
ما تشاهده العين من لوحات يصل للنفس
أسرع مما قد تقرأه أو تسمعه .
هكذا قال محمد صبرى
فنان تشكيلى مصرى
رائد فى مجاله
أثرى الساحة التشكيلية لأكثر من ستين عاما
و حتى الآن بنشاط بالغ
و حيوية متدفقة لا مثيل لها .
كلما تعمقت فى مسيرته الفنية
الغنية بتفاصيلها و دقائقها
أشعر و كأننى قد أمسكت بنجمة من السماء !
فهو و منذ شاهدت لوحاته
أصبح كنزى الثمين ...
أطوي عليه صفحاتى و مشاعر إعجاب و تقدير
و بحث دؤوب أرهقنى كثيرا
فى كل إتجاهات البحث على النت علنى أتوصل
لما هوأكثر من المتاح المعروض من أعماله
و كلما توصلت للوحة من إبداعه
تهللت و اعتبرتها إضافة قيمة لكنزى الغالى .
و بين الحين و الآخر
أطل على لوحاته
و أتأمل خطوطه و ألوانه و خصائصه
التى جعلت منه فارسا فى مجاله فيكبر فى نفسى أمل
أن ياتى يوم و أقدمه فى سياق موضوع متكامل
يتناسب و علو قامته وأهميته كفنان متميز ..
احترم فنه و لم يبخل عليه بوقت أو جهد ....
أنجز أعمالا لا حصر لها رأى فيها بعين الفنان
و مشاعره ما لم يره سواه ...
حتى أصبح فى مصاف عظماء الفنانين
ورفعته إبداعاته
لقمة العالمية .
الفنان محمد صبرى
بين بعض أعضاء اكاديمية سان فرناندو بمدريد
وعلى يساره المثال الكبير برث كومندادور

وها قد حان الوقت
لأحتفى به ...
فخرا و اعتزازا بفنه الرفيع و مكانته العالية .
إنه رائد الباستيل
أو فارس الباستيل
حاصد الجوائز
وكلها عناويين قد تسهم بدرجة
أكبر فى التعريف به ....
محمد صبرى
الأب الشرعى لفن الباستيل .

من أين أبدأ؟
مع فارس نبيل فنان جذبنى حتى آخر قرار
الإعجاب بصفاته و دماثة خلقه و أعماله
فنان عاشت مصر بداخله
فأهدانا مصر
بكل أوجه الحياة فيها
أهدانا إياها ...
لوحات تخطف العين و القلب !
ولد محمد صبرى
فى شهر ديسمبر من عام 1917
في القاهرة ...
بداية ...ربما لسائر البشر تبدو تقليدية
و عادية ... لكن ما تلاها كان حصاد عمر غير تقليدى بالمرة !
حصل محمد صبرى عام 1937
على أول دبلوم الفنون التطبيقية قسم التصوير .
تؤرخ أعماله و بداياته
بلوحة الزوجة الشابة ...
قدمها عام
1940 فأثارت جدلا فى الاوساط الأدبية
و الفنية ...
وهنا أتوقف
لأسجل استحالة التوصل لهذه اللوحة اللغز ...
و ماهية الجدل الذى أثارته !
ثم قضى محمد صبرى خمس سنوات
ما بين 1943 _1948
فى القسم الحر بكلية الفنون الجميلة
أقام خلالها أول معارضه فى ابريل عام 1943
ثم معرضه الثانى فى فى مارس 1946 .
حيث عرض لوحات عن واقع الحياة الإجتماعية
و ملامحها فى مصر فى فترة الأربعينيات
منها :
نصف الليل - شارع البحر – الجمعة
و درس دينى
صباح الخير و السائل
كذلك لوحات من القرية المصرية :
دودة القطن –البلهارسيا –الجورة –
الشاى الأسود –
وابور الطحين
وابور الطحين - ألوان زيتية على قماش

الخبيز –كتاب القرية –
الساقية و النورج – الغسيل .
لاقت هذه اللوحات استقبالا نقديا
إيجابيا ساهم فى بداية الشهرة و النجومية .
فى هذه الفترة ايضا حصل محمد صبرى
على الجائزة الأولى
فى مسابقة الفنون الجميلة
و نال عن لوحة النحاسين
منحة دراسية لمدة عامين فى مرسم الأقصر ...
فكانت فترة ثرية
أنجز خلالها أعمالا لا تحصى
عن
مصر الفرعونية ..الرمسيوم ..
الكرنك –مدينهة هابو
– وادى الملوك – الجبل – القرنة .
و كان يقضى فترات الصيف فى مصر
فى منزل أثرى
فى حوش قدم ...
متجولا فى أحياء مصر ليرسم الحوارى
و المبانى القديمة والتاريخية و المساجد .
طارق النحاس - ألوان زيتية

النحاسين - ألوان زيتية على قماش

لوحة النحاسين
التى برع فيها محمد صبرى كل البراعة
متفوقا فيها حتى على نفسه
مظهرا تمكنه و قدراته العالية .
عمل محمد صبري بخامات متنوعة
و لكن يبقى الباستيل مضماره و ميدانه الأهم
بشهاة نقاد الفن التشكيلى فى مصر و خارجها .
ومن خلال مئات المقالات التى نشرت عنه
و أعماله التى تصدرت كبريات الجرائد
و المجلات العربية و الأجنبية .
فى عام 1950 أرسل من قبل وزارة الأوقاف
فى بعثةإلى أسبانيا
فوقع فى غرامها و تزوج
من أهلها و بقى فيها حتى العام 1959
حيث حصل على درجة الاستاذية فى التصوير
و هى تعادل درجة الدكتوراه في مصر
كما حصل
على دبلوم الدراسات الأسبانية بكلية الآداب
من جامعة مدريد عام 1956 .
عائدا إلى القاهرة ...قام بالتدريس
فى كلية الفنون التطبيقية لست سنوات
ثم تبوأ منصب مدير المعارض ثم مستشارا فنيا
للهيئة العامة للفنون بوزارة الثقافة ..
و لم يلبث أن قفل إلى أسبانيا مجددا
عندما إختاره المعهد المصرى
للدراسات الإسلامية بكلية الآداب
كوكيل للمعهد
ثم كخبير به .
و ما بين مصر و أوروبا تعددت أسفار
وأعمال محمد صبرى
كأجمل و أروع
ما يمكن أن يقدمه مبدع للعالم عن بلده ...
و إنه لشرف كبير لمصر أن يمثلها بالخارج
هذا الفنان الذى حفر على لوحاته بصمة فنية
أصيلة عريقة تحكى حضارة المصريين
عبر آلاف السنين فى لوحاته
عن الآثار الفرعونية !
و ما أخطأ من أسماه حاصد الجوائز ....
حصل على وسام الإستحقاق من درجة فارس
من الحكومة الأسبانية عام 1961.
وسام العلوم و الفنون من الطبقة الأولى عام 1974
وسام الملكة إيزابيل ممنوحا من ملك أسبانيا
تقديرا لفنه عام 1988 .
أول فنان عربى عضو اكاديمى مدى الحياة
فى الاكاديمية الملكية بسان فرناندو بمدريد عام 1967
وهى من أقدم و أعرق الأكاديميات الملكية .
عضو الأكاديمية الملكية سان كارلوس
فى فالنسيا باسبانيا عام 1972
مدى الحياة تقديرا لفنه .
كما إختاره المركز الدولى للسير الذاتية
فى كمبردج بانجلترا الجل العالمى لعام 1993.
محمد صبرى
عاشق الباستيل
و مالك زمام ألوانه والمسيطر عليه بسهولة و يسر
فى حرية التعبير الصادق
المتناغم مع مشاعره و أحاسيسه
متجولا فى مصر من شمالها لجنوبها ...
ليسجل الحياة و النيل و الطبيعة
و المفردات
البيئية شديدة الخصوصية
مهتما بالجزء الأساسى فى بناء الصورة جاعلا للضؤ محورا اساسيا
فى الكشف عن الجمال و البعد الفنى
مع قدرة فائقة فى إختيار اللقطة
والزاوية التى تجتذبه للتعبير عن موضوعه .
فى القهوة
بصرة - ألوان زيتية على قماش

في القهوه - الوان مائية علي ورق

من غزارة أعماله قسمها النقاد إلى مجموعات :
البيئة المصرية
وجه فتاه - باستيل

طبيعة صامتة
طبيعة صامته - الوان زيتية علي قماش

القاهرة القديمة
منازل في الدرب الاحمر - باستيل

الجمالية

باب زويله - باستيل


يتبع
-1-
تعليق