الفن والعولمة
ريان نجيب
يعتبر الفن التشكيلي من أكثر العلوم الإنسانية اختراقا
من الناحية الحضارية ، ويشهد التاريخ على مراحل عديدة
تم فيها عولمته لحساب مصالح حضارية معينة..
ذلك يرجع لحساسية الفن وسهولة تطويعه..
فمثلا أوروبا في القرون الأخيرة فرضت على العالم فنونها
باعتبارها المنبع الأصيل للفن ومرجعيته،
وعند النظر إلى الحقيقة التاريخية نجد أنه
تم تثبيت هذه الرؤية بأمور لا تمت إلى الفن بصلة..
والحقيقة المرة التي دافعت عنها أوروبا
هو أن الاستعمار والهيمنة التي انتهجتهما
في القرون الأخيرة استطاعا أن يعزلا العالم
عن رؤية ذاته، فعزلت حضارات كثيرة
متعلقة بالسلام والتسامح ومنها الفن الآسيوي والقارة الأفريقية..
وابتدأ الترويج للفن الأوروبي بشكل متأخر يوحي
بمدى استغلاليته للشعوب و الركوب على الواقع
لترجمة أهداف استعمارية وتسلطية،
بالرغم من أننا إذا نظرنا إليها بمنأى عن الحاضر نجدها
ارتكنت إلى تاريخ فلسفي مختلف عما تروج له..
فالرسامون في أوروبا إلى فترة معينة يعتبرون
من أصحاب الحرف والتي يمقتها السادة والبرجوازيون
الذين سيطروا على أوروبا فترة ليست بالقصيرة..
ومعروف أن المجتمع الأوروبي يعتبر الحرفيين
أشخاص وضيعين، فيتم استئجارهم
لصالح النخب السياسية الفلانية و الأسرة الحاكمة العلانية أحيانا
وأحايين أخرى لخدمة أهداف كنسية وكهنوتية.
هذا الفن تم تصديره إلى الخارج الأمريكي
وبالخصوص الولايات المتحدة
الساعية حاليا للسيطرة على مقدرات العالم
كخليفة لأمها العجوز، وبفارق أن الأولى
ارتبطت بعدت عوامل غير صحية
فيما يتعلق بالتاريخ والصدمة التاريخية
والتي بدورها احتالت عليهما باستخلاص ما يسمى بالفن"الليبرالي"
الذي يهتم بأسواق البورصات وأسعار اللوحات
والمضاربة بهما في أسواق المال العالمية
لتفرض الديكورية كجوهر لهذا الفن بينما تستغل
الأهمية التاريخية والفنية للترويج لثقافة الاستهلاك..
والجانب الآخر المعني بالجوهر الفني يدعو هو الآخر
إلى عزل الفن عن الثقافة القومية والتراثية
ليصبح العالم أكثر تخبط وعشوائية
للحيلولة دون بقاء التراتب المنطقي للفن
وإزالة اشكالياته التاريخية والحضارية.
ريان نجيب
يعتبر الفن التشكيلي من أكثر العلوم الإنسانية اختراقا
من الناحية الحضارية ، ويشهد التاريخ على مراحل عديدة
تم فيها عولمته لحساب مصالح حضارية معينة..
ذلك يرجع لحساسية الفن وسهولة تطويعه..
فمثلا أوروبا في القرون الأخيرة فرضت على العالم فنونها
باعتبارها المنبع الأصيل للفن ومرجعيته،
وعند النظر إلى الحقيقة التاريخية نجد أنه
تم تثبيت هذه الرؤية بأمور لا تمت إلى الفن بصلة..
والحقيقة المرة التي دافعت عنها أوروبا
هو أن الاستعمار والهيمنة التي انتهجتهما
في القرون الأخيرة استطاعا أن يعزلا العالم
عن رؤية ذاته، فعزلت حضارات كثيرة
متعلقة بالسلام والتسامح ومنها الفن الآسيوي والقارة الأفريقية..
وابتدأ الترويج للفن الأوروبي بشكل متأخر يوحي
بمدى استغلاليته للشعوب و الركوب على الواقع
لترجمة أهداف استعمارية وتسلطية،
بالرغم من أننا إذا نظرنا إليها بمنأى عن الحاضر نجدها
ارتكنت إلى تاريخ فلسفي مختلف عما تروج له..
فالرسامون في أوروبا إلى فترة معينة يعتبرون
من أصحاب الحرف والتي يمقتها السادة والبرجوازيون
الذين سيطروا على أوروبا فترة ليست بالقصيرة..
ومعروف أن المجتمع الأوروبي يعتبر الحرفيين
أشخاص وضيعين، فيتم استئجارهم
لصالح النخب السياسية الفلانية و الأسرة الحاكمة العلانية أحيانا
وأحايين أخرى لخدمة أهداف كنسية وكهنوتية.
هذا الفن تم تصديره إلى الخارج الأمريكي
وبالخصوص الولايات المتحدة
الساعية حاليا للسيطرة على مقدرات العالم
كخليفة لأمها العجوز، وبفارق أن الأولى
ارتبطت بعدت عوامل غير صحية
فيما يتعلق بالتاريخ والصدمة التاريخية
والتي بدورها احتالت عليهما باستخلاص ما يسمى بالفن"الليبرالي"
الذي يهتم بأسواق البورصات وأسعار اللوحات
والمضاربة بهما في أسواق المال العالمية
لتفرض الديكورية كجوهر لهذا الفن بينما تستغل
الأهمية التاريخية والفنية للترويج لثقافة الاستهلاك..
والجانب الآخر المعني بالجوهر الفني يدعو هو الآخر
إلى عزل الفن عن الثقافة القومية والتراثية
ليصبح العالم أكثر تخبط وعشوائية
للحيلولة دون بقاء التراتب المنطقي للفن
وإزالة اشكالياته التاريخية والحضارية.
تعليق