إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة فى مدونة الخطاط ثائر شاكر الاطرقجى

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة فى مدونة الخطاط ثائر شاكر الاطرقجى

    رحله فى مدونه الخطاط ثائر شاكر الاطرقجى
    قط القصبه او البوصه



















    منقول لعموم الفائده
    خالص الشكر للخطاط والباحث
    ثائر شاكر الاطرقجى

  • #2
    لوحات واهداءات











    نقلا عن مدونه الخطاط والباحث
    ثائر شكر الاطرقجى

    تعليق


    • #3
      التقويم البنائي الأساسي للتركيب



      التكوين من الخصائص المهمة والبارزة في خط الثلث .
      إذ أعطته القابلية الواسعة في التشكيل والتنوع والإبداع .
      أما التركيب فيعرف على انه تراكب الحروف او الكلمات
      بعضها فوق بعض أو تداخلها وتشابكها من اجل الوصول إلى
      ما يسمى ( بالنقوش الكتابية ) .
      كما إن خاصية تعدد أشكال رسم الحرف الواحد
      يسرت حل إشكاليات التنظيم الشكلي للحروف والكلمات
      لاستحداث هيئات خطية تتقبل التراكب وتوظيفها
      ( وفق أسس التصميم التي ينتج بالتالي علاقات تربط
      بين تلك الخصائص فيما بينها واستحداث هيئات خطية مبتكرة ) .
      لذا عد التركيب مرحلة متقدمة في مسيرة خط الثلث
      وإضافة صفة جديدة له .
      وتصنف التراكيب في خط الثلث كل حسب وظيفتها .
      منها لأغراض جمالية والأخر وظيفية والجانب الثالث جمالية ووظيفية .
      مهمتها في كل هذه الجوانب إيصال المعلومات والمعارف للمتلقي .
      ومن هذه التراكيب :
      تركيب السطر الكتابي – نظام السطر المدمج
      والذي يتمثل بتنظيم الكلمات والمقاطع على سطر الكتابة
      بمستو واحد .
      مع وجود كلمة أو كلمتين تطفو فوق سطر الكتابة الرئيسى
      دون أن تشكل خطاً أو مستو ثان فوق المستوى الأول .
      ويستخدم هذا النظام في المعالجة الشكلية للنص الكتابي
      من اجل المحافظة على تحقيق التوازن الشكلي
      واستيفاء توزيع الكلمات والكتل بشكل تحقيق الانسجام والتناسق
      مع الفضاءات الحاصلة بين حروف خط الثلث .
      ويبرز هذا النظام في واجهة العمائر العربية الإسلامية
      من خلال ظهوره بشكل أشرطة كتابية
      تتخللها وحدات زخرفية لإضفاء طابع جمالي ووظيفي .
      تأسيسا لذلك وتوضيحا لما ذكرنا نأخذ عينة نصها
      ( إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ) .




      على شكل شريط كتابي ذو هيئة مستطيلة
      تبدأ قراءته من الجانب الأيمن للشكل المتاسس
      وفق نظام السطر المدموج بخطين وهميين ذي مسار أفقي
      بشكل متوازن يستند احدهما على الآخر في عملية توزيع
      المفردات الخطية من أحرف وكلمات
      وعلامات إعرابية بشكل متناسق ومتوازن .
      وظف الخطاط مسارا جديدا في عملية تقويم البناء الأساسي للتركيب
      ويتضح ذلك من خلال إخراج بنية تركيبية خطية مستندة
      في بناء كلماتها على ذاتها في توزيع ثقلها .
      وذلك باستثمار خاصية تنصيل حرف السين بمدة مستحسنة
      من كلمة ( الحسين ) وارتكاز كلمة ( مصباح ) عليها .
      وعمل الخطاط على توظيف خاصية تنوع هيئة الحرف الواحد
      من خلال إخراج حرف ( الحاء ) المرسل من كلمة ( مصباح )
      والجيم المجموع من كلمة ( النجاة )
      بهيئة ملفوفة في وسط الكلمة بطريقة فنية ومقصودة
      وذلك لربط الكلمات التي تستند على خط القاعدة
      بخط وهمي ثان على جانب الشريط مما أدى
      إلى الإيحاء بوجود مستوى ثان للكتابة
      يوازي المستوى الأول وترتكز عليه بعض المقاطع
      ( مصبا , الياء الراجعة , النـ , التاء المربوطة ) .
      ومن جهة أخرى استثمر الخطاط صفات الحروف المنتصبة
      والمنكبة والمستلقية في عملية ربط الخط الوهمي المزدوج ( أ )
      بخط القاعدة ( ب ) الرئيس لتكوين وحدة إنشائية متناسبة
      قائمة على أساس انتظام الحروف وضبط تركيبها
      واستغلال حركة تدويرها وانحنائها واستلقائها
      بطريقة يمكنها أن تتوالف مع الحروف المنتصبة الصاعدة
      ( كالألفات واللامات ) المتوزعة بشكل متساو على سطر الخط الوهمي
      وبارتفاع واحد لتحقيق المحيط الكفافي العلوي
      وربط مفردات الشكل ابتداء من خط القاعدة عبر الحروف
      والخط الوهمي وصولا إلى قمة التركيب بصورة متساوية .
      ويتضح ذلك عندما نرسم خطا مستقيما يمر بنهاية رؤوس حروف
      ( الألف واللام ) نلاحظ تم ارتفاعها بنسق واحد .
      ويمكن ملاحظة براعة الخطاط وتوفيقه
      في تساوي الحروف المنتصبة نسبيا وإشباع قاماتها
      من صدر القلم حتى يتساوى به .
      نستخلص مما سبق
      خاصية نظام السطر الكتابي المدمج وعن كيفية طريقة إخراجه
      في بنية خطية متراكبة تستند على تراكب الحروف الملفوفة
      للكلمة الواحدة في بناء ذاتها من دون الإخلال بتصميم الحرف
      وشكله الجمالي والوظيفي الذي يضفي سهولة المقروئية
      والوضوح في عملية التركيب , فحرص الخطاط
      بتحقيق المحيط الكفافي الأسفل للتركيب
      عبر كاسات حرف ( النون ) ولفة حرف ( الدال )
      فضلا عن معالجة للفضاءات الداخلية بعلامات التشكيل
      ولاسيما الفضاءات للجانب العلوي فوق كلمتي ( مصباح )
      و ( النجاة ) وبقية حروف التركيب , وذلك
      بغية تحقيق المحيط الكفافي الأعلى للتركيب
      وبالتالي يعطي ناتج الإغلاق الشكلي التام الموحي للشكل المستطيل .
      فضلا عن ذلك تركيز الخطاط على توظيف علاقة التنوع
      لتحقيق التوازن الشكلي في البناء التركيبي للشكل .


      نقلا عن مدونه الخطاط والباحث
      ثائر شاكر الاطرقجى

      تعليق


      • #4
        الايْحَاءَاتِ الدَّلالِيَّةِ لِلْكَلِمَةِ وَالْحَرْفُ

        عِنْدَ الْخَطَّاطُ جَاسِمٌ الْنَّجَفِيُّ

        عُدَّ الْخَطِّ الْعَرَبِيِّ مَظْهِرَا مِنْ مَظَاهِرِ الْعَبْقَرِيَّةٌ الْفَنِّيَّةِ لَدَىَّ الْعَرَبِ وَالْمُسْلِمِيْنَ , إِذْ إِنَّ الْخَطَّاطِيّنَ الْأَوَائِلِ عَبَّرُوْا عَنْ الْحِسَ الْفَنِّيّ وَبَحَّثُوْا عَنْ مَوَاطِنِ الْجَمَالَ فِيْ أَعْمَالِهِمْ وَذَلِكَ لِمَا عَايشوِّهُ مِنْ دِرَاسَاتٍ فَنِّيَّةٌ وَجَمَالِيَةِ فِيْ مَجَالِ الْأَدَبِ وَالْشِّعْرُ وَالْفَنُّ , وَلَما شَاهَدُوْهُ مِنْ مُنْشَاتِ مِعْمَارِيَّةُ مُبْنَاةٍ عَلَىَ أُسُسِ وَقَوَاعِدَ جُمَالِيَّةِ .
        وَاتَّخَذُوا مِنْ الْتَّقَالِيْدَ وَالْمَوْرُوْثُ الْحَضَارِيِّ نَهْجَا لَهُمْ لِتَحْقِيْقِ أقْصَى دَرَجَاتِ الْكَمَالِ وَذَلِكَ بِالْوُقُوْفِ عَلَىَ الْمَبَادِئِ الَّتِيْ تَمَثَّلَتْ بِالْإِخْلَاصِ وَالْصِّدْقِ وَالْإِتْقَانِ وَالْأَمَانَةُ كَوْنِهَا أَهْدَافَا أَسَاسِيّةُ وَسَامِيَةُ فِيْ مَسِيْرَتِهِمْ الْمُنْطَلِقَةِ مِنَ حَدِيْثِ الْرَّسُوْلِ الْكَرِيمِ مُحَمَّدٍ (صَ) : ( إِنَّ الْلَّهَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا عَمِلَ عَمَلَا أَنْ يُتْقِنَهُ ) .
        فَمَنِ هَذَا الْحَدِيْثِ الْنَّبَوِيِّ الْشَّرِيفِ اسْتَلْهَمَ الّفّنّانّ ( الْخَطَّاطُ ) الْمُسْلِمِ مَبْدَأَ الْإِتْقَانِ ( الْمِقْيَاسُ ) بِوَصْفِهِ الْأَسَاسِ الْرَّئِيْسُ فِيْ الْعَمَلِ الْخَطِّيَّ الْمُدْلِيْ إِلَىَ الْمَنْطِقِ الْجَمَالِيِّ فِيْ مِيْزَانِ الْخَطُّ الْعَرَبِيُّ الَّذِيْ يَتَحَقَّقُ نَتِيْجَةَ ضَبَطَ الْقَوَاعِدَ وَمُرَاعَاةِ الْأُصُولِ الْجَمَّالِيَّةِ وَالْفَنِّيَّةِ الَّتِيْ تَوَالَدَتْ , كَوْنِهَا نِتَاجَا لِلْتَّطَوُّرِ الْتَّدْرِيجيُّ وَالرَصِينَ لِتِلْكَ الْقَوَاعِدَ وَالأصُولِ .
        تَأْسِيْسا عَلَىَ ذَلِكَ نَّأْخُذَ لَوَحَةْ لخْطَاطَ عِرَاقِيٌّ عِصَامِيّ مَجْدٍ هُوَ الْخَطَّاطُ جَاسِمٌ الْنَّجَفِيُّ .
        وَاللَّوْحَةُ تَتَمَثَّلُ بْشكّلا بَيضويّا يُمْكِنُ إِدْرَاجُهُ إِلَىَ صِنْفٍ الْتَّرَاكِيْبَ ذَاتِ الْأَشْكَالِ الْهَنْدَسِيَّةِ مُتَعَدِّدَةٍ الْمُسْتَوَيَاتِ الْخَطِيَّةِ , إِذْ يَتَضَمَّنُ نَصَّ هَذَا الشَّكْلِ الْآَيَةَ الْكَرِيْمَةِ ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ الْسَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ )) ( الْبَقَرَةِ 127) .



        تَبْدَأُ قِرَاءَةِ الْنَّصْ مِنْ الْجَانِبِ الْأَسْفَلِ الْأَيْمَنِ لِلْشَّكْلِ , فَاسْتِقْلالِيّةً حَرْفٌ ( الْرَّاءِ ) وَإِخْرَاجُهُ بِصُوْرَةٍ مُنْفَرِدَةً وَبِهَيْئَةِ مُرْسِلَةٌ حُقِّقَ تَتَابُعُا قِرَائِيا مَعْلُوْما لِلْنَّصِّ , فِوُضُوحُ الْتَّسَلْسُلِ الْصَّحِيْحِ لِمَكَانِ الْكَلِمَاتّ وَهَنْدَسَتِها بِطَرِيْقَةٍ فَنِّيَّةٍ مُتَوَالِيَةً , إِذْ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ أَخَذَتْ مَوْقِعَهَا السَّلِيْمِ فِيْ الْبِنَاءِ وَالْتَّرْكِيْبُ لِلْنَّصِّ , وَذَلِكَ عَنْ طَرِيْقِ إِمْكَانِيَّةِ الْخَطَّاطُ بِتَوْزِيعِ الْحُرُوْفْ الْصَّاعِدَةُ ( الْأَلِفَاتٍ وَالَّلامَاتُ ) وَتَنْسِيْقِهَا مَعَ الْمُنْحَنِيَةُ وَالْمَلْفُوفَةً وَالْمَجْمُوْعَةُ كُوِّنَتْ عَلَاقَةٌ تَنَاسُبِيَّة بَيْنَ الاتِّجَاهِ الْعَمَوَدِيَّ وَالِاتّجَاهُ الأفِقيّ لِتَأدِيَةِ إيْقَاعِ حَرَكَةُ وَكَسْرِ الرَّتَابَةِ الْمُؤَلَّفَةِ فِيْ رَسْمِ الْحُرُوْفْ الْخَطِيَّةِ .
        أَمَّا مَنِ حَيْثُ طَرِيْقَةِ تَوْزِيعِ الْمُفْرَدَاتِ وَفْقَ الْمُقَوِّمَاتِ الْبَنَّائِيَّةُ لِلْحُرُوْفِ يُمْكِنُ مُلَاحَظَةِ مَهَارَةِ تَصْرِفْ الْخَطَّاطُ بِجَعْلِ حَرْفٌ ( الْمِيْمِ ) مِنْ كَلِمَةٍ ( الْسَّمِيْعُ ) فِيْ مُنْتَصَفِ الْتَّرْكِيْبِ ( نُقْطَةِ مَرْكَزِ الشَّكْلِ ) مِمَّا يُتِيْحُ تَوْزِيعِ أَثْقَالَ الْحُرُوْفْ .
        وَلِلْمُحَافَظَةِ عَلَىَ الشَّكْلِ الْبَيْضَوِيَّ لِلْمُحِيِطِ الْكِفَافِيّ قَسَمٌ الْخَطَّاطُ الشَّكْلِ إِلَىَ أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ كَمَا فِيْ الشَّكْلِ أَدْنَاهُ .



        اعْتَمَدَهَا لِتَغْطِيَةِ الْإِغْلَاقِ الْشِّكْلِيُّ الْأُوَلِ وَهُوَ الْجَانِبُ الْأَيْمَنِ الْعُلْوِيِّ عَبْرَ الْأَلِفَاتٍ الْمُنْتَصِبَةٌ وَالْكَافِ وَالّامِ .
        وَالْجَانِبُ الْأَيْمَنِ الْسُّفْلِيّ عَبْرَ حَرْفٍ ( الْرَّاءِ ) الْمُرْسَلِ .
        وَالْجَانِبُ الْأَيْسَرُ الْعُلْوِيِّ عَبْرَ اللّامَاتِ مِنْ كَلِمَةٍ ( الْعَلِيْمُ ) وَاعْتَمَدَ عَلَىَ ذَنْبٍ ( الْمِيْمِ ) وَجُزْءٌ مِنْ أَلْفِ ( مِنَّا ) .
        وَكَذَلِكَ الْجَانِبُ الْأَيْسَرِ الْسُّفْلِيّ فَاسْتِدَارَةً حَرْفٌ ( الْلَّامِ ) وَجُزْءٌ مِنْ حَرْفٌ الْأَلِفْ .
        وَاسْتُثْمِرَ الْخَطَّاطُ تَوْقِيْعِهِ لِتَغْطِيَةِ الْمُحِيْطِ الْكِفَافِيّ الْأَسْفَلِ .
        كُلُّ تِلْكَ الْتَّقْسِيْمَاتِ أَدَّتْ إِلَىَ الْإِغْلَاقِ الْشِّكْلِيُّ الْبَيْضَوِيَّ لِلتَرْكِيبُ وَكَمَا فِيْ الْمُخَطَّطَ أَدْنَاهُ .



        أَمَّا بِالْنِّسْبَةِ إِلَىَ دَوْرٍ الْأُسُسِ التَصِمِيْمّيّةً وَعَلَاقَاتِهَا فِيْ عَمَلِيَّةِ بِنَاءً الْتَّرْكِيْبِ , ظَهَرَتْ مِنْ خِلَالِ الْعَلَاقَةٌ الِاتِجَاهِيّةً الْمُتَوَافِقَةُ مَعَ الْجَانِبِ التَعْبَيْريّ لِلْنَّصِّ وَذَلِكَ كَتَّأَكَيدُ بَعْدِيَ عَلَىَ أجْزَاءٍ مُكَوَّنَاتِ الْنَّصِّ مِنْ خِلَالِ إِبْرَازِ حَرْفٌ ( الْرَّاءِ ) وَتَحْقِيْقُهُ لِلمُقَرُؤْيّةً مِمَّا كَانَ سَبَبا لِلْنَّوَاةِ الْأُوْلَىْ فِيْ اتِّجَاهِ مَسَارَاتٌ الْكِتَابَةَ فِيْ الْبِنْيَةِ الْخَطِيَّةِ وَمُوَافَقَتُهَا , فَعِنْدَمَا يُلَاحَظُ وُجُوْدِ كَلِمَتِيَ ( الْسَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ ) نِهَايَةْ الْمَسَارِ الأتِجَاهِيّ أَخَذَتْ مَوْقِعُ يَتَرَبَّعَ عَلَىَ قِمَّةِ الْتَّرْكِيْبِ وَتُناسَّبّتِ مَعَ دَلَالَتِهِ الْلَّفْظِيَّةِ تَمَامَا . بِمَعْنَىً أَخَّرَ فَانٍ مُفْرَدَاتِ ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ) فِيْ النَّصِّ هُوَ فِعْلَ إِنْسَانِيَ تَبْدَأُ مِنْ الْأَرْضِ ( الْأَدْنَى ) وَيَعْرُجُ مَسَارِهِ نَحْوَ الْأَعْلَىَ بِوَصْفِهِ تَعْبِيْرا مَجَازِيا لِّلْوُصُوْلْ إِلَىَ الْحَضْرَةِ الْإِلَهِيَّةِ المُتُسّامِيّةً وَالْمُتَمَثِّلَةِ بِأَسْمَىَ الْلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهِيَ ( الْسَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ) .
        وَمِنْ خِلَالِ مَا تَقَدَّمَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَدِلَّ عَلَىَ مَهَارَةِ الْخَطَّاطُ وَقَوْلَبَتِهِ لِلْحُرُوْفِ الْمُتَشَابِهَةِ وَالْمُتَكَرِّرَةِ مِثْلَ رُؤُوْسِ ( الْأَلِفَاتٍ ) وَرَأْسُ ( الْعَيْنِ ) إِذْ يُضْفِيْ هَذَا الْتَّكْرَارِ المُتَطابِقَ وَحْدَةُ تَناغَمّيّةً أَدَّتْ إِلَىَ خَلْقٍ عَلَاقَةٌ الْانْسِجَامِ وَالْوِحْدَةِ وَالْتَّنَوُّعِ بِصُوْرَةٍ مُنْتَظَمَةٍ وَمُتَوَازِنَةٍ عَلَىَ الْمِسَاحَةِ الْكُلِيَّةِ لِلْشَّكْلِ الْبَيْضَوِيَّ .
        أَمَّا مَنِ حَيْثُ الْخَاصّيَّةِ الْجَمَّالِيَّةِ نَجْدٍ إِنْ الْخَطَّاطُ قَدْ وَضَعَ كَلَّا حَسَبَ مَوْقِعِهِ الْصَّحِيْحِ مِنْ حَيْثُ صِفَاتِ الْخَطُّ الْجَيِّدُ مَنْ الْحُرُوْفْ الْمُنْتَصِبَةٌ الَّتِيْ أُخِذْتَ شَكْلِا عَمْوَدِيَّا مُتَرَاصِفَةُ عَلَىَ خَطِّ الْقَاعِدَةِ مِثْلَ ( الْأَلِفَاتٍ وَالَّلامَاتُ ) فَالْعَمُودِيّةً هُنَا لَيْسَ جُمُوْدِ الْحَرْف وَإِنَّمَا دَلَالَةٌ اسْتِقْرَارِهِ بِصَلَابَةٍ وَرَشَاقَةٌ فِيْ الْوَقْتِ ذَاتِهِ , كَمَا تُضْفِيْ عَلَىَ الْتَّرْكِيْبِ رِقَّةٌ وَعُذُوْبَةً وَشُغِلَ اكْبَرُ مَسَاحَةٌ مُمْكِنَةُ وَتِلْكَ الْصِّفَاتُ سَاعَدَّتْ عَلَىَ تَوَازُنَهُ وَمَنَحَ رَاحَةُ لِرُؤْيَتِهِ .
        أَمَّا الْحُرُوْفُ ذَاتِ صِفَةِ الْتَّدْوِيْرُ مِثْلَ ( الْعَيْنِ ) الْمَلْفُوْفْ وَ ( الْرَّاءِ ) الْمُرْسَلِ وَ ( الْمِيْمِ ) أَكْسَبَتْ الْتَّرْكِيْبِ الْحَيَوِيَّةِ وَالِاسْتِمَرَارِيّةً نَحْوَ مَا بَعْدَهَا , وَلَاسِيَّمَا عِنْدَ تَوْزِيْعَ الْتَّدْوِيْرُ بِشَكْلٍ مُتَنَاسِقٌ مَا بَيْنَ الْحُرُوْفِ الَّتِيْ اشْتَرَكَ عَدِيْدُ مِنْهَا بِخَصَائِصَ مُتَمَاثِلَةٌ فِيْ أَشْكَالِهَا وَأَحَجَامِهَا مِنْ صِفَةِ الاتِّصَالِ وَالانْفِصَالِ , وَنَجِدَ إِنْ الْصِّفَاتِ تَزِيْدُ مِنْ تَمَاسْكَهَا فِيْمَا بَيْنَهَا .
        وَيَتَّضِحُ مِمَّا تَقَدَّمَ إِمْكَانِيَّةِ الْخَطَّاطُ فِيْ تَوْظِيْفِ خَطَّ الْثُّلُثِ فِيْ الْتَّعْبِيْرِ عَنْ إِيْحَاءَاتِ ذَاتِ أَبْعَادِ دِلَالِيَّةِ لِلْكَلِمَةِ أَوْ الْحُرْفُ عَبْرَ الْمَوْقِعِ أَوِ الاتِّجَاهِ بِصُوْرَةٍ مُبَاشِرَةٍ أَوْ بِإِشَارَةِ تُعَبِّرُ عَنِ مَا يَحْتَوِيْهِ الْنَّصِّ حَتَّىَ لَوْ كَانَ عَنْ طَرِيْقِ الْمَوْقِعِ .

        نقلا عن مدونه الخطاط والباحث
        ثائر شاكر الاطرقجى

        تعليق


        • #5
          من اغرب اشعار المتنبي



          اجتمع جمع من الشعراء عند سيف الدولة الحمداني
          وقال احدهم للمتنبي تدعي أن تتنبأ الشعر ألا تمدح سيف الدولة بصيغة الأمر
          فانشد مرتجلا :
          عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل
          غِظِ اِرمِ صِبِ اِحمِ اِغزُ اِسبِ رُع زَع دِلِ اِثنِ نُل
          وَهَذا دُعاءٌ لَو سَكَتُّ كُفِيتَهُ
          لِأَنّي سَأَلتُ اللَهَ فيكَ وَقَد فَعَل

          أما شرح الأبيات :
          عش: من العيش، وأبق: من البقاء، واسم: من السموّ، وسُد: من السيادة، وقُد: من قَوْد الخيل، وجد: من الجود، ومر: من الأمر، وأنه: من النهى، ورِ: من الورى، وهو داء في الجوف، يقال: وَرَاه اللّه، وفِ: من الوفاء، وأسر: من سرى يسرى، ونَل: من النيل، وهو العطاء، وغظ: من الغيظ، وأرم: من الرمي، وصب: من صاب السهم الهدف يصيبه صيبا، وأحم: من الحماية، واغز: من الغزو، وأسب: من السَّبي، ورع: من الروع، وهو الإفزاع، وزع: من وزعته، إذا كففته، ودِ: من الدية، ولِ: من الولاية، وأثن: من ثنيته، ونل: من نلته أنوله، إذا أعطيته. وروى ابن جني: (بل) من الوابل، وهو أشدّ المطر. يقال: وبلت السماء فهي وابلة، والأرض موبولة ومأبولة.
          المعنى: يقول: عش في نعمة سالمة، حتى تفني أعداءك، وأبق في عزّ مؤبد، حتى تحيىَ أولياءك، وأسم: أي أعل على كلّ الملوك بالقهر والغلبة، وسُد أهل زمانك بالكرم والفضل والشجاعة، وقُد الجيش إلى أعدائك، وجُد بعطائك على أوليائك، ومُر مسموعاً أمرك، وأنه غير مخالف نهيك، ورِ أعداءك بظهورك عليهم، أي أصِب رئاتِهم بإيجاعك لهم، وفِ لأوليائك بإحسانك إليهم، وبنعمك عليهم، وأسرِ إلى أعدائك بجيوشك لتستأصلهم، ونل ما تبغيه بسعدك، وإقدامك وتأييدك، لأنك مؤيَّد بالنصر، وغِظ بظهورك من يحسدك، وأرم ببأسك من يخالفك، وصب من تعتمده برميك، وأحم ذمارك، بهيبتك وببأسك، وأسب بجيوشك حريم أعدائك، ورُع بمخافتك أمنهم، وزع: أي كفّ بوقائعك مسلطهم، ودِ: أحمل الديات متفضّلاً على تبعك وحشمك، ولِ الأمصار مشكوراً في ولايتك، وأثن الأعداء عنها بحمايتك، ونُل عُفاتَك بجودك، وأمطر عليهم سحائب فضلك، وعلى الرواية الأخرى نوّلهم ما يطلبون من عطائك الجزيل .

          نقلا عن مدونه الخطاط والباحث
          ثائر شاكر الاطرقجى

          تعليق


          • #6
            توظيف خصائص خط الثلث

            عند هاشم البغدادي وعباس البغدادي

            انتعاش الخط العربي جاء بفعل أسباب عدة
            من أهمها دور القران الكريم الذي حفز الخطاط
            المسلم على تجويد الخط العربي
            بواقع طلب التوبة والتعبد والشعور بأهمية رسم الحروف العربية لدرجة العشق .
            والتشجيع والتقدير لكل يد تحركت لرسم نقاط الخط
            وفق قواعده المتوارثة عبر الأجيال
            عن طريق الإفادة المباشرة طالب عن أستاذ
            أو عن طريق الإفادة غير المباشرة ( المشق ) .
            أي تقليد الأصل ومنح الخطاط حريته النسبية
            في ميزته الفنية للانتقال من أسلوب فني لآخر
            سواء أكان مقلدا لأسلوب الخطاطين الكبار
            أو بقصد الاحاطة العلمية والنظرية
            لطبيعة المعرفية ( التمرين ) .
            سنأخذ لوحتين لنص الآية الكريمة
            (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)
            لخطاطين عدا من أهم الخطاطين في مجال الخط العربي في العراق والفارق الزمني بين كتابة اللوحتين ما يقارب النصف قرن .
            اللوحة ( أ ) للخطاط هاشم محمد البغدادي
            واللوحة ( ب ) للخطاط عباس البغدادي
            بوصفهما تركيبة متناظرة وتحقق التوازن المتماثل في المفردات الخطية ففي العمل الخطي المتماثل
            يهتم الخطاط بتوزيع المفردات على المحور
            العمودي مما يجعل المتلقي يستوعب توازنات وحداتها بعضها مع بعض ومع الفضاءات الداخلية فيها .
            ففي هذا النوع من التوازن تتمركز جميع الوحدات
            على بعد متساو لكلا الجانبين وهذه الوحدات
            متساوية من حيث الثقل مع وحدات الجانب الآخر . ويمتاز هذا النوع من التوازن بالسكون
            ولكن بمساعدة العلامات الإعرابية والتزينية
            يمكن إضفاء الحركة والحيوية له .

            الوصف العام للوحة ( أ )


            تحتوي اللوحة نص الآية الكريمة
            (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)
            بتركيبة دائرية متناظرة ومتماثلة في طريقة توزيع المفردات الخطية وفق علاقة التناظر المعكوس على جانبي الدائرة الأيسر والأيمن
            إذ تبدأ قراءة النص من الجانب الأيمن
            أسفل الدائرة فاستقلالية حرف ( الواو )
            المرسلة ووضوحها وعدم تشابكها
            مع بقية حروف النص ومفرداته
            جعلها سببا في استدراج المتلقي إليها
            ومن ثم تتبع بقية كلمات النص
            فقد صمم الخطاط الشكل وفق نظام تعدد
            مستويات الكتابة المتدرجة من الأسفل إلى الأعلى وبطريقة متداخلة ومتشابكة حتى توحي بالتعقيد
            فيطلق على مثل تلك التراكيب( بالتراكيب الثقيلة )
            فانتظام ذلك التشابك والتداخل بصورة متناظرة
            متسلسلة حقق التسلسل القرائي الصحيح من خلال تناسق العلاقات التناسبية المتكونة بين الكلمات وأحرفها المتراكبة بعضها فوق بعضها الآخر
            وبشكل تصاعدي وفق علاقة التتابع التي خلقت
            لنا حركة تصاعدية من الأسفل إلى الأعلى
            وبصورة مستمرة من دون انقطاع وصولا إلى قمة الدائرة
            مما أدى إلى إضفاء التنوع والديمومة للحركة
            في إشغال الفضاء للشكل الدائري
            كما في الشكل ( 1 ) .




            فعند تحليلنا لهذه اللوحة
            يتضح وجود خط وهمي مستقيم عمودي
            يقسم الدائرة إلى نصفين متساويين
            فيظهر لنا شكلان احدهما بالوضع القرائي الصحيح
            والآخر معكوس له بشكل متناظر
            فمن هذا المنطلق اعتمد الخطاط تصميمه
            للشكل الدائري المعكوس للنص .
            ولذلك سنعمل على تشريح النصف الأيمن للشكل
            بوصفه نقطة انطلاق الخطاط في طريقة توزيع
            مفردات النص كما في الشكل ( 2 ) .





            فقد استثمر الخطاط خصائص الثلث
            بصفاتها الفنية لشغل مساحة نصف الدائرة للشكل
            وذلك عن طريق تنصيل الحروف لمواقع المدات المستحسنة كما في حرف ( الميم )
            من كلمة ( وما ) وجعلها نقطة ارتكاز حرف ( الواو )
            المجموعة وكذلك مدة حرف ( الياء )
            من كلمة ( أوتيتم ) وجعلها مركز ثقل استقرار
            كلمتي ( من العلم ) بشكل متوازن ومتراصف
            مع بقية مفردات التركيب
            إذ تم وصل حرف إلى حرف آخر بدقة وإشباع تام
            من صدر القلم كما في حرف ( الميم )
            من كلمتي ( أوتيتم والعلم ) فضلا عن انتصاب الحروف الصاعدة كالألفات وتقاطعهما مع النصف الثاني للتركيب واستدارات الحروف المدورة
            كحرف ( النون) ( الواو ) وإجادة رسم حرف ( اللام )
            المستلقية على ظهرها لإحداث تقاطعات متشابكة
            ومتضافرة للجانب العلوي للنصف الأيمن وخلق نوع من النسيج الكتابي المتباين في الاتجاهات العمودية والأفقية المائلة للجانب الأيمن والجانب الأيسر وظهورها كقطعة خطية واحدة ذات خصال وصفات تميل إلى الجانب التشكيلي .
            مبناة على أساس وعلاقات تصميمية تضفي
            كسر الرتابة في الكتابة الخطية الاعتيادية .
            أما من حيث خصائص الثلث الفنية فعمل الخطاط على توظيف خاصية تعدد هيئة الحرف الواحد
            كما في حرف ( الواو ) المرسل والمجموع
            وظهور حرف ( العين ) الأولية ( فك الأسد )
            متصلة بوسط الكلمة ذات الهيئة المركبة الملفوفة بدلا من العين الوسطية
            وحرص على تطبيق ميزان خط الثلث من خلال توفية الحروف كحرف ( الميم ) من كلمة ( أوتيتم )
            وإرسال حرف ( الواو ) من كلمة ( وما ) وإشباع
            حرف ( النون ) من كلمة ( من ) وتدقيق الحرف
            كما في حرف ( الميم ) من الكلمتين
            ( أوتيتم والعلم ) .
            ومن جهة أخرى حرص الخطاط الحفاظ على المحيط
            الكفافي للشكل الدائري من خلال تصرفه
            بطريقة اجتهادية لحرف ( الألف )
            من كلمة ( العلم ) ورسمها بطريقة قوسية مائلة مع دوران محيط الدائرة فضلا عن طريقة توزيع
            العلامات الإعرابية والتزينية وتصرفه بموقع
            ( توقيع الخطاط وسنة المخطوط )
            في ملئ الفضاءات الداخلية للحروف
            والكلمات في البنية الخطية لتحقيق التوازن
            الشكلي لعموم التركيب الدائري .
            الوصف العام للوحة ( ب )



            تتضمن اللوحة ( ب ) تركيبة شبه بيضية
            لنفس النص للخطاط ( عباس البغدادي ) .
            تبدأ قراءة النص من أسفل اللوحة
            واستثمر الخطاط خاصية توالد الحروف
            في كلمة ( وما ) وتعني هذه الخاصية
            استخراج جزء لحرف معين من حرف آخر
            في نفس الكلمة أو كلمة أخرى للتركيب نفسه .
            أو كلمة من كلمة أخرى أو اشتقاق كلمة
            من نهاية حرف في كلمة أخرى .
            فتساعد هذه الخاصية على حل إشكالية
            تقليص الفضاءات الناتجة أو على تحديد القياس
            لكلمات النص الكثيرة فتعمل على اختزال الحروف
            بالأجزاء المتشابهة شكليا
            ( كراس الفاء والواو والقاف ونهايات الراء والواو والنون وغيرها من بقية الحروف الأخرى )
            فهذه الخاصية تخلق نوعا من العلاقات التصميمية
            كالتكرار والتطابق والتشابه والوحدة في البنية الخطية
            وهذا بدوره يضفي طابع الغموض المقصود
            أو التعقيد للتركيب من اجل الإثارة والتشويق
            ( فهو يثير نشاط الذهن ويشد الذكاء أكثر من رؤيته
            كعمل خطي أو زخرفي آخر ) (3) .
            وعملية الاشتقاق أو التوالد تتطلب مهارة عالية وإتقان غير عادي لقواعد وأصول الخط العربي .
            لم يقم الخطاط بتنصيل حرف الياء في كلمة
            ( أوتيتم ) وسحب حرف الميم في كلمة ( من )
            إلى عراقة حرف العين من كلمة ( العلم )
            بشكل مريح ورفع حرف ( لا) في كلمة ( قليلا )
            أدى ذلك الخروج من دائرة المحاكاة الدقيقة
            للوحة ( أ ) .
            يتضح من دراسة اللوحتين هو بيان كيفية توظيف
            الخطاط خصائص الثلث في بنية خطية مبتكرة
            لا نظير لها في الطبيعة بشكل متقابل ( مرآتي )
            مبن على خواص فنية من المد في الحروف
            وتولدها وتعدد هيئة الحرف الواحد وخلق تنظيم
            مكاني صحيح لمفردات النص اللغوية
            ومعقد في الوقت ذاته وهذا ما أكد عليه الخطاطان
            في تلك اللوحتين فضلا عن مراعاتهم لقواعد
            وأصول الخط وفق قيم جمالية
            قائمة على أسس وعلاقات تصميمية
            ومن أبرزها التكرار والتوازن اللذان يؤديان
            إلى علاقة التطابق التام لنصفي التركيب الدائري
            وشبه البيضي المتقابل ( مرآتي )
            والمتضاد من حيث الاتجاه القرائي
            لنصفي الدائرة وذلك لأغراض تزينية .


            نقلا عن مدونه الخطاط والباحث
            ثائر شاكر الاطرقجى

            تعليق


            • #7
              الشكل والمضمون في التراكيب الايقونية

              التكوين والتركيب من الخصائص المهمة في الخط العربي فالتكوين هو القابلية الواسعة في التشكيل والتنويع والإبداع ، أما التركيب فيعرف على انه تراكب الحروف أو الكلمات بعضها فوق بعض أو تداخلها وتشابكها من اجل الوصول إلى ما يسمى ( النقوش الكتابية ) .
              ومن أنواع التراكيب الايقونية ( التشخيصية ) . حيث تتخذ أشكالا متنوعة قد تكون آدمية أو نباتية
              أو حيوانية أو صورا أو تعكس في بعض الأحيان دلالات المضمون في شكل تركيبي مبتكر
              وقد تنوع ظهور هذه التراكيب لتعذر التصوير في الدين الإسلامي فتمثل ظهور نصوص كتابية
              ذات أهداف إعلامية .
              ولنأخذ عينة من هذه التراكيب
              وهي لوحة لخطاط عربي معروف يتميز بخيال واسع
              في تنفيذ لوحاته انه الخطاط سعيد النهري .




              تتضمن اللوحة تركيبة ايقونية يوحي شكلها لراس الحصان
              ويحتوي الشكل نص الآية
              ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) ( الأنفال 60) .
              تبدأ قراءة النص من كلمة ( واعدوا) حيث تركت دون تشابك مع كلمات الآية مما حقق سببا في استدراج المتلقي في تتبع قراءة النص
              وذلك عن طريق حرص الخطاط بالمحافظة على النسق التتابعي للتركيب .
              وعند تحليل هذا التراكب يمكننا أن ندرج بعض النقاط
              التي أخذت بنظر الاعتبار في توظيف خصائص
              خط الجلي الديواني لتحقيق التركيبة الايقونية .
              1- تصرف الخطاط بحرية في اجتهاده
              بمد حرف ( اللام ) من كلمة ( لهم )
              وحرف ( السين ) من كلمة ( استطعتم )
              ( والتاء) من كلمة ( قوة )
              وحرف ( الميم ) من كلمة ( عدوكم ) .
              والتي عدت من خواص الجلي الديواني للمرونة
              والمطاوعة والمد
              واستثمارها في تحقيق الإغلاق الشكلي
              واستحداث شكل راس الحصان للهيئة العامة .
              2- توظيف التداخل والتشابك والتراكب والتقاطع في ان واحد داخل بنية خطية مغلقة بشكل محدود
              مما سبب التأثير في القيمة الجمالية للحروف
              كما في حرف ( الخاء ) في كلمة ( الخيل )
              وحرفي ( الهاء والواو ) في كلمة ( ترهبون) .
              3- وظف الخطاط العلامات الإعرابية والتزينية
              لملء الفراغات ما بين الكلمات .
              أما من حيث تحليل التراكب وفق المقومات البنائية
              للشكل استند الخطاط على نظام تعدد مستويات
              الكتابة الخطية والذي تسلسل من أسفل اليمين
              من كلمة ( واعدوا ) عند رقبة راس الحصان
              ثم صعودا وانتهاء بكلمة ( وعدوكم ) عند فم الحصان
              و كلمة ( استطعتم ) اشتركت بثلاثة مستويات
              وكلمة ( لهم ) بمستويين .

              التقلبات الإيقاعية في التركيب خلقت لنا حركة
              يتبناها الجانب الجمالي للنص
              وذلك من الصعود والنزول المتسلسل لمقرؤية النص
              يثير شد انتباه المتلقي مما يجعله متلهفا للمكتوب
              ويحفز عقله بالتفكير والاستطلاع بالمتبقي
              من دون الشعور بالملل
              حتى لو اطلع عليها مرات عدة
              وكما موضح في المخطط التوضيحي
              للحركة الخفية داخل الشكل وكما مرفق بالصورة .




              كما استثمر الخطاط العلامات الإعرابية والتزينية لملء الفضاءات الداخلية في التركيب . فضلا عن توظيف خاصية تنصيل الحروف في مدات مستحسنة في الحروف المتصلة كما في حرف ( اللام ) في ( لهم ) و ( السين ) في ( استطعتم ) بشكل فني مدروس لإظهار الشكل العام للأيقونة .
              عول الخطاط على موضوع تطابق الشكل مع المضمون . إذ إن الشكل يمثل هيئة راس الحصان والمضمون آية تحث المسلمين على أهمية الخيل في قتال المشركين .
              نستخلص مما تقدم ما يأتي :
              1- تطلعنا اللوحة على طريقة تصميم الخطاط لأحد أنواع التراكيب الايقونية ودراسة الأسس الأولية في ترتيب مستويات الكتابة فيها وكيفية تحقيق المحيط الكفافي عبر حروف الكتلة الخطية من دون الحاجة إلى العلامات الإعرابية أو التزينية في شغل الفضاءات الخارجية لتحقيق الإغلاق الشكلي .
              2- التأكيد على إمكانية حروف الجلي الديواني باستقبالها المدات ومطاوعتها على الرغم من خروجه من القاعدة الخطية . وذلك بغية حرية الخطاط من دون تقيد بمسارات محدودة وحسب الضرورة التصميمية .
              3- توليف الخطاط ما بين شكل راس الحصان والآية القرآنية .
              4- عدت اللوحة احد أهم خصائص الجلي الديواني بقابليته في التكوين للأشكال الايقونية وابتكاره للهيئات الجديدة وحسب ما تتطلبه الضرورة التصميمية .

              نقلا عن مدونه الخطاط والباحث
              ثائر شاكر الاطرقجى

              تعليق


              • #8
                الاتفاق والاجتهاد
                بين حامد الامدي وهاشم البغدادي

                الجزء الاول
                لقد سطر الحرف العربي عبر التاريخ سطوراً ناصعة خالدة
                بقيت على مر السنين وكل هذا بفضل رجال أفنوا عمرهم
                في حفظ هذا التراث الخالد وحملوا الراية
                وساروا بها متخطين كل الصعاب
                من أجل أن يسلموها بكل أمانة وإخلاص للأجيال القابلة
                وبرز من هؤلاء الرجال اثنان عظيمان
                تركا بصمة واضحة في هذه المسيرة
                حامد الآمدي وهاشم البغدادي
                وعلى الرغم من أن هاشم قد أجيزمن حامد مرتين
                إلا أن ذلك لم يمنع أن يجتهد هاشم ليعطي نماذج خطية تضاهي
                بجمالها ما خطته يد حامد وإن كانا اتفقا في كثير من السمات
                وأبرزها العبقرية الخطية والنزعة الفنية
                التي أوصلتهما إلى تلك المكانة في عالم الحرف العربي
                إننا ومن خلال السطور التالية سنلقي الضوء على لوحتين
                لنص الآية الكريمة (فإذا عزمت فتوكل على الله)
                لخطاطين عدا من اهم الخطاطين في مجال الخط العربي
                اللوحة (أ) للخطاط هاشم محمد البغدادي
                واللوحة (ب) خطها الخطاط حامد الآمدي
                وذلك للمقارنة بوصفهما تركيبيين دائريين بخط الثلث للنص نفسه.
                وذلك للكشف عن مواطن الاتفاق والاجتهاد
                في توظيف خصائص خط الثلث بينهما.

                وصف اللوحة (أ)




                تتضمن هذه اللوحة تركيبة دائرية
                لنص الآية المذكورة
                تبدأ قراءة النص من الجانب الأيمن
                من الجهة السفلى للتركيب
                تم توزيع الحروف والكلمات على نظام تعدد أسطر
                الكتابة مع توظيف العلامات الإعرابية والتزيينية
                لملء الفضاءات الداخلية المتحققة بين الحروف والكلمات
                لتحقيق الإغلاق الشكلي الدائري للتركيب
                فضلاً عن استثمار توقيع الخطاط
                وسنة كتابة المخطوط لذلك أيضاً.
                ويمكن ملاحظة الإتقان الفائق في هذه اللوحة
                لقواعد الخط وإعطاء كل حرف حقه
                من الانتصاب في (الألفات) الصاعدة والتسطيح
                كحرف (التاء) في كلمت (عزمت)
                والإرسال المعكوس في الألف المقصورة (على).
                كل تلك المعاني تدل على حسن الأداء وبراعة القياس
                المتمثلة بتطابق الأجزاء المكررة للحروف
                كحرف (العين) وحرف الفاء
                وتراويس الألف المتشابهة.
                أما من حيث توزيع المفردات الخطية
                (الحروف والكلمات والمقاطع )
                فتم توزيعها على قواعد التصميم المنطلقة
                من التوازن الذي تبلور في طريقة توزيع العلامات
                الإعرابية وتخللها في أجزاء التركيب لملء الفضاءات
                وإحداث نوع من التنوع والتباين مع الحروف
                وذلك عن طريق الحجم بينها وبين حجم حروف التركيب
                إذ استثمر الخطاط خصائص الثلث من خلال التراكيب للحروف والكلمات
                بعضها مع بعضها الآخر لاستحداث هيئة مبتكرة
                وتوظيف المدات الافقية والعمودية الصاعدة
                للمحافظة على الترتيب المكاني والزماني للكلمات
                من خلال جعل كلمة (عزمت) قاعدة لانطلاق معنى الآية
                لتأتي بعدها كلمة (فتوكل)
                واستقرار لفظة الجلالة في أعلى التركيب
                لما تحمله من دلالة قدسية
                كل تلك الاعتبارات أتت من روح الخطاط
                وما يعبر عن ذاته لتحقيق عمل خطي
                ذي نتاج وظيفي وجمالي رائع


                .

                وصف اللوحة (ب)
                تتضمن هذا اللوحة تركيبة دائرية للآية المذكورة نفسها للخطاط حامد الآمدي
                وأبرز ما يمكن ملاحظته في هذه التركيبة
                الإجادة الفائقة لقواعد الحروف
                فهي أروع ما تكون من حيث الإتقان والدقة .
                أما من حيث تصميم هذه اللوحة
                فعلى الرغم من أنه دائري كاللوحة (أ)
                ويحمل نفس النص
                لكنه يختلف من الناحية التصميمية جذريا عنها
                إذ نلاحظ هندسة تصميمية بديعة
                في طريقة توزيع الحروف والكلمات
                وتناسق بعضها مع بعض بصورة عالية
                من دون الإكثار من العلامات التزيينية
                في المحافظة على تحقيق الإغلاق الشكلي للتركيب.
                فإمكانية الخطاط التصميمية أعطته قدرة الموازنة الفائقة
                في استقرار الكلمات والحروف فقراءة التركيبة تبدأ من
                (فإذا عزمت) التي استقرت في أسفل التركيب
                ويليها كلمة (فتوكل ) والتي استقرت فوق كلمة (عزمت)
                بشكل منتظم جداً أما كلمة (على) فقد وظفها الخطاط
                على ربط أجزاء التركيب بصورة واضحة
                من خلال امتدادها من الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن
                بصورة مستقيمة لتعمل على موازنة نصفي التركيب العلوي
                والسفلي لاسيما عند التقائها أو تقاطعها في وسط التركيب
                عند حرف الألف لتقسم التركيب إلى أربعة أجزاء متوازنة
                بنقطة مركزية أي وسط العمل وذلك لإحداث موازنة كبيرة
                بين الحروف الصاعدة (الألف واللام) على طرفي المحور
                المركزي لحرف (الألف) للفظة الجلالة.
                إن الهدف من تحليل هذين النموذجين المتطابقين
                من حيث النص والشكل الهندسي الدائري ولخطاطين معاصرين من حيث الزمن.
                وبعد هذه القراءة يمكننا أن نستنتج بعض الملاحظات
                التي يمكن عدها خلاصة لنتاج فني سابق
                أي(مدرسة إذا صح التعبير) من حيث توزيع المفردات الخطية
                نفسها في تركيبة دائرية أي تصميم تلك المفردات داخل بنية خطية مبتكرة
                1- من حيث القاعدة الخطية نجد رشاقة حروف
                اللوحة (ب) عن اللوحة (أ).
                2- استقرار لفظة الجلالة (الله) على السطر
                في اللوحة (أ) بشكل مائل (ومفروك)
                إلى الجانب الأيسر عن اللوحة (ب).
                3- استلقاء حرف الياء ونزولها من (الألف اللام) (الصاعدة) كل حسب ما يراه مناسباً
                ففي اللوحة (أ) تنزل بصورة مائلة
                تتوازن مع حرف (العين) الأولى عكس اللوحة (ب) .

                تحليل اللوحتين




                عندما نقسم الشكل الدائري إلى أربعة أقسام متساوية
                نجد إن اللوحة (ب) قد اعتمد الخطاط فيها المقومات البنائية
                لحروف الثلث من خلال طريقة توزيعه للكتل الخطية
                على أقسام الدائرة الأربعة بشكل متساو.
                فضلاً عن حسابه لطريقة توزيعه (الألفات) الصاعدة
                وجعلها بشكل متساو على مساحة التركيب
                بالنحو الأتي: (الآلفات في جهة اليسار)
                يقابلها (ألفات في جهة اليمين)
                ويتوسط الدائرة (ألف) واحد
                ليقسمها إلى نصفين متساويين نسبياً
                ومن ثم تأتي سحبة (الياء) المركبة الراجعة إلى اليمين
                لتنصف الدائرة أفقياً وتصبح الدائرة أربعة مراكز
                تم توزيع المفردات الخطية بشكل فني ومتوازن شكلياً.
                فإذا قسمنا ما ذكر على اللوحة (أ)
                نلاحظ تكتل الحروف والكلمات في الجانب الأيمن
                فلجأ الخطاط إلى الإكثار من العلامات الإعرابية والتزيينية
                على الجانب المقابل لخلق موازنة شكلية على طرفي المحور
                هذا من جانب ومن الجانب الآخر هناك غموض في قراءة النص
                فبداية النص غير واضحة وذلك خلافا للاندماج الحاصل
                بين كلمتي (فإذا) و (عزمت) بشكل غير منسق
                فالمقطع (فا) يعلو ويتابع مع ما بعده المقطع (عز)
                عن جزئه المكمل له (مت) سبب غموض أكثر
                وزاد على الإشكال وجود النقطة الدائرية
                فوق حرف (العين) وليس فوق حرف (الزاي)
                مما أدى إلى تعقد في قراءة النص بصورة أكثر من السابق.

                أما من حيث الاختلاف الأسلوبي لميزان الخط
                فيمكن ملاحظة اختلافات فنية في طريقة رسم الحروف
                ويتضح ذلك عندما نرسم خطاً مستقيماً تحت كلمة لفظ الجلالة (الله)
                للشكلين فيمكن ملاحظة ميلان الكلمة في اللوحة (أ)
                بزاوية (10درجة) إلى جهة اليسار
                وتم إشباع رسم حروفها في الكتابة
                وإعطاء كل حرف حقه من صدر القلم
                وإتمام أذناب الحروف
                أما اللوحة (ب) فيمكن ملاحظة
                استقرار الكلمة على سطر الكتابة
                بدرجة مستقيمة وبزاوية مستقيمة (180درجة)
                وبحروف رشيقة تختلف رشاقتها عن اللوحة (أ)
                وبرسم خط مستقيم آخر تحت كلمة (على)
                يمكن ملاحظة نزول بداية حرف الياء المركبة
                الراجعة إلى اليمين للوحة (أ)
                يتكون فضاء مقداره (نقطة واحدة ) بنفس قلم الكتابة المستخدم في التركيب.
                ولكن عندما نكرر نفس الخط الوهمي
                على اللوحة (ب) يتكون لنا فضاء يقدر بأكثر
                من نقطتين وفي مرتكز آخر في البياضات
                التي تتخلل الفتحات الموجودة
                في رأس حرف (الواو والفاء والميم) في اللوحة (أ)
                اصغر مما موجود في اللوحة (ب)
                وكذلك اختلاف طريقة إشباع أذناب الحروف المرسلة
                (الواو) والمركبة المدغمة (الزاء) حقها من صدر القلم
                حتى تتساوى به ففي اللوحة (ب) تم استئصالها
                والاكتفاء بذنب ذي نهاية رفيعة شعرية
                ترسم برأس السن الأيمن لقلم الكتابة.
                إن تلك المؤشرات أو المرتكزات تعد من الجوانب
                والاتجاهات المهمة في الجانب العملي التطبيقي
                لرسم حروف الثلث فالهدف من الإشارة إليها
                هو بيان الفرق الفني لرسم الحروف
                من خطاط لمدرسة إلى خطاط آخر ومدرسة أخرى.
                يتضح من وصف وتحليل اللوحتين إمكانية حروف الثلث
                وقابليتها للتشكل مما يعطي الخطاط حرية التصرف بطريقة رسم الحرف
                من الجانب الفني وإخراجها بهيئات يمكن أن نعدها هوية للمدرسة
                أو الخطاط الذي يملك الإجادة الفنية التامة لحروف خط الثلث
                ويمكن أن نعد كل تلك الجوانب والمرتكزات من الخواص الفنية
                لخط الثلث التي أهلته بهذه الجوانب والصفات .


                نقلا عن مدونه الخطاط والباحث
                ثائر شاكر الاطرقجى

                تعليق


                • #9
                  الاتفاق والاجتهاد
                  بين حامد الامدي وهاشم البغدادي

                  الجزء الثاني
                  وإذا أخذنا لوحتين أخريتين وهما اللوحتين (ج ، د)
                  بهيئة شريط كتابي يحملان الآية الكريمة
                  (بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم )
                  للخطاطين هاشم وحامد نفسهما
                  وهما يمتلكان الإجادة الفنية في ضبط قواعد الثلث
                  واستثمار خصائصه في بناء هيئات خطية مبتكرة بأشكال وأحجام مختلفة

                  اللوحة (ج):





                  يتأسس الشكل العام للشريط هيئة مستطيل هندسي للخطاط هاشم محمد البغدادي.
                  إذ يتألف بالأساس من سطرين متداخلين مع بعضهما كما يبدو فالسطر الأعلى مركب على السطر الأسفل بصورة متراكبة
                  من دون أي تعقيد أو تشابك.
                  إذ تتصل الحروف مع بعضها بنقطة تماس
                  لا تؤثر في شكل الحرف من الناحية الجمالية والفنية.
                  لتزيد من عملية ربط وتماسك التركيب
                  ويتبين لنا هذا في حرف (الميم مع الجيم)
                  وحرف (الواو مع الميم ) و (الراء مع السين)
                  و (والنون مع الغين) و (الراء مع الحاء)
                  وهكذا مع بقية حروف الشريط.
                  مما زاد حسن التركيب واستقرار حروفه المتصلة والمنفصلة. ويمكن ملاحظة ما ذكر في اللوحة (ج).


                  أما من حيث المقومات البنائية فقد استند الخطاط في طريقة توزيع المفردات على تنظيم الحروف والكلمات وفق تسلسل قرائي معلوم من دون أي تقديم أو تأخير لذلك،
                  فضلا عن مراعاة موقع لفظ الجلالة
                  وجعلها في الجهة العليا للجانب الأيمن من الشريط.
                  يمكننا دراسة هذه اللوحة عند رسم ثلاثة خطوط وهمية تمتد بشكل أفقي على طول السطر الكتابي، إذ يتضح لنا ظهور ثلاثة مستويات من الكتابة الأول في الخط الوهمي رقم (1) الذي تستند عليه اغلب المقاطع والكلمات الثقيلة للشريط
                  وخُصص الثاني لاستقرار كلمة (لفظة الجلالة )
                  ليُشكل مستو ثان للشريط وتحدد موقعها بالنسبة لكلمات المستوى الأول
                  أما الخط الثالث فهو أعلى مستوى في الشكل
                  فاستندت عليه بقية مقاطع وكلمات النص إذ استثمر

                  الخطاط المساحة المعدة للنص بطريقة موفقة
                  خلقت لنا العلاقة الاتجاهية ما بين الحروف ومقاطع الكلمات
                  بصورة فنية مدروسة لتحقيق انسيابية عالية في اتجاه الحروف
                  والكلمات من حيث التوزيع الذي نسق بزاوية (45) درجة
                  لتظهر لنا خمس زوايا تحقق علاقة التناسب في الاتجاه
                  وتخلق لنا نسقاً بديعاً في تحديد اتجاه الحروف والمقاطع
                  بالنسبة إلى الشريط الكتابي
                  كما في اللوحة (ج)
                  حيث استناد رأس حرف (الباء) وحرف (اللام)
                  ومنتصف حرف (الميم البدائية) ونهاية حرف (الراء المجموع)
                  على الزاوية رقم (2) واستناد (حرف الألف)
                  ونهايــة (حرف الراء المجموع) ونهاية (الهاء الحاجبي)
                  على الزاوية رقم (3) واستنــاد (الراء المجمــوع)
                  و (النون المجموعة) على الزاوية رقم (4)
                  واستنــاد (حـرف الراء المجمــــوع) و (حرف الواو المجموع)
                  على الزاوية رقم (5) فان مجموع تلك الزوايا
                  جعلت من التركيب ذي انسيابية عالية في استناد الحروف والكلمات
                  على زاوية (45 درجة) من خط القاعدة فضلاً عن خلق علاقة الوحدة في نهايات الحروف النازلة المتمثلة
                  بـ ( الميم والراء والواو والراء والنون والواو والراء)
                  وظهورها بصورة مجموعة.
                  واستثمر الخطاط خصائص الثلث بربط مفردات الشريط من خلال سحبة حرف (الباء) الراجعة بشكل أفقي ومعكوس ومرورها بثلاثة تقاطعات للحروف الصاعدة من دون أن تؤثر في شكل الحرف الجمالية، ولتكون مركز استقرار حرف الراء المرسلة والعلامات الإعرابية والتزينية عليها، فتوظيفها كان ضرورياً لأن عدمه يجعل التركيب يعاني من إشكالية الانفكاك والتجزئة .

                  اللوحة (د):



                  تتضمن هذه اللوحة نفس نص اللوحة الأولى ونفس الهيئة
                  ولكنها للخطاط حامد الآمدي
                  فتصميم الكلمات بالنسبة لمواقعها لهذا النموذج يدرك بشكل لا يقبل الشك بقدرات الخطاط الفائقة في طريقة رسم الحروف وإخراجها بشكل متقن كما تبدو وكأنها قطعة واحدة
                  وذلك من خلال هندسة الخطاط بتقليص حجم التركيب الكلي
                  وبتقليص المسافة بين الحروف والكلمات أكثر مما هو عليه الآن.
                  حرص الخطاط على الحفاظ على التسلسل القرائي الصحيح
                  واستثمار خصائص حروف الثلث في اللوحة (د)
                  بطريقة مختلفة وأسلوب ثان
                  عما وظفه الخطاط في اللوحة (ج) .
                  والهدف من تحديد الاتفاق والاجتهاد في هاتين اللوحتين
                  هو بيان اعتبارات عدة أهمها:
                  توضيح إمكانية حروف خط الثلث في المطاوعة العالية
                  بتقبل التركيب والتشكيل وان كان لشكل واحد ولنفس النص (المضمون) أما الاعتبار الآخر فيمكن ملاحظة فروق فنية عدة
                  بين اللوحتين لتوضيح إشكالية بأنه يمكن أن تكون هناك فروق
                  أسلوبية بين الخطاطين على صعيد المدرسة الواحدة أو البلد الواحد أما الحال في هذه العينة فالخطاطين مختلفين
                  من حيث البلد والمدرسة والأسلوب فظهور بعض الاجتهادات الفنية بين أجزاء الحروف تعد من العوامل المهمة لتحديد مدرسة
                  أو أسلوب لخطاط آخر وتلك الاتفاقات والاجتهادات هي:

                  1- رشاقة حروف اللوحة (ج)
                  بصورة عامة من الحروف المنتصبة
                  والمنحنية والمستلقية وغيرها من الحروف
                  بشكل واضح عن اللوحة (د)
                  الذي تبدو حروفه أكثر عرضاً وغلظاً.

                  2- انفتاح الهيئة الكلية للشكل العام في اللوحة (ج)
                  بصورة أشبه بالانفكاك عكس اللوحة (د)
                  الذي تظهر فيها الحروف والكلمات ملموسة ومنكمشة إلى الداخل.

                  3- حرص الخطاط في اللوحة (ج) على إظهار أذناب الحروف
                  وإشباع الحرف من طول وقصر وغلظ كما في أذناب الحروف
                  المجموعة وهذا ما يختلف في اللوحة (د)
                  فحرص الخطاط على الاكتفاء بترشيق ذنب الحرف
                  وجعله يمتد بطرف السن الأيمن للقلم .

                  نقلا عن مدونه الخطاط والباحث
                  ثائر شاكر الاطرقجى

                  تعليق


                  • #10
                    ولدي .. والخطاط محمد النوري

                    الامتحانات اقتربت وعليّ أن أذاكر وادّرس ولدي أسامة والمشكلة إن اختصاصي هو الفنون الجميلة
                    وبعيد كل البعد عن المواد العلمية .
                    جلب لي كتاب الفيزياء لأشرح له موضوع الكتلة والوزن والفرق بينهما واعتقد أني أسهبت كثيرا
                    في الشرح وإعطاء الأمثلة
                    وكنت ألاحظ على وجهه عدم تقبل المادة واستيعابها
                    سألته : هل استوعبت الشرح ؟
                    أجاب بسرعة : الحقيقة يا بابا الكلام دخل من أذني اليمين وخرج من اليسار ولم يترك أي اثر .
                    هنا شعرت بالخجل كوني في مجال التعليم منذ ثلاثين عاما ولم أوفق في تعليم ابني !!
                    قلت له لنستخدم وسائل تعليمية كي تتضح الفكرة ولكن بطريقتي وليس بطريقة الفيزيائيين .
                    لنأخذ لوحة الخطاط محمد النوري كوسيلة تعليمية لتوضيح مفهوم الكتلة والوزن والفرق بينهما .
                    هنا صاحت زوجتي : ما علاقة محمد النوري ولوحته في الفيزياء .. نريد الولد أن ينجح في الامتحان !!!
                    قلت لها : اعملي فنجان قهوة وستكون الأمور بخير
                    وهنا بدأت اشرح الموضوع
                    الكتلة: مقدار ما يحتويه الجسم من مادة وتكون ثابتة لا تتغير سواء كنت على الأرض أو على القمر أو أي مكان ثاني فكتلتك ثابتة ما تتغير لو نظرنا إلى لوحة الخطاط النوري سنرى بان المربع رقم (1)
                    كتلته تساوي كتلة المربع رقم (4 )
                    والمربع رقم (2 ) كتلته تساوي كتلة المربع رقم ( 3 ) .
                    أذن كتلة المربع رقم (1) لا تساوي كتلة المربع رقم ( 2 ) ولا كتلة المربع رقم ( 3 ) ...... وهكذا .
                    هنا عمل النوري توازن للوحة .
                    لاحظ توازن وليس وزن وهناك فرق بينهما .
                    أما الوزن : قوة جذب الأرض للأجسام التي عليها
                    معنى ذلك إن الوزن مرتبط في الكرة الأرضية فقط
                    وهو كمية متجهه أتجاهها للأسفل مثل الجاذبية الأرضية
                    فأصبح النظر للوحة لها قيمة
                    فالكتلة كمية عددية ولا تتغير بتغير الموضع ولا الاتجاه بينما الوزن فكمية متجهة تعتمد على الموضع والاتجاه بشكل أساس.
                    بمعنى آخر اللوحة ثابتة بشكلها
                    ومتغيرة بجماليتها عند المتلقي .
                    هنا شربت فنجان القهوة وكنت ألاحظ علامات التعجب في وجه زوجتي
                    والإدراك والفهم في وجه ولدي أسامة



                    نقلا عن مدونه الخطاط والباحث
                    ثائر شاكر الاطرقجى

                    تعليق


                    • #11
                      ميزان التشكيلات والتزيينات في خط الثلث

                      تعليق


                      • #12
                        تسلمين شريرتنا الغالية
                        أسعدني مرورك واعجابك

                        تعليق


                        • #13
                          السلام عليكم وين الاعمال انا ما شفت شى

                          تعليق


                          • #14
                            باين عليه موضوع رائع من عنوانو

                            بس للاسف الصور غير موجودة فيه

                            مرسى لك حبيبتى هند

                            واتمنى اعادة الصور للموضوع

                            لكى نستفيد منو احنا وكل لى يهمهم

                            هذا الفن الرائع لك منى اجمل تحية

                            تعليق


                            • #15
                              تسلمي لنا هند
                              والى كل عشاق بستان الورد
                              لتقديمك هذا الموضوع الجميل
                              عن مدونه الخطاط والباحث
                              ثائر شاكر الاطرقجى
                              تقبلي مروري

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X