إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تجزع من الالم ولا تخف من المعاناه

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تجزع من الالم ولا تخف من المعاناه

    نعمة الألم



    الألمُ ليس مذموماً دائماً ، ولا مكروهاً أبداً ، فقدْ يكونُ خيراً للعبدِ أنْ يتأَلَّمَ .
    إنَّ الدعاء الحارَّ يأتي مع الألمِ ، والتسبيحَ الصادقَ يصاحبُ الألَمَ ، وتألُّم الطالبِ زَمَنَ التحصيلِ
    وحمْله لأعباءِ الطلبِ يُثمرُ عالماً جَهْبَذاً ، لأنهُ احترق في البدايةِ فأشرق في النهايةِ.
    وتألُّم الشاعرِ ومعاناتُه لما يقولُ تُنتجُ أدباً مؤثراً خلاَّباً ،
    لأنه انقدحَ مع الألمِ من القلبِ والعصبِ والدمِ فهزَّ المشاعرَ وحرَّكَ الأفئدةَ .
    ومعاناة الكاتبِ تُخرجُ نِتاجاً حيّاً جذَّاباً يمورُ بالعِبرِ والصورِ والذكرياتِ .
    إن أسمى من هذهِ الأمثلةِ وأرفعُ : حياةُ المؤمنين الأوَّلين الذين عاشوا فجْرَ الرسالةِ ومَولِدَ الملَّةِ ،
    وبدايةَ البَعْثِ ، فإنهُم أعظمُ إيماناً ، وأبرُّ قلوباً ، وأصدقُ لهْجةً ، وأعْمقُ عِلمْاً ، لأنهم عاشوا الأَلَمَ والمعاناةَ :
    ألمَ الجوع والفَقْرِ والتشريدِ ، والأذى والطردِ والإبعادِ، وفراقَ المألوفاتِ ، وهَجْرَ المرغوباتِ ، وألمَ الجراحِ
    والقتلِ والتعذيبِ ، فكانوا بحقٍّ الصفوة الصافيةَ ، والثلَّةَ المُجْتَبَاةَ ، آياتٍ في الطهرِ ، وأعلاماً في النبل ، ورموزاً في التضحية ،
    ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ
    وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )

    الطالبَ الذي عاشَ حياةَ الدَّعةِ والراحةِ ولم تلْذعْهُ الأَزَمَاتُ ،
    ولمْ تكْوِهِ المُلِمَّاتُ ، إنَّ هذا الطالبَ يبقى كسولاً مترهِّلاً فاتراً .
    وإنَّ الشاعر الذي ما عرفَ الألمَ ولا ذاقَ المر ولا تجرَّع الغُصَصَ ،
    تبقى قصائدهُ رُكاماً من رخيصِ الحديثِ ، وكُتلاً من زبدِ القولِ ،
    لأنَّ قصائدَهُ خرجَتْ من لسانِهِ ولم تخرُجْ من وجدانِهِ ، وتلفَّظ بها فهمه ولم يعِشْها قلبُه وجوانِحُهُ .
    وفي عالم الدنيا أناسٌ قدَّموا أروعَ نتِاجَهُمْ ، لأنهم تألمَّوا ، فالمتنبي وعَكَتْه الحُمَّى فأنشدَ رائعته :
    وزائرتي كأنَّ بها حياءَ
    فليسَ تزورُ إلاَّ في الظلامِ

    والنابغةُ خوّفَهُ النعمانُ بنُ المنذرِ بالقتلِ ، فقدَّم للناس :
    فإنكَ شمسٌ والملوكُ كواكبٌ
    إذا طلعتْ لم يبْدُ منهنَّ كَوكبُ

    وكثيرٌ أولئك الذين أَثْرَوا الحياةَ ، لأنهم تألمَّوا .
    إذنْ فلا تجزعْ من الألم ولا تَخَفَ من المعاناةِ ،
    فربما كانتْ قوةً لك ومتاعاً إلى حين ، فإنكَ إنْ تعشْ مشبوبَ الفؤادِ محروقَ الجَوَى ملذوعَ النفسِ
    أرقُّ وأصفى من أن تعيشَ باردَ المشاعرِ فاترَ الهِمَّةِ خامدَ النَّفْسِ ،
    ( وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ )
    ذكرتُ بهذا شاعراً عاش المعاناةَ والأسى وألمَ الفراقِ وهو يلفظُ أنفاسَه الأخيرةَ في قصيدةٍ بديعةِ الحُسْنِ
    ذائعةِ الشُّهرةِ بعيدةٍ عن التكلُّف والتزويق :
    إنه مالك بن الرّيب ، يَرثي نفسه :
    أَلَمْ تَرَني بِعْتُ الضَّلاَلةَ بالهُدَى
    وأصبحتُ في جيش ابنِ عفَّانَ غازيَا
    فللهِ دَرِّي يومَ أُتْرَكُ طائعاً
    بَنِيَّ بأعلى الرقمتيْن وماليا
    فيا صاحِبَيْ رحلي دنا الموتُ فانزلا
    برابيةٍ إنِّي مقيمٌ لياليا
    أقيما عليَّ اليومَ أوْ بَعْضَ ليلةٍ
    ولا تُعجِلاني قد تبيَّن ما بيا
    وخُطاً بأطرافِ الأسنةِ مضجعي
    ورُدَّا على عَيْنَيَّ فضلَ ردائيا
    ولا تحسُداني بارَك اللهُ فيكما
    مِن الأرضِ ذاتِ العَرْض أنْ تُوسِعَا ليا
    إلى آخرِ ذاكَ الصوتِ المتهدِّجِ ، والعويلِ الثاكل ،
    والصرخةِ المفجوعةِ التي ثارتْ حمماً منْ قلبِ هذا الشاعرِ المفجوعِ بنفسهِ المصابِ في حياتهِ .
    إن الوعظَ المحترقَ تَصِلُ كلماتُه إلى شِغافِ القلوبِ ،
    وتغوصُ في أعماقِ الرُّوحِ لأنه يعيشُ الألمَ والمعاناةَ
    ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )
    لا تعذلِ المشتاقَ في أشواقِه
    حتى يكونَ حشاكَ في أحشائِه
    لقد رأيتُ دواوينَ لشعراءَ ولكنها باردةً لا حياةَ فيها، ولا روح لأنهمْ قالوها بلا عَناء ، ونظموها في
    رخاء ، فجاءتْ قطعاً من الثلجِ وكتلاً من الطينِ .
    ورأيتُ مصنَّفاتٍ في الوعظِ لا تهزُّ في السامعِ شعرةً ،
    ولا تحرِّكُ في المُنْصِتِ ذرَّةً ، لأنهم يقولونَها بلا حُرْقةٍ ولا لوعةٍ ،
    ولا ألمٍ ولا معاناةٍ، ( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) .
    فإذا أردتَ أن تؤثِّر بكلامِك أو بشعْرِك ، فاحترقْ به أنت قَبْلُ ،
    وتأثَّرْ به وذقْه وتفاعلْ مَعَهُ ، وسوفَ ترى أنك تؤثِّر في الناس
    ( فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )

    دمتم بحفظ الرحمن

  • #2
    الألمُ ليس مذموماً دائماً ، ولا مكروهاً أبداً ، فقدْ يكونُ خيراً للعبدِ أنْ يتأَلَّمَ
    فكثير من الامور يكون ظاهرها شر ولكن باطنها خير
    قال تعالى: (لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(النور:11)

    ودمتي عزيزتي
    blume
    موضوع جميل ويدعو للصبر والرضا والايمان

    تعليق


    • #3
      موضوع جميل حبيبتى الغالية
      نعمة الالم
      فهى نعمةلمن يكتشف المراد منها
      فأن الله سبحانه وتعالى يختبر عباده
      ويبتليهم ليرفعهم درجات ويمحى زنوبهم
      وأذا احب الله انسان ابتلاه
      ليقترب منه ويدعو له

      دمتى بخير حبيبتى
      ودامت موضوعاتك تضئ سماء ورد

      تعليق


      • #4
        فعلا هي نعمة

        إن عظم الجزاء من عظم البلاء
        وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم
        فمن رضي فله الرضا
        ومن سخط فله السخط

        فسبحان الله العظيم الذي يختبر المؤمن بابتلاءه
        ليرفع من درجاته
        فنعم العبد الذي يعرف ويقدر نعمة الالم والابتلاء

        فإذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا
        وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه
        حتى يوافيه به يوم القيامة


        blume الحلوة
        مرسي حبيبة قلبي على موضوع الرائع

        نعمة الالم

        تعليق


        • #5
          الالم نعمه يجب ان نحمد الله عليها كباقى النعم
          الغاليه بلوم
          شكرا لك

          تعليق


          • #6
            موضوع جميل الابتلاء في ظاهره بلاء وباطنه رحمه ولكن
            لمن صبر وفهم ان الله ما ابتلاك ليعاقبك ولكن ليذكرك

            تعليق

            مواضيع تهمك

            تقليص

            المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
            المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
            المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
            المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
            المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
            يعمل...
            X