إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ناجي العلي حنظله ضمير الثورة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ناجي العلي حنظله ضمير الثورة

    الفنان ناجي العلي
    ناجي سليم حسين العلي ، الملقب بضمير الثورة
    من مواليد قرية الشجرة عام 1936 وهي قرية تقع بين
    الناصرة و طبريا في الجليل الشمالي من فلسطين .

    • يقال إنها أعطيت هذا الاسم ، لأن السيد المسيح عليه السلام
    استظل فيء شجرة في أرضها .

    1

    شرد من فلسطين عام 1948 ، نزح وعائلته مع أهل القرية
    باتجاه لبنان ( بنت جبيل) وهو من أسرة فقيرة تعمل في الزراعة
    والأرض ، لجأ إلى مخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا
    حيث سكن وعائلته بالقرب من بستان أبو جميل قرب الجميزة
    منطقة " عرب الغوير" وكان يقضي أوقاتاً طويلة في مقهى أبو مازن
    (محمد كريم – من بلدة صفورية ) .

    •وكانت حياة ناجي العلي في المخيم عبارة عن عيش يومي في الذل
    فأحدث ذلك صحوة فكرية مبكرة لديه، عرف انه وشعبه ، كانا ضحايا مؤامرة دنيئة دبرتها بريطانيا وفرنسا ، بالتحالف والتنسيق مع الحركة الصهيونية العالمية .

    2

    •درس ناجي العلي في مدرسة
    " اتحاد الكنائس المسيحية" حتى حصوله على شهادة
    " السرتفيكا" اللبنانية
    ولما تعذر عليه متابعة الدراسة ، اتجه للعمل
    في البساتين
    وعمل في قطف الأكي دنيا والحمضيات والزيتون
    (مع الوكيل سعيد الصالح أبو صالح ) لكن بعد مدة
    ذهب إلى طرابلس – القبة ومعه صديقة محمد نصر
    شقيق زوجته (لاحقاً )ليتعلم صنعة في المدرسة المهنية
    التابعة للرهبان البيض .

    • تعلم سنتين هناك ، ثم غادر بعد ذلك إلى بيروت
    حيث عمل في ورش صناعية عدة ، نصب خيمة قديمة
    (من الخيم التي كانت توزعها وكالة الغوث ) في حرش مخيم شاتيلا ،
    وعاش في حياة تقشف .

    3

    • 1957 سافر إلى السعودية بعدما حصل على دبلوم الميكانيكا
    وأقام فيها سنتين ، كان يشتغل ويرسم أثناء أوقات فراغه
    ثم عاد بعد ذلك إلى لبنان .

    • 1959 حاول أن ينتمي إلى حركة القوميين العرب
    لأنه وخلال سنة واحدة ، أبعد أربع مرات عن التنظيم
    بسبب عدم انضباطه في العمل الحزبي .

    •1960 - 1961 أصدر نشرة سياسية بخط اليد مع بعض رفاقه
    في حركة القوميين العرب تدعى " الصرخة " .
    4

    • 1960 دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم ( أليكسي بطرس)
    لمدة سنة ، إلا أنه ونتيجة ملاحقته من قبل الشرطة اللبنانية
    لم يداوم إلا شهراً أو نحو ذلك ، وما تبقى من العام الدراسي
    أمضاه في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية ، حيث
    ( .. أصبح حنظلة زبوناً دائماً لمعظم السجون ، تارة يضعونه في سجن المخيم
    وأخرى ينقلونه إلى السجن الأثري في المدينة القريبة
    (سجن القلعة في صيدا – القشلة ) ، وإذا ما ضخموا له التهمة
    ـ فإنهم كانوا ينقلونه إلى سجن العاصمة أو المناطق الأخرى
    . بعد ذلك ، ذهب إلى مدينة صور ودرس الرسم في الكلية الجعفرية
    لمدة ثلاث سنوات .

    5

    • 1963 سافر إلى الكويت وعمل في مجلة الطليعة الكويتية رساماً ومخرجاً
    ومحرراً صحافياً ، وكان هدفه أن يجمع المال ليدرس الفن في القاهرة أو في إيطاليا .

    • ترك الكويت مرات عدة وعاد إليها .

    • 1968 عمل في جريدة السياسة الكويتية لغاية العام 1975 .
    • مع بداية العام 1974 عمل في جريدة السفير ، وقد استمر فيها
    حتى العام 1983 .
    •1979 انتخب رئيس رابطة الكاريكاتيرالعرب .

    •عام 1982 اعتقل في صيدا من قبل العدو الإسرائيلي
    وأطلق سراحه حيث إنهم أخطأوا التعرف إلى شخصيته .

    • 1983 بعد أن ضاق به أهل البيت ذرعاً ، ترك بيروت متوجهاً
    إلى الكويت ، حيث عمل في جريدة القبس الكويتية وبقي فيها
    حتى أكتوبر 1985 .

    1985 بعد أن ضاق به أهل البيت ذرعاً ، ترك الكويت
    وتوجه إلى لندن حيث عمل في" القبس" الدولية.

    •شاركت رسوم ناجي العلي في عشرات المعارض العربية والدولية .

    •أصدر ثلاثة كتب في الأعوام (1976 ، 1983 ، 1985)
    ضمت مجموعة من رسوماته المختارة .

    •كان يتهيأ لإصدار كتاب رابع لكن الرصاص الغادر حال دون ذلك .

    •حصلت أعماله على الجوائز الأولى في معرضي الكاريكاتير للفنانين العرب
    أقيما في دمشق في سنتي 1979 1980 م .

    •عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين .

    •نشر اكثر من 40 ألف لوحة كاريكاتورية طيلة حياته الفنية
    عدا عن المحظورات التي مازالت حبيسة الأدراج
    ماكان يسبب له تعباً حقيقياً .

    •اختارته صحيفة "اساهي " اليابانية كواحد من بين
    أشهر عشرة رسامي كاريكاتير في العالم .

    •متزوج من السيدة وداد صالح نصر من بلدة صفورية
    – فلسطين وله أربعة أبناء:
    خالد ، أسامه ، ليال وجودي.
    •اغتيل في لندن يوم 22 / 7 / 1987 وتوفي 29/ 8/ 1987 م .

    •وبعد وفاته ، أقيم مركز ثقافي في بيروت
    أطلق عليه اسم " مركز ناجي العلي الثقافي"
    تخليداً لذكراه ، كما حملت اسم الفنان مسابقة الرسم
    الكاريكاتوري أجرتها جريدة " السفير" .

    •8/ 2/ 1988 وصف الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس
    ناجي العلي ، بأنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير
    منذ نهاية القرن الثامن عشر ، ومنحه جائزة
    " قلم الحرية الذهبي" وسلمت الجائزة في إيطاليا
    إلى زوجته وابنه خالد ، علماً بأن ناجي العلي
    هو أول صحافي ورسام عربي ينال هذه الجائزة .

    6

  • #2
    شكرا شريره
    علي السيره الذاتيه لناجي العلي
    وكذا الرسوم الساخره

    تعليق


    • #3
      العزيزة شريرة

      اختيار موفق و يثير في النفس الكثير ...

      ناجي العلي صاحب قلم الحرية الذهبي قال كلمته و مضي ...
      لكنه استقر في وجدان الضمير العربي
      ذهب تاركا حنظلة و قال عنه ... لن يكبر حنظلة عن سن العاشرة
      ففي هذه السن غادرت الوطن
      انه استثناء...و لان فقدان الوطن استثناء !!
      ولا يزال حنظلة مديرا ظهره شاخصا للامام .. .
      .ربما لارضه المغتصبة منتظرا ليوم الخلاص
      و انتزاع الحق و العودة بعد ان كان قاسما في معظم رسومات
      ناجي العلي و شارك في انتفاضة الحجارة !!


      1


      فالندعو الله ان يكبر حنظلة و تذوب مرارة الايام
      في حلاوة النصر و عودة الحق باذن الله
      شكرا جزيلا لك عزيزتي
      فكم هو مهم هذا التعريف بشهيد الكلمة و الراْى .. ناجي العلي !!


      2

      تعليق


      • #4
        شريرة

        اشكرك اختى
        على هذا السرد
        عن المناضل ناجى العلى
        وعلى الصورالمؤثرة

        تعليق


        • #5
          ملك
          السويدي
          زهرة الكاميليا
          الشكر لكم جميعا
          لمروركم الكريم على الموضوع
          واتمنى ان اقدم المزيد وينال اعجابكم

          تعليق


          • #6
            مشكور اختي
            على سيرة الفنان
            ويعطيج العافيه على اللوحات

            تعليق


            • #7
              مشكورة حبيبتي
              سكوت النجوم
              على المرور الكريم

              تعليق


              • #8
                شكرا شريرة

                للموضوع المهم
                شكرا جزيلا

                تعليق


                • #9
                  شكرا لمرورك الكريم ثامر

                  تعليق


                  • #10
                    عندما تتسبب ريشة الفنان بتهجيره ثم اغتياله ، وعندما يأتي الغضب على دولة لوجود صاحب الريشة
                    عندما يتغرب الفنان مرتين ليجعل ريشته حره ..حينها يتأكد صحة مقولة بعض الفنانين أن " الفن رساله"
                    كان رسام الكاركتير الفلسطيني ناجي العلي موعود مع التغريب كثيرا! تغرب عن وطنه ليسكن في مخيم عين الحلوه
                    ثم تغرب عن مخيمه ليجعل ريشته حره في الكويت ، انتقل تغريب ريشته للندن وضحى بغربة الروح لأجل بقاء ريشة الوطن حرة وأبيه....
                    هو ناجي سليم حسين العلي ، ، من مواليد قرية الشجرة عام 1936 وهي قرية تقع بين الناصرة و طبريا في الجليل الشمالي من فلسطين .
                    شرد من فلسطين عام 1948 ، نزح وعائلته مع أهل القرية باتجاه لبنان ( بنت جبيل) وهو من أسرة فقيرة تعمل في الزراعة والأرض ، لجأ إلى مخيم عين الحلوة شرق مدينة صيدا حيث سكن وعائلته بالقرب من بستان أبو جميل قرب الجميزة منطقة " عرب الغوير" .
                    وكانت حياة ناجي العلي في المخيم عبارة عن عيش يومي في الذل. فأحدث ذلك صحوة فكرية مبكرة لديه، عرف انه وشعبه ، كانا ضحايا مؤامرة دنيئة دبرتها بريطانيا وفرنسا ، بالتحالف والتنسيق مع الحركة الصهيونية العالمية .
                    درس ناجي العلي في مدرسة " اتحاد الكنائس المسيحية " حتى حصوله على شهادة " السرتفيكا" اللبنانية ، ولما تعذر عليه متابعة الدراسة ، اتجه للعمل في البساتين وعمل في قطف الحمضيات والزيتون ، لكن بعد مدة ، ذهب إلى طرابلس – القبة ومعه صديقة محمد نصر شقيق زوجته (لاحقاً )ليتعلم صنعة في المدرسة المهنية التابعة للرهبان البيض .
                    تعلم سنتين هناك ، ثم غادر بعد ذلك إلى بيروت حيث عمل في ورش صناعية عدة ،
                    1957 سافر إلى السعودية بعدما حصل على دبلوم الميكانيكا وأقام فيها سنتين ، كان يشتغل ويرسم أثناء أوقات فراغه ، ثم عاد بعد ذلك إلى لبنان .
                    1959 حاول أن ينتمي إلى حركة القوميين العرب ، لأنه وخلال سنة واحدة ، أبعد أربع مرات عن التنظيم ، بسبب عدم انضباطه في العمل الحزبي .
                    وفي عام1960 - 1961 أصدر نشرة سياسية بخط اليد مع بعض رفاقه في حركة القوميين العرب تدعى " الصرخة " .
                    كما أنه في عام 1960م دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم ( أليكسي بطرس) لمدة سنة ، إلا أنه ونتيجة ملاحقته من قبل الشرطة اللبنانية ، لم يداوم إلا شهراً أو نحو ذلك ، وما تبقى من العام الدراسي أمضاه في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية ، حيث ( .. أصبح متواجدا دائماً في معظم السجون ، تارة يضعونه في سجن المخيم ، وأخرى ينقلونه إلى السجن الأثري في المدينة القريبة (سجن القلعة في صيدا – القشلة ) ، وإ.ذا ما ضخموا له التهمة ـ فإنهم كانوا ينقلونه إلى سجن العاصمة أو المناطق الأخرى - . بعد ذلك ، ذهب إلى مدينة صور ودرس الرسم في الكلية الجعفرية لمدة ثلاث سنوات .
                    وفي عام 1963م سافر إلى الكويت وعمل في مجلة الطليعة الكويتية رساماً ومخرجاً ومحرراً صحافياً ، وكان هدفه أن يجمع المال ليدرس الفن في القاهرة أو في إيطاليا .
                    ومن عام 1968م عمل في جريدة السياسة الكويتية لغاية العام 1975 .
                    مع بداية العام 1974 عمل في جريدة السفير ، وقد استمر فيها حتى العام 1983 .
                    هذا وقد انتخب رئيس رابطة الكاريكاتيرالعرب في عام 1979م
                    ومن عام 1983م عمل في جريدة القبس الكويتية وبقي فيها حتى أكتوبر 1985 .
                    وبعد العديد من الضغوطات على الكويت نتيجة لرسوماته ، ترك الكويت وتوجه إلى لندن حيث عمل في" القبس" الدولية وذلك عام 1985 م
                    شاركت رسوم ناجي العلي في عشرات المعارض العربية والدولية .
                    و أصدر ثلاثة كتب في الأعوام (1976 ، 1983 ، 1985) ضمت مجموعة من رسوماته المختارة .
                    كان يتهيأ لإصدار كتاب رابع لكن رصاص المغتالين لم يمهله ولم يتم العمل.
                    حصلت أعماله على الجوائز الأولى في معرضي الكاريكاتير للفنانين العرب أقيما في دمشق في سنتي 1979 1980 م .
                    عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين .
                    نشر ا:ثر من 40 ألف لوحة كاريكاتورية طيلة حياته الفنية ، عدا عن المحظورات التي مازالت حبيسة الأدراج ، ماكان يسبب له تعباً حقيقياً .
                    اختارته صحيفة "اساهي " اليابانية كواحد من بين أشهر عشرة رسامي كاريكاتير في العالم .
                    اغتيل في لندن يوم 22 / 7 / 1987 وتوفي 29/ 8/ 1987 م .
                    وبعد وفاته ، أقيم مركز ثقافي في بيروت أطلق عليه اسم " مركز ناجي العلي الثقافي" تخليداً لذكراه ، كما حملت اسم الفنان مسابقة الرسم الكاريكاتوري أجرتها جريدة " السفير" .
                    8/ 2/ 1988 وصف الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس ناجي العلي ، بأنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر ، ومنحه جائزة " قلم الحرية الذهبي" وسلمت الجائزة في إيطاليا إلى زوجته وابنه خالد ، علماً بأن ناجي العلي هو أول صحافي ورسام عربي ينال هذه الجائزة .
                    (( ناجي والكاركاتير))في تجربة ناجي، وفي منظوره الإبداعي، الكاريكاتير هو أحسن أداة للتوصيل. فهي البداية كان طموح ناجي يتجه نحو عالم الفن التشكيلي باعتباره أفضل وسيلة للتعبير، بيد أنه ما لبث أن اكتشف أن وسيلته المثلى للتخاطب مع الجماهير هو فن الكاريكاتير، تلك الجماهير التي أذاقتها وإياه الصهيونية الاستيطانية عذاب الهجرة، ومرارة الإجلاء عن تربة الأجداد، وعانت من مأساة التأخر والغرب الإمبريالي المتضافرين معا ضد كل ما يمت بصلة إلى مستقبل الأمة.
                    كانت التجربة مرتبطة بمعايشة شعب وقضية، وبمقدار ما شب الفنان بمقدار ما اتضح مجرى المستقبل. استمر يبني تجربته في تخصص وتركيز، في بحث جاد عن وسائله المتلائمة مع ما يحمله من ميولات كامنة. لكن كيف عرفت أولى محاولاته النور ؟
                    يقول:" استمرت محاولاتي باتجاه الرسم للتعبير عن المأساة إلى أن صادفني مرة الشهيد غسان كنفاني في إحدى سهرات المخيم ورأى بعض إنتاجي فدهش له وأخذ منه بعض النماذج، بعد فترة قصيرة فوجئت بنشرها، هذا الأمر شكل عندي حافزا للمواظبة على تنمية هذه الموهبة. دفعني بعض الأصدقاء للدراسة في الجامعة ولم أكمل سنة واحدة إلى أن سنحت لي الفرصة بالمجيء للعيش والعمل بمجلة "الطليعة" الكويتية التي كانت بمثابة نقطة انطلاق نحو رسم الكاريكاتير"
                    يحدد ناجي للكاريكاتير وظيفة تحريضية وتبشيرية: تحريضية على مجريات الاستيطان ورموزه الصهيونية وعلى ظاهرة العبث الإمبريالي، ذي الطبيعة الإجرامية، بمصير أمة بأسرها. وتبشيرية ضاربة على وتر المستقبل وزارعة لبذور الأمل، وبإمكانية الذات العربية على صنع الانتصار على ذاتها ثم على أعدائها التاريخيين. ومن خلال ثنائية قائمة على التحريض والتبشير يربط ناجي علاقة متميزة مع القارئ، علاقة مناطها النقد والتعرية، علاقة تجهل طقوس الاحتشام والمجاملة وغيرها من ضروب النفاق التي لا تنفع في فلسطين وعالم عروبة تطوقهما خنادق الشرور من كل جانب، هذه العلاقة تحدد المهمة: مهمة النقد والفضح بدون أصباغ، فينتزع ناجي، حينئذ، بصر العربي من الفراغ أو الضياع ليركزه على قيوده المتسمة بالكثرة والقسوة.
                    حين يرسم في ظل هذه المبادئ طيلة ثلاثين سنة، فإنه كان قد انطلق من قضية محددة هي قضية فلسطين بالذات، غير أنه، وفي خضم ترعرع مساره الغني بحق، ما لبثت فلسطين في وجدانه وفي عقله وفي تعبيراته الإبداعية أن امتدت وترامت إلى أن استوت وانبسطت رقعة واحدة من المحيط إلى الخليج
                    يقول ناجي " مهمة الكاريكاتير تعرية الحياة بكل ما تعني الكلمة.. الكاريكاتير ينشر الحياة دائما على الحبال وفي الهواء الطلق، وفي الشوارع العامة... إنه يقبض على الحياة أينما وجدها لينقلها إلى أسطح الدنيا حيث لا مجال لترميم فجواتها ولا مجال "لتستير عورتها" ".
                    ويضيف " من يطلب النكتة في العالم العربي فعليه ألا ينظر إلى الكاريكاتير بل إلى الواقع السياسي العربي
                    استعمل ناجي منظومة خاصة من الشخوص والرموز، وقد كانت نابعة في العمق من معاناة شعبه وأمته ومتأثرة بفكره السياسي، فناجي يستعمل الحمامة كرمز، وإذا كان من المتعارف عليه أن الحمامة رمز للسلام، فإن ناجي-نظرا لتشكل قناعة أخرى لديه- يقلب هذا المعنى لأن مقولة السلام صارت مقولة ملغومة ومربية، ولذلك تنقلب الحمامة من رمز للسلام، عنده ، إلى غراب قاتم ينذر بالشؤم، ويقول"فالعالم أحب السلام وهند، لكن هذا العالم تجاهل حقنا في فلسطين. لقد كان ضمير العالم ميتا، والسلام الذي يطالبنا به هو على حسابنا، لذا وصلت بي القناعة إلى عدم شعوري ببراءة الحمامة"
                    وفي تقدير ناجي فإن أي فنان يمكن أن يبني رموزه الخاصة بعالمه، وليس شرطا أن يقتفي آثار غيره رموزا وشخوصا ولذلك نجده يستعمل نسقا من الرموز الخاصة مثل غصن الحبق والزهر والفراشة والحجر، والبحر...
                    حنظلة/ الطفل، ذلك الذي يريد ظهره دائما، الممزق الثياب، الحافي القدمين، الطفل الذي يلوي يديه خلف ظهره... إنه "شاهد العصر أو شاهد العصر الذي لا يموت"، شاهد على أفعال القوى المتكلسة المناهضة للتغيير والسائرة في موكب الاستسلام، الشاهد على عصر الانحطاط المتخثر في عالم العرب، الشاهد على جرائم الصهيونية: سرطان الأمة، وعلى الإمبريالية الأمريكية: سرطان العصر؛ الشاهد على عصر يتم فيه احتواء الأرض والإنسان وعلى غزو العقل والتربة –الشاهد على الموت بالجملة والموت بالتقسيط، على الذين يموتون فداء للوطن والكرامة بلا أكفان وبلا مراسيم، وعلى الذين يسقطون بالرصاص الحاقد على الأرصفة الغريبة، على الذين يموتون جوعا، وعلى أطفال يموتون في أجواء الحصار وباء وعطشا، وأيضا على الذين يموتون كمدا وحسرة لأنهم لا يملكون سلطة ولا قدرة على إيقاف ما يجري من موت ودمار، وعلى ما يحدث كل يوم من أفعال عمياء خارجة عن نطاق العقل والضمير والقيم الحضارية التي شيدها الناس منذ بدء الحياة البشرية إلى عصر الانحطاط العربي...حنظلة هذا هو الذي أحبته واحتضنته قلوب الملايين هو الرمز وهو الحقيقة في آن، هو الرمز المشبع بدلالة ما يعيشه الإنسان العربي المقهور، وبما يشير إليه من براءة وصدق وسذاجة الطفولة العربية التي تحاك حولها أفظع المؤامرات من خارج ومن داخل، وعلى الأرض العربية الرازحة تحت الاحتلال، وهو في نفس الوقت رمز إلى صنع الزمن الآتي الذي ستقبض عليه أيادي الأجيال القادمة انطلاقا من فعل حنظلة وأقرانه. حنظلة أيضا هو حقيقة الكائن البشري في هذه الرقعة العربية، الكائن الطفولي الذي تسلسله قيود الفقر والجوع والحفاء والعراء، وأصناف الأوبئة، وفواجع الحرمان من الأبوة والأخوة والخؤولة... والأمومة في أحيان عديدة... حقيقة طفل لا حق له في منزل يقيه قيظ المصيف وصقيع المشتاة، بل هو طفل محبر بفعل اخطبوطات شتى على العيش مهجرا في الخيام في أحياء بلا مجارير وبلا حدائق، بلا واجهات زجاجية، تاركا في الجوار جنة الكرم والزيتون وحبات البرتقال الذهبية... يعيش خلل الخيام –الزنازن تلك التي يغمرها رعب الدبابات الإسرائيلية والحصارات الطائفية... أما أرض الآباء والأجداد فتظل هناك فريسة لهمجية العصر تدك الهوية وتسحق الإنسان لماذا كانت لشخصية حنظلة كل هذه المواصفات الخصبة، والسر في هذه التسميه هو اشتقاقها من الحنظل!
                    ((شخصيات الكاريكاتير))

                    1- حنظله

                    1
                    2
                    عزيزي القارئ اسمح لي ان اقدم لك نفسي .. انا وأعوذ بالله من كلمة أنا ..
                    اسمي : حنظلة ، اسم أبي مش ضروري ، امي .. اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة ..
                    نمرة رجلي :ما بعرف لاني دايماًً حافي ..
                    تاريخ الولادة : ولدت في (5 حزيران 67)
                    جنسيتي: انا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش مصري مش حدا .. الخ ،باختصار معيش هوية ولا ناوي اتجنس .. محسوبك انسان عربي وبس ..
                    التقيت بالصدفة بالرسام ناجي .... كاره فنه لانه مش عارف يرسم .. وشرحلي السبب .. وكيف كل ما رسم عن بلد .. السفارة بتحتج ..الارشاد والانباء ( الرقابة) بتنذر ..
                    قلي الناس كلها اوادم .. صاروا ملايكة .. وآل ما في أحسن من هيك .. وبهالحالة .. بدي ارسم بدي اعيش .. وناوي يشوف شغلة غير هالشغلة ..
                    قلتله انت شخص جبان وبتهرب من المعركة .. وقسيت عليه بالكلام ، وبعدما طيبت خاطرو .. وعرفتو على نفسي واني انسان عربي واعي بعرف كل اللغات وبحكي كل اللهجات معاشر كل الناس المليح والعاطل والادمي والازعر .. كل الانواع .. اللي بيشتغلوا مزبوط واللي هيك وهيك .. وقلتله اني مستعد ارسم عنه الكاريكاتير . كل يوم وفهمته اني ما بخاف من حدا غير من الله واللي بدوا يزعل يروح يبلط البحر .. وقلتلو عن اللي بيفكروا بالكنديشن والسيارة وشو يطبخوا اكتر من مابفكروا بفلسطين ..
                    1
                    يقول ناجي العلي عن الطفل حنظلة :
                    " ولد حنظلة في العاشرة من عمره، و سيظل دائماً في العاشرة ، ففي تلك السن غادرتُ الوطن، وحين يعود، حنظلة سيكون بعد في العاشرة، ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك ... قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه، إنه استثناء لأن فقدان الوطن استثناء ،.. وستصبح الأمور طبيعيةً حين يعود للوطن ..لقد رسمته خلافاً لبعض الرسامين الذين يقومون برسم أنفسهم ويأخذون موقع البطل في رسوماتهم ... فالطفل يُمثل موقفاً رمزياً ليس بالنسبة لي فقط ... بل بالنسبة لحالة جماعية تعيش مثلي وأعيش مثلها. .. قدمته للقراء واسميته حنظلة كرمز للمرارة، في البداية قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كوني إنساني. "
                    اغتيال ناجي العلي
                    تبدأ قصة اغتياله ظهر يوم 22 يوليو 1987 عندما وصل ناجي العلي إلى شارع آيفز حيث يقع مكتب صحيفة " القبس " الدولية وبينما كان متوجهاً إلى مقر الصحيفة اقترب منه شاب مجهول واطلق عليه رصاصة أصابته قرب انفه من مسدس ، سقط بعدها ناجي على الأرض فيما فر الجاني ، الذي فتح صفحة جديدة في تاريخ الإغتيالات العربية ، حيث كان ناجي أول فنان رسام كاريكاتير يقتل في أجل خطوط بسيطة بالأبيض والأسود ، معبراً فيها عن قضيته ومأساة شعبه الفلسطيني ، وقد كان وصية ناجي الخاصة دفنه إلى جانب والديه في مخيم " عين الحلوة " في صيدا حيث نشأ وترعرع فيها .

                    1

                    تعليق


                    • #11
                      وتستمر شخصيات ناجي العلي

                      2_ فاطمة

                      1

                      " فاطمة " الفلسطينية المكافحة "فاطمة " العربية الصابرة المثابرة
                      ففاطمة ذات الإزار الطويل والمنديل والوجه المستدير الطيب والعينين السوداوين الشرقيتين ، هي الرمز ، الرمز العربيات المناضلات بكافة أشكال النضال .
                      هي أولاً المرأة الولادة المعطاءة التي تشبه خصوبتها خصوبة الأرض وعطاءها ترفد الوطن بالمناضلين والمبدعين ، وهي أم الشهداء الذين سقطوا ولا زالوا يسقطون من أجل الوطن ..
                      2
                      وهي ثانياً المرأة الصلبة كصلابة حجارة الوطن ، لا تلين لها قناة أمام شظف العيش ومحنة التشرد ، تتجول حافية القدمين وهي باسمة دامعة محتضنة طفلها الرضيع الذي ترضعه حب الوطن ممزوجاً بحنانها وحبها وسط أكوام الركام والدمار ووسط أزيز القذائف والرصاص ليكبر ويحمل البندقية ويتابع الطريق الذي سبقه إليه أبناؤها الآخرون .. إنها تزرع فلسطين في دمائه مع كل جرعه رضاعة ومع كل لمسة حنان وكل كلمة حب .. تدفع زوجها وأولادها إلى متابعة التحرير والاستشهاد فها هي " فاطمة " في إحدى لوحات ناجي تطلب من زوجها " أبو حسين " – الرجل الطيب – البافطات المليئة بالعبارات الطنانة لتعمل له منها كفناً طالما القيادة " الإسرائيلية " قريبة .. وها هي أيضاً في لوحة أخرى يطمئن قلبها عندما يخبرها زوجها – الرجل الطيب- بأن ابنهما استشهد على شط " يافا" .
                      إنها " فاطمة " التي يقول فيها زوجها " الطيب" في لوحة أخرى ومن خلال مقابلة مع الصحافة الأجنبية :
                      " .. and if كل أولادي استشهدوا ، me فاطمة مستعدين نستنفر ونخلف أولاد يرجمون الحجارة ..." .
                      والذي يضيف: " فاطمة my love أخت الرجال بتسوى ألف زلمة من اللي شاطرين بزط الحكي بس.. yes فاطمة اللي بعدها معاقة مفتاح بيتنا بالناصرة برقبتها .. " .
                      و" فاطمة " لم تقف في فن ناجي العلي عند حدود المرأة الولادة والصلبة والمعطاءة ، بل تعدت ذلك لتكون المشاركة في الحوار والموقف والشريكة في الموت والمصير، فهي بوصلة الأمان لزوجها " الرجل الطيب " في اقترابه وابتعاده من المسار الصحيح في الحكم على الأمور . لنقرأ هذه اللوحة لناجي العلي :
                      3
                      فاطمة جالسة تبتسم بشماته ظاهرة أمام زوجها " الرجل الطيب " وهي تحتضن طفلها الرضيع ، بينما طفلاها الآخران يجلسان على الأرض حول " الطبلية يذاكران دروسهما ، في الوقت الذي يشاهد زوجها صورته المعلقة على الحائط في وضع مقلوب فيقول في تحسر ظاهر مشيراً إلى صورته " المقلوبة " ..
                      اللهم إني صائم ..
                      أنا مش عارف ليش الكل ضدي ..
                      بهالبيت .. يعني أنا كفرت لما قلت المخلصين للقضية من القيادات كثار .. فاطمة .. بصيامك مين اللي
                      قلب صورتي
                      إنتِ أو ابنك ؟
                      4
                      ولتقرأ لوحة أخرى في نفس السياق تبين وعي " فاطمة " وإدراكها وصلابتا وقوتها :
                      فاطمة نائمة في الفراش وزوجها " الرجل الطيب " يحاول الاقتراب منها فتنهره بحده قائلة :
                      ابعد عني .. لا تصيبني
                      .. كل ليلة جمعة باسمع منك
                      نفس الكلام الحلة و .. ما بصير إلا
                      على خاطرك يافاطمة .. كلهم إخوات الشليتة
                      يا فاطمة .. وثاني يوم بتلحس كلامك ..
                      .. إبعد عني .. علي الطلاق منك

                      6
                      وثالثة في نفس السياق
                      فاطمة تجلس بشماتة محتضنة طفلها الرضيع
                      بينما زوجها " الرجل الطيب " جالس بقربها
                      ولفة التبغ لا تفارق أصابعه ، ينظر إليها قائلاً بعصبية :

                      صورته كانت بالصالون ... وبعد معركة الجبل
                      لقيتها معلقة بالمطبخ .. وبعد هالهجوم عاصحناية
                      لقيتها معلقة بالحمام .. لا تخليني أنرفز عليكي
                      يامره .. الصورة وينها

                      هذه هي فاطمة ناجي العلي ، تأتي لتكمل مجريات الحدث وآفاق الوعي المستقبلي للقضية والخوف على مسارها في موضوع اللوحة ، معطية المضمون الإيجابي في اللوحة بعداً كفاحياً علاوة على البعد الجمالي ، إلى جانب " حنظلة " و" الرجل الطيب ".
                      كما أن وعي فاطمة لا يقف عند حدود البعد الفلسطيني للقضية ، بل يتعدى ذلك ليستوعب الأبعاد الأخرى – القومية والعالمية والإنسانية- كما يظهر في العديد من اللوحات المختلفة مكاناًً وزماناً من حيث موضوعها .
                      7
                      فـ " فاطمة " التي تقف مولولة أمام زوجها " الرجل الطيب ".في إحدى لوحات ناجي العلي وسط أربعة صور صور لإبنائها الشهداء بقولها :
                      كله منك ..
                      احبلي يافاطمة ...
                      وخلفي يا فاطمة ...
                      فلسطين بدها رجال يافاطمة ...
                      وبالآخر بيستشهدوا ...
                      واحد ورا الثاني ...
                      دفاعاً عن التنظيم والأنظمة !!
                      يامصيبتك ...
                      يافاطمة
                      هي ذاتها فاطمة التي تخبز على " الصاج " مطعمة النار ورق الجرائد المليء بالشعارات كدور النفط وإعلان الجهاد ...
                      وهي أيضاً " فاطمة " التي تلعن أمريكا وسط بيوت الصفيح في مخيم " عين الحلوة " بينما زوجها " الرجل الطيب ".يحذرها بأن تتوقف حتى لا يتهموها بالشيوعية ..!!!
                      والتي أيضاً تترحم على " يوري أندروبوف" عند قراءة زوجها " الرجل الطيب ". لخبر وفاته في الجريدة .
                      أدوار كثيرة ومتعددة ومختلفة لفاطمة في معظم لوحات ناجي العلي تختزل صبر ومعاناة المرأة الفلسطينية العربية المناضلة وعطاءها وصلابتها ووعيها وحضورها الدائم في مختلف المجالات ومشاركتها الإيجابية في الحوارات والمواقف .
                      وعلى العكس من " فاطمة" ذات القوام المتناسق والإزار الطويل والمنديل " فاطمة " البسيطة الطيبة الواعية والصلبة ، نجد في لشخوص الثانوية في كلريكاتور ناجي العلي :" أم عبد الكادر " المقصود " أم عبد القادر " ولكن تخفف القاف إلى كاف وباللهجة الفلسطينية كما ورد على لسان شخوص كاريكاتور ناجي – زوجة المقاول الكبير " عبد الكريم عبد القادر" ، تلك المرا’ التي تنصف نفسها من سيدات المجتمع الراقي ، فهي مبطونة متكرشة ، لا تلبس المنديل وتقص شعرها وتصففه وفق الموضة وتلبس على الموضة " الميني جوب " والأحذية ذات الكعب العالي ، وتتزيم بالخواتم والعقود والاساور الذهبية وتشرب الخمر ، وتدخن التبغ ، وتهتم بالمظاهر وبإبراز صورتها بالجرائج ، وتدعو صديقاتها في بيتها الفاخر لتناول " المناقيش " ... فقط !!
                      في ذكرى الإنطلاقة –كما ورد على لسانها في إحدى لوحات ناجي العلي هي " أم عبد الكادر" اتل يتسافر إلى باريس ولندن وأمركيا ، ويدرس أولادها في سويسرا ولندن وأمريكا..
                      إنها النقيض تماماً " لفاطمة" في مختلف صورها .. إنها رمز الجشع والطمع والانحلال والتفسخ .. تمثل جوهر حياة المستغلين والمتسلقين والإنتهازيين .. يعيشون في قصور فخمة ، يلبسون الملابس الفاخرة ، ويجمعون الذهب يحبون السهر والحفلات ويدرسون أبناءهم وأمريكا .. لا علاقة لهم بالوطن ةلا علاقة لهم بــ " الرجل الطيب ".ولا بــ " فاطمة " المكافحين المناضلين الللذين يقدمان أبناءهما شهداء من أجل الوطن الشهيد تلو الشهيد ... واقفين بشموخ حافيي القدمين أما ا لقصف والدمار يمسحان دمعة أو يلسمان جرحاً ..
                      8
                      9
                      10

                      تعليق


                      • #12
                        3_ الرجل الطيب

                        اسميناه " الرجل الطيب " لأنه بلا اسم ثابت محدد ، فمرة يدعى العم عباس ومرة أبو حسين ومرة أبو إلياس ومرة أبو جاسم ومرة أبو حمد ومرة مارون ومرة محمد ... إلخ ...
                        إنه صورة واحدة وشخصية واحدة لأسماء عديدة من مختلف أنحاء الوطن العربي .. شخصية تعلن إنتماءها ووفاءها للوطن والشعب والأمة ، وتمقت وتدين الطوائف والطائفية والمذهبية ، تماماً كما ترفض الاعتارف بالحدود المصطنعة بين الأقطار الغربية وتتمى زوالها لأنها تدفع من حريتها وكرامتها وحياتها بسبب هذه الحدود ..
                        إنه الفلسطيني المشرد والمقهور والمناضل والمعتقل والمغدور والمقتول ، وهو اللبناني المشرد في وطنه والفقير المكافح والقتيل، وهو المصري الكادح المحب لمصر والعروبة، وهو الخليجي والسوداني والعراقي والانتماء الوطني والوعي القومي.
                        هو بائع الخضار في سوق بيروت في ظل موجة تفجير السيارات، والجريح في الجنوب الذي جعل من ظهره لوحة لكلمة " صامدون" بينما قدمه المصابة تحمل شارة " روداج " وهو متكيء على عكازيه ، هو مارون ومحمد اللذان ينزرد حول رقبتيهما طوقان حديديان ينتهيان بسلسلة حديدية مشتركة تتدلى منها ميدالية تتوسطها نجمة " داوود " السداسية .
                        هو القتيل مع أبناء المخيم في " صبرا " و" شاتيلا" نحن شاخصة ممنوع الوقوف .. وهو أيضاً أبو إلياس الذ ي رفض القتال مع الكتائب والجيش العميل في الشريط الحدودي في الجنوب .. وهو الفدائي المحتج على تعدد التنظيمات بقوله :
                        " ما بكفينا جماعة أبو فلان وجماعة أبو علان .. هذا اللي كان ناقص .. جماعة أبو حنيك!!!" .
                        كما أنه القائل في مقابلة مع الصحافة الأجنبية " :
                        بتسألني عن دور النفط .. الأمريكان نازلين فيه شفط .. وغذا كان ممكن نحب أمريكا .. NO it is not .. طبعاً إحنا بانحب لبنان وخصوصاً الجنوب لأنه قريب من الجيل ..والمثل قال كرمال " عين الحلوة " تكرم مرجعيون ...
                        عمتسألني إذا أنا مسلم أو مسيحي .! سني أو شيعي ؟!! ... أما سؤال بارد صحيح .. مش فهمتك من الأول يا أخو الشليته إني poor بن poor".
                        وأبو جاسم في ديوانيته يتحدث هاتفياً مع الكرملين ويطلب " تنكر" فودكا ...

                        صورة


                        إنه الشهيد في العديد من لوحات ناجي العلي الذي يتم اغتياله بسبب الشعارات الوطنية والقومية التي يكتبها ويصرخ بها ، فمرة بالرصاص من الخلف ، ومرة تحت المرساة الأمريكية التي تحطم الزورق المرموز به للخليج وتقتل " الرجل الطيب" الذي يظهر جزءاً من جثته بارزاً مع الحطام ، ومرة بالقصف الصهيوين وأخرى بالاقتتال الداخلي بين الطوائف والأحزاب المتعددة في لبنان .
                        إنه الجريح في العديد من اللوحات والذي يتلقى بجسده عدة رصاصات أو قطعاً من الشظايا أو جلد السياط ، ولا يغير مواقفه .. هو المعتقل في السجون الذي يتلقى التعذيب والضرب والإهانة ويرفض الاعتراف بالحدود المصطنعة .. هو المتظاهر الرافض دائماً عبر اليافطة والإعلان والخطاب للوضع القائم .. والمتهكم على الخارجين على إرادة الوطن .. إنه الحزين الكئيب على فراق الشهداء ، والصبور على المعاناة والألم .. وهو فوق كل ذلك الإنسان المقاوم الذي يحمل السلاح ويقاتل ويستشهد وإضافة لكل الأدوار السابقة التي حملها ناجي العلي لهذا " الرجل الطيب" في لوحاته ، فانه لايغيب عنا دوره الهام في إكمال صورة ومفارقات الحدث في اللوحة ، فهو من يهيء للتعليق المنطلق من " حنظلة " أو " فاطمة " في العديد من الرسومات إما بالحركة أو الإشارة أو القول المتناسق مع تعابير الوجه والجسد .. هذا الرجل النحيل الجسم ، الحافي القدمين ، يرتفع بقامته الطويلة المرقعة الثياب ووجهه المهموم المقطب .. ليرمز للرجل العربي الفقير البسيط الطيب المكافح الذي لا يجيد اللف والدوران ولا يعرف اكذب والتملق .. ليرمز للمواطن العربي بحسه الوطني والقومي وإيمانه العميق بأمته وتاريخها وقضيتها المركزية معبراً عن ذلك الإيمان بالعديد من المواقف الشجاعة والتي يواجه بسببها علاوة على شقائه القائم السجن والتعذيب والنفي والقتل .. ليرمز للمواطن العربي ليس بمعاناته وسجنه وموته بل وبرفضه ونضاله وأمله ...
                        صورة
                        إنه رمز الصبر والصمود والنضال والأمل في العود\ة لدى شريحة اجتماعية واسعة من جماهير أمتنا العربية .


                        " الرجل الطيب"بشكله وصفاته وحياته وممارساته النقيض التام لــ" ابو باصم " ذلك المتكرش المبطون الذي يلبس ربطة العنق والطقم الغربي ويعيش في الفنادق الفخمة ويشرب السيجار ويحتسي الخمر .. ويحاول الاتصال هاتفياً مع " فاطمة" في مخيم " برج البراجنة" من تونس ، فيكون أبلغ رد منها إغلاق الخط في وجهه ...
                        هو " أبو باصم " الجشع ، الطماع ، صاحب الأموال المتنقل بين الدول الأوروبية والولايات الأمريكية طالباً الاستجمام ...


                        " أبو باصم " الذي لم تعرف معاناة " الرجل الطيب" وعذاباته طريقاً إليه .. إنه النموذج المنسلخ عن وطنيته وأهله وشعبه وقضيته ، وهو الشريحة ذات المصالح الخاصة التي لا تتحقق إلا على حساب الوطن والمواطن ، على حساب " حنظلة " و" فاطمة" و" الرجل الطيب" ...

                        تعليق


                        • #13
                          4_الشخوص المتكرشة

                          هي شخوص أساسية في كاريكاتور ناجي العلي ، نجدها في مواقف متعددة لتعبر عن البعد الآخر غير الإيجابي في الموضوع المطروح .
                          صورة
                          وهي شخصيات تمثل – كما ذكرنا – البعض السياسي والحاكم ، والتاجر ، والانتهازي ، والمستغل " بكسر الغين " ...
                          صورة
                          ونجدها دائماً شخصيات مترهلة ، متكرشة ، متسطحة الملامح بلا رقبة ولا أقدام ( على الأغلب) ، غبية ، خالية من معاني الادراك والوعي ، جشعها يتوضح في بطونها والدوائر التي تشكلها ...
                          إنها رمز لكل ماهو متعفن في حياتنا العربية عموماً .. ولعل ناجي العلي برسمه تلك الشخصيات على هذه الصورة بدون رقبة ولا أقدام ، يريد أن يؤكد أنها شخصيات تنقصها ركائز الاستمرار لأنها شخصيات طارئة وزوالها محتوم كونها بلا جذور وبعيدة عن الأصالة الشعبية ..

                          صورة

                          فالطقم الغربي وربطة العنق و" البرنيطة " والخمر والسيجار والتكنولوجيا والبيوت الفخمة والأثاث الفاخر ، وتصنع الحديث والمجاملات والتملق والحفلات والسهرات الحمراء هي أهم مايميز هذه الشخصيات علاوة على فقدانها للكرامة و جفاف عواطفها وبلادة حسها وضيق أفقها وارادتها المسلوبة وافتقارها للمضمون الانساني الحقيقي ....
                          وربما كان ذلك ماجعل ناجي يصورها في صور تكاد تكون غريبة عن الصفات الآدمية الحقيقية في محاولة منه لنفي إنسانيتها وإبراز مضمونها اللاانساني واللاأخلاقي ..
                          وفي كل الحالات نجد تلك الشخصيات حاقدة على " حنظلة " و" الرجل الطيب" و" فاطمة" ومساومة عليهم وعلى حقوقهم جميعاً .
                          صورة

                          وفي حالات أخرى نجدها تترصدهم لتغتالهم في اللحظة المناسبة .إنها شخصيات تكره الأرض والشجر ، تكره الأطفال ، تكره الفراشات والعصافير ،وتمقت محاولات الاحتجاج فتحاول كم الأفواه وتقييد الأطراف ومصادرة الحريات ،كما تحاول حماية نفسها ولضمان استمرارها تستعين بما هو غريب عن بيئة " حنظلة"ورفاق دربه على حساب التاريخ والجغرافيا والأصالة والتراث والوطن والشعب.. إنها شخصيات تحاول تلميع الغزو الثقافي الاستعماري وتشجع التبعية الاقتصادية وترعى الأقليمية وتغذي الطائفية ... إلخ ..

                          تعليق


                          • #14
                            قالوا بعد اغتيال ناجي

                            1- أحمد مطر

                            رثى أحمد مطر صديقه
                            بقصيدتين رائعتين جدا أوردها الان

                            ما أصعب الكلام
                            شكراً على التأبين والإطراء
                            يا معشر الخطباء والشعراء
                            شكراً على ما ضاع من أوقاتكم
                            في غمرة التدبيج والإنشاء
                            وعلى مداد كان يكفي بعضه
                            أن يغرق الظلماء بالظلماء
                            وعلى دموع لو جرت في البيد
                            لانحلت وسار الماء فوق الماء
                            وعواطف يغدوا على أعتابها
                            مجنون ليلى أعقل العقلاء
                            وشجاعة باسم القتيل مشيرة
                            للقاتلين بغير ما أسماء
                            شكراً لكم؛ شكراً؛ وعفواً إن أنا
                            أقلعت عن صوتي وعن إصغائي
                            عفواً؛ فلا الطاووس في جلدي ولا
                            تعلو لساني لهجة الببغاء
                            عفواً؛ فلا تروي أساي قصيدة
                            إن لم تكن مكتوبة بدمائي
                            عفواً؛ فإني إن رثيت فإنما
                            أرثي بفاتحة الكتاب رثائي
                            عفواً؛ فإني ميت يا أيها
                            الموتى؛ وناجي آخر الأحياء
                            **


                            ناجي العلي لقد نجوت بقدرة
                            من عارنا،وعلوت للعلياء
                            إصعد؛ فموطنك السماء؛ وخلنا
                            في الأرض إن الأرض للجبناء
                            للموثقين على الرباط رباطنا
                            والصانعين النصر في صنعاء
                            ممن يرصون الصكوك بزحفهم
                            ويناضلون براية بيضاء
                            ويسافحون قضية من صلبهم
                            ويصافحون عداوة الأعداء
                            ويخلفون هزيمة؛ لم يعترف
                            أحد بها، من كثرة الآباء
                            اصعد فموطنك المرجى مخفر
                            متعدد اللهجات والأزياء
                            للشرطة الخصيان؛ أو للشرطة
                            الثوار؛ أو للشرطة الأدباء
                            أهل الكروش القابضين على القروش
                            من العروش لقتل كل فدائي
                            الهاربين من الخنادق والبنادق
                            للفنادق في حمى العملاء
                            القافزين من اليسار إلى اليمين
                            إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحرباء
                            المعلنين من القصور قصورنا
                            واللاقطين عطية اللقطاء
                            اصعد؛ فهذي الأرض بيت دعارة
                            فيها البقاء معلق ببغاء
                            من لم يمت بالسيف مات بطلقة
                            من عاش فينا عيشة الشرفاء
                            ماذا يضيرك أن تفارق أمة
                            ليست سوى خطأ من الأخطاء
                            رمل تداخل بعضه في بعضه
                            حتى غدا كالصخرة الصماء
                            لا الريح ترفعها إلى الأعلى ولا
                            النيران تمنعها من الإغفاء
                            فمدامع تبكيك لو هي أدركت
                            لبكت على حدقاتها العمياء
                            ومطابع ترثيك لو هي أنصفت
                            لرثت صحافة أهلها الأجراء
                            تلك التي فتحت لنعيك صدرها
                            وتفننت بروائع الإنشاء
                            لكنها لم تمتلك شرفاً لكي
                            ترضى بنشر رسومك العذراء
                            ونعتك من قبل الممات؛ وأغلقت
                            باب الرجاء بأوجه القراء
                            وجوامع صلت عليك لو أنها
                            صدقت لقربت الجهاد النائي
                            ولأعلنت باسم الشريعة كفرها
                            بشرائع الأمراء والرؤساء
                            ولساءلتهم : أيهم قد جاء
                            منتخباً لنا بإرادة البسطاء؟
                            ولسائلتهم: كيف قد بلغوا الغنى
                            وبلادنا تكتظ بالفقراء؟
                            ولمن يرصون السلاح؛ وحربهم
                            حب؛ وهم في خدمة الأعداء؟
                            وبأي أرض يحكمون وأرضنا
                            لم يتركوا منها سوى الأسماء؟
                            وبأي شعب يحكمون، وشعبنا
                            متشعب بالقتل والإقصاء؟
                            يحيا غريب الدار في أوطانه
                            ومطارداً بمواطن الغرباء
                            لكنما يبقى الكلام محرراً
                            إن دار فوق الألسن الخرساء
                            ويظل إطلاق العويل محللاً
                            ما لم يمس بحرمة الخلفاء
                            ويظل ذكرك بالصحيفة جائزاً
                            مادام وسط مساحة سوداء
                            ويظل رأسك عالياً مادمت
                            فوق النعش محمولاً إلى الغبراء
                            وتظل تحت"الزفت" كل طباعنا
                            مادام هذا النفط في الصحراء
                            **
                            القاتل المأجور وجه أسود
                            يخفي مئات الأوجه الصفراء
                            هي أوجه أعجازها منها استحت
                            والخزي غطاها على استحياء
                            لمثقف أوراقه رزم الصكوك
                            وحبره فيها دم الشهداء
                            ولكاتب أقلامه مشدودة
                            بحبال صوت جلالة الأمراء
                            ولناقد "بالنقد" يذبح ربه
                            ويبايع الشيطان بالإفتاء
                            ولشاعر يكتظ من عسل النعيم
                            على حساب مرارة البؤساء
                            ويجر عصمته لأبواب الخنا
                            ملفوفة بقصيدة عصماء
                            ولثائر يرنو إلى الحرية
                            الحمراء عبر الليلة الحمراء
                            ويعوم في "عرق" النضال ويحتسي
                            أنخابه في صحة الأشلاء
                            ويكف عن ضغط الزناد مخافة
                            من عجز إصبعه لدى "الإمضاء"
                            ولحاكم إن دق نور الوعي
                            ظلمته؛ شكا من شدة الضوضاء
                            وسعت أساطيل الغزاة بلاده
                            لكنها ضاقت على الآراء
                            ونفاك وهو مخمن على الردى
                            بك محدق فالنفي كالإفناء
                            الكل مشترك بقتلك؛ إنما
                            نابت يد الجاني عن الشركاء
                            **
                            ناجي، تحجرت الدموع بمحجري
                            وحشا نزيف النار لي أحشائي
                            لما هويت متحد الهوى
                            وهويت فيك موزع الأهواء
                            لم ابك؛ لم أصمت؛ ولم أنهض
                            ولم أرقد؛ وكلي تاه في أجزائي
                            ففجيعتي بك أنني تحت الثرى
                            روحي؛ ومن فوق الثرى أعضائي
                            أنا يا أنا بك ميت حي
                            ومحترق أعد النار للإطفاء
                            برأت من ذنب الرثاء قريحتي
                            وعصمت شيطاني عن الإيحاء
                            وحلفت ألا أبتديك مودعاً
                            حتى أهيئ موعداً للقاء
                            سأبدل القلم الرقيق بخنجر
                            والأغنيات بطعنة نجلاء
                            وأمد رأس الحاكمين صحيفة
                            لقصائد... سأخطها بحذائي
                            وأضم صوتك بذرة في خافقي
                            وأضمهم في غابة الأصداء
                            وألقن الأطفال أن عروشهم
                            زبد أقيم على أساس الماء
                            وألقن الأطفال أن جيوشهم
                            قطع من الديكور والأضواء
                            وألقن الأطفال أن قصورهم
                            مبنية بجماجم الضعفاء
                            وكنوزهم مسروقة بالعدل
                            واستقلالهم نوع من الإخصاء
                            سأظل أكتب في الهواء هجاءهم
                            وأعيده بعواصف هوجاء
                            وليشتم المتلوثون شتائمي
                            وليستروا عوراتهم بردائي
                            وليطلق المستكبرون كلابهم
                            وليقطعوا عنقي بلا إبطاء
                            لو لم تعد في العمر إلا ساعة
                            لقضيتها بشتيمة الخلفاء
                            **
                            أنا لست أهجو الحاكمين؛ وإنما
                            أهجو بذكر الحاكمين هجائي
                            أمن التأدب أن أقول لقاتلي
                            عذراً إذا جرحت يديك دمائي؟
                            أأقول للكلب العقور تأدباً
                            دغدغ بنابك يا أخي أشلائي؟
                            أأقول للقواد يا صديق؛ أو
                            أدعو البغي بمريم العذراء؟
                            أأقول للمأبون حين ركوعه
                            حرماً؛ وأمسح ظهره بثنائي
                            أأقول للص الذي يسطو على
                            كينونتي : شكراً على إلغائي؟
                            الحاكمون هم الكلاب؛ مع اعتذاري
                            فالكلاب حفيظة لوفاء
                            وهم اللصوص القاتلون العاهرون
                            وكلهم عبد بلا استثناء
                            إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى
                            ملأ البلاد برهبة وشقاء
                            إن لم يكونوا خائنين فكيف
                            مازالت فلسطين لدى الأعداء
                            عشرون عاماً والبلاد رهينة
                            للمخبرين وحضرة الخبراء
                            عشرون عاماً والشعوب تفيق من
                            غفواتها لتصاب بالإغماء
                            عشرون عاماً والمواطن ماله
                            شغل سوى التصفيق للزعماء
                            عشرون عاماً والمفكر إن حكى
                            وهبت له طاقية الإخفاء
                            عشرون عاماً والسجون مدارس
                            منهاجها التنكيل بالسجناء
                            عشرون عاماً والقضاء منزه
                            إلا من الأغراض والأهواء
                            فالدين معتقل بتهمة كونه
                            متطرفاً يدعوا إلى الضراء
                            والله في كل البلاد مطارد
                            لضلوعه بإثارة الغوغاء
                            عشرون عاماً والنظام هو النظام
                            مع اختلاف اللون والأسماء
                            تمضي به وتعيده دبابة
                            تستبدل العملاء بالعملاء
                            سرقوا حليب صغارنا؛ من أجل من
                            كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
                            هتكوا حياء نسائنا؛ من أجل من
                            كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
                            خنقوا بحرياتهم أنفاسنا
                            كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
                            وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا
                            كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
                            -----------------------------
                            كيف تتعلم النضال في خمسة أيام
                            تريدُ أن تمارس النضالْ ؟
                            ْتعال.
                            قُل: إنني ناجي العلي.
                            والويلُ لي
                            إن لم أضَعْ أصابعي العشرَ
                            بعَيني قاتلي.
                            والويلُ لي
                            إن لم أُحاسبْهُ على
                            ما ضاعَ من مستقبلي.
                            والويلُ لي
                            إن لم أعلِّقْهُ على مشنقةِ الأجيالْ!
                            إنّي أنا مخترعُ الحِجارهْ
                            ومُنقِذُ الثورةِ من مخالبِ التّجارهْ
                            إّني أنا مُخيّم العِفّةِ
                            يا فنادِقَ الدّعارهْ !
                            فالويلُ لي
                            والويلُ لي
                            إنْ لم أكن " حنظلةً " في لوزةِ المحتالْ.
                            والويلُ لي إن بعتُ قامتي أنا
                            بقامةِ التّمثالْ !
                            قُل: إنني ناجي العلي .
                            قُلها فليستْ كِلْمةٍ كغيرها تُقالْ.
                            بل عبْوةٌ ناسفةٌ
                            تُزلزلُ الجِبالْ
                            وغيمَةٌ نازِفةٌ
                            في دَمِها يُطفىءُ حَرّهُ النّدى
                            وتُزهِرُ الرّمالْ.
                            قُلها تكُنْ مناضِلاً ..
                            هذا هو النضال

                            -----------------------------
                            -----------------------------
                            -----------------------------

                            2- نزار قباني

                            الغاضبون
                            يا تلاميذَ غزَّةٍ...
                            علّمونا..
                            بعضَ ما عندكمْ
                            فنحنُ نسينَا...
                            علّمونا..
                            بأن نكونَ رجالاً
                            فلدينا الرجالُ..
                            صاروا عجينا..
                            علِّمونا
                            كيفَ الحجارةُ تغدو
                            بينَ أيدي الأطفالِ،
                            ماساً ثمينَا..
                            كيفَ تغدو
                            درَّاجةُ الطفلِ، لُغماً
                            وشريطُ الحريرِ..
                            يغدو كمينَا
                            كيفَ مصّاصةُ الحليبِ..
                            إذا ما اعتقلُوها
                            تحوَّلتْ سكّينا...
                            يا تلاميذَ غزَّةٍ
                            لا تُبَالوا..
                            بإذاعاتنا..
                            ولا تسمَعُونا..
                            إضربوا..
                            إضربوا..
                            بكلِّ قواكمْ
                            واحزموا أمركمْ
                            ولا تسألونا..
                            نحنُ أهلُ الحسابِ..
                            والجمعِ..
                            والطرحِ..
                            فخوضوا حروبكمْ
                            واتركونا..
                            إنّنا الهاربونَ
                            من خدمةِ الجيشِ،
                            فهاتوا حبالكمْ
                            واشنقونا...
                            نحنُ موتى...
                            لا يملكونَ ضريحاً
                            ويتامى..
                            لا يملكونَ عيونا
                            قد لزمنا حجورنا...
                            وطلبنا منكمُ
                            أن تقاتلوا التنّينا
                            قد صغرنا أمامكمْ
                            ألفَ قرنٍ..
                            وكبرتُمْ
                            -خلالَ شهرٍ- قرونا
                            يا تلاميذَ غزَّةٍ
                            لا تعودوا...
                            لكتاباتنا.. ولا تقرأونا
                            نحنُ آباؤكمْ..
                            فلا تشبهونا
                            نحنُ أصنامكمْ..
                            فلا تعبدونا..
                            نتعاطى القاتَ السياسيَّ..
                            والقمعَ..
                            ونبني مقابراً...
                            وسجونا
                            حرِّرونا
                            من عُقدةِ الخوفِ فينا..
                            واطردوا
                            من رؤوسنا الأفْيونا..
                            علّمونا..
                            فنَّ التشبُّثِ بالأرضِ،
                            ولا تتركوا..
                            المسيحَ حزينا..
                            يا أحبّاءنا الصغارَ..
                            سلاماً..
                            جعلَ اللهُ يومكمْ
                            ياسمينا
                            من شقوقِ الأرضِ الخرابِ
                            طلعتمْ
                            وزرعتمْ جراحنا
                            نسرينا
                            هذهِ ثورةُ الدفاترِ..
                            والحبرِ..
                            فكونوا على الشفاهِ
                            لُحونا..
                            أمطِرونا..
                            بطولةً، وشموخاً
                            واغسلونا من قُبحنا
                            إغسلونا..
                            لا تخافوا مُوسى
                            ولا سحرَ موسى
                            واستعدّوا
                            لتقطفوا الزيتونا
                            إن هذا العصرَ اليهوديَّ
                            وهمٌ..
                            سوف ينهارُ..
                            لو ملكنا اليقينا..
                            يا مجانينَ غزَّةٍ
                            ألفُ أهلاً...
                            بالمجانينِ،
                            إن هُم حرّرونا
                            إن عصرَ العقلِ السياسيِّ
                            ولَّى من زمانٍ
                            فعلّمونا الجنونا..

                            -----------------------------
                            -----------------------------
                            -----------------------------

                            3- عبدالرحمن الأبنودي

                            الموت على الإسفلت
                            أماية ... وأنتي بترمي بالرّحي ..
                            على مفارق ضحى
                            وحدك وبتعدّدي
                            على كل حاجة حلوة مفقودة
                            ما تنسينيش يا أمة في عدُّودة
                            عدّودة من أقدم خيوط سودا في توب
                            الحزن
                            لا تولولي فيها ولا تهللي
                            .. وحطي فبها اسم واحد مات:
                            كان صاحبي يا أمه ..
                            واسمه:
                            ناجي العلي
                            يا قبر ناجي العلي.. وينك يا قبر
                            يا قبر معجون بشوط مطلي بصبر
                            الموت بقرّب عليك .. يرتد خوف
                            وإذا ما خافشي الموت .. يرتد جبر
                            .................
                            يا قبر ناجي العلي.. يا دي الضريح
                            كان ميِّتك للأسف وطني صريح
                            تحتك فتى ناضر القلب .. غضّ
                            كان قلبه .. أرض مخيّمات الصفيح
                            الأرض متغربة .. والحلم ملْكْ
                            خريطة شبه الوطن محاصرها سلك
                            واقف وراها شريد عاقد إيديه
                            حنّ الوطن ذلك .. للأرض .. تلك
                            غشيم في حب الوطن .. طبعا غشيم
                            ياللي تحب الوطن .. من الصميم
                            على طريقة العرب في الحب ..
                            عيش وَليْ.. نقي.. متي.. لكن لئيم
                            الأغنية :
                            ناجي العلي في الأغنية
                            هلّ عليْه
                            زي الغزالة البرية
                            ماسك رسمة
                            ...........
                            والرسمة فيها دمع وضحك
                            وأرض مِلك
                            وابن واقف خلف السلك
                            قصاد رسمه
                            ................
                            والرسمة فيها يهود.. . بحاخام
                            والأنكل سام ..
                            وعرب لطاف عايشين في سلام
                            جوه الرسمه
                            .............
                            رسم الكفوف زي الصبّار
                            حنظل بمرار
                            صبي قصير واقف محتار
                            قدامه رسمه
                            ............
                            رسما لا نعرف تتحادق
                            ولا بتنافق
                            نايب ماجي إنُّه عاش صادق
                            عاش للرسمة
                            ...............
                            كان زييّ.. يائس يأس مميت
                            لكن عفريت
                            دخل لأعدائه في البيت
                            شايل اسمه
                            ..................
                            والرسمة ما فيهاش سما وبيوت
                            ولكن لها صوت
                            يا ناجي.. كان لا بد تموت
                            برّه الرسمة
                            ..................
                            قتلت ناجي العلي لما رسم صورة
                            يواجه الحزن فيها براية مكسورة
                            لما فضحني ورسمني صورة طبق
                            الأصل
                            ما عرفشي يكذب ولا يطلع قليل
                            الأصل
                            الناس بترسم بريشة وهوه ريشته
                            نصل
                            فضح رموز الرواية وهيّه عَ المسرح
                            قتلته بأيدي وإيد غيري في آ خر
                            الفصل
                            يا بلادي . . ما تزعجيش نفسك
                            عشان صورة !
                            أهلي لا أهلك . ولا أهلك ساعات
                            أهلك
                            ما تحكليش ع اللي قتلك .. مش
                            حاخد لك تار
                            ما ملكش غير أحسدك خالص على
                            قتلك
                            قتيل في غربة .. بيفرق عن قتيل
                            الدار
                            يا ماشي للنور.. ومش ماشي على
                            مهلك
                            واحنا خطاوينا يمّ الموت .. تجيب
                            العار
                            أنا الموساد .. والفساد.. قاتل كتير
                            قبلك
                            كمال .. وغسان .. واسأل ماجد أبو
                            شرار
                            وحاموت .. لاشفتك .. ولا حا عرف في
                            يوم قبرك
                            لا حاحُط زهرة عليه ولا حأغرس
                            الصبّار
                            حاولت قتل الجهل طلع الجهل
                            متعلّم
                            وأهه قتلك
                            وحولك وأنت واضح . . سر من
                            الأسرار
                            أمايه . .
                            وأنتي بترمي بالرحى
                            على مفارق ضحى
                            وحدك .. وبتعددّي
                            على كل حاجة حلوة مفقودة
                            ما تنسنيش يا أمّه في عدوُّدة ...
                            عدوّدة .
                            من أقدم خيوط سودا في توب
                            الحزن
                            لا تهّللي فيها ولا تولولي
                            وحطّي فيها اسم واحد .. مات
                            كان صاحبي يا أمه ..
                            واسمه ناجي العلي..
                            ........................
                            أطفالك البؤسا . قاموا هناك ورا
                            الشباك
                            بيفتحوا بالضوافر.. فكرة الشباك
                            مين أول اللي رسمهم في الصحف
                            إلاّكَ؟
                            قلعوا الهدوم القدام .. وطلعوا
                            بهدومك
                            إصحي يا ناجي العلي.. قامت
                            القيامة هناك
                            ....................
                            قامت قيامة ثمانية وأربعين .. غارقة
                            في طريقها ذل السنين العاقر
                            الناشفة
                            إصحى يا ناجي العلي.. أهي
                            صحيت الضفة
                            يقشعروا الأرض .. إصحى جاوب
                            الهزة
                            سنّ القلم من جديد وارسم بنات
                            غزة
                            عزة اللي حضنت سلوكها وعشقت
                            الحزة
                            ما ما تتش .. طب ما أنت مت ....
                            عرفت تتوفى؟!

                            تعليق


                            • #15
                              شكرا شريره ..
                              موضوع جميل ورائع
                              عن ناجي العلي رحمه الله

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                              المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                              المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                              المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                              يعمل...
                              X