صوره 1
ليس الموت
هو أسوأما يمكن أن يقابله الفنان فى حياته
إذ قد تكون متطلبات العيش
أو الجنون..أو الوظيفة أو غيرها
أكثر تهديدا من الموت
كى يواصل الفنان مسيرته
فى تحقيق ذاته كفنان .
فنسنت فان جوخ
عاشق ألوان الشمس و إشراقة الحياة ..
و المبتلى أيضا بالكآبة و المرض
و الوحدة و الغضب و الأحزان !
هذه لمحة خاصة جديدة من حياة فان جوخ
أقدمها ربما ليس كدارسة
أو متعمقة فى أساليب الفن التشكيلى
إنما كمتأملة لفنان أحببنا أعماله و عاشت فى الذاكرة
فنان ذو تركيبة خاصة ..
تحكمت فيه عواطفه..
و ردود أفعاله كيفما أتفق
فلا ضابط أو رابط...
إضافة لمرض الصرع الذى المّ به ..
و سلسلة إخفاقات فى كل مناحى حياته
ولد فان جوخ عام 1853 فى إحدى قرى هولندا .
لأب يعمل قسيسا بكنيسة البلدة ..
و منتهجا جوّا دينيا صارما ...و قواعد للمثل العليا
إصطدمت بواقع حياة فان جوخ
فتمزقت روحه بين الدين..و حرفية الإلتزام بتعاليمه ..
وبين الحياة !
إضافة إلى نوبات صرع أسلمته لإكتئاب حاد
حتى وضع حدا لآلامه
و أطلق النار على نفسه فى العام 1890
مسدلا ستار النهاية على حياة قصيرة
كلها معاناة و مرض و هياج نفسى
لشخصية هيستيرية عصبية شديدة العناد .
تخللتها فترات مهادنة أنجز فيها لوحات رفعته
بعد موته لمصاف عباقرة الفن التشكيلى الإنطباعى .
بتعبيره الصادق العفوى متأملا الطبيعة فى كل أجواءها ...
و كاشفا عن نفسيته المضطربة ..أيضا فى كل حالاتها !
صوره 2
انقطع فان جوخ عن الدراسة فى عمر السادسة عشر
و عمل مع عمه فى قاعة بيع تابعة لمؤسسة جوبيل الشهيرة
فاقترب من عالم الفن مبديا مهارة ملحوظة
فى البيع فتم إرساله لإدارة فرع لندن .
فكانت أولى نجاحاته... و لسؤ حظه أيضا... آخرها !
فى تلك الفترة أحب فتاة تدعى أورسولا ...
إلا أنها عندما طلب منها الزواج
]صدته بخشونة و غلظة و سخرية بالغة
فكانت صدمة عاطفية عميقة الأثر
أدت به إلى هوس التدين
حتى أنه بدلا من تزيين اللوحات للزبائن
راح يحدثهم عن الآخرة و الموت
و عن الدين و يحثهم عليه ...
فتم نقله إلى فرع باريس حيث عاودته الهلاوس
و طفق يتشاجر مع الزبائن
فكان حتما ان يتم فصله نهائيا .
لتبدأ مرحلة الضياع و التخبط ..
فاتجه الى لندن ليعمل مدرسا للغة الفرنسية
إلا أن جو لندن المظلم الكئيب فاقم من حالته النفسية
فعاد إلى هولندا ليلتحق بمعهد لاهوتى لمدة قصيرة
ثم شد الرحال بتوصية من الكنيسة
لبلدة صغيرة فى بلجيكا..تدعى واسميس
كواعظ لعمّال مناجم الفحم و الفلاحين
فالتحم مع أحوالهم و أقدارهم إلى حد التوحد
حال إصابتهم بالتيفود ..أو الكوليرا ..
أو حين مواجهتهم أهوال انفجارات المناجم...
ليخفف من آلام احتضارهم ...و بؤس فقرهم
هاملا نفسه و مظهره
مضحيا بكل ما يملك حتى ملابسه من أجلهم .
فتم طرده من قبل السلطات الدينية !
غمره الحزن و الأسى ..توقف ليسأل نفسه ..
ملفوفا بالخيش زاهدا و متقشفا لأقصى حدود
التقشف و الزهد متشبها بالقديسين
ما من احد يفهمنى ..الناس يظنوننى مجنونا ..
لأننى أريد أن أكون مخلصا فى عملى !
لكن إطلاعه على هذا البؤس الصادم
أثمر فيما بعد لوحات تصور الفلاحين و كدحهم
و سميت هذه الفترة بأعمال المرحلة الهولندية .
فلاحون يزرعون البطاطس
صوره 3
لوحته الشهيرة آكلوا البطاطس
صوره 4
لقد حاولت أن أظهر أن هؤلاء الناس
الذين يأكلون البطاطس في ضوء المصباح
قد حفروا الأرض بذات الأيدي
التي يمدونها الآن إلى الطبق.
لذا، فاللوحة تؤكد على العمل اليدوي
وعلى كسب الرزق الحلال
أردت أن أصور حياة تختلف عن حياتنا
عن حياة الناس المتحضرين
لذلك فإن آخر ما أريده
هو أن يعجب الناس باللوحة
دون أن يعرفوا لم أعجبتهم !
منزل آكلى البطاطس
صوره 5
قيلولة
صوره 6
إمرأة بجوار الموقد
صوره 7
صوره 8
و هذه فقرة أخرى أرسلها فنسنت
لشقيقه تيوفان تظهر حرصه
على بلوغ أقصى ما يمكنه من تفانى
للتعبير عن تفاصيل عمله بكل دقة و إحساس ...
أحر وأطيب أمنياتي لك
بالصحة وراحة البال
في يوم ميلادك
كنت وددت لو أرسلك إليك
لوحة آكلي البطاطا في هذا اليوم.
لكن على الرغم من
أن العمل فيها يسير بشكل جيد،
فإنه لم ينتهي تماما إلى الآن.
مع أن اللوحة الحقيقية سيتم إنجازها
في وقت قصير بالمقارنة بغيرها
وفي الأغلب عملا من الذاكرة
إلا أن دراسات رسم الرؤوس والأيدي
أخذت شتاء بأكمله.
تيوفان فان جوخ
صوره 9
قويت علاقته بشقيقه ثيو فى تلك الفترة ..
فقد كانا و منذ الطفولة على صداقة و تفاهم
حتى و إن توترت علاقتهما لبعض الوقت
لكن. لم يتمكن فى ذلك الوقت
من مساعدة فان جوخ لضآلة راتبه ...
فتحول فنسنت إلى قرية كيوسميس المجاورة
يجوب طرقاتها فى أسمال بالية
يستجدى كسرة خبز و ينام على قارعة الطريق
ثم دق قلبه من جديد
فأحب إبنة عمه كورنيليا
صوره 10
و كانت أرملة شابة تربى طفلا ...
فرفضته أيضا ..
حاول رؤيتها فى منزل عمه
فرفض العم السماح له بذلك
فإذا به..و برد فعل غريب غير محسوب
يضع يده عمدا على لهب مصباح زيتى ..
قاصدا أن يحترق
فقام والدها بإطفاء المصباح
و إخراجه من المنزل
دون أن يسمح له برؤيتها !
و الغريب أنه عندما زادت عليه
وطأة الفشل على هذا النحو
فى الحب و فى العمل ..
قرر عدم الإستسلام
و كتب لشقيقه العطوف تيو
" أنني بالرغم من كل شيء
سوف أنهض ثانية ..
سوف أتناول من جديد ريشتي
التي تخليت عنها في أيام انكساري
و سأعود للرسم
و الآن يبدو لى و كل شئ قد تغير ."
و هنا لابد من الإشارة إلى أن
هذا الفنان المتقد عاطفة و حساسية و ثورة
المحكوم بعواطفه وحدها
وإلى حدّها الأقصى لم يكن رساما فقط
بل كان يكتب أيضا بنفس الحرارة و الحساسية المرهفة
و ترك كمّا هائلا من الرسائل و الخواطر إلى شقيقه تيو
و ما يخصه شخصيا فى أغلب تلك الرسائل .
صوره 11
المنزل الذى كان يقيم فيه فان جوخ
فى كيوسميس و شهد قراره بتعلم و دراسة الفن ..
صوره 12
بدأفنست فان جوخ حياته الفنية فعليا
فى سن السابعة و العشرين
بعون مادى من شقيقه
عندما التحق بأكاديمية الفنون فى مدينة انفرى
فعكف على الرسم ..و دخل عالم الألوان !
شاعرا بظمأ هائل للمعرفة و تعلم الفن !
حسنا...
ففى نهاية الأمر
لن يتحدت عنّا سوى لوحاتنا !
و من الواضح أنه وجد فى رسومه
وسيلة للتعبير عن إيمانه الراسخ
بقيم الدين الداعية لحب الكون و محبة البشر
لكنه ..لصفات فى تركيبته الشخصية
كان إذا اقترب بهذه المشاعر من الناس
على أرض الواقع ..
بدلا من جذبهم ...
نفرّتهم منه مبالغته الى حد تشويه هذه المحبة .
و مع الوقت بدأت تتلاشى نزعته الدينية الجياشة
و بدأينشغل بالرسم ...
توارى فان جوخ الواعظ المبشّر.
و ظهر فان جوخ الفنان ...
صوره 13
أحب فان جوخ السفر و الترحال
و ألوان الطبيعة
تحت الشمس الساطعة المشرقة ...
فحلّ أولا فى باريس ..
حيث مقر عمل شقيقه آنذاك
و مستقرا معه فى مونمارتر .
عاش فترة زاهية ..
بألوان براقة مضيئة
عكست رؤيته للحياة فى تلك الفترة ...
فقد أدرك أن معركته الوحيدة
التى تضمن له نجاحا مبهرا
لن تكون إلا مع الفن ..و ليس سواه .
فأنتج فى باريس فى الفترة من 1886 -1888
أجمل لوحاته و اشهرها على الإطلاق .
من بينها
لوحة حقل القمح الأصفر .
صوره 14
مونمارتر -باريس
صوره 15
نهر السين - باريس
صوره 16
و اتجه لدراسة النظريات
و الأساليب الفنية الجديدة
و مناقشاتها مع أصحابها كما تعرف
على بعض الفنانين الشبان
بول جوجان ..و تولوز لوتريك ... مانيه ..رينوار
و غيرهم
و بعد مضى عام على إقامته فى باريس
كان قد استوعب كل ما عايشه
من تجارب و تفاعل
ليصبح مستعدا لمرحلة ناضجة
بقيت منهاجه حتى النهاية .
كما تأثر كثيرا بالرسوم اليابانية المطبوعة ..
صوره 17
أنا أغبط اليابانيون على الوضوح الشديد
الذى يتسم به عملهم ..فهو ليس مملا
و لا يبدو انه أنجز على عجل ...
و هو بسيط كالتنفس ...
يرسمون شتى الأشكال
بعدة ضربات فرشاة واثقة
بنفس السهولة التى تغلق بها أزرار معطفك .
يتبع
ليس الموت
هو أسوأما يمكن أن يقابله الفنان فى حياته
إذ قد تكون متطلبات العيش
أو الجنون..أو الوظيفة أو غيرها
أكثر تهديدا من الموت
كى يواصل الفنان مسيرته
فى تحقيق ذاته كفنان .
فنسنت فان جوخ
عاشق ألوان الشمس و إشراقة الحياة ..
و المبتلى أيضا بالكآبة و المرض
و الوحدة و الغضب و الأحزان !
هذه لمحة خاصة جديدة من حياة فان جوخ
أقدمها ربما ليس كدارسة
أو متعمقة فى أساليب الفن التشكيلى
إنما كمتأملة لفنان أحببنا أعماله و عاشت فى الذاكرة
فنان ذو تركيبة خاصة ..
تحكمت فيه عواطفه..
و ردود أفعاله كيفما أتفق
فلا ضابط أو رابط...
إضافة لمرض الصرع الذى المّ به ..
و سلسلة إخفاقات فى كل مناحى حياته
ولد فان جوخ عام 1853 فى إحدى قرى هولندا .
لأب يعمل قسيسا بكنيسة البلدة ..
و منتهجا جوّا دينيا صارما ...و قواعد للمثل العليا
إصطدمت بواقع حياة فان جوخ
فتمزقت روحه بين الدين..و حرفية الإلتزام بتعاليمه ..
وبين الحياة !
إضافة إلى نوبات صرع أسلمته لإكتئاب حاد
حتى وضع حدا لآلامه
و أطلق النار على نفسه فى العام 1890
مسدلا ستار النهاية على حياة قصيرة
كلها معاناة و مرض و هياج نفسى
لشخصية هيستيرية عصبية شديدة العناد .
تخللتها فترات مهادنة أنجز فيها لوحات رفعته
بعد موته لمصاف عباقرة الفن التشكيلى الإنطباعى .
بتعبيره الصادق العفوى متأملا الطبيعة فى كل أجواءها ...
و كاشفا عن نفسيته المضطربة ..أيضا فى كل حالاتها !
صوره 2
انقطع فان جوخ عن الدراسة فى عمر السادسة عشر
و عمل مع عمه فى قاعة بيع تابعة لمؤسسة جوبيل الشهيرة
فاقترب من عالم الفن مبديا مهارة ملحوظة
فى البيع فتم إرساله لإدارة فرع لندن .
فكانت أولى نجاحاته... و لسؤ حظه أيضا... آخرها !
فى تلك الفترة أحب فتاة تدعى أورسولا ...
إلا أنها عندما طلب منها الزواج
]صدته بخشونة و غلظة و سخرية بالغة
فكانت صدمة عاطفية عميقة الأثر
أدت به إلى هوس التدين
حتى أنه بدلا من تزيين اللوحات للزبائن
راح يحدثهم عن الآخرة و الموت
و عن الدين و يحثهم عليه ...
فتم نقله إلى فرع باريس حيث عاودته الهلاوس
و طفق يتشاجر مع الزبائن
فكان حتما ان يتم فصله نهائيا .
لتبدأ مرحلة الضياع و التخبط ..
فاتجه الى لندن ليعمل مدرسا للغة الفرنسية
إلا أن جو لندن المظلم الكئيب فاقم من حالته النفسية
فعاد إلى هولندا ليلتحق بمعهد لاهوتى لمدة قصيرة
ثم شد الرحال بتوصية من الكنيسة
لبلدة صغيرة فى بلجيكا..تدعى واسميس
كواعظ لعمّال مناجم الفحم و الفلاحين
فالتحم مع أحوالهم و أقدارهم إلى حد التوحد
حال إصابتهم بالتيفود ..أو الكوليرا ..
أو حين مواجهتهم أهوال انفجارات المناجم...
ليخفف من آلام احتضارهم ...و بؤس فقرهم
هاملا نفسه و مظهره
مضحيا بكل ما يملك حتى ملابسه من أجلهم .
فتم طرده من قبل السلطات الدينية !
غمره الحزن و الأسى ..توقف ليسأل نفسه ..
ملفوفا بالخيش زاهدا و متقشفا لأقصى حدود
التقشف و الزهد متشبها بالقديسين
ما من احد يفهمنى ..الناس يظنوننى مجنونا ..
لأننى أريد أن أكون مخلصا فى عملى !
لكن إطلاعه على هذا البؤس الصادم
أثمر فيما بعد لوحات تصور الفلاحين و كدحهم
و سميت هذه الفترة بأعمال المرحلة الهولندية .
فلاحون يزرعون البطاطس
صوره 3
لوحته الشهيرة آكلوا البطاطس
صوره 4
لقد حاولت أن أظهر أن هؤلاء الناس
الذين يأكلون البطاطس في ضوء المصباح
قد حفروا الأرض بذات الأيدي
التي يمدونها الآن إلى الطبق.
لذا، فاللوحة تؤكد على العمل اليدوي
وعلى كسب الرزق الحلال
أردت أن أصور حياة تختلف عن حياتنا
عن حياة الناس المتحضرين
لذلك فإن آخر ما أريده
هو أن يعجب الناس باللوحة
دون أن يعرفوا لم أعجبتهم !
منزل آكلى البطاطس
صوره 5
قيلولة
صوره 6
إمرأة بجوار الموقد
صوره 7
صوره 8
و هذه فقرة أخرى أرسلها فنسنت
لشقيقه تيوفان تظهر حرصه
على بلوغ أقصى ما يمكنه من تفانى
للتعبير عن تفاصيل عمله بكل دقة و إحساس ...
أحر وأطيب أمنياتي لك
بالصحة وراحة البال
في يوم ميلادك
كنت وددت لو أرسلك إليك
لوحة آكلي البطاطا في هذا اليوم.
لكن على الرغم من
أن العمل فيها يسير بشكل جيد،
فإنه لم ينتهي تماما إلى الآن.
مع أن اللوحة الحقيقية سيتم إنجازها
في وقت قصير بالمقارنة بغيرها
وفي الأغلب عملا من الذاكرة
إلا أن دراسات رسم الرؤوس والأيدي
أخذت شتاء بأكمله.
تيوفان فان جوخ
صوره 9
قويت علاقته بشقيقه ثيو فى تلك الفترة ..
فقد كانا و منذ الطفولة على صداقة و تفاهم
حتى و إن توترت علاقتهما لبعض الوقت
لكن. لم يتمكن فى ذلك الوقت
من مساعدة فان جوخ لضآلة راتبه ...
فتحول فنسنت إلى قرية كيوسميس المجاورة
يجوب طرقاتها فى أسمال بالية
يستجدى كسرة خبز و ينام على قارعة الطريق
ثم دق قلبه من جديد
فأحب إبنة عمه كورنيليا
صوره 10
و كانت أرملة شابة تربى طفلا ...
فرفضته أيضا ..
حاول رؤيتها فى منزل عمه
فرفض العم السماح له بذلك
فإذا به..و برد فعل غريب غير محسوب
يضع يده عمدا على لهب مصباح زيتى ..
قاصدا أن يحترق
فقام والدها بإطفاء المصباح
و إخراجه من المنزل
دون أن يسمح له برؤيتها !
و الغريب أنه عندما زادت عليه
وطأة الفشل على هذا النحو
فى الحب و فى العمل ..
قرر عدم الإستسلام
و كتب لشقيقه العطوف تيو
" أنني بالرغم من كل شيء
سوف أنهض ثانية ..
سوف أتناول من جديد ريشتي
التي تخليت عنها في أيام انكساري
و سأعود للرسم
و الآن يبدو لى و كل شئ قد تغير ."
و هنا لابد من الإشارة إلى أن
هذا الفنان المتقد عاطفة و حساسية و ثورة
المحكوم بعواطفه وحدها
وإلى حدّها الأقصى لم يكن رساما فقط
بل كان يكتب أيضا بنفس الحرارة و الحساسية المرهفة
و ترك كمّا هائلا من الرسائل و الخواطر إلى شقيقه تيو
و ما يخصه شخصيا فى أغلب تلك الرسائل .
صوره 11
المنزل الذى كان يقيم فيه فان جوخ
فى كيوسميس و شهد قراره بتعلم و دراسة الفن ..
صوره 12
بدأفنست فان جوخ حياته الفنية فعليا
فى سن السابعة و العشرين
بعون مادى من شقيقه
عندما التحق بأكاديمية الفنون فى مدينة انفرى
فعكف على الرسم ..و دخل عالم الألوان !
شاعرا بظمأ هائل للمعرفة و تعلم الفن !
حسنا...
ففى نهاية الأمر
لن يتحدت عنّا سوى لوحاتنا !
و من الواضح أنه وجد فى رسومه
وسيلة للتعبير عن إيمانه الراسخ
بقيم الدين الداعية لحب الكون و محبة البشر
لكنه ..لصفات فى تركيبته الشخصية
كان إذا اقترب بهذه المشاعر من الناس
على أرض الواقع ..
بدلا من جذبهم ...
نفرّتهم منه مبالغته الى حد تشويه هذه المحبة .
و مع الوقت بدأت تتلاشى نزعته الدينية الجياشة
و بدأينشغل بالرسم ...
توارى فان جوخ الواعظ المبشّر.
و ظهر فان جوخ الفنان ...
صوره 13
أحب فان جوخ السفر و الترحال
و ألوان الطبيعة
تحت الشمس الساطعة المشرقة ...
فحلّ أولا فى باريس ..
حيث مقر عمل شقيقه آنذاك
و مستقرا معه فى مونمارتر .
عاش فترة زاهية ..
بألوان براقة مضيئة
عكست رؤيته للحياة فى تلك الفترة ...
فقد أدرك أن معركته الوحيدة
التى تضمن له نجاحا مبهرا
لن تكون إلا مع الفن ..و ليس سواه .
فأنتج فى باريس فى الفترة من 1886 -1888
أجمل لوحاته و اشهرها على الإطلاق .
من بينها
لوحة حقل القمح الأصفر .
صوره 14
مونمارتر -باريس
صوره 15
نهر السين - باريس
صوره 16
و اتجه لدراسة النظريات
و الأساليب الفنية الجديدة
و مناقشاتها مع أصحابها كما تعرف
على بعض الفنانين الشبان
بول جوجان ..و تولوز لوتريك ... مانيه ..رينوار
و غيرهم
و بعد مضى عام على إقامته فى باريس
كان قد استوعب كل ما عايشه
من تجارب و تفاعل
ليصبح مستعدا لمرحلة ناضجة
بقيت منهاجه حتى النهاية .
كما تأثر كثيرا بالرسوم اليابانية المطبوعة ..
صوره 17
أنا أغبط اليابانيون على الوضوح الشديد
الذى يتسم به عملهم ..فهو ليس مملا
و لا يبدو انه أنجز على عجل ...
و هو بسيط كالتنفس ...
يرسمون شتى الأشكال
بعدة ضربات فرشاة واثقة
بنفس السهولة التى تغلق بها أزرار معطفك .
يتبع
تعليق