إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دمشق قصائد باقلام الشعراء

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دمشق قصائد باقلام الشعراء

    []قال نزار قباني

    [/]
    []هذي دمشق.. وهذي الكأس والراح
    إني أحب... وبعـضالحـب ذباح
    أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي
    لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح
    و لو فتحـتم شراييني بمديتكـم
    سمعتم في دمي أصوات من راحوا
    زراعة القلب.. تشفي بعضمن عشقوا
    وما لقلـبي –إذا أحببـت- جـراح
    مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني
    وللمـآذن.. كالأشجار.. أرواح
    للياسمـين حقـوقٌ في منازلنـا
    وقطة البيت تغفوحيث ترتـاح
    طاحونة البن جزءٌ من طفولتنـا
    فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح
    هذا مكان "أبي المعتز".. منتظرٌ
    ووجه "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاح
    هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
    فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟
    كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورها
    حتى أغازلها... والشعـر مفتـاح
    أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً
    فهل تسامح هيفاءٌ ..ووضـاح؟
    خمسون عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ.
    فوق المحيط.. وما في الأفق مصباح
    تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـاف لها
    وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاح
    أقاتل القبح في شعري وفي أدبي
    حتى يفتـح نوارٌ... وقـداح
    ما للعروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟
    أليس فيكتب التاريخ أفراح؟
    والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟
    إذا تولاه نصـابٌ ... ومـداح؟
    وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟
    وكل ثانيـةٍ يأتيـك سـفاح؟
    حملت شعريعلى ظهري فأتعبني
    ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح؟
    [/]

  • #2
    []فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِالهدبـا
    فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟
    حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ
    على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
    أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ
    أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
    يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
    فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
    وأرجعيني إلى أسـوارِمدرسـتي
    وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
    تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها
    وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
    وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً
    وكمكسرتُ على أدراجـها لُعبا
    أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني
    أقبّلُ الأرضَوالأبـوابَ والشُّـهبا
    حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا
    فمـن يعيـدُ ليَالعمرَ الذي ذهبا؟
    أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها
    ومن دموعي سقيتُ البحرَوالسّحُبا
    فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً
    وكـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
    هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي
    لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
    فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ
    إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
    كـممبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ
    وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
    يا شـامُ،أيـنَ هما عـينا معاويةٍ
    وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
    فلا خيـولُ بنيحمـدانَ راقصـةٌ
    زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
    وقبـرُ خالدَ فيحـمصٍ نلامسـهُ
    فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا

    يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ
    ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
    يا ابنَ الوليـدِ.. ألاسيـفٌ تؤجّرهُ؟
    فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
    [/]

    تعليق


    • #3
      []الشاعر خليل مردم بك
      قال في الشام


      رفعت أمية فيك أعظم دولة
      كانت قواعدَها سيوف بنيكِ

      كم من شموس ليس يغرب نورها
      من عبد شمس ضمَّها ناديك

      تهوي قلوبهم إليك صبابة
      لولا مشاعر مكة حَجُّوك

      ورمت بصقر قريش عنك نوىً
      وإن حسنت عواقبها فما يسلوك

      وغدا صلاح الدين دونكِ باذلاً
      نفساً يُضَنُّ بمثلها ليقيك

      وظللتِ خالصة العروبة حينما
      أُخِذت بنوكِ بمحنة التتريك
      [/]

      تعليق


      • #4
        []قرأت مجدك

        شعر: سعيد عقل

        غناء: فيروز
        ألحان: الأخوين رحباني

        قرأتُ مجدَكِ في قلبي وفي الكُتُـبِ
        شَـآمُ ، ماالمجدُ؟
        أنتِ المجدُ لم يَغِبِ
        إذا على بَـرَدَى حَـوْرٌ تأهَّل بي
        أحسسْتُ أعلامَكِ اختالتْ على الشّهُبِ
        أيّـامَ عاصِمَةُ الدّنيا هُـنَا رَبطَـتْ
        بِـعَزمَتَي أُمَـويٍّ عَزْمَـةَ الحِقَـبِ
        نادتْ فَهَـبَّ إلى هِنـدٍ و أنـدلُـسٍ
        كَغوطةٍ مِنشَبا المُـرَّانِ والقُضُـبِ
        خلَّـتْ على قِمَمِ التّارِيـخِ طابَعَـها
        وعلّمَـتْ أنّـهُ بالفتْـكَـةِ العَجَـبِ
        و إنما الشعـرُشرطُ الفتكةِ ارتُجلَت
        على العُـلا وتَمَلَّـتْ رِفعَـةَ القِبَبِ
        هذي لها النصرُلا أبهى، فلا هُزمت
        وإن تهَـدّدها دَهـرٌ مـنَ النُـوَبِ
        والانتصارُ لعَـالي الـرّأسِ مُنْحَتِمٌ
        حُلواً كما المَوتُ،جئتَ المَوتَ لم تَهَبِ
        شآمُ أرضَ الشّهاماتِ التي اصْطَبَغَتْ
        بِعَـنْدَمِيٍّ تَمَتْـهُ الشّـمْسُ مُنسَـكِبِ
        ذكّرتكِ الخمسَ و العشـرينَ ثورتها
        ذاكَ النفيرُ إلى الدّنيا أنِ اضْطَـرِب
        فُكِّي الحديدَ يواعِـدْكِ الأُلى جَبَهـوا
        لدولةِ السّـيفِ سَـيفاً في القِتالِ رَبِي
        وخلَّفُـوا قَاسـيوناً للأنـامِ غَـداً
        طُوراً كَسِـيناءَ ذاتِ اللّـوحِ والغلَبِ
        شآمُ... لفظُ الشـآمِ اهتَـزَّ في خَلَدي
        كما اهتزازُ غصونِ الأرزِ في الهدُبِ
        أنزلتُ حُبَّـكِ في آهِـي فشــدَّدَها
        طَرِبْتُ آهاً،فكُنتِ المجدَ في طَـرَبِي
        [/]

        تعليق


        • #5
          []دمشق

          كما يصفها الشاعر العراقي
          مظفر النواب

          شــقيقة بغداد اللدودة
          ومصيدة بيروت
          حـسـد القاهرة
          وحلم عمّان
          ضمير مكة
          غيرة قرطبة
          مقلة القدس
          مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.‏‏‏‏‏

          إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات
          وخمسة أسماء وعشرة ألقاب
          مثوى ألف ولي
          ومدرسة عشرين نبي
          وفكرة خمسة عشر إله خرافي
          لحضارات شــنقت نفسها
          على أبوابها.

          إنها دمشق الأقدم والأيتم
          ملتقى الحلم ونهايته
          بداية الفتح وقوافله
          شـــرود القصيدة ومصيدة الشعراء.‏‏‏‏‏

          من على شرفتها أطلّ هشام
          ليغازل غيمة أموية عابرة
          "أنى تهطلي خيرك لي "
          بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم
          ومنها طار صقر قريش حالماً
          ليدفن تحت بلاطة في جبال البرينيه.‏‏‏‏‏

          إنها دمشق التي تحملت الجميع
          متقاعسين وحالمين
          صغار كسبة وثوريين
          عابرين ومقيمين
          مدمني عضها
          مقلمي أظفارها وخائبين وملوثين
          طهرانين
          وشهوانيين.

          رَضَّعت حتى جفَّ بردى
          فسارعت بدمها بشجرها وظلالها
          ولما نفقت الغوطة
          أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة)
          يلعقونه يتسلقونه
          يطلون منه على جسدها
          ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصتهم من براءتها
          حتى باتت هذه مهنة من يحبها
          ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق
          تعود فتية كلما شُرِقَ نقي عظامها.‏‏‏‏‏
          [/]

          تعليق


          • #6
            []إنها دمشق أيها العرب العاربة والمستعربة قِبلة سياحكم،
            ومحط مطيكم،
            تمنح
            لقب الشيخ لكل من لبس صندلا واعتمر دشداشة
            ولا تعترف إلا بشيخها محي
            الدين بن عربي‏‏‏ ،هو من لم تتسع له الأرض،
            حضنته دمشق تحت ثديها وألبسته
            حياً من أحيائها فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"



            إنها دمشق لا تعبأ باثنين،
            الجلادين والضحايا،
            تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي
            على شكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها،
            فيتململ
            ابن عساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في
            المحبرة، لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها
            دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها إلا الله جل شأنه وملائكة عرشه.‏‏‏‏‏



            دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق،
            حرر صلاح الدين القدس
            وطاب
            موتاً في دمشق،
            قدم لها يوحنا المعمدان وجعفر البرمكي
            رؤوسهم كي ترضى دمشق،
            وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ
            ودفلى على
            طريقة دمشق.


            إنها دمشق لا تحب أحداً،
            ولا تعبأ بكارهيها،
            متغاوية ووقحة تركت عشاقها
            خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم،
            وتتفرغ للغرباء الذين
            ظنوا أنفسهم أسيادها
            ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحت أظافرها.‏‏‏‏‏


            لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.‏‏‏‏‏
            لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم.‏‏‏‏‏
            من الأزرق ما يكفي لتغرق
            القارات الخمس .



            لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق الملائكة،
            ومن المداخن
            ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.‏‏‏‏‏




            ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر،
            ومن الشهوة ما يدعو
            نحل الكون لرحيقها.‏‏‏‏‏


            لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية،
            ومن الأحذية و"الشحاحيط "
            المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور.‏‏‏‏‏


            لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع،
            ومن الشرفات ما
            يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل.‏‏‏‏‏

            لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين،
            ومن الصراخ ما يكفي ضحايا
            نكازاكي وهيروشيما‏‏‏‏‏


            لديها من النهايات ما يكفي ثمانين ألف رواية،
            ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل
            الحروب القادمة


            لديها شعراء بعدد شرطة السير،
            وقصائد بعدد مخالفات التموين،
            ونساء بكل
            ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر.‏‏‏‏‏


            لا فضول لدمشق،
            لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى،
            ثابتة على هيئة لغز،
            الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ،
            وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون




            دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في
            أرقى أحيائها تسمع وجع "الطبالة"، وفي ظلمة "حجرها الأسود" يتسلق كشاشي
            الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين".‏‏‏‏‏



            دمشق لا تُقسم إلى محورين،
            فليست كبيروت غربية وشرقية،
            ولا كما القاهرة
            أهلي وزملكاوي
            ولا كما باريس ديغول وفيشي
            ولا هي مثل لندن شرق وغرب
            نهر التايمز
            ولا كمدن الخليج العربي مواطنين ووافدين
            ولن تكون كعمّان
            فدائيين وأردنيين،
            ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم ....‏‏‏‏‏


            دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية وإذا
            أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة‏‏‏‏‏
            وإن أضعت طريق الجامع الأموي ،
            ستدلك عليه " كنيسة السيدة "


            لا تتعب نفسك مع دمشق
            ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها
            ومن يهدد بترويضها،
            فتود أن تعانقها
            أو تهرب منها،
            تلتقط لها صورة أو
            تحمضها كلها،
            تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً،
            مدافعا أو ضحية،
            ماحياً أو
            متذكراً كل شيء دفعة واحدة.‏‏‏‏‏


            فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسة أعواد كبريت ماركة" الفرس"، وتقول
            جملة واحدة للجميع
            (إنها دمشق )
            [/]

            تعليق


            • #7
              []قصيدة رائعة لأمير الشعراء أحمد شوقي عن دمشق

              بسم الله الرحمن الرحيم

              قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الرسم أحداث وأزمان

              هذا الأديم كتاب لا كفاء له رث الصحائف باق منه عنوان

              الدين والوحي والأخلاق طائفة منه وسائره دنيا وبهتان

              ما فيه إن قلبت يوما جواهره إلا قرائح من راد وأذهان

              بنو أمية للأنباء ما فتحوا وللأحاديث ما سادوا وما دانوا

              كانوا ملوكا سرير الشرق تحتهم فهل سألت سرير الغرب ما كانوا

              عالين كالشمس في أطراف دولتها في كل ناحية ملك وسلطان

              يا ويح قلبي مهما انتاب أرسمهم سرى به الهم أو عادته أشجان

              بالأمس قمت على الزهراء أندبهم واليوم دمعي على الفيحاء هتان

              في الأرض منهم سماوات وألوية ونيرات وأنواء وعقبان

              معادن العز قد مال الرغام بهم لو هان في تربه الإبريز ما هانوا

              لولا دمشق لما كانت طليطلة ولا زهت ببني العباس بغدان

              مررت بالمسجد المحزون أسأله هل في المصلى أو المحراب مروان

              تغير المسجد المحزون واختلفت على المنابر أحرار وعبدان

              فلا الأذان أذان في منارته إذا تعالى ولا الآذان آذان

              آمنت بالله واستثنيت جنته دمشق روح وجنات وريحان

              قال الرفاق وقد هبت خمائلها الأرض دار لها الفيحاء بستان

              جرى وصفق يلقانا بها بردى كما تلقاك دون الخلد رضوان

              دخلتها وحواشيها زمردة والشمس فوق لجين الماء عقيان

              والحور في دمر أو حول هامتها حور كواشف عن ساق وولدان

              وربوة الواد في جلباب راقصة الساق كاسية والنحر عريان

              والطير تصدح من خلف العيون بها وللعيون كما للطير ألحان

              وأقبلت بالنبات الأرض مختلفا أفوافه فهو أصباغ وألوان

              وقد صفا بردى للريح فابتدرت لدى ستور حواشيهن أفنان

              ثم انثنت لم يزل عنها البلال ولا جفت من الماء أذيال وأردان

              خلفت لبنان جنات النعيم وما نبئت أن طريق الخلد لبنان

              حتى انحدرت إلى فيحاء وارفة فيها الندى وبها طي وشيبان

              نزلت فيها بفتيان جحاجحة آباؤهم في شباب الدهر غسان

              يا فتية الشام شكرا لا انقضاء له لو أن إحسانكم يجزيه شكران

              ما فوق راحاتكم يوم السماح يد ولا كأوطانكم في البشر أوطان

              خميلة الله وشتها يداه لكم فهل لها قيم منكم وجنان

              شيدوا لها الملك وابنوا ركن دولتها فالملك غرس وتجديد وبنيان

              لو يرجع الدهر مفقودا له خطر لآب بالواحد المبكي ثكلان

              الملك أن تعملوا ما استطعتمو عملا وأن يبين على الأعمال إتقان

              الملك أن تخرج الأموال ناشطة لمطلب فيه إصلاح وعمران

              الملك تحت لسان حوله أدب وتحت عقل على جنبيه عرفان

              الملك أن تتلافوا في هوى وطن تفرقت فيه أجناس وأديان

              نصيحة ملؤها الإخلاص صادقة والنصح خالصه دين وإيمان

              والشعر ما لم يكن ذكرى وعاطفة أو حكمة فهو تقطيع وأوزان

              ونحن في الشرق والفصحى بنو رحم ونحن في الجرح والآلام إخوان[/]

              تعليق


              • #8
                نَكْبَةُ دِمَشْق

                أحمد شوقي - مصر
                ســلامٌ مــن صَبــا (بَرَدَى) أَرقُّ
                ودمــعٌ لا يُكَفْكَــفُ يــا دِمَشْــقُ
                ومعـــذِرة اليَرَاعـــةِ والقــوافي
                جـلالُ الـرُّزْءِ عـن وَصْـفٍ يَـدِقُّ
                وذكــرى عــن خواطرِهـا لقلبـي
                إِليـــكِ تلفُّـــتٌ أَبــدًا وخَــفْقُ
                وبــي ممــا رَمَتْــكِ بـهِ الليـالي
                جراحــاتٌ لهـا فـي القلـب عُمْـقُ
                دخــلتكِ والأَصيــلُ لــه ائـتلاقٌ
                ووجــهُك ضـاحكُ القسـماتِ طَلْـقُ
                وتحــتَ جِنــانِك الأَنهـارُ تجـري
                ومِــــلْءُ رُبـــاك أَوراقٌ ووُرْقُ
                وحــولي فتيــةٌ غُــرٌّ صِبــاحٌ
                لهــم فـي الفضـلِ غايـاتٌ وسَـبْقُ
                عــلى لهــواتِهم شــعراءُ لُسْــنٌ
                وفــي أَعطــافِهم خُطبــاءُ شُـدْقُ
                رُواةُ قصــائِدي، فــاعجبْ لشــعرٍ
                بكـــلِّ محلَّـــةٍ يَرْوِيــه خَــلْقُ
                غَمــزتُ إِبــاءَهم حــتى تلظَّـتْ
                أُنــوفُ الأُسْــدِ واضطـرَم المَـدَقُّ
                وضــجَّ مــن الشّـكيمةِ كـلُّ حُـرٍّ
                أَبِــيٍّ مــن أُمَيَّــةَ فيــه عِتْــقُ
                لحاهـــا اللــهُ أَنبــاءً تــوالتْ
                عــلى سَــمْعِ الــوليِّ بمـا يَشُـقُّ
                يُفصّلهـــا إِلــى الدنيــا بَرِيــدٌ
                ويُجْمِلُهــا إِلــى الآفــاق بَــرْقُ
                تكــادُ لروعــةِ الأَحــداثِ فيهــا
                تُخـالُ مـن الخُرافـةِ وَهْـي صِـدْقُ
                وقيــل: معــالمُ التــاريخ دُكَّــت
                وقيــل: أَصابهــا تلــفٌ وحَـرقُ
                أًلسـتِ - دِمَشـقُ - للإِسـلام ظِـئْرًا
                ومُرْضِعَـــةُ الأُبُـــوَّةِ لا تُعَــقُّ؟
                صــلاَحُ الـدين; تـاجُك لـم يُجَـمَّل
                ولــم يُوسَــم بــأَزين منـه فَـرْقُ
                وكـلُّ حضـارةٍ فـي الأَرض طـالتْ
                لهــا مـن سَـرْحِكِ العُلْـوِيِّ عِـرْقُ
                سـماؤكِ مـن حُـلَى المـاضي كتـابٌ
                وأَرضُــك مـن حـلى التـاريخ رقُّ
                بنيْــتِ الدولــةَ الكــبرى ومُلْكًــا
                غبـــارُ حضارتَيْـــه لا يُشَـــقُّ
                لـــه بالشــامِ أَعــلامٌ وعُــرْسٌ
                بشــــائرُه بــــأَندلُسٍ تـــدَقُّ
                ربـاعُ الخـلدِ - وَيْحَـكِ - ما دَهاه؟
                أَحــقٌّ أَنهــا دَرَســتْ؟ أَحَــقُّ؟
                وهــل غُـرَفُ الجِنـانِ مُنضَّـداتٌ؟
                وهــل لنعيمهــن كــأَمِس نَسْـقُ؟
                وأَيـن دُمَـى المقـاصِر مـن حِجـالٍ
                مُهَتَّكَــــةٍ، وأَســـتارٍ تُشَـــقُّ
                بَــرزْنَ وفـي نواحـي الأَيْـكِ نـارٌ
                وخَــلفَ الأَيــكِ أَفــراخٌ تُــزَقُّ
                إِذا رُمْــنَ الســلامةَ مــن طـريق
                أَتــتْ مــن دونـه للمـوت طُـرْق
                بلَيْــــلٍ للقـــذائفِ والمنايـــا
                وراءَ ســمائِه خَــطْفٌ، وصَعْــقُ
                إِذا عصــفَ الحــديدُ; احْـمَرَّ أُفْـقٌ
                عــلى جنباتِــه، واسْــوَدَّ أُفْــقُ
                سَــلِي مَـنْ راعَ غِيـدَك بعـدَ وَهْـنٍ
                أَبيْــن فــؤادِه والصخــرِ فَـرْقُ؟
                وللمســـتعمرِين - وإِن أَلانـــوا -
                قلـــوبٌ كالحجـــارةِ، لا تَــرِقُّ
                رمــاكِ بطَيْشِــه، ورمـى فرنسـا
                أَخـو حـربٍ، بـه صَلَـفٌ، وحُـمْقُ
                إِذا مــا جــاءَه طُــلاَّبُ حَــقٍّ
                يقــول: عصابــةٌ خرجـوا وشَـقُّوا
                دَمُ الثُّـــوارِ تعرفُـــه فرنســـا
                وتعلـــم أَنـــه نـــورٌ وحَــقُّ
                جــرى فــي أَرضِه، فيـه حيـاةٌ
                كمُنْهَـــلِّ الســماءِ، وفيــه رزقُ
                بـــلادٌ مـــاتَ فِتْيَتُهــا لِتحْيــا
                وزالـــوا دونَ قـــومِهمُ ليبقُــوا
                وحُــرِّرَت الشــعوبُ عـلى قَناهـا
                فكــيف عــلى قناهــا تُسْـتَرَقُّ؟
                بنــى ســورِيَّةَ، اطَّرِحـوا الأَمـاني
                وأَلْقُــوا عنكــمُ الأَحــلامَ، أَلْقُـوا
                فمِــنْ خُــدَعِ السياسـة أَن تُغَـرُّوا
                بأَلقـــاب الإِمـــارةِ وهْــيَ رِقُّ
                وكــم صَيَـد بـدا لـك مـن ذليـل
                كمــا مـالت مـن المصلـوب عُنْـقُ
                فُتُــوق الملـكِ تَحْـدُثُ ثـمّ تمضـى
                ولا يمضـــي لمخـــتلفِين فَتْــقُ
                نَصَحْــتُ ونحــن مخــتلفون دارًا
                ولكــنْ كلُّنــا فــي الهـمِّ شـرقُ
                ويجمعنـــا إِذا اخـــتلفت بــلادٌ
                بيــانٌ غــيرُ مخــتلفٍ ونُطْــقُ
                وقفتــم بيــن مــوتٍ أَو حيــاةٍ
                فــإِن رمْتـم نعيـمَ الدهـر فاشْـقُوا
                وللأَوطــانِ فــي دَمِ كــلِّ حُــرٍّ
                يَـــدٌ ســلفتْ وديْــنٌ مُســتحِقُّ
                ومــن يَســقي ويَشــربُ بالمنايـا
                إِذا الأَحــرارُ لـم يُسـقَوا ويَسـقُو؟
                ولا يبنـــي الممــالكَ كالضحايــا
                ولا يُـــدني الحــقوقَ ولا يُحِــقُّ
                ففـــي القتــلى لأَجيــالٍ حيــاةٌ
                وفـي الأَسْـرَى فِـدًى لهمـو وعِتْـقُ
                وللحريـــةِ الحـــمراءِ بـــابٌ
                بكـــلِّ يَـــدٍ مُضَرَّجَــةٍ يُــدَقُّ
                جــزاكم ذو الجــلالِ بنـى دِمَشـقٍ
                وعــزُّ الشــرقِ أَوَّلُــهُ دِمَشْــقُ
                نصــرتم يــومَ مِحنتــهِ أَخــاكم
                وكــلُّ أخٍ بنصــرِ أَخيــه حــقُّ
                ومــا كــان الــدُّروزُ قَبِيـلَ شـرٍّ
                وإِن أُخِــذوا بمــا لــم يَسـتحِقُّوا
                ولكـــنْ ذادَةٌ، وقُـــراةُ ضيــفٍ
                كينبــوعِ الصَّفــا خَشُــنوا ورَقُّـوا
                لهــم جــبلٌ أَشــمُّ لــه شـعافٌ
                مـوارد فـي السـحاب الجُـونِ بُلْـقُ
                لكـــلِّ لَبــوءَةٍ، ولكــلِّ شِــبْلٍ
                نِضـــالٌ دونَ غايتِـــه ورَشْــقُ
                كــأَن مِــن السَّـمَوْءَلِ فيـه شـيئًا
                فكــلُّ جِهاتِــه شــرفٌ وخــلْقُ

                تعليق

                مواضيع تهمك

                تقليص

                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                يعمل...
                X