إنا لله وإنا إليه راجعون
وكأنما يأبى شهر ابريل الرحيل
الا وقد أُقفلت فيه صحاف الكثير
من الشعراء
غيب الموت الشاعر
محمد الفيتوري
يوم 24 ابريل 2015
رحمه الله برحمته
واسكنه فسيح جناته
قلها لا تجبن
قلها في وجه البشرية
انا زنجي
وابي زنجي الجد
وامي زنجية
انا اسود
اسود لكني حر امتلك الحرية
ارضي افريقية
عاشت ارضي
عاشت افريقية
ارضي والابيض دنسها
دنسها المحتل العادي
فلامض شهيدا
وليمضوا مثلي شهداء اولادي
فوراء الموت .. وراء الارض
تدوي صرخة اجدادي
لستم ببنينا ان لم تذر الارض رماد الجلاد
لستم ببنينا ان لم يجل الغاصب عنها مدحورا
ان لم تخلع اكفان الظلمة
ان لم تتفجر نورا
ان لم يرتفع العلم الاسود
فوق رباها منصورا
ان لم يحن التاريخ لكم جبهته فرحان فخورا
الفجر يدك جدار الظلمة
فاسمع الحان النصر
هاهي ذي الظلمة تداعي
تساقط تهوي في ذعر
ها هو ذا شعبي ينهض من اغمائته
عاري الصدر
ها هو ذا الطوفان الاسود
يعدو عبر السد الصخري
ها هي ذي افريقيا الكبرى
تتالق في ضوء الفجر
دنيا لا يملكها من يملكها
أغنى أهليها سادتها الفقراء
الخاسر من لم يأخذ منها
ما تعطيه على استيحاء
والغافل من ظنّ الأشياء
هي الأشياء!
تاج السلطان الغاشم تفاحه
تتأرجح أعلى سارية الساحة
تاج الصوفي يضيء
على سجادة قش
صدقني يا ياقوت العرش
أن الموتى ليسوا هم
هاتيك الموتى
والراحة ليست
هاتيك الراحة
* * *
عن أي بحار العالم تسألني يا محبوبي
عن حوت
قدماه من صخر
عيناه من ياقوت
عن سُحُبٍ من نيران
وجزائر من مرجان
عن ميت يحمل جثته
ويهرول حيث يموت
لا تعجب يا ياقوت
الأعظم من قدر الإنسان هو الإنسان
القاضي يغزل شاربه المغنية الحانة
وحكيم القرية مشنوق
والقردة تلهو في السوق
يا محبوبي ..
ذهب المُضْطَّر نحاس
قاضيكم مشدود في مقعده المسروق
يقضي ما بين الناس
ويجرّ عباءته كبراً في الجبانه
* * *
لن تبصرنا بمآقٍ غير مآقينا
لن تعرفنا
ما لم نجذبك فتعرفنا وتكاشفنا
أدنى ما فينا قد يعلونا
يا قوت
فكن الأدنى
تكن الأعلى فينا
* * *
وتجف مياه البحر
وتقطع هجرتها أسراب الطير
والغربال المثقوب على كتفيك
وحزنك في عينيك
جبال
ومقادير
وأجيال
يا محبوبي
لا تبكيني
يكفيك ويكفيني
فالحزن الأكبر ليس يقال
"أيها السائق
رفقاً بالخيول المتعبه
قف ..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبه
قف ..
فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه "
هكذا كان يغني الموت حول العربه
وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربه
* * *
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل ..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى سوطه الباكي
على ظهر الخيول ..
فتلوت ..
وتهاوت ..
ثم سارت في ذهول
وصية الشاعر القديم
لولا حيائي منك ، لولا خشيتي
لقلت لك :
السم في كأسك ، والخنجر في العباءة
يا أيها الجالس خلف الحجرة المضاءة
على جلالك السلام
.. وأومأ الامير للسياف : يا غلام
اطح براسه
وضاع الصوت في الزحام
واعجبا يا سيدي
كأنما أغوص في حلم من الأحلام
فانني كنت نصحت مذ ألف عام
متوجا مثلك
- مأعدله وأعدلك !
لكنه اذدرى نصيحتي
ازدراني ..
وبقيت ..
بينما هلك
لو لحظة من وسني
تغسل عني حزني
تحملني
ترجعني
الى عيون وطني
يا وطني ..
يا وطني يا وطن الأحرار والصراع
الشمس في السماء كالشراع
تعانق الحقول والمراعي
واوجه العمال والزراع
يا وطني ..
أصبح الصبح كأن الزمن الماضي على الماء نقوش
فارفعي راية اكتوبر فالثورة مازالت تعيش
وانا مازلت في البعد انادي
يا بلادي
يا مغاني وطني ..
أجمل من فراشة مجنحة على ضفاف المقرن الجميل
أجمل من نوّارة مفتحة ترقد تحت ذهب الأصيل
أجمل من رائحة النضال لم أشم رائحة في صبحك الجليل
يا فخر هذا الجيل
يا وطني
يوميات رجل مقتول
عربات الموتى المذهبة الصفراء
تدوس على قلبي المخضوضر
تغرس في حوافرها
ذات الوهج السوداء
والقتلى يبتهلون باوجههم
يبكون تصفق ايديهم
يتحشرج فيهم شئ
تهبط عاصفة
تتساقط فوق مراياهم رمل الصحراء
- القاتل انت
- القاتل نحن
- القاتل من ؟
لا ترفع سوطك في وجهي
ساشير اليك
سارفع مطرقتي
كفي المدفونة تحت ثرى سيناء
اتسمعني ! ساشير اليك
فانت .. وانت
انزع هذا الدرع الذهبي
اخلع هذا الوجه الخشبي
تحطم عصفا كالتمثال
تجرد من وهج الاشياء
الان احدق في عينيك
انا المقتول
اعلق راياتي المهزومة
فوق مدائنك الخرساء
ليس طفلا ذلك الخارج من زمن الموتى
إلا هي الاشارة
ليس طفلا وحجارة
ليس شمسا ً من نحاس ورماد
ليس طوقا حول أعناق الطاواويس
محلاة بالسواد
إنه طقس حضارة
إنه إيقاع شعب وبلاد
ليس طفلا ً ذلك الخارج من قبعة الحاخام
من قوس الهزائم
ليس طفلا ً وتمائم
إنه الأرض التي لم تخن الأرض
وخانتها الحكومات والمحاكم
إنه الحق الذي لم يخن الحق
وخانته الطرابيش والعمائم
اسكب ايها الزيت الفلسطيني أقمارك واحضن
واحضن ذاتك الكبرى وقاوم
وأضىء نافذة البحر على البحر
وقل للموج إن الموج قادم
هوانا
الهوى كل هوى دون هوانا
نحن من أشعلت الشمس يدانا
والخُطى مهما تناءت أودنت
فهى في دورتها رجع خطانا
واذا التاريخُ أغنى أُمَّةً
بشهيدً فأُلوف شهدانا
واذا الثورة كانت بطلاً
يطأُ الموت ويحتلّث الزمانا
فلنا في كُلِّ جيل بطل
مجدهُ يحتضن المجد أحتضانا
عرب’’ نحن .. وهذا دمنا
يتحدى في فلسطين الهوانا
عرب رايتُنَا وحدتنا حلقت
صقرا وحطت في سمانا
عرب’’ .. لا أمضُغُ الملح ، ولا
أكسر السيف بعينيّ مُهُانا
فأنا أعرف أنَّ الروح من
روحنا نحن..وأن الكون كانا
وأنا أعرف أن الشمس في غيبة
ثم ....... تعود الدورانا
والمخاضاتُ عذاب
ولقد تلدُ الأرحامُ وَحلاً واحتقانا
وأنا أعرفُ أني أُمَّةُ
هي عند الله أعلى صولجانا
وأنا أركضُ فى بسُتانها
خيلاءً..وأغُنىَّ المهرجانا
وأسألوُا التاريخ عنها
ينتفض كلُّ عرق عربي عُنفُوانا
أه يا ذاكرة الأرض
لكم ثقُلتْ أقدامُهم فوق ثرانا
والدُّجى كان بطيئاً
والأسى كان مُرًّا رَشَفَتُه شفتانا
هم يشبهون السيل
قال بيديبا الحكيم :
وكان وجه الملك الجليل دبشليم
ياقوتة ترجف في خاتمه القديم
- ودائما كالعرق الذي على جباههم
يبتسمون
ويركضون
واذ يشاءون يشاءون ويقدرون
ودائما ينسى الملوك
دائما يهوي الصدا على الصدا
ودائما يجئ سيلهم
لانهم لا يقفون ابدا
يَمُرُّ غَيْركَ فِيهَا وهو مُحْتضرُ
لا برق يخطف عينيه ولا مطر
وأنت.. لا أسألُ التاريخ عن هرمٍ
في ظلِّه قمم التاريخ تنتظر
عن عاشق في الذُّرى..
لم تكتمل أبداً
إلا على صدره الآيات والسور
عن الذي كان عصرا شامخا
ويداً تشد عصرا اليها
وهو ينحدر
يمر غيرك
بعض العابريت على بطونهم
يثقلون الأرض إن عبروا
كمثل من أبصرت عيناك
ثم نأت عيناك عنهم
فلا غابوا.. ولا حضروا
وبعضهم أنت تدري
ان شعرك لو لم يلق ضوءاً
على أيامهم غبروا
كانوا ملوكا على أرض ممزقة
يجوع فوق ثراها النبت والبشر
كانوا ملوكا مماليكا
وأعظمهم تحت السموات
من في ظلك استتروا
***
ورحت تنفخ فيهم منك
ترفعهم ، فيسقط البعض
أو تبنى ..فينكسر
أردت تخلق أبطالاً ، تعيد بهم
عصر النبوة والرؤيا ، فما قدروا
هتفت : ياعمر
مكتوب لك العمر
وليس ينقص فيك الجهد والسهر
وإنما تنقص الاعمار في وطن
يغتاله القهر، أو يغتاله الخطر
وقلت..
والشاهدان ، اللّيل والسفر
وشعلة في مدار الكون تستعر
هذي الطيور التي احمرت مخالبها
فوق الصخور لنا
ولتستح الحفر
وسرت غضبان في التاريخ
لا عنق إلا ومنك على طياته أثر
تصفو ، وتجفو
وتستعلي ، وتبتدر
وتستفز ، وتستثنى ، وتحتقر
هذا زمانك
لا هذا زمانُهم
فأنت معنى وُجُودٍ ليس ينحصر
في كل أرض وطئتها أمم
تُرعى بعيدٍ كأنها غنم
"وإنما الناس بالمملوك
وما تصلح عرب ملوكها عجم"*
وتكفهر على مرآتك الصُّوَرُ
أتعقم الأرض؟ هذي الأم
أيُ دجى هذا الذي في عُيون الناس ينتشر
وينحني شجر الأيام
والغضب القدسي يغدُو انكسارات
وينحسر
***
فلتسمع النُصُبُ الجوفاء والأُطُرُ
هذى الأغاني البواكي في فمي نذر
إذا تساقط في أيامهم علمُُ
فإن أعلام من يأتي ستنتصر
وإن يخن خائن فالارض واحدة
برغم من خان .. والآلام مُخْتبرُ
***
وقلت بغداد
يا بغدادُ أيُّ فتى كان الفتَى
وهو في عينيك يزدهر
أنت التي اخترته للعشق
كان إذا رآكِ في لهب الأحداث
ينفجر
ويحرث الأرض كالمجنون
يحرثها براحتين هما الإحباط والظفر
أقل مجدك أن الفاتحين وقد
جاءوا غُزاةًَ على أبوابك انكسروا
وبعض مجدي ، أنَّ الكون لي فلكُُ
شعري وأنت عليه : الشمس والقمر
بغدادُ.. أشامتُ مشدوداً إليك
ويا شام الهوى أنا في العاقُول أنتظر
وما حدائق كافور القديم
سوى تلك الثمار التي حُمِّلتها الثَّمرُ
**
الله.. يا كم تغرّبنا
وكم بلغت منا الهموم
كما لم يبلغ الكبر
فإن أكُن أمس قد غازلت أُمنيةً
حيث استوى الصمتُ
أو حيث استوى الضّجر
فالمجد أعظم ايقاعاً
وَربَّ دمٍ يمشي حزيناً
ويمشي إثرهُ القَدَرُ
النار تطبع وجهها القزحى
فىموج الستائر والقباب البيض
هل تصغى الى اللغة التى نطقت بها الثيران
اية لعنة تجتاح هذا الجيل
لن يصغى الرماد لغير فأس الريح
سر عزاب هذا الجيلفى اكفان جلاديه
كيف نسيت انك شاعر والقوم موتى
ومضيت تنحت تلكم الاوثان
فى شفتيك نحتا
وكأن من شربو دما
وتقياوه دما ومقتا
ينسون انك انت بعض الناس
والطغيان اعلى منك صوتا
يالافتضاح السر
كيف نسيت ان المخطئين من الرجال
هم الرجال المخطئون
الجالسون على حطام عروشهم
وانا وانت
الضعف
ما بيدي ان ارفعك
ولا بها ان اضعك
انت اليم
وانا احمل الامي معك
وجائع
ومهجتي جوعها من جوعك
وانت عار
وانا .. ها انذا عار معك
يا شعبي التائه
ما اضيعني ، واضيعك
ما اضيع الثدي الذي ارضعني
وارضعك
يا ليته جرعني سمومه
وجرعك
فما احتقرت ادمعي
ولا احتضنت ادمعك
ولا انكفأت فوق قبر اليأس
أبكي مصرعك
أيتها الجميزة العجوز
من ذا زرعك
يا غرسة الخمول
لا بورك حقل اطلعك
أما سئمت تحت اقدام الدجى مضجعك
فقمت في نهر الطموح
تغسلين اذرعك
كم جنح الرح بواديك
فهلا اقتلعك
وانتفض الفجر حواليك
فهلا صرعك
ففكرة الحياة ان تبدعي ، او ابدعك
وفكرة الفناء
ان تصرعني او اصرعك
يا ليتني عاصفة ، قاصفة
كي اسمعك
تعليق