إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فاروق شوشه صوت له صدى

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فاروق شوشه صوت له صدى

    الشاعر فاروق شوشة

    واحد من شعراء مصر المعاصرين
    صاحب رؤية ورأي
    له بصمته المميزة في أذن كل مستمع للإذاعة *******
    بتعاليمة الأدبية المبسطة بصوته الرخيم

    هو

    فاروق محمد شوشة
    ولد عام 1936 بقرية الشعراء بمحافظة دمياط ( مصر ).
    حفظ القرآن , و أتم دراسته في دمياط
    تخرج في كلية دارالعلوم 1956
    و في كلية التربية جامعة عين شمس 1957
    عمل مدرساً 1957
    و التحق بالإذاعة عام 1958
    تدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها 1994
    يعمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة
    أهم برامجه الإذاعية
    لغتنا الجميلة , منذ عام 1967
    و التلفزيونية
    ( أمسية ثقافية ) منذ عام 1977
    عضو مجمع اللغة العربية في مصر
    رئيس لجنتي النصوص بالإذاعة و التلفزيون
    و عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة
    و رئيس لجنة المؤلفين و الملحنين
    شارك في مهرجانات الشعر العربية و الدولية
    دواوينه الشعرية
    إلى مسافرة 1966 ـ العيون المحترقة 1972
    لؤلؤة في القلب 1973 ـ في انتظار ما لا يجيء 1979
    الدائرة المحكمة 1983 ـ الأعمال الشعرية 1985
    لغة من دم العاشقين 1986 ـ يقول الدم العربي 1988
    هئت لك 1992 - سيدة الماء 1994
    وقت لاقتناص الوقت 1997
    حبيبة و القمر ( شعر للأطفال ) 1998 - وجه أبنوسي 2000
    الجميلة تنزل إلى النهر 2002
    مؤلفاته منها
    لغتنا الجميلة
    أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي
    أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي
    العلاج بالشعر
    لغتنا الجميلة و مشكلات المعاصرة
    مواجهة ثقافية
    عذابات العمر الجميل ( سيرة شعرية )

    حصل على جائزة الدولة في الشعر 1986
    و جائزة محمد حسن الفقي 1994
    و على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1997
    ألف عنه مصطفى عبدالغني كتاب ( البنية الشعرية )
    من أشعاره

    الليل

    ألقى النيل عباءته فوق البر الشرقي .. ونامْ
    هذا الشيخ المحنيُّ الظهر
    احدودب..
    ثم تقوّس عبر الأيام
    العمر امتد
    و ليل القهر اشتد
    و صاغ الوراقون فنون الكِذبة في إحكامْ !
    لكن الرحلة ماضية ...
    و الدرب سدود
    و الألغام !
    حمل العُكَّازَ
    و سار يحدق في الشطآن .. و في البلدانْ
    قيل : القاهرةُ ـ توقفَ ..
    جاء يدق الباب ـ ويحلمُ
    هل سيصلي الجمعة في أزهرها ؟
    يمشي في ( الموسكي ) و ( العتبة )
    يعبر نحو القلعةِ..
    أو يتخايل عُجْباً في ظل الأهرام
    وقف الشيخ النيل يحدق
    لم يلق وجوهاً يعرفها
    و بيوتاً كان يطل عليها
    و سماء كانت تعكس زرقته ..
    و هو يمد الخطو
    و يسبق عزف الريح
    و يفرد أشرعة الأحلام
    وقف الشيخ النيل .. يسائل نفسه :
    هل تتغير سِحَن الناس ..
    كما يتغير لون الزيّ ؟
    و هل تتراجع لغة العين ..
    كما يتراجع مد البحر ؟
    و هل ينطفيء شعاع القلب
    فتسقط جوهرة الإنسانِ
    و يركلها زحف الأقدامْ ؟
    دق الشيخ النيل البابَ
    فما اختلجت عين خلف الأبراجِ
    ولا ارتدَّ صدى في المرسى الآسنِ
    أو طار يمامْ!
    من يدري أن النيل أتى ؟
    أو أن له ميعاداً تصدح فيه الموسيقى
    و يؤذّن فيه الفجر
    فتختلج الأفئدة ..
    و يكسو العينين غمامْ ؟
    و تنحنح مزدرداً غصته
    عاود دق الباب .. الناس نيام !
    ألقى النيل عباءته فوق البر الغربي ..
    و نام !

    القصيدة و الرعد

    كان بين القصيدة والرعد ثأر قديم
    كلما نزفت بوحها
    لاحقتها سنابكه بالغبار الرجيم
    فتهاوت على درَج الأرجوانِ
    مضمخة بالأسى العبقري
    و دافنة همَّها في انعقاد الغيوم
    القصيدة .. باكية .. تستجير
    و للرعد مطرقة و زئيرٌ
    و دمدمةٌ
    و فضاء حميم
    و انتشاء يخامر كل الذين يطلّون من شاهق
    الكون
    يمتلكون المدى والتخوم
    القصيدة ها.. تتناثر كالذرِّ
    سابحة في هَيُولَى السديم
    تتفتق ذائبة في عروق الحجارةِ
    في غرْين النهر
    في جذع صبارةٍ..
    شوكها من حروف الشقاء النظيم
    ثم ترتاح من وحشة في العراء
    و من شجن في الدماء
    فتأوي إلى اللي
    ساكبة دمعها
    في عيون النجوم !
    القصيدة .. شاخصة تتساءلُ
    و هي تطل على الكون
    أيَّ بلاء عظيم !
    ترصّدني الرعد
    حتى انطفأت
    و أوشكت أذبلُ
    أوشكت أرحلُ
    رعد يباغتني
    قلت : خيرٌ سيأتي
    ودنيا ستمطر..
    لكنه انجاب .. رعد عقيم!
    هل أجاريه قعقعةً?
    الوجود ضجيج ..
    له لغة من رماد المداخن
    و الأفق كابٍ دميم
    فجأة
    مثل ومض الشهاب
    و وقع النبوءة في القلب
    ها
    يتكشَّف لي بارق .. لا يريمْ !
    لا تخافي من الرعد
    و انطلقي بالغناء
    الغناء الذي يتخلَّل هذا السديم
    لا تخافي من الرعد .. لا
    إنه زمن عابر
    و القصيدة فاتحةٌ..
    وزمان مقيمْ!
    رسالة إلى أبي
    يفاجئني الذي اكتشفت : أنت في نفسي حللت !
    في صوتي المرتج بعض صوتك القديم

    في سحنتي بقية منن حزنك المنسل في ملامحك

    و في خفوت نبرتي ـ إذا انطفأت ـ ألمح انكساراتك

    و أنت ..

    عازفا حينا

    و حينا مقبلا

    و راضيا .. تأخذني في بردك الحميم

    أو عاتبا مغاضبا

    فأنت في الحالين .. لن تصدني ..

    و تستخير الله .. أنت تكون قد عدلت !

    يفاجئني أنك لم تزل معي

    و أنت شاخص في وقفتي الصماء .. و التفاتاتي

    أرقبني فيك

    و أستدير باحثا لدي عنك

    تحوطني .. فأتكئ

    تمسك بي .. إذا انخلعت

    تردني لوجهتي

    مقتحما كآبة الليل المقيم

    الآن .. عندما اختلطنا

    صرت واحدا ..

    و صرت اثنين ..

    عدت واحدا ..

    عنك انفصلت .. و اتصلت

    لم أدر كم شجوك النبيل قد حملت

    أضفته لغربتي

    و من إبائك الذي يطاول الزمان .. كم نهلت

    فاكتملت معرفتي

    و اتسعت أحزان قلبي اليتيم

    بالرغم من أبوتك

    و أنت ناصحي المجرب الحكيم

    لم تنجني من شقوتك !

    ***

    أبي تراك في مكانك الأثير مانحي سكينتك

    و قد فرغت من رغائب الحياة

    فانسكبت شيخوختك

    على مدارج الصفاء و الرضا

    و صار قوس الدائرة

    أقرب ما يكون لاكتمالها الفريد

    هأنذا ألوذ بك

    أنا المحارب الذي عرفته .. المفتون بالنزال

    و ابنك ..

    حينما يفاخر الآباء .. بالبنوة الرجال

    منكسرا أعدو إليك

    أشكو سراب رحلتي

    و غربتي

    و وحدتي

    محتميا بما لديك من أبوتي

    و لم يزل في صدرك الرحيب متسع

    و في نفاذ الضوء من بصيرتك

    جلاء ظلمتي وكربتي

    فامدد يدك الذي قد غاله الطريق

    واخترقت سهامه صميمه .. فلم يقع

    لكنه أتاك نازفا مضرجا

    دماؤه تقوده إليك

    زندبة في جبهتك

    و صرخة مكتومة يطلقها .. إذا امقتع

    هذا ابنك القديم ..

    و ابنك الجديد ..

    يبحث فيك عن زمانه ..

    و حلمه البعيد

    فافتح له خزانتك !

  • #2
    بغداد يا بغداد



    كيف الرقاد ! و أنت الخوف و الخطر

    وليل بغداد ليل ماله قمر !

    ها أنت فى الأسر : جلاد ومطرقة

    تهوي عليك و ذئب بات ينتظر

    و ذابحوك كثير ؟ كلهم ظمأ

    إلى دماك ؟ كأن قد مسهم سعر

    أين المفر ؟ و هولاكو الجديد أتى

    يهيئون له أرضا فينتشر

    أنى التفت فثم الموت ؟ تعزفه

    كفان بينهما التاريخ ينشطر

    بغداد حلم رف واستدار

    كما يزف طائر

    نأى به المدار

    وحينما قصدت بابها الوصيد ذات يوم

    على أضيع فى رحابها الفساح

    أسلمت نفسى للهوى القديم واستكنت

    فتحت هذه الحجارة المهمشة

    يرقد

    - في شوارع الرشيد و المنصور أو أبى نواس -

    جميع من قرأت من نجومها

    و من رجالها الأقمار

    و مبدعى ديوانها المملوء بالفتوح

    والأفراح والجراح والعمران

    و الخراب و الفنون و الجنون

    و الثورات و الثوار !

    و ليلها المزهر فى سماء عنفوانها !

    كأنه نهار

    و ها أنا

    أسير بين الكرخ و الرصافة

    أبحث عن عيون هاته المها

    أسأل كيف طاب لابن الجهم

    موسم الغرام ؟ و الأشعار !

    وحينما تمتد ساعة التسيار

    أعود من مسيرة الأشواق

    مستلقيا على ضفاف دجلة

    و السمك المسجوف يشعل الحنين

    و التذكار

    أسير فى تزاحم الوجوه و الرفاق

    هنا توقف أيها الدليل

    فهذه مكتبة المثنى

    تفتح أبوابا من الكنوز

    تنفض الغبار

    عن كتب مطوية عتيقة

    لما تبح بما حوته من غرائب الأسرار

    و تنزل الستار !

    أبحث فى بغداد والعراق

    عن شاعر يعيش لحظة المحاق

    و يدرك الأفول

    و الذبول

    ملء عيون لم تزل

    تعيش لحظة انتظار

    لقادم يجئ ؟ عله ؟

    أو لا يجئ

    و ما الذى يحمله الغد الخبئ

    من ظلمة ؟ و من دمار !

    و هل ترى ينبه الصحاب والرفاق

    إلى الغد الذى يلاحق الصغار !

    أبحث فى بغداد و العراق

    أبحث فى لفائف الذهول و الإطراق عن صاحب وع ن دليل

    يرشدنى إلى مواطئ القدم

    لواحد من عترة الأخبار

    كان إذا مشى ؟ وإن أشار أو تكلما

    فوجهه الوضئ يمنح الوجود

    دارة و أنجما

    يعطيه أنسه و حسه

    و مجلسه ..

    و كان من شذا يديه تورق العطور

    و تهطل الخيرات والثمار

    و من جنى لسانه تساقط اللآلئ

    عقدا من النجوم

    كأنه فيض الندى ؟ تغتسل القلوب فيه

    أو كأنه در البحار !

    أبحث عن هذا الحكيم

    فى زمن للتيه و الضلال و النزق

    لعله الحلاج...

    أو لعله الجاحظ ؟

    أو أبو حيان ...

    أو واحد لا نعرفه

    فى موكب النفاق و الخديعة اختنق

    أبحث عن هذا الحكيم

    لعله يعود بالضياء للحدق

    لعله ينجى من الغرق

    من قبل أن يهدم ذاك المسرح الكبير

    و تنزل الستار !

    ******

    دار السلام ! وهل جربته أبدا

    و أنت قنبلة بالهول تنفجر

    طاشت رصاصاتك اللاتى قذفت بها

    فى كل صوب ؟ فزاغ العقل و البصر

    كيف ارتضيت خنوعا لا مثيل له

    و الروح فى قبضة الطاغوت تعتصر

    كم نافقوك ؟ و كم صاغوا ملاحمهم

    و الحلم يطوى ؟ و ظل المجد ينحسر

    داست سنابك جلاديك فوقهمو

    فالناس صنفان : مقتول ومنتحر

    ياكم جنيت وقد أبقيتنا بددا

    فى أمة ساد فيها الذل والخور

    ماذا ترومين ؟ جلاد و عاصفة

    و نحن بالصمت و الخذلان نعتذر

    جيكور ماتزال ؟ والسياب

    يبحث فى الشناشيل التى تهدمت

    عن ابنة الحلم ؟ وعن جبينها الوضاء

    مازال واقفا يصيح :

    كيف ارتضيت أن تكونى للطغاة

    سدرة و متكأ ؟

    و أن يعشش الخراب فيك سيدا ملكا

    و صبح الزمان داجى الرؤى ؟ محلولكا !

    يا ويل من أن ببابهم أو اشتكى

    فصار للكلاب عظمة ؟

    و مضغة لكل من روى و من حكى !

    و فى البعيد يضرع النخيل ؟ و الهواء

    منعقد ؟ كأنه أنشوطة المخنوق

    ساعة الإعدام ..

    ثم شئ ضاغط ؟ كهجمة الوباء

    وقع الدرابك التى تهتز بالغناء

    كأنه النشيج ؟ أو لعله البكاء

    الأرض قد ضاعت

    فأين طلة السماء !

    وأين وجه شارد قد هام فى العراء

    و أين ظل ؟

    كان فى جيكور ظل باذخ و ماء !

    و كان نخل شامخ ؟

    فيه شموخ العراق

    و كان صوت هاتف يفترش الآفاق

    و ينشد الأطفال من قصيدة السياب :

    يا مطرا يا حلبى

    عبر بنات الجلبى

    يا مطرا يا شاشا

    عبر بنات الباشا

    يا مطرا من ذهب !

    الموت فى جيكور ؟ فى جنين ؟

    فى الأقصى ؟ و فى بيسان

    و موكب الدمار يسحق النخيل و الزيتون

    و يخرس الأطفال فى عرائش الكروم

    و يطفئ النجوم

    و يملأ الحلوق بالرمال

    بغداد

    يا بغداد

    يا بغداد

    يا روعة الحلم الذى .. هل يستعاد ؟

    ترى يصيح الديك فيك من جديد

    و يصدح الناقوس والأذان !

    و تشرق الشمس على دروبك السجينة

    و هل ترى ينداح فيك من جديد

    صوت أبى تمام

    مبددا كآبة الأحزان

    من قبل أن تضيع عمورية المحاصرة

    ملء دفاتر الهوان !

    هذا يهوذا قادم فى شملة المسيح

    و لص بغداد الجديد طائش غرير

    يحلم بالمجد ؟ و بالفتوح

    أم أن هولاكو يعود فى زماننا الكسيح

    مراوغا ؟ كعهده ؟ بالغمز و التلميح

    أمامه الأعلام و الأوهام و البيارق

    و خلفه الحشود و الرعود و الصواعق

    تسد عين الشمس ...

    يظنها..

    تستر وجهه القبيح !




    لحظة لقاء



    كم يبقى طعم الفرحة في شفتينا !

    عمرا؟

    هل يكفي!

    دهرا مسكوبا من عمرينا...

    فليهدأ ناقوس الزمن الداوي في صدرينا

    وللتوقف هذي اللحظة في عمقينا .

    لن نذكر الا أن طوقنا الدنيا أغفينا

    و اتاحت كفانا ...... تغرس دفئا في روحينا

    لن نذكر إلا أنا جسدنا حلما

    و ارتاح الوهج الدامي في عينينا.

    *****

    قلبك في صدري .. يسمعني أغلى نبضاته

    يهدأ في خجات اللقيا .. أغفو في أعمق خجاته

    أطل عليك .. ضياء العمر .. ونضرة واحاته

    أقبس ومض الامل المشرق في لفتاته

    أرشف نبع الضوء الهامي في نظراته

    يتساقط كل رحيق العالم في قطراته

    و أرى دنياي و أيامي أبدا تمشي في خطواته

    *****

    أسأل : هل تتسع الأيام لفرحة قلبين ؟

    تعبا ..

    حملا الدنيا ..

    هل يخبو هذا الألق الساجي في العينين

    و نخاف يطير .. فنمسكه .. و نضم الدنيا بيدين

    ونعود إلى عش ناء نرتاح إليه طيرين

    أسأل : هل تتسع الأيام لنضرة حلمين !

    أقرأ أيامي عندهما كونا يتفجر لأثنين

    *****

    عيناي تقول .. يداي تحدق .. و الأشواق

    فيض يغمرني .. يغرقني في لفح عناق

    و حريق يألك أيامي .... يشعل نيران الاحداق

    مازلنا من خلف اللقيا في صدر مشتاق

    أملا يتجدد موصولا ......

    معسول شراب و مذاق .

    الموضوع الثاني بعنوان(بين عينيك موعدي ):

    بين عينيك موعدي

    و أنا احمل ايامي و أشواقي اليكا...

    و أرى في الأفق النائي يدا تمتد كالوعد .. و تهفو

    و أراني نحوها ........ طوع يديكا

    من قديم الدهر , كانت نبضة مثل اهتزاز البرق

    مثل اللمح ..

    شئ لست ادريه احتواني

    فتلاصقت لديكا ...... يومها

    واترعشت عينان

    اغفى خافقان ..

    استسلما للخدر الناعم ينساب و يكسو و جنتيكا

    يومها .. و اتحدت روحان

    أغفت مقلتان

    اختارتا حلما برئ الوجه .. حلو السمت

    عشناه نديا أخضر اللون .. وضيئا

    و قرأت العمر مكتوبا...... هنا .... في مقلتيكا

    *****

    بين عينيك موعدي

    وأنا كل صباح اتلقى نبرة اللحن المندي

    ساكبا في قاع أيامي ربيعا و اشتياقا ليس يهدا

    ليس يرتاح .... سوى أن عانق العمر و ضما

    ليس يرتاح .... سوى أن اشبع الأيام تقبيلا و لثما

    و تهادى كاخضرار الفجر

    مزهز الأسارير

    طليق الوجه , مضموما إلى الوجه المفدى

    لمسة .. و انطلقت منك يد

    تعزف انغاما ...

    وتهتز رياحين ووردا

    مسحة جبهة ايامي .. و محت عنها عناءا و تهاويل و كدا

    و استقرت في يدي لحظة صدق , خاشع الخفقة

    ينساب وعودا

    ذقتها وعدا فوعدا

    ذقتها يامسكري .... شهدا ..... فشهدا

    *****

    بين عينيك موعدي

    يومنا القادم احلى لم يزل طوع هوانا

    كلما شارفت الحلم خطانا .. واطمانت شفتانا

    واستراحت مقلتانا

    و تنينا .. فكان العمر أشهى من أمانينا .. و اغلى

    و ظننا أن خيطا من ضياء الفجر يهتز بعينينا

    سلاما وامانا

    كلما قلنا بدأنا و انتهينا

    صرخت فينا وفيأعماقنا ,لحظة جوع ليس يهدا

    فرجعنا مثلما كنا ..

    و كنا قد ظننا الشوق قد جاوزنا .. و انداح عنا

    و يد تمتد من خلف الليالي .. كي تطلا

    نسجت ثوب حنان ليس يبلى

    صوقت أيمان الخضراء أحلامنا وريحانا وظلا

    يومنا القادم ... احلى

    يومنا القادم ... أحلى .



    أنا إليك



    أنا اليك مبتداي .. حاضري و نهايتي

    اشعلت أيامي فصارت نارها حقيقتي

    فإن سألت عن هواي هذه حكايتي

    ندية كوجهك الملئ بالطفولة

    رخيمة كصوتك المنساب في سريرتي

    عميقة كعطرك الزكي في حديقتي

    حسبي على طول الزمان ,أنت حبيبتي

    *****

    لو نجمة تنير لي لو كان يهمس القمر

    بأن موعدا لنا , نسرقه من القدر

    فالتنطلق أنفاسنا .... و شوقنا الذي أستعر

    و ليحمل النسيم الشجي بوحنا إن عبر

    و لتسترح عيوننا .... في واحة مدى البصر

    ياكم تشاكينا ..

    ظمئنا ..

    ثم أقبل المطر

    *****

    سيشرق الصباح حبيبتي .. سيشرق الصباح

    فليسكت الأسى الذي اظلنا .. و لتسكت الجراح

    اليوم لا مكان للدموع في عيوننا .. و لا نواح

    إنا معا على المدى .. يظلنا معا جناح

    مادمت ملء خافقي .. فألف اهلا يا رياح

    القصيدة الرابعة ( هل تذكرين )

    إذا رن صوتك في مسمعي

    و طوف في العالم الأوسع

    رأيتك في كل شئ معي

    و أطرقت اصغي إلى همسة

    ترفرف في خافقي المولع

    ****

    بأعماق عينيك أبصرت حبسي

    و أبصرت واحة امني و خصبي

    تفجر دنياك في خاطري

    ترانيم شوق توسدن قلبي

    فيا طائري الحلو .. عيناك افقي

    و خطوك لحني .. و دربك دربي

    *****

    غدا .... سوف يعبر يومي غد

    و تمتد خلف رؤانا يد

    تطوق أيامنا بالحنان

    ليجمعنا في غد موعد

    و يرتاح قلبي إلى شاطئ

    يطوف فيه الهوى الأسعد

    غدأ..... إن عُُُُش هوانا غد

    *****

    سأذكر بارقة من حنين

    أضاءت بقلبي فراغ السنين

    و أذكر موجة حب دفين

    تداعب أحلامنا كل حين

    و تطفو على صفحات العيون

    سأذكر ماعشت هل تذكرين .



    الرماد أمامك



    الرماد أمامك‏..‏

    و البحر خلفك‏ ..‏

    فاترك - لمن خلعوك - الخلافة

    هذا زمان لدهماء هذا الزمان

    يعيثون فيه فسادا

    و يرجون منه امتدادا

    و يحيون‏ ...‏

    يرتكبون صنوف الخطايا

    و في طيشهم يوغلون

    فلا يستدير إليهم أحد‏!‏

    الرماد يسود ‏..‏

    تقدم‏ ...‏

    و كن واحدا لا نصيب له

    في الرهان

    و لا شوكة تستفز ‏..‏

    و إلا‏ ...‏

    فأنت الحصاة التي تفسد الزيت

    في آلة الناهبين‏ ..

    وأنت البلاء المسلط‏ ..‏

    أنت الدمار المسيطر

    حاذر

    فرأسك أول ما سيطير

    إن ارتفع الرأس عن شبره المفترض

    أو تجاوز أبعد من كتف القانص

    المعترض

    أو تأمل بعضا من اللوحة المدهشة

    مشهدا‏ ..

    مشهدا‏ ..‏

    كازدحام الأفق‏ ..‏

    بالجياع الذين يبيعون أعمارهم

    لاقتناء رصاصة

    والصغار الذين يسيرون تحت النعوش

    لكي يكبروا في القبور

    والشيوخ الذين يؤهلهم عجزهم

    لابتلاع المرارة

    و تهوي الأوابد عبر المفاوز

    و هي تنقب عن طلل في الرمال

    هنالك‏..‏

    تصبح عولمة الفاتحين شظايا

    وبعض زجاج تهشم

    فوق الرؤوس المليئة بالكبر

    لاتمتلك الآن غير الخشوع

    لسيدها الموت

    يدفعها في اتجاه العناد

    و في لوثة الكبرياء

    لعل الجراح يرممها الثأر

    و الثأر نار بغير انتهاء‏ !‏

    ‏***‏

    الرماد انطلق‏..‏

    هل تطيق لصهيون هيمنة لا ترد ‏!‏

    و هل تتنازل عن قدس أقداسك

    المستباحة ؟

    هل يطمعونك حتى تكون شريكا

    و أنت الذي يتحلق حولك

    كل الذين يرونك خيط الرجاء

    إلي وطن مستباح

    و أرض

    و خاتمة ــ حرة ــ للمطاف ؟

    هل تخون دمك ؟‏!‏

    إنه وطن ساكن في شرايين قلبك

    ملتصق في وتينك

    مشتعل في رؤياك

    و مخضوضل في جبينك

    مرتسم في يقينك

    منطلق في جناحيك

    محتشد في قرارة ذاتك

    مستمسك بالضلوع‏!‏

    فانطلق ‏..‏

    لا رجوع ‏!‏

    ‏***‏

    و لا حائط غير جلدي

    و متكأ غير مائك

    مسرجة غير وجهك

    أنت الرفيق الذي لا يخون

    و أنت المعين الذي لا يضيق

    و أنت الدليل الذي لا يضل

    وأنت الزمان القديم الجديد

    الزمان الذي ليس عنه بديل ‏!‏

    فلتطل هجمات الرماد القبيح

    و ليضع مرة واحدة

    ما بدا واهنا من رجاء شحيح

    و ليفز بالغنيمة من يهرعون

    و من يؤجرون

    و من يهتفون‏ ..‏

    لا يهم ‏!‏

    وحدك الآن‏ ..‏

    تبقي مدى الدهر

    أنت الحقيقي‏ ..

    أنت الصحيح

    و أنت الجميل الجليل ‏!

    تعليق


    • #3
      يا جميلة الجميلات مين فات عليكي
      و قال لكِ ان فاروق شوشة في بالي
      الله عليكي و عليه شكرا لكِ هنوده

      تعليق


      • #4
        الغالية هالة
        قلت لك قبل كده القلوب .....
        فاروق شوشة
        من أحب الأصوات الشعرية و الأدبية إلى قلبي
        تعلمت على أوتار صوته كيف أقرأ الصورة الشعرية و عشقتها
        و كيف أتذوق ألوان الكلمات


        ولدت ببابك العالي
        ـ و ليس بباب إسماعيل ـ
        عمدني عطاء يديك ‏..‏
        طهرني‏ .. و صورني من العدم
        فأنت‏ ..‏ و ليس غيرك‏ ..‏ واهب النعم
        و ليس هناك من ينهاك
        أو يجريك في غير المسار
        و يصدر الفرمان تولية و إقصاء
        و لست الوالي المذعور في كرسيه البالي
        لكثرة جالسيه‏ .‏ و ماسحيه‏ ..‏ و لامسيه‏
        مدنسي خشبه‏
        و كثرة ناقشي الأسماء و الأحداث
        فوق نسيجه الغالي‏ ..‏ و في ذهبه
        غدا سيقال‏:‏ هذا المقعد الخالي‏!‏
        و مثلك جئت‏ ..‏ منطلقا و مزهوا لأنك حر
        فأنت الخالد الباقي
        و حولك عابرون و زائلون
        و أنت الدافق الجاري
        و دونك راكدون و خانعون
        و أنت الطاهر الأنقي
        و يحزنك الذين يدنسونك
        و الذين يكابرون و يفسدون
        أباهي أنني من باركته يداك
        و من لمسته لمس السحر حين خطا
        حشود خطاك
        و أشهد روعة الشرفات حين تضيئها الأحلام
        و تنقل وشوشات عيونها الأنسام
        فتي ضاءت له الدنيا
        و كان يضيئها عيناك
        فكان الحب‏ ..‏ و التخييل‏ .. ‏و الكلمات‏ , .. و الأنغام
        سفر هداك ‏!‏
        ولدت ببابك العالي
        و علمني طلوع الشمس أنك فاتح الأيام
        ملهمها‏ .. و معطيها
        و واهبها معانيها
        و مدهشنا بحكمتك البليغة
        أنت صائغها و مبدعها
        على رغم الكوارث و المصائب والمحن
        فطوبي أيها النيل الذي يتسيد التاريخ مزهوا
        و يا شيخ الزمن
        و هأنذا أتابع حزنك المكلوم
        حين تجيء متشحا‏‏
        و قد رحل المغيب و أقبل الليل البهيم
        تري الدنيا كأنك لا تراها
        تصم السمع عن عمه و ثرثرة و طيش لا يريم
        و توشك أن تلوح بالسلام‏‏
        فتنثني منك الذراع‏ ..‏ و لا تطيق‏
        و ثم علي مدي الشطين .. أصوات لغربان و ضجة عاجزين
        و ثم أشباح تبالغ في كآبتها
        كأن مع الرؤوس وجوه بوم
        تعشش في زمان عاجز وغد ذليل
        فهل يرضي بها يوما
        تراب غاضب‏ أو ماء نيل ؟


        تحياتي لكِ

        تعليق


        • #5
          فكرتينا بالصوت الرائع الرنان و برنامج
          لغتنا الجميلة
          الاذاعى فاروق شوشة و قصائدة الرائعة
          فتي ضاءت له الدنيا و كان يضيئها عيناك
          فكان الحب‏ ..‏ و التخييل‏ .. ‏و الكلمات‏.. و الأنغام
          سفر هداك ‏!‏

          تعليق


          • #6
            كان لي شرف لقاء معه
            و انا طفلة صغيرة دون العاشرة
            كان مرافق القدير الراحل عبد الرحمن على
            في المستشفي الذي كان به
            والدي رحمة الله عليهم جميعا
            كنت انتظر برنامجه الاذاعي " لغتنا الجميلة "
            و اتابعه - دونما فهم - فقط لانه
            يذكرني بالمستشفى و ابي رحمه الله قبيل وفاته
            ذكرى جميلة برغم الألم
            و صوت عذب رخيم مميز
            و نطق رائع للغة العربية كبرت انا
            و صوته و برنامجه سواء الاذاعي او التليفزيوني
            اولى اهتماماتي ومن ثم اهتمام
            بالشعر و الادب و القراءة ....
            لروحه العذبة الرحمة و السلام
            الشاعر الكبير فاروق شوشة في ذمة الله
            14 اكتوبر 2016

            تعليق


            • #7
              فاروق شوشة كلماتي أكتبها مغلفة بالحزن على هذا الإنسان والشاعر الرقيق لقد رأيته في كلية طب أسنان طنطا في الثمانينات وأنا ما زالت طالبا - مشاعر فياضة بالألم وأنا أكتب عنه وهو غائب ولكن لا حيلة لنا مع القدر لقد كنت أسمع برنامجه - لغتنا الجميلة - منذ أن كانت طالبا في المرحلة الإعدادية رحمة الله عليه بصوته الدافئ الذي وهبه الله لقد كان قيمة وقامة فقدناها كل يوم نفقد قيمة عظيمة من شعرائنا وأدبائنا وفنانينا قأتذكر قول العظيم رفاعة الطهطاوي :
              مال النجوم الزهر تهوي أكوكب بعد كوكب
              يرحمه الله

              تعليق


              • #8
                شكرا لكل من كتب عن شاعرنا الراحل جمعينا تعلمنا على صوته رقة العاطفة وعذوبة الإحساس تحية لمن كتب والرحمة والمغفرة لشاعرنا الخالد

                تعليق

                مواضيع تهمك

                تقليص

                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                يعمل...
                X