اْعزائي ...
في شهر مايو عام 2000 ...
في مركز الهناجر بالقاهرة ....
عشت اْمسية ...
أمسية ذات طابع خاص ...
قدمها فنان عراقي معروف ...
عزيز خّيون ...
يجمع مابين التمثيل و الإخراج و التأليف
وله تاريخ حافل بالانجازات علي مسارح العالم ...
ومن بين عروضه المتميزة
قارب في غابة .
مسافر زاده الخيال .
لو .
مطر يمة .
لمن الزهورابو حيان التوحيدى ...ورقة حب منسية .
اْبحث في الظلمة .
اما الاْمسية النادرة التي عشتها ..
فهي تجربة اتصوراْنها الاْولي من نوعها..
لمسرحة الشعر في حضرة الجمهور
وكان عنوانها
عراق يا عراق !!!
أول ما لفت النظر في مستهل العرض
هو ذلك الخليط المدهشمن عراقيين و مصريين
وحضور بعض الفنانين و الكتاب من مصر ...
في جو دافئ ...حميم ...
و تشارك أغلبهم في لحظات تعارف
تجّلت خلالها نبالة المصرى و قوةروحه
وعراقة الثقافة بداخل العراقي ...
و كاْنه يتنفس شعرا واْدبا ..
و ظهر الفنان عزيز خيّون
وحده تماما علي المسرح ...
بصحبة اْوراقه و الميكرفون ...
و اْمضي قرابة الساعة
حبس خلالها أنفاس الجمهور
الذي تعلق به بكل حواسه وراح يلاحق باهتمام شديد
اْشعار بدر شاكر السياب ...
كلمة... كلمة ...
يلقيها الفنان باْسلوب فريد اجتمعت فيه
اْعز واْغلي مشاعرالإنسان
في ملحمة مثيرة ..صادقة ...
متدفقة ... كشلال...
ما من سبيل لإيقافه !
شلال من اْنين موجع ...
وحنين ..واْمل وغضب ...
وامتزاج كامل بالمعشوقة الجميلة ...
بغداد ...
واصفا حتي ظلامها باجمل ظلام ...
ما دام هو يحتضن ...بغداد !!
ربما يصعب علي ايصال وصف ما شاهدته علي نحو دقيق ...
ولكني اقول ان الفنان عزيز خيون
لم يعتمد ..لا علي رخامة صوت ولا مظهر براق لامع ..
لم يعتمد علي اية مؤثرات
بخلاف ما خرج
من داخله كانسان
كاشفا ببساطة مؤثرة ...و بلا حرج ..
.
كل اْوجاعه ...و اْنّاته و حسراته ..
خاصة عندا تطرق لقصيدة
الأسلحة والأطفال ….
وكاْن الشاعر كان يستعيد محن غزوات مضت
اْغارت علي العراق ...
و يستشرف محنة اْخرى معاصرة
كانت تدنو حثيثا نحو العراق....
بعد سنوات من حصار و عناء
و كاْن قدر العراق هو العذابات و الأحزان ...
فقال :
رصاص ... حديد ... رصاص ... حديد ...
وآهات ثكلي ...و طفل شريد !
إلى قوله
متسائلا بمرارة و اْسف :
فمن يتبع الغيمة الشاردة .... ويلهو بلقط المحار…
ويعدوعلي ضفة الجدول ... ويسطو علي العش و البلبل
ومن يتهجي طوال النهار ... ومن يلثغ الراء في المكتب
ومن يؤنس الاْم في كل دار؟
و بصوت يقطردما يستاْنف الفنان
اْسي...
أسى موجع اْن يموت الصغار ...اْسى ذقت منه
الدموع !
و تتوالي ابيات السياب
و قد غمسها عزيز خيون
فى كل العذاب ...فى كل العناء !
و كاْنها بدون اعداد ...
أو أنه يرتجل عفو الخاطر و الإحساس . ..
خاصة عندما تخللتها آهات الموال البغدادي
بكل ما يحركه في الاْفئدة من شجن و اْحزان !
و هكذا حتي انهي ملحمته بنداء... و اْمل...
سلام علي العالم الاْرحب ...علي الحقل و الدارو المكنب
علي معمل للدمي و النسيج ...علي العش و الطائرالأزغب
علي التوت ..وسنان فيه الاْريج ...ووقع المجاديف فى المغرب
علي زهرة فى وسادة عروس ...علي صبية في انتظار الأب
علي شاعر ..تستحم الشموس في عينيه ...يصغى الى جندب !
حتى تأتي آخركلماته ...
سلاااااااااااااام ...
ممتدة ...مدوية ...ملخصة لكل ما سبق .
مختلطة بدموع مصرية ...عراقية !!!
ويمتليء قلبي بكل هذا التاْثير و الانفعال
فاْتذكر سطور للكاتبة العراقية
بثينة الناصرى
في كتابها
الطريق الي بغداد ...
عند عودتها إلى العراق...بعد غياب ...
توقف قلبي عن الوجيب ...
بغداد حبيبتي تنام ناثرة ضفائرها علي ضفاف دجلة ...
بعد ليالي الهول الدامية ...
خففوا الخطو اْيها القادمون
فجرا...
لئلا تستفيق الصبية الغافية قبل الآوان ...
علي عذابات نهارات الحصار ...
ساْخطر مثل نسمة و اْلمس بابها باْطراف اْصابعي ....
واْهمس حتي لا يسمعني غيرها ...
ها قد جئتك يا بغداد !
بغداد ...
الصبية الغافية ...بعد عذابات النهار ...
بغداد
فجر 20مارس 2003 في قبضة التتار الجدد !!!!
لك الله ياعراق ....
و ستعود باذن الله ...
بلدا عربيا عزيزا أصيلا ...
عميم الخيرات!
في شهر مايو عام 2000 ...
في مركز الهناجر بالقاهرة ....
عشت اْمسية ...
أمسية ذات طابع خاص ...
قدمها فنان عراقي معروف ...
عزيز خّيون ...
يجمع مابين التمثيل و الإخراج و التأليف
وله تاريخ حافل بالانجازات علي مسارح العالم ...
ومن بين عروضه المتميزة
قارب في غابة .
مسافر زاده الخيال .
لو .
مطر يمة .
لمن الزهورابو حيان التوحيدى ...ورقة حب منسية .
اْبحث في الظلمة .
اما الاْمسية النادرة التي عشتها ..
فهي تجربة اتصوراْنها الاْولي من نوعها..
لمسرحة الشعر في حضرة الجمهور
وكان عنوانها
عراق يا عراق !!!
أول ما لفت النظر في مستهل العرض
هو ذلك الخليط المدهشمن عراقيين و مصريين
وحضور بعض الفنانين و الكتاب من مصر ...
في جو دافئ ...حميم ...
و تشارك أغلبهم في لحظات تعارف
تجّلت خلالها نبالة المصرى و قوةروحه
وعراقة الثقافة بداخل العراقي ...
و كاْنه يتنفس شعرا واْدبا ..
و ظهر الفنان عزيز خيّون
وحده تماما علي المسرح ...
بصحبة اْوراقه و الميكرفون ...
و اْمضي قرابة الساعة
حبس خلالها أنفاس الجمهور
الذي تعلق به بكل حواسه وراح يلاحق باهتمام شديد
اْشعار بدر شاكر السياب ...
كلمة... كلمة ...
يلقيها الفنان باْسلوب فريد اجتمعت فيه
اْعز واْغلي مشاعرالإنسان
في ملحمة مثيرة ..صادقة ...
متدفقة ... كشلال...
ما من سبيل لإيقافه !
شلال من اْنين موجع ...
وحنين ..واْمل وغضب ...
وامتزاج كامل بالمعشوقة الجميلة ...
بغداد ...
واصفا حتي ظلامها باجمل ظلام ...
ما دام هو يحتضن ...بغداد !!
ربما يصعب علي ايصال وصف ما شاهدته علي نحو دقيق ...
ولكني اقول ان الفنان عزيز خيون
لم يعتمد ..لا علي رخامة صوت ولا مظهر براق لامع ..
لم يعتمد علي اية مؤثرات
بخلاف ما خرج
من داخله كانسان
كاشفا ببساطة مؤثرة ...و بلا حرج ..
.
كل اْوجاعه ...و اْنّاته و حسراته ..
خاصة عندا تطرق لقصيدة
الأسلحة والأطفال ….
وكاْن الشاعر كان يستعيد محن غزوات مضت
اْغارت علي العراق ...
و يستشرف محنة اْخرى معاصرة
كانت تدنو حثيثا نحو العراق....
بعد سنوات من حصار و عناء
و كاْن قدر العراق هو العذابات و الأحزان ...
فقال :
رصاص ... حديد ... رصاص ... حديد ...
وآهات ثكلي ...و طفل شريد !
إلى قوله
متسائلا بمرارة و اْسف :
فمن يتبع الغيمة الشاردة .... ويلهو بلقط المحار…
ويعدوعلي ضفة الجدول ... ويسطو علي العش و البلبل
ومن يتهجي طوال النهار ... ومن يلثغ الراء في المكتب
ومن يؤنس الاْم في كل دار؟
و بصوت يقطردما يستاْنف الفنان
اْسي...
أسى موجع اْن يموت الصغار ...اْسى ذقت منه
الدموع !
و تتوالي ابيات السياب
و قد غمسها عزيز خيون
فى كل العذاب ...فى كل العناء !
و كاْنها بدون اعداد ...
أو أنه يرتجل عفو الخاطر و الإحساس . ..
خاصة عندما تخللتها آهات الموال البغدادي
بكل ما يحركه في الاْفئدة من شجن و اْحزان !
و هكذا حتي انهي ملحمته بنداء... و اْمل...
سلام علي العالم الاْرحب ...علي الحقل و الدارو المكنب
علي معمل للدمي و النسيج ...علي العش و الطائرالأزغب
علي التوت ..وسنان فيه الاْريج ...ووقع المجاديف فى المغرب
علي زهرة فى وسادة عروس ...علي صبية في انتظار الأب
علي شاعر ..تستحم الشموس في عينيه ...يصغى الى جندب !
حتى تأتي آخركلماته ...
سلاااااااااااااام ...
ممتدة ...مدوية ...ملخصة لكل ما سبق .
مختلطة بدموع مصرية ...عراقية !!!
ويمتليء قلبي بكل هذا التاْثير و الانفعال
فاْتذكر سطور للكاتبة العراقية
بثينة الناصرى
في كتابها
الطريق الي بغداد ...
عند عودتها إلى العراق...بعد غياب ...
توقف قلبي عن الوجيب ...
بغداد حبيبتي تنام ناثرة ضفائرها علي ضفاف دجلة ...
بعد ليالي الهول الدامية ...
خففوا الخطو اْيها القادمون
فجرا...
لئلا تستفيق الصبية الغافية قبل الآوان ...
علي عذابات نهارات الحصار ...
ساْخطر مثل نسمة و اْلمس بابها باْطراف اْصابعي ....
واْهمس حتي لا يسمعني غيرها ...
ها قد جئتك يا بغداد !
بغداد ...
الصبية الغافية ...بعد عذابات النهار ...
بغداد
فجر 20مارس 2003 في قبضة التتار الجدد !!!!
لك الله ياعراق ....
و ستعود باذن الله ...
بلدا عربيا عزيزا أصيلا ...
عميم الخيرات!
تعليق