الفن المغولي
يواجه من يُقبل على دراسة فنون التصوير الإسلامية مصاعب جمة، ذلك أن ما تهتم به يكون عادة على شيء من التناثر يصعب لمّ شتاته والجمع بين أطرافه، وثمة مصاعب أخرى هي أن النماذج الفنية التي بقيت لا تعدو غير قلة من الأعمال الفنية التي أُنجزت، وهكذا تزداد الثغرات اتساعاً فالوصول إلى فكرة كاملة عن مدرسة بعينها أصبح متعذراً أو مستحيلاً، وسوف يظل ما نستقيه عن تلك المدارس أو مجموعات المصورين والفنانين مبهماً في أكثر الأحوال، أما الرسوم المرقنة فلها نفاستها وقدرها لقيمتها الأدبية والفنية، ولما كان يبذل فيها من وقت وجهد ومواد ثمينة، وإن كان العرب قد عرفوا التصوير قبل الإسلام، ويؤيد ذلك ما كان على جدران الكعبة من رسوم وتماثيل وصور، ولكننا لم نقف على أمثلة أو نماذج من النشاط المبكر للتصوير في بداية العصر الإسلامي، أو ما قبله لنتعرف على طبيعة التصوير في بلاد الحجاز وما حولها، ومع ذلك فإن أقدم ما وصل إلينا من رسوم إسلامية مبكرة يُعد استمراراً لما كان سائداً قبل الفتح الإسلامي، كما اعتمد الفنانون المسلمون في أول الأمر على الفنانين من أهل البلاد المفتوحة، وأهم الفنون التي كانت موجودة في تلك الرقعة الشاسعة التي تكونت منها الإمبراطورية الإسلامية هي نماذج من الفن الساساني والبيزنطي، ومن هذين الفنين أخذ العرب والمسلمون بعض الأساليب والعناصر، ثم مزجوا بينها وأخضعوها لتوجيهات جديدة لم تكن معروفة من قبل، ومن ثم نشأ فن التصوير الإسلامي.
1
ناسك ياني | حوالي عام 1590-1595 | متحف كليفلاند للفنون
ومع ازدهار الحضارة الإسلامية أرسل الخلفاء المسلمين البعوث إلى القسطنطينية والولايات البيزنطية لجمع المخطوطات الإغريقية لترجمتها، وكان من هذه المخطوطات ما اشتمل على صور ورسوم تُعد مصدراً رئيسياً من المصادر التي اعتمد عليها المسلمون في فن التصوير، ومن أشهر الأمثلة على ذلك كتاب كليلة ودمنة فذكر ابن المقفع في مقدمته أنها كانت مُزوّدة بالصور والرسوم. أما الرسوم الجدارية الإسلامية فقد وصلت إلينا رسوم من القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) نجدها في قصور خلفاء الأمويين.
1
مولد أمير | حوالي عام 1610-1615 | متحف الفنون الجميلة - بوسطن
وإذا كنا نرى فروقاً واضحة في الإنتاج المبكر للتصوير الإسلامي إلا أنها لا تلبث أن تختفي، فنجدها تخضع لتقاليد فنية واحدة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي؛ يتمثل هذا بوضوح في القرن السادس والسابع الهجري (الثاني عشر والثالث عشر الميلادي)، ويرجع ذلك إلى خضوع العالم الإسلامي لحكومة واحدة، وإلى العادة التي جرى عليها الخلفاء من استدعاء الفنانين للعمل في مقر الخلافة، ولكن لا يستمر هذا طويلا إذ ما يكاد يحل القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) حتى تتضح الفروق بين البلاد، ويصبح من السهل التفرقة بين تراث البلدان بعضها البعض، ومن هنا اكتسب إنتاج كل بلد صفات مختلفة ومميزات مغايرة عن غيرها، ومن ثَمَّ نشأت المدارس التصويرية المختلفة في الفن الإسلامي.
1
مجموعة من الرسامين والخطاطين أثناء العمل | حوالي عام 1590-1595
| مجموعة الأمير صدر الدين أغا خان
يواجه من يُقبل على دراسة فنون التصوير الإسلامية مصاعب جمة، ذلك أن ما تهتم به يكون عادة على شيء من التناثر يصعب لمّ شتاته والجمع بين أطرافه، وثمة مصاعب أخرى هي أن النماذج الفنية التي بقيت لا تعدو غير قلة من الأعمال الفنية التي أُنجزت، وهكذا تزداد الثغرات اتساعاً فالوصول إلى فكرة كاملة عن مدرسة بعينها أصبح متعذراً أو مستحيلاً، وسوف يظل ما نستقيه عن تلك المدارس أو مجموعات المصورين والفنانين مبهماً في أكثر الأحوال، أما الرسوم المرقنة فلها نفاستها وقدرها لقيمتها الأدبية والفنية، ولما كان يبذل فيها من وقت وجهد ومواد ثمينة، وإن كان العرب قد عرفوا التصوير قبل الإسلام، ويؤيد ذلك ما كان على جدران الكعبة من رسوم وتماثيل وصور، ولكننا لم نقف على أمثلة أو نماذج من النشاط المبكر للتصوير في بداية العصر الإسلامي، أو ما قبله لنتعرف على طبيعة التصوير في بلاد الحجاز وما حولها، ومع ذلك فإن أقدم ما وصل إلينا من رسوم إسلامية مبكرة يُعد استمراراً لما كان سائداً قبل الفتح الإسلامي، كما اعتمد الفنانون المسلمون في أول الأمر على الفنانين من أهل البلاد المفتوحة، وأهم الفنون التي كانت موجودة في تلك الرقعة الشاسعة التي تكونت منها الإمبراطورية الإسلامية هي نماذج من الفن الساساني والبيزنطي، ومن هذين الفنين أخذ العرب والمسلمون بعض الأساليب والعناصر، ثم مزجوا بينها وأخضعوها لتوجيهات جديدة لم تكن معروفة من قبل، ومن ثم نشأ فن التصوير الإسلامي.
1
ناسك ياني | حوالي عام 1590-1595 | متحف كليفلاند للفنون
ومع ازدهار الحضارة الإسلامية أرسل الخلفاء المسلمين البعوث إلى القسطنطينية والولايات البيزنطية لجمع المخطوطات الإغريقية لترجمتها، وكان من هذه المخطوطات ما اشتمل على صور ورسوم تُعد مصدراً رئيسياً من المصادر التي اعتمد عليها المسلمون في فن التصوير، ومن أشهر الأمثلة على ذلك كتاب كليلة ودمنة فذكر ابن المقفع في مقدمته أنها كانت مُزوّدة بالصور والرسوم. أما الرسوم الجدارية الإسلامية فقد وصلت إلينا رسوم من القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) نجدها في قصور خلفاء الأمويين.
1
مولد أمير | حوالي عام 1610-1615 | متحف الفنون الجميلة - بوسطن
وإذا كنا نرى فروقاً واضحة في الإنتاج المبكر للتصوير الإسلامي إلا أنها لا تلبث أن تختفي، فنجدها تخضع لتقاليد فنية واحدة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي؛ يتمثل هذا بوضوح في القرن السادس والسابع الهجري (الثاني عشر والثالث عشر الميلادي)، ويرجع ذلك إلى خضوع العالم الإسلامي لحكومة واحدة، وإلى العادة التي جرى عليها الخلفاء من استدعاء الفنانين للعمل في مقر الخلافة، ولكن لا يستمر هذا طويلا إذ ما يكاد يحل القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) حتى تتضح الفروق بين البلاد، ويصبح من السهل التفرقة بين تراث البلدان بعضها البعض، ومن هنا اكتسب إنتاج كل بلد صفات مختلفة ومميزات مغايرة عن غيرها، ومن ثَمَّ نشأت المدارس التصويرية المختلفة في الفن الإسلامي.
1
مجموعة من الرسامين والخطاطين أثناء العمل | حوالي عام 1590-1595
| مجموعة الأمير صدر الدين أغا خان
تعليق