الفنان التشكيلي الفلسطيني اسماعيل شموط
1930 ولد في مدينة اللد - فلسطين .
شـــــردته النكبة 1948من مسقط رأسه إلى مخيم للاجئين في "خان يونس" بقطاع غزه .
1950- 1956 درس فن الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلـة بالقاهرة ثم في أكاديمية
الفنون الجميلة بروما .
1953 أقام أول معرض للوحاته في مدينة غـزّة.
1954أقام معرضه الثاني في القاهرة ، بمشاركة زميلته تمام الأكحل ، رعاه وافتتحه الرئيس
الراحل جمال عبدالناصر.
1959 تزوّج من زميلته تمام الأكحل .
1969 انتخب أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين .
1971 انتخب أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب.
1957 - 1995 له عدد من المؤلفات والكتابات الفنية والثقافية والتراثية .
1953 - 1998 أقام معارض شخصية (معظمها بمشاركة زوجته الفنانة تمام الأكحل) في معظم
البلاد العربية وفي عدد كبير من بلاد العالم.
حاصل على: درع الثورة للفنون والآداب وعلى وسام القدس وعلى جائزة فلسطين للفنون وجوائز
عربية ودولية عديدة
الفنان إنسان مرهف الحس، وتتجلى هذه الرهافة عند التعرض لمؤثرات وأحداث غير طبيعية، تهز المشاعر وتثير العاطفة وتجبر على الإبداع، ومما يساعد على تكوين وجدان الفنان ونضوج حسه: ما يتعرض له في الطفولة، وما يؤمن به من أفكار ومبادئ، وما تمر به من مراحل مختلفة في رحلة الحياة وخبراتها؛ مما يساعده على التطور فنيًّا ووجدانيا..
ونحن هنا بصدد جزء من رحلة فنان مرَّ بمراحل عديدة في رحلته الفنية والحياتية، أدت به إلى ما هو عليه الآن..
الفنان التشكيلي الفلسطيني اسماعيل شموط الامين العام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ، ما هي أهم المؤثرات التي لعبت دورًا في توجهك نحو الفن التشكيلي ؟
- أحببت الرسم منذ نشأتي وطفولتي في أواسط الثلاثينيات، وفي المدرسة تعلمت الرسم والأشغال اليدوية، وكنت أنتظر هذا الدرس بفارغ الصبر.
1
وقد كان أستاذي "داود زلاطيمو" عاشقا للفن (من رسم وأشغال يدوية وموسيقى وإنشاد) وكانت موهبتي في الصغر بارزة، بحيث جعلته يخصني برعاية خاصة، وراح يشجعني، ويمدني بالمواد الفنية المتيسرة في ذلك الحين.
ومدينة "اللد"- مسقط رأسي، محاطة ببساتين وحقول، وسهول زاخرة بالأزهار الجميلة عديدة الألوان والأشكال- كان لها أكبر الأثر عليّ، وعلى إنتاجي الفني، وكانت رسومي ولوحاتي التي رسمتها في "اللد" لوحات طفل، ثم صبي، حملت مواضيع الجمال والطبيعة الجميلة، قبيل عام 1948، أي قبيل النكبة مباشرة، صارت تشدني مواضيع لها علاقة بمجريات الأحداث في فلسطين؛ فرسمت صور المجاهدين والقادة، كان منهم الحاج أمين الحسيني، وبعض القادة العرب.
وحدثت النكبة، وكنت أحد ضحاياها الذين عاشوا المأساة بكل أبعادها، وكان لها التأثير الأكبر على مجرى حياتي وعلى توجهي الفني.
لا شك أن كل فنان يمر بمراحل عديدة، مراحل حياتية، ومراحل فنية، فماذا نقول عن كل مرحلة؟
- حياتيًّا، عشت مرحلة المواطن المتوتر من المؤامرة الصهيونية ضد الوطن والشعب الفلسطيني، ثم انتقلنا عام 1948 من حالة المواطن؛ لنعيش حالة اللاجئ الجائع بين أهله وذويه.
نزلت إلى معترك الحياة كي أوفر لوالدي ولإخوتي قوت يومهم؛ فعملت بائعا للحلوى في شوارع ومناطق قطاع غزة لمدة عام، ثم عملت مدرسا متطوعا في مدارس اللاجئين الفلسطينيين في مدينة خان يونس بقطاع غزة، وفي هذه المرحلة التي عملت فيها مدرسا أتيحت لي بعض إمكانيات فنية بسيطة؛ كي أعود لأرسم من جديد؛ فرسمت واقع الحياة من حولنا.
وفي عام 1950 ذهبت إلى القاهرة، والتحقت بكلية الفنون الجميلة فيها، ثم سافرت والتحقت بأكاديمية الفنون الجميلة بروما لسنتين، عدت بعدها لأبدأ حياتي الجديدة في بيروت عام 1956.
2
وماذا عن المراحل الفنية؟
- تجربتي الفنية يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل مترابطة:
المرحلة الأولى في الخمسينيات: مرحلة تداعيات المأساة، وهي مرحلة اعتمدت الأسلوب الواقعي البسيط، من لوحاتها: "إلى أين؟"، و"سنعود" و"بداية المأساة" و"جرعة ماء" و"ذكريات ونار"... وغيرها.
المرحلة الثانية في الستينيات: وهي مرحلة انطلاق الفلسطيني من حالة الحزن إلى حالة التحفز، من لوحاتها: "عروسان على الحدود" و"طاقة تنتظر" و"حتى الفجر" و"رقصة النصر"... وغيرها؛ حيث تألقت الألوان في اللوحة، وأصبح الأسلوب تعبيريًّا رمزيًّا، إضافة إلى واقعيتها.
المرحلة الثالثة في أواسط الستينيات: وهي مرحلة المقاومة الفلسطينية المسلحة، وما أشاعته من أجواء جديدة في الحياة الفلسطينية، مليئة بالأمل والفرح والحركة، ومن لوحاتها: "مغناة فلسطين" و"اليد الخضراء" و"الحياة المستمرة" و"الربيع"... وغيرها، وفي هذه المرحلة تجلت الحركة والتناغم اللوني والخطي.
المرحلة الرابعة في أواسط السبعينيات: وهي التي شهدت مأساة المخيمات "تل الزعتر وجسر الباشا" والعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في لبنان، ولوحاتي في هذه المرحلة عادت لتتناول موضوع الحزن مرة أخرى، لكن مع بعض العنف، باستعمال الألوان الحادة، في مجموعة اللوحات التي أنتجتها عام 1976 تحت عنوان "تل الزعتر"، والتي رسمتها بالألوان المائية في ظروف صحية معينة، وكنت يومها خارج حدود الوطن العربي، وقد ظهر عنصر جديد في لوحاتي هو عفوية التعبير وغياب بعض عناصر الواقعية.
المرحلة الخامسة: وهي مرحلة غلب عليها الاتجاه الرومانسي- وكنت قد انتقلت للعيش في الكويت بعد أكثر من عشرين عاما عشتها في بيروت - وحلمت بانتفاضة الحجر، وعبرت عن ذلك بلوحتين أنتجتهما عام 1984 (قبل الانتفاضة الأولى التي تفجرت عام 1987).
3
ولقد أجبرتنا الظروف في الكويت عام 1992 على الانتقال إلى ألمانيا والعيش فيها لمدة سنتين، ثم جئنا إلى الأردن التي نعيش فيها الآن، وبحكم هذا التنقل، وظروف المتغيرات على القضية الفلسطينية، لم يكن إنتاجي فيها مستقرا من حيث الموضوع أو الشكل.
يتبع
1930 ولد في مدينة اللد - فلسطين .
شـــــردته النكبة 1948من مسقط رأسه إلى مخيم للاجئين في "خان يونس" بقطاع غزه .
1950- 1956 درس فن الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلـة بالقاهرة ثم في أكاديمية
الفنون الجميلة بروما .
1953 أقام أول معرض للوحاته في مدينة غـزّة.
1954أقام معرضه الثاني في القاهرة ، بمشاركة زميلته تمام الأكحل ، رعاه وافتتحه الرئيس
الراحل جمال عبدالناصر.
1959 تزوّج من زميلته تمام الأكحل .
1969 انتخب أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين .
1971 انتخب أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب.
1957 - 1995 له عدد من المؤلفات والكتابات الفنية والثقافية والتراثية .
1953 - 1998 أقام معارض شخصية (معظمها بمشاركة زوجته الفنانة تمام الأكحل) في معظم
البلاد العربية وفي عدد كبير من بلاد العالم.
حاصل على: درع الثورة للفنون والآداب وعلى وسام القدس وعلى جائزة فلسطين للفنون وجوائز
عربية ودولية عديدة
الفنان إنسان مرهف الحس، وتتجلى هذه الرهافة عند التعرض لمؤثرات وأحداث غير طبيعية، تهز المشاعر وتثير العاطفة وتجبر على الإبداع، ومما يساعد على تكوين وجدان الفنان ونضوج حسه: ما يتعرض له في الطفولة، وما يؤمن به من أفكار ومبادئ، وما تمر به من مراحل مختلفة في رحلة الحياة وخبراتها؛ مما يساعده على التطور فنيًّا ووجدانيا..
ونحن هنا بصدد جزء من رحلة فنان مرَّ بمراحل عديدة في رحلته الفنية والحياتية، أدت به إلى ما هو عليه الآن..
الفنان التشكيلي الفلسطيني اسماعيل شموط الامين العام لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ، ما هي أهم المؤثرات التي لعبت دورًا في توجهك نحو الفن التشكيلي ؟
- أحببت الرسم منذ نشأتي وطفولتي في أواسط الثلاثينيات، وفي المدرسة تعلمت الرسم والأشغال اليدوية، وكنت أنتظر هذا الدرس بفارغ الصبر.
1
وقد كان أستاذي "داود زلاطيمو" عاشقا للفن (من رسم وأشغال يدوية وموسيقى وإنشاد) وكانت موهبتي في الصغر بارزة، بحيث جعلته يخصني برعاية خاصة، وراح يشجعني، ويمدني بالمواد الفنية المتيسرة في ذلك الحين.
ومدينة "اللد"- مسقط رأسي، محاطة ببساتين وحقول، وسهول زاخرة بالأزهار الجميلة عديدة الألوان والأشكال- كان لها أكبر الأثر عليّ، وعلى إنتاجي الفني، وكانت رسومي ولوحاتي التي رسمتها في "اللد" لوحات طفل، ثم صبي، حملت مواضيع الجمال والطبيعة الجميلة، قبيل عام 1948، أي قبيل النكبة مباشرة، صارت تشدني مواضيع لها علاقة بمجريات الأحداث في فلسطين؛ فرسمت صور المجاهدين والقادة، كان منهم الحاج أمين الحسيني، وبعض القادة العرب.
وحدثت النكبة، وكنت أحد ضحاياها الذين عاشوا المأساة بكل أبعادها، وكان لها التأثير الأكبر على مجرى حياتي وعلى توجهي الفني.
لا شك أن كل فنان يمر بمراحل عديدة، مراحل حياتية، ومراحل فنية، فماذا نقول عن كل مرحلة؟
- حياتيًّا، عشت مرحلة المواطن المتوتر من المؤامرة الصهيونية ضد الوطن والشعب الفلسطيني، ثم انتقلنا عام 1948 من حالة المواطن؛ لنعيش حالة اللاجئ الجائع بين أهله وذويه.
نزلت إلى معترك الحياة كي أوفر لوالدي ولإخوتي قوت يومهم؛ فعملت بائعا للحلوى في شوارع ومناطق قطاع غزة لمدة عام، ثم عملت مدرسا متطوعا في مدارس اللاجئين الفلسطينيين في مدينة خان يونس بقطاع غزة، وفي هذه المرحلة التي عملت فيها مدرسا أتيحت لي بعض إمكانيات فنية بسيطة؛ كي أعود لأرسم من جديد؛ فرسمت واقع الحياة من حولنا.
وفي عام 1950 ذهبت إلى القاهرة، والتحقت بكلية الفنون الجميلة فيها، ثم سافرت والتحقت بأكاديمية الفنون الجميلة بروما لسنتين، عدت بعدها لأبدأ حياتي الجديدة في بيروت عام 1956.
2
وماذا عن المراحل الفنية؟
- تجربتي الفنية يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل مترابطة:
المرحلة الأولى في الخمسينيات: مرحلة تداعيات المأساة، وهي مرحلة اعتمدت الأسلوب الواقعي البسيط، من لوحاتها: "إلى أين؟"، و"سنعود" و"بداية المأساة" و"جرعة ماء" و"ذكريات ونار"... وغيرها.
المرحلة الثانية في الستينيات: وهي مرحلة انطلاق الفلسطيني من حالة الحزن إلى حالة التحفز، من لوحاتها: "عروسان على الحدود" و"طاقة تنتظر" و"حتى الفجر" و"رقصة النصر"... وغيرها؛ حيث تألقت الألوان في اللوحة، وأصبح الأسلوب تعبيريًّا رمزيًّا، إضافة إلى واقعيتها.
المرحلة الثالثة في أواسط الستينيات: وهي مرحلة المقاومة الفلسطينية المسلحة، وما أشاعته من أجواء جديدة في الحياة الفلسطينية، مليئة بالأمل والفرح والحركة، ومن لوحاتها: "مغناة فلسطين" و"اليد الخضراء" و"الحياة المستمرة" و"الربيع"... وغيرها، وفي هذه المرحلة تجلت الحركة والتناغم اللوني والخطي.
المرحلة الرابعة في أواسط السبعينيات: وهي التي شهدت مأساة المخيمات "تل الزعتر وجسر الباشا" والعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في لبنان، ولوحاتي في هذه المرحلة عادت لتتناول موضوع الحزن مرة أخرى، لكن مع بعض العنف، باستعمال الألوان الحادة، في مجموعة اللوحات التي أنتجتها عام 1976 تحت عنوان "تل الزعتر"، والتي رسمتها بالألوان المائية في ظروف صحية معينة، وكنت يومها خارج حدود الوطن العربي، وقد ظهر عنصر جديد في لوحاتي هو عفوية التعبير وغياب بعض عناصر الواقعية.
المرحلة الخامسة: وهي مرحلة غلب عليها الاتجاه الرومانسي- وكنت قد انتقلت للعيش في الكويت بعد أكثر من عشرين عاما عشتها في بيروت - وحلمت بانتفاضة الحجر، وعبرت عن ذلك بلوحتين أنتجتهما عام 1984 (قبل الانتفاضة الأولى التي تفجرت عام 1987).
3
ولقد أجبرتنا الظروف في الكويت عام 1992 على الانتقال إلى ألمانيا والعيش فيها لمدة سنتين، ثم جئنا إلى الأردن التي نعيش فيها الآن، وبحكم هذا التنقل، وظروف المتغيرات على القضية الفلسطينية، لم يكن إنتاجي فيها مستقرا من حيث الموضوع أو الشكل.
يتبع
تعليق