مشكلات الذاكرة والنسيان
بقلم الدكتور/ لطفي الشربينى استشاري الطب النفسي
ماذا يقول الطب النفسي عن
الذاكرة ما هى؟ وكيف تعمل!؟
تعتبر وظيفة الذاكرة أساسية للنشاط الذهني
والعقلي وإنجاز التعامل اليومي لكل واحد منا
ويجب ان تظل هذه الوظيفة فى حالة عمل طول
الوقت ولكي نتصور الذاكرة وكيفية عملها
يمكن تشبيه ما يحدث داخل العقل الإنساني بما
نراه فى المحلات التجارية حين نطلب من البائع
شيئا فنجده يتجه إلى مكان بالمحل ليجد فيه
الشيء المحدد ويحضره من مكانه،وذاكرتنا
تحتوى على عدد كبير من المعلومات المتنوعة
مثل السلع المختلفة بالمحل، ويتم ترتيبها فى
أماكن بعضها للأسماء، والأخرى للأطعمة،
وغيره للمعلومات المختزنة داخل عقلنا ما نريد
عندما يتطلب الأمر ذلك وهكذا ببساطة تعمل
الذاكرة.
وللذاكرة ثلاث مراحل الأولي هى التسجيل وتعنى
أن نستوعب ونسجل المعلومات التى نراها أو
نسمعها أو تصل علينا عن طريق أجهزة
الاستقبال فى الجهاز العصبي والمرحلة الثانية
هى التخزين والاحتفاظ بالمعلومات فى الذاكرة
أما المرحلة الثالثة وهى الأهم فإنها مرحلة
استدعاء هذه المعلومات لاستخدامها عندما نريد
ويحدث الاضطراب عادة فى هذه المرحلة
الأخيرة حين نحاول تذكر شئ فيحدث الفشل فى
استدعاء المعلومات التى نحتفظ بها.
وللذاكرة ثلاثة أنوع هى الذاكرة الحالية للأحداث
التى تمر علينا الآن حيث يمكن أن نكرر جملة
نسمعها أو رقما طويلا مثل أحد أرقام التليفون
والنوع الثاني هو الذاكرة للأحداث القريبة التى
حدثت مساء اليوم السابق أو صباح اليوم مثل
الاشخاص الذين التقينا بهم اليوم أو أنواع
الطعام الذى تناولناه فى الأفكار أما النوع الثالث
فهو الذاكرة البعيدة للأحداث والمواقف الماضية
منذ عدة سنوات وأيام الطفولة وتواريخ الميلاد
والتخرج والزواج فهل يتذكر كل منا كل هذه
الأشياء!؟
النسيان مشكلة هامة:
من المشكلات التى تصادفنا بنسبة مختلفة
نسيان المواعيد والأسماء والمعلومات المتنوعة
التى تزدحم بها ذاكرتنا، وهو أمر طبيعي
ومتوقع إذا كان مقصورا على نسيان بعض
الأشياء فى مواقف محدودة لكنه يصبح مشكلة
حقيقية إذا زاد عن الحد العقول ونحن ننسي
بسبب الإجهاد والتعب أو حين لا نعطي الاهتمام
الكافي لموضوع ما، أو نتيجة للمشاكل المتعددة
وتلفت الانتباه بين أمور كثيرة وعندما نفكر فى
أكثر من شئ فى نفس الوقت، وهذه بصفة
عامة أسباب الشكوى الزائدة من النسيان
بالنسبة لنا جميعا ويختلف الأمر هنا عن
الحالات المرضية التى تسبب فقدان الذاكرة
نتيجة لخلل يؤثر على وظائفها.
ومن الأمراض التى تؤثر على وظائف الذاكرة
وتتسبب فى فقدانها جزئيا أو كليا بصورة مؤقتة
أو دائمة ما يحدث فى حالات الهستيريا حين
يفقد المريض الذاكرة لفترة زمنية وأحداث
معينة ينساها ويسقطها تماما بينما يظل يتعامل
مع غيرها بذاكرة قوية ويحدث هذا عند التعرض
لصدمة هائلة لا يمكن للشخص أن يتحملها فلا
يجد حلا لحماية عقله من تأثيرها غير نسيان
الفترة التى تسبقها وآلتي تليها وإسقاط هذه
الواقعة الاليمة من حياتة ويحدث أيضا فى
الحوادث التى تسبب ارتجاج المخ واصابات
الرأس فقدان مؤقت للذاكرة يشمل فترة الحادث
وما بعدها فلا يستطيع المصاب وصف ما حدث
ويستمر فقدان الذاكرة هنا لفترة تتراوح بين
دقائق وأسابيع أو شهور حسب شدة الإصابة،
ومن الأمراض النفسية والعصبية التى تؤثر
مباشرة على الذاكرة حالات العته التى تحدث فى
الشيخوخة واحيانا تبدا مبكرا فى منتصف
العمر وتبدا تدريجيا ثم تتدهور الحالة يخطى
سريعة فيبدا المريض بنسيان الأسماء ثم يتطور
الأمر ليفقد الذاكرة للزمان والمكان وربما
يمكنه تذكر أحداث بعيدة لكنه لا يعلم أين هو
وماذا تناول من طعام قبل دقائق معدودة.
مشكلات الذاكرة فى العيادة النفسية:
بحكم العمل فى مجال الطب النفسي فإنها نرى
الأنواع المختلفة من مشكلات الذاكرة وهناأقدم
بعض الأمثلة لها:
-الطالب الذى يستعد للامتحان ويتصور قبيل
وقت الامتحان أنه لم يعد يذكر إى شئ من
المعلومات التى ظل يذاكرها طوال العام فيصاب
بقلق شديد والطالب الذى يذاكر بالفعل لكنه
ينسى كل الدروس فى اليوم التالي ويشعر
بالإحباط نتيجة لذلك.
- ربة المنزل أتت تشكو أنها تضع الأشياء فى
مكان ثم تنسي أين وضعتها، وتذكر أنها
صادفت مشكلات بسبب نسيان الطعام على انار
مما يؤشك أن يسبب كارثة وخسائر متكررة.
الشاب الذى ينسي المفتاح داخل السيارة ويغلق
الباب والمحرك فى حالة تشغيل وآخر يقول انه
ينسي المكان الذى وضع فيه سيارته وثالث
ينسي المواعيد الهامة مما يسبب له الحرج فى
عمله.
- العجوز الذى يترك المنزل ولا يعرف كيف
يعود وينسي أسماء أفراد أسرته كما ينسي أين
وضع نظارته الطبية وهل تناول الدواء أم لا،
ولا يعرف الزمان أو المكان.
- وكل هذه نماذج لحالات اضطراب الذاكرة فى
العيادة النفسية ويجب ان نعلم أنه لا يوجد دواء
محدد للنسيان ولكن على الطبيب النفسي أن
يبحث عن السبب فى كل حالة ويحاول وضع
الحل المناسب لكل شخص على حدة تبعا
لظروفه وحالته.
بقلم الدكتور/ لطفي الشربينى استشاري الطب النفسي
ماذا يقول الطب النفسي عن
الذاكرة ما هى؟ وكيف تعمل!؟
تعتبر وظيفة الذاكرة أساسية للنشاط الذهني
والعقلي وإنجاز التعامل اليومي لكل واحد منا
ويجب ان تظل هذه الوظيفة فى حالة عمل طول
الوقت ولكي نتصور الذاكرة وكيفية عملها
يمكن تشبيه ما يحدث داخل العقل الإنساني بما
نراه فى المحلات التجارية حين نطلب من البائع
شيئا فنجده يتجه إلى مكان بالمحل ليجد فيه
الشيء المحدد ويحضره من مكانه،وذاكرتنا
تحتوى على عدد كبير من المعلومات المتنوعة
مثل السلع المختلفة بالمحل، ويتم ترتيبها فى
أماكن بعضها للأسماء، والأخرى للأطعمة،
وغيره للمعلومات المختزنة داخل عقلنا ما نريد
عندما يتطلب الأمر ذلك وهكذا ببساطة تعمل
الذاكرة.
وللذاكرة ثلاث مراحل الأولي هى التسجيل وتعنى
أن نستوعب ونسجل المعلومات التى نراها أو
نسمعها أو تصل علينا عن طريق أجهزة
الاستقبال فى الجهاز العصبي والمرحلة الثانية
هى التخزين والاحتفاظ بالمعلومات فى الذاكرة
أما المرحلة الثالثة وهى الأهم فإنها مرحلة
استدعاء هذه المعلومات لاستخدامها عندما نريد
ويحدث الاضطراب عادة فى هذه المرحلة
الأخيرة حين نحاول تذكر شئ فيحدث الفشل فى
استدعاء المعلومات التى نحتفظ بها.
وللذاكرة ثلاثة أنوع هى الذاكرة الحالية للأحداث
التى تمر علينا الآن حيث يمكن أن نكرر جملة
نسمعها أو رقما طويلا مثل أحد أرقام التليفون
والنوع الثاني هو الذاكرة للأحداث القريبة التى
حدثت مساء اليوم السابق أو صباح اليوم مثل
الاشخاص الذين التقينا بهم اليوم أو أنواع
الطعام الذى تناولناه فى الأفكار أما النوع الثالث
فهو الذاكرة البعيدة للأحداث والمواقف الماضية
منذ عدة سنوات وأيام الطفولة وتواريخ الميلاد
والتخرج والزواج فهل يتذكر كل منا كل هذه
الأشياء!؟
النسيان مشكلة هامة:
من المشكلات التى تصادفنا بنسبة مختلفة
نسيان المواعيد والأسماء والمعلومات المتنوعة
التى تزدحم بها ذاكرتنا، وهو أمر طبيعي
ومتوقع إذا كان مقصورا على نسيان بعض
الأشياء فى مواقف محدودة لكنه يصبح مشكلة
حقيقية إذا زاد عن الحد العقول ونحن ننسي
بسبب الإجهاد والتعب أو حين لا نعطي الاهتمام
الكافي لموضوع ما، أو نتيجة للمشاكل المتعددة
وتلفت الانتباه بين أمور كثيرة وعندما نفكر فى
أكثر من شئ فى نفس الوقت، وهذه بصفة
عامة أسباب الشكوى الزائدة من النسيان
بالنسبة لنا جميعا ويختلف الأمر هنا عن
الحالات المرضية التى تسبب فقدان الذاكرة
نتيجة لخلل يؤثر على وظائفها.
ومن الأمراض التى تؤثر على وظائف الذاكرة
وتتسبب فى فقدانها جزئيا أو كليا بصورة مؤقتة
أو دائمة ما يحدث فى حالات الهستيريا حين
يفقد المريض الذاكرة لفترة زمنية وأحداث
معينة ينساها ويسقطها تماما بينما يظل يتعامل
مع غيرها بذاكرة قوية ويحدث هذا عند التعرض
لصدمة هائلة لا يمكن للشخص أن يتحملها فلا
يجد حلا لحماية عقله من تأثيرها غير نسيان
الفترة التى تسبقها وآلتي تليها وإسقاط هذه
الواقعة الاليمة من حياتة ويحدث أيضا فى
الحوادث التى تسبب ارتجاج المخ واصابات
الرأس فقدان مؤقت للذاكرة يشمل فترة الحادث
وما بعدها فلا يستطيع المصاب وصف ما حدث
ويستمر فقدان الذاكرة هنا لفترة تتراوح بين
دقائق وأسابيع أو شهور حسب شدة الإصابة،
ومن الأمراض النفسية والعصبية التى تؤثر
مباشرة على الذاكرة حالات العته التى تحدث فى
الشيخوخة واحيانا تبدا مبكرا فى منتصف
العمر وتبدا تدريجيا ثم تتدهور الحالة يخطى
سريعة فيبدا المريض بنسيان الأسماء ثم يتطور
الأمر ليفقد الذاكرة للزمان والمكان وربما
يمكنه تذكر أحداث بعيدة لكنه لا يعلم أين هو
وماذا تناول من طعام قبل دقائق معدودة.
مشكلات الذاكرة فى العيادة النفسية:
بحكم العمل فى مجال الطب النفسي فإنها نرى
الأنواع المختلفة من مشكلات الذاكرة وهناأقدم
بعض الأمثلة لها:
-الطالب الذى يستعد للامتحان ويتصور قبيل
وقت الامتحان أنه لم يعد يذكر إى شئ من
المعلومات التى ظل يذاكرها طوال العام فيصاب
بقلق شديد والطالب الذى يذاكر بالفعل لكنه
ينسى كل الدروس فى اليوم التالي ويشعر
بالإحباط نتيجة لذلك.
- ربة المنزل أتت تشكو أنها تضع الأشياء فى
مكان ثم تنسي أين وضعتها، وتذكر أنها
صادفت مشكلات بسبب نسيان الطعام على انار
مما يؤشك أن يسبب كارثة وخسائر متكررة.
الشاب الذى ينسي المفتاح داخل السيارة ويغلق
الباب والمحرك فى حالة تشغيل وآخر يقول انه
ينسي المكان الذى وضع فيه سيارته وثالث
ينسي المواعيد الهامة مما يسبب له الحرج فى
عمله.
- العجوز الذى يترك المنزل ولا يعرف كيف
يعود وينسي أسماء أفراد أسرته كما ينسي أين
وضع نظارته الطبية وهل تناول الدواء أم لا،
ولا يعرف الزمان أو المكان.
- وكل هذه نماذج لحالات اضطراب الذاكرة فى
العيادة النفسية ويجب ان نعلم أنه لا يوجد دواء
محدد للنسيان ولكن على الطبيب النفسي أن
يبحث عن السبب فى كل حالة ويحاول وضع
الحل المناسب لكل شخص على حدة تبعا
لظروفه وحالته.
تعليق