إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حضارات اشرقت من المغرب العربى

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حضارات اشرقت من المغرب العربى

    حضارات اشرقت من المغرب العربى

    السلام عليكم ورحمة الله
    أحاول من خلال هذا الموضوع ان شاء الله
    التعريف بتاريخ المغرب من خلال الحضارات التي تعاقبت عليه
    عبر مختلف العصور التي عرفتها البشرية


    حضارات فترة ما قبل التاريخ

    لقد عرف المغرب خلال فترات ما قبل التاريخ تعاقب عدة حضارات

    العصر الحجري القديم

    الحضارة الآشولية:تعود بقايا هده الحضارة إلى حوالي 700.000 سنة وأهم الاكتشافات تمت بمواقع مدينة الدار البيضاء( مقالع طوما وأولاد حميدة، وسيدي عبد الرحمان...). الأدوات الحجرية الخاصة بهذه الحضارة تتكون من حجر معدل، حجر ذو وجهين


    العصر الحجري الأوسط

    الحضارة الموستيرية:عرفت هذه الحضارة في المغرب بين حوالي 120.000و 40.000 سنة ق.م ومن أهم المواقع التي تعود إلى هذه الفترة نذكر مــوقع جبل "يعود" والذي عثر فيه علــى أدوات حجرية تخص هذه الفترة
    مكاشط وكذلك على بقايا الإنسان والحيوان


    الحضارة العاتيرية:تطورت هذه الحضارة في المغرب بين 40.000 سنة و 20.000 سنة وهي حضارة خاصة بشمال إفريقيا وقد عثر عليها في عدة مستويات بعدة مغارات على الساحل الأطلسي: دار السلطان 2 ومغارة الهرهورة والمناصرة 1و2

    العصر الحجري الأعلى

    الحضارة الإيبروموريزية:ظهرت هذه الحضارة في المغرب منذ حوالي 21.000 سنة وتميزت بتطور كبير في الأدوات الحجرية والعظمية. أهم المواقع التي تخلد هده الفترة نجد مغارة تافوغالت والتي تقع في نواحي مدينة وجدة

    العصر الحجري الحديث

    يلي هذا العصر من الناحية الكرونولوجية الفترة الإيبروموريزية وقد تطور في المغرب حوالي 6000 سنة ق م. تتميز هذه الحضارة بظهور الزراعة واستقرار الإنسان وتدجين الحيوانات وصناعة الخزف واستعمال الفؤوس الحجرية...في المغرب هناك عدة مواقع عثر فيها على هذه الحضارة ونذكر على سبيل المثال: كهف تحت الغار وغار الكحل ومغارات الخيل ومقبرة الروازي الصخيرات

    عصر المعادن

    يرجع هدا العصر إلى حوالي 3000 سنة ق.م وأهم مميزاته استعمال معدني النحاس ثم البرونز وأهم خصائصه ما يعرف بالحضارة الجرسية ثم حضارة عصر البرونز.


    حضارات العصر الكلاسيكي بالمغرب

    عرف المغرب نزوح شعوب متعددة من شرق البحر الأبيض المتوسط منها الفينيقيون و القرطاجيون ، وخلفوا به عدة تأثيرات

    1 – يقع المغرب و فينيقيا و قرطاج في حوض البحر الأبيض المتوسط:

    *.تتمركز فينيقيا في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في حين تتوسط قرطاج ساحله الجنوبي لنجد المغرب في أقصى جنوبه الغربي.مما جعلها نقط التقاء للملاحة التجارية بهذا البحر.
    *ويشير الخط الزمني إلى أهم المراحل التاريخية التي عرفتها المناطق الثلاثة على أنها انتهت باحتلال روماني.

    2 – وصول الفينيقيين و القرطاجيين إلى المغرب:
    .* وصل الفينيقيون إلى المغرب حوالي القرن 12 ق م بهدف التبادل التجاري كما حملوا معهم الكتابة الأبجدية التي اخترعوها، و كانت سفنهم تنطلق من مدن بيبلوس ،صيدا ، و صور : حاملة ( أواني فخارية ، أمشاط عاج، قنان العطور، أقراط، مصنوعات زجاجية ، و ملابس مطرزة، ... في اتجاه مدينة تنجيس و ليكسوس لتحمل معها في طريق العودة عدة بضائع منها: العاج، الذهب، الحيوانات المفترسة، بيض و ريش النعام، الأحجار الكريمة، و التمور...
    * وصل القرطاجيون إلى المغرب حوالي القرن 6 ق م و من بين مراكزهم التجارية البحرية في المغرب: روسادير، تمودة، سبتة، تنجيس، أصيلا، ليكسوس، تاموسيدا، سلاكولونيا، سيريني، الساقية الحمراء إضافة إلى وليلي، و باناسا وكان التبادل بينهم بأسلوب المقايضة
    3 – أثر القرطاجيين على أساليب الحياة في المغرب:
    خلف القرطاجيون في المغرب عدة عادات من بينها الحناء و الكحل و تعدد الزوجات و الملابس ذات الأكمام العريضة و الطربوش و الكندورة و البرنس إضافة إلى التأثير في بعض الحرف كصناعة المعادن و الجلد و الخزف و النسيج و الملاحة البحرية.......
    خاتمة: بالرغم مما تركته الحضارتان القرطاجية و الفينيقية على الأمازيغيين فإن الآثار تدل على ازدهار الأمازيغيين في الزراعة قبل وصول الفينيقيين و القرطاجيين

    الفترة الفينيقية

    يرجع المؤرخ Pline l’ancien بدايات تواجد الفينيقيين بالمغرب إلى حوالي نهاية القرن الثاني عشر ق.م مع ذكر موقع ليكسوس - قرب مدينة العرائش حاليا جنوب طنجة - كأول ما تم تأسيسه بغرب المغرب. لكن بالنظر إلى نتائج الحفريات الأثرية نجد أن استقرار الفينيقيين بالمغرب لا يتجاوز الثلث الأول من القرن الثامن ق.م. بالإضافة إلى ليكسوس نجد موكادور - الصويرة حاليا - التي تعتبر أقصى نقطة وصلها الفينيقيين في غرب المغرب. الاكتشافات الأخيرة أغنت الخريطة الأركيولوجية الخاصة بهذه الفترة بالمغرب حيث تم اكتشاف عدة مواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط



    موقع ليكسوس قرب مدينة العرائش حاليا

    الفترة البونيقية

    في القرن الخامس ق م قام حانون برحلة استكشافية على طول شواطئ المغرب حيث قام بتأسيس عدة مراكز، التأثير القرطاجي يظهر بالخصوص في عادات الدفن وانتشار اللغة البونيقية. ومنذ القرن الثالث ق.م ، مدينة وليلي - قرب فاس - الموريطانية كانت تخضع لحكم يشبه حكم قرطاج



    أطلال وليلي الأثرية

    الفترة الموريتانية

    أقدم ما ذكر حول الملوك الموريتانيين يعود إلى الحرب البونيقية الثانية حوالي 206 ق م و ذلك حين وفر الملك باكا حماية للملك ألنوميدي ماسينسا تتمثل في 4000 فارسا. أما تاريخ المملكة الموريطانية فلم تتضح معالمه إلا مع نهاية القرن الثاني ق.م و ذلك مع الاهتمامات التي أصبحت توليها روما لهذا الجزء من أفريقيا. في سنة 25 ق م، نصبت روما الملك جوبا الثاني علـــى رأس المملكة. و بعــد اغتيال" الملك بتوليمي" من طرف الإمبراطور كاليكيلا سنة 40 ق م تم إلحاق المملكة الموريتانية بالإمبراطورية الرومانية.

    الفترة الرومانية

    بعد إحداث موريتانيا الطنجية، قامت روما بإعادة تهيئة لعدة مدن: تمودة، طنجة، تاموسيدة، زليل، بناصا، وليلي، شالة ... . كما قامت بإحداث عدة مراكز ذات أهداف عسكرية، و خلال هذه الفترة عرف المغرب انفتاحا تجاريا مهما على حوض البحر الأبيض المتوسط. في سنة 285 بعد الميلاد تخلت الإدارة الرومانية على كل المناطق الواقعة جنوب اللكوس باستثناء سلا و موكادور. مع بداية القرن الخامس الميلادي خرج الرومان من كل مناطق المغرب

  • #2
    المغرب خلال الفترة الاسلامية

    تعد 670م هي سنة دخول الاسلام إلى المغرب و ذلك على يد عقبة بن نافع إبان الغزوات الإسلاميةلشمال أفريقيا، و كان هذا الأخير يعمل قائدا عسكريا لدى الأمويين في دمشق.
    خلافا لأقاليم و بلدان المشرق لم يكن فتح المغرب بالشيئ الهين، فقد استغرق الأمر نصف قرن من (646م إلى 710م). بعد الإنتهاء من فتح المغرب و اعتناق المغاربة الإسلام، ظهرت بوادر انفصال هذا الإقليم عن الخلافة بالمشرق. وعقب عدة محاولات تحققت هذه الرغبة بظهور أول دولة إسلامية بالمغرب هي دولة الأدارسة سنة 788م، حيث كان مؤسس هذه الدولة هو حفيد الرسول الشريف إدريس بن عبد الله (مولاي إدريس)، الذي حل بالمغرب الأقصى فارا من موقعة فخ قرب مكة (786). استقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة آوربة الأمازيغية و دعمته حتى انشأ دولته، منذ ذلك الحين و الإسلام هو الدين الرسمي. و في عهد الأدارسة اعتنق جل الأمازيغ الإسلام.

    الإمام إدريس الأول من خلال سيرته وأهداف دعوته


    هو الإمام إدريس الأكبر بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الخليفة علي بن أبي طالب. ويعتبر المؤسس لأول دولة إسلامية بالمغرب، حدد مبادئها في رسالته التي خاطب بها الأمازيغيين المغاربة،


    عزز دعوته بالعمل على تحقيقها، فجاهد ضد الديانات والنحل المنحرفة: في شالة وتامسنا والأطلس المتوسط والمغرب الشرقي حتى تلمسان وما إليها، وذلك ما يسجله ابن خلدون وهو يتحدث عن المغرب الإدريسي: "محا جميع ما كان في نواحيه من بقايا الأديان والملل".
    وبتحقيق هذا المكسب الإسلامي : التف حول الدولة المغربية الجديدة جماهير الأمازيغيين، فصار إدريس الأكبر يفكر في تحقيق مخطط دعوته، امتدادا نحو إفريقية الأغلبية ثم مصر، كبداية لتوحيد العالم الإسلامي تحت خلافة علوية بديلا عن العباسيين الذين انحرفوا عن المبادئ الإسلامية، فعن منطقة الأغالبة يقول ابن أبي زرع: "... فاتصل بالرشيد أن إدريس قد استقام له أمر المغرب...وأخبر بحربه وحاله وكثرة جنوده وشدته في الحرب، وأنه قد عزم على غزو إفريقية".
    وبعد وفاة إدريس الأكبر يصمم مولاه راشد على تحقيق هذه الخطة، فيذكر عنه الرقيق : "وكانت همته غزو إفريقية، لما هو فيه من القوة والكثرة". وهي فقرة تؤكد استمرار قوة الدولة الإدريسية في فترة وصاية راشد.
    وبعد إفريقية الأغلبية تشير إلى رسالة إدريس الأول إلى أهل مصر وهي –بدورها- تؤكد المخطط الإدريسي لتأسيس دولة إسلامية كبرى، تنسخ دولة العباسيين بعد ما تنكروا للقيم المثلى، فيمتد التصميم الإدريسي إلى مصر، حتى تكون منطلقا إلى ما وراءها، وهي حقيقة يستنتجها جوليان ويقدمها في الصيغة التالية: "وقد يكون إدريس بيت النية –كما فعل الفاطميون فيما بعد- لجعل المغرب نقطة انطلاق لاسترجاع إرث آبائه".
    ومن هنا يتبين أن إدريس الأول لم يكن همه اقتطاع جزء من أقاصي الدولة الإسلامية، وإنما كان المغرب - في تصميمه- قاعدة تبدأ منها ثورته ضد العباسيين المنحرفين، واستبدالهم بدولة إسلامية تلتزم المبادئ التي شرحها الميثاق الإدريسي في شكل خطاب الإمام العلوي إلى الأمازيغيين:
    - أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
    - وإلى العدل في الرعية، والقسم بالسوية، ورفع المظالم، والأخذ بيد المظلوم.
    - وإحياء السنة وإماتة البدعة، وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد.
    - واعلموا – عباد الله - أن مما أوجب الله على أهل طاعته، المجاهرة لأهل عداوته ومعصيته باليد وباللسان..."
    وفي اتجاه آخر: نستنتج من لغة هذه الرسالة ومعها الرسالة المصرية: دورهما في وضع اللبنات الأولى لتعريب المغرب، وهي ظاهرة تعززها نقوش النقود الإدريسية الأولى وتعززها – مرة أخرى - لغة الكتابة على منبر المسجد الذي ابتناه إدريس الأول بتلمسان، حيث يسجل ابن خلدونأن هذه اللوحة استمرت حية حتى عصره، وكانت صيغتها هكذا: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا أمر ما أمر به إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وذلك في شهر صفر سنة أربع وسبعين ومائة"وسنتقيد من هنا واحدا من معماريات إدريس الأكبر، ويضاف له أكادير تلمسان ومسجد مدينة وليلي .
    بقي أن نشير –ونحن لا نزال مع المولى إدريس الأكبر إلى علمه وأخلاقه، فيقول عنه الإمام عبد الله بن حمزة في المرجع الشافي: "وكان في نهاية العلم والورع، تلو أخيه (يحيى) في الفضل والزهد والسخاء والشجاعة والكرم، وكان حليف القرآن، حسن القراءة شجيها"
    وعن شجاعته يقول الرضا بن موسى الكاظم : "إدريس بن عبد الله من شجعان أهل البيت، والله ما ترك فينا مثله" وهذا داود بن القاسم الجعفري يترك عنه الارتسامة التالية: "...وكنت معه بالمغرب، فما رأيت أشجع منه ولا أحسن وجها"
    ثم كانت شهرته بالشجاعة من أسباب نجاح دعوته بالمغرب، فيذكر عنه في المرجع الشافي : "ولما دعا في المغرب عرفه رجال من أهل المغرب حجوا سنة قتل الفخي عليه السلام، فقالوا: نعم، هذا إدريس، رأيناه يقاتل وقد انصبغ قميصه دما، فقلنا من هذا؟ فقالوا إدريس بن عبد الله"
    وإلى هذا كان الإمام العلوي يتوفر على ثقافة أدبية رفيعة، وذلك ما يستنتج من أسلوب رسالته إلى المغاربة، ثم رسالته إلى أهل مصر، حيث تبينا أنهما – معا - موضوع الملحقين: 2.1. وإلى هذين النموذجين من النشر توجد من شعره قطعة من أربعة أبيات تدل على شاعريته، وقد أوردها الصفدي عند ترجمته ، كما ترجمه ابن الأبار في "الحلة السيراء"كأحد الأمراء الشعراء.
    أخيرا: نختم هذا العرض بفقرة لابن عذارى : "وفي سنة 172 اجتمعت القبائل على إدريس بن عبد الله من كل جهة ومكان، فأطاعوه وعظموه وقدموه على أنفسهم، وأقاموا معه مغتبطين بطاعته، ومتشرفين بخدمته طول حياته، وكان رجلا صالحا، مالكا لشهوته، فاضلا في ذاته، مؤثرا للعدل، مقبلا على أعمال البر".

    أهداف دعوة الإمام إدريس الأكبر في خطاب يوجهه إلى الأمازيغيين


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي جعل النصر لمن أطاعه، وعاقبة السوء لمن عند عنه، ولا إله إلا الله المتفرد بالوحدانية، الدال على ذلك بما اظهر من عجيب حكمته، ولطف تدبيره، الذي لا يدرك إلا أعلامه، وصلى الله على محمد عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، أحبه واصطفاه، واختاره وارتضاه، صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين.
    أما بعد’ فإنني:
    1- أدعوكم إلى كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
    2- وإلى العدل في الرعية والقسم بالسوية، ورفع المظالم، والأخذ بيد المظلوم.
    3- وإحياء السنة، وإماتة البدعة، وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد.
    4- واذكروا الله في ملوك غيروا، وللأمان خفروا، وعهود الله وميثاقه نقضوا. ولبني بيته قتلوا.
    5- وأذكركم الله في أرامل احتقرت، وحدود عطلت، وفي دماء بغير حق سفكت.
    6- فقد نبذوا الكتاب والإسلام، فلم يبق من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه.
    7- واعلموا عباد الله أن مما أوجب الله على أهل طاعته، المجاهرة لأهل عداوته ومعصيته، باليد وباللسان:
    أ- فباللسان الدعاء إلى الله بالموعظة الحسنة، والنصيحة والحض على طاعة الله، والتوبة عن الذنوب بعد الإنابة والإقلاع، والنزوع عما يكرهه الله، والتواصي بالحق والصدق، والصبر والرحمة والرفق، والتناهي عن معاصي الله كلها، والتعليم والتقديم لمن استجاب لله ورسوله حتى تنفذ بصائرهم وتكمل، وتجتمع كلمتهم وتنتظم.
    ب- فإذا اجتمع منهم من يكون للفساد دافعا، وللظالمين مقاوما، وعلى البغي والعدوان قاهرا، أظهروا دعوتهم، وندبوا العباد إلى طاعة ربهم، ودافعوا أهل الجور على ارتكاب ما حرم الله عليهم، وحالوا بين أهل المعاصي وبين العمل بها، فإن في معصية الله تلفا لمن ركبها، وإهلاكا لمن عمل بها.
    ج- ولايؤيسنكم من علو الحق واضطهاده قلة أنصاره، فإن فيما بدا من وحدة النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء الداعين إلى الله قبله، وتكثيره إياهم بعد القلة، وإعزازهم بعد الذلة، دليلا بينا، وبرهانا واضحا، قال الله عز وجل: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة)، وقال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز)، فنصر الله نبيه، وكثر جنده، وأظهر حزبه، وأنجز وعده، جزاء من الله سبحانه، وثوابا لفضله وصبره، وإيثاره طاعة ربه، ورأفته بعباده،ورحمته وحسن قيامه بالعدل والقسط، في تربية ومجاهدة أعدائهم، وزهده فيما زهده فيهم، ورغبته فيما يريده الله، ومواساته أصحابه، وسعة أخلاقه، كما أدبه الله، وأمر العباد باتباعه. وسلوك سليم والاقتداء لهدايته. واقتفاء أثره، فإذا فعلوا ذلك أنجز لهم ما وعدهم. كما قال عز وجل : (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). وقال: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، و ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) وكما مدحهم وأثنى عليهم، كما يقول: (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله) وقال عز وجل: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض).
    وفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأضافه إلى الإيمان والإقرار لمعرفته، وأمر بالجهاد عليه، والدعاء إليه، قال تعالى: (قاتلوا الذين لا يومنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق). وفرض قتال المعاندين على الحق، والمعتدين عليه وعلى من آمن به وصدق بكتابه، حتى يعود إليه ويفيء، كما فرض قتال من كفر به وصد عنه حتى يومن به، ويعترف بشرائعه، قال تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا، إن الله يحب المقسطين).
    هـ- فهذا عهد الله إليكم، وميثاقه عليكم، بالتعاون على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فرضا من الله واجبا، وحكما لازما، فأين عن الله تذهبون؟ وأنى توفكون؟
    و- وقد خانت جبابرة في الآفاق شرقا وغربا، وأظهروا الفساد وامتلأت الأرض ظلما وجورا، فليس للناس ملجأ ولا لهم عند أعدائهم حسن رجاء، فعسى أن تكونوا معاشر إخواننا من البربر، اليد الحاصدة للظلم والجور، وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين، من ذرية النبيئين، فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين، ونصر الله مع النبيئين.
    8- واعلموا معاشر البربر أني أتيتكم وأنا المظلوم الملهوف، الطريد الشريد، الخائف الموتور الذي كثر واتره، وقل ناصره، وقتل إخوته، وأبوه وجده، وأهلوه، فأجيبوا داعي الله، فقد دعاكم إلى الله، فإن الله عز وجل يقول: (ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء).
    أعاذنا الله وإياكم من الضلال، وهدانا وإياكم إلى سبيل الرشاد.
    9- وأنا إدريس بن عبد الله، بن الحسن بن الحسن بن علي، بن أبي طالب – عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورسول الله وعلي بن أبي طالب جداي، وحمزة سيد الشهداء وجعفر الطيار في الجنة عماي، وخديجة الصديقة وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاي، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة بنت الحسين سيد ذراري النبيئين أماي، والحسن والحسين ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواي، ومحمد وإبراهيم ابنا عبد الله المهدي والزاكي أخواي.
    10- هذه دعوتي العادلة غير الجائرة، فمن أجابني فله مالي، وعليه ما علي، ومن أبى فحظه أخطأه، وسيرى ذلك عالم الغيب والشهادة أني لم أسفك له دما، ولا استحللت محرما. ولا مالا، وأستشهدك يا أكبر الشاهدين، وأستشهد جبريل وميكائيل أني أول من أجاب وأناب، فلبيك اللهم لبيك مزجي السحاب، وهازم الأحزاب، مسير الجبال سرابا، بعد أن كانت صما صلابا، أسألك النصر لولد نبيك، إنك على كل شيء قدير، والسلام، وصلى الله على محمد وآله وسلم
    .

    فقرات من خطاب الإمام إدريس الأكبر إلى أهل مصر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أما بعد، فالحمد لله رب العالمين، لا شريك له الحي القيوم، والسلام على جميع المرسلين، وعلى من اتبعهم وآمن بهم أجمعين.
    أيها الناس، إن الله بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالنبوة، وخصه بالرسالة، وحباه بالوحي، فصدع بأمر الله، وأثبت حجته: وأظهر دعوته. وإن الله – جل ثناؤه - خصنا بولادته، وجعل فينا ميراثه، ووعده فينا وعدا سيفي له بعد فقبضه إليه محمودا لا حجة لأحد على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم، فلله الحجة البالغة، فلو شاء لهداكم أجمعين. فخلفه الله جل ثناؤه بأحسن الخلافة، غذانا بنعمته صغارا، وأكرمنا بطاعته كبارا، وجعلنا الدعاة إلى العدل، القائمين بالقسط. المجانبين للظلم. ولم نمل – إذ وقع الجور - طرفة عين من نصحنا أمتنا، والدعاء إلى سبيل ربنا جل ثناؤه. فكان مما خلفته أمته فينا أن سفكوا دماءنا، وانتهكوا حرمتنا، وأيتموا صغيرنا، وقتلوا كبيرنا، وأثكلوا نساءنا، وحملونا على الخشب، وتهادوا رؤوسنا على الأطباق، فلم نكل ولم نضعف، بل نرى ذلك تحفة من ربنا – جل ثناؤه - وكرامة أكرمنا بها، فمضت بذلك الدهور، واشتملت عليه الأمور، وربي منا عليه الصغير، وهرم عليه الكبير"
    ...


    دولة الأدارسة

    الأدارسة أسرة كبيرة من آل البيت جدها الأعلى هو إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول . التجأ إدريس، كما هو معلوم، إلى المغرب فرارا من بطش العباسيين وأسس دولته لكنه اغتيل فتولى بعده ابنه إدريس الذي كان قد تركه جنينا في بطن أمه. ومن إدريس الثاني تنحدر فروع الأسرة الإدريسية المنتشرة بسائر أنحاء المغرب وبجهات أخرى من الجزائر.

    ونركز اهتمامنا هنا على الأدارسة كأسرة حاكمة أي كدولة. وجودها يقترن بالفترة 172ه - 375/ 785 م -990 م ’ لكن لابد من التمييز داخل هاته الفترة بين أطوار مختلفة :

    1. طور التأسيس الذي اقترن بعهد إدريس الأول (172 . 177 / 788. 793 ) أي قيام الدولة بالتفاف فريق مهم من سكان المغرب حول إدريس الأكبر تضمهم قبائل كبرى ومبايعتهم له ، حسب التقاليد الإسلامية.

    2. طور الهيكلة والتنظيم ويقترن بعهد إدريس الثاني (177. 213./ 793. 828) حيث جرى تدعيم الدولة الناشئة باستحداث عدد من البنيات والمؤسسات كان من أهمها : بناء فاس واتخاذها كعاصمة للدولة ؛ واتخاذ بعض النظم الإسلامية كالوزارة والكتابة والقضاء والإمامة ؛ وتجريد العاصمة الجديدة من تأثير العصبيات والطابع القبلي، وذلك باحتضانها لفئات مهمة من السكان الوافدين من القيروان والأندلس ، مما جعل العناصر المختلفة من سكان المدينة تنصهر في وحدة بشرية تمثل ، بوجه عام ، التركيب السكاني الجديد الذي بدأ يعم الغرب الإسلامي انطلاقا من عهد الفتح . إضافة إلى بداية إشعاع اللغة العربية من فاس كلغة دين وثقافة ؟ ونمو رقعة المملكة بحيث أصبحت أهم كيان سياسي بالمغرب الأقصى وكان لها اتصال مباشر بسائر النواحي في البلاد .

    3. طور التقسيم : ترك إدريس الثاني غداة وفاته عدة أولاد منهم الكبار والصغار وتولى أكبرهم محمد خلافته ، إلا أنه اعتبر المملكة التي تركها له أبوه إرثا لا بد من توزيعه على الورثة. هل استند في ذلك إلى المبادئ الشرعية ؟ أم هل استمع إلى نصيحة جدته كنزة كما تذكر بعض المصادر؟ أم هل كان المقصود من ذلك التوزيع هو حضور الدولة الإدريسية بصورة مباشرة في أقاليم مختلفة ؟ ليست لدينا عناصر كافية للجواب على هذا السؤال . والذي نستطيع تأكيده هو أن التقسيم كانت له سلبيات وايجابيات. فتقسيم المملكة إلى عدة ولايات أدى إلى إضعاف السلطة المركزية ونشوء إمارات إقليمية تنزع بطبيعتها إلى الاستقلال الذاتي على أوسع مدى. وقبل إعطاء مثال على المشاكل التي ترتبت عن ذلك التوزيع ، من الضروري إعطاء صورة إجمالية عن التوزيع.

    قسم محمد بن إدريس المملكة إلى ما لا يقل عن تسع ولايات، نذكرها الآن حسب رواية القرطاس ، منبهين إلى وجود اختلافات طفيفة بين المصادر التي تناولت الموضوع .

    محمد بن إدريس فاس وناحيتها .
    القاسم بن إدريس طنجة وسبتة وقلعة حجر النسر وتطوان وبلاد مصمودة وما والاها.
    داود بن إدريس هوارة وتسول ومكناس وجبال غياثة وتازة .
    عيسى بن إدريس شالة وسلا وأزمور وتامسنا .
    يحيى بن إدريس البصرة وأصيلا والعرائش إلى بلاد ورغة .
    عمر بن إدريس مدينة تيكساس ومدينة ترغة وبلاد صنهاجة وغمارة .
    أحمد بن إدريمس مدينة مكناسة وبلاد فازاز ومدينة تادلا.
    عبد الله بن إدريس أغمات وبلاد نفيس وبلاد المصامدة وسوس .
    حمزة بن إدريس تلمسان وأعمالها .
    تلك هي الولايات التسع التي تدل على مدى امتداد الدولة الإدريسية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، وهي معلومات تؤكدها كل المصادر التاريخية كما تؤكدها الأبحاث الخاصة بتاريخ النقود الإدريسية . فالدراسة المهمة التي قام بها "دانييل اوستاش" في هذا الصدد تقدم لنا قائمة بدور السكة تعنى الأماكن التالية : أصيلا، البصرة ، تدغة ، تلمسان ، تهليت ، سبو، طنجة ، العالية ، مريرة ، ورغة ، وازقور، واطيط ، وليلي، إيكم .

    لم يكن توزيع الولايات على هاته الصورة ، في نية محمد بن إدريس ، يهدف إلى تجريد السلطة المركزية بفاس من حقها في مراقبة الولاة الإقليميين والمحافظة على وحدة المملكة الإدريسية . لكن الخلاف ما لبث أن نشب بين الإخوة ، إذ ثار عيسى بن إدريس ، على أخيه محمد، فكلف هذا الأخير أخاه القاسم الوالي على طنجة بالذهاب لمعاقبة الثائر. لكن القاسم رفض القيام بالمهمة . فكلف محمد عمر بها . فتوجه هذا الأخير الذي كان واليا على غمارة وعزل عيسى عن ولايته كما تصدى للقاسم الذي التجأ إلى أصيلا.

    لم تذكر المصادر المكتوبة أسباب الخلاف . ولكن يظهر حسب التحريات التي قام بها "أوستاش" أن أسباب الثورة راجع لكون محمد سحب عن الولاة رخصة سك النقود . وكان عيسى حاكما على منطقة وازقور التي يوجد بها معدن مهم للفضة . فلم يرضخ لهذا القرار الذي يحرمه من مورد مالي مهم ، عن طريق سك الدراهم . وترتب عن ذلك قراره بقطع إمداد دار السكة بفاس بمعدن الفضة .

    وهكذا نشب الخلاف ، إلا أنه لم يؤد مع ذلك إلى تقاطع . والظاهر أن الصلح وقع بعد ذلك بين الإخوة .
    والجدير بالذكر هو حصول نوع من الاستقرار السياسي داخل الإمارات الإدريسية المنتشرة بأنحاء المغرب . فلم تسجل ثورات للسكان ولا معارضة للقبائل . هل يرجع ذلك إلى التقديس الذي حظيت به الأسرة في أعين المغاربة المعاصرين أم إلى أسباب أخرى ؟

    الملاحظ هو اندماج الأسرة الإدريسية في المجتمع المغربي عن طريق المصاهرة والتطبع بأخلاق أهل البلاد مما جعل السكان في مختلف الأقاليم لا يتعاملون معهم كأجانب ودخلاء، بل يعتبرونهم منهم ويحترمونهم ويضعونهم في الصدارة لشرف نسبهم . ويمكننا أن نعتبر أن احترام الشرفاء كسلوك شعبي بدأ منذ ذلك العهد يتحول إلى مبدأ سياسي بعد ذلك بعدة قرون . ومع تكون عدة إمارات إدريسية ، يصبح تاريخ الأدارسة متشعبا . وسنقتصر هنا على ذكر أهم الأحداث والأشخاص .

    4 . الأدارسة بفاس : ظلت فاس هي الحاضرة المركزية للدولة وتولى فيها عدد من الأمراء نذكرهم بالتتابع :

    أ . علي بن محمد بن إدريس (221 . 234 هـ) تذكر المصادر أنه سار بسيرة أبيه وجده وأن أيامه كانت أيام سلام ورخا ء.

    ب . يحيى بن محمد : أخو السابق (234.. 249هـ) في أيامه كثرت العمارة بفاس وتوافد إليها المهاجرون من جميع جهات الغرب الإسلامي، مما دعا إلى توسيع المدينة والبناء في أرباضها . وفي عهده بني المسجدان المشهوران : جامع الأندلس وجامع القرويين .

    ج . يحيى بن يحيى (249. 252هـ) في عهده حدثت أزمة بسبب سوء سيرته وثار عليه عبد الرحمن بن أبي سهل الجذامي واستولى على عدوة القرويين ومات يحيى في تلك الأثناء وجاء صهره علي بن عمر فاستولى على المدينة وتولى الإمارة .
    د . علي بن عمر : لا تحدد المصادر تاريخ ولايته بعد فترة من الاستقرار، اصطدم بثورة عبد الرزاق الفهري الخارجي وهزمه واضطر للالتجاء إلى أوربة ، بينما دخل عبد الرزاق إلى عدوة الأندلس فاستولى عليها إلا أنه صادف مقاومة من لدن عدوة القرويين التي نادى أهلها على يحيى بن القاسم بن إدريس .

    هـ . يحيى بن القاسم بن إدريس (المتوفى سنة 292هـ) استطاع أن يحافظ على وجود الدولة الإدريسية بفاس حيث طرد عبد الرزاق الخارجي من عدوة الأندلس وخرج لمقاتلة الصفرية . والظاهر أنه قضى عهده في مباشرة الحروب إذ نجده يسقط صريعا في ساحة الوغى وهو يقاتل ربيع بن سليمان سنة 292.

    و . يحيى بن إدريس بن عمر ( 292. . 309 هـ) تطنب المصادر في الثناء عليه . فابن خلدون ينعته أنه ´´كان أعلى بني إدريس ملكا´´ بينما يصفه روض القرطاس بقوله : ´´كان يحيى هذا أعلى بني إدريس قدرا وصيتا وأطيبهم ذكرا وأقواهم سلطانا ( . . . ) وكان فقيها حافظا للحديث ذا فصاحة وبيان ولسان ومع ذلك كان بطلا شجاعا حازما".

    إلا أن المصادر لا تذكر شينا عن أعماله ، وذلك ، ولا شك ، لأن أحداثا خطيرة جاءت لتهدد الدولة الإدريسية في وجودها . فقد قامت الدولة الفاطمية بأفريقية في أواخر القرن الهجري الثالث وسعت لأن تبسط سيطرتها على مجموع بلاد المغرب .

    وهكذا جاء، مصالة بن حبوس المكناسي، عامل الفاطميين على المغرب الأوسط ، على رأس جيش لمحاربة الأدارسة ، وجرت بينه وبين يحيى معركة قرب مكناس انتهت بهزيمة الأمير الإدريسي. وبعد ما ضرب عليه مصالة الحصار بفاس ، اضطر إلى الاستسلام وتوصل مع خصمه إلى صلح ، أمكنه بمقتضاه أن يحتفظ بإمارته مقابل إعلانه الخضوع والتبعية للخليفة الفاطمي.

    إلا أن مصالة أسند في نفس الوقت رئاسة قبيلة مكناسة بالمغرب إلى ابن عمه موسي بن أبي العافية . فاجتهد هذا الأخير منذ ذلك الوقت في القضاء على الأدارسة . وأخذ يحرض مصالة على يحيى ويوغر صدره عليه . وهكذا تمكن بدسائسه من أن يحمل مصالة على اعتقال يحيى وأنصاره ثم نفاه إلى أصيلة . وانتهت حياة يحيى بمأساة إذ سجن عشرين سنة ثم مات جوعا وهو في طريقه إلى إفريقية سنة 332 هـ.

    ومنذ انهزام يحيى قام صراع مرير بين موسى ابن أبي العافية والأدارسة . فقد حاول الحسن بن محمد بن القاسم بن إدريس المعروف بالحجام أن يسترجع سلطة الأدارسة ، فاستولى على فاس وخرج لمحاربة موسى وانتصر عليه في جولة أولى. لكن موسى أعاد الكرة عليه وطارده إلى فاس حيث غدر به عاملها ومات الحسن في تلك الأثناء.

    خلا الجو بعد ذلك لموسى ابن أبي العافية واستطاع أن يستولي على ما كان بيد الأدارسة من أراض في شمال المغرب وطاردهم وضيق عليهم الخناق حتى اضطروا إلى الاعتصام بحصن منيع في حجر النسر بجبال الريف. والواقع أن المأساة التي عاشها الأدارسة في تلك الآونة راجعة إلى الصراع الكبير الذي نشب بين الخلافتين الفاطمية بإفريقية والأموية بالأندلس ، وكان مسرح هذا الصراع بلاد المغرب ، وبخاصة المغرب الأقصى.

    وحاول الأدارسة أن يحافظوا على استقلالهم وحيادهم في الحرب الضروس الدائرة بين الطرفين . لكنهم ، بسبب ضعفهم وبسبب الضغوط العسكرية القوية التي تعرضوا لها ، تارة من جهة الفاطميين ، وطورا من جهة الأمويين ، لم يجدوا بدا من الخضوع ، حسب الظروف ، تارة لأولئك وتارة لهؤلاء. و كان ارتباطهم بالأمويين أقوى ، لاتفاق الدين ، و لقصر المسافة بين المغرب والأندلس ، ولكون الخلفاء الأمويين عاملوا زعماء الأدارسة بشيء من التقدير والاحترام بخلاف ما جرى مع الباطنية العبيديين حيث أنهم يخالفونهم في الدين و المذهب و كانوا من أهم أسباب زوال ملك الأشراف الأدارسة . والوضع الذي عرفه الأدارسة في تلك الآونة هو نفس الوضع الذي عاشه غيرهم من زعماء البربر مثل موسى بن أبي العافية المكناسي وأولاده.

    وبرغم الاضطهاد والمضايقات التي تعرض لها الأدارسة طوال مدة لم تكن بالقصيرة أثناء القرن الرابع ، فقد برهنوا على أن وجودهم أصبح متجذرا في عدة أنحاء من المغرب ، وأنهم ظلوا يكونون قوة سياسية متمثلة في زعامات محلية نستطيع أن نذكر منها :

    أ - بني عمر : الذين كان مقر نفوذهم في صدينة ببلاد صنهاجة جنوبي الريف . واليهم ينتسب الحموديون ، الذين تولوا الخلافة بقرطبة ، ثم كانوا من جملة ملوك الطوائف بالأندلس .

    ب - بنى داود : الذين امتد نفوذهم في جهة وادي سبو، ومن أمرائهم حمزة بن داود .

    ج - بني القاسم : ويمثلون فرعا مهما من الأسرة إذ امتد نفوذها في الهبط . فكان لها مركز بالبصرة وآخر بأصيلا. ومن أبرز أمرائهم إبراهيم بن القاسم .

    د - بني عيسى : الذين كان مقرهم بوازقور في جهة الأطلس المتوسط . وكانوا يتوفرون على معدن الفضة بجبل عوام .

    هـ - بني عبيد الله : الذي سيحل بجنوب المغرب ، حيث ستنتشر ذريته . واليه يعزى تأسيس مدينتين مهمتين : تامدولت ، الواقعة في قدم السفح الجنوبي للأطلس الصغير وبها معدن الفضة ، وإگلي التي جعل منها عاصمته بعد استيلائه على سوس . وسيمتد نفوذه إلى لمطة ومشارف الصحراء جنوبا وإلى أغمات ونفيس شمالا. ويمكن القول إن هاته الأسرة كان لها نفوذ روحي قبل كل شيء في المنطقة المذكورة .

    و - ومن فروع العلويين المتصلين بالأدارسة ، نذكر بني سليمان بن عبد الله وهو أخو إدريس الأول . وتختلف الروايات في شأنه هل قتل في معركة فخ أم هل تمكن من الفرار ونجح في الوصول إلى تلمسان. ومهما يكن ، فإن ولده محمد تتفق المصادر على ذكر اسمه كأمير على تلمسان وما حولها من أقاليم في المغرب الأوسط . وهو الذي قدم عليه إدريس الثاني ليستلحق إمارة تلمسان بمملكة الأدارسة ، وتركه على رأسها . وعن محمد بن سليمان تفرعت عدة فروع انتشرت بجهات مختلفة من المغرب الأوسط . إلا أن المصادر تشح كثيرا ، بالأخبار عن هذه الأسرة المرتبطة بالأدارسة .


    نهاية الأدارسة بالمغرب

    برغم المصائب التي توالت على الأدارسة منذ تصدى لهم موسى ابن أبي العافية ، فقد أمكنهم أن يصمدوا وأن يحافظوا على وجودهم السياسي على يد بني القاسم بن إدريس. فقد اتفق الأدارسة على تولية القاسم بن محمد بن القاسم ابن إدريس واستمر في إمارته إلى أن توفي سنة 337 هـ. فتولى بعده ولده أبو العيش أحمد وتميز بالعلم والفقه والورع . وكان مواليا لبني أمية الذين ازداد نفوذهم توطدا بالمغرب . وفضل أبو العيش أن ينهي حياته مجاهدا ، إذ توجه للأندلس حيث استشهد في ساحة القتال سنة 343 هـ. فكان الذي خلفه بعد انصرافه إلى الجهاد أخوه الحسن بن گنون. وفي عهده وقع هجوم جديد للفاطميين على المغرب كان الهدف منه استرجاع سطوتهم على البلاد . فاضطر الحسن أمام قوة الهاجمين إلى التحول بولائه إلى جهة المهاجمين . لكنه لم يتخذ ذلك الموقف إلا تقية ، إذ رجع بولائه إلى الأمويين بمجرد انصراف جيوش الفاطميين عن المغرب .

    وبعد مدة ، جاء جيش فاطمي آخر بقيادة بلكين بن زيري. فاضطر الحسن ، مرة أخرى، إلى نفض يده من بيعة الأمويين وتجديد بيعته للفاطميين . وفي هذه المرة انضم إلى معسكر الفاطميين بصورة فعالة وساهم في التنكيل بأنصار الأمويين في البلاد مما أحقد عليه الخليفة المرواني الحكم المستنصر الذي وجه جيشا كبيرا إلى المغرب للانتقام منه وبعد معارك ضارية ، اضطر الحسن للالتجاء إلى حجر النسر ثم للاستسلام والذهاب مع ذويه إلى قرطبة ( 363 هـ / 974 ) لكن ، ما لبث أن حدثت نفرة بينه وبين الحكم بعد سنتين من إقامته بقرطبة . فنفاه الخليفة الأموي هو وذويه عن الأندلس فالتجأوا إلى الفاطميين بمصر، حيث وجدوا استقبالا حسنا وظلوا هنالك إلى غاية 373. وحينئذ أمر الخليفة الفاطمي بتجهيز الحسن بجيش ليذهب إلى المغرب ويستعيد إمارته باسم الفاطميين . لكن المنصور بن أبي عامر بعث لقتاله جيشا قويا . فاضطر إلى طلب الأمان . لكن المنصور لم يف له وأمر باغتياله وهو في الطريق إلى قرطبة (375 / 985) . وبذلك ´´انقرضت أيام الأدارسة بالمغرب بموت الحسن بن كنون آخر ملوكهم ´´. (القرطاس ص 94) .

    بالرغم من التدهور الذي حصل للأدارسة طوال أزيد من قرن ، يمكن القول أنهم قاموا بدور أساسي في تاريخ المغرب :

    . على أيديهم تم تحويل المغرب ، بصورة فعالة إلى عهد الإسلام الذي عملوا على نشره في أنحاء مختلفة من البلاد.
    . بمبادرتهم جرت أول محاولة لتجاوز القبلية وذلك بتأسيس دولة على النمط الإسلامي لها حاضرتها فاس . فكان عملهم أول انطلاقة فعلية للدولة المغربية في التاريخ.
    . مجهودهم على المستوى العمراني باستحداث مدن جديدة أو انعاش القديمة مع تنشيط الحركة التجارية وإنشاء عدد مهم من دور السكة في جهات مختلفة من المغرب .

    تعليق


    • #3
      شكرا لك الغالى يوسف

      المغرب العربي جمال عربي اصيل
      ذات حضارات عريقة
      ادامها الله وحفظ شعبها وملكها
      صور من المغرب
      هذا ملك المغرب محمد السادس
      و زوجته الاميرة سلمة و ابنه الحسن الثالث

      تعليق


      • #4
        أخي العزيز ملك
        شكرا لك على ردك الجميل
        و الصور التي تبرز جانبا
        من الحضارة المغربية
        التي تزخر بالحب و الترابط
        بين الملك و الشعب



        يتبع

        تعليق


        • #5
          دولة المرابطين



          في القرن السادس عشر الميلادي ظهر بجنوب المغرب الأقصى مجموعة من الرحل ينتمون لقبيلة صنهاجة الأمازيغية. استطاع عبد الله بن ياسين، وهو أحد المصلحين الدينيين أن يوحد هذه القبيلة و ينظمها وفق مبادئ دينية متخذا اسم المرابطين لحركته. و هكذا سعى المرابطون إلى فرض نفسهم كقوة فاعلة وتمكنوا من إنشاء دولتهم عاصمتها مراكش التي أسسوها سنة 1069م. بسط المرابطون سلطتهم على مجمل شمال إفريقيا و الأندلس ابتداء من 1086ميلادية

          مراكش

          المرابطون، اللمتونيون، الملثمون : سلالة بربرية أمازيغية حكمت في المغرب، موريتانيا، غرب الجزائر و الأندلس مابين أعوام 1056-1060 و حتى 1147 م.
          المقر: فاس 1056-1086 م، مراكش منذ 1086 م.
          يرجع أصل المرابطين إلى قبيلة لمتونةالبربرية كما أن أصل التسمية يرجع إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين و الذي قاد حركة جهادية لنشر الدين و كان رجالها يلزمون الرباط بعد كل حملة من حملاتهم الجهادية، بدأت الحركة بنشر الدعوة في الجنوب -إنطلاقاً من موريتانيا- و أفلحوا في حمل بلاد غانه على الإسلام و من ثمة باقي مناطق الصحراء الغربية، في عهد يوسف بن تاشفين (1060-1106 م) تم غزو المغرب و غرب الجزائر ثم بناء مدينة مراكش 1069 م.
          قاد عام 1086 م أولى حملاته في الأندلس و إنتصر على النصارى في معركة الزلاقة الشهيرة. بين أعوام 1089-1094 م عاد يوسف بن تاشفين مرة أخرى إلى الأندلس و لكن هذه المرة للقضاء على ملوك الطوائف. في عهد علي بن يوسف (1106-1143) تعرض إلى هزائم على أيدي النصارى في الأندلس ثم إستولى الموحدون على مملكته في غرب إفريقية - منذ 1030 م - . إلى أن قضى هؤلاء على آخر الأمراء بعد إستيلائهم على مراكش عام 1147 م.

          يوسف ابن تاشفين

          يعتبر يوسف بن تاشفين بحق واحداً من عظماء المسلمين الذين جدّدوا للأمة أمر دينها ولم يأخذ حقه من الاهتمام التاريخي إلا قليلاً. وشخصية يوسف بن تاشفين شخصية إسلامية متميزة استجمعت من خصائل الخير وجوامع الفضيلة ما ندر أن يوجد مثلها في شخص مثله. فيوسف بن تاشفين «أبو يعقوب» لا يقل عظمة عن يوسف بن أيوب الملقب بصلاح الدين الأيوبي، وإذا كان الأخير قد ذاع صيته في المشرق الإسلامي وهو يقارع الصليبيين ويوحد المسلمين، فإن الأول قد انتشر أمره في المغرب الإسلامي وهو يقارع الإسبان والمارقين من الدين وملوك الطوائف ويوحد المسلمين في زمن كان المسلمون فيه أحوج ما يكونون إلى أمثاله. نشأ يوسف بن تاشفين في جنوب بلاد المغرب (موريتانيا حالياً) نشأة إيمانية جهادية، وأصله من قبائل «صنهاجه اللثام» ويقال بأنه حميري عربي وفي روايات أخرى بربري. كانت الظروف السياسية السائدة في زمنه غاية في التعقيد وغلب عليها تعدد الولاءات وانقسام العالم الإسلامي وسيطرة قوى متناقضة على شعوبه. ففي بغداد كانت الخلافة العباسية من الضعف بمكان بحيث لا تسيطر على معظم ولاياتها، وفي مصر ساد الحكم الفاطمي الفاسد، وفي بلاد الشام بدأت بواكير الحملات الصليبية بالنزول في سواحل الشام، وفي الأندلس استعرت الخصومة والخيانة وعم الفساد بين ملوك طوائفها، وأما في بلاد المغرب الإسلامي حيث نشأ وترعرع فكانت قبائل مارقة من الدين تسيطر على الشمال المغربي، وتحصن مواقعها في ا لمدن الساحلية كسبتةوطنجةومليلة، وهي من آثار الدولة العبيدية الفاطمية التي تركت آثاراً عقيدية منحرفة تمثلت في جزء منها بإمارة تسمى الإمارة البرغواطية - البرغواطيون - سيطرت على شمال المغرب وبنت أسطولاً قوياً لها وحصنت قواتها البحرية المطلة على مضيق جبل طارق. وفي عام 445هـ أسّس عبد اللـه بن ياسين حركة المرابطية (الرباط في سبيل اللـه)، وبعد عشر سنوات تسلم قيادة الحركة يوسف بن تاشفين، فبدأ بتعمير البلاد وحكمها بالعدل، وكان يختار رجالاً من أهل الفقه والقضاء لتطبيق الإسلام على الناس، واهتم ببناء المساجد باعتبارها مراكز دعوة وانطلاق وتوحيد للمسلمين تحت إمارته، ثم بدأ يتوسع شرقاً وجنوباً وشمالاً فكانت المواجهة بينه وبين الإمارة البرغواطية الضالة أمراً لا مفر منه. استعان ابن تاشفين في البداية بالمعتمد بن عباد - وهو أحد أمراء الأندلس الصالحين - لمحاربة البرغواطيين، فأمدّه المعتمد بقوة بحرية ساعدته في القضاء على الإمارة الضالة، وهكذا استطاع أن يوحد كل المغرب حتى مدينة الجزائر شرقاً، وحتى غانا جنوباً، وكان ذلك عام 476هـ. وبعد أن قوي ساعده واستقرت دولته وتوسعت، لجأ إليه مسلمو الأندلس طالبين الغوث والنجدة، حيث كانت أحوال الأندلس تسوء يوماً بعد يوم، فملوك الطوائف لقبوا أنفسهم بالخلفاء، وخطبوا لأنفسهم على المنابر، وضربوا النقود بأسمائهم، وصار كل واحدٍ منهم يسعى للاستيلاء على ممتلكات صاحبه، لا يضره الاستعانة بالإسبان النصارى أعداء المسلمين لتحقيق أهدافه، واستنابوا الفساق، واستنجدوا بالنصارى وتنازلوا لهم عن مداخل البلاد ومخارجها. وأدرك النصارى حقيقة ضعفهم فطلبوا منهم المزيد. ولقد استجاب ابن تاشفين لطلب المسلمين المستضعفين، وفي ذلك يقول الفقيه ابن العربي: «فلبّاهم أمير المسلمين ومنحه اللـه النصر، وألجم الكفار السيف، واستولى على من قدر عليه من الرؤساء من البلاد والمعاقل، وبقيت طائفة من رؤساء الثغر الشرقي للأندلس تحالفوا مع النصارى، فدعاهم أمير المسلمين إلى الجهاد والدخول في بيعة الجمهور، فقالوا: لا جهاد إلا مع إمام من قريش ولستَ به، أو مع نائبه وما أنت ذلك، فقال: أنا خادم الإمام العباسي، فقالوا له: أظهر لنا تقديمه إليك، فقال: أو ليست الخطبة في جميع بلادي له؟ فقالوا: ذلك احتيال، ومردوا على النفاق». وحتى يكون ابن تاشفين أميراً شرعياً أرسل إلى الخليفة العباسي يطلب منه توليته. ويقول السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء: «وفي سنة تسع وسبعين أرسل يوسف بن تاشفين صاحب سبتةومراكش إلى المقتدي يطلب أن يسلطنه وأن يقلده ما بيده من البلاد فبعث إليه الـخُلَعَ والأَعلام والتقليدَ ولقّبه بأمير المسلمين، ففرح بذلك وسُر به فقهاء المغرب». وبعد أن زاد ضغط النصارى الإسبان القادمين من الشمال استنجد بابن تاشفين المعتمد بن عباد، ونُقِلَ عنه في كتاب دراسات في الدولة العربية في المغرب والأندلس أنه قال: «رعي الـجِمال عندي خير من رعي الخنازير» وذلك كناية عن تفضيله للسيادة الإسلامية، ودخل المعتمد مع ابن تاشفين الأندلس شمالاً وقاد ابن تاشفين الجيوش الإسلامية وقاتل النصارى قتالاً شديداً وكانت معركة الزلاقة من أكبر المعارك التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً كبيراً على الإسبان، وهُزم ملكهم الفونسو السادس هزيمة منكرة. وعلى أثر هذه الموقعة خَلَعَ ابنُ تاشفين جميعَ ملوك الطوائف من مناصبهم ووحّد الأندلس مع المغرب في ولاية واحدة لتصبح: أكبر ولاية إسلامية في دولة الخلافة. يقول صاحب الـحُلَل الـمَوْشِيّة: (ولما ضخمت مملكة يوسف بن تاشفين واتسعت عمالته، اجتمعت إليه أشياع قبيلته، وأعيان دولته، وقالت له: أنت خليفة اللـه في أرضه، وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين. فقال لهم: حاشا للـه أن نتسمى بهذا الاسم، إنما يتسمى به خلفاء بني العباس لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمينمكةوالمدينة، وأنا راجلهم والقائم بدعوتهم، فقالوا له: لا بد من اسم تمتاز به، فأجاب إلى «أمير المسلمين وناصر الدين» وخطب لهم بذلك في المنابر وخوطب به من العُدْوَتَيْن - أي المغرب والأندلس -). يقول السلامي الناصري في الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى: «إنما احتاج أمير المسلمين إلى التقليد من الخليفة العباسي مع أنه كان بعيداً عنه، وأقوى شوكة منه، لتكون ولايته مستندة إلى الشرع... وإنما تسمى بأمير المسلمين دون أمير المؤمنين أدباً مع الخليفة حتى لا يشاركه في لقبه، لأن لقب أمير المؤمنين خاص بالخليفة، والخليفة من قريش». ومن علامات التقوى والتمسك بأهداب الدين تمسك الأمراء والحكام بالنقد الشرعي، وفي ذلك يقول ابن الخطيب في كتابه الإحاطة: (كان درهمه فضة، وديناره تبراً محضاً، في إحدى صفحتيه «لا إله إلا اللـه محمد رسول اللـه»، تحت ذلك «أمير المسلمين يوسف بن تاشفين»، وفي الدائر وفي الصفحة (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) الأخرى «الإمام عبد اللـه أمير المؤمنين» وفي الدائرة «تاريخ ضربه وموضع سكه»). وعبد اللـه اصطلاحاً هو كنية يصلح لاسم كل خليفة عباسي. واتخذ يوسف السواد شعاراً للمرابطين، وهو نفس شعار الدولة العباسية، ورفع شعار السواد يدل على التمسك بالسنة والتمسك بالوحدة وعدم شق جماعة المسلمين، إضافة إلى أن راية رسول اللـه صلى الله عليه وسلم كانت سوداء. لقد ذاع صيت ابن تاشفين بين العلماء والقضاة بشكل خاص وبين الناس بشكل عام فتناقلوا أخباره وصفاته، وتواتر عنهم نقل صفات الجهاد والعدل والزهد والإخلاص والتمسك بالإسلام وبدولة المسلمين الشرعية، حتى أثنى عليه معظم العلماء والفقهاء. جاء في الخطاب المطول الذي رفعه الفقيه المعروف بابن العربي واسمه عبد اللـه بن عمر: «... الأمير أبو يعقوب يوسف بن تاشفين المتحرك بالجهاد، المتجهز إلى المسلمين باستئصال فئة العناد، ولمة الفساد، قام بدعوة الإمامة العباسية والناس أشياع، وقد غلب عليهم قوم دعوا إلى أنفسهم ليسوا من الرهط الكريم ولا من شعبه الطاهر الصميم، فنبّه جميع من كان في أفق قيامه بالدعوة الإمامية العباسية، وقاتل من توقف عنها منذ أربعين عاماً إلى أن صار جميع من في جهة المغارب على سعتها وامتدادها له طاعة، واجتمعت بحمد اللـه على دعوته الموفقة الجماعة، فيخطب الآن للخلافة، بسط اللـه أنوارها، وأعلى منارها على أكثر من ألفي منبر وخمسمائة منبر، فإن طاعته ضاعفها اللـه من أول بلاد اللـه الإفرنج، استأصل اللـه شأفتهم، ودمّر جملتهم إلى آخر بلاد السوس مما يلي غانا، وهي بلاد معادنالذهب، والحافة بين الحدين المذكورين مسيرة خمسة أشهر، وله وقائع في جميع أصناف الشرك من الإفرنج وغيرهم، قد فللت غربهم، وقللت حزبهم، وألفت مجموعة حربهم، وهو مستمر على مجاهدتهم ومضايقتهم في كل أفق، وعلى كل الطرق، ولقد وصل إلى ديار المشرق في هذا العام قاضٍ من قضاة المغرب يعرف بابن القاسم، ذكر من حال هذا الأمير ما يؤكد ما ذكرته، ويؤيد ما شرحته، وقد خصّه اللـه بفضائل، منها الدين المتين، والعدل المستبين، وطاعة الإمام، وابتداء جهاده بالمحاربة على إظهار دعوته، وجمع المسلمين على طاعته، والارتباط بحماية الثغور، وهو ممن يقسم بالسوية، ويعدل في الرعية، وواللـه ما في طاعته مع سعتها دانٍ منه، ولا ناءٍ عنه من البلاد ما يجري فيه على أحد من المسلمين رسم مَكْسٍ، وسبل المسلمين آمنة، ونقوده من الذهب والفضة سليمة من الشرب، مطرزة باسم الخلافة ضاعف اللـه تعظيمها وجلالها. هذه حقيقة حاله واللـه يعلم أني ما أسهبت ولا لغوت بل لعلي أغفلت أو قصرت». وجاء رد الخليفة بخط يده وبمداد ممسك: «... إن ذلك الولي الذي أضحى بحبل الإخلاص معتصماً، ولشرطه ملتزماً، وإلى أداء فروضه مسابقاً، وكل فعله فيما هو بصدده للتوفيق مساوقاً، لا ريبة في اعتقاده، ولا شك في تقلده من الولاء، طويل نجاده، إذا كان من غدا بالدين تمسكه، وفي الزيادة عنه مسلكه، حقيقاً بأن يستتب صلاح النظام على يده، ويستشف من يومه حسن العقبى في غذه، وأفضل من نحاه، وعليه من الاجتهاد دار رحاه، جهاد من يليه من الكفار، وإتيان ما يقضي عليهم بالاجتياح والبوار، اتباعاً لقوله تعالى: ﴿قاتلوا الذين يلونكم من الكفار﴾ فهذا هو الواجب اعتماده، الذي يقوم به الشرع عماده». وللغزالي قول فيه رد على طلب ابن العربي منه لفتوى بحقه نقتبس منه: «لقد سمعت من لسانه - ابن العربي - وهو الموثوق به، الذي يستغنى مع شهادته عن غيره، وعن طبقة من ثقاة المغرب الفقهاء وغيرهم من سيرة هذا الأمير أكثر الله في الأمراء أمثاله، ما أوجب الدعاء لأمثاله، فلقد أصاب الحق في إظهار الشعار الإمام المستظهري، وإذا نادى الملك المستولي بشعار الخلافة العباسية وجب على كل الرعايا والرؤساء الإذعان والانقياد، ولزمهم السمع والطاعة، وعليهم أن يعتقدوا أن طاعته هي طاعة الإمام، ومخالفته مخالفة الإمام، وكل من تمرد واستعصى وسل يده عن الطاعة فحكمه حكم الباغي، وقد قال اللـه تعالى: ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تـفـيء إلى أمر اللـه﴾ والفيئـة إلى أمـر اللـه الرجوع إلى السلطان العادل المتمسك بولاء الإمام الحق المنتسب إلى الخلافة العباسية، فكل متمرد على الحق فإنه مردود بالسيف إلى الحق، فيجب على الأمير وأشياعه قتال هؤلاء المتمردة عن طاعته لا سيما وقد استنجدوا بالنصارى المشركين أوليائهم، وهم أعداء اللـه في مقابلة المسلمين الذين هم أولياء اللـه، فمن أعظم القربات قتالهم إلى أن يعودوا إلى طاعة الأمير العادل المتمسك بطاعة الخلافة العباسية، ومهما تركوا المخالفة وجب الكف عنهم، وإذا قاتلوا لم يجز أن يتبع مدبرهم، ولا أن (ينزف) على جريحهم.... وأما من يظفر به من أموالهم فمردود عليهم أو على ورثتهم، وما يؤخذ من نسائهم وذراريهم في القتال مهدرة لا ضمان فيها... ويجب على حضرة الخليفة التقليد فإن الإمام الحق عاقلة أهل الإسلام، ولا يحل له أن يترك في أقطار الأرض فتنة ثائرة إلا ويسعى في إطفائها بكل ممكن. قال عمر رضي اللـه عنه: «لو تركت جرباء على ضفة الفرات لم تُطل بالهناء -القِطر- فأنا المسؤول عنها يوم القيامة». فقال عمر بن عبد العزيز: «خصماؤك يا أمير المؤمنين»، يعني أنك مسؤول عن كل واحد منهم إن ضيعت حق اللـه فيهم أو أقمته فلا رخصة في التوقف عن إطفاء الفتنة في قرية تحوي عشرة فكيف في أقاليم». انتهى كلام الغزالي

          تعليق


          • #6
            يوسف


            العزيز
            ما أبدع هذه الصفحات من تاريخ المغرب الشقيق ...الجميل ...
            و كذلك ..تعريفك الوافى عن موحد المسلمين... يوسف بن تاشفين
            قرأت سيرته العطرة بشغف شديد ...و ثمة أمل يطوف بالبال ...
            هل يجود زماننا بمثله ؟هل ؟

            تعليق


            • #7
              ست الكل الغالية زهرة الكاميليا
              سعيد جدا بزيارتك
              و تعليقك الجميل على الموضوع
              فعلا سيرة يوسف ابن تاشفين
              واحدة من سير العظماء
              الذين تركوا بصماتهم الواضحة
              في سماء الاسلام المشرق
              الذين نتمنى أن يجود الزمان بمثلهم
              و ما ذلك على الله بعزيز
              مع تحياتي لك و أطيب المتمنيات لك
              بالصحة و السلامة والعافية

              تعليق


              • #8
                دولة المرابطين - تابع -

                مكانة الفقهاء في الدولة المرابطية


                من السمات البارزة في التاريخ السياسي المغربي أن مجموعة من الدول التي تولت الحكم فيه، قامت على أساس إصلاح ديني. والدولة المرابطية من هذه الدول التي زرع بذورها الفقيه المالكي عبد الله بن ياسين وبنى أسسها الروحية. فطبيعة هذه النشأة للدولة المرابطية قد كانت المحدد الأساسي في تحديد معالم شخصية هذه الدولة، والمسهم الأساسي في بناء قوامها السياسي والإداري والفكري.



                المرتكزات التي قامت عليها الحركة المرابطية

                منذ البداية اتخذت سياسة المرابطين السمة الدينية. وظهرت هذه الصبغة الدينية في عنصرين أساسيين :
                الأول: النزعة الجهادية التي كانت قوام سياستهم، فقد جاء في كتاب "المعجب" على لسان ابن العربي قوله: "المرابطون قاموا بدعوة الحق ونصرة الدين، وهم حماة المسلمين الذابون والمجاهدون دونهم، ولو لم يكن للمرابطين فضيلة، ولا تقدم ولا وسيلة إلا وقيعة الزلاقة..
                الثاني: مكانة الفقهاء في الدولة المرابطية: فيذكر ابن عذارى أن يوسف بن تاشفين كان "يفضل الفقهاء، ويعظم العلماء، ويصرف الأمور إليهم، ويأخذ فيها برأيهم، ويقضي على نفسه بفتياهم"
                كما يروى عن علي ابن يوسف أنه اشتد إيثاره لأهل الفقه والدين حتى كان لا يقطع أمرا في جميع مملكته دون مشاورة الفقهاء. بذلك أصبح هؤلاء الفقهاء يمثلون مركز قوة مهم في الدولة سيما بما يصدرون من الآراء والفتاوى. إذ كان الفقهاء يشرفون على إنشاء الأحكام وتطبيقها في الميدان القضائي، وكان علي بن يوسف ".. إذا ولى أحدا من قضاته، كان فيما بعد يعهد إليه ألا يقطع أمرا ولا يبت حكومة في صغير من الأمور إلا بمحضر أربعة من الفقهاء".

                مناهضة الدولة المرابطية للاتجاهات المخالفة

                كما كان هؤلاء يرسمون السمات العامة للنمط الثقافي الفكري للدولة المغربية، ضمن هذه الرؤية يمكن أن نفهم لماذا أقدمت الدولة المرابطية على إحراق كتاب الإحياء للغزالي، إذ كان الفقهاء آنذاك يرفضون المنهج الفكري الذي سلكه الغزالي في كتابه هذا..كما حارب أمراء المرابطين ذوي الاتجاه الصوفي وقاوموهم أخذا باستشارة العلماء في ذلك، فقد روى الناصري في الاستقصا عن أبي الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن برجان -وكان معروفا بنزعة تصوفية- أنه لما أشخص "من قرطبة إلى حضرة مراكش وكان فقهاء العصر وانتقدوا عليه مسائل، وقال أبو الحكم: والله لا عشت ولا عاش الذي أشخصني بعد موتي، يعني أمير المسلمين علي بن يوسف، فمات أبو الحكم، فأمر أمير المسلمين أن يطرح على المزبلة ولا يصلى عليه، وقلد فيه من تكلم فيه من الفقهاء" بل إن الفقهاء كانوا يستشارون أيضا في أمور الإدارة والحرب والسياسة الخارجية للدولة كما يذكر المراكشي: "ولم يزل الفقهاء على ذلك وأمور المسلمين راجعة إليهم، وأحكامهم صغيرها وكبيرها موقوفة عليهم طول مدته (أي علي بن يوسف) فعظم أمر الفقهاء."

                مساهمة الفقهاء في الحياة السياسية

                وتروي المصادر التاريخية أن يوسف بن تاشفين لما أراد أن يغزو الأندلس ويستولي عليها، ويزيح ملوك الطوائف استشار الفقهاء في ذلك، "فأفتاه الفقهاء وأهل الشورى من المغرب والأندلس بخلعهم وانتزاع الملك من أيديهم، وصارت إليه بذلك فتاوى أهل المشرق الأعلام مثل الغزالي والطرطوشي. ولما تسمى يوسف بأمير المسلمين، وأراد أن يعقد له الخليفة العباسي المستظهر بالله بالمغرب والأندلس، كلف بهذه المهمة أحد الفقهاء الأندلسيين وهو عبد الله بن محمد بن العربي والد أبي بكر ابن العربي الذي رافق والده في هذه السفارة".
                وتذكر تلك المصادر أيضا أن علي بن يوسف لما أراد إدارة السور على مراكش شاور الفقهاء وأهل الخير في ذلك..
                هذه المكانة الرفيعة التي تبوأها الفقهاء في الدولة المرابطية أدت إلى يسر في حالتهم المعيشية، إذ يذكر صاحب المعجب أنه في عهد علي بن يوسف "عظم الفقهاء، وانصرفت وجوه الناس إليهم فكثرت لذلك أموالهم، واتسعت مكاسبهم.."، كما ذكر الناصري في الاستقصا ووصف دارا بناها أحد الفقهاء تدل على ذلك الثراء المفرط"

                هذه المعطيات تقوم دليلا قاطعا على دحض ما راج في بعض الكتابات التاريخية عن كراهة المرابطين للعلم ونفورهم منه.

                هذا وقد حكم دولة المرابطين ستة ملوك منهم: أبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين الذين أسسوا الدولة وبنوها

                قائمة بأسماء ملوك المرابطين وفترة حكمهم

                أبو بكر بن عمر 448 - 480 هـ

                يوسف بن تاشفين1062-1107 م

                علي بن يوسف 1107- 1143

                تاشفين بن علي 1143- 1146

                إبراهيم بن تاشفين 1146- 1146

                إسحق بن علي بن يوسف بن تاشفين‏ 1146 -1147



                يتبع

                تعليق


                • #9
                  دولة الموحدين

                  1

                  الدولة الموحدية إمبراطورية مغربية أسسها الموحدون وهم أتباع حركة محمد بن تومرت أسسوا دولة حكمت في شمال أفريقيا و أمتد سلطانهم إلى الأندلس مابين عام 1130 - 1269م.
                  المقر: مراكشوإشبيلية (فترات متقطعة).
                  تأسست الدولة على يد قبيلة مصمودة من المغرب وزناتة من الجزائر,لكن سرعان ما اطاحت زناتة بمصمودة واستأثرت بالحكم بدعم من حكام الدولة, أطلق عليهم تسمية "الموحدين" لكون أتباع هذه المدرسة كانوا يدعون إلى توحيد الله توحيدا قاطعا مما جعلهم ينكرون أسماء الله الحسنى باعتبارها أسماء لصفات مادية و هو الحق سبحانه ليس كمثله شيء فكانوا يذكرون الله باسمه المفرد - الله - . قاد محمد بن تومرت (1080-1130 م)، وبعده عبد المؤمن بن علي الذي ينحدر من صلبه أمراء الموحدين، أتباع حركة دينية متشددة، وكان يدعوا إلى تنقية العقيدة من الشوائب. أطلق بن تومرت عام 1118 م الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنمل - على جبال الأطلس - مقرا له. استطاع خليفته عبد المؤمن (30 / 1133- 1163 م)(ينحدر من قبيلةالكومة من تلمسان) أن يستحوذ على السلطة في المغرب (سقوط مراكش عام 1146 م) و من تم على كامل إفريقية (حتى تونس وليبيا عام 1160 م) و الأندلس (1146-1154 م).و بعد نجاح عبد المومن بن علي في اقامة دولته بافريقية اتجه إلى الاندلس و عمل على تقويتها و صد هجمات القشتاليين عنها.و لكنه توفى عام 1163م ليتولى ابنه يوسف مكانه فاستكمل سياسة أبيه، ووطّد نفوذه في الأندلس، وبعث إليها بالجيوش وتقوية إماراتها.أقام الخليفة "يوسف بن علي"المشروعات في إشبيلية، مثل بناء القنطرة على نهر الوادي الكبير، و جامع إشبيلية الأعظم عام (567 هـ= 1172م)، ثم أتمّ ابنه المنصور مئذنته الكبيرة سنة 1188م، ولا تزال هذه المئذنة قائمة وتعرف باسم "لا خيرا لدا" ويبلغ ارتفاعها 96 مترًا


                  1
                  لاخيرالدا باشبيلية

                  وفي إحدى غزواته في الاندلس سنة (579 هـ= 1183م) أصيب بسهم عند أسوار شنترين، فرجع إلى مراكش مصابًا، و مات بها.
                  بلغت الدولة أوجها في عهد أبو يعقوب يوسف السابق ذكره (1163-1184 م) ثم أبو يوسف يعقوب المنصور(1184-1199 م) و الذى تلقب بالمنصور و عمل على النهوض بالمغرب و الاندلس علميا و ثقافيا و كان قائدا ماهرا و سياسيا قديرا استطاع عقد الصلح مع ممكلة قشتالة و لكن نقضهم للصلح اضطره لقتالهم في موقعة الارك مع بناء العديد من المدن الجديدة وتشجيع الثقافة والحياة الفكرية (ابن رشد، ابن طفيل). وقعت بعد ذلك معركة الأرك عام 1195 م والتي انتصر فيها الموحدون على الملوك النصرانيين. في عهد الناصر (1199-1213 م) تم القضاء على العديد من الثورات في إفريقية،و بعد موقعة الارك عقدت هدنة بين ملك قشتالة الفونسو الثامن و المسلمين و لكن الفونسو استغل الهدنة في تقوية بلاده و محالفة امراء النصارى و حين وجد نفسه مستعدا أغار على بلاد جيان وبياسة وأجزاء من مرسية فاضطر الملك الناصر "محمد بن يعقوب" الذي خلف والده المنصور إلى الذهاب إلى الاندلس لغزو قشتالة فعبر البحر و ذهب إلى اشبلية لتنظيم جيشه و منها اتجه إلى قلعة "شلطبرة" إحدى قلاع مملكة قشتالة و استولى عليها بعد حصار 8 شهور و لكن الملك الفونسو الثامن دعا البابا أنوسنت الثالث" بروما إلى اعلان الحرب الصليبية ضد الاندلس و كان من نتاج ذلك ان اجتمع للاسبان 100000 مقاتل انطلقو ليستولوا على حصن رباح و الارك و غيرها و قام المسلمون بجمع جيش مماثل و التقى الجيشان عند حصن العقاب إلا أن الموحدين تلقوا هزيمة قاسية على يد النصرانيين في معركة حصن العقاب (1212 م) - لم تقم للمسلمين بعد هذه المعركة قائمة-. بعد سنة 1213 م بدأت الدولة تتهاوى بسرعة مع سقوط الأندلس في أيدي النصرانيين (بعد 1228 م)، و تونس في أيدي الحفصيينوالجزائر في أيدي بني عبد الواد - الزيانيون - (1229-1236 م). حكم بين سنوات 1224-1236 م فرعين أحدهما في المغرب والثاني في الأندلس. منذ 1244 م تعرضوا لحملات المرينيين، ثم فقدوا السيطرة على المغرب وانتهى أمرهم سنة 1269 م بعد أن قضى عليهم المرينيون نهائياً. وقد بقي الوجود الموحدي مستقرا في الأندلس كعائلة رغم سقوط الدولة و جلاء الملك ،وبعد سقوط الأندلس هاجروا إلى بلاد المغرب الأقصى, و منهم اليوم عائلة العبدلاوي معن الأندلسي - العبدلاويون - بفاس و هم من أحفاذ السلاطين الموحدين ،وهم أهل خير و دين وريادة في مجال العلوم ،و قد كان منهم الشيوخ و العلماء و الأساتذة الذين لعبوا الدور الكبير في نشر العلم و تكوين العلماء ،و هم من شيوخ الطريقة الشاذلية و لهم زاويتهم الشهيرة بهم بفاس و هي الزاوية العبدلاوية في حي رأس الزاوية من المخفية بفاس عدوة الأندلس ،و مدافنهم العائلية هي تلك التي بخارج باب الفتوح أعلى الهضبة حيث مراقد السادة العبدلاويون و قبة أجدادهم الأولين ممن حل بفاس بعد سقوط الأندلس.

                  الإمبراطورية الموحدية في دور الانحلال

                  من المعروف أن الدولة الموحدية أعظم دولة إسلامية قامت في المغرب، بما كان لها من سعة الرقعة، وانبساط النفوذ، في الشمال الإفريقي والأندلس، وفي عهدها بلغت العلوم والآداب والصناعات شأنا عظيما في التقدم والازدهار.


                  أخذ يبدو ضعف الموحدين بعد موقعة العقاب (609 ﻫ 1209م) وهي التي أفضت ـ على حد تعبير ابن الأبار ـ إلى خراب الأندلس، وكانت السبب الأقوى في تحيف الروم بلادها حتى استولت عليها. وقد كان أثر هذا الحادث بالأندلس أسبق منه في بقية أجزاء الإمبراطورية الموحدية، فمنذ سنة( 610 ﻫ 1210م) أخذت مدن أندلسية تسقط بيد إسبانيا النصرانية دون أن يستطيع الموحدون الدفاع عنها .

                  بداية الانحلال

                  وفي المغرب الأقصى على الخصوص، يبتدئ الانحلال الموحدي من سنة( 615ﻫ 1215م ) وتتلاحق بوادر الضعف الحكومي، فقد انحسر نفوذ السلطة في المدن خاصة، حيث اعتصم بها الولاة، الذين لم يعد لهم نفوذ على البوادي، كما اشتعلت الثورات في كثير من الجهات، وانعدم الأمن في الطرقات وظهرت المناكر، بينما امتنع عامة الشعب من أداء الضرائب. وزاد الأمر خطورة أن السلطة المركزية انتابتها فوضى، وأصبح أشياخ الموحدين يتلاعبون بملوكهم، فخلعوا عبد الواحد بن يوسف الأول ثم قتلوه سنة( 621 ﻫ 1221م ) وبايعوا ـ بعده ـ العادل، ثم خنقوه وبايعوا المأمون، ثم نكثوا وبايعوا ابن أخيه يحيى في الحين . وساوق هذه الهزاهز غلاء ومجاعات اجتاحت المغرب والأندلس سنوات طويلة.
                  وقد نشأ عن هذا كله انحلال في حياة المملكة الموحدية: ففي المغرب توقفت حركة الحراثة في البوادي، كما أن عددا من المدن انتابها الخراب : ففي فاس اضمحلت كثير من المنشئات الصناعية والعمرانية. كما كثر الخراب في ديار مدينة مراكش وفي مكناس اندثرت مدائنها القديمة ولم يبق منها سوى الصوامع والأطلال العتيقة وفي الرباط تهدم جامع حسان



                  صومعة مسجد حسان بالرباط

                  الذي نقضه السعيد الموحدي ليصنع بخشبه الأجفان الغزوانية وفي هذه الفترة أيضا خربت ، نهائيا ـ مدينة مغيلة -التي لا تزال أطلالها قائمة غرب مدينة فاس.

                  تزايد الأطماع الخارجية

                  يضاف لهذا أن أمن المغرب الخارجي صار مهددا نتيجة القوى الداخلية، وهكذا تعرضت عدة مدن شاطئية لهجمات بحرية، فقد شدد الجنويون الحصار على سبتة، ونصبوا عليها المجانيق وآلات الحرب وأسرفوا في التضييق عليها حتى صالحهم أهلها بأربعمائة ألف دينار، فاقلعوا عنها سنة 633ﻫ ، وفي سنة 658 ﻫ هاجم القشتاليون مدينة سلا ودخلوها وخربوها، وفي سنة 668 ﻫ دخل النصارى حصن العرائش وحصن شمس فقتلوا الرجال وسبوا النساء والأموال وأضرموا في الحنين نارا ثم ارتحلواقال في الاستقصا: ولم يبين في القرطاس هؤلاء النصارى من هم.
                  ولقد فكر فرديناند الثالث ملك قشتالة في أن يعبر البحر بأسطول إلى إفريقية ويغزو هنالك ويفتتح، وقام أسطول قشتالة بالفعل بإحراز نصر على الأسطول المغربي سنة 649 ﻫ 1251م.

                  تراجع الدولة الموحدية في الأندلس

                  أما في الأندلس فقد افترقت كلمة الأمراء الموحدين بها، وتحاربوا على الخلافة، واستجاروا بجيرانهم، وأمكنوهم من كثير من الحصون الإسلامية طمعا في التغلب، وفي سنة 625 ﻫ قام ابن هود بمرسية وشرق الأندلس وقضى على النفوذ الموحدي بالأندلس، وبعده ـ في سنة 629ﻫ ـ ثار محمد بن يوسف ابن الأحمر بغرب الأندلس، وثارت الحروب بينه وبين ابن هود، وفي خلال هذه التقلبات التي مرت بالأندلس كانت القواعد والمدن والحصون تتساقط بيد إسبانيا النصرانية، وكان عدد من الجهات ينزل عنها ابن هود وابن الأحمر فيتملكها هؤلاء الإسبانيون بدون قتال، وقد بلغت الجزية التي كان يؤديها ابن هود أربعمائة ألف دينار سنوية.
                  ثم آلت الحال بالأندلس ـ سنة 663 ـ إلى أن عزم الفونسو ملك قشتالة على استئصال الصبابة التي تبقت للمسلمين بالأندلس، وقرر أن يبعث إلى كل بلدة جيشا لمحاصرتها.
                  ولا ننسى أن نذكر -بعد هذا ـ أنه في هذه الفترة كانت قد انفصلت عن المملكة الموحدية تونس التي قامت بها الدولة الحفصية ابتداء من سنة 625 ﻫ ثم الجزائر التي ظهرت بها دولة بني عبد الوادي من سنة 631 ﻫ.
                  وهكذا نتبين مظاهر الضعف الذي لحق المملكة الموحدية خلال النصف الأول من القرن السابع الهجري، وطبيعي أن يتبع هذا انحطاط في العلوم، والآداب والصناعات، وانتكاس في المستوى الأخلاقي والاجتماعي، وقد كانت هذه ـ مضافة إلى مظاهر الضعف الأخرى ـ من الأسباب التي أطاحت بالدولة الموحدية العظيمة، حيث تناثرت أجزاء إمبراطوريتها في الأندلس والشمال الإفريقي، وقد صار المغرب الأقصى من نصيب الدولة المرينية..


                  ملوك الدولة الموحدية

                  عبد المومن بن علي الكومي 1133 - 1163
                  أبو يعقوب يوسف بن عبد المومن 1163 - 1184
                  أبو يوسف بن يوسف المنصور 1184 - 1199
                  محمد الناصر بن يعقوب بن يوسف 1199 - 1213
                  يوسف المستنصر 1213 - 1224
                  عبد الواحد المخلوع 1224 - 1224
                  محمد العادل 1224 - 1227
                  يحيى المعتصم 1227 - 1230
                  ادريس المأمون 1230 - 1232
                  عبد الواحد الرشيد 1232 - 1242
                  على السعيد 1242 - 1248
                  عمر المرتضى 1248 - 1266
                  ادريس الواثق الدبوس 1266 - 1269

                  تعليق


                  • #10
                    يسلموا اخ يوسف على هادى المعلومات القيمة
                    افادكم الله و ننتظر جديدك

                    تعليق


                    • #11
                      شكرا لك يوسف

                      وللموسوعه التاريخيه للمغرب معلومات قيمه

                      بارك الله فيك

                      تعليق


                      • #12
                        شكرا لك الشرير على مرورك الكريم
                        أتمنى أن تكون قد تعرفت على
                        جزء من تاريخ المملكة المغربية
                        و لعيونك نقدم جزءا آخر

                        دولة المرينيين





                        لم يتوفر المرينيون على القوة والنظام اللذين كانا لدى الموحدين، وهذا من الأسباب التي جعلت بني مرين لا يستطيعون استعادة المملكة الموحدية بشمال إفريقيا والأندلس، وإنما توزعت هذه الإمبراطورية بين الحفصيين بتونس وبني عبد الواد بالجزائر. أما في الأندلس فقد تقاسم معظم القواعد الإسلامية بها القشتاليون والقطلانيون، وآلت رقعة صغيرة في الجنوب إلى بني الأحمر ابتداء من سنة 629- 1231.

                        وبهذا لم يبق قارا للمرينيين سوى المغرب الأقصى الذي ابتدأ ظهورهم به أواخر سنة 613 / 1216 أيام الأمير الأول عبد الحق بن محيو ، ثم قامت الدولة بصفة حقيقية سنة 616 - 1219، في عهد عثمان بن عبد الحق، وفي ثاني محرم 668 - 1269، استولى يعقوب بن عبد الحق على مدينة مراكش حيث انقرضت الدولة الموحدية، ومن بعد هذا الحادث أخذ يعقوب يتلقب بأمير المسلمين بدل لقب "المير" الذي كان يدعى به، لما كان هو ومن تقدمه من المؤسسين الأولين يقيمون الدعوة للموحدين ثم للحفصيين القائمين بتونس . ثم تابع يعقوب الاستيلاء على ما تبقى من الجهات خارجا عن نفوذه إلى أن اتسق له سائر المغرب الأقصى، بما في ذلك المغرب الشرقي والساقية الحمراء ، مع سبتة التي أبقاها في ولاية العزفيين مقابل ضريبة سنوية للخزينة المغربية، ثم اندمجت - بعد ذلك - في حظيرة الوطن الكبير أواخر عهد أبي سعيد الأول سنة 728/ 1328.

                        1- امتدادات الدولة المرينية

                        وقد امتدت المملكة المغربية أيام أبي سعيد هذا في الجنوب إلى معاقل الصحراء وقصور توات وتيكورارين وتنمطيت. كما امتد المرينيون في فترات خارج المغرب الأقصى، فامتلك يعقوب الأندلس 53 مسورا مابين مدن وحصون، زيادة على القرى والبروج التي تزيد على 300، وكان الحد بينه وبين المملكة النصرية هو حصن ذكوان بمقربة من مالقة. كما أن يوسف بن يعقوب بسط نفوذه على نواحي كثيرة من القطر الجزائري، وفي بعض أيام أبي الحسن توحد المغرب العربي تحت قيادته من السوس الأقصى إلى مسراته قرب الحدود المصرية، زيادة على انفساح هذه المملكة إلى (رندة) بالأندلس. وفي أيام أبي عنان بن أبي الحسن برقت بارقة لاستعادة وحدة المغرب العربي ثم سرعان ما خبت .
                        أما الفترة الواقعة بعد عهد أبي عنان إلى نهاية الدولة فلم يحدث فيها امتداد منظم نحو شرق المغرب، ولا يستثنى من هذا سوى غارات عابرة ارتجلها ملوك وحكام مرينيون. وقد امتدت قوة الدولة المرينية حتى أيام أبي الحسن، ثم أخذت في التراجع تأثرا بعدة عوامل: فهناك الضعف الذي نزل بالجيش بعد موقعتي طريفوالقيروان، حيث انقطع العبور المريني إلى الأندلس، وفشلت محاولة استعادة الإمبراطورية الموحدية في شمال إفريقيا.

                        2- تراجع الدولة المرينية في الأندلس

                        وهناك- بدا تفوق دولتي إسبانيا والبرتغال في القوى البحرية والبرية ، وهناك- مرة ثالثة - العواقب الخطيرة التي نجمت عن وباء 749/ 750-1348، وفي المقدمةوصف دقيق لآثار هذا الوباء الذي أصاب المغرب والشرق معا، وفيما يخص عواقبه في الأمم الغربية، يذكر ابن خلدون أنه "تحيف الأمم، وذهب بأهل الجيل، وطوى كثيرا من محاسن العمران ومحاها، وجاء للدول على حين هرمها وبلوغ الغاية من مداها، فقلص من ظلالها، وقل من حدها، وأوهن من سلطانها، وتداعت على التلاشي والاضمحلال أحوالها، وانتقص عمران الأرض بانتقاص البشر فخربت الأمصار والمصانع، ودرست السبل والمعالم، وخلت الديار والمنازل، وضعفت الدول والقبائل، وتبدل الساكن ! "
                        هكذا يصف ابن خلدون عواقب هذا الوباء التي ساوقت - بالمغرب - ضعف القوة المرينية وتفوق جيرانها، فكان من ذلك كله التراجع الذي نزل بالدولة، والذي لم يظهر كثيرا في أيام أبي عنان، وإنما ظهر بعد وفاته، حيث دخلت الدولة في فترتها الثانية بناها أبو عنان

                        وقد كان من نتائج ضعف الدولة في هذه الفترة أن تعرض عدد من الملوك المرينيين للحجر من طرف الوزراء أو الحجاب، كما صار للملك النصري محمد الغني بالله تدخل في سياسة المغرب الداخلية أثناء هذا الدور، مما أدى إلى إضافة سبتة للأندلس واقتطاعها من المغربالذي استطاع أن يسترجعها - بعد ذلك - لحظيرته، وفي هذه الفترة - أيضا - تنازل الوزير المتغلب عمر بن عبد الله الياباني عن مدينة رندة بالأندلس لفائدة الغني بالله ابن الأحمر وقت عزله عن الملك وفراره، وذلك أواخر سنة 762- 1360، وبعد هذا تم للغني بالله - بعد عودته إلى ملكه - الاستيلاء على جبل طارق فمحا بذلك دعوة بني مرين مما وراء البحر .
                        ومن العواقب الوخيمة لهذا الانحلال أن تعرض المغرب أواخر العهد المريني لاحتلال بعض شواطئه فاستولى البرتغال على مدائن سبتة 818/ 1415وقصر مصمودة القصر الصغير863- 1458 ثم طنجة 869- 1364وهو التاريخ الذي انتهت فيه الدولة المرينية في 27 رمضان بعدما استمرت 253 عاما.


                        3- إنجازات الدولة المرينية

                        وكانت عاصمة الدولة المرينية هي فاس التي ابتنى يعقوب بن عبد الحق غربيها المدينة البيضاء "فاس الجديد" مقر الجهاز الحكومي للدولة. وإلى جانب العاصمة المركزية توجد مدن أخرى بمثابة عواصم ثانوية، ولهذا ابتنى بها الملوك المرينيون قصبات خاصة، فقد أسس يعقوب بن عبد الحق القصبة المرينية شرق مدينة مكناس، وبالأندلس ابتنى نفس الملك البلد الجديد على الجزيرة الخضراءوهو الذي يسميه ابن مرزوق"البنية" وبنى يوسف بن يعقوب مدينة "المنصورة" بجوار تلمسانثم بنى أبو سعيد الأول على سبتة: القصبة المسماة "أفراك" وجدد أبو الحسن بنيتي تلمسان وسبتة حيث أطلق على كل واحدة منهما اسم "المنصور". أما أهم المدن المغربية في العهد المريني فهي حسب مركزها الاقتصادي آنذاك:
                        فاس ومراكش، سجلماسة، مكناس، سبتة، آسفي وأنفا، وسلا والرباط، طنجة وتازى، أغمات، أزمور .
                        وبالرغم من كون المرينيين لم يوفقوا في تحقيق كل برامجهم فإن أهمية عصرهم تبدو في الطابع القار الذي طبع به المغرب في كثير من مظاهره: فإلى العصر المريني يعود التنظيم الجديد لشمال إفريقية حيث تأسست الدولة المغربية تأسيسا جديدا. وإلى هذا العصر يرجع استقرار كثير من العادات والتقاليد المغربية وتنسيق التشريع المغربي.
                        وأيضا تتجلى قيمة هذا العصر في العمل القيم الذي أسهم به المغرب - حكومة وشعبا - في بعث الحضارة الإسلامية بعدما كادت تقضي عليها عواصف الحروب الصليبية في الغرب ، وفي الشرق الذي أصيب - أكثر - بكارثة النسف التتري لسائر مظاهر الحضارة والعمران في أكثر جهاته .وأن هذه العواصف التخريبية التي طافت بالمغرب والمشرق معا كانت أحد الأسباب لقصور الحضارة المرينية عن الحضارة الموحدية.


                        4- مزايا هذا العصر

                        ومن مزايا العصر المريني أنه استطاع أن يؤخر كارثة الأندلس بنحو قرنين من الزمن لما بذل المغرب من دفاع مجيد عن الأندلس. وبعد هذا فإن المغرب مدين لعظماء المرينيين بما قاموا به من إنعاشه بعد الخراب والفوضى اللذين خيما على ربوعه في أعقاب العصر الموحدي حيث انتكست الحضارة المغربية انتكاسا. وقد كان أول ما بدأوا به هو إعادة إقرار الأمن بالمغرب، قال في "البيان المعرب"لما ذكر قيام بني مرين: "... فما قدموا عملا من الأعمال قبل تمهيد البلاد، والضرب على أيدي أهل الضرر والفساد، فأمنوا السبل، وسدوا الخلل، فاتسعت أحوالهم، وانبسطت آمالهم، فصار أهل تلك البلاد يعظمونهم غاية الإعظام، ويعاملونهم بالبر والإكرام". وبعد استقرار الأمن بالبلاد أخذوا في تنفيذ برامجهم في الدفاع عن الأندلس، وقد كان نجاحهم - أكثر - في تشجيع العلم وإقامة معالم العمران. وبذلك كله حققوا كثيرا من الآمال التي كان المغاربة يعلقونها على هذه الدولة الجديدة

                        تعليق


                        • #13
                          شكرا لك أخي السويدي
                          على تشجيعاتك الدائمة
                          لجميع المواضيع المقدمة
                          على صفحات منتدانا الغالي

                          تعليق


                          • #14
                            مشكور اخي يوسف على الموضوع الجميل بارك الله فيك

                            تعليق


                            • #15
                              ما اروع موضوعك اخى يوسف ربنا يبارك فيك
                              اتحفتنا بهده الحضارات العريقة التى اشرقت
                              من المغرب الحبيب و قربتنا من كل هده الحضارات
                              اشكرك كثيرا و انا سعيدة انى زرت مدينى الرباط
                              و رحت لصومعة حسان تلك الصومعة التاريخية التى دهب
                              نصفها و رايت تلك المعلمة الباقية شامخة رغم الازمنة
                              انها رائعة بتمنى لك التالق و التوفيق من الله

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X