إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أحمد دحبور شاعر المخيم

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحمد دحبور شاعر المخيم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    اهل ورد الغاليين


    قدمت فلسطين لنا و لا زالت
    الكثير و الكثير من المبدعين
    وحق لمحمود درويش أن يقول بكل زهو وكبرياء

    "إننا لا نملك إلا الانحناء بالتحية للمعاناة الإنسانية"
    حيث استطاعت الثقافة الفلسطينية،
    والشعر في طليعتها،
    حراسة الروح الوطنية الفلسطينية،
    فلم تتآكل بفعل الهجرة واللجوء...
    حقا حتى لو رحل الجسد
    تبقى الكلمات حية
    و نحن هنا على موعد مع
    واحد من عمالقة الابداع الفلسطيني
    الذي استطاع ان يقدم من خلال
    أغانيه وأشعاره بطاقة هوية انتمائه الطبقي والإنساني

    انه الشاعر الكبير
    راوية المخيم

    الراحل

    أحمد دحبور



    ابريل 1946 حيفا - ابريل 2017 رام الله

  • #2
    قبل نكبة احتلال فلسطين بسنتين
    أي عام 1946 ولد الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور
    في حيفا، لكن عائلته هاجرت من فلسطين
    سنة 1948 متجهة إلى لبنان
    ومنه إلى حمص بسوريا،
    لينشأ الشاعر ويدرس في مخيم حمص
    للاجئين الفلسطينيين.

    دحبور لمن لا يعرفه شاعر عصامي التكوين،
    لم يتلق تعليما أساسيا كافيا،
    لكن المتأمل في ثقافته الواسعة
    يدرك دور القراءة والتكوين الذاتي
    في نحت ذات الشاعر العميقة،
    فقد كان قارئاً نهماً وتواقاً للمعرفة،
    صقل موهبته الشعرية بقراءة عيون الشعر العربي قديمه وحديثه.

    من هناك بدأ ليكون صوت فلسطين الشعري
    الجوّاب في الأرجاء، صوتها الذي تقمّص
    كل الأمكنة والزوايا، تقمص كل جزء من الحياة
    ليصدح عاليا بأن هناك وطنا هو
    “أم البدايات وأم النهايات”
    كما كان يقول عنه الشاعر الفلسطيني محمود درويش

    عمل دحبور في مجال الصحافة والإعلام
    كالكثير من الكتاب والشعراء الفلسطينيين،
    الذين أضافوا لهذا المجال الكثير،
    من
    معين بسيسو إلى محمود درويش وغيرهما،
    فعمل مديراً لتحرير مجلة “لوتس”
    حتى عام 1988 ومديراً عاماً لدائرة الثقافة
    بمنظمة التحرير الفلسطينية،
    كما شغل منصب عضو في
    “الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين”.

    تعليق


    • #3
      ألف دحبور العديد من الأعمال الشعرية القوية
      بداية من مجموعته الشعرية الأولى
      “الضواري وعيون الأطفال”
      التي كتبها في حمص 1964،
      ثم مجموعته “حكاية الولد الفلسطيني” 1971.
      و”طائر الوحدات” بيروت 1973،
      و”واحد وعشرون بحراً”،
      وصولا إلى مجموعته
      “شهادة بالأصابع الخمس” سنة 1983،
      وهي نفس السنة التي صدر له فيها كتاب
      بعنوان “ديوان أحمد دحبور”.

      كما صدرت للشاعر مجموعة شعرية أخرى
      بعنوان “الكسور العشرية”.
      وتقديرا لما قدمه من أعمال شعرية
      حازعلى جائزة توفيق زياد في الشعر عام 1998.

      حضور فلسطين في شعر أحمد دحبور
      لا يجعل من قصائده محلية بل
      هي نصوص شعرية بلسان إنساني مفتوح
      ولم يكتف دحبور بكتابة القصائد فكتب أيضا الأغاني،
      ولاقت أغانيه انتشارا، منها الأغاني
      التي قدمتها فرقة أغاني العاشقين الفلسطينية.
      لذا يمكننا تبين تأثير الشاعر المهم،
      تأثير لم يقف عند حدود القصائد
      بل تجاوزها إلى الموسيقى،
      وإلى حضور الشاعر المقاوم في نصوصه
      وفي شخصه، وهو الذي لم يتخل يوما عن قضيته.
      عاش أحمد دحبور بين أماكن مختلفة
      من مخيم في سوريا إلى تونس إلى غزة
      إلى حيفا وغيرها من الأمكنة التي مر بها
      الشاعر رحالا متنقلا منذ طفولته الباكرة،
      وربما هذا ما جعل ملمحا من الرحلة في أشعاره،
      رحلة لا تحضر بمفهومها المعتاد،
      بل في الرموز التي يتوسلها الشاعر،
      من الصحراء إلى الأشجار إلى الخضرة
      والبحر وغيرها
      من سمات جغرافيات مختلفة عبرها الشاعر،
      ملتقطا كل تفاصيلها،
      وصانعا من تلك التفاصيل فلسطينه الخاصة.

      تعليق


      • #4
        ن حوار سابق أجراه معه راشد عيسى
        يقول أحمد دحبور
        “ميزة المخيم،

        لا سيما إذا كان مخيماً فلسطينياً في المنفى،
        أنه يشكل مجسماً مصغراً لفلسطين”.

        من هنا نفهم حضور فلسطين

        في قصائد الشاعر،
        فلسطين التي شكلها في البشر
        والأماكن وكل تفصيل وجده الشاعر قبالته،
        لا يوجد ما لا يذكره بوطنه،
        وهو المنذورة حياته للبلاد التي تركها
        قبل تشكل وعيه. لكنها شكلت ذاته وتمثلاته
        وهي البعيدة الرازحة تحت الاحتلال.

        حضور فلسطين في قصائد دحبور
        لا يجعل من أشعاره غارقة في المحلية،
        بل هي قصائد عن فلسطين بلسان إنساني مفتوح،
        فالشاعر لا يعترف بالتقسيمات الجغرافية وغيرها،
        ولكنه يؤمن بأن الجغرافيا والحالة الخاصة تنعكسان
        على ما يكتبه الشاعر
        وتحددان جزءا كبيرا من ملامحه الشعرية.

        يقول “الأدب هو الأدب، والتقسيمات السائدة؛
        فلسطيني سوري عراقي،
        هي تسميات مجازية.
        فعندما أُقبِلُ على مجموعة شعرية لا أقرر سلفاً
        اختيارها لأن مؤلفها لبناني أو مغربي.
        لكن هذا لا ينفي حقيقة أن للبيئة ملامح
        في الخريطة الشعرية
        بحيث تمنح بعض الخصوصية هنا أو هناك”.

        التزام الشاعر السياسي بقضايا بلده
        لم يمنعه من الخروج عن ثوب الأيديولوجيا
        الذي لا يختلف اثنان في أنه خانق للإبداع،
        وخاصة الشعر الذي لا يعرف حدودا
        وإلزامات أمامه، الشعر بما هو
        كائن فني متجاوز للزمن والجغرافيا
        والأفكار الجامدة،
        لكن دحبور اليساري كان يرى أنه
        “من الممكن أن يلتبس الأمر على
        بعض الشعراء الملتزمين فيكون التورط
        في التفاصيل السياسية التي لا يحتملها الشاعر،
        وهنا لا بد من حساسية فنية
        تستخلص ما هو قابل للحياة
        خارج المناسبة، أو بعد المناسبة”.

        وهذا ما نجح فيه الشاعر
        فكانت قصائده الملتزمة عالية الحس،
        خلقت لها رموزها المفتوحة من
        الذات إلى العالم، وليس العكس.

        هذا هو سر الشعراء والمبدعين الفلسطينيين
        الذي بوأهم مكانة عالمية،
        هي فلسطين ذاتها،
        فكل فلسطيني جعل من فلسطينه أيقونة فنية،
        فتحها على المطلق والإنساني العالمي
        ليسكنها كل وجدان،
        ومن هنا تبقى القضية الفلسطينية
        منبتا جماليا لا ينطفئ رغم قسوة
        ما يجابهه من احتلال وانتهاك.


        يتبع

        تعليق


        • #5
          منجز دحبور الشعري
          غلبت عليه قصيدة التفعيلة
          حيث أكثرية قصائد الشاعر من قصائد التفعيلة،
          لكنه تميز فيها بإيقاع خاص،
          يمكننا أن نسميه الإيقاع القوي،
          الذي يقف في منطقة بين
          الشعر العمودي والشعر الحر،
          حيث تتميز جملته بسبك متين مشحون
          بعاطفة منفعلة، هي عاطفة الشاعر
          الطامح إلى التحرر، تحرره هو وتحرر بلده وشعبه.


          بعض قصائده


          حكاية الولد الفلسطيني


          لأن الورد لا يجرح
          قتلتُ الورد
          لأن الهمسَ لا يفضح
          سأعجنُ كل أسراري بلحم الرعد
          أنا الولدُ الفلسطيني
          أنا الولد المطل على سهول القش والطين
          خَبَرْت غبارها، و دوارَها، والسهد
          وفي المرآة ضحكني خيال رجالنا في المهد
          وأبكاني الدم المهدورُ في غير الميادين
          تحارب خيلنا في السِند
          ووقت الشاي … نحكي عن فلسطين
          ويوم عجزت أن أفرح
          كَبرْت ، وغيرَت لي وجهها الأشياء
          تساقطت الجراح ، على الربابة ، فانبرَت تَصْدَحْ
          بلاد الله ضيقةٌ على الفقراء
          بلاد الله واسعةٌ وقد تطفح
          بقافلة من التجار والأوغاد والأوباء
          أيأمر سيدي فنكب أهل الجوع والأعباء؟
          أتقذفهم ؟ ومن يبقى ليخدمننا؟
          إذن تصفح
          ويوم كَبرْتُ لم أصفح
          حلفت بنومة الشهداء، بالجرح المشعشع فيَ: لن أصفح
          *****
          أنا الرجل الفلسطيني
          أقول لكم :رأيت النوق في وادي الغضا تذبح
          رأيت الفارس العربي يسأل كسرة من خبز حطين ولا ينجح
          فكيف، بربكم، أصفح؟؟
          أنا الرجل الفلسطيني
          أقول لكم: عرفتُ السادة الفقراء
          وأهلي السادة الفقراء
          وكان الجوع يشحذ ألف سكينٍ
          وألف شظيةٍ نهضت، من المنفى ، تناديني:
          غريب وجهك العربي بين مخيمات الثلج والرمضاء
          بعيدٌ وجهك الوضاء
          فكيف يعودُ؟؟
          بالجسد الفتيِ تعبد الهيجاء
          سنرفع جرحنا وطناً ونسكنه
          سنلغم دمعنا بالصبر بالبارود نشحنه
          ولسنا نرهب التايخ ، لكنا نكونه
          جياعٌ نحن
          طاب الفتح ،إن الجوع يفتنه
          جياع نحن؟؟ ماذا يخسر الفقراء؟؟
          إعاشتهم؟؟
          مخيمهم؟؟
          أجبنا أنت ماذا يخسر الفقراء؟؟
          أنخسر جوعنا والقيد؟؟
          أتعلم أن هذا الكون لا يهتم بالشحاذ والبكاء؟
          اتعلم أن هذا الكون بارك من يرد الكيد؟
          علمت
          إذن؟؟
          ليغل وطيسنا المخزون في كل الميادين
          لتغل مخيمات القش والطين
          *****
          أنا العربي الفلسطيني
          أقول ، وقد بدلت لساني العاري بلحم الرعد
          ألا لا يجهلن أحد علينا بعد
          حرقنا منذ هَلَ الضوء ثوب المهد
          وألقمنا وحوش الغاب مما تنبت الصحرا رجالاً لحمهم مُرٌ،

          ورملاً عاصف الأنواء
          ولما ليلةٌ جنت أضاء الوجد
          وقد تعوي الثعالب وهي تدهن سمها بالشهد
          ضغارٌ عظمهم هش بدون كساء
          أيتحملون برد الليل ؟؟ هل نصر بهم يحرز ؟؟
          أجل ونهارنا العربي مفتوح على الدنيا على الشرفاء
          أجل … ويضيء هذا النصر في الطرقات والأحياء
          لأن الكف سوف تلاطم المخرز
          ولن تعجز
          ألا لا يجهلن أحد علينا بعد ، إنَ الكف لن تعجز

          ومن الأغاني التي غنتها له “فرقة العاشقين”:
          (إشهد يا عالم علينا وعَ بيروت)
          اشهد يا عالم علينا وعَ بيروت اشهد بالحرب الشعبية
          واللي ما شاف م الغربال يا بيروت أعمى بعيون أمريكية
          بالطيارات أول غارة يا بيروت غارة برّية وبحرية
          جبل الشمال وبالبحر يا بيروت صور الحرَّة والرشيدية
          قلعة الشقيف اللى بتشهد يا بيروت عليهْ داسوا راس الحيّة
          والشجر قاتل والحجر يا بيروت والواحد جابه دورية
          جمل المحامل شعبنا في بيروت بعين الحلوة والنبطية
          واحنا ردّينا الالية يا بيروت بحجارة صيدا والجيّة
          تراب الدامور اللى بيشهد يا بيروت عالخسارة الصهيونية
          بقلبي خلدنا الوحدة يا بيروت لبنانية فلسطينية
          سدوا المنافذ علينا في بيروت منعوا المعونة الطبّية
          سور الأشبال مع زهرات يا بيروت منه ما مرّت آلية
          والطيارات غطوا السما يا بيروت والبحر جبهة حربية
          كانوا غربان المنية يا بيروت واحنا تحدينا المنيّة
          واشهد يا عالم علينا وعَ بيروت عَ صبرا والميّة وميّة
          شاتيلا وبرج البراجنة يا بيروت بالمتحف شافوا المنيّة
          ثمانين يوم ما سمعناش يا بيروت غير الهمة الاذاعية
          بالصوت كانوا معانا يا بيروت والصورة ذابت بالميّة
          لما طلعنا ودَّعناك يا بيروت وسلاحنا شارة حريّة
          لا راية بيضا رفعنا يا بيروت ولا طلعنا بهامة محنية
          والدرب صعبة وطويلة يا بيروت عليها أكدنا النيّة
          واللي ما شاف م الغربال يا بيروت اعمى بعيون امريكية

          تعليق


          • #6
            طبيعة صامتة
            تطلب الياسمينة ماء،
            ولا ماء،
            لا ضوء يكفي ليغسل وجه المكان
            تضمر المزهرية،
            والعطر يرسله الياسمين إلى لا أحد
            وكأن الزمان
            يتجعد في المزهرية -
            لو جاءت المرتجاة لهش لها ..
            وانفرد
            لم تجيء،
            لم تضيء شمعه،
            لم تمر على المزهرية، منا، يدان
            كل ما كان أني هنا وهناك،
            جفاء ذهبت مع الياسمين،
            ويمكث، حيث تركت، الزبد



            إضراب

            أضرب الشباك، لكن الفضاء
            لم يزل يهب، من مستقبل الشباك، أو يأتي إليه
            أضرب العصفور، لكن الغناء
            لم يزل يقتاد طفلا حالما من أذنيه
            أضرب الغيم، ولكن الشتاء
            حدد الموعد،
            والمزراب يغري العتبه
            ما الذي تطلب هذي الكائنات المضربة؟
            كيف إضراب ولا إغلاق؟
            لا إعلان حتى في جريدة
            إسترح وارتشف المرة،
            لا خوف من العصيان،
            لا أخبار عن مزرعة الفلفل في هذا المساء
            كل ما في الأمر أن الحبر والصبر معا، والموهبة
            عجزت أن تقنع الأشياء بالتجريد،
            أو تدخلها في تجربه
            هكذا لن تصبح الأشياء موضوع قصيدة

            تعليق


            • #7
              رهين الجثتين


              مرأة أم صاعقة ؟
              دخلت، في، من العينين،
              واستولت على النبع،
              ولم تترك لدمعي قطرتين
              - أنت لن تجترحي معجزة،
              حتى ولو أيقظت شمسا تحت هدبي
              غير أني منذ أن أصبحت نهرا،
              دارت الدنيا على قلبي،
              وأنهيت إلى نبعي مصبي
              فاستحمي بمياهي مرتين
              نحلة أم عاشقة
              دخلتني من طنين مزمن في الأذنين
              تركت روحي رمالا
              وأعارتني نخيلا وجمالا
              وحلمنا أننا نحلم بالماء فيزرق التراب
              - لن تميتيني كما شاء الأسى،
              أو تنشريني في كتاب
              غير أني منذ أن أضحيت صحراء،
              نزعت الشمس عني
              وجعلت الماء، في الرمل، يغني
              فاغرفي مني سرابا باليدين
              هل دمي صاعقة أم عاشقة؟
              أم هي النار التي توغرها حرب اثنتين؟
              هكذا أمسيت،
              لا في الحرب،
              لكن في حرب،
              وانتهاكات،
              ونار عالقة
              من يدي يسقط فنجاني على ثوب صديقي
              هو ذا يسمع من صوتي اعتذاراتي،
              ولم يسمع طبول الحرب في رأسي،
              ولم يبصر حريقي
              بعد، لن أضحك أو أعبس،
              حتى تشهد الحرب التي في جسدي -
              واحدة من طعنتين
              فأواري صاعقة ميتة فوق رمال العاشقة
              أو أجاري جسدي الهارب -
              من موت إلى موت..
              وأين؟
              ربما يندفع النبع إلى وجهي،
              وقد تنتشر الصحراء في رأسي،
              وقد يختلط الأمر على طول الطريق
              إنني أصغي إلى الداخل،
              أنشد إلى الحرب التي تمتد،
              - من قلبي إلى صدغي -
              فهل حرب ولا موت؟
              أم الحي الذي يعلن هذا..
              في مكان منه يخفي جثتين؟



              الأحجية المكشوفة للمطر والنار

              أذكر، أن الجبل العظيم كان يمشي
              والمطر الذي يروِّي القمح لا يبلل الأطفال
              أذكر أن جارنا الحمّال
              توجني بكعكة،
              وقال لي: كن ملكاً في الحال
              وهكذا وجدت نفسي ملكاً . . والذكريات جيشي
              أذكر أن الجبل العظيم كان يمشي
              من شفتيْ أبي إلى خيالي
              وكانت الثمار في سلالي
              كثيرة،
              والنار مُلك دهشتي وطيشي
              وعندما تجمع الأطفال والذباب حول بائع الحلاوهْ
              ولم أجد في البيت نصف قرش
              وعندما أمي بكتْ،
              (تنكر حتى الآن أنها بكتْ)،
              وعندما انسحبتُ من ملاعب الشقاوة
              عرفت أن الجبل العظيم ليس يمشي
              عرفت: كنتُ ميتاً. . والذكريات نعشي
              ساعتها. . وظفتُ ما أملكه من نار
              ليحرق الذاكرة – الغشاوة
              وقبل أسبوعين كان المطر المُنْسَح
              يسوط وجه طفلة وهو يروِّي القمح
              معذرة يا سادتي . . فلست بالثرثار
              إذا زعمت أنني حدثتكم عن فتح
              (عمان 18/2/1970)

              تعليق


              • #8
                الشوكة المُزمنة
                قالت له عصفورة الأيام:
                خطوط كفيّك بلا نهايه
                تبدأ من كفيك، أو من صفحة الغوايه
                قلبك مفتوح بمصراعيهِ
                والغول – في الحكايه
                ترميك بالنهار والظلام
                أو ان لا يوقظك الرعد، ولا
                تملك أن تنام
                سحابةٌ مرّتْ على عينيه
                ولم تزلْ عصفورة الأيام
                تقول ما أدركه، من قبل، وهو خائف
                فالنهر يدنو واثقاً اليه
                وجمرة العواطف
                تنقله عن حطب الآثام
                أعرف هذا الضوء مجنوناً، تعودّتُ
                عليه من زمن
                أعرف كيف يرسم المرأة أحياناً
                على شكل الوطن
                فمرّة يرسمها أما
                ومرة حمّى
                (جزء من قصيدة من ديوان "اختلال الليل والنهار" ص 16-19)


                أبو خليل


                اسلم.. فأنت أبو خليل
                اليوم يومك،
                لا رحيل ولا بديل
                والآن ظهرك للعراء..
                وفي يديك امانة،
                فاضرب.. فداك المستحيل
                واذكر، وهم يتقدمون إليك
                أنك آخر الأحياء في زمن قتيل
                فاضرب.. سلمت أبا خليل
                بغداد ليست، أيها النشمي، أرضا، أو مجرد عاصمة
                فاضرب يجاوبك الصدى
                بغداد أسباط وأوراس وصنعاء ونيل
                كن باسم بغداد الردى
                وليسقط الشيطان والثعبان والعدوان
                عند تراب نعليها
                وقل: من تحت أخمصنا السبيل
                بغداد مرآة
                يرى فيها الغزاة حقول زيت عائمة
                وترى عيون الأرض في المرآة
                وجها للحياة
                ووردة ومقاومة
                فاضرب.. سلمت أبا خليل
                اليوم يومك
                منذ أن رواك دجلة والفرات
                وكل يوم كان يومك
                خبىء الحلوى لأطفال الحياة
                أمامك الدنيا
                وخلفك ملجأ في العامرية
                نصب عينيك المخيم في جنين
                وسيد الشهداء، يبرح كربلاء
                ليستدير إليك حتى يطمئن على الأمانة
                طمئن الدنيا عليك
                وجرع الشيطان والعدوان والثعبان
                كأسا من زعاف السم والموت الوبيل
                واضرب.. سلمت أبا خليل
                في البيت أطفال
                وفي بستان عمرك أم سرك
                لا يزال هناك وقت للزنابق
                للعصافير الندية
                للبكاء على ضحايا العامرية
                للخنادق
                لا يزال هناك وقت للحياة
                وعندما يتقدمون إليك
                فكر في الحمام الأبيض المنشور ملء الريح
                يحرس كوكبا وثياب أطفال على حبل الغسيل
                فاضرب.. قليلا أو كثيرا صبر ساعة
                هي ساعة لكن فيها ألف جيل
                وتجدد الأيام وردتها
                وتزدهر الأغاني في الشوارع لا الإذاعة
                ويكون وقت للعيال وأمهم
                ويكون فجر ينتقيه أبو خليل

                * أبو خليل هو اسم التحبب الذي يطلقه العراقيون
                على كل فرد من قواتهم المسلحة

                يتبع

                تعليق


                • #9
                  قمر الظهيرة


                  رويدًا
                  إنه قمر الظهيرة في مدى بصري
                  وإن أُحرز مكافئة
                  فليس أقل من ألا أكف عن الظنون
                  أراه وحدي والعيون ترى جنوني
                  ليس لي هذا الجنون
                  ولست أزعم أنني أنشأت معجزة
                  ولكني أرى قمري
                  لهم أن يضحكوا
                  ويُظَنُّ بي أني نسيت الشمس في وعر الطفولة
                  ربما أنسى
                  ولكني أرى مالا يرون الآن
                  فليمضوا إلى أيامهم
                  ولأمضِ من صيفي إلى مطري
                  على أني وحيد
                  والعزاء معلَّق في سلة عبث الهواء بها
                  فلا أعلو إليها وهي لا تدنو إلي
                  لعل فاكهةً هناك
                  لعل أعنابًا وأبوابًا ستفتح لي
                  فأمسك ذيل أمي
                  وهي تضحك حين أخبرها
                  بأني ألمس الوحي
                  كأني أدخل الدنيا
                  كأني لم أكن فيها
                  وأدرك أنني لا أملك الإقناع
                  أمي أمس من ماتت
                  وها أنا لم أمت إلا قليلاً
                  وانبعثت
                  فكيف أني بي أعزِّيها؟!
                  إذن أين الطريق؟
                  وهل أعود من الكهولة
                  أهتدي بدمي الذي ينمو مع الثمر؟
                  لماذا ليس لي عينان كالبشر؟
                  لماذا لا أرى الأيام تولد من لياليها
                  فأحزن إن دعا سبب إلى حزن
                  وأهجس إن دعا قلق إلى ظن
                  وأسبق حين يغريني السباق
                  وإن تعبت؟
                  فإن لي أني أحاول
                  أي عفريت تعرض لي
                  فصرت سواي
                  لست أريد إلا أن أنام
                  وأنفض العفريت والأقزام
                  رويدًا إنه قمر الظهيرة
                  لست أريده لي
                  وأريد كالأولاد قمح العيد
                  يُقْبل من جنوب الصيف ثانية
                  لنصغر مثلما كنا، ونسرق من شوال
                  خطُّه أحمر
                  ويركض خلفنا الفلاح
                  ينجو سائر الأولاد.
                  لكني أقصر في الهروب
                  ومن يقصر عادة يخسر
                  لماذا الخوف لي والقمح للأولاد
                  كيف أكون منهم إن رجعت
                  فهل سأقهر في خوفي
                  هل سأخرج من يدي ضعفي
                  وأدخل في الجموع كأنني منهم
                  وأخجل من دموعي
                  لا أريد سوى كما يحيون أن أحيا
                  ولكني أرى ما لا يرون
                  تعبت أو تعبت بي الرؤيا

                  تعليق


                  • #10
                    جنسية الدمع

                    صباح من الغبش الحلو يفتح باب النهار
                    نهار من الصحو إلا بقايا الغبار
                    مدارس من أمل,و الأمل
                    ترجل عن حلم في عيون الكبار
                    إلى فرح يرتجل
                    فمن أين خوذة هذا المسربل بالبقع السود؟
                    كيف انطوى العشب تحت الفتى و تلون بالزهر؟
                    خل كان يدري اله الجنود,
                    بما سوف يدري إذا أطلقوا النار؟
                    اسمع صفارة, و أرى صوت حوامّة في السحابة,
                    يرمي الجنود حروف الكتابة بالجمر,
                    فالحال في حالة....... و يئن المضارع,
                    والشارع الآن جملة حرب,
                    دريئتهم كل راس و قلب,
                    أصابوا النهار,
                    إصابته غير قاتلة,
                    فالرصاصة في كتف الفجر,
                    و النهر يجري
                    و روح العصافير تسري
                    و ما هي إلا دقائق,
                    ما هي إلا رقائق من شجر الورد و الصبر,
                    حتى يطير الجناحان,
                    والنهر يجري فلا يملا البحر,
                    يصعد من رئة البحر البحر قوسا قزح
                    و ما هي إلا حدائق كانت نساء,
                    و أزواجهن, و طفلين
                    حتى يسيل الصباح دماءً,
                    تغذي مجنزرة بالوقود
                    فيربض فيها اله الجنود و يضحك
                    تبكي ملائكة غادرت قبر يوسف,
                    تعجز عن أن ترد الكلام الذي ,
                    لم يصل, بعد,إسماع تلميذتين
                    فأسمع دمع السحابة,
                    من رامة الله تسري إلى طولكرم
                    ونابلس و الخليل
                    إلى خان يونس
                    من صخرة القدس حتى رفح
                    و تبكي ملائكة جاورت قبر يوسف
                    سيدنا الخضر في بئر زيت
                    سيدخل في كل موت
                    و يخرج من نخلة ضربت موعدا ً للقيامة في عمق دير البلح
                    و نعرف جنسية الدمع منذ بكى آ دم,
                    يا فلسطين,
                    يا دمعة الله،
                    للحزن أن يترجل يوما ً, ليدخل,من بيت لحمك,طفل الفرح
                    و نعرف ماذا يخبئ, في الدمع,هذا القطار
                    ولكن أيرجع من ذهبوا؟
                    لقد ذهبوا ليعيدوا النهار
                    و لكنهم ذهبوا
                    و لسنا نكابر...بل هدنا التعب
                    سنفقدكم كلما هدأ البيت
                    هم عودونا:إذا حضروا يزهر الصخب
                    سنفقد من يكسر الصحن,
                    ينكسر الشر فينا
                    ولا ينتهي الشغب الحلو,
                    يا روحهم انت... يا شغب
                    عزاء,و كيف العزاء بمن ذهبوا؟
                    أنزعم,في غفلة,أنهم هربوا؟
                    وعند المساء يجيئون بالكتب المدرسية,
                    و القدس,
                    و الفرح و المرتجي... والنهار
                    سيبعث أصغرهم بكراريس إخوته.. ويدور الشجار
                    و نضحك,
                    نفتح نافذة فنرى أفقا ً لا تعكره البقع السود,
                    يمضي الجنود و يبقى الصغار
                    سنكتشف البحر,
                    نسرح في السهل,
                    نصغي لنبض الحصاة بقلب الجبل
                    و نوقظ,من نومه,جبلا غارقا في الأمل
                    سنفعل هذا و اكثر,نضحك ...نبكي
                    سيصبح هذا ربابتنا...و سنحكي
                    و لكن لماذا يباهتنا الدمع؟
                    يا أملا ذهبوا ليجيئوا به...فلتجئ
                    و يا قمرا ذهبوا يقطفون لنا ضوءه..فلتضئ
                    ويا غد...
                    فلنبتدىء يا غد الغد يا غدنا
                    لقد نام عمرا,و آن له أن يفيق الجبل
                    وآن لنا.....

                    تعليق


                    • #11
                      يا جمل المحامل

                      "وجمل المحامل ، هو الذي خرج من شقوق الصخر،
                      ومن حدقات العيون ..
                      لقد حمل أعباء قومه.. فصفقوا له، وغنوا..
                      ويوم رأوه في أيلول عمان يصلب، صفقوا له وغنوا..
                      ولقد كنت في عمان ..
                      وأحسب أني سمعته يردد قولة الشاعر العرجي:
                      أضاعوني وأي فتى أضاعوا
                      ليوم كريهة وسداد ثغر
                      كأني لم أكن فيهم ... "

                      ***
                      .. ويا جَمَل المحاملِ: دربنا شوكُ
                      و ليس، بغير ضرسكَ، يُطحن الشوكُ
                      ويا جمل المحامل: دربنا رملٌ ..
                      وأنت المبحر العدّاءْ
                      تهجيّناك في كتب القراءة في طفولتنا،
                      فكنت سفينة الصحراءْ
                      ويوم على شفير اليأس كنّا .. جئتَ تصطكُّ
                      كما الأطفال، من وجع الولادةِ،
                      من نشاف الريق جئتَ،
                      ومن هوى الفقراءْ
                      فيا جمل المحامل: سرْ بنا، وبإذن حُبّ الأرض لن نشكو
                      سيسقط بعضنا والشوك محتشدٌ،
                      سيُحرق بعضنا والشمس حاميةٌ،
                      سيُقتل بعضنا والموت رمح في عُباب الدرب منشكُّ
                      أجل .. وبإذن حبّ الأرض لن نشكو
                      ولكنا .. متى حان الوصول و عرّشَتْ حيفا على الأجفانْ
                      سنُحضر جوعنا الدهريّ للدمع الحبيس ،
                      ونُفلت الأحزانْ
                      فيا جمل المحامل : سِرْ بنا ..
                      ومتى وصلنا، قل لنا : ابكوا
                      فللفرح الكبير دموعه .. والحزن بعض فواكه الفرحانْ

                      بالهنا و أم الهنا يا هنيّة
                      نادوا على وْلاد عمو بيجولو
                      بالطبول وبالزمور يسحجولو
                      والخيول المبرشمه يسرجولو
                      بالهنا و أم الهنا يا هنيه
                      ولكن، يا هنيّهُ، ما لأبناء العمومة لم يطلّوا بعدْ ؟
                      وما للخيل تُسرج والطبول تدقُّ لي عن بُعْدْ ؟
                      أموت هنا .. ونخبي يشرب الركبانْ
                      ألا لا برّأتْهم من دمي عمّانْ
                      غداً .. ماذا يقول الغدْ ؟
                      أما في الأرض ..
                      من طرف المحيط إلى الخليجِ ..
                      يدٌ.. و لو بتحية تمتدّْ ؟
                      على جبل العذاب أمامهم، ولأجلهم، حُمّلتُ آلافاً من الصُّلبانْ
                      و لن يجدوا لهم عذراً فما شُبّهتُ حين صُلبتْ:
                      رسمتُ علامتي بالنار،
                      ما فطنوا لها،
                      وتُركتُ للنسيانْ
                      فلم أكفر .. ورحت أدق باب الصمتْ:
                      أضاعوني ..
                      أضاعوني وأي فتى أضاع الأهل والخلان
                      ألا لا برّأتّهم من دمي عمّانْ
                      ولن يجدوا لهم عذراً متى ما عدتْ
                      فإني اليوم قد بَلَغْتُ ..
                      قد بلّغتُ ..
                      قد بلّغتْ
                      دمشق 1/1971

                      تعليق


                      • #12
                        يجيء المخيم في أول الليل أو آخر الليل
                        أين التقيتك منة قبل سيدتي
                        أين الأهل؟
                        فلسطين قائمة ما أقامت فلسطين
                        والفقراء فلسطين
                        والأنبياء فلسطين
                        والمقبلون
                        وانفقت حزني على الذكريات فضاق المخيم
                        وسعت بقلبي فجاءت قوافل مسبية تترسم دربي
                        وأطلب يحيى
                        فيختلط الحزن بالبرق
                        أين التقيتك من قبل سيدتي
                        فضت عن حاجة الحزن
                        فاتسعت في الخلية عيناي
                        حزب محبي فلسطين والكرة البشرية
                        باللهجة العربية
                        هل كنت في ذلك العرس سيدتي؟
                        ويقول في “الأحجية المكشوفة للمطر والنار”:
                        أذكر، أن الجبل العظيم كان يمشي
                        والمطر الذي يروِّي القمح لا يبلل الأطفال
                        أذكر أن جارنا الحمّال
                        توجني بكعكة،
                        وقال لي: كن ملكاً في الحال
                        وهكذا وجدت نفسي ملكا..والذكريات جيشي
                        أذكر أن الجبل العظيم كان يمشي
                        من شفتيْ أبي إلى خيالي
                        وكانت الثمار في سلالي
                        كثيرة،
                        والنار مُلك دهشتي وطيشي
                        وعندما تجمع الأطفال والذباب حول بائع الحلاوهْ
                        ولم أجد في البيت نصف قرش
                        وعندما أمي بكتْ،
                        (تنكر حتى الآن أنها بكتْ)،
                        وعندما انسحبتُ من ملاعب الشقاوة
                        عرفت أن الجبل العظيم ليس يمشي
                        عرفت: كنتُ ميتا..والذكريات نعشي
                        ساعتها..وظفتُ ما أملكه من نار
                        ليحرق الذاكرة – الغشاوه
                        وقبل أسبوعين كان المطر المُنْسَح
                        يسوط وجه طفلة وهو يروِّي القمح
                        معذرة يا سادتي..فلست بالثرثار
                        إذا زعمت أنني حدثتكم عن فتح

                        تعليق


                        • #13
                          راوية المخيّم

                          إسمع ، أبيتَ اللعنَ ، راوية المخيّمْ
                          افتح له عينيكَ ، وافهمْ :
                          هذي الخرائبُ ، والمجاعةُ ، والخفوتْ
                          هذي "الإعاشةُ" ، والصدى الخاوي ، وأشباحُ البيوتْ
                          فيها كبرتُ
                          بها كبرتُ ،
                          وفوّضتني عنْ جهنّمْ
                          أنْ أسكنَ اللهبَ السليطَ على خيوط العنكبوتْ
                          ومهمّتي ألاّ أموتْ
                          ولقدْ بلوت الموتَ دهراً في المخيّمْ
                          وبقيت حيّا
                          حاربت في شطرنج ذي القربى ،
                          فهدّم قلعتي فيلي الملجّمْ
                          وبقيت حيّا
                          عشرين حوجلةٍ سُقيتُ من الدم المرّ المسمسمْ
                          وبقيت حيّا
                          لأشدّ أمعائي خيوطاً في الربابةْ
                          لأسلَّ صوتي جارحاً ، كالجوع مجلوّاً نقيّا :
                          "الجوع لا يقوى عليّا
                          والموتُ - يخسا الموتُ – ليسَ يُرَدُّ عن وطنٍ شبابهْ
                          فاسمعْ ، أبيت اللعن ، راوية المخيّمْ
                          افتح له عينيك ، وافهمْ
                          لم يكفني أنّي حفظتُ النبضَ في جسدي ، وصنتُ دمَ الصحابةْ
                          فأنا حفظتُ النبضَ في جسدي ليرجعَ لي تُرابهْ
                          وأنا صرختُ غداةَ ضَيَّعت العمومةُ والخؤولةُ سيفَ والدنا المكرّمْ
                          "يا أيّها العم الموكّل بالوصاية والرقابةْ
                          يا أيّها العم المصعّر لهجة المذياع في حمّى الخطابةْ
                          عشرونَ تكفي .. لستَ ، في شرعي ، وصيّا
                          عشرونَ تكفي .. شبَّ هذا الطفلُ ،
                          شبَّ الهمُّ ،
                          عاد الجوعُ وحيا
                          أنظرْ : كبرتُ ، وصار لي زندانِ ،
                          لي وجهٌ ، وذاكرةٌ ،
                          ولي ، في العمق ، بيتٌ ما تهدّمْ
                          فاترك عليّ الهم أستأصلْ غرابهْ
                          اتركْ عليّ الجوع ، هذا الجوعُ رباني ، وعلّمني كتابهْ
                          واذكر ، إذا استحلفت ، أني لمْ أبعْ أهلي وأن ضنّوا عليّا
                          (عربيّةٌ هذي الهموم وأنتَ تعلمْ
                          عربيّةٌ ، فانظرْ إليّا ..)
                          واذكر أبيْتَ اللعنَ ، ليسَ تأسيا ما قال راويُ المخيّمْ
                          لكنها الدنيا تدور .. وإنهُ الصوتُ المحتّمْ

                          تعليق


                          • #14
                            هكذا كان احمد دحبور
                            من ينابيع الشعر الفلسطيني المعاصر المقاوم
                            وأحد أعمدة الحركة الثقافية الفلسطينية الراهنة،
                            كان شاعر وناقد وباحث وموسوعي
                            وقارئ جاد وسياسي ومثقف واسع الاطلاع،
                            وصاحب مواقف سياسية وفكرية تقدمية واضحة.
                            وفي قصائده تمتزج الموسيقى الهادئة
                            مع الألفاظ المنتقاة والمعاني العميقة والمنسابة
                            آن للمخيم الهوان أن يغور
                            آن للأرض التي ضبتها تموت أن تدور
                            آن لي، وآن..
                            هكذا انتزعت بندقية من أسرها فانتزعتني
                            من مخيم الهوان من رآني سيداً لغبطتي وقهري.
                            إن إبداع أحمد دحبور
                            يعود إلى تجاربه الحياتية الغنية
                            التي اتسمت بها شخصيته الأدبية،
                            فحياة التشرد والغربة والبعد عن الوطن
                            عمّقت تفاعله مع الحياة وأمدته
                            بإحساس قوي ورؤية صادقة لها،
                            وبنفس تواقة للصدق والمحبة العارمة
                            والعشق الدائم للوطن ولحيفا
                            وبحرها وللمخيم والإنسانية المعذبة.
                            برحيل دحبور لم تفقد فلسطين واحداً من
                            عمالقة الأدب والإبداع الفلسطيني فحسب،
                            بل بوصلة كان مؤشرها يتوجه
                            حتى اللحظات الأخيرة إلى فلسطين،
                            وأيقونة لطالما كانت ملهمة للكثير
                            من أبناء الشعب الفلسطيني
                            في مختلف أماكن إقاماتهم،
                            وفي مختلف المفاصل التاريخية الوطنية،
                            وهو الذي كان بكلماته الشعرية
                            يعكس العنفوان والكبرياء الفلسطيني.


                            طيب الله أوقاتكم

                            تحياتي

                            تعليق


                            • #15
                              احمد دحبور عندما تُعجن الحروف
                              بدماء المأساة الفلسطينية
                              تخرج كلمات احمد دحبور
                              كالرصاصات تنقش معاناة شعب
                              على صفحة وجه التاريخ
                              اماني الجميلة كعهدي بك باحثة
                              عن كل ما يُثري ثقافتنا
                              دمتِ حبيبتي بكل خير

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X