الفن الجرافيتي
الإحتجاج الصامت روبرت بانسكي
في عام 2003 بعد أن أفرجت عليه الشرطة، قام الفنان المجهول والذي أطلق على نفسه"بانكسي" بتسلق حظيرة البطريق بحديقة لندن، وبينما أقلعت الرؤوس نحوه، لترى ماذا بإمكان هذا المغامر أن يعمل، نفض قليلاً من لعاب ريشته، وكتب عبارته التهكمية:"لقد مللنا أكل السمك".
تسلق طالب مشاغب سور مدرسته الضخمة بإحدى المقاطعات الصينية، وتسرب في الأثناء إلى حمامات المدرسة فيما كان الطلاب يبدأون درسهم الأول، كتب على إحدى الجدران إداناته المطولة للوضع العام للمقاطعة التي كانت تعيش أبأس حالتها، ثم سلم نفسه للسلطات التي بدورها أقتادته مرة أخرى إلى فناء المدرسة وقررت معاقبته أمام الطلاب، ونال نصيبه من الضرب والتعنيف، أصبحت الجدارية التي كتب عليها الطالب أطول لوحة فنية لما سمي فيما بعد الفن "الجرافيتي" فيما أصبح الطالب زعيم الصين الحديثة القائد الشيوعي" ماو تسي تونج".
بعد قرن من الزمن قبضت الشرطة البريطانية على أحد رعاياها المجهولين بعد أن وجدته يلون بريشته رسم لعامل بلدية تبدو على ملامحه الملل، وعلى مقربة منه خطوط صفراء لزهرة أوركيدا أمتدت الى الرصيف، وكانت الشرطة وضعته في وقت سابق على قائمة المطلوبين لديها، بعد أن لطخ كثيراً من شوارعها برسوماته الغريبة والحزينة.
وفي عام 2003 أفرجت عليه الشرطة فقام الفنان المجهول والذي أطلق على نفسه"بانكسي" بتسلق حظيرة البطريق بحديقة لندن، وبينما أقلعت الرؤوس نحوه، لترى ماذا بإمكان هذا المغامر أن يعمل، نفض قليلاً من لعاب ريشته، وكتب عبارته التهكمية:"لقد مللنا أكل السمك".
يعد الفنان بانسكي أشهر فنان معاصر في فن الجرافيت، وهو فنان مجهول وبحسب صحيفة "الجاردين" فإن إسمه روبرت بانسكي، من مواليد 1974 في بلدة بيات القريبة من برويستول، ولكن لا يوجد تأكيد على هوية "بانكسي" الحقيقية وسيرته الذاتية، انطلقت أعماله من بوستول ولندن في عام 2003، ومن ثم انتشرت في أنحاء متفرقة من العالم، وفي إحدى محطاته الأكثر جدلاً جمع هذا الفنان مايقارب ثلاثين فناناَ في محطة ووترلو وطلب منهم تحويل جدران المحطة المتسخ والقذر إلى معرض دائم لرسوماتهم داعياً المواطنين للتعاون معهم لجعل المكان مدهشاً وجذاباً.
تعرض الفنان الذي منحته القناة الرابعة البريطانية وسام أعظم فنان يعيش في بريطانيا، للكثير من المضايقات بعد أن حملت رسومته الأخيرة طابعاً إحتجاجياً، و قامت هيئة النقل البريطانية بطمس الكثير من أعماله ومنها مشهد لفيلم "بلب فاكشن" ويظهر العمل المرسوم بطلي الفلم الأمريكي وهما يشهران في أيديهما موز بدلاً من المسدسات، وقالت الهيئة أن رسوماته تؤذي المارة، لم يألوا الفنان جهداً في أن يرسم على اللوحة المطموسة لوحة أخرى.
حمل الفنان العالمي المشهور و المجهول الهوية أشياءه، هذه المرة إلى فلسطين في عام 2005 وتوقف عند جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل، رسم على جداره سلالم ونوافذ ملونة، وحين أقتربت منه إحدى وسائل الإعلام لتأخذ تصريحاً رفض، وأدلا لهم بتصريح كتبه على قصاصة ورقية:" (أريد أن أجعل من هذا الخزي الكبير جميلاً)، عندها أعترض مواطن فلسطيني قائلاً أنا لاأريده جميلاً، هل بإمكانك أن تزله، أو عد الى وطنك)، وفي صباح مشرق في القدس فوجيء صاحب محل لبيع التذاكر الدينية بوجود لوحة كبيرة على حائط محله، كان الفنان بانكسي قد رسمها متخفياً تحت جنح الظلام في مكان مقابل لثكنة عسكرية أتخذتها إسرائيل لقنص الفلسطينيين في الجهة المقابلة، أستطاع الفنان أن ينفذ بجسده الهلامي من أكبر آلة مراقبة عسكرية وأكثرها تقدماً، ليعبر للعالم عن آماله بالسلام، بجسدٍ زئبقي، ومزاج يعدو عن كونه لفنان فقط.
وتعتبر أعمال بانكسي من أغلى الأعمال في العالم، فقد قدمت إحدى الصالات بلندن"إنديبا" مجموعة من أعمال الفنان، والمثير في الأمر أن الجهة المنظمة لم تستشير الفنان في عرض لوحاته وباعت الكثير منها، بينما يبقى الفنان الذي يهرب من الأضواء والكاميرات يمثل حالة جدل وإثارة لاتنتهيان في عالم غير متماسك.
يعتبر الفن الجرافيتي من الفنون الشعبية الشائعة، والمتاحة وذلك لأن الفنان الجرافيتي يخلق أعماله على واجهات الجدران في الشوارع وعلى الأسطح، ويكتسب قيمته الفنية من مواضيعه السهلة البسيطة وخاماته اللونية المتعددة، وصيغته الإحتجاجية اللطيفة، ويختلف المؤرخون في تاريخ الفن الجرافيتي، فبعضهم ذهب إلى أن هذا الفن قد ظهر عند الإغريق والرمان منذ فترة طويلة، بينما يقول بعضهم أنه من الفنون الحديثة وظهر في بداية القرن العشرين على أيدي الامريكيين المحتجين وبالتحديد في ولاية نيويورك، حيث جسدت الطبقة المسحوقة آمالها وأحلامها في مترو الأنفاق وعلى واجهات المباني الضخمة وفي الأرصفة، ومن ثم أنتقل هذا الفن الى أوروبا.
ينظر الكثير من المراقبين الى الفن الجرافيتي على أنه تخريب، ويحظر إستخدامه في كثير من الدول لإعتبارات كثيرة، بينما يعتبره آخرون تخريباً يريده الجميع، وينبع الحرص عليه من قدرته على توصيل الكثير من الرسائل الإجتماعية والسياسية، وتقوم فكرته على إدانة الحروب والممارسات السياسية الخاطئة، كما يعمل على توثيق اللحظات الآنية في حياة الناس، والتوغل في تفاصيل اليومي لإكسابه نفساً طويلاً، وتجريده من معانيه اليومية إلى قيم أكثر إستقراراً وثب.
الإحتجاج الصامت روبرت بانسكي
في عام 2003 بعد أن أفرجت عليه الشرطة، قام الفنان المجهول والذي أطلق على نفسه"بانكسي" بتسلق حظيرة البطريق بحديقة لندن، وبينما أقلعت الرؤوس نحوه، لترى ماذا بإمكان هذا المغامر أن يعمل، نفض قليلاً من لعاب ريشته، وكتب عبارته التهكمية:"لقد مللنا أكل السمك".
تسلق طالب مشاغب سور مدرسته الضخمة بإحدى المقاطعات الصينية، وتسرب في الأثناء إلى حمامات المدرسة فيما كان الطلاب يبدأون درسهم الأول، كتب على إحدى الجدران إداناته المطولة للوضع العام للمقاطعة التي كانت تعيش أبأس حالتها، ثم سلم نفسه للسلطات التي بدورها أقتادته مرة أخرى إلى فناء المدرسة وقررت معاقبته أمام الطلاب، ونال نصيبه من الضرب والتعنيف، أصبحت الجدارية التي كتب عليها الطالب أطول لوحة فنية لما سمي فيما بعد الفن "الجرافيتي" فيما أصبح الطالب زعيم الصين الحديثة القائد الشيوعي" ماو تسي تونج".
بعد قرن من الزمن قبضت الشرطة البريطانية على أحد رعاياها المجهولين بعد أن وجدته يلون بريشته رسم لعامل بلدية تبدو على ملامحه الملل، وعلى مقربة منه خطوط صفراء لزهرة أوركيدا أمتدت الى الرصيف، وكانت الشرطة وضعته في وقت سابق على قائمة المطلوبين لديها، بعد أن لطخ كثيراً من شوارعها برسوماته الغريبة والحزينة.
وفي عام 2003 أفرجت عليه الشرطة فقام الفنان المجهول والذي أطلق على نفسه"بانكسي" بتسلق حظيرة البطريق بحديقة لندن، وبينما أقلعت الرؤوس نحوه، لترى ماذا بإمكان هذا المغامر أن يعمل، نفض قليلاً من لعاب ريشته، وكتب عبارته التهكمية:"لقد مللنا أكل السمك".
يعد الفنان بانسكي أشهر فنان معاصر في فن الجرافيت، وهو فنان مجهول وبحسب صحيفة "الجاردين" فإن إسمه روبرت بانسكي، من مواليد 1974 في بلدة بيات القريبة من برويستول، ولكن لا يوجد تأكيد على هوية "بانكسي" الحقيقية وسيرته الذاتية، انطلقت أعماله من بوستول ولندن في عام 2003، ومن ثم انتشرت في أنحاء متفرقة من العالم، وفي إحدى محطاته الأكثر جدلاً جمع هذا الفنان مايقارب ثلاثين فناناَ في محطة ووترلو وطلب منهم تحويل جدران المحطة المتسخ والقذر إلى معرض دائم لرسوماتهم داعياً المواطنين للتعاون معهم لجعل المكان مدهشاً وجذاباً.
تعرض الفنان الذي منحته القناة الرابعة البريطانية وسام أعظم فنان يعيش في بريطانيا، للكثير من المضايقات بعد أن حملت رسومته الأخيرة طابعاً إحتجاجياً، و قامت هيئة النقل البريطانية بطمس الكثير من أعماله ومنها مشهد لفيلم "بلب فاكشن" ويظهر العمل المرسوم بطلي الفلم الأمريكي وهما يشهران في أيديهما موز بدلاً من المسدسات، وقالت الهيئة أن رسوماته تؤذي المارة، لم يألوا الفنان جهداً في أن يرسم على اللوحة المطموسة لوحة أخرى.
حمل الفنان العالمي المشهور و المجهول الهوية أشياءه، هذه المرة إلى فلسطين في عام 2005 وتوقف عند جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل، رسم على جداره سلالم ونوافذ ملونة، وحين أقتربت منه إحدى وسائل الإعلام لتأخذ تصريحاً رفض، وأدلا لهم بتصريح كتبه على قصاصة ورقية:" (أريد أن أجعل من هذا الخزي الكبير جميلاً)، عندها أعترض مواطن فلسطيني قائلاً أنا لاأريده جميلاً، هل بإمكانك أن تزله، أو عد الى وطنك)، وفي صباح مشرق في القدس فوجيء صاحب محل لبيع التذاكر الدينية بوجود لوحة كبيرة على حائط محله، كان الفنان بانكسي قد رسمها متخفياً تحت جنح الظلام في مكان مقابل لثكنة عسكرية أتخذتها إسرائيل لقنص الفلسطينيين في الجهة المقابلة، أستطاع الفنان أن ينفذ بجسده الهلامي من أكبر آلة مراقبة عسكرية وأكثرها تقدماً، ليعبر للعالم عن آماله بالسلام، بجسدٍ زئبقي، ومزاج يعدو عن كونه لفنان فقط.
وتعتبر أعمال بانكسي من أغلى الأعمال في العالم، فقد قدمت إحدى الصالات بلندن"إنديبا" مجموعة من أعمال الفنان، والمثير في الأمر أن الجهة المنظمة لم تستشير الفنان في عرض لوحاته وباعت الكثير منها، بينما يبقى الفنان الذي يهرب من الأضواء والكاميرات يمثل حالة جدل وإثارة لاتنتهيان في عالم غير متماسك.
يعتبر الفن الجرافيتي من الفنون الشعبية الشائعة، والمتاحة وذلك لأن الفنان الجرافيتي يخلق أعماله على واجهات الجدران في الشوارع وعلى الأسطح، ويكتسب قيمته الفنية من مواضيعه السهلة البسيطة وخاماته اللونية المتعددة، وصيغته الإحتجاجية اللطيفة، ويختلف المؤرخون في تاريخ الفن الجرافيتي، فبعضهم ذهب إلى أن هذا الفن قد ظهر عند الإغريق والرمان منذ فترة طويلة، بينما يقول بعضهم أنه من الفنون الحديثة وظهر في بداية القرن العشرين على أيدي الامريكيين المحتجين وبالتحديد في ولاية نيويورك، حيث جسدت الطبقة المسحوقة آمالها وأحلامها في مترو الأنفاق وعلى واجهات المباني الضخمة وفي الأرصفة، ومن ثم أنتقل هذا الفن الى أوروبا.
ينظر الكثير من المراقبين الى الفن الجرافيتي على أنه تخريب، ويحظر إستخدامه في كثير من الدول لإعتبارات كثيرة، بينما يعتبره آخرون تخريباً يريده الجميع، وينبع الحرص عليه من قدرته على توصيل الكثير من الرسائل الإجتماعية والسياسية، وتقوم فكرته على إدانة الحروب والممارسات السياسية الخاطئة، كما يعمل على توثيق اللحظات الآنية في حياة الناس، والتوغل في تفاصيل اليومي لإكسابه نفساً طويلاً، وتجريده من معانيه اليومية إلى قيم أكثر إستقراراً وثب.
تعليق