إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر التونسى ابوالقاسم الشابى

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر التونسى ابوالقاسم الشابى

    ابوالقاسم الشابي

    السلام عليكم ورحمة الله




    ولد أبو القاسم الشابي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شباط عام 1909م في بلدة توزر بتونس .أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي
    ولد عام 1879 م وفي سنة 1901 م ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.

    الشيخ محمد الشابي تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ،


    كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في تونس لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.

    يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم أثر تخرجه من الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا عام 1929 فقرر أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.

    يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".

    وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانا وكان ذلك في أيلول واريانا ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.

    ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.

    توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.

    نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.

  • #2
    ديوان شعر أبو القاسم الشابي


    - أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى- أراكِ، فَتَحْلُولَدَيّ الحياة ُ- أرى هيكلَ الأيامُ، مشيَّداً- ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ- أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي- أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،- أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟- أيُّ ناسٍ هذا الورى ؟ ما أرى- أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي- أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ- أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً- أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟- أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ- أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ- أُسْكُني يا جرَاحْ- إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة- إذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كان شوقُهُ- إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا- إن هذه الحياة َ قيثارة ُ الله،- إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً- إنَّ الحياة َ صِراعٌ- الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضمُّه- الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ- بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،- تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ- تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ- تُسائلني: مالي سكتُّ، ولا أُهِبْ- خلقنا لنبلغَ شَأوَ الكمالِ- راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه- رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ- سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ- شعري نُفَاثة صدري- صلوات في هيكل الحب- ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ- ضعفُ العزيمة ِ لَحْدٌ، في سكينَتهِ- عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ،- عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما- غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ- ـنَّوَى قِلى ً، وَصَغَارا- في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً- في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني،- في سكونِ الليل لما- قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا- قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكِّراً- قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ- كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ،- كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً- كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما- كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما- كنَّا كزوجي طائِرِ، في دوحة الحُبّ الأَمينْ- لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ- لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتي- ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا- لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،- ما قدَّسَ المَثلَ الأعلى وجمَّلَه- ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي- من حديث الشيوخ- نحنُ نمشي، وحولنا هاته الأكـ- نشيد الجبار ( هكذا عنى بروميثيوس )- هَهُنا في خمائل الغابِ، تَحْت الزَّا- وأوَدُّ أن أحيا بفكرة ِ شاعرٍ- والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا- والضَّجَرْ- ولكن إذا ما لَبسنا الخلودَ- يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ- يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ- يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،- يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،- يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ- يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ- يا موتُ! قد مزَّقتَ صدري وقصمْتَ بالأرزاءِ ظَهْري- ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي- يودُّ الفَتَى لو خاضَ عاصفة َ الرّدى- يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا- يَقُولونَ: «صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ- يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ

    تعليق


    • #3

      يتبع

      بعض قصائده


      اذا الشعب يوما ارد الحياة



      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بد أن يستجيب القدر
      ولا بد لليل أن ينجلي
      ولابد للقيد أن ينكسر
      ومن لم يعانقه شوق الحياة
      تبخر في جوها واندثر
      كذلك قالت لي الكائنات
      وحدثني روحها المستتر
      ودمدمت الريح بين الفجاج
      وفوق الجبال وتحت الشجر:
      إذا ما طمحت إلى غاية
      ركبت المنى ونسيت الحذر
      ومن لا يحب صعود الجبال
      يعش ابد الدهر بين الحفر
      فعجت بقلبي دماء الشباب
      وضجت بصدري رياح أخر
      وأطرقت أصغى لقصف الرعود
      وعزف الرياح ووقع المطر
      وقالت لي الأرض لما سالت:
      يا أم هل تكرهين البشر ؟:
      أبارك في الناس أهل الطموح
      ومن يستلذ ركوب الخطر
      وألعن من لا يماشي الزمان
      ويقنع بالعيش ، عيش الحجر
      هو الكون حي يحب الحياة
      ويحتقر الميت مهما كبر
      وقال لي الغاب في رقة
      محببة مثل خفق الوتر
      يجيء الشتاء شتاء الضباب
      شتاء الثلوج شتاء المطر
      فينطفئ السحر سحر الغصون
      وسحر الزهور وسحر الثمر
      وسحر السماء الشجي الوديع
      وسحر المروج الشهي العطر
      وتهوي الغصون وأوراقها
      وأزهار عهد حبيب نضر
      ويفنى الجميع كحلم بديع
      تألق في مهجة واندثر
      وتبقى الغصون التي حملت
      ذخيرة عمر جميل عبر
      معانقة وهي تحت الضباب
      وتحت الثلوج وتحت المدر
      لطيف الحياة الذي لا يمل
      وقلب الربيع الشذي النضر
      وحالمة بأغاني الطيور
      وعطر الزهور وطعم المطر


      أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي

      أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي00 وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي 00
      وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي00 وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي 00
      أيها الحب أنت سرُّ وُجودي00 وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي 00
      وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري00 وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي 00
      يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي00 في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي! 00
      ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ00 ـ‍‍‍‍طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟ 00
      أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ00 نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي 00
      فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ00 ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي 00
      لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:00 مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟00


      يتبع


      تعليق


      • #4



        سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة


        سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة00ِ وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ 00
        سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها00 وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ 00
        فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها00 بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ 00
        فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ00 وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ 00
        وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ00 وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ 00
        فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟00 وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ00
        لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ00 وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ 00
        فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا00 شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ 00
        كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه00 وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ 00
        ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا00 فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ00
        لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ٍ00 ومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ00
        فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ00 وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ00

        فلسفة الثعبان المقدس


        كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً00 غضَّ الشَّبابِ، مُعَطَّرَ الجلبابِ 00
        يمشي على الدنيا، بفكرة شاعرٍ00 ويطوفها، في موكبٍ خلاَّبِ 00
        والأُفقُ يملأه الحنانُ، كأنه00 قلبُ الوجود المنتِجِ الوهابِ 00
        والكون من طهرِ الحياة كأنما00 هُوَ معبدٌ، والغابُ كالمحرابِ00
        والشّاعرُ الشَّحْرورُ يَرْقُصُ، مُنشداً00 للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ 00
        شعْرَ السَّعادة والسَّلامِ، ونفسهُ00 سَكْرَى بسِحْر العالَم الخلاّبِ 00
        ورآه ثعبانُ الجبالِ، فغمَّه00 ما فيه من مَرَحٍ، وفيْضِ شبابِ 00
        وانقضّ، مضْطَغِناً عليه، كأنَّه00 سَوْطُ القضاءِ، ولعنة ُ الأربابِ 00
        بُغتَ الشقيُّ، فصاح من هول القضا00 متلفِّتاً للصائل المُنتابِ 00
        وتَدَفَّق المسكين يصرخُ ثائراً:00 «ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي؟»00 لاشيءِ، إلا أنني متغزلٌ00 بالكائنات، مغرِّدٌ في غابي 00
        «أَلْقَى من الدّنيا حناناً طاهراً00 وأَبُثُّها نَجْوَى المحبِّ الصّابي» 00
        «أَيُعَدُّ هذا في الوجود جريمة ً؟!00 أينَ العدالة ُ يا رفاقَ شبابي؟» 00
        «لا أين؟، فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا00 رأيُ القويِّ، وفكرة ُ الغَلاّبِ!» 00
        «وَسَعَادة ُ الضَّعفاءِ جُرْمُ..، ما لَهُ00 عند القويِّ سوى أشدِّ عِقَاب!» 00
        ولتشهد- الدنيا التي غَنَّيْتَها00 حُلْمَ الشَّبابِ، وَرَوعة َ الإعجابِ 00
        «أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة ٌ00 والعَدْلَ فَلْسَفَة ُ اللّهيبِ الخابي» 00
        «لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى00 وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب» 00
        فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ00 وأجاب في سَمْتٍ، وفرطِ كِذَابِ: 00
        «يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني00 أرثِي لثورة ِ جَهْلكَ الثلاّبِ» 00
        والغِرُّ بعذره الحكيمُ إذا طغى00 جهلُ الصَّبا في قلبه الوثّابِ 00
        فاكبح عواطفكَ الجوامحَ، إنها00 شَرَدَتْ بلُبِّكَ، واستمعْ لخطابي» 00
        أنِّي إلهٌ، طاَلَما عَبَدَ الورى00 ظلِّي، وخافوا لعنَتي وعقابي» 00
        وتقدَّوموا لِي بالضحايا منهمُ00 فَرحينَ، شأنَ العَابدِ الأوّابِ» 00
        «وَسَعَادة ُ النَّفسِ التَّقيَّة أنّها00 يوماً تكونُ ضحيَّة َ الأَربابِ» 00
        «فتصيرُ في رُوح الألوهة بضعة ً،00 قُدُسية ٌ، خلصت من الأَوشابِ 00
        أفلا يسرُّكَ أن تكون ضحيَّتي00 فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي» 00
        وتكون عزماً في دمي، وتوهَّجاً00 في ناظريَّ، وحدَّة ً في نابي 00
        «وتذوبَ في رُوحِي التي لا تنتهي00 وتصيرَ بَعََض ألوهتي وشبابي..؟ 00
        إني أردتُ لك الخلودَ، مؤلَّهاً00 في روحي الباقي على الأحقابِ..00
        فأجابه الشحرورُ ، في غُصًَِ الرَّدى00 والموتُ يخنقه: «إليكَ جوابي»: 00
        لا رأي للحقِّ الضعيف، ولا صدّى ،00 الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ 00
        «فافعلْ مشيئَتكَ التي قد شئتَها00 وارحم جلالَكَ من سماع خطابي"00
        وكذاك تتَّخَذُ المَظَالمُ منطقاً00 عذباً لتخفي سَوءَة َ الآرابِ00



        الي اللقاء في قصائد اخرى
        ان شاء الله

        تعليق


        • #5
          []كم اسعدني مروري بموضوعك
          الجميل الرائع غاليتي
          بنت تونس
          كم احببت ابو القاسم الشابي
          فعلى الرغم من عمره القصير
          الا انه ترك رصيدا من الشعر
          مازال يدرس ...
          درسناه في مراحلنا المختلفة
          كلماته جميلة ولكنها حزينة
          اتراه كان يعلم بمدى قصر عمره
          سملتي حبيبتي وسلم منتقاكِ
          دمتي بكل خير
          اسمحي لي باضافة قصيرة


          بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ، والظلّ، والأَضْواءِ، والأنغامِ
          بيتٌ، من السِّحرِ الجميلِ، مشَيَدٌ للحبِّ، والأحلامِ، والالهامِ
          في الغابِ سِحْرٌ، رائعٌ متجدِّدٌ باقٍ على الأَيامِ والأعْوامِ
          وشذًى كأجنحة الملائكِ، غامضٌ سَاهٍ يُرفرف في سُكونٍ سَامِ
          وجداولٌ، تشْدو بمعسول الغِنا وتسيرُ حالمة ً، بغيرِ نِظَامِ
          ومخارفٌ نَسَجَ الزمانُ بساطَها من يابسِ الأوراقِ والأكمامِ
          وَحَنَا عليها الدّوّحُ، في جَبَرُوتِهِ بالظلِّ، والأغصان والنسام
          في الغاب، في تلك المخارف، والرُّبى ...
          وعلى التِّلاع الخُضرِ، والآجامِ
          كم من مشاعرِ، حلْة ٍ، مجْهولة ٍ سَكْرَى ، ومِنْ فِكَرٍ، ومن أوهامِ
          غَنَّتْ كأسرابِ الطُّيورِ، ورفرفت حولي، وذابتْ كالدّخان، أمامي

          [/]

          تعليق


          • #6
            []حبيبتي الرقيقة
            هالة
            كانك توام افكاري
            وانا انزل الموضوع تمنيت
            ان تكوني اول المارين به
            يسلملي حبيبتي مرورك العطر
            واضافتك الرقيقة
            [/]

            تعليق


            • #7
              احد اعمدة الشعر العربي و العالمي . رحمه الله و اسكنه فسيح جناته
              شكراً (بنت تونس) العزيزة و الغالية على السرد الوافي
              ودمت

              تعليق


              • #8
                []شكرا اخي الكريم
                ياسين محمد
                نورت الموضوع
                بتواجدك الطيب
                دمت بخير
                [/]

                تعليق


                • #9
                  []إذا الشعب يوما أراد الحياة
                  فلا بد أن يستجيب القدر

                  ولا بد لليل أن ينجلي
                  ولابد للقيد أن ينكسر
                  [/]

                  []اسعدتني جدا بموضوعك الراقي
                  للشاعر ابو القاسم الشابي
                  تسلمي على المعلومات والقصائد
                  جزيتي خيرا يا غالية
                  تقبلي كل شكري
                  بنت تونس

                  [/]

                  تعليق


                  • #10
                    []عزيزة قلبي
                    مانينو
                    اشكر تواجدك الغالي
                    وكلماتك الجميلة والتي
                    تسعدني وتفرحني
                    دمتي لي غاليتي
                    [/]

                    تعليق


                    • #11
                      حبيبتى تسلمى لعرضك لحياه الشاعر العظيم
                      والقصائد الرائعه

                      تعليق


                      • #12
                        []لك كل شكري وحبي
                        غاليتي
                        القطه الشقيه
                        [/]

                        تعليق

                        مواضيع تهمك

                        تقليص

                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                        المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                        يعمل...
                        X