فتوى حول الاحتفال بالمولد النبوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاحتفال بالمولد في الميزان
أخي المسلم، أختي المسلمة: لاشك أننا جميعا نُكًنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وامامنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه الى يوم الدين، وان هذه المحبة تعتبر من أصول الدين.
واننا نضع بين يديك أخي القارئ الكريم: هذا الملف لتقرأه بعين البصيرة تقرأه بغية الوصول للحق وتقرأه بعيدا عن التعصب لعلماء بلدك أو مذهبك أو ما تعوّدت عليه فان كان ما فيه حقاً قبلته وعملت فيه طاعة لله ولرسوله.
فتوى رقم (7136)
صادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
في المملكة العربية السعودية:
السؤال: ما الحكم الشرعي في اجتماع البعض من الناس بمناسبة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويتحدثون فيه عن حياة الرسول ويؤدون الصلاة ويبوحون بنعت الرسول ويقرأ السلام عليه عن ظهر قلب.
فأجابت اللجنة:
ان اقامة احتفال بمناسبة مولده صلى الله عليه وسلم لا يجوز، لكونه بدعة محدثة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من العلماء في القرون الثلاثة المفضلة.
فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن المولد.
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره» لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين» لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع، ولا التابعون لهم باحسان في القرون المفضلة، فهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبا لرسوله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
فتوى الشيخ محمد صالح العثيمين
فان الناس انما أمروا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء فمن تعبد لله بما لم يشرعه الله فعمله مردود عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وهو في نظر الشارع بدعة وكل بدعة ضلالة. وان من جملة البدع ما ابتدعه بعض الناس في شهر ربيع الأول من بدعة عيد المولد النبوي، يجتمعون في الليلة الثانية عشرة منه في المساجد أو في البيوت فيصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بصلوات مبتدعة ويقرؤون مدائح للنبي صلى الله عليه وسلم تخرج بهم الى حد الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وربما صنعوا مع ذلك طعاما يسهرون عليه فأضاعوا المال والزمان وأتعبوا الأبدان فيما لم يشرعه الله ولا رسوله ولا عمله الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا المسلمون في القرون الثلاثة المفضلة ولا التابعون باحسان ولو كان خيرا لسبقونا اليه ولو كان خيرا ما حرمه الله تعالى سلف هذه الأمة وفيهم الخلفاء الراشدون والأئمة وما كان الله تعالى ليحرم سلف هذه الأمة ذلك الخير لو كان خيرا ثم يأتي أناس من القرن الرابع الهجري فيحدثون تلك البدعة.
فتوى الشيخ ناصر الدين الألباني
من البدهي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته لم يكن ليحتفل بولادته» ذلك لأن الاحتفال بولادة انسان ما انما هي طريقة نصرانية مسيحية لا يعرفه الاسلام مطلقاً في القرون المذكورة آنفاً، فمن باب أولى ألا يعرف ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولأن عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدّعون اتباعه، عيسى نفسه لم يحتفل بولادته، مع أنها ولادة خارقة للعادة، وانما الاحتفال بولادة عيسى ـ عليه السلام ـ هو من البدع التي ابتدعها النصارى في دينهم، وهي كما قال ربنا ـ عز وجل ـ (ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهًمْ)، هذه البدع التي اتخذها النصارى ـومنها الاحتفال بميلاد عيسىـ ما شرعها الله ـ عز وجل ـ، وانما هم ابتدعوها من عند أنفسهم. فلذلك اذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده ومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيضاً كذلك لم يحتفل بميلاده، والله ـ عز وجل ـ يقول (فَبًهُدَاهُمُ اقْتَدًهْ)، فهذا من جملة الاقتداء بنبينا وبعيسى ـ عليه الصلاة والسلام.
فتوى فضيلة الشيخ / عبد الله بن حميد
أجمعت الأمة على أن أهل الصدر الأول أكمل الناس ايماناً واسلاماً، فالمقيمون لتلك الحفلات وان قصدوا بها تعظيمه صلى الله عليه وسلم فهم مخالفون لهديه، مخطئون في ذلك، اذ ليس من تعظيمه أن تبتدع في دينه بزيادة أو نقص أو تغيير أو تبديل، وحسن النية وصحة القصد لا يبيحان الابتداع في الدين.
فتوى فضيلة الشيخ / عبد الله بن جبرين
وهؤلاء المبتدعون لعيد الميلاد لا شك أنهم قد أضافوا الى الدين ما ليس منه، ففي عملهم هذا اعتراض على الشرع، وادعاء أنه ناقص، وأنهم كملوه بهذا العمل ولا عبرة بقول المبتدعة: انه بدعة حسنة، وانه دليل فرحنا بمولده ومحبتنا له، ونحو ذلك، فان الفرح به يجب أن يكون مستمرا، لا في ليلة واحدة من كل عام، مع أن تلك الليلة هي التي مات فيها أيضا، فهي ليلة حزن على فراقه، وانما الذي يفرح به مثلا ليلة أسري به، أو ليلة أوحي اليه، أو ليلة أنجاه الله من مكرهم، أو ليلة نصره في غزوة بدر أو في حنين، أو ليلة فتح مكة، أو حجة الوداع، ونحو ذلك، ولما لم ينقل ذلك دل على أن الفرح به ومحبته وطاعته تكون دائمة طوال الحياة. والله أعلم.
فتوى فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان الفوزان
أما قراءة السيرة النبوية للاستفادة منها فهذا يمكن في جميع أيام السنة كلها لا بأس أن نقرأ سيرة الرسول وأن نقررها في مدارسنا ونتدارسها وأن نحفظها لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فًي رَسُولً اللَّهً أُسْوَةي حَسَنَةي) «الأحزاب: 21»، ولكن ليس في يوم المولد خاصة وانما نقرؤها في أي يوم من أيام السنة كلها حسب ما يتيسر لنا ولا نتقيد بيوم معين وكذلك اطعام المساكين والأيتام فالاطعام أصله مشروع ولكن تقييده بهذا اليوم بدعة فنحن نطعم المساكين ونتصدق على المحتاجين في أي يوم وفي أي فرصة سنحت، وأما الذي يقرأ المولد ويأخذ أجرة فأخذه للأجرة محرم» لأن عمله الذي قام به محرم فأخذه الأجرة عليه محرم أضف الى ذلك أن هذه القصائد وهذه المدائح لا تخلو من الشرك ومن أمور محرمة مثل قول صاحب البردة :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه سواك عند حلول الحادث العمم
ان لم تكن في معـادي آخذًا بـيـــدي والا يـا زلت القدم.
فان من جودك الدنـيــا وضــرتـهـــا ومن علومك علم اللوح والقلم.
وأشباه هذه القصيدة الشركية مما يقرأ في الموالد.
الشيخ : محمد الحمود النجدي
الواجب على المسلم أن يتبع ولا يبتدع وأن يعتقد أن دين الاسلام دين كامل كما قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فما لم يكن بالأمس دينا فلا يكون اليوم دينا والموالد في حقيقتها اختراع وابتداع في دين الله مخالف لقواعد الشرع ونصوصه ومخالف لما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ويجب على كل مسلم أن يتقي الله ويتوب اليه ويترك هذه الموالد استجابة لله ولرسوله.
الشيخ : حاي الحاي
أي عبادة عمل بها الصحابة في حياتهم فهو الدين الذي أمرنا باتباعه وأي عبادة أنشأت بعدهم فهي البدعة التي حذرنا منها.
والموالد ما كانت تعرف في عهدهم انما أحدثت بعدهم بقرون فاذا كان أعظم حدث مر على الدنيا وهو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والذي تغير الكون به لم يحتفل الصحابة به فما بالكم بما هو دونه من الأحداث.
ولي المقصد أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس بحدث هام ولكن مولده ما غير الدنيا انما تغيرت ببعثته فلينتبه الى هذا.
وأما الموالد فالذي أنشأها انما هم جهلة بالدين والسنة المحمدية وأصحاب ضعف بالالتزام والشرع وأما أصحاب القوة بالايمان والدين فيقرون على بدعية هذه الاحتفالات.
ماذا في المولد؟ وما الذي يصنع فيه؟
يجيب عم هذا السؤال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق:
- المولد عندهم بدعة أنشأت بدعاً منكرة، بل شركاً وزندقة، فالاحتفال بالمولد عند أهله المبتدعين نظام وتقليد معين، واحتفال مخصوص بشعائر مخصوصة وأشعار تقرأ على نحو خاص، وهذه الأشعار تتضمن الشرك الصريح، والكذب الواضح، وعند مقاطـع مخصوصة من هذا الشعر يقوم القوم قياماً على أرجلهم زاعمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل عليهم في هذه اللحظة ويمدون أيديهم للسلام عليه، وبعضهم يُطفئ الأنوار، ويضعون كذلك كأساً للرسول صلى الله عليه وسلم ليشرب منه، فهم يضيفونه في هذه الليلة!! ويضعون مكاناً خاصاً له ليجلس فيه - بزعمهم ـ اما وسط الحلقة، واما بجانب كبيرهم.. الذي يدَّعي بدوره أنه من نسله...
ثم يقوم (الذًكر) فيهم على نظام مخصوص بهز الرأس والجسم يميناً وشمالاً وقوفاً على أرجلهم، وفي أماكن كثيرة يدخل حلقات (الذًكر) هذه الرجال والنساء جميعاً.
ويختلط الحابل بالنابل حتى أن شعوباً كثيرة ممن ابتليت بهذه البدعـة المنكرة اذا أرادت أن تصف أمرا بالفوضى وعدم النظام يقولون (مولد) يعنون أن هذا الأمر في الفوضى وعدم النظام يشبه الموالد.
الدكتور / سليمان معرفي
المقصود من الاحتفال بالمولد النبوي هو التقرب الى الله عز وجل وأمور القربات أمور توقيفية لأن الأصل في العبادات المنع هذه قاعدة متفق عليها عند أهل الاسلام ولا يجوز أن ينشئ أحدا شيئا من العبادات الا بدليل ولا يطلب الدليل من الذي يمنع هذه الاحتفالات انما الدليل مطلوب ممن أباح هذه الاحتفالات ولا دليل معهم.
أساتذة الأزهر يقولون عن المولد
ويستنكر الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ الاسلامي بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الاسلامية» مظاهر الاحتفال الخاطئة بالمولد النبوي الشريف، التي يتبعها البعض ظنا منهم أنها من الدين، وهي بعيدة كل البعد عن الدين، لأنها تخرج الاحتفال عن اطاره الديني، وتفرغه من مضمونه.
ويتابع عبد المقصود: "تصير هذه البدع سنة نظرا لتكرارها وتعود الناس عليها. ويفرح ابليس بالبدعة أكثر من فرحه بالمعاصي، لأن العاصي يفعل المعصية وهو يعلم أنها معصية، وقد يتوب عنها، لكن المبتدع يفعل البدعة وهو يعتقد أنها قربة الى الله» فلا يتوب منها.
وتقضي البدع على السنن، وتبعد المؤمن عن الله، وتوجب غضبه وعقابه، وتسبب زيغ القلوب وفسادها. وما يجب التنبيه اليه هنا هو اجتناب الممارسات المنسوبة الى الدين زورا بفعل أساطير وخرافات وحكايات لا تمت للأصول الدينية بصلة".
ويرى الدكتور جلال البشار، وكيل كلية الدعوة الاسلامية جامعة الأزهر أن أبناء الأمة دأبوا على ترك الهدي النبوي الشريف، وخالفوا ما جاء به صلى الله عليه وسلم، وما أمر باتباعه، وجاءوا بأمور ليست من صلب الشريعة الاسلامية، فهم يحرصون كل الحرص على إقامة السرادقات والانشاد والنفخ في المزامير، واعتبروا أن هذا هو النموذج الصحيح للاحتفال بالمولد النبوي.
لكن ينبغي أن يكون الاحتفال الصحيح باحياء سنته والتزام شريعته، واتباع ما جاء به صلى الله عليه وسلم، ولا يكون ذلك قاصرا على يوم مولده صلى الله عليه وسلم» انما على مدار العام» حتى يعود للشريعة شبابها، وتصير كيانا موجودا في واقع الحياة اليومية".
الخاتمة
وفي ختام ملفنا نسأل الله عز وجل أن يوفقنا واياك لسلوك الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا نبينا الكريم والله الموفق وعليه المعتمد والاتكال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تاريخ النشر: الثلاثاء 27/3/2007
للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله
جاء في كتاب "الرسائل الحسان في نصائح الإخوان" للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - رحمه الله - (ص39) :
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد :
لقد اعتاد كثير من الناس في مثل هذا الشهر شهر ربيع الأول من كل سنة إقامة الحفلات الرائعة لذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ليلة الثانية عشر منه قائلين: إنه عبارة عن إظهار الشكر لله عز وجل على وجود خاتم النبيين وأفضل المرسلين .
بإظهار السرور بمثل اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم، وبما يكون فيه من الصدقات والأذكار، فنقول:
لا شك أنه سيد الخلق، وأعظمهم، وأفضل من طلعت عليه الشمس، ولكن لماذا لم يقم بهذا الشكر أحد من الصحابة والتابعين، ولا الأئمة المجتهدين، ولا أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيرية ؟
مع أنهم أعظم محبة له منا، وهم على الخير أحرص، وعلى اتباعه أشد، بل كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته، واتباع أمره، واجتناب نهيه، وإحياء سنته ظاهراً وباطناً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان.
فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، لا في إقامة الحفلات المبتدعة التي هي من سنن النصارى، فإنه إذا جاء الشتاء في أثناء (كانون الأول) لأربع وعشرين خلت منه بزعمهم أنه ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام أضاءوا في ذلك الأنوار .
ووضعوا الطعام، وصار يوم سرور وفرح عندهم، وليس في الإسلام أصل لهذا، بل الإسلام ينهى عن مشابهتهم، ويأمر بمخالفتهم.
وقد قيل : إن أول من احتفل بالمولد النبوي ( كوكبري أبو سعيد بن أبي الحسن علي بن بكتكين التركماني صاحب إربل) أحدث ذلك في أواخر القرن السادس أو أوائل القرن السابع، فإنه يقيم ذلك الاحتفال ليلة التاسعة على ما اختاره المحدثون من ولادته صلى الله عليه وسلم تلك الليلة.
وفارق ليلة الثانية عشر على ما قاله الجمهور، فهل كان التركماني ومن تبعه أعلم وأهدى سبيلاً من خيار هذه الأمة وفضلائها من الصحابة ومن بعدهم .
في حين أنه لو قيل: إن يوم البعثة أولى بهذا الشكر من يوم الولادة لكان أحرى، لأن النعمة والرحمة والخير والبركة إنما حصلت برسالته بنص قوله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) [الأنبياء:107] .
ومعلوم أن كل بدعة يتعبد بها أصحابها أو تجعل من شعائر الدين فهي محرمة ممنوعة، لأن الله عز وجل أكمل الدين، وأجمعت الأمة على أن أهل الصدر الأول أكمل الناس إيماناً وإسلاماً، فالمقيمون لتلك الحفلات وإن قصدوا بها تعظيمه صلى الله عليه وسلم فهم مخالفون لهديه، مخطئون في ذلك، إذ ليس من تعظيمه أن تبتدع في دينه بزيادة أو نقص أو تغيير أو تبديل .
وحسن النية وصحة القصد لا يبيحان الابتداع في الدين، فإن جلّ ما أحدثه من كان قبلنا من التغيير في دينهم عن حسن نية وقصد، وما زالوا يزيدون وينقصون بقصد التعظيم وحسن النية، حتى صارت أديانهم خلاف ما جاءتهم به رسلهم والله أعلم ) انتهى كلامه - رحمه الله
والله الموفق ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاحتفال بالمولد في الميزان
أخي المسلم، أختي المسلمة: لاشك أننا جميعا نُكًنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وامامنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه الى يوم الدين، وان هذه المحبة تعتبر من أصول الدين.
واننا نضع بين يديك أخي القارئ الكريم: هذا الملف لتقرأه بعين البصيرة تقرأه بغية الوصول للحق وتقرأه بعيدا عن التعصب لعلماء بلدك أو مذهبك أو ما تعوّدت عليه فان كان ما فيه حقاً قبلته وعملت فيه طاعة لله ولرسوله.
فتوى رقم (7136)
صادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
في المملكة العربية السعودية:
السؤال: ما الحكم الشرعي في اجتماع البعض من الناس بمناسبة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويتحدثون فيه عن حياة الرسول ويؤدون الصلاة ويبوحون بنعت الرسول ويقرأ السلام عليه عن ظهر قلب.
فأجابت اللجنة:
ان اقامة احتفال بمناسبة مولده صلى الله عليه وسلم لا يجوز، لكونه بدعة محدثة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من العلماء في القرون الثلاثة المفضلة.
فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن المولد.
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره» لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين» لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع، ولا التابعون لهم باحسان في القرون المفضلة، فهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبا لرسوله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
فتوى الشيخ محمد صالح العثيمين
فان الناس انما أمروا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء فمن تعبد لله بما لم يشرعه الله فعمله مردود عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وهو في نظر الشارع بدعة وكل بدعة ضلالة. وان من جملة البدع ما ابتدعه بعض الناس في شهر ربيع الأول من بدعة عيد المولد النبوي، يجتمعون في الليلة الثانية عشرة منه في المساجد أو في البيوت فيصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بصلوات مبتدعة ويقرؤون مدائح للنبي صلى الله عليه وسلم تخرج بهم الى حد الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وربما صنعوا مع ذلك طعاما يسهرون عليه فأضاعوا المال والزمان وأتعبوا الأبدان فيما لم يشرعه الله ولا رسوله ولا عمله الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا المسلمون في القرون الثلاثة المفضلة ولا التابعون باحسان ولو كان خيرا لسبقونا اليه ولو كان خيرا ما حرمه الله تعالى سلف هذه الأمة وفيهم الخلفاء الراشدون والأئمة وما كان الله تعالى ليحرم سلف هذه الأمة ذلك الخير لو كان خيرا ثم يأتي أناس من القرن الرابع الهجري فيحدثون تلك البدعة.
فتوى الشيخ ناصر الدين الألباني
من البدهي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته لم يكن ليحتفل بولادته» ذلك لأن الاحتفال بولادة انسان ما انما هي طريقة نصرانية مسيحية لا يعرفه الاسلام مطلقاً في القرون المذكورة آنفاً، فمن باب أولى ألا يعرف ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولأن عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدّعون اتباعه، عيسى نفسه لم يحتفل بولادته، مع أنها ولادة خارقة للعادة، وانما الاحتفال بولادة عيسى ـ عليه السلام ـ هو من البدع التي ابتدعها النصارى في دينهم، وهي كما قال ربنا ـ عز وجل ـ (ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهًمْ)، هذه البدع التي اتخذها النصارى ـومنها الاحتفال بميلاد عيسىـ ما شرعها الله ـ عز وجل ـ، وانما هم ابتدعوها من عند أنفسهم. فلذلك اذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده ومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيضاً كذلك لم يحتفل بميلاده، والله ـ عز وجل ـ يقول (فَبًهُدَاهُمُ اقْتَدًهْ)، فهذا من جملة الاقتداء بنبينا وبعيسى ـ عليه الصلاة والسلام.
فتوى فضيلة الشيخ / عبد الله بن حميد
أجمعت الأمة على أن أهل الصدر الأول أكمل الناس ايماناً واسلاماً، فالمقيمون لتلك الحفلات وان قصدوا بها تعظيمه صلى الله عليه وسلم فهم مخالفون لهديه، مخطئون في ذلك، اذ ليس من تعظيمه أن تبتدع في دينه بزيادة أو نقص أو تغيير أو تبديل، وحسن النية وصحة القصد لا يبيحان الابتداع في الدين.
فتوى فضيلة الشيخ / عبد الله بن جبرين
وهؤلاء المبتدعون لعيد الميلاد لا شك أنهم قد أضافوا الى الدين ما ليس منه، ففي عملهم هذا اعتراض على الشرع، وادعاء أنه ناقص، وأنهم كملوه بهذا العمل ولا عبرة بقول المبتدعة: انه بدعة حسنة، وانه دليل فرحنا بمولده ومحبتنا له، ونحو ذلك، فان الفرح به يجب أن يكون مستمرا، لا في ليلة واحدة من كل عام، مع أن تلك الليلة هي التي مات فيها أيضا، فهي ليلة حزن على فراقه، وانما الذي يفرح به مثلا ليلة أسري به، أو ليلة أوحي اليه، أو ليلة أنجاه الله من مكرهم، أو ليلة نصره في غزوة بدر أو في حنين، أو ليلة فتح مكة، أو حجة الوداع، ونحو ذلك، ولما لم ينقل ذلك دل على أن الفرح به ومحبته وطاعته تكون دائمة طوال الحياة. والله أعلم.
فتوى فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان الفوزان
أما قراءة السيرة النبوية للاستفادة منها فهذا يمكن في جميع أيام السنة كلها لا بأس أن نقرأ سيرة الرسول وأن نقررها في مدارسنا ونتدارسها وأن نحفظها لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فًي رَسُولً اللَّهً أُسْوَةي حَسَنَةي) «الأحزاب: 21»، ولكن ليس في يوم المولد خاصة وانما نقرؤها في أي يوم من أيام السنة كلها حسب ما يتيسر لنا ولا نتقيد بيوم معين وكذلك اطعام المساكين والأيتام فالاطعام أصله مشروع ولكن تقييده بهذا اليوم بدعة فنحن نطعم المساكين ونتصدق على المحتاجين في أي يوم وفي أي فرصة سنحت، وأما الذي يقرأ المولد ويأخذ أجرة فأخذه للأجرة محرم» لأن عمله الذي قام به محرم فأخذه الأجرة عليه محرم أضف الى ذلك أن هذه القصائد وهذه المدائح لا تخلو من الشرك ومن أمور محرمة مثل قول صاحب البردة :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه سواك عند حلول الحادث العمم
ان لم تكن في معـادي آخذًا بـيـــدي والا يـا زلت القدم.
فان من جودك الدنـيــا وضــرتـهـــا ومن علومك علم اللوح والقلم.
وأشباه هذه القصيدة الشركية مما يقرأ في الموالد.
الشيخ : محمد الحمود النجدي
الواجب على المسلم أن يتبع ولا يبتدع وأن يعتقد أن دين الاسلام دين كامل كما قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فما لم يكن بالأمس دينا فلا يكون اليوم دينا والموالد في حقيقتها اختراع وابتداع في دين الله مخالف لقواعد الشرع ونصوصه ومخالف لما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ويجب على كل مسلم أن يتقي الله ويتوب اليه ويترك هذه الموالد استجابة لله ولرسوله.
الشيخ : حاي الحاي
أي عبادة عمل بها الصحابة في حياتهم فهو الدين الذي أمرنا باتباعه وأي عبادة أنشأت بعدهم فهي البدعة التي حذرنا منها.
والموالد ما كانت تعرف في عهدهم انما أحدثت بعدهم بقرون فاذا كان أعظم حدث مر على الدنيا وهو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والذي تغير الكون به لم يحتفل الصحابة به فما بالكم بما هو دونه من الأحداث.
ولي المقصد أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس بحدث هام ولكن مولده ما غير الدنيا انما تغيرت ببعثته فلينتبه الى هذا.
وأما الموالد فالذي أنشأها انما هم جهلة بالدين والسنة المحمدية وأصحاب ضعف بالالتزام والشرع وأما أصحاب القوة بالايمان والدين فيقرون على بدعية هذه الاحتفالات.
ماذا في المولد؟ وما الذي يصنع فيه؟
يجيب عم هذا السؤال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق:
- المولد عندهم بدعة أنشأت بدعاً منكرة، بل شركاً وزندقة، فالاحتفال بالمولد عند أهله المبتدعين نظام وتقليد معين، واحتفال مخصوص بشعائر مخصوصة وأشعار تقرأ على نحو خاص، وهذه الأشعار تتضمن الشرك الصريح، والكذب الواضح، وعند مقاطـع مخصوصة من هذا الشعر يقوم القوم قياماً على أرجلهم زاعمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل عليهم في هذه اللحظة ويمدون أيديهم للسلام عليه، وبعضهم يُطفئ الأنوار، ويضعون كذلك كأساً للرسول صلى الله عليه وسلم ليشرب منه، فهم يضيفونه في هذه الليلة!! ويضعون مكاناً خاصاً له ليجلس فيه - بزعمهم ـ اما وسط الحلقة، واما بجانب كبيرهم.. الذي يدَّعي بدوره أنه من نسله...
ثم يقوم (الذًكر) فيهم على نظام مخصوص بهز الرأس والجسم يميناً وشمالاً وقوفاً على أرجلهم، وفي أماكن كثيرة يدخل حلقات (الذًكر) هذه الرجال والنساء جميعاً.
ويختلط الحابل بالنابل حتى أن شعوباً كثيرة ممن ابتليت بهذه البدعـة المنكرة اذا أرادت أن تصف أمرا بالفوضى وعدم النظام يقولون (مولد) يعنون أن هذا الأمر في الفوضى وعدم النظام يشبه الموالد.
الدكتور / سليمان معرفي
المقصود من الاحتفال بالمولد النبوي هو التقرب الى الله عز وجل وأمور القربات أمور توقيفية لأن الأصل في العبادات المنع هذه قاعدة متفق عليها عند أهل الاسلام ولا يجوز أن ينشئ أحدا شيئا من العبادات الا بدليل ولا يطلب الدليل من الذي يمنع هذه الاحتفالات انما الدليل مطلوب ممن أباح هذه الاحتفالات ولا دليل معهم.
أساتذة الأزهر يقولون عن المولد
ويستنكر الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ الاسلامي بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الاسلامية» مظاهر الاحتفال الخاطئة بالمولد النبوي الشريف، التي يتبعها البعض ظنا منهم أنها من الدين، وهي بعيدة كل البعد عن الدين، لأنها تخرج الاحتفال عن اطاره الديني، وتفرغه من مضمونه.
ويتابع عبد المقصود: "تصير هذه البدع سنة نظرا لتكرارها وتعود الناس عليها. ويفرح ابليس بالبدعة أكثر من فرحه بالمعاصي، لأن العاصي يفعل المعصية وهو يعلم أنها معصية، وقد يتوب عنها، لكن المبتدع يفعل البدعة وهو يعتقد أنها قربة الى الله» فلا يتوب منها.
وتقضي البدع على السنن، وتبعد المؤمن عن الله، وتوجب غضبه وعقابه، وتسبب زيغ القلوب وفسادها. وما يجب التنبيه اليه هنا هو اجتناب الممارسات المنسوبة الى الدين زورا بفعل أساطير وخرافات وحكايات لا تمت للأصول الدينية بصلة".
ويرى الدكتور جلال البشار، وكيل كلية الدعوة الاسلامية جامعة الأزهر أن أبناء الأمة دأبوا على ترك الهدي النبوي الشريف، وخالفوا ما جاء به صلى الله عليه وسلم، وما أمر باتباعه، وجاءوا بأمور ليست من صلب الشريعة الاسلامية، فهم يحرصون كل الحرص على إقامة السرادقات والانشاد والنفخ في المزامير، واعتبروا أن هذا هو النموذج الصحيح للاحتفال بالمولد النبوي.
لكن ينبغي أن يكون الاحتفال الصحيح باحياء سنته والتزام شريعته، واتباع ما جاء به صلى الله عليه وسلم، ولا يكون ذلك قاصرا على يوم مولده صلى الله عليه وسلم» انما على مدار العام» حتى يعود للشريعة شبابها، وتصير كيانا موجودا في واقع الحياة اليومية".
الخاتمة
وفي ختام ملفنا نسأل الله عز وجل أن يوفقنا واياك لسلوك الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا نبينا الكريم والله الموفق وعليه المعتمد والاتكال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تاريخ النشر: الثلاثاء 27/3/2007
للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله
جاء في كتاب "الرسائل الحسان في نصائح الإخوان" للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - رحمه الله - (ص39) :
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد :
لقد اعتاد كثير من الناس في مثل هذا الشهر شهر ربيع الأول من كل سنة إقامة الحفلات الرائعة لذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ليلة الثانية عشر منه قائلين: إنه عبارة عن إظهار الشكر لله عز وجل على وجود خاتم النبيين وأفضل المرسلين .
بإظهار السرور بمثل اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم، وبما يكون فيه من الصدقات والأذكار، فنقول:
لا شك أنه سيد الخلق، وأعظمهم، وأفضل من طلعت عليه الشمس، ولكن لماذا لم يقم بهذا الشكر أحد من الصحابة والتابعين، ولا الأئمة المجتهدين، ولا أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيرية ؟
مع أنهم أعظم محبة له منا، وهم على الخير أحرص، وعلى اتباعه أشد، بل كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته، واتباع أمره، واجتناب نهيه، وإحياء سنته ظاهراً وباطناً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان.
فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، لا في إقامة الحفلات المبتدعة التي هي من سنن النصارى، فإنه إذا جاء الشتاء في أثناء (كانون الأول) لأربع وعشرين خلت منه بزعمهم أنه ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام أضاءوا في ذلك الأنوار .
ووضعوا الطعام، وصار يوم سرور وفرح عندهم، وليس في الإسلام أصل لهذا، بل الإسلام ينهى عن مشابهتهم، ويأمر بمخالفتهم.
وقد قيل : إن أول من احتفل بالمولد النبوي ( كوكبري أبو سعيد بن أبي الحسن علي بن بكتكين التركماني صاحب إربل) أحدث ذلك في أواخر القرن السادس أو أوائل القرن السابع، فإنه يقيم ذلك الاحتفال ليلة التاسعة على ما اختاره المحدثون من ولادته صلى الله عليه وسلم تلك الليلة.
وفارق ليلة الثانية عشر على ما قاله الجمهور، فهل كان التركماني ومن تبعه أعلم وأهدى سبيلاً من خيار هذه الأمة وفضلائها من الصحابة ومن بعدهم .
في حين أنه لو قيل: إن يوم البعثة أولى بهذا الشكر من يوم الولادة لكان أحرى، لأن النعمة والرحمة والخير والبركة إنما حصلت برسالته بنص قوله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) [الأنبياء:107] .
ومعلوم أن كل بدعة يتعبد بها أصحابها أو تجعل من شعائر الدين فهي محرمة ممنوعة، لأن الله عز وجل أكمل الدين، وأجمعت الأمة على أن أهل الصدر الأول أكمل الناس إيماناً وإسلاماً، فالمقيمون لتلك الحفلات وإن قصدوا بها تعظيمه صلى الله عليه وسلم فهم مخالفون لهديه، مخطئون في ذلك، إذ ليس من تعظيمه أن تبتدع في دينه بزيادة أو نقص أو تغيير أو تبديل .
وحسن النية وصحة القصد لا يبيحان الابتداع في الدين، فإن جلّ ما أحدثه من كان قبلنا من التغيير في دينهم عن حسن نية وقصد، وما زالوا يزيدون وينقصون بقصد التعظيم وحسن النية، حتى صارت أديانهم خلاف ما جاءتهم به رسلهم والله أعلم ) انتهى كلامه - رحمه الله
والله الموفق ،،
تعليق