الفنان العماني

إدريس الهوتي - تجربة متميزة

إدريس الهوتي لمناسبة معرضه الشخصي الجديد :

ولد الفنان ادريس الهوتي في مدينة مطرح عام 1975 ودرس والده الفقه في بغداد في الخمسينات. ويتمتع إخوانه أيضا بمواهب الرسم والخط والشعر وحب الموسيقى.
وكان أخوه الأكبر يجيد الرسم، ويتنافسان على جودة الرسوم المتحركة (الكرتون)، يرسمان الكاريكاتيرالساخر على جدران غرفتهما. ، كان الأمر مسليا، حتى لم يبق من جدران الغرفة موضع للرسم. وكان إدريس يحب الخط العربي، ولم يكن جيبه ليخلو من قلم خط أينما ذهب، يكتب على أي مسطح إن لم يجد الورق، ويحفر حتى الأخشاب ويحز الحجارة المسطحة! ولا يزال، يذكر أول آلة موسيقية عزف بها، كانت آلة أورغ صغيرة حصل عليها في الصف الأول الابتدائي ، وأول لحن عزفته كان لحن عام الشبيبة، ولكنه في الحقيقة لم يكن أول آلة موسيقية وقعت يداه عليها، فهو يتذكر كيف كان في طفولته المبكرة يمشي وهو يجر خلفه آلة (كمان) من أوتارها، ولا يعرف كيف صار لعبة في يده، وكان أبوه حينها يملك محلا لبيع الآلات الموسيقية. وكانت المطالعة هوايته أيضا، فهو يعشق القراءة، منذ الصف الخامس الإبتدائي ويميل إلى حفظ أشعار عنترة وغيره.


كانت (الشجرة) أول صورة أنجزها في حصة الرسم وهو في الصف الاول الابتدائي بتشجيع من(معلمة الرسم)التي أبدت إعجابها بألوان الشجرة. ذلك لأن عينيه مشبعتان بالالوان التي يراها في الطبيعة وفي رسوم إخوته الكبار، لأن ذائقته الطرية البضة كانت قد انغمست بين فيوض الألوان المائية لعائـلة من هواياتها، الرسم والخط والشعر والموسيقا.



·يحدثنا الهوتي عن السنوات الست الأولى من دراسته الإبتدائية، فيقول كنت مغرما بالقراءة، ولم أكن أعتبر الرسم من هواياتي رغم أني كنت أرسم باستمرار، وفي الصف السادس الابتدائي حظيت برعاية معلم اللغة العربية،.) وفي المرحلة الإعدادية ، اكتشف مدرس التربية الفنية هوايته وصار يقضي في مشغل الفن معظم وقت فراغه.

·شاهد في معرض مسقط للكتاب - الجناح البحريني، كتابا للفنان عبدالله المحرقي، ولم يكن يعرفه من قبل، يضم بين دفتيه خمسين عملا من أعماله الجميلة، تركز على الخيول والعادات الأصيلة. وكان هذا الكتاب من مصادر إلهامه الأولى، وتشاء الصف أن يتعرف على الفنان عبدالله المحرقي في الملتقى الثقافي الرابع في الدوحة عام 2004.

في مرسم الشباب : كان انضمامه لمرسم الشباب في يوليو 1992، هو البداية الحقيقية له في الفن. وكان معه مجموعة من الشباب المتحمس، منهم موسى عمر، وا فهد عبدالرحمن. وكان ا يحب الرسم الواقعي كثيرا، ويرسم بألوان الجواش، ثم بالألوان الزيتية في مرسم الشباب و تعرف هناك على الفنانين، أنور سونيا وعبدالله الحنيني وحسين عبيد ورشيد عبدالرحمن وغيرهم، في الحقيقة لم يكن يستسيغ أعمالهم التجريدية منها، كان يحب الرسم الواقعي، مثل الكثيرين من المبتدئين. ولكنه لم يشارك في أية معارض مهمة خلال أربع سنوات من وجوده في المرسم. وكان أهمها ورشة الجداريات مع المرحوم الدكتور فاروق بسيوني والدكتور محمود عبدالعاطي من جامعة السلطان قابوس

، وهي الورشة الأولى التي عمل فيها جنبا إلى جنب مع فنانين معروفين. كما شارك في عدد كبير من الدورات في مختلف المجالات كالخط العربي ورسم الوجوه الرسم من الطبيعة والتلوين بألوان الزجاج، والنحت والتصميم والجرافيك وغيرها.


·لقد تغيرت نظرته للفن كثيرا، بعد ان شاهد لوحات الفنانين العالميين الكبار من أمثال سيزان وفان كوخ وبيكاسو وبراك وغيرهم. وبدأ يجرب أساليب أكثر حداثة تحت إشراف مدرس مرسم الشباب. وعرف أن الفن ليس بالسهولة التي كان يظنها، وإن التجريد (ليس شخبطة). وتعلم من فنانين عمانيين رواد أمثال الفنان أنور سونيا. وفي عام 1996 شارك في معرض الفنون التشكيلية لشباب دول مجلس التعاون في الدوحة، وكانت أول مشـاركة حقيقية له بعد أربع سنوات من انضمامه لمرسم الشباب. وكان قد تم تعيـينه رساما وخطاطا بجامعة السلطان قابوس عام 1997، وفي هذا العام شارك في معرض الفنون التشكيلية لشباب دول مجلس التعاون في الكويت وحصل على المركز الأول ونال أول جائزة، عن فنه. وحصل على عضوية الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وشارك في أول معرض تنظمه الجمعية للشباب وحصل على المركز الأول أيضا. و كانت بداية جديدة، للمساهمة في المعارض الداخلية والخارجية، فبلغت أربعين مشاركة.

حاضر لأول مرة في مرسم الشباب عام 1999 في ورشة الحروفية في صور، و في أغلب الدورات الصيفية السنوية في المناطق الأخرى والتي كان آخرها ورشة الرسم بالألوان المائية مع الفنان حسين الحجري في نزوى عام 2005.
·و كانت تطلعاته باتجاه تحقيق فكرة تفرغ الفــنان، إذ سـتمكنه من تحقيق تطور سـريع وجيد في مستواه الفني، وفي مستوى الفن في البلد بشكل عام على المدى الطويل. وكان نظام التفرغ يطبق في مصر منذ الستينيات. وفي الكويت منذ السبعينات في المرسم الحر . ومن تطلعاته ايضا، فـكرة إنشـاء متحف للفنون التشكيلية في السلطنة، وهناك توجه لوضع حجر الأساس لهذا المتحف في نوفـمبر 2006، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بمسقط عاصمة للثقافة العربية.

إن الحديث عن مفردات ومعالجات وثيمات اللوحة التي يشتغل على مسطحها الفنان ادريس الهوتي، توضحها رسوماته التي يدخل في تصميمها وانشائها، حركة وايقاع الأشكال والخطوط الدائرية المتجهة نحو مركز اللوحة، وهو يفسر عدم اعتماده رسم الخط المستقيم، تفسيرا أدبيا وليس جماليا وهو يعتقد أن الخط المستقيم إن مُد إلى ما لا نهاية سيدور حول الأرض ليشكل دائرة، فالخط المستقيم هو مجموع نقاط مترابطة متواصلة، وليس إلا جزءا من دائرة. وهو يراها بتفسيره المثالي الرمزي والدلالي الأدبي، انها تعني الخلود و الفناء، وهي الحياة و الموت، وهي الرحم و القبر، كل هذه المعاني تجتمع في الدائرة، مع فارق في مفهوم ومعنى البنية الهندسية لأعماله على اللوحة ونقيضها نظريا.، فهو يعتمد الخطوط والزوايا والمكعبات و الدوائر. ويرى أن الكثير من الفنانين اليوم يعتمدون تقنيات مستحدثة مستولدة من تجارب وصياغات فناني بواكيرالقرن العشرين المنصرم، كالملمس والكولاج والتركيب. ، ولكن الهوتي إدريس يسعى في أعماله إلى قدر كبير من المهارة في الرسم باستعانته بالملمس والكولاج كعناصر مساعدة لأسـتخدام الألوان الزيتية والأكريلك والألوان المائية والباستيل والفحم وسائر مواد الفن الأخرى في أعماله