تويت
أنور خميس سونيا Anwar Sonya
العماني الذي ولد في البحرين عام 1948م، وعاش في منطقة ( فلج العوضية ) في مرحلة دراسته الأولى في مدرسة القضيبية الابتدائية في المنامة. وكانت فترة طفولته قد ساعدته لاحقا على تأمل ما كان يراه في رسوم الكتب والمطبوعات المدرسية. بدأ تعلم الرسم أثناء إقامة أهله في مدينة منامة البحرين وعمره تسع سنوات. وكان الفنانون في البحرين على تماس مع الحركة الفنية العراقية والشامية والمصرية منذ الستينيات وحتى عودة اسرته الى مطرح القديمة، حيث انغمست شغافات اعماقه، وأبجدية ذاكرته، بالبيئة والأوان ذاته الذي نشا فيه شابا فتيا في (مسقط ) وكانت وما زالت بيئة غنية بتفاصيل الحياة اليومية وبمشاهد الطبيعة المختلفة. وبدأت شخصيته تنمو في ظل ذاكرة الامس في البحرين وواقع اليوم في مطرح القديمة. وعمل إلى جوار زملائه الرسامين الهواة في النوادي الأهلية الرياضية، وكان (أنور سونيا ) إذ ذاك يعلم نفسه ويطور تجربته التلقائية، معتمدا على إيمانه وإصراره العصامي العنيد على مواصلة الرسم. وكانت مظاهر النضج المبكر قد برزت لديه في سن الخامسة عشرة لتتطور وتتعمق بفعل توجيهات معلمه الفنية في المدرسة ولم يك يعلم انه مهد لمحاولات تأسيسية فنية جديدة تربطه بين مرحلتين متعارضتين متناقضتين من مراحل الفن التشكيلي في عمان ، مما دفعنا الى القول، دون مبالغة، بأن انطلاقة فن الرسم العماني قد ارتبطت في بداية السبعينيات بتجربته وبمحاولات زملائه الهواة الذين أقاموا المعارض السنوية ونشطوا في المحافظة على اتقاد جذوة الرسم. فهو بقدر ما اغتنى بتعدد المرئيات في روحه وعقله، قد أظهر التنوع التجريبي لرؤاه و امكاناته التقنية (خلال ربع قرن). و فيما يبدو ان بعض لوحاته، تشير إلى واقعية مبسطة مشبعة بثراء اللون، وملتزمة بالمعالجة الفنية التقليدية الموروثة، المرتبطة بحبه الاساس للطبيعة و الانسان، و مفردات المجتمع و شرائحه و بنيته و تفاصيل مكوناته الحياتية اليومية، و تلك هي سمة متميزة في محاولات الفنان (أنور سونيا) وظيفيا و جماليا. كان قد أدخلها ضمن هوايته ومنهاجه برسم الصور الشخصية، والمناظر الطبيعية و(الحياة الساكنة)، إلا أنه ابتعد عن المؤثرات الأوربية فيما يتعلق باستخدامات اللون والتكوين، و بدأ يكثر من إدخال العناصر الشكلية (الموتيفات) من الفنون الشعبية، التي منحت لوحاته، بعض السمات الشخصية الواضحة والطابع المتفرد الذي يعود في تاريخه إلى مرحلة صعبة من أحداث أمته. ولكنه، استمر في العمل على رسم الطبيعة وتفاصيل الحياة اليومية والصور الشخصية. وهكذا بدأت أولي العلاقات المضيئة في ارتباط البدايات الفنية بالفكر العالمي تدريجياً عن طريق اهتمام الفنان العماني بالاتجاهات والأساليب الفنية في أوربا والشعور العميق بأهمية التقنية الشكلية التي تنضج من الأسلوب باتجاه وضوح المضمون تبلورت المفاهيم القومية والإنسانية المتقدمة في أوساط الفنانين التشكيليين وبلغت نضجها في العقد الثامن من القرن الماضي وبأت من المؤكد القول أنه عقد التنوير أو العقد العظيم في تاريخ النهضة الثقافية الحديثة في الوطن العربي .. لقد كان الهدف من المشاركات الجماعية، هو جمع شمل محاولات الهواة الفنية وتنظيم أعمالهم والمساهمة في البحث عن قيمة جديدة لملامح الفن المعاصر في عمان ، لتكوين مركز حيوي لكافة الاتجاهات الفنية الحسية والبصرية دعا إليه بعد ثلاثين عاما من المستقبل.. وتأجيج مفهوم الالتزام بقضايا المجتمع وبمواضيع شعبية معروفة.. من بين اهم لوحات عقد( الثمانينيات) تلك التي عبرت عن الواقع الاجتماعي : الدلالة – بائعة الملابس- السماك ماتبقى من العمر وودردشات ومصارعة الثيران في بركاءوبائعة الاكياس في مطرح وحصاد اليوم ومحاسبة بين مالك الارض والفلاحين وبائعة الادوية وقلعة نخل، فجمع بين حالتين متوترتين متناقضتين: القلق مع الرعب.. حالة القلق الجديدة تحمل احساسا بالخوف والرعب من المستقبل . وحالة الهدوء مع الحلم وقد عكسها منفعلا بضربات الفرشاة اللونية السريعة والحادة، التي تشبه معالجة (الوحوشيين). واعتمدت اعماله للفترة ما بين لوحته بداية لقاء 1990م ولوحاته التعبيرية في العام – 2000مم ( عدا مجموعة لوحاته غير المتكاملة : ( الوجوه)، 1999بالاكريلك - على العديد من الرسوم المباشرة والتعبيرية القوية المشحونة بقدر كبير من الانتماء والارتباط بمواضيع شعبيةمنها حلاق الحارة والحائرة والانتظارو القلق والرعب، ويجسد كل شعور بالكراهية والحقد على مآسي الحروب في كل لوحاته. ولكنه يلغي فيها الكثافة اللونية والكتل ويحول ذلك الى شفافية لونية كما يلغي المساحات ويحولها الى بقع لونية زيتية ومساحات اقل درامية. ليؤكد بان اللوحة موقف لحياة .اما اهم لوحات هذه الفترة فهي مجموعة أعمال لعمانيات ضمن حياتهن اليومية في البيوت القروية عام 1995 ظهرت فيها أولى خطوات التكعيبية وبعضها (موندريانية) المعالجة. كما رسم عدة وجوه (بورتريه) الفنان نفسه، أنجزها عام 1998 حاملا نظرات تخترق جدار اللوحة وتصل الى المتلقي حاملة كل شعور بالتحدي وبالجرح. ان اللوحة هي اعلان كامل لحياة هذا الرسام المتواضع البسيط في حياته الشخصية وفي فنه، الذي الغى الدراما الموجودة في اعماله السابقة والتي كان يرسمها كخلفية للوجوه البشرية، ورسم كتلا لونية محملة بالالم والشجن في اعماله في العام 1999م ومنها لوحة الخوف ولوحة( حلم) بله أعماله الضخمة والمهمة التي أنجزها لحساب جهات سياحية . بينما اندفع فنانون آخرون ليقيموا معارضهم ويرسلوا حصيلة المبيعات الى الاطفال المعاقين وذوي الإحتياجات الخاصة. وظلوا يساعدون كل اطفال العالم الذين حولتهم الحروب الى معاقين واخرجتهم من مدارسهم). وكان يتمنى ان ينطلق الفن في عمان، حاملا ارثه الثقافي وتراثه الفكري لربط الاصالة بالمعاصرة، من اجل المستقبل). وما زال سونيا يعيش حياته وهو ينتج اعمالا تحمل قصص مجتمعه المحملة بالقلق والشجن والاساطير المستترة خلف الجدار واللمسات اللونية الشفيفة.. كان عام 2002م قد شكل انعطافا حادا في حياته الاجتماعية بوفاة والدته وقضى فترة حزن عميق. وقد خفت بعد عودته إلى ممارسة الرسم. وأما الإنعطافة الثانية فكانت فنية ، إذ أسهم بتشكيل جماعة الدائرة. وسناتي على ذكر تفاصيلها لاحقا.. وكان يلتقي بالشاعر (سماء عيسى) و صديقيه حسن مير والنحات عبد الحميد الزبيدي وأعضاء جماعة الدائرة ).. ويعود من جديد ويرسم لوحات ذات زخم لوني وضربات حادة ومساحات طغت عليها بقع خضر.. و بدأ اللون الازرق يتماهى باللون الاخضر، وبدأ يخلط الالوان بمعالجة جيدة بدلا من استخدامها مباشرة على قماشة اللوحة. ساعيا مجددا إلى البحث عن الحداثة في التقنية والأسلوب ومعمار الشكل العام متأثرا بتجربة الدائرة هذه المرة.
العماني الذي ولد في البحرين عام 1948م، وعاش في منطقة ( فلج العوضية ) في مرحلة دراسته الأولى في مدرسة القضيبية الابتدائية في المنامة. وكانت فترة طفولته قد ساعدته لاحقا على تأمل ما كان يراه في رسوم الكتب والمطبوعات المدرسية. بدأ تعلم الرسم أثناء إقامة أهله في مدينة منامة البحرين وعمره تسع سنوات. وكان الفنانون في البحرين على تماس مع الحركة الفنية العراقية والشامية والمصرية منذ الستينيات وحتى عودة اسرته الى مطرح القديمة، حيث انغمست شغافات اعماقه، وأبجدية ذاكرته، بالبيئة والأوان ذاته الذي نشا فيه شابا فتيا في (مسقط ) وكانت وما زالت بيئة غنية بتفاصيل الحياة اليومية وبمشاهد الطبيعة المختلفة. وبدأت شخصيته تنمو في ظل ذاكرة الامس في البحرين وواقع اليوم في مطرح القديمة. وعمل إلى جوار زملائه الرسامين الهواة في النوادي الأهلية الرياضية، وكان (أنور سونيا ) إذ ذاك يعلم نفسه ويطور تجربته التلقائية، معتمدا على إيمانه وإصراره العصامي العنيد على مواصلة الرسم. وكانت مظاهر النضج المبكر قد برزت لديه في سن الخامسة عشرة لتتطور وتتعمق بفعل توجيهات معلمه الفنية في المدرسة ولم يك يعلم انه مهد لمحاولات تأسيسية فنية جديدة تربطه بين مرحلتين متعارضتين متناقضتين من مراحل الفن التشكيلي في عمان ، مما دفعنا الى القول، دون مبالغة، بأن انطلاقة فن الرسم العماني قد ارتبطت في بداية السبعينيات بتجربته وبمحاولات زملائه الهواة الذين أقاموا المعارض السنوية ونشطوا في المحافظة على اتقاد جذوة الرسم. فهو بقدر ما اغتنى بتعدد المرئيات في روحه وعقله، قد أظهر التنوع التجريبي لرؤاه و امكاناته التقنية (خلال ربع قرن). و فيما يبدو ان بعض لوحاته، تشير إلى واقعية مبسطة مشبعة بثراء اللون، وملتزمة بالمعالجة الفنية التقليدية الموروثة، المرتبطة بحبه الاساس للطبيعة و الانسان، و مفردات المجتمع و شرائحه و بنيته و تفاصيل مكوناته الحياتية اليومية، و تلك هي سمة متميزة في محاولات الفنان (أنور سونيا) وظيفيا و جماليا. كان قد أدخلها ضمن هوايته ومنهاجه برسم الصور الشخصية، والمناظر الطبيعية و(الحياة الساكنة)، إلا أنه ابتعد عن المؤثرات الأوربية فيما يتعلق باستخدامات اللون والتكوين، و بدأ يكثر من إدخال العناصر الشكلية (الموتيفات) من الفنون الشعبية، التي منحت لوحاته، بعض السمات الشخصية الواضحة والطابع المتفرد الذي يعود في تاريخه إلى مرحلة صعبة من أحداث أمته. ولكنه، استمر في العمل على رسم الطبيعة وتفاصيل الحياة اليومية والصور الشخصية. وهكذا بدأت أولي العلاقات المضيئة في ارتباط البدايات الفنية بالفكر العالمي تدريجياً عن طريق اهتمام الفنان العماني بالاتجاهات والأساليب الفنية في أوربا والشعور العميق بأهمية التقنية الشكلية التي تنضج من الأسلوب باتجاه وضوح المضمون تبلورت المفاهيم القومية والإنسانية المتقدمة في أوساط الفنانين التشكيليين وبلغت نضجها في العقد الثامن من القرن الماضي وبأت من المؤكد القول أنه عقد التنوير أو العقد العظيم في تاريخ النهضة الثقافية الحديثة في الوطن العربي .. لقد كان الهدف من المشاركات الجماعية، هو جمع شمل محاولات الهواة الفنية وتنظيم أعمالهم والمساهمة في البحث عن قيمة جديدة لملامح الفن المعاصر في عمان ، لتكوين مركز حيوي لكافة الاتجاهات الفنية الحسية والبصرية دعا إليه بعد ثلاثين عاما من المستقبل.. وتأجيج مفهوم الالتزام بقضايا المجتمع وبمواضيع شعبية معروفة.. من بين اهم لوحات عقد( الثمانينيات) تلك التي عبرت عن الواقع الاجتماعي : الدلالة – بائعة الملابس- السماك ماتبقى من العمر وودردشات ومصارعة الثيران في بركاءوبائعة الاكياس في مطرح وحصاد اليوم ومحاسبة بين مالك الارض والفلاحين وبائعة الادوية وقلعة نخل، فجمع بين حالتين متوترتين متناقضتين: القلق مع الرعب.. حالة القلق الجديدة تحمل احساسا بالخوف والرعب من المستقبل . وحالة الهدوء مع الحلم وقد عكسها منفعلا بضربات الفرشاة اللونية السريعة والحادة، التي تشبه معالجة (الوحوشيين). واعتمدت اعماله للفترة ما بين لوحته بداية لقاء 1990م ولوحاته التعبيرية في العام – 2000مم ( عدا مجموعة لوحاته غير المتكاملة : ( الوجوه)، 1999بالاكريلك - على العديد من الرسوم المباشرة والتعبيرية القوية المشحونة بقدر كبير من الانتماء والارتباط بمواضيع شعبيةمنها حلاق الحارة والحائرة والانتظارو القلق والرعب، ويجسد كل شعور بالكراهية والحقد على مآسي الحروب في كل لوحاته. ولكنه يلغي فيها الكثافة اللونية والكتل ويحول ذلك الى شفافية لونية كما يلغي المساحات ويحولها الى بقع لونية زيتية ومساحات اقل درامية. ليؤكد بان اللوحة موقف لحياة .اما اهم لوحات هذه الفترة فهي مجموعة أعمال لعمانيات ضمن حياتهن اليومية في البيوت القروية عام 1995 ظهرت فيها أولى خطوات التكعيبية وبعضها (موندريانية) المعالجة. كما رسم عدة وجوه (بورتريه) الفنان نفسه، أنجزها عام 1998 حاملا نظرات تخترق جدار اللوحة وتصل الى المتلقي حاملة كل شعور بالتحدي وبالجرح. ان اللوحة هي اعلان كامل لحياة هذا الرسام المتواضع البسيط في حياته الشخصية وفي فنه، الذي الغى الدراما الموجودة في اعماله السابقة والتي كان يرسمها كخلفية للوجوه البشرية، ورسم كتلا لونية محملة بالالم والشجن في اعماله في العام 1999م ومنها لوحة الخوف ولوحة( حلم) بله أعماله الضخمة والمهمة التي أنجزها لحساب جهات سياحية . بينما اندفع فنانون آخرون ليقيموا معارضهم ويرسلوا حصيلة المبيعات الى الاطفال المعاقين وذوي الإحتياجات الخاصة. وظلوا يساعدون كل اطفال العالم الذين حولتهم الحروب الى معاقين واخرجتهم من مدارسهم). وكان يتمنى ان ينطلق الفن في عمان، حاملا ارثه الثقافي وتراثه الفكري لربط الاصالة بالمعاصرة، من اجل المستقبل). وما زال سونيا يعيش حياته وهو ينتج اعمالا تحمل قصص مجتمعه المحملة بالقلق والشجن والاساطير المستترة خلف الجدار واللمسات اللونية الشفيفة.. كان عام 2002م قد شكل انعطافا حادا في حياته الاجتماعية بوفاة والدته وقضى فترة حزن عميق. وقد خفت بعد عودته إلى ممارسة الرسم. وأما الإنعطافة الثانية فكانت فنية ، إذ أسهم بتشكيل جماعة الدائرة. وسناتي على ذكر تفاصيلها لاحقا.. وكان يلتقي بالشاعر (سماء عيسى) و صديقيه حسن مير والنحات عبد الحميد الزبيدي وأعضاء جماعة الدائرة ).. ويعود من جديد ويرسم لوحات ذات زخم لوني وضربات حادة ومساحات طغت عليها بقع خضر.. و بدأ اللون الازرق يتماهى باللون الاخضر، وبدأ يخلط الالوان بمعالجة جيدة بدلا من استخدامها مباشرة على قماشة اللوحة. ساعيا مجددا إلى البحث عن الحداثة في التقنية والأسلوب ومعمار الشكل العام متأثرا بتجربة الدائرة هذه المرة.
تعليق