السيدة العظيمة فيروز
      فى العديد من الأغاني التى تلهب الخيال




      و على الرغم من تجاوز عدد أغنيات سيدة الغناء العربى
      و كوكب الشرق أم كلثوم الـ 400 أغنية فلم تشدو بمقطع واحد
      عن الشتاء و كذا الحال مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ
      الذى غنى للصيف و البلاجات و الأجازات و لم يغنى للشتاء




      و للحقيقة و التاريخ فإن نهاية القرن الماضى و تحديداً مطلع الثمانينات
      بدأ شعراء و كتاب الأغنية الحديثة توجيه قريحتهم الشعرية
      نحو فصل الشتاء و غنى لهم مجموعة من الفنانين مثل
      محمد الحلو - علي الحجار - مدحت صالح - كاظم الساهر -
      محمد منير- هويدا - حنان ماضى - داليدا رحمة وغيرهم
      قصائد من الشجن المحبب و الذى يعكس أجواء الشتاء
      و أخيرا إليسا في أغنيتها الحالية أواخر الشتا




      ننتقل إلى الفنان المطرب علي الحجار و تجربته منذ بداية الثمانينات
      فتجربة شاسعة كتجربة علي الحجار تحتاج إلى وقفة تليق بها
      فنان يبحث عن الكلمة النادرة و اللحن المختلف لكي يتوجه
      بالأداء المبهر في ألبوم مكتوبالي الذي أصدره عام 1997 و الذي
      كان لكلمات بهاء جاهين حضور غاشم فيه جاءت أغنية مطر
      التي تحوي قصة في منتهى الذكاء الشعري و اللحني ثم الصوت
      المعبر الذي أضفى على العمل روحاً نابضة و لون المعاني
      بأحاسيس راقية و واعية لما تقول
      فلندخل معاً في دهاليز اغنية مطر




      تنسكب نغمات البيانو تصاحبها تآلفات الهارب و الجيتار و كأنها
      حبات المطر تتساقط على سطح من البلور المصقول
      فيتسرب لنا صوت علي الحجار الدافئ و هو يصف الصورة
      التي تحوي العصفور المبلول رافضاً هذا البلل




      مطر و عصفور ارتعش تدخل بعد هذا الارتعاش أصوات
      آلات الكورنو لكي تؤكد الحالة بتآلف متنافر يرتعش له المستمع
      عندها نفهم بأن عذابات العصفور ليست بسبب البلل من المطر فقط
      فعند وصفه اليد الطيبة التي لجأ إليها هارباً من كل هذا المطر
      نتأكد بأنه يعرفها من زمان و يعشقها مؤكداً حالته بآهٍ
      قام بأدائها الحجار بطريقة مؤثرة و تحوي كثير من الحرمان و الألم
      يتصاعد طلبه ليصل إلى رجاء يزداد عنفاً عندما يضطر بأن يذكر
      أنه منبوذ من جميع الأشجار و لم يجد مكاناً آمناً غير
      صاحبة القلب الرقيق عندها يعزف البيانو بمصاحبة الهارب
      لحناً عبارة عن سيكونس او تتابع لحني هابط يوضح الانكسار و الخذلان
      اللذان يسكنان هذا العصفور في هذه الأثناء يكتشف بأنه
      انفعل بشكل يفضح ضعفه أمامها فيهمس لها بصوت
      لطالما تميز به علي الحجار في أغانيه
      خديني في عش الحنان و نشفي بشعرك جناحي من المطر




      و يستمر في سرد التفاصيل الدقيقة لحالة هذا العصفور
      فيقترح عمر خيرت هنا الإيقاع الشعبي متمثلاً بآلات الطار الذي
      يستخدم في الطقوس المصرية بأفراحها و أحزانها و خصوصاً
      في طقس الزار مصحوباً بتآلفات الآلات النحاسية مع ضربات البيانو
      كي يعطي صبغة للأغنية بعد الخروج من الجو القاتم و المبهم لبداية
      الأغنية تسنده ضربات آلات التيمباني الضخمة التي تميز المايسترو خيرت
      بعشقها منذ إصداراته الأولى




      في المقطع الثاني من الأغنية يحدث شيء في منتهى الروعة
      حيث يفاجئنا صوت الحجار مع بداية قوله
      ليل بعد ليل و نجم ورا نجم اتحدف أنا بغني لكن لوحدي للأسف
      يدخل مؤثر صوتي يشعرك بأن السديم الكوني يحيط بعلي الحجار
      و هو يتغنى بهذا المقطع و البيانو يصاحب الغناء بنفس اللحن الأساسي
      مع مشاكسة آلات الترومبيت النحاسية و الكورنو الوقور
      ثم ينتقل برشاقة إلى لحني الجميل مش لاقي إنسان يسمعه
      و الترومبيت يفتح الطريق لصرخة يتقنها الحجار قائلاً
      ياريته ما اتغنى ياريته ما اتعزف




      و هنا تأتي كلمة إتعزف
      على لحن فيه نغمة مفاجئة و متنافرة مع النسق اللحني
      تكاد تكون نشازاً و كأنهما الحجار و خيرت يرفضان غناء
      و تلحين هذا المقطع بأداء متناغم و متناسق
      كي يؤكدا لنا رفض الشاعر في قوله ياريته ما اتعزف
      يدخل الصمت لبرهة يكسره تآلف صادر من آلة البيانو
      كي يمهد للجملة التي تلخص هذه المعاناة التي تجاوزت
      كل العصافير و الأغاني و الأشجار الرافضة
      كي تصبح معاناة كونية حيث تتلخص في سؤال بسيط
      كبساطة العصفور و براءته عندما يقول
      إزاي أغني للربيع تحت المطر
      أغنية تطوي بين حناياها قصصاً كثيرة
      لعصافير يستعصي إحصائهم






      مطر
      ***
      كلمات : بهاء جاهين
      ألحان : عمر خيرت
      غناء : على الحجار

      مطر
      و عصفور ارتعش
      و بين ايديكي الطيبة طلب الأمان
      أيوه بحبك آه بحبك من زمان
      يا صاحبة القلب الرقيق
      خبّينى من مطر الطريق
      عصفور أنا طردونى من كل الشجر
      خُدِينى فى عش الحنان
      و نَشِّفى بشعرك جناحى من المطر




      ليل بعد ليل و نجم ورا نجم اتحدف
      و أنا بغنى لكن لوحدى للأسف
      لحنى الجميل مش لاقى إنسان يسمعه
      يا ريته ما اتغنى يا ريته ما اتعزف
      ازاى أغنى للربيع تحت المطر


      مطر - علي الحجار mp3

      [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/005.mtr.mp3[/MEAUDIO]

      تعليق


      • #18


        ركز العديد من الشعراء و المطربين على تقديم
        العديد من الأغنيات التى تصف مشاعر الحب
        فى فصل الشتاء أو تحت المطر و الرعد و البرق




        و للأغانى الحزينة حظ وافر فى فصل الشتاء
        حيث أن عددًا كبيرًا من أغانى الشتاء تعبر عن الحزن و الخوف
        مثل أغنية لما الشتا يدق البيبان للنجم علي الحجار
        و التى تعبر كلماتها عن اشتياق حبيب لحبيبته تحديدًا
        فى فصل الشتاء لما كان يجمع بينهما فى هذا الفصل
        و يظهر ذلك فى مقدمة الأغنية التى تقول :
        لما الشتا يدق البيبان لما تنادينى الذكريات




        و قد كتب هذه الأغنية الشاعر الغنائى ابراهيم عبدالفتاح
        و هو أحد أبرز شعراء جيل الثمانينات في مصر
        اهتم بكتابة قصائده بالعامية المصرية
        و تنوعت إصدارته ما بين المسرح و الشعر
        و من دواوينه شباك قديم و صورة جماعية للوحدة
        و لا شيء يحمل اسمه القديم غير وجهك الجديد




        قدم عبدالفتاح أغنيات عديدة تغنى بها أشهر المطربين
        و أبرزهم علي الحجار لكنك لا تستطيع اعتبار أغنياته
        مجرد كلمات أغاني بل التوصيف الأقرب لها قصائد مغناة
        سيطرت على جمله الشعرية نزعات فلسفية لا تخلو من
        رومانسية الصور البيانية و من أشهر قصائده المُغناه
        قصيدة بعنوان لما الشتا يدق البيبان التي غناها الفنان
        علي الحجار يتحدث خلالها عن الشتاء و المطر و الليالي
        و القمر النعسان و عن الطفولة و الحنين و القلوب المشوقة
        و هو في كلها شفاف يعتمد العنونة لازمة في تركيبها الشعري




        و يُعتبر الشاعر الغنائى ابراهيم عبدالفتاح صاحب أغنية
        من أجمل الأغانى الشتوية التى قُدمت لما الشتا يدق البيبان
        و التى لحنها أحمد الحجار و غناها على الحجار
        و يفسر لنا كيف تلعب الأجواء الشتوية دوراً فى كتابة تلك
        النوعية من الأغانى فيقول : كتبت لما الشتا يدق البيبان
        فى ظروف نفسية و صحية و مناخية شتوية خالصة




        فقبل غنائها بأربع سنوات و تحديداً فى شهر ديسمبرعام 1986
        كنت فى مدينة رأس البر الساحلية التابعة لمحافظة دمياط
        و كما هو معروف أنها شواطئ صيفية شهيرة لا يقترب منها
        أحد فى تلك الفترة من السنة لكنى ذهبت إليها مرغما بحكم
        حضورى فعاليات مهرجان شعرى أقيم هناك
        و فى تلك الأيام كنت أمر بظروف صحية بائسة جداً
        فقدماى مصابتان و أمشى على عكازين و وسط ظروف البرد
        و تيارات الهواء العاتية فى رأس البر قررت التمرد على أجواء
        الكسل و المرض فتركت العكازين و قررت التحدى و المشى
        على قدماى اللتين لم تخذلنى و قادتنى إلى بحار الشعر الغارقة
        فى الشجن فشعرت بالألم اللذيذ الذى كثيرا ما سمعت عنه
        و لم أجربه و ولدت فكرة الأغنية التى راحت تنساب بسهولة
        فى شكل كلمات صارت بعد ذلك أجمل أنشودة شتوية فى
        حياتى الشعرية




        بعيدا عن أجواء كتابة تلك الأغنية أنا واحد من عشاق
        فصل الشتاء و هو محبب لقلبى جداً
        و يضيف عبدالفتاح : أستطيع القول بأنه فصل فني
        لكل المبدعين العظماء فى حياتنا الشعراء و الفنانين و النحاتين
        و أغلب التشكيليين رسموا لوحاتهم المبهرة فى الشتاء
        على الرغم من أن الربيع غني بتكويناته اللونية و زهوره اليانعة
        لكن على مايبدو أن عناصر الطبيعة المفتوحة لا تغري على الكتابة
        و الإنسان بطبعه يجنح للعزلة فى لحظات إبداعه
        و هو ما يحققه الشتاء و من هنا يرجع حبى لهذا الفصل الأسطورى
        بظلاله و تكويناته اللونية الغارقة فى السكون
        و التى يبدو لى طعمها طازجا و فاتنا و مفجرا لبراكين الثورة
        الإبداعية بداخلى فالسماء فى تجليها بالغموض و الغيوم
        مكسوة بضباب منعش و مثير جداً للقريحة الشعرية
        و لعل تجدد السماء و تشكلها من لحظة إلى أخرى
        فى شكل خيمة تعلو رؤسنا تتباين فيها درجات الرمادى الفاتح
        و الداكن الذى يوصف بالبرود هو نفسه يحيطك بهالات من
        السكينة التى تسبق الولادة الشعرية
        فتأتى القصيدة أو الأغنية بمزيج من الألق و الشجن
        بعكس الصيف الذى يتسم بالحدة و الوضوح الشديد




        أما سر الحزن الكامن فى أغانى الشتاء فيرجع إلى ذلك
        الغموض الذى يسيطرعلى مجمل لوحة الطبيعة الشتوية
        و هو ما يغرى الذاكرة على استدعاء الماضى الجميل
        و على الرغم من ذلك فنجد أغانى الشتاء تُعتبر نادرة
        و حتى فصول السنة الأخرى لا تحظى باهتمام كُتَّاب الأغنية
        الجُدد اللذين يتطرقون فى كلماتهم إلى كل ما هو حسى و مادى
        غير عابئين بعناصر الطبيعة التى تتمتع بثراء و خيالات بديعة




        و نعود إلى أغنية لما الشتا يدق البيبان و كلماتها الجميلة
        كلماتها ترسلك إلى جو الشتا و تجعلك تستشعر برودة الجو
        و قسوة غيومه و رقة أمطاره و حنين الأرض للمطر
        و البحث عن مأوى لدفء القلب الذى اجتاحته قسوه الظروف
        و فراق المحبوب




        لما الشتا يدق البييان لما تنادينى الذكريات
        لما المطر يغسل شوارعنا القديمه و الحارات
        ألقانى جايلك فوق شفايفى بسمتى
        مقدمه شعريه و لا أروع و لا أجمل تلمح فيها الحنين الجارف
        للذكريات و الشوارع القديمه و اللقاء الافتراضى المزعوم
        فى مخيلة البطل رغم قسوة الشتاء




        لحن الأغنيه أحمد الحجار الشقيق الأصغر لعلى الحجار
        و قد أتحفنا بلحن و لا أروع لحن من العيار الثقيل
        قسم اللحن إلى ثلاثه أجزاء تماشت مع الثلاثه فقرات
        التى كتبها الرائع ابراهيم عبد الفتاح




        أما الموزع الموسيقى ياسر عبدالرحمن فإنه ترجم الحالة الشعرية
        و اللحنية بشكل أكثر من رائع فالوتريات نحسها كصوت رياح
        يأتى إلينا فى خلفية غناء على الحجار و التمبانى يعمل عمل الرعد
        و نحس كل ضربة سمباله من الدرامز كأنها ومضة من برق
        و صولو البيانو فى الخلفيه نحسه صوت تساقط المطر
        حقيقه اتحفنا بهارمونيات جسدت جو الأغنيه بشكل أكثر من رائع
        و نقل لنا غضب الطبيعه الشتائيه موسيقيا و كان اختياره موفقاً






        لما الشتا يدق البيبان
        ****************

        كلمات : ابراهيم عبد الفتاح
        الحان : أحمد الحجار
        توزيع : ياسر عبد الرحمن
        غناء : على الحجار

        ألبوم أنا كنت عيدك انتاج روكى 1989



        لما الشتا يدق البيبان
        لما تناديني الذكريات
        لما المطر يغسل شوارعنا القديمة و الحارات
        ألقاني جايلك فوق شفايفي بسمتي
        كل الدروب التايهة تنده خطوتي
        كل الليالي اللي في قمرها قلبي بات
        مش جاي ألومك عاللي فات
        و لا جاي أصحي الذكريات
        لكني بأحتجلك ساعات
        لما الشتا يدق البيبان




        كنا طفولة حب لسه في أوله
        بنضم بإيدنا الحنين و بنوصله
        خريف ندانا و الشجر دبلان
        بردانه كنتي و كنت أنا بردان
        ضمت قلوبنا بشوق و لهفة نبضها
        لما التقينا الخطوه عرفت أرضها
        أجمل معاني الحب غنتها النايات
        مش جاي ألومك عاللي فات
        و لا جاي أصحي الذكريات
        لكني بأحتجلك ساعات
        لما الشتا يدق البيبان




        تتصوري رغم اننا شايفين طريقنا بينتهي
        تتصوري تتصوري لا عمري هأقدر عالفراق
        و لا أنتي عمرك تقدري
        لسة حنيني بيندهك رغم البعاد
        و لسة زهرة حبنا بتطرح ميعاد
        لكن بيغرق حلمنا في بحر السكات
        مش جاي ألومك عاللي فات
        و لا جاي أصحي الذكريات
        لكني بأحتجلك ساعات
        لما الشتا يدق البيبان




        لما الشتا يدق البيبان
        لما تناديني الذكريات
        لما المطر يغسل شوارعنا القديمه و الحارات
        القاني جايلك فوق شفايفي بسمتي
        كل الدروب التايهة تنده خطوتي
        كل الليالي اللي فقمرها قلبي فات
        مش جاي ألومك عاللي فات
        و لا جاي أصحي الذكريات
        لكني بأحتجلك ساعات
        لما الشتا يدق البيبان


        لما الشتا يدق البيبان - علي الحجار mp3

        [MEAUDIO]https://ia601504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/004.lamaa_alshata_yduq_albayban.mp3[/MEAUDIO]


        تعليق


        • #19


          يأتى الشتاء و تأتى معه البهجة و السرور عند البعض
          فعند تساقط المطر تنتابهم لحظة من الفرحة و كأنهم أطفال صغار
          و تسبب عند البعض الآخر تغير فى المزاج فالسماء الملبدة
          بالغيوم و الأجواء الشتوية تثير الحزن و الشجن عند البعض
          و البعض يلجأ للدعاء عند تساقط المطر
          و البعض ينطلق للجرى تحت المطر و البعض الآخر يعشق
          لقطات صور للذكرى تحت رزاز المطر و الآخرون يلجأون
          لسماع الأغاني التي ترتبط بالشتاء و الأمطار و من بين هذه الأغانى
          أغنية لسه الشتا للفنان على الحجار




          و تُعتبر أغنية لسه الشتا جزءً ثانيًا من أغنيته الشهيرة
          لما الشتا يدق البيبان
          و هى من كلمات الشاعر سالم الشهباني
          و ألحان شقيقه أحمد الحجار و توزيع مادو
          و هو أحد أعمال ألبوم الحجار الجديد ما تاخدي بالك
          والذي صدر نهاية العام 2017



          و قد طرح الفنان علي الحجار كليب لسه الشتا
          و ظهر الحجار بوجهين أولهما المطرب و الآخر كان الرسّام
          فالكليب الجديد ظهر بخاصية الرسوم المتحركة و التي
          كانت جميعها من أعمال الفنان علي الحجار




          و الرسم ليس مستجدًا في أعمال علي الحجار
          فهو تخرج عام 1979 من كلية الفنون الجميلة
          و أعلن فيما سبق إنه بصدد تنفيذ معرض فني يجسد
          رباعيات الشاعر صلاح جاهين عبر الرسومات الفنية
          و كان حلم علي الحجار منذ طفولته أن يغني رباعيات الشاعر
          الرسام و الممثل و الكاتب الراحل صلاح جاهين
          و بعد جهد كبير بذله هذا الأخير في إقناع الموسيقار الراحل
          سيد مكاوي ملحن الرباعيات و أول من غناها،
          أقنعه جاهين بإمكانيات على الحجار و وافق سيد مكاوي
          على غناء الحجار الذي نجح في أدائها بطريقة أكسبته
          المزيد من الانتشار و جعلته واحداً من أهم المطربين
          في جيل الوسط




          و على الحجار مطرب و ملحن و فنان مصري
          من مواليد الجيزة 4 أبريل عام 1954 نشأ وسط عائلة فنية
          و تتلمذ موسيقيًا على أيدي والده الفنان الراحل
          إبراهيم الحجار ذو الأصول الصعيدية
          التحق بكلية الفنون الجميلة بهدف صقل موهبته الفنية
          في الرسم بجانب موهبته الأساسية في الغناء
          شارك العديد من المطربين العرب و الأجانب في أغاني
          و حفلات مشتركة مثل مغني الأوبرا الإسباني بلاسيدو دومينجو
          قام بالتمثيل في كثير من الأعمال الفنية و منها المسلسل التلفزيوني
          ألف ليلة و ليلة و مسلسل الباقي من الزمن ساعة و مسلسل ياسين و بهية
          و مسلسل بوابة الحلوانى
          و من المسرحيات مسرحية منين أجيب ناس و مسرحية الفرسان الثلاثة
          و مسرحية حرامي و اثنين لصوص




          اكتشفه الموسيقار الراحل بليغ حمدي عام 1977
          حيث وضعه قدره في طريق الموسيقار العبقري الراحل
          بليغ حمدي الذي شاهده يغنى في حلقة من حلقات برنامج
          الموسيقى العربية الذي تقدمه الدكتورة رتيبة الحفنى
          ليبعث في طلبه ثم ظل يتدرب معه حوالى سنتين حتى اختار له
          بليغ حمدى كلمات الشاعر الغنائي الكبير عبدالرحيم منصور
          أغنية على قد ما حبينا لتكون البداية التي قدمه بها للجمهور
          في حفل ليلة رأس السنة عام 1977
          ثم كان الألبوم الأول الذي تضمن أربع أغنيات كتب
          عبدالرحيم منصور ثلاثة منها و كتب بليغ حمدي بنفسه
          أغنية رابعة بعنوان قالت تحت اسمه المستعار كشاعر
          و هو ابن النيل




          و غني علي الحجار من ألحان الملحن الكوردي هلكوت زاهر
          أغنية باسم رجعنا لبعض من كلمات هاني الصغير
          و شاركت فيها المطربة الكوردية ليلي فريقي و هى تنتمى
          لاقليم كردستان بالعراق و كانت من أقوي دويتو مشترك
          عربي و كوردي و حققت نجاحا في كل مدن العربية و كردستان





          لسه الشتا
          ***********

          كلمات : سالم الشهبانى
          ألحان : أحمد الحجار
          توزيع : مادو
          غناء : على الحجار
          من ألبوم : ما تاخدى بالك

          لسه الشتا لعنيكى بيردنى
          لسه المطر عصفور على الشباك
          إيه اللى فيكى حبيبتى بيشدنى
          و يخلى وردى تهجره الأشواك




          أنا اللى عشت العمر متغرب
          أشبه سحاب السما هربان
          كل الجراح فى البعد بتقرب
          وشى بيضحك و الحنين غضبان




          لسه الليالى و الهوى و سحرك
          لسه الحنين رغم السنين موجود
          لسه بتعشق مركبى بحرك
          لسه الهوى جوايا ماله حدود




          و كأن شيء يا حبيبتى ماتغيرش
          و كأن قلبى عالفراق ماقدرش
          كل السنين بعدك ماتعرفنيش
          كل الشوارع حبيبتى بتصدني




          لسه الشتا لعنيكى بيردنى
          لسه المطر عصفور على الشباك
          إيه اللى فيكى حبيبتى بيشدنى
          و يخلى وردى تهجره الأشواك


          لسه الشتا - علي الحجار mp3

          [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/018.lesah_alshita.mp3[/MEAUDIO]

          تعليق


          • #20


            أغانيه زى النجوم حواديت على ضل شباكنا
            لها تفسيراتها المختلفة عن الحياة
            التي تعيشها مع صوته و موسيقاه
            و في عز الحزن غنوته وسط الجموع تهز قلب الليل فرح
            و في وسط فرحك تداوى جرحك اللى انجرح
            فتحب يونس و ضحكة ليلى و حي الولد عترة و صبية حنان
            شبابيك الدنيا و السهر و الحكاية و الحواديت




            بين الحب و الجرح و الأمل و الحزن و الغضب و الملل و الشوق
            تأتي دندنة صوت محمد منير تعبر عما نشعر به
            في طريقنا خطاوي مرة تعند و حنين جوانا يحكي و شوق جوانا يبكي
            و يظل الحلم أكبر شاغل لنا و تحقيقه هو الهم الذي نحمله على أكتافنا طويلا
            منير بيحكي عنا و الروتين في اللف و التعب و السعي
            هكذا تذكرنا أغنية شتا و هو يدندن دحرج حلمه و همه و اسمه




            و تُعتبر أغنيه شتا هى واحدة من أهم أغنيات التسعينات لمنير

            كما تُعتبر واحدة من أقوى و أغرب أغنيات فترة التسعينات كلها
            و تقع أغنية شتا فى أهم ألبوم لمنير فى التسعينات و هو البوم ممكن
            و هو واحد من الألبومات التى ممكن أن تضمها إلى ألبومات منير
            الكبيرة جدا فنيا




            كتب أغنية شتا الشاعرة الجميلة و المتفردة دوما كوثر مصطفى
            أحد اكتشافات منير الجديدة و أحد من حملوا هم تجربة منير الثقيلة
            جداً فنياً و التى لا يتعامل معها أى شاعر غنائي بل لابد و أن يكون
            شاعرا يملك من العمق و من الطرح ما يستفز منير
            لكي يضمه إلى فريق تجربة منير
            و كوثر مصطفى هى شاعرة غنائية و شاعرة عامية قوية جداً
            و لها دوواين يمكن الاطلاع على تجربتها الشعرية من خلالها
            فهى لا ترص كلمات مُقفاه رصاً بل تتعامل مع الأغنية
            على أنها نص شعري مكتوب بلغة جديدة و بصياغة مختلفة
            عن قالب الأغنية الرسمى




            و أغنية شتا إحدى الأغنيات التى تستفز الحواس
            و تجعلك تستعمل ذهنك و عقلك مع أذنك أثناء الاستماع إليها
            و هذا أهم ما في شعر كوثر مصطفى
            و هو أهم ما فى تجربة منير فى العموم أنك لا تتعامل مع الأغنية
            بأذنك فقط فتستمع ثم لا تلبث أن تنسى ما سمعت
            لذا هناك أغنيات يكون سبب بقائها هو أن العقل تفاعل معها
            بشكل جعلها تخزن بشكل ما فى الذاكرة
            و أيضا مع الوضع فى الاعتبار أن هناك صناع أغنية
            دائما ما يبقى فنهم شاخصا فى الأذهان




            و لقد اختلف الكثير فى تفسير المعنى المقصود لأغنية شتا
            فالبعض فسر قصده بغنائها هو تسليط الضوء على شخص
            يعانى من البطالة طول يومه و في النهاية يعود أدراجه لكي ينام
            حالة من الإحباط غريبة
            بعد ما لف و بعد ما دار و شاف كتير جداً فى حياته
            ثم تعليق حلمه اللى بينور له طريقه على الشماعة
            و تحطيم أحلامه و أماله التى يبنى بها مستقبله
            الأغنية عبرت عن مدى شعور الإنسان بالإحباط
            و الإكتفاء بما قدمه في الحياة و ظهر هذا فى كلمات
            حط الدبله و حط الساعه و حط سجايره و الولاعه
            علق حلمه على الشماعة




            لكن هناك من تعامل مع الأغنيه بحيث يراها و يفسرها بشكل آخر
            و هى أنها تتكلم عن فلسفه الموت
            و عن إنتهاء حياة الإنسان بصخبها و حلوها و مرها
            راقبوا الكلمات جيدا و تعالوا معى نفككها جزء جزء
            بعد ما ادى و بعد ما خد
            بعد ما هد و بنى و احتد
            المقدمه التى لخصت فيها التعامل الحياتي الإنساني البحت
            بكل صخبه في إيجاز و فى النهايه شد لحاف الشتا م البرد
            مفهوم الشتا جاء مرادفا للموت
            فالشتاء هو الفصل التالى للخريف و كلنا نعرف أن خريف العمر
            يعنى به أرذله لذا فسر البعض أن المفهوم الشائع أو المقصود
            من الأغنيه هو فلسفه الموت ببساطه هو انتهاء الحياة
            و التي نراها فى الشتاء و الذي تختفي فيه مظاهر حياة كثيرة




            و الجزء الأخير من الأغنيه لخص التفسير السابق بشكل أعمق
            فوضعه للدبلة و هو انتهاء ارتباطه الدنيوي
            و وضعه للساعه يشير الى انتهاء الوقت و توقفه تماما
            حتى وضعه للسجائر معناه متعة و ملذاته
            و أن من قضى عمره فى هزل و من قضى عمره فى جد
            كلاهما انتهوا إلى نهاية واحدة هى الموت
            حتى الحلم فالإنسان عندما يذهب إلى النوم
            لا يترك حلمه خارجه بل يأخذه معه و لا يتركه




            أغنية شتا أغنيه تُبهرك و تستفز أذنك لكي تتعاطى معها
            أعرف أن كل مستمع يتعاطى مع الأغنيه حسب مفهومه و حسب ثقافته
            لكن أغنية اليوم أوضح تفسير لها من وجهه نظري هو أنها
            تتحدث عن فلسفة الحياة و الموت و أن في النهاية الكل بيتساوى
            الكل في النهاية يشد لحاف الشتا م البرد بمعنى الكفن




            لحن أغنية شتا أحد أهم مُلحني النوبة
            الملحن القدير الراحل حسين جاسر
            و وزع الأغنية رفيق درب منير فى التسعينات
            كمنتج و كموسيقى عمرو محمود
            و قد دمج فيها عمرو محمود السلم الخماسى
            النوبى بموسيقى الريجى
            و هو لم يذهب بعيدا فهما يأتيان من نفس
            المنطقة و إن اختلفت المسميات
            و أجمل جزء فى الأغنية موسيقيا هو
            تشريف الصوت العبقري بنت النوبة سلوى أبو جريشه
            و الأغنية كانت أول تعريف رسمي لسلوى أبو جريشه
            كان ظهورها في الخلفية و في الكورال
            إلا أن صوتها كان له حضور قوى جداً
            أضافت جمالاً بوجودها داخل الأغنية
            فهى مطربه مختلفه جدا و صوت دافئ جدا






            شتا
            *****
            كلمات : كوثر مصطفى
            لحن : حسين جاسر
            توزيع : عمرو محمود

            غناء : محمد منير
            شارك بالغناء المطربه سلوى ابو جريشه
            ألبوم : ممكن انتاج ديجيتك 1995

            بعد ما ادى و بعد ما خد
            بعد ما هد و بنى و احتد
            شد لحاف الشتا من البرد
            بعد ما لف و بعد ما دار
            بعد ما هدى و بعد ما ثار
            بعد ما داب و اشتاق و احتار
            حط الدبله و حط الساعه
            حط سجايره و الولاعه
            علق حلمه على الشماعه




            شد لحاف الشتا على جسمه
            دحرج حلمه و همه و اسمه
            دارى عيون عايزين يبتسموا
            اللي قضى العمر هزار
            و اللى قضى العمر بجد
            شد لحاف الشتا من البرد
            حط الدبله و حط الساعه
            حط سجايره و الولاعه
            علق حلمه على الشماعه




            بعد ما ادى و بعد ما خد
            بعد ما هد و بنى و احتد
            شد لحاف الشتا من البرد


            شتا - محمد منير mp3

            [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/003.Shetta.mp3[/MEAUDIO]



            يتبع

            تعليق


            • #21


              بملامح مصرية أصيلة و شعر مبعثر و حركات تلقائية مميزة
              وُلد محمد منير في قرية منشية النوبة بأسوان
              في يوم 10 أكتوبر من عام 1954




              هو ذلك الأسمر النوبي ابن النيل الذي صاغ بمشواره الفني
              ذكريات شعب انعجن في تفاصيل أغنياته حتى النخاع
              و انغمس حتى الصميم مع كلماته ليعانق همَ الوطن
              و يعكس آلام البسطاء و يحكي حدوته مصرية




              ترعرع محمد منير في أسوان و ذهب إلى مدارسها لتلقي التعليم
              و لكنه سرعان ما ارتحل مع عائلته إلى القاهرة
              و ذلك نظرًا لأن مياه بحيرة ناصر قد تسببت في غرق قرى النوبة
              في سبعينيات القرن الماضي و بالتالي اضطر القاطنون هناك
              إلى الانتقال إلى مناطق أخرى




              كان منير منذ الصغر عاشقًا للغناء
              و كان يستغل أي مناسبة كي يظهر مواهبه الغنائية
              بعدما أنهى منير دراسته الثانوية قرر الدراسة في
              كلية الفنون التطبيقية في جامعة حلوان و تخرج من
              قسم الفوتوغرافيا و السينما و التلفزيون فيها




              كانت بداية عهد منير بالغناء عندما حاول التواصل
              مع مطربي منطقة النوبة كي يغني أمامهم
              و هكذا كان أول لقاء له مع المطرب زكي مراد النوبي
              الذي استمع إليه و أعجب بصوته كثيرًا حتى أنه طلب من
              الشاعر المصري العامي عبدالرحيم منصور أن يستمع إليه
              و بعدها تعرف منير على المطرب أحمد منيب الذي ساعده
              كثيرًا و دربه على أداء الأغاني بالألحان النوبية




              بدأ محمد منير مسيرته الاحترافية في الغناء مكونًا
              فرقة موسيقية ضمت إلى جانبه كلًا من الشاعر
              عبدالرحيم منصور و المطرب أحمد منيب
              و في وقت لاحق انضم إليهم الموسيقار هاني شنودة
              و فرقته المسماة المصريين
              أطلقت الفرقة ألبومها الأول بعنوان بنتولد
              و لكنه لم يلاقِ نجاحًا كبيرًا لم يحبط هذا الفشل عناصر الفرقة
              فأكملوا عملهم معًا و أطلقوا ألبومًا ثانيًا عام 1981
              بعنوان شبابيك و لاقى هذا الألبوم نجاحًا كبيرًا




              تميزت الأعمال الغنائية و الموسيقية لهذه الفرقة بكونها مزيجًا
              موسيقيًا مدهشًا يجمع بين الألحان النوبية و الموسيقى الغربية
              و الشرقية فكانت مختلفة عن سائر المشاريع الموسيقية الأخرى
              التي ظهرت في تلك الفترة كما كانت كلمات الأغاني عميقة
              و هادفة مما جعل منير يحتل شهرة واسعة
              في أوساط الشباب المصري آنذاك
              فمن قلب النوبة التي صنعت هجرات أهلها
              عقب بناء السد العالي نوعًا من الحنين الذي
              لا ينقطع جاء منير بفيض من الأحاسيس و المشاعر
              استطاع أن ينقلها بحرفية لتحاكي أحلام و آمال الشباب
              و لم يشبه محمد منير أحدًا على الساحة الغنائية
              حين ظهر عليها للمرة الأولى




              و من أصالة كلمات أكبر شعراء العامية المصرية انطلق
              منير ليختار كلمات أغانيه فنهل من فيض صلاح جاهين
              و فؤاد حداد و عبدالرحيم منصور و غيرهم ليلحق بكتائب
              المثقفين المصريين الذين آمنوا بأن للفن دور مؤثر في صياغة
              مستقبل الأوطان من خلال صياغة الذوق العام و تشكيله




              و مما يلفت الانتباه أن لقاء الأبنودي و منير فنيا قد تأخر
              حتى عام 1989 فى ألبوم شيكولاته
              و هذه نقطة مثيرة و باعثة للتساؤل
              فكيف لابني البيئة المتقاربة التى تكاد تكون واحدة
              لم يشعرا بحاجة للاكتمال معا
              و كيف ان منير لم تأخذه روحه لكلمات الأبنودى
              التي تعبر عن الغربة و الحنين
              و كيف أن الأبنودى لم يفكر فى أن يكتشف
              وقع كلماته على حنجرة محمد منير




              و حدث اللقاء فى ألبوم شيكولاته
              و ظهر الأبنودي بقوة في أغنيات مش جرئ
              و شيكولاته و كل الحاجات و بره الشبابيك
              و تحولت اغنية بره الشبابيك إلى تيمة
              تسمعها أينما وجهت سمعك




              و يمثل ألبوم شيكولاتة الصادر في آخر عام في الثمانينات
              نقلة في مشوار منير فهو بمثابة تلك السلمة الأخيرة التي
              يعتليها قبل أن ينتقل إلى مرحلة جديدة من النضج في التسعينيات
              كمن يصطدم بواقع يغيّر شيئًا بداخله
              لو كان نقاء الأغاني الأولى شبيهًا بطبيعة النوبة
              فهنا و لأول مرة تصير الأغاني أشبه بالقاهرة
              و يحل شيء من الجزع مكان الحنان المتدفق سابقًا
              هنا تظهر أول أغنية يُعاتب فيها منير حبيبته
              في بداية تعاونه مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي
              تحوم السحب فوق العلاقة للمرة الأولى
              و ينظر الشاب بره الشبابيك ليرى الغيوم و الأمطار
              يترك الحلم و يخرج للحياة و الحياة تجعله قلقًا مترقبًا
              الموسيقى نفسها متوترة توحي بتهديد قريب






              بره الشبابيك
              ************
              كلمات : عبد الرحمن الأبنودى
              ألحان : كمال الطويل
              غناء : محمد منير
              من ألبوم : شيكولاته إنتاج 1989

              بره الشبابيك غيوم
              بره الشبابيك مطر
              مالي خايف كده
              خايف و حاسس بالخطر
              ده حزن و الا وتر
              ده قلب و الا حجر
              ده دمع و الا مطر
              مالي خايف خايف
              خايف و حاسس بالخطر




              آخر مره اما سبتك
              كتمت الشكوى ليه
              مش كان احسن حاسبتك
              و عرفت القصه ايه
              لكن ماحسبتكيش
              و قلتلك مافيش
              كأنك يا حبيبتي أمرك مايهمنيش




              أنا خايف من ده فيا
              من الشكوى المداريه
              بالذات في الليله ديه
              تحت الغيم و المطر
              مالي خايف خايف
              خايف و حاسس بالخطر




              بره الشبابيك غيوم
              بره الشبابيك مطر
              مالي خايف كده
              خايف و حاسس بالخطر
              ده حزن و الا وتر
              ده قلب و الا حجر
              ده دمع و الا مطر
              مالي خايف خايف
              خايف و حاسس بالخطر



              بره الشبابيك - محمد منير mp3

              [MEAUDIO]https://ia601504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/026.barh_alshababik.mp3[/MEAUDIO]


              تعليق


              • #22


                المطر هبة السّماء من الله تعالى للأرض
                و قُبلة دافئة تعطي الخير الكثير للبشر
                و هو يعني السّخاء و الحنان و اخضرار الأوراق
                و تفتّح البراعم و الأمل بربيع مُتجدّد يجعل الحياة
                أكثر إشراقاً و جمالاً هو فرحة الأطفال
                و أمل الحصّادين بموسم عطاء و خير
                حيث يأتي بعده ربيع يُحقّق الآمال و تكتسي الأرض
                برداء أخضر جميل يفرح به الإنسان




                كلمة مطر تُعطيك الإحساس بتدفق في كلّ شيء
                من المشاعر و الأحاسيس و الرّقة و الشّفافية
                فهي كلمة شاعريّة استلهم منها الشّعراء قصائدهم
                في الحبّ و الجمال و العطاء
                هو النّور الذي يُضيء الأرض
                و يشعرك بنقاء و صفاء كلّ شيء حولك
                فيجعل المُحبّين يعيشون في عالمٍ من الأحلام الورديّة
                فيتخيّل المُحبّ نفسه مُمسكاً بيد حبيبته و يسيران
                في عالم جميل تحت قطراته العذبة




                عاد المطرُ يا حبيبة َالمطرْ
                كالمجنون أخرج إلى الشّرفة لأستقبلهْ
                و كالمجنون أتركه يبلل وجهي
                و ثيابي و يحوّلني إلى إسفنجة بحريّة
                المطر
                يعني عودة الضّباب و القراميد المُبلّلة
                و المواعيد المُبلّلة
                يعني عودتك و عودة الشّعر
                هذا المطر فى عين الشاعر نزار قبانى




                أما مع كلمات الشاعر الخال عبدالرحمن الأبنودي
                و صوت محمد منير تحول المطر إلى معنى آخر يثير
                شعورا بالخوف و القلق عندما تغيب الشمس و تتلبد السماء
                بالغيوم و تتساقط حبات المطر فيشعر الإنسان بالخطر
                و الترقب الذي جسده منير في أغنية تحت المطر
                الخطر يمشي في السكة تحت الغيوم الهموم بتقتل الضحكة
                و الشمس آه من الشمس لما تغيب
                تحت المطر و الخطر تحت الغيوم و الهموم
                و أغنية تحت المطر غناها الكينج محمد منيرعام 1998
                فى ألبوم حبيبتى الذى تضمن أغانى مسلسل جمهورية زفتى
                و هى من كلمات الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى
                ألحان و توزيع جمال سلامة




                أما لقب الملك أو الكينج فحصل عليه بعد أدائه لمسرحية
                الملك هو الملك و إصداره لألبوم يحمل نفس الاسم
                و يضم أغنياته التى غناها خلال هذه المسرحية السياسية
                و أطلق عليه أيضا هذه الألقاب صوت مصر و ابن النيل
                و حدوتة مصرية و مطرب الثورة و بوب مارلى الشرق
                كان أول ظهور للكينج محمد منير على شاشة السينما
                من خلال المخرج الراحل يوسف شاهين
                في فيلم حدوتة مصرية




                أما أعماله الدرامية فكانت جمهورية زفتى و علي عليوة و المغنى
                و من مسرحياته الملك هو الملك و ملك الشحاتين و مساء الخير
                يا مصر كما شارك بصوته فقط في مسلسل بكار حيث غنى
                المقدمة و النهاية لأشهر الأعمال الكرتونية المصرية






                تحت المطر
                *********
                كلمات : عبد الرحمن الأبنودى
                ألحان : جمال سلامة
                توزيع : جمال سلامة
                من ألبوم حبيبتى عام 1998

                تحت المطر الخطر بيمشى فى السكة
                تحت الغيوم الهموم بتقتل الضحكة
                و الشمس آه من الشمس لما تغيب
                و قال يقولو قدر و قال يقولو نصيب
                و انا بقول الهموم حولينا تكفينا
                و الظلم مهما ظلم هيعمل ايه فينا




                و مين مين يمنع النور يرفرف تانى حولينا
                و مين مين يمنع الخير يبوس الفاس فى أراضينا
                مهما يكون الليل غميق شد الخطى على الطريق
                تحت المطر و الخطر تحت الغيوم و الهموم


                تحت المطر - محمد منير mp3

                [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/027.taht_almatar.mp3[/MEAUDIO]


                تعليق


                • #23


                  موسم الشتاء بكل مظاهره من الأمطار و برودة الجو و الصقيع و الغمام
                  يحبه الكثير على الرغم من أن البعض لا يحب موسم الشتاء
                  و لكنه مُفضل لمن لديه حس فني من الشعراء و الأدباء
                  فكل تفاصيل حياتنا لها رمزية معينة خاصة في الشعر العربي
                  ففصل الشتاء في الأدب العربي يعبر عن الحب و الرومانسية تارة
                  و تارة أخرى يعبر عن الوحشة و الخوف و لكن الكثير من الشعراء
                  رمز إلى الشعر بمعناه الرومانسي فالأمطار و الشتاء و البرد و كل ذلك
                  بابا من الأبواب التي يستخدمها الشاعر في وصف الحب و الهيام




                  فيرتبط الانسان المُبدع بعلاقة حميمة مع فصل الشتاء
                  الذي يُسميه الشعراء موسم الشجن
                  و لا أعلم ما سر هذه العلاقة الجميلة بين هذا الفصل
                  من دون فصول السنة الأخرى و التي شكلت للمبدعين من
                  الشعراء بنوعيه الشعبي و الفصيح و الكُتاب و المحبين مصدراً
                  من مصادر الإلهام و الشوق و الحنين و الذكرى و الذي ظهر و وصل
                  للمُتلقي على شكل إبداع أدبي غاية في العذوبة شعراً كان أو نثراً
                  و نجد في بعض الأحيان أن الشتاء يبعث الحزن و الخوف من الرحيل
                  لأولئك العشاق الذين كانوا يهنئون بقرب من هم سبب
                  من أسباب السعادة بالنسبة لهم




                  يقول نزار قباني في قصيدة حقائب الدموع و البكاء :
                  إذا أتى الشِتاءْ و حرَّكتْ رياحهُ ستائري
                  أحسُّ يا صديقتي بحاجةٍ إلى البكاءْ
                  على ذراعيكِ على دفاتري
                  إذا أتى الشتاءْ و انقطَعتْ عندلةُ العنادلِ
                  و أصبحتْ كلُّ العصافيرِ بلا منازلْ
                  يبتدئ النزيفُ في قلبي و في أناملي
                  كأنَّما الأمطارُ في السماءْ
                  تهطلُ يا صديقتي في داخلي
                  عندئذٍ يغمرني شوقٌ طفولي إلى البكاءْ




                  و يقول فى قصيدة عاد المطر يا حبيبة المطر :
                  عاد المطرُ يا حبيبة َالمطرْ
                  كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلهْ
                  و كالمجنون أتركه يبلل وجهي
                  و ثيابي
                  و يحولني إلى إسفنجة بحرية
                  ***
                  المطر
                  يعني عودة الضباب و القراميد المبللة
                  و المواعيد المبللة
                  يعني عودتك و عودة الشعر




                  و يقول فى قصيدة حبيبة و شتاء :
                  و كان الوعد أن تأتي شتاءً
                  لقد رحل الشتا و مضى الربيع
                  تطرزها و لا ثوبٌ بديع
                  و لا شالٌ يشيل على ذرانا
                  و هاجر كل عصفورٍ صديقٍ
                  و مات الطيب و ارتمت الجذوع
                  و لم يسعد بك الكوخ الوديع




                  أما قصيدة حبيبتى و المطر التي توضح اشتياق الحبيب
                  لحبيبته بعد أن تركته و أصبح عنده عقدة المطر
                  و يقول فيها :
                  أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي
                  فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر
                  كان الشتاء يغطيني بمعطفه
                  فلا أفكر في برد ولا ضجر

                  فالحبيبة هي ذلك الحضن و الدفء الذي
                  طالما تغني به نزار قباني فالمطر مع الحبيبة
                  يصبح له طعما آخر حنونا و رقيقا لكن بدونها
                  يتحول الشتاء إلى برد قارس بأمطار تلسع و ربما
                  تجلد ذلك العاشق الوحيد فيتكون لديه عقدة المطر
                  و قد تغنى بهذه القصيدة الفنان العراقى كاظم الساهر
                  و هى أيضا من تلحينه






                  حبيبتى و المطر
                  ************
                  كلمات : نزار قبانى
                  ألحان : كاظم الساهر
                  غناء : كاظم الساهر
                  ألبوم حبيبتى و المطر إصدار 1999 إنتاج شركة روتانا



                  أخاف أن تمطر الدنيا و لستِ معي
                  فمنذ رحتي و عندي عقدة المطر
                  كان الشتاء يغطيني بمعطفه
                  فلا افكر في برد و لا ضجر
                  كانت الريح تعوي خلف نافذتي
                  فتهمسين تمسك ها هنا شعري




                  الآن اجلس و الأمطار تجلدني
                  على ذراعي على وجهي على ظهري
                  فمن يدافع عني يا مسافرة
                  مثل اليمامة بين العين و البصر
                  كيف امحوك من اوراق ذاكرتي
                  و أنت في القلب مثل النقش في الحجر
                  أنا أحبك يا من تسكنين دمي
                  إن كنت في الصين أو ان كنت في القمر
                  يا لا و لا لالا و يا لا و يا لالي
                  انا احبك انا احبك يا لا و يا لالي


                  حبيبتي و المطر - كاظم الساهر mp3

                  [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/008.habibati_walmatr.mp3[/MEAUDIO]


                  تعليق


                  • #24


                    هل للمطر موسيقى ؟
                    هذه هى رؤية الشاعر نزار قبانى للمطر
                    كما عبر عنها فى قصيدته بعنوان سبتمبر
                    يقول فيها :
                    الشعر يأتي دائما مع المطر
                    و وجهك الجميل يأتي دائماً مع المطر
                    و الحب لا يبدأ إلا عندما
                    تبدأ موسيقى المطر
                    إذا أتى أيلول يا حبيبتي
                    أسأل عن عينيك كل غيمة
                    كأن حبي لك
                    مربوط بتوقيت المطر




                    كما عبر عنه فى قصيدة أخرى بعنوان حزب المطر
                    يقول فيها :
                    مُبْحِراً نحو فَضَاءٍ آخَرٍ
                    نافضاً عنِّي غُبَاري
                    ناسياً اسْمي
                    و أَسْماءَ النَبَاتَاتِ
                    و تاريخَ الشَجَرْ
                    هارباً من هذه الشَمْسِ التي تجلُدُني بكرابيج الضَجَرْ
                    هارباً من مُدُنٍ نامتْ قُرُوناً
                    تحت أقدامِ القَمَرْ
                    تاركاً خلفي عُيُوناً من زُجَاجٍ
                    و سماءً من حَجَرْ
                    و مَضَافَاتِ تميمٍ و مُضَرْ
                    لا تقولي عُدْ إلى الشَّمس فإِنِّي
                    أَنتمي الآنَ إلى حِزْبِ المَطَرْ




                    أما غادة السمان فتحكى فى قصيدتها عاشقة تحت المطر
                    أنها أمام قطرات المطر التي تنساب خيوطاً من الماء
                    على زجاج النافذة اكتشفت كلمة السر و تحدثت
                    مع الأشباح المتراقصة خارج جدران غرفتها فتقول :
                    أحدّق في المطر و هو يلتهم النافذة
                    و الليل يتدفق نهراً من الظلال
                    أحدِّقُ كما أفعل منذ ألف عام
                    و للمرة الأولى أرى الأشباح بوضوحٍ تام
                    و هي تتابع حياتها خارج الغرف الموصدة على الصدأ
                    أفتح النافذة و أمد يدي إليها
                    فتضمها بأصابعها الدخانية بحنان
                    و أمضي معها إلى غابة المجهول
                    نتسامر بحكايا ما وراء المألوف
                    آه كيف قضيتُ عمري كالحمقى
                    أخاف من الأشباح و هم مفتاح الليل
                    و كلمة السر




                    و ننتقل إلى حكاية أخرى و قصة من قصص
                    الرومانسية تحت قطرات المطر :
                    ماشي بشارع
                    هادي خالي من البشر
                    بس أنا وحدي و المظلة و المطر
                    بحضني الحقيبة و الدفاتر و الصور
                    الشمس غابت و الريح تلعب بالشجر
                    كتب كلمات هذه الأغنية القيصر كاظم الساهر
                    و لقد منحه هذا اللقب الشاعر السورى نزار قبانى
                    كما لُقب أيضاً بسفير الأغنية العراقية
                    و هو من مواليد 12 سبتمبر عام 1957
                    درس الموسيقى 6 سنوات في معهد الدراسات
                    الموسيقية ببغداد و لحن أول أغنية له بعنوان
                    أين أنت بعد سنة فقط من دخوله المعهد




                    بدأ القيصر بكتابة قصة الأغنية و لعله استنبط الكلمات من اللحن
                    الذي خطر بباله أو العكس لأنه رسم لوحة رومنسية جميلة
                    أبدع بوصفها و بصورها الفنية و بكلماتها
                    و لا ننسى اللحن الذي يأخذك بعيدا لتعيش القصة
                    و تعيش الرومانسية ذاتها




                    بدأ بقصته بأنه يمشي بشارع هذا الشارع هادٍ و خالً من البشر
                    هنا يقدم الساهر اللوحه الفنية حيث أن الرومانسية لا بدّ أن يكون
                    جوها هادئ يخلو من أي إزعاج أو شائبة
                    و أيضا رسم اللوحة الجمالية الأخرى و أدخل المطر
                    رمز الخير و الحب و العطاء
                    حيث بيّن أنه يمشي بهذا الشارع و الجو ممطر
                    و هذا الشارع يخلو من البشر و الناس
                    و لكن برفقته شيئين هما المظلة و المطر
                    يبدو من البيت >>> بحضني الحقيبة و الدفاتر و الصور
                    يبدو أنه في القصة يعمل رساماً في الشوارع و كما
                    تتضح الصورة الفنية بأن في حضنه الحقيبة التي
                    يستخدمها لحمل أدوات الرسم و و الدفاتر التي يستخدمها للرسم
                    و أيضا الصور التي أنجزها رسما و ربما أنه يعمل بمكان آخر
                    أو بصورة أخرى و لكنها الأقرب للتفسير
                    و يكمل اللوحة الرومانسية بسكون الليل حيث أنه يبين
                    أن الوقت هو بعد مغيب الشمس أو أنها غابت
                    و أيضا يكمل ذلك الكلام بأن هناك ريحا يلعب بالشجر




                    يكمل قصته في تلك الليلة التي من نسق جميل
                    من رومانسية و هدوء انتقل الى فحوى القصة
                    فجأة قطعت صوت خطوات فتاة رقيقة ناعمة كما يبدو
                    قطعت صوت خطواتها اللوحة الهادئة التي رسمها بالبداية
                    قطعتها و هي تجري باتجاهه و التفت و بدأ هنا بإعجابه بها
                    حيث أنه قال أنه رأى فتاة حلوه و أنها أثارت انتباهه
                    لتطلب منه باستحياء و بأدب أن تحتمي معه تحت المظله
                    أن تحتمي معه و يبدو أنه استلطفها عندما قال أنها احتمت
                    بجانبه و فرح لذلك بتعقيبه يا عيني و أيضا بوصفه إياها
                    بريئة كالطفلة دلالة الى صفائها و بياض قلبها و حسها




                    ثم ينتقل إلى الجزء الأخير من القصة
                    يبدو أنه الحب من أول نظره
                    من صدق الاحساس و صفائه و جماله
                    بدأت بينهما قصة حب جميلة
                    و من فرحته بهذا الأمر الذي وصفه بالصدفة الحلوه
                    ثم نعتها بأنها هي أحلى أي الفتاة
                    و من فرحته بهذه الصدفة أراد أن يشكر سبب هذه الصدفة
                    بدءا بالمطر الذي سبب أن يحمل المظلة
                    و أن تأتي هذه الفتاه و تطلب أن تحتمي معه من المطر
                    و سبب ذلك كله هو القدر الذي كتب هذه الصدفة الجميلة
                    فعبر عن سعادته بتقبيل المطر و المظلة و القدر
                    فنجده صور المطر و المظله و القدر بأشخاص قدم
                    لهم قبلاته الحارة لمعروف و صدفة حلوة قدموها إليه






                    ماشى بشارع

                    ************
                    كلمات : كاظم الساهر
                    ألحان : كاظم الساهر
                    غناء : كاظم الساهر
                    ألبومانتهى المشوارعام 2005.

                    ماشي بشارع بالي خالي من البشر
                    بس انا وحدي و المظلة و المطر
                    بحضني الحقيبه و الدفاتر و الصور
                    الشمس غابت و ريح تلعب بالشجر




                    و فجأة اسمع صوت خطوة
                    تجري تجري باتجاهي
                    و التفت و شفت حلوه
                    حلوه ثارت انتباهي
                    قالت بكل ادب
                    تسمح احتمي تحت المظله
                    و احتمت جانبي يا عيني
                    بكل براءه تحسها طفله




                    و ابتدت قصة جميلة
                    صدفة حلوه و هي أحلى
                    ألف بوسه يا مطر
                    يا مظله و يا قدر
                    ماشي


                    ماشي بشارع - كاظم الساهر mp3

                    [MEAUDIO]https://ia601504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/029.mashi_bishare.mp3[/MEAUDIO]



                    يتبع

                    تعليق


                    • #25


                      لكل شاعر استعاراته الخاصة و إحساسه المميز بالمطر
                      فعندما نقلِّب دفاتر الشعراء بحثاً عن قطرات المطر فوق صفحاتهم
                      سنجد أن لكلِّ شاعرٍ طريقته الخاصة في استخدام هذا الرمز و لكلٍّ
                      منهم إحساسه المميز و شجنه الفريد الذي تبعثه الأمطار في فؤاده




                      يأتي الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش
                      كأحد أبرز الأسماء التي ترك الشتاء بصمة في قصائدهم
                      تعامل مع ما يحدثه هذا الفصل في النفوس بشكل مغاير
                      و مختلف بعض الشئ ففي قصيدة له بعنوان الحنين
                      صدرت ضمن ديوانه في حضرة الغياب عام 2006
                      يقول في إحدى مقاطعها :
                      و للحنين فصل مدلل هو الشتاء
                      يولد من قطرات الماء الأولى
                      على عشب يابس فيصعد زفرات
                      استغاثة أنثوية عطشى إلى البلل
                      وعدٌ بزفاف كوني هو المطر
                      وعد بانفتاح المغلق على الجوهر
                      و حلول المطلق في ماهيّاتٍ
                      هو المطر
                      كم من سنديانة هناك
                      تشرئب إلى اثنين : أنتَ و هي
                      تركضان تحت المطر
                      بلا مظلة و بلا قبعة
                      و يستمر الشاعر محمود درويش فى قصيدته
                      حتى يصل إلى أن الحنين هو اختلاط النار بالماء




                      الشتاء كان مفجر الحنين في هذا النص
                      و الحنين فرض نفسه على مخيلة درويش
                      فشبه المطر بزفاف كوني يمهد لقصة عاشقين
                      منحهم المطر المزيد من الحرية في بيئة تحفها أشجار السنديان
                      و لكن يبقى السؤال هل فعلا للحنين فصل مدلل هو فصل الشتاء
                      كما ذكر الشاعر الفلسطينى محمود درويش
                      يتساءل المرء و بالطبع لا يكتفي بهذا السؤال
                      و يستمر في حيرته و بحثه و طرحه لأسئلة أخرى
                      لعل معها تهدأ النفس و يسعد العقل
                      فهو يريد أيضا أن يعرف كيف ندلل الحنين أو كيف يدللنا الحنين ؟
                      ونحن في حياتنا اليومية و معاركنا الكبيرة و الصغيرة
                      نبحث عن هذا الحنين المدلل و الملاذ الآمن
                      الذي يأخذنا بعيدا عن الواقع الذي نعيشه أو نعايشه




                      و تتوالى قصائده المفعمة برائحة الشتاء
                      ففي قصيدة بعنوان شتاء ريتا الطويل يقول :
                      أجْهَشَتْ ريتا : طويلُ هذا الشَّتاءُ
                      و كَسَّرتْ خَزَف النَّهار على حَديد النَّافِذَة
                      وَضَعتْ مُسدَّسَها الصَّغير على مُسَوَّدَة القَصيدَةْ
                      وَ رَمَتْ جَواربها على الكُرْسيِّ فَانْكسَرَ الْهديلُ
                      و مَضَت إلى المَجْهول حَافيةً و أدْرَكَني الرَّحيل
                      و للشتاء هنا دلالة أخرى في نفس درويش
                      حيث جاء مشكلا إعاقة ما بين لقاء الأحبة و بعضها البعض
                      ريتا و حبيبها و شتائهم الطويل المليء بالوحدة و الرحيل




                      فنجد الحنينُ في شعر محمود درويش حاضرا
                      في كل أقواله و اقتباساته فقد لا تخلو قصيدة
                      من قصائدهِ عن حنينهِ لوطنه أو لأمهِ أو لحبيبته،
                      فقصائد حب محمود درويش و قصائدُ فراق محمود درويش
                      و قصائد نسيان محمود درويش مغموسةٌ بالحنين
                      يقول فى قصيدته مطر ناعم فى خريف بعيد :
                      مطر ناعم في خريف بعيد
                      و العصافير زرقاء زرقاء
                      و الأرض عيد
                      لا تقولي أنا غيمة في المطار
                      فأنا لا أريد
                      من بلادي التي سقطت من زجاج القطار
                      غير منديل أمي
                      و أسباب موت جديد
                      مطر ناعم في خريف غريب
                      و الشبابيك بيضاء بيضاء
                      و الشمس بيّارة في المغيب
                      و أنا برتقال سلّيب
                      فلماذا تفرين من جسدي
                      و أنا لا أريد
                      من بلاد السكاكين و العندليب
                      غير منديل أمي
                      و أسباب موت جديد




                      و نجد أن هناك ثمة رِباطٌ سحريٌ بين الغناء و فصل الشتاء فما هو ؟
                      و لماذا كلما حضرَ الشتاء حضرت أغنياته و موسيقاه و صوره
                      العابقة بعطر الذكرى ؟
                      هل لأن الشتاءَ فصلٌ رومانسي بالضرورة
                      أم أن هبوب أولى نسمات ريح الشتاء الباردة
                      تأتي لتيقظ الحنين إلى زمنٍ مضى دون عودة
                      سوى ما نعود إليه أنغاماً و موسيقى و غناءَ لا يفنى مع الزمن
                      فهذا الفنان كاظم الساهر في رومانسية التسعينيات :
                      برد و رياح و مطر تك تك على الشباك
                      فى أغنية له بعنوان يا ليل لا تنتهى من ألبوم
                      بغداد لا تتألمى و قام هو بكتابة كلماتها و أيضا تلحينها






                      يا ليل لا تنتهى
                      ************
                      كلمات : كاظم الساهر
                      ألحان : كاظم الساهر
                      غناء : كاظم الساهر
                      من ألبوم بغداد لا تتألمى عام 1994

                      يا ليل لا تنتهي توني أبتديت الغزل
                      لأرقص و أغني و أدق و الله لوما الخجل
                      الجو جميل و شاعري خليني أمتع ناظري
                      يا ليل توني فرحت بعد انتظار و ملل




                      برد و رياح و مطر يتك تك على الشباك
                      و موقد خشب مشتعل و اقباله آني وياك
                      الأسعد مني منو أنا بحلم لو صحو
                      بأحضاني هذا الحلو رقة و أمان و دفو
                      آه يالدلال بيه ما يملكه مس الطفل




                      بحب و حنان و غزل نتحاضن آني وياك
                      لو مرة مسك برد روحي تسير غطاك
                      الأسعد مني منو أنا بحلم لو صحو
                      بأحضاني هذا الحلو رقة و أمان و دفو



                      يا ليل لا تنتهي - كاظم الساهر mp3

                      [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/030.ya_layl.mp3[/MEAUDIO]

                      تعليق


                      • #26


                        لا يتوقف الشتاء عن المجيئ
                        و لا يتوقف المطر
                        كذلك قصص الغرام تحته لا تتوقف.
                        و كعادتها تحلق في السماء وسط النجوم
                        راحت النجمة ماجدة الرومي تشدو
                        بصوتها الدافئ الساحر للشتاء و تحت المطر




                        لا أعرف سببا واحدا لاستدعاء الذاكرة بشكل تلقائي
                        لصوت ماجدة الرومي كل نوبة شتاء
                        و لا أعرف سر ارتباطها بالأمطار و الثلوج هل لدفء إحساسها و صوتها
                        أم بسبب الصورة الذهنية المتكونة لدينا عن السيدة ماجدة
                        لكليباتها الشهيرة تحت المطر خاصة اغنية مع الجريدة
                        أو اغنية الحب الوفاء أم لغناها الدائم للشتاء
                        ففي كل الحالات للشتاء عند ماجدة الرومي و لجمهورها
                        حالة خاصة ففيه ولدت و بدأت و غنت و اعتادت
                        أن تطلق فيه معظم ألبوماتها و كليباتها
                        و اعتدنا نحن أن نسمع صوتها الدافئ كل شتاء




                        ماجدة الرومى ذات الصوت الأوبرالي كما يطلق عليه جمهورها
                        أو صاحبة الصوت الراقي المهذب كما يحب البعض أيضا أن يصفه
                        هى صاحبة صوت راقٍ لدرجة أن أطلق عليها مطربة المثقفين
                        لا نزال نتذكر ماجدة الرومي في قصيدة نزار قباني الجريدة
                        و هي تعبر تحت المطر و تغني في ذلك الكليب الغنائي :
                        أخرج من معطفه الجريدة و علبة الثقاب
                        وصولاً إلى تأكلني الأمطارُ تضربني




                        راحت النجمة ماجدة الرومي تقدم قصيدة نزار قباني مع الجريدة
                        بعد أن قامت بتصوير أحداثها بالكامل تحت المطر
                        كانت تجلس في المقهي مع صديقاتها و تتأمل فتي أحلامها
                        دون أن يراها و قد أخرج من معطفه الجريدة و علبة الثقاب
                        و طوال الأغنية تستطرد في وصف مشاعرها تجاهه
                        عبثا حاولت لفت إنتباهه حتي يتناول المعطف من أمامها
                        و يغيب في الزحام مخلفا وراءه الجريدة وحيدة مثلها
                        سعيدة بحبه محمومة بعشقه تهيم في الشوارع تحت المطر
                        قلبها النابض يجعلها ترقص كالفراشات






                        مع الجريدة
                        ************
                        كلمات : نزار قباني
                        ألحان : جمال سلامه
                        غناء : ماجدة الرومي
                        من ألبوم ابحث عنى عام 1994

                        أخرج من معطفه الجريدة و علبة الثقاب
                        و دون أن يلاحظ اضطرابي و دونما اهتمام
                        تناول السكر من أمامي
                        ذوب في الفنجان قطعتين
                        و في دمي ذوب وردتين
                        ذوبني لملمني بعثرني
                        شربت من فنجانه
                        سافرت في دخانه
                        و ما عرفت أين




                        كان هناك جالساً
                        و لم يكن هناك
                        يطالع الأخبار
                        و كنت في جواره
                        تأكلني الأفكار
                        تضربني الأمطار
                        يا ليت هذا الرجل المسكون بالأسرار
                        فكر أن يقرأني
                        ففي عيوني أجمل الأخبار
                        و بعد لحظتين
                        دون أن يراني
                        و يعرف الشوق الذي اعتراني
                        تناول المعطف من أمامي
                        و غاب في الزحام
                        مخلفاً وراءه الجريدة وحيده
                        مثلي أنا وحيده



                        مع الجريدة - ماجدة الرومي mp3

                        [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/031.mae_aljarida.mp3[/MEAUDIO]


                        تعليق


                        • #27
                          و لا ننسى أغنية كن صديقى التى غنتها ماجدة الرومي
                          تحكي عن علاقة حبيبين انتهت و لكنها كانت تتمني
                          أن يظلوا أصدقاء ليتشاركوا معًا أجواء المطر
                          و هى من كلمات الشاعرة و الكاتبة و الناقدة الكويتية
                          سعاد الصباح






                          كن صديقي
                          ************
                          كلمات : سعاد الصباح
                          ألحان : عبدو منذر
                          غناء : ماجدة الرومي
                          من ألبوم ابحث عنى عام 1994

                          كمْ جميلٌ لو بَقينا أصدِقاءْ
                          إنَّ كلَّ امرأةٍ تحتاجُ إلى كَفِ صديق
                          كُن صَديقي
                          هواياتي صغيرة
                          و اهتماماتي صغيرة
                          و طموحي أنْ أمشي
                          ساعاتٍ معكَ تحت المطر
                          عندما يسكنني الحزن
                          و يبكيني الوتر
                          فلماذا تهتم بشكلي
                          و لا تدرك عقلي




                          كن صديقي كن صديقي
                          أنا محتاجه جدا لميناء سلام
                          و أنا متعبه أنا متعبه
                          من قصص العشق و أخبار الغرام
                          فتكلم تكلم تكلم
                          لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام
                          و لماذا تهتم بشكلي و لا تدرك عقلي
                          كن صديقي كن صديقي
                          ليس في الأمر انتقاص للرجوله
                          غير أن الشرقي
                          لا لا لا يرضى
                          لا يرضى بدور لا يرضى بدور
                          غير أدوار أدوار البطولة



                          كن صديقي - ماجدة الرومي mp3

                          [MEAUDIO]https://ia601504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/032.kun_sadiqi.mp3[/MEAUDIO]


                          تعليق


                          • #28


                            ماجدة الرومى ملاك الطرب العربي فنانة لبنانية وُلدت
                            فى بيروت فى منطقة كفر شيما فى 13 ديسمبر عام 1956
                            والدها الموسيقار اللبنانى حليم الرومي
                            الذى كان وراء بروز جارة القمر السيدة فيروز
                            و أمها السيدة المصرية ماري لطفي و هى من بورسعيد
                            و لقد تأثرت ماجدة الرومي منذ الطفولة بكبار المطربين العرب
                            أمثال محمد عبدالوهاب و السيدة أم كلثوم و عبدالحليم حافظ و اسمهان




                            غنت لعدد من الشعراء و الملحنين
                            و أمام العديد من الملوك و الرؤساء
                            و فى أغلب المهرجانات الكبرى فى العالم العربي
                            و أُطلق عليها عدة ألقاب منها ملاك الطرب العربي
                            و مطربة المثقفين للدلالة على تميز صوتها و رقي فنها
                            تزوجت عام 1979 من أنطوان دفونى
                            و رُزقت منه بابنتين هلا و نور
                            و لها العديد من الألبومات الغنائية
                            و فى سنة 1976 شاركت فى بطولة فيلم المخرج
                            المصرى يوسف شاهين عودة الابن الضال




                            و يظل الشتاء هو كلمة السر في حياة ماجدة الرومي
                            فكيف يأتي الشتاء و لا تتذكر رائعة كلمات لنزار قباني
                            و هي تقول : أخذني من تحـت ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات
                            و المطر الأسود في عيني يتساقط زخات زخات




                            فبعض الحب يعيش بالكلمات عمراً قصيراً
                            و بعض النساء يكتفين بالكلمات إذا تعلق الأمر
                            بقلوبهن التي يعمرها حب و يدمرها آخر بالكلمة
                            الكلمة جسر ذهبي تتعلق به المرأة لتحافظ على لحظة وهم مع رجل
                            الكلمة هي العصا السحرية التي تفتح مغارات قلوب النساء
                            هل الأمر بهذه السهولة بالطبع لا
                            فالكلمات سلاح سري هناك من يحسن حمله فقط
                            و هناك من يستعرضه بأسلوب بائس رث المعاني
                            يشف عن برود المشاعر و هناك من يعرف متى و كيف
                            يستخدمه ليؤثر و ليطلق وابلاً من ياسمين على قلبها




                            أدركت منذ البداية جمال اللحظة و جمال الدهشة بأعذب الكذبات
                            كذبة جعلتها تستسلم لتفاصيل لحظتها المفعمة بالدهشة و المحملة
                            بالجمال جمال نظرات من عينيه السوداوين و هي تسقط في عينيها
                            كمطر أسود زخات زخات فنظرة بعد نظرة منه إليها كان
                            المساء يعدها بأوقات وردية تطل منها على أجمل ما تتمناه




                            و لربما كان الخيال هنا يوحي بصورة أخرى
                            فذلك المطر الأسود ليس نظراته بل هو الحقيقة السوداء
                            التي أدركتها منذ البداية لحقيقة ما يحدث بينهما
                            فالسواد هنا هو الإحساس المُر الذي صوره الشاعر بمطر أسود
                            دمع أسود احساس أسود و لكنها تحسم أمرها
                            و تقبل على لحظتها بفرحة طفلة تغمرها الألوان و الهدايا




                            بعض الأوهام نختارها نقترب منها نتشبث بها
                            لأنها تروق لنا و لأننا نريدها و لأننا نعرف حقيقتها
                            كما نعرف حقيقتنا فنختارها لأننا نعرف نهايتها
                            التي لن تصدمنا فقد قبلناها هكذا منذ اللحظة الأولى
                            و كانت الصعوبة الأولى هي في تقبلها
                            و تجاوز الصدمة الأولى كما جاءت
                            و لهذا كان المطر الأسود يتساقط زخات زخات






                            كلمات
                            *******
                            كلمات:نزار قبانى
                            ألحان:إحسان المنذر
                            غناء ماجدة الرومى
                            من ألبوم كلمات عام 1991

                            يسمعني حين يراقصني
                            كلمات ليست كالكلمات
                            يأخذني من تحت ذراعي
                            يزرعني في إحدى الغيمات
                            و المطر الأسود في عيني
                            يتساقط زخّات زخّات
                            يحملني معه يحملني
                            لمساء وردي الشّرفات
                            و أنا كالطّفلة في يده
                            كالرّيشة تحملها النسمات
                            يهديني شمساً
                            يهديني صيفاً
                            و قطيع السنونوات
                            يخبرني أنّي تحفته
                            و أساوي ألاف النجمات
                            بأني كنز و بأني
                            أجمل ما شاهد من لوحات




                            كلمات
                            يروي أشياء تدوّخني
                            تنسيني المرقص و الخطوات
                            كلمات تقلب تاريخي
                            تجعلني إمرأة في لحظات
                            يبني لي قصر من وهم
                            لا أسكن فيه سوى لحظات
                            و أعود لطاولتي
                            لا شيئ معي إلا كلمات


                            كلمات - ماجدة الرومي mp3

                            [MEAUDIO]https://ia801504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/033.kalimat.mp3[/MEAUDIO]





                            يتبع

                            تعليق


                            • #29


                              المطر هو دوماً جالب الخير
                              و زخاته تحمل فى قطراتها الأنين و الشجن
                              لذكريات قد تروادنا قال فيه الشعراء
                              قصائد و أشعار حُفرت فى ذاكرتنا
                              و نتذكرها دوماً كلما دق الشتاء أبوابنا




                              و لكل شاعر إحساسه المميز و شجنه الفريد
                              الذي تبعثه الأمطار في فؤاده
                              فالشاعر عدنان الصائغ مثلاً وجد في غياب المطر
                              فرصة ملائمة للتعبير عن المقولة الشهيرة
                              مصائب قوم عند قومٍ فوائدُ فيقول :
                              حين يموتُ المطرُ ستشّيعُ جنازتَهُ الحقولُ
                              وحدها شجيرةُ الصبير ستضحكُ في البراري
                              شامتةً من بكاءِ الأشجار




                              أما الشاعر بيان الصفدي فقد عبر عن خوفه
                              من المطر بالأبيات التالية :
                              منذ كنت صغيراً و أنا أخاف من المطر
                              أخاف من غيومه التي تتكدس فوق صدري
                              من الرعد الذي يتوعد البيوت بصوتٍ عالٍ
                              من البرق الذي يبحلق بعينيه إلى أقصاهما
                              من حباله التي تربط الجِرارَ و تكسرها على السقوف
                              من المطر دائماً يبقى طريق موحل طويل
                              و جنيَّة في الليل تنتظرني خلف الباب
                              و جدتي جدتي التي لا أعرف على أي شيء كانت تنوح




                              ثم ننتقل إلى الشتاء و الشعور بالوحدة و افتقاد الصديق
                              و التى عبر عنها الشاعر سيد شوقى فى ليلة شتا
                              و تغنى بها المطرب محمد الحلو
                              ليلة مُمطرة مُظلمة من ليالى الشتاء
                              ما زال يسبح فى بحر الذكريات
                              ثم يعود ليحلق في فضاء الماضي
                              و لكنه يعاود الهبوط إلى أرض الحاضر
                              ليجد الطريق أمامه ممطرا تاه فيه الدفا
                              و الطريق أيضاُ مُظلماً غاب فيه القمر
                              و هو وحيد فى هذا الطريق البارد المُمطر المُظلم
                              يبحث عن صديق عَلْهُ يجد الدفء و الأُنس من وحشة الطريق





                              ليلة شتا
                              ******
                              كلمات : سيد شوقى
                              ألحان : سامى الحفناوى
                              غناء : محمد الحلو
                              من ألبوم عراف عام 1983

                              ليلة شتا وسط المطر
                              تاه الدفا غاب القمر
                              و الطريق ما فيه بشر
                              و فضلت ماشي في الطريق
                              ماشي بدور عن صديق
                              و فضلت ماشي في الطريق
                              ماشى بدور عن صديق
                              ماشي و الخطوه شريده شريده
                              جوه الأحزان و التنهيده
                              ماشي و الخطوه شريده شريده
                              جوه الأحزان و التنهيده




                              عديت حبات المطر
                              عديت أوراق الشجر
                              لفيت كل الشوارع
                              لفيت و اديني راجع
                              راجع من نفس الطريق
                              راجع من غير صديق
                              راجع من نفس الطريق
                              راجع من غير صديق



                              ليلة شتا - محمد الحلو mp3

                              [MEAUDIO]https://ia601504.us.archive.org/9/items/ward2u_024/007.laylat_sheta.mp3[/MEAUDIO]



                              تعليق


                              • #30


                                يعبر الشعراء عن الشتاء بأمطاره و رعوده فى قصائدهم
                                و أشعارهم بطرق و أساليب مختلفة و مشاعر و أحاسيس
                                متباينة فمنهم من ينظر إلى فصل الشتاء على أنه
                                فصل البهجة و الفرح و آخرون تكون رؤيتهم له أنه فصل
                                الخوف و الحزن و الشجن و البعض يراه فصلا للشوق
                                و الحنين و تجدد الذكريات




                                الشتاء و الخوف و العزلة
                                مع الشاعر المصرى صلاح عبدالصبور
                                فى قصيدته الرائعة أغنية للشتاء
                                كانت كل المقاطع تبدأ بعبارة جميلة جدا
                                ينبئني هذا الشتاء أو ينبئني شتاء هذا العام
                                ثم يطلق الشاعر الكبير العنان لكلماته
                                لترسم لوحة شعرية في غاية الجمال




                                ينبئني شتاء هذا العام
                                أنني أموت وحدي
                                ذاتَ شتاء مثله ذات شتاء
                                و أن أعوامي التي مضت كانت هباء
                                و أنني أقيم في العراء
                                ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي
                                مرتجف بردا
                                و أن قلبي ميت منذ الخريف
                                قد ذوى حين ذوت
                                أولُ أوراق الشجر
                                ثم هوى حين هوت
                                أول قطرة من المطر
                                و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا
                                في باطن الحجر
                                و أن دفء الصيف إن أتى ليوقظه
                                فلن يمد من خلال الثلج أذرعه
                                حاملة وردا




                                ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض
                                و أن أنفاسيَ شوك
                                و أن كل خطوة في وسطها مغامرة
                                و قد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا
                                في زحمة المدينة المنهمرة
                                أموت لا يعرفني أحد
                                أموت لا يبكي أحد
                                و قد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرة
                                مجلسه كان هنا و قد عبر
                                فيمن عبر
                                يرحمُهُ الله




                                ينبئني شتاء هذا العام
                                أن ما ظننته شفاىَ كان سُمِّي
                                و أن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطني
                                و لستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت
                                لكنني من يومها ينزف رأسي
                                الشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيت
                                من أجلها خرجت
                                من أجلها صُلبت
                                و حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة و الرعدُ
                                ترجُّني خوفا
                                عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت




                                ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء
                                لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِ
                                دفئا
                                لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف
                                كل غلالي
                                كل حنطتي و حَبِّي
                                كان جزائى أن يقول لى الشتاء انني
                                ذات شتاء مثله
                                أموت وحدي
                                ذات شتاء مثله أموتُ وحدي




                                هل تتفقون معه ؟
                                هل نحن بحاجة إلى أن نخزن مشاعرنا و أفراحنا
                                و ألا نأخذ الكثير منها في ربيع حياتنا
                                قبل أن يأتي الخريف ليسرقها
                                هل علينا أن نخاف الفرح و اللحظات الجميلة في حياتنا
                                هل كان درويش محقا و هو يقول :
                                علموك أن تحذر الفرح لأن خيانته قاسية




                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X