إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

افسحوا الطريق للفلاح الذى يحمل ديكا

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • افسحوا الطريق للفلاح الذى يحمل ديكا

    حلم..

    وقفت الدجاجة في طرف الحقل تنظر بذهول وإعجاب إلى
    الشوكة الفولاذية التي يحفر بها المزارع الأرض
    والتي تبرز منها ثلاثة أسنان فولاذية طويلة ثقيلة
    تشق الأرض وتقلب التربة الطرية رأساً على عقب
    فتتلوى الديدان فوق السطح عزلاء عاجزة شهية
    والمزارع الغافل لايكترث لها بل يتابع تقليب التربة
    بحثاً عن شيء ما لم تستطع الدجاجة تخيّله
    ولكنها راحت تحلم بمنقار طويل صلب ذي شعب ثلاث
    تشبع به بطنها الجائعة
    وفجأة همس الديك الكثير الترحال في أذنها قائلاً:
    لاشكّ أن جميلتي تحلم بمنقار ثلاثي الأسنان ..
    لقد قرأت ذلك في عينيها الطماعتين ..
    ولكنّها لو شاهدت الجرّار الزراعي وهو يفري التربة فرياً
    ويقلبها في ثوان لتمنّت منقاراً جرّاراً ..
    أشاحت الدجاجة بوجهها عنه وساءها أنّه كشف سرّها الصغير
    واقتحم أحلامها العذراء ولكنها أخفت غضبها حالما تذكّرت
    أنّه الديك الوحيد الذي اهتمّ بها ولطالما ناداها لتنقر حبّة مكتنزة
    أو لتزدرد دودة أرض مغامرة ..وابتسمت بتكلّف وقالت :
    هل أستطيع رؤية الجرّار الزراعي ذات يوم ..
    قال الديك: لقد سمعت المزارع يقول : إنّه سيبيع الدجاجة الأقل بيضاً
    لصاحب الجرّار الزراعي في القرية المجاورة
    وحظّك في ذلك قليل فأنت أكثر الدجاجات خصوبة وعطاء ..
    والأرجح أنّه سيبيع الدجاجة البيضاء ..
    هزّت الدجاجة رأسها بأسى وقد بيّتت في نفسها أمراً ..
    وفي اليوم التالي لم يجد المزارع تحتها بيضاً ..
    وكذلك حدث في الأيام اللاحقة ..
    لقد وجدت الدجاجة مخبأ بين الأشواك
    خلف السور تضع فيه بيضها ..
    ولم يجد المزارع دجاجة أقلّ بيضاً منها
    فحملها لصاحب الجرّار وقبض ثمنها وعاد إلى قريته ..
    أما صاحب الجرّار فقد همس في أذن زوجته قائلاً :
    تبدو لي هذه الدجاجة مكتنزة لذيذة ..
    وأعتقد أنّ لحمها أشهى من لحم البطّة التي كنت
    ستذبحينها اليوم ..وباعتبارها لاتبيض ..فاعتبريها ديكاً..
    ولاتنسي دعوة جاري سهيان على العشاء ..
    سأكمل حراثة الحقل الان ...وأنتظر منك طبق دجاج لذيذ فور عودتي ..
    أومأت المرأة برأسها وهي تكنس تراب المصطبة أمام المنزل
    وتتفحص الدجاجة بعينيها ..بينما
    راحت الدجاجة الغافلة تنتظر الحلم الذي سيتحقق أخيراً
    وسترى الجرّار كيف سيفري التربة فرياً
    وستحلم أثناء ذلك بمنقار لاتملكه أيّة دجاجة ..
    كانت الدجاجة ستذبح حتماً لولا أن الفلّاح الذي باع الدجاجة
    اكتشف مخبأ البيض بين الأشواك وندم ندماً شديداً على بيعها ..
    فحمل الديك المتبجح المدّعي وأسرع لمقايضته بالدجاجة ..
    وهو الان في الطريق لإنجاز ذلك فإذا رأيتم فلاحاً يحمل ديكاً
    فأفسحوا له الطريق ..حفاظاً على حياة من يحلم بالأفضل ..


    مع تحيات عبدالحكيم

  • #2
    [IMG][/IMG]



    عبد الحكيم
    اهلا اهلا
    بقصصك الشيقه
    الديك الناصح والدجاجه
    من حفر حفرة لاخيه وقع فيها
    استمتعت بقرأة حلم
    تسلم الايادى
    بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      جميل ان تحلم الدجاجه بما هو افضل
      والاجمل منه ان تكون احلامها مع من
      فضلها على نفسه وولاها كل الاهتمام
      استمتعت بقصتك الرائع
      وذات المغزه العميق
      تقبل سيدي شكري وتقديري

      تعليق


      • #4
        كاتبنا الغالي عبد الحكيم

        ما اجمل القيمه الرمزيه التى تقدمها لنا فى اقصوصاتك
        والتى تحمل بين طياتها حكمه من حكم الحياه
        فالحلم بحياه افضل ليس عيبا ولكن العيب
        فى الركون الى الكسل والحيله
        والاصغاء لنصيحه جاهل او متعجرف
        حين يرتدى ثوب الحكيم العارف ببواطن الامور
        فى انتظار عودتك الجميله لمنتداك
        مع دعواتنا للشعب السورى بالنجاه من براثن جلاديه

        شكرا لك

        تعليق


        • #5
          طريقة جميلة ومشوقه
          في عرض نماذج من التصرفات البشرية
          في صياغه ,, بسيطة
          تحفز على التفكير وتحليل هذه التصرفات
          بأكثر من رؤية

          فقد تخيلت أن الديك أساء الفهم
          ونتيجة لذلك عرض الدجاجة لخطر داهم
          إلا أن ارادة الله نجتها وأوقعته في ما كان يحيق بها
          لأنه لم يجتهد في الحصول على المعلومة الصحيحة

          إلا أن تحليل أستاذ محمد ورد فتح مدخلا جديدا للتفكير في مضمون القصة
          والهدف منها وخلاصتها

          والجميل في قصتك سيدي
          ان كل معانيها في الأتجاه الإيجابي
          يستفيد منها الكبير والصغير
          فشكرا لك


          تعليق


          • #6
            عبد الحكيم
            قصتك شيقه
            استمتعت بقرأتها
            تسلم الايادى
            بارك الله فيك

            تعليق


            • #7
              قصة جميلة تحمل الكثير من المعانى
              استمتعت بقراءتها .. شكرا لك أخى الفاضل
              بتفكرنى بقصص كليلة ودمنة التى تحكى قصصا
              وحكايات على لسان الحيوانات والطيور
              لتوصل لنا مغزى أو معنى أو عظة وعبرة
              كل التقدير والاحترام وأرق التحايا


              تعليق

              مواضيع تهمك

              تقليص

              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
              يعمل...
              X