الفنانه العمانيه
فتخار حمدون البدوي
لمناسبة معرضها الشخصي
في جاليرى البهجة في مسقط
بدأت (افتخار حمدون البدوي)، شانها في خطواتها الأبتدائية،
شان زميلاتها في التجربة الفنية ذاتها، برسم لوحات
من واقع الحياة اليومية والطبيعة بوسائل مبسيطة متوفرة
لكل مبتدئ: ألوان مائية واقلام خشبية ملونة و(الباستيل)
وألوان (الماجك ) لمشاهد عديدة ولمناظر طبيعية
تراها هي خلابة، في سواحل وأطراف مياه بحر عمان
وبحيرات وسط وديان مزروعة تحيط بها نخيل واشجار
وبيوت الفلاحين والصيادين، كما كانت ترسمها
في (السفرات المدرسية أو العائلية). أو كما كانت تراها
في الرحلات الفنية المشتركة ، او في معرض خاص
يقام على جدران قاعة (المدرسة). فجمعت عشرات اللوحات
رسمتها حول حياة الانسان العماني ضمن مناظر ومشاهد
المنطقة التي ولدت وترعرعت فيها.
وتعرفت في المعارض السنوية والنشاطات الفنية المدرسية
الأخرى، بالعديد من الرسامات الشابات و بدأت علاقتها
تتوطد بتجارب الفن المعاصرة، بتشجيع من أبيها
الذي كان يعمل في التدريس و يمارس الرسم (هواية شخصية)
باستمرار، إذ كان يحثها على مواصلة التدريب على الرسم
ومشاهدة تجارب مشاهير الرسامين العرب والعالميين
في الكتب والمجلات التشكيلية المختصة، ويحدثها
عن أهمية اعادة رسم لوحات أساطين الرسم في العالم
للتدريب وكسب الخبرة والممارسة الضرورية لكل مبتدئ
في الفن. وكانت ترسم المزيد من اللوحات.
وتبلورت بعض محاولاتها عن وعي وادراك لمباديء
الرسم الأكاديمية بعد انتمائها لمرسم الشباب عام 1995م
والجمعية العمانية للفنون التشكيلية عام 1998م
ومشاركتها في المعارض السنوية.
كانت لوحاتها الاولى التي رسمتها عن الطبيعة،
قد كشفت لها عن معنى ارتباط الفنان بمجتمعه وأرضه،
وجعلتها تميل إلى تفاصيل رموزالمراة والأرض والتراب
والنار في مجموعة لوحاتها (معزوفة فخارية)، وهي ذواتها
التي ربما أشارت فيها إلى استعارات الزخرفة العربية
والاسلامية المبسطة، فاعتمدتها خلفية لبنائها المعماري
ولموضوعها أيضا، سرعان ما توسعت مساحاتها لتشمل
عناصر اللوحة البنائية، حضور المرأة العربيه
– الخليجية - العمانية، الحضور البديل الذي تمثله الرسامة
ذاتها السمة المبتغاة تكمن في تكرار ملامح الرسامة
إياها في اللوحات التي تنطلق فيها المراة هائمة على وجهها
في البراري نحو المجهول، وحيدة في لوحة تارة،
ومرافقة لبعض النسوة تارة اخرى . وفي كل المسارات
تبقى الوحدة والتفرد واللا جدوى من التوجه إلى وهدات
لا قرار لها هو الهاجس المتعب في عالم دائب على التغيير..
وتبقى المرأة بزخرفة ونقوش ملابسها وهيئتها العامة
وقد غابت عنها ملامحها التشبيهية في سحنات اللون الداكنة
لتظهر وحدات الزخرفة والتطريز والموتيفات الشعبية
المعروفة في عمان، وقد أضفت على انشاء اللوحة جمالية
واختزالا باهرا هو جزء من وعي الرسامة وفهمها
وتحولها نحو معالجة الشكل والمضمون بروح التجريبية،
امتدادا لمحاولاتها السابقة، وبتوجيه من معلمها : أبيها:
وهو (رسام هاو) يعرف بماذا يفكر
ويفهم توصلات ابنته الجمالية.
وهذا ما تجسد في أربع لوحات تكاملية رسمتها مؤخرا
في مارس وابريل عام 2006م، فكانت محاولتها، في الاطار العام،
سعيا باتجاه وضوح تجربتها في سياق الهوية المتميزة،
من بين تجارب آخرين خاضوا في صياغات متشابهة
أو متقاربة وكانوا جزءا من حركة الفن التشكيلي في سلطنة عمان،
التي ما تزال تشكل الخطوة الاولى في (هذه التجربة او تلك)،
وليست مدونة، وبقيت كمادة خام دون دراستها وتقويمها وتقديرها.
حتى قمنا بتنظيمها ووضعها في سياق منهجي تم نشره
في صفحات الفنون التشكيلية لملحق شرفات في جريدة عمان
حتى نهاية عام 2005م. نجم عن ذلك، كتاب نقدي لمسيرة
الفن المعاصر في عمان .. ولكننا نرى في العشرين لوحة
التي عرضتها افتخار حمدون البدوي ، في الثامن والعشرين
من مايو عام 2006م في قاعة البهجة في مسقط، وعيا
جديدا تماما في المعالجة والتقنية والصياغة العامة لمفردات
المعمار الشكلي العام، ما يثير الغبطة، ويدعو إلى الـتامل
والشعور بالأمل الواعد لهذه الرسامة المثابرة
في بحثها عن هويتها وأبجديتها الثقافية.
فتخار حمدون البدوي
لمناسبة معرضها الشخصي
في جاليرى البهجة في مسقط
بدأت (افتخار حمدون البدوي)، شانها في خطواتها الأبتدائية،
شان زميلاتها في التجربة الفنية ذاتها، برسم لوحات
من واقع الحياة اليومية والطبيعة بوسائل مبسيطة متوفرة
لكل مبتدئ: ألوان مائية واقلام خشبية ملونة و(الباستيل)
وألوان (الماجك ) لمشاهد عديدة ولمناظر طبيعية
تراها هي خلابة، في سواحل وأطراف مياه بحر عمان
وبحيرات وسط وديان مزروعة تحيط بها نخيل واشجار
وبيوت الفلاحين والصيادين، كما كانت ترسمها
في (السفرات المدرسية أو العائلية). أو كما كانت تراها
في الرحلات الفنية المشتركة ، او في معرض خاص
يقام على جدران قاعة (المدرسة). فجمعت عشرات اللوحات
رسمتها حول حياة الانسان العماني ضمن مناظر ومشاهد
المنطقة التي ولدت وترعرعت فيها.
وتعرفت في المعارض السنوية والنشاطات الفنية المدرسية
الأخرى، بالعديد من الرسامات الشابات و بدأت علاقتها
تتوطد بتجارب الفن المعاصرة، بتشجيع من أبيها
الذي كان يعمل في التدريس و يمارس الرسم (هواية شخصية)
باستمرار، إذ كان يحثها على مواصلة التدريب على الرسم
ومشاهدة تجارب مشاهير الرسامين العرب والعالميين
في الكتب والمجلات التشكيلية المختصة، ويحدثها
عن أهمية اعادة رسم لوحات أساطين الرسم في العالم
للتدريب وكسب الخبرة والممارسة الضرورية لكل مبتدئ
في الفن. وكانت ترسم المزيد من اللوحات.
وتبلورت بعض محاولاتها عن وعي وادراك لمباديء
الرسم الأكاديمية بعد انتمائها لمرسم الشباب عام 1995م
والجمعية العمانية للفنون التشكيلية عام 1998م
ومشاركتها في المعارض السنوية.
كانت لوحاتها الاولى التي رسمتها عن الطبيعة،
قد كشفت لها عن معنى ارتباط الفنان بمجتمعه وأرضه،
وجعلتها تميل إلى تفاصيل رموزالمراة والأرض والتراب
والنار في مجموعة لوحاتها (معزوفة فخارية)، وهي ذواتها
التي ربما أشارت فيها إلى استعارات الزخرفة العربية
والاسلامية المبسطة، فاعتمدتها خلفية لبنائها المعماري
ولموضوعها أيضا، سرعان ما توسعت مساحاتها لتشمل
عناصر اللوحة البنائية، حضور المرأة العربيه
– الخليجية - العمانية، الحضور البديل الذي تمثله الرسامة
ذاتها السمة المبتغاة تكمن في تكرار ملامح الرسامة
إياها في اللوحات التي تنطلق فيها المراة هائمة على وجهها
في البراري نحو المجهول، وحيدة في لوحة تارة،
ومرافقة لبعض النسوة تارة اخرى . وفي كل المسارات
تبقى الوحدة والتفرد واللا جدوى من التوجه إلى وهدات
لا قرار لها هو الهاجس المتعب في عالم دائب على التغيير..
وتبقى المرأة بزخرفة ونقوش ملابسها وهيئتها العامة
وقد غابت عنها ملامحها التشبيهية في سحنات اللون الداكنة
لتظهر وحدات الزخرفة والتطريز والموتيفات الشعبية
المعروفة في عمان، وقد أضفت على انشاء اللوحة جمالية
واختزالا باهرا هو جزء من وعي الرسامة وفهمها
وتحولها نحو معالجة الشكل والمضمون بروح التجريبية،
امتدادا لمحاولاتها السابقة، وبتوجيه من معلمها : أبيها:
وهو (رسام هاو) يعرف بماذا يفكر
ويفهم توصلات ابنته الجمالية.
وهذا ما تجسد في أربع لوحات تكاملية رسمتها مؤخرا
في مارس وابريل عام 2006م، فكانت محاولتها، في الاطار العام،
سعيا باتجاه وضوح تجربتها في سياق الهوية المتميزة،
من بين تجارب آخرين خاضوا في صياغات متشابهة
أو متقاربة وكانوا جزءا من حركة الفن التشكيلي في سلطنة عمان،
التي ما تزال تشكل الخطوة الاولى في (هذه التجربة او تلك)،
وليست مدونة، وبقيت كمادة خام دون دراستها وتقويمها وتقديرها.
حتى قمنا بتنظيمها ووضعها في سياق منهجي تم نشره
في صفحات الفنون التشكيلية لملحق شرفات في جريدة عمان
حتى نهاية عام 2005م. نجم عن ذلك، كتاب نقدي لمسيرة
الفن المعاصر في عمان .. ولكننا نرى في العشرين لوحة
التي عرضتها افتخار حمدون البدوي ، في الثامن والعشرين
من مايو عام 2006م في قاعة البهجة في مسقط، وعيا
جديدا تماما في المعالجة والتقنية والصياغة العامة لمفردات
المعمار الشكلي العام، ما يثير الغبطة، ويدعو إلى الـتامل
والشعور بالأمل الواعد لهذه الرسامة المثابرة
في بحثها عن هويتها وأبجديتها الثقافية.
تعليق