تويت
الفن في العصر الكشي - دولة بابل الثالثة
تعتبر فترة العصر الكشي من أفقر الفترات في نماذج النحت ، ويبدو أن الكشيين قد عوضوا عن افتقارهم للمهارة في نحت الحجر بمادة أخرى يسهل تشكيلها من قبل نحاتيهم ؛ ولا تحتاج لمهارة تكنيكية عالية في مجال النحت وهي الطين ؛ والذي يتميز بمطاوعته لأصابع اليد والذي يُحرق في النار كي يتصلب.
ومن أبرز النماذج الفنية هي رأس فخري صغير لرجل ملتح ارتفاعه ( 4.5 سم ) عُثر عليه في مدينة عقرقوف ( كوريكالزو ) ، ومحفوظ في المتحف العراقي ؛ وقد لون بالألوان كوسيلة لتقريبه من شكله الطبيعي فلونت بشرة الوجه باللون الأحمر بينما استخدم اللون الأسود لتلوين شعر الرأس والذقن وتحديد خط الحاجبين وفتحتي العينين ؛ إن جمالية هذا العمل الفخاري المتواضع في النحت المجسم يكمن في اللمسات المهمة التي شكلت بها ملامح وتفاصيل الوجه ، وفي الألوان الطبيعية التي أضافت لشكله واقعية أكثر .
وتفوق الكشيون في نحت تماثيل حيوانية من الفخار أيضاً ، فهناك نموذج أخر للبوة من الفخار ؛ ارتفاعها ( 7 سم ) ؛ محفوظة في المتحف العراقي ؛ على الرغم من فقدان أطرافها الأربع إلاّ أنها بقيت تحتفظ بقوتها التعبيرية العالية والواقعية الكبيرة التي مثلت بها ملامح الوجه وبقيت تشير إلى المهارة العالية التي يمتلكها النحات في هذا العصر في أعمال النحت الفخاري
فالنحات هنا تمكن من معالجة عضلات جسم الحيوان بأسلوب جميل وناجح وتمكن كذلك من إظهار طابع الشراسة على وجه اللبوة ومثلها تمثيلاً حقيقياً في وضعية السير وهي تتقدم برشاقة وهدوء
2- النحت البارز : -
في النحت البارز اختفى ذلك العدد الهائل من نماذج النحت البارز كالمسلات والألواح النذرية ، وحل محلها نموذج واحد من المنحوتات البارزة يعبر تعبيراً حيوياً عن الروحية الكشية في هذا النوع من أنواع النحت ؛ وهذا النموذج هو أحجار الحدود أو ( الكودورو ) ؛ وأحجار الحدود هذه والتي يحتفظ المتحف العراقي ومتحف اللوفر بأعداد كبيرة منها ومصنوعة من أنواع مختلفة من الحجارة ؛ وتكون ذات شكل منتظم يكون مستطيل في أغلب الأحيان ولها قمة محدبة يتراوح ارتفاعها بين ( 50 – 100 سم ) ؛ وهي بالإضافة إلى قيمتها الفنية كانت تؤدي وظيفة عملية ؛ إذ كانت بمثابة سندات الملكية في الوقت الحاضر ؛ فكانت تدون عليها ممتلكات الناس وحدودها من الأراضي وتودع في المعابد ؛ وتنحت أحجار الكودورو هذه وفق أسلوبين : -
ففي الأسلوب الأول ينحت الحجر من وجه واحد ، وفي هذه الحالة يخصص فراغ علوي لتصوير مشهد ديني معين ؛ بينما يخصص القسم السفلي لكتابة حدود الأراضي والممتلكات ؛ أما الأسلوب الثاني فينحت الحجر من وجهين وهنا يخصص الوجه الأمامي كله لتمثيل المشهد الديني ؛ بينما تكتب نصوص الكتابة على الوجه الآخر .
وفي أسلوب نحت هذه الأحجار تبرز مسألة افتقار الكشيين إلى المهارة اللازمة للنحت ، فهذه الأحجار نحتت بمشاهد ذات أشكال بسيطة أعتمد النحات على تمثيلها بالتخطيط البسيط دون الخوض في توضيح تفاصيلها الدقيقة نظراً لأنها تخدم أغراضاً عملية كمستندات هبة وبيع وشراء رسمية ؛ ولم يقصد منها تصوير موضوع مهم كانتصار ملك عظيم في واقعة حربية مهمة أو تخليد إنجاز ديني عظيم ؛ ذلك الأسلوب البديع الذي تفوق فيه النحاتون القدماء من سومريين وأكديين وبابليين .
ومن بين أبرز النماذج الفنية ، هو ( الكودورو ) الذي دون عليه الملك الكشي ( مليشيخو الثاني ) ؛ العقد لمصلحة والده ( مردوك – ابال – ادينا ) ؛ وقسم هذا العمل في القسم الأمامي إلى خمسة صفوف من الأفاريز مرتبة بشكل أفقي الواحد تحت الآخر ؛ تم تمثيل مجموعة الآلهة الكشية كلها في رموز من الآلهة النجوم في أعلى السماء إلى القوى الخفية في العالم السفلي ؛ طبقاً للنظام اللاهوتي ؛ فكل من يتلف أو يغير في هذا النموذج فإنه يكون قد اعتدى على مجموعة الآلهة ؛ ارتفاع هذا النموذج المحفوظ في متحف اللوفر ( 68 سم ) ؛ وهو من حجر كلسي عُثر عليه في مدينة سوسة ( في إيران ) ؛ وفي هذا النموذج وفي الإفريز الأول تُشاهد الآلهة الثلاثة ( آنو – وإنليل – وآيا ) ؛ يتقدمون على ( نن - خروساج ) ؛ ويسيطرون على الثلاثي السماوي وهم ( سن ، عشتار ، شمش ) ؛ وفي الحقل الثاني توجد ( يزجال ، زبابا ، ننورتا ) ؛ وهناك أيضاً رموز ( مردوخ ، نبو ، كولا ) ؛ أما الحقل الثالث فهناك ( آدد و نسكو يحمل مصباحاً و ننجرسو مع محراث ) ؛ وهناك طائر حط وهو إلهاً كشياً ؛ أما الرابع فهناك الأفعى ذات القرون والعقرب .
وهناك نموذج ثاني لنفس الملك ، ارتفاعه ( 90 سم ) ؛ محفوظ في متحف اللوفر ؛ ومصنوع من حجر الديورايت ؛ وعثر عليه في مدينة سوسة ( في إيران ) ؛ ويشاهد الملك وهو يقدم أبنته إلى الإلهة ( نانا ) ؛ وفي هذا النموذج أخذ الملك دور الوسيط ؛ وترتدي الإلهة ثوباً مخصلاً طويلاً ؛ وتجلس على العرش وهي بحجم أكبر من الملك وأبنته ؛ ويقف الملك أمام الإلهة وهو يحيّ الإلهة بيده اليمنى ويمسك أبنته باليد اليسرى ؛ وتحمل ابنة الملك قيثارة بيدها اليسرى .
3- الأختام الأسطوانية : -
لقد ظهر طرازان من الأختام الأسطوانية في هذا العصر يختلف كل منهما عن الآخر بأسلوب نحته وموضوعاته التي يعرضها .
الطراز الأول :- هو الطراز الأقدم ظهوراً ، تغطي سطوح الأختام الأسطوانية فيه بعدد كبير من أسطر الكتابة المسمارية ؛ فتحولت إلى صلوات مطولة وخلفت نوعاً من الجمود والرتابة على أسطح الختم ؛ في حين يحتل المشهد الممثل بأسلوب بسيط جزء صغير من السطح ويصور عادة متعبداً يقف بين أيدي إله جالس أو واقف وبعض الرموز الكشية الخاصة كشكل الصليب وأكسبه شكلاً زخرفياً مزدحماً ؛ وهذا الطراز يحمل تأثيرات بابلية كبيرة بأسلوب نحته ومواضيعه .
الطراز الثاني :- ويعتبر هذا الطراز من إبداعات الفنان الكشي ، وقد ظهر في أواخر هذا العصر ؛ ويتميز بخلوه من أسطر الكتابة وبجمال توزيع أشكال المشهد على سطح الختم ؛ الذي يقسم إلى حقلين أفقيين يتم ملؤهما بأحداث المشهد الذي يؤطر بإطار خارجي يحتوي على وحدات هندسية كأشكال المثلثات ؛ وتتميز مشاهدها في غنى تركيبها التصويرية والحركات القوية والحيوية الكبيرة وقوة التعبير التي يظهرها ؛ أما أسلوب نحتها فيمتاز بالدقة والعناية في حفر الأشكال والوضوح في إبراز تفاصيلها الجزئية والداخلية وأهم مواضيعها صور الأشخاص وحيوانات وأشجار وطيور في فعاليات مختلفة أشهرها أحداث الصراع العنيف بين أشكال بشرية وحيوانات أسطورية .
4- الرسوم الجدارية :-
واظب الكشيون على استخدام التقاليد القديمة للرسم الجداري ، تلك التقاليد التي ابتدعها السومريون ؛ وترسخت كثيراً خلال العصر البابلي ؛ ولم يتغير الكثير من هذه التقاليد ؛ ذلك لأن الرسم ما يزال يستخدم لتزيين جدران القصور ولا زالت المشاهد في نطاق جو اللون القديم ؛ وهو الأسود والأبيض والأحمر على طلاء طيني سميك أو على الجص أحياناً ؛ ولسوء الحظ فقد أتلفت معظم الرسوم الجدارية من هذا العصر ؛ ماعدا رسم جداري واحد كان يزين جدار إحدى القاعات الكبيرة في واحد من قصور مدينة عقرقوف ( كوريكالزو ) .
يمثل الرسم صفاً من رجال يمشون بخطى واسعة ، وهم من الموظفين على أكثر من احتمال ؛ يدخلون القصر ويخرجون منه لأعمال وظيفية يؤدونها ؛ وقد ظهروا سوية على سطح تصويري مستطيل محاط بحاشية محلاة بزخارف ذات أشكال هندسية ؛ خططت الأشكال أولاً بيد مهرة باستخدام اللون الأسود ؛ والذي استعمل كذلك لتلوين شعر الرأس والذقن ومن ثم لونت الأجسام باللون الأحمر .
أما الملابس التي تتألف من طربوش على الرأس ورداء طويل يغطي الجسم ويصل حتى مستوى القدمين ، فقد لونت باللون الأبيض ؛ بينما لونت حليتها التزيينية باللون الأسود ؛ صور الرجال بأكتاف عريضة وأجسام ممتلئة ويبدوا أن رؤوسهم تستقر على أكتافهم مباشرة كما لو أنهم لا رقاب ؛ ومع ذلك فإن هذا المشهد يتميز بجمال الخطوط ووجود طابع الحركة الذي يُعبر عنه بحركة الرجال القوية .
وشكرا
اختكم ميسم
تعتبر فترة العصر الكشي من أفقر الفترات في نماذج النحت ، ويبدو أن الكشيين قد عوضوا عن افتقارهم للمهارة في نحت الحجر بمادة أخرى يسهل تشكيلها من قبل نحاتيهم ؛ ولا تحتاج لمهارة تكنيكية عالية في مجال النحت وهي الطين ؛ والذي يتميز بمطاوعته لأصابع اليد والذي يُحرق في النار كي يتصلب.
ومن أبرز النماذج الفنية هي رأس فخري صغير لرجل ملتح ارتفاعه ( 4.5 سم ) عُثر عليه في مدينة عقرقوف ( كوريكالزو ) ، ومحفوظ في المتحف العراقي ؛ وقد لون بالألوان كوسيلة لتقريبه من شكله الطبيعي فلونت بشرة الوجه باللون الأحمر بينما استخدم اللون الأسود لتلوين شعر الرأس والذقن وتحديد خط الحاجبين وفتحتي العينين ؛ إن جمالية هذا العمل الفخاري المتواضع في النحت المجسم يكمن في اللمسات المهمة التي شكلت بها ملامح وتفاصيل الوجه ، وفي الألوان الطبيعية التي أضافت لشكله واقعية أكثر .
وتفوق الكشيون في نحت تماثيل حيوانية من الفخار أيضاً ، فهناك نموذج أخر للبوة من الفخار ؛ ارتفاعها ( 7 سم ) ؛ محفوظة في المتحف العراقي ؛ على الرغم من فقدان أطرافها الأربع إلاّ أنها بقيت تحتفظ بقوتها التعبيرية العالية والواقعية الكبيرة التي مثلت بها ملامح الوجه وبقيت تشير إلى المهارة العالية التي يمتلكها النحات في هذا العصر في أعمال النحت الفخاري
فالنحات هنا تمكن من معالجة عضلات جسم الحيوان بأسلوب جميل وناجح وتمكن كذلك من إظهار طابع الشراسة على وجه اللبوة ومثلها تمثيلاً حقيقياً في وضعية السير وهي تتقدم برشاقة وهدوء
2- النحت البارز : -
في النحت البارز اختفى ذلك العدد الهائل من نماذج النحت البارز كالمسلات والألواح النذرية ، وحل محلها نموذج واحد من المنحوتات البارزة يعبر تعبيراً حيوياً عن الروحية الكشية في هذا النوع من أنواع النحت ؛ وهذا النموذج هو أحجار الحدود أو ( الكودورو ) ؛ وأحجار الحدود هذه والتي يحتفظ المتحف العراقي ومتحف اللوفر بأعداد كبيرة منها ومصنوعة من أنواع مختلفة من الحجارة ؛ وتكون ذات شكل منتظم يكون مستطيل في أغلب الأحيان ولها قمة محدبة يتراوح ارتفاعها بين ( 50 – 100 سم ) ؛ وهي بالإضافة إلى قيمتها الفنية كانت تؤدي وظيفة عملية ؛ إذ كانت بمثابة سندات الملكية في الوقت الحاضر ؛ فكانت تدون عليها ممتلكات الناس وحدودها من الأراضي وتودع في المعابد ؛ وتنحت أحجار الكودورو هذه وفق أسلوبين : -
ففي الأسلوب الأول ينحت الحجر من وجه واحد ، وفي هذه الحالة يخصص فراغ علوي لتصوير مشهد ديني معين ؛ بينما يخصص القسم السفلي لكتابة حدود الأراضي والممتلكات ؛ أما الأسلوب الثاني فينحت الحجر من وجهين وهنا يخصص الوجه الأمامي كله لتمثيل المشهد الديني ؛ بينما تكتب نصوص الكتابة على الوجه الآخر .
وفي أسلوب نحت هذه الأحجار تبرز مسألة افتقار الكشيين إلى المهارة اللازمة للنحت ، فهذه الأحجار نحتت بمشاهد ذات أشكال بسيطة أعتمد النحات على تمثيلها بالتخطيط البسيط دون الخوض في توضيح تفاصيلها الدقيقة نظراً لأنها تخدم أغراضاً عملية كمستندات هبة وبيع وشراء رسمية ؛ ولم يقصد منها تصوير موضوع مهم كانتصار ملك عظيم في واقعة حربية مهمة أو تخليد إنجاز ديني عظيم ؛ ذلك الأسلوب البديع الذي تفوق فيه النحاتون القدماء من سومريين وأكديين وبابليين .
ومن بين أبرز النماذج الفنية ، هو ( الكودورو ) الذي دون عليه الملك الكشي ( مليشيخو الثاني ) ؛ العقد لمصلحة والده ( مردوك – ابال – ادينا ) ؛ وقسم هذا العمل في القسم الأمامي إلى خمسة صفوف من الأفاريز مرتبة بشكل أفقي الواحد تحت الآخر ؛ تم تمثيل مجموعة الآلهة الكشية كلها في رموز من الآلهة النجوم في أعلى السماء إلى القوى الخفية في العالم السفلي ؛ طبقاً للنظام اللاهوتي ؛ فكل من يتلف أو يغير في هذا النموذج فإنه يكون قد اعتدى على مجموعة الآلهة ؛ ارتفاع هذا النموذج المحفوظ في متحف اللوفر ( 68 سم ) ؛ وهو من حجر كلسي عُثر عليه في مدينة سوسة ( في إيران ) ؛ وفي هذا النموذج وفي الإفريز الأول تُشاهد الآلهة الثلاثة ( آنو – وإنليل – وآيا ) ؛ يتقدمون على ( نن - خروساج ) ؛ ويسيطرون على الثلاثي السماوي وهم ( سن ، عشتار ، شمش ) ؛ وفي الحقل الثاني توجد ( يزجال ، زبابا ، ننورتا ) ؛ وهناك أيضاً رموز ( مردوخ ، نبو ، كولا ) ؛ أما الحقل الثالث فهناك ( آدد و نسكو يحمل مصباحاً و ننجرسو مع محراث ) ؛ وهناك طائر حط وهو إلهاً كشياً ؛ أما الرابع فهناك الأفعى ذات القرون والعقرب .
وهناك نموذج ثاني لنفس الملك ، ارتفاعه ( 90 سم ) ؛ محفوظ في متحف اللوفر ؛ ومصنوع من حجر الديورايت ؛ وعثر عليه في مدينة سوسة ( في إيران ) ؛ ويشاهد الملك وهو يقدم أبنته إلى الإلهة ( نانا ) ؛ وفي هذا النموذج أخذ الملك دور الوسيط ؛ وترتدي الإلهة ثوباً مخصلاً طويلاً ؛ وتجلس على العرش وهي بحجم أكبر من الملك وأبنته ؛ ويقف الملك أمام الإلهة وهو يحيّ الإلهة بيده اليمنى ويمسك أبنته باليد اليسرى ؛ وتحمل ابنة الملك قيثارة بيدها اليسرى .
3- الأختام الأسطوانية : -
لقد ظهر طرازان من الأختام الأسطوانية في هذا العصر يختلف كل منهما عن الآخر بأسلوب نحته وموضوعاته التي يعرضها .
الطراز الأول :- هو الطراز الأقدم ظهوراً ، تغطي سطوح الأختام الأسطوانية فيه بعدد كبير من أسطر الكتابة المسمارية ؛ فتحولت إلى صلوات مطولة وخلفت نوعاً من الجمود والرتابة على أسطح الختم ؛ في حين يحتل المشهد الممثل بأسلوب بسيط جزء صغير من السطح ويصور عادة متعبداً يقف بين أيدي إله جالس أو واقف وبعض الرموز الكشية الخاصة كشكل الصليب وأكسبه شكلاً زخرفياً مزدحماً ؛ وهذا الطراز يحمل تأثيرات بابلية كبيرة بأسلوب نحته ومواضيعه .
الطراز الثاني :- ويعتبر هذا الطراز من إبداعات الفنان الكشي ، وقد ظهر في أواخر هذا العصر ؛ ويتميز بخلوه من أسطر الكتابة وبجمال توزيع أشكال المشهد على سطح الختم ؛ الذي يقسم إلى حقلين أفقيين يتم ملؤهما بأحداث المشهد الذي يؤطر بإطار خارجي يحتوي على وحدات هندسية كأشكال المثلثات ؛ وتتميز مشاهدها في غنى تركيبها التصويرية والحركات القوية والحيوية الكبيرة وقوة التعبير التي يظهرها ؛ أما أسلوب نحتها فيمتاز بالدقة والعناية في حفر الأشكال والوضوح في إبراز تفاصيلها الجزئية والداخلية وأهم مواضيعها صور الأشخاص وحيوانات وأشجار وطيور في فعاليات مختلفة أشهرها أحداث الصراع العنيف بين أشكال بشرية وحيوانات أسطورية .
4- الرسوم الجدارية :-
واظب الكشيون على استخدام التقاليد القديمة للرسم الجداري ، تلك التقاليد التي ابتدعها السومريون ؛ وترسخت كثيراً خلال العصر البابلي ؛ ولم يتغير الكثير من هذه التقاليد ؛ ذلك لأن الرسم ما يزال يستخدم لتزيين جدران القصور ولا زالت المشاهد في نطاق جو اللون القديم ؛ وهو الأسود والأبيض والأحمر على طلاء طيني سميك أو على الجص أحياناً ؛ ولسوء الحظ فقد أتلفت معظم الرسوم الجدارية من هذا العصر ؛ ماعدا رسم جداري واحد كان يزين جدار إحدى القاعات الكبيرة في واحد من قصور مدينة عقرقوف ( كوريكالزو ) .
يمثل الرسم صفاً من رجال يمشون بخطى واسعة ، وهم من الموظفين على أكثر من احتمال ؛ يدخلون القصر ويخرجون منه لأعمال وظيفية يؤدونها ؛ وقد ظهروا سوية على سطح تصويري مستطيل محاط بحاشية محلاة بزخارف ذات أشكال هندسية ؛ خططت الأشكال أولاً بيد مهرة باستخدام اللون الأسود ؛ والذي استعمل كذلك لتلوين شعر الرأس والذقن ومن ثم لونت الأجسام باللون الأحمر .
أما الملابس التي تتألف من طربوش على الرأس ورداء طويل يغطي الجسم ويصل حتى مستوى القدمين ، فقد لونت باللون الأبيض ؛ بينما لونت حليتها التزيينية باللون الأسود ؛ صور الرجال بأكتاف عريضة وأجسام ممتلئة ويبدوا أن رؤوسهم تستقر على أكتافهم مباشرة كما لو أنهم لا رقاب ؛ ومع ذلك فإن هذا المشهد يتميز بجمال الخطوط ووجود طابع الحركة الذي يُعبر عنه بحركة الرجال القوية .
وشكرا
اختكم ميسم
تعليق