املشيل..مدينة الخطوبةالجماعية في المغرب -اسطورة ايسلي و تسليت -
تعتبر املشيل منطقة جبلية مغربية، تقع في قلب جبال الاطلس الكبير، كل سكانها من الامازيغ(البربر). تشتهر بموسم سنوي يعرف بموسم الزواج والذي يُعقد فيه عقد قران عدد كبير من الأزواج حيث يحضره آلاف السياح الأجانب والمحليين و يؤكد رواة التاريخ ان قبائل ايت حديدو الصنهاجية استقرت في القرن17 على عهد السلطان المولى اسماعيل بالجبال العليا قرب اسيف ملول على ارتفاع 220متر حيث اتوا مهاجرين وكانت لغتهم هي تمازيغت.ومن الخصائص التي تميز هذه القبائل انها احتفظت بسماتها الى وقتنا الحاضر.وهي قبائل تعتمد على الرعي وتعرف بوعورة مسالكها الجبلية ويعتمد سكانها على الزراعة الى جانب تربية الماشية.اما موارد القرية فتبقى متواضعة جدا تكاد لا تلبي الحاجيات الضرورية لسكانها.ويلبس نساء ايت حديدو الحندرات وهي عبارة عن معاطف زرقاء اللون موشحة بخطوط بيضاء, اما المتزوجات والارامل فيمكن لهن ان يضعن على رؤوسهن "اكليروس" وهو عبارة عن قلنسوة ويسمى محليا "اقيوع" او "اقيوح".
-قصة ايسلي وتيسليت
هناك رواية قديمة تقول انه في الماضي البعيد، أحب فتى اسمه "موحا" وهو من "قبيلة آيت إبراهيم" فتاة اسمها "حادة" وهي من اخرى اسمها "قبيلة آيت إعزة" بعضهما البعض حبا جما،وكان أقصى ما يصبو إليه الحبيبان هو الزواج، لكن العداوة المتجذرة بين قبيلتيهما جعلت تحقيق حلمهما مستحيلا. حينئذ، غادر كل من الحبيبين قبيلته في اتجاه الجبال فأغرق الفتى نفسه في بحيرة تحمل اسم إيسلي (العريس) وأغرقت الفتاة نفسها في بحيرة أخرى يطلق عليها اسم تسليت (العروس), وهناك حكاية أخرى تقول إن الحبيبين اليائسين اخذا يبكيان الى ان كونت دموعهما بحيرتي ايسلي وتيسليت.
-موسم املشيل للزواج او الخطوبة
يعد موسم إميلشيل للخطوبة الذي تقيمه عمالة (محافظة) الرشيدية من 19 إلى 21 سبتمبر قبلة الزّوار والسيّاح الأجانب والمغاربة,ونظراً لما تنطوي عليه هذه التظاهرة الشعبية من طابع أسطوري معجون بالخيال الشعبي لسكان قبائل آيت حديدو القابعة في جبال الأطلس على علو 2000 متر. يجتمعون في هذه الفترة من السنة المتزامنة مع موسم الحصاد لتخليد أسطورة بحيرتي (إيسلي) و(تيسليت) وتعني بالأمازيغية: الخطيب والخطيبة. واصبحت أسطورة العاشقين في الخيال الشعبي لابناء ايملشيل عامة وقبيلة ايت حديدو خاصة ترمز إلى التحرر والاستقلالية في اتخاذ القرار لكن هذه الحرية ليست مطلقة بل إنها مرهونة بموافقة عائلتي الخطيبين.
إن الراغبين في الزواج يتعارف كل منهما على الآخر - بطبيعة الحال - قبل الموسم على ان يتم عقد قرانهما في الموسم ذاته, حيث يوجد كتّاب العدل الذين يقومون بإجراءات عقد القران شفاهة وكتابة,وفق التقاليد الإسلامية.وفي وقت الضحى يزدحم فضاء (إميلشيل) بفرسان القبائل الممتطين خيولهم المزينة بالسروج البهية, وتتوافد النسوة مثنى وثلاثا ورباعا وهن يرفلن بملابسهن التقليدية الزاهية, ولا يبرز من العروس منهن سوى عينيها. لأنها تكون ملثمة ويتحلين بالحلي والقلائد والأقراط المصنعة محلياً بواسطة صناع الحلي المصنوعة غالبا من الفضة.
إن الأزياء تلعب دوراً احتفاليا سحرياً في تمييز العروس العذراء عن غيرها من النساء المطلقات والأرامل الراغبات في الزواج ثانية.حيث ان عروس موسم إميلشيل (بنت قبيلة آيت حديدو) تعنى عناية شديدة بالتزويق (الميك اب) فتجدها تضع الكحل في عينيها الساحرتين وتطرز خدها بنقاط حمراء بدعوى أن اللون الأحمر - وفق اعتقادها - يدرأ عنها الحسد والشر. أما اللون الأصفر فتضعه حول الحاجبين ليبرز جمالها ورقتها. ولا تنسى تزيين أذنيها بالأقراط كبيرة الحجم, وتتقلد على صدرها قلادات مرصعة بالأحجار الصفراء والحمراء.والعرس يوجب على جميع سكان القبيلة ارتداء الملابس التقليدية الجديدة - حسب الاستطاعة - والنظيفة . فالرجال الشيّوخ يعتمرون العمامة الأمازيغية التي عادة ما تكون من القماش الفاخر, ويرتدون الجلابيب والبرانس الضاوية بالألوان الخضراء والبنية البهية. كما نجد انه تتم عملية البيع والشراء في نفس الموسم في داخل الخيام وخارجها للمنتوجات الصناعية التقليدية الخاصة بالإقليم نفسه, والأقاليم المجاورة له: فتجد الزرابي مبثوثة على الأرض في كل مكان, ويتعالى ثغاء الخراف والماعز وكل الأصوات المميزة للبقر والجمال والأحصنة والبغال والدواجنو......
وتشرع النسوة منذ الصباح الباكر في الطبخ, بينما الفرق الموسيقية الفلكلورية تهزج بالأغاني الموقعة على إيقاع البندير (الدف) و والربابة المغربية التي رغم صغر حجمها الا انها ذات صوت عال لا يتناسب مع حجمها هههههه,كما تحضر الموسم مجموعة من الفرق الفلكلورية الغنائية الراقصة من مختلف المدن والقبائل المقيمة في جبال الأطلس وما جاورها, يقودها ذلك الشيخ الأمازيغي المتمتع بالحيوية والرشاقة, والملقب في أوساط المواسم والمهرجانات التراثية الفلكلورية بلقب (المايسترو) وهو حاضر فيها على الدوام, ويتمتع بجماهيرية وجاذبية تمكنه من النفاذ إلى قلوب المشاهدين من دون استئذان.
وتجدر الاشارة إلى أن غطاء رأس المرأة المتزوجة يكون مخروطيا إلى أعلى في حين يكون غطاء المرأة العذراء أفقيا. وحينما تخرج العروس من بيت ذويها, وتحين ليلة دخلتها يحيط بها أبناء عمومتها الأشدّاء, وقد تسلحوا بجريد النخيل الذي سوف يضرب به الزوج المسكين إلى حين تمكنه من الإمساك بلجام البغلة التي تمتطيها عروسه.إن مغزى وراء هذا الضرب هو التاكد من رباطة جأش العريس وشجاعته, وصبره على تحمل المشاق و قدرته على القيام بحماية زوجته من المشاكل التي قد تواجهها يوكن سندها دائما. وبعد إتمام عقد القران يتقاسم العروسان وأسرتاهما رغيف خبز كبير تتجاوز مساحته المتر المربع دلالة على الارتباط المقدس بين الأسرتين المتصاهرتين يعني اصبح بينهم عيش وملح مثل ما يقولو المصريين ههههههه.ويرتدي العريس في الزفاف رداءا ابيض اللون ناصعا مثل الثلج يركب فرسا مزينة حسب تقاليد المنطقة.
وتتم مراسيم الزواج وفق الشكل التالي: يتشكل وفد من عشرة أفراد (خمس نساء وخمسة رجال)و يتوجهون صوب منزل العروس ليقدموا لها الهدايا المكونة من الملابس والحلي وخروف سمين و الـ (أبادير) الذي سبق لنا ذكره, وقوامه رغيف كبير يصل قطره إلى متر , يوزع على أفراد الأسرتين رمزاً للمودة والتعارف. كما يقدم للضيوف من قبل أهل العروس التمر والزبد والعسل والحليب. وتقوم سيدة مسنة بتزويق العروس بالحناء, ومن ثم ترتدي ثوب العرس الأبيض وتتقلد بالحلي. وقبل خروجها من بيت والديها يقوم والد العروس بوضع (برنسه) تحت قدميها دلالة على مباركته لهذه الزيجة.
-هذه صورة للبحيرة



-عروسان امام مكتب العدول لتوثيق عقد زواجهما

-طابور العرسان وفي الصورة يظهر ضريح "اومغاني" الولي الذي يعتقد انه بارك حب موحا وحادة

-عريسان يتقدمان لتوثيق زواجهما عند العدول "المازون"

-هكذا هو الحب العدري ههههههه

-العروس تمتطي فرس العريس قاصدة بيت الزوجية بغطاء حريري للوجه..ويسلم الفرس من بني عمومتها ..
-صورة لزي العزباء (العذراء) عند قبائل اي حديدو..وغالبية نسوة الاطلس لهن جمال الاوربيات..
-الزي الذي ترتديه كل عروس خلال هذا الموسم

-صورة للمايسترو يرقص بدفه

تعتبر املشيل منطقة جبلية مغربية، تقع في قلب جبال الاطلس الكبير، كل سكانها من الامازيغ(البربر). تشتهر بموسم سنوي يعرف بموسم الزواج والذي يُعقد فيه عقد قران عدد كبير من الأزواج حيث يحضره آلاف السياح الأجانب والمحليين و يؤكد رواة التاريخ ان قبائل ايت حديدو الصنهاجية استقرت في القرن17 على عهد السلطان المولى اسماعيل بالجبال العليا قرب اسيف ملول على ارتفاع 220متر حيث اتوا مهاجرين وكانت لغتهم هي تمازيغت.ومن الخصائص التي تميز هذه القبائل انها احتفظت بسماتها الى وقتنا الحاضر.وهي قبائل تعتمد على الرعي وتعرف بوعورة مسالكها الجبلية ويعتمد سكانها على الزراعة الى جانب تربية الماشية.اما موارد القرية فتبقى متواضعة جدا تكاد لا تلبي الحاجيات الضرورية لسكانها.ويلبس نساء ايت حديدو الحندرات وهي عبارة عن معاطف زرقاء اللون موشحة بخطوط بيضاء, اما المتزوجات والارامل فيمكن لهن ان يضعن على رؤوسهن "اكليروس" وهو عبارة عن قلنسوة ويسمى محليا "اقيوع" او "اقيوح".
-قصة ايسلي وتيسليت
هناك رواية قديمة تقول انه في الماضي البعيد، أحب فتى اسمه "موحا" وهو من "قبيلة آيت إبراهيم" فتاة اسمها "حادة" وهي من اخرى اسمها "قبيلة آيت إعزة" بعضهما البعض حبا جما،وكان أقصى ما يصبو إليه الحبيبان هو الزواج، لكن العداوة المتجذرة بين قبيلتيهما جعلت تحقيق حلمهما مستحيلا. حينئذ، غادر كل من الحبيبين قبيلته في اتجاه الجبال فأغرق الفتى نفسه في بحيرة تحمل اسم إيسلي (العريس) وأغرقت الفتاة نفسها في بحيرة أخرى يطلق عليها اسم تسليت (العروس), وهناك حكاية أخرى تقول إن الحبيبين اليائسين اخذا يبكيان الى ان كونت دموعهما بحيرتي ايسلي وتيسليت.
-موسم املشيل للزواج او الخطوبة
يعد موسم إميلشيل للخطوبة الذي تقيمه عمالة (محافظة) الرشيدية من 19 إلى 21 سبتمبر قبلة الزّوار والسيّاح الأجانب والمغاربة,ونظراً لما تنطوي عليه هذه التظاهرة الشعبية من طابع أسطوري معجون بالخيال الشعبي لسكان قبائل آيت حديدو القابعة في جبال الأطلس على علو 2000 متر. يجتمعون في هذه الفترة من السنة المتزامنة مع موسم الحصاد لتخليد أسطورة بحيرتي (إيسلي) و(تيسليت) وتعني بالأمازيغية: الخطيب والخطيبة. واصبحت أسطورة العاشقين في الخيال الشعبي لابناء ايملشيل عامة وقبيلة ايت حديدو خاصة ترمز إلى التحرر والاستقلالية في اتخاذ القرار لكن هذه الحرية ليست مطلقة بل إنها مرهونة بموافقة عائلتي الخطيبين.
إن الراغبين في الزواج يتعارف كل منهما على الآخر - بطبيعة الحال - قبل الموسم على ان يتم عقد قرانهما في الموسم ذاته, حيث يوجد كتّاب العدل الذين يقومون بإجراءات عقد القران شفاهة وكتابة,وفق التقاليد الإسلامية.وفي وقت الضحى يزدحم فضاء (إميلشيل) بفرسان القبائل الممتطين خيولهم المزينة بالسروج البهية, وتتوافد النسوة مثنى وثلاثا ورباعا وهن يرفلن بملابسهن التقليدية الزاهية, ولا يبرز من العروس منهن سوى عينيها. لأنها تكون ملثمة ويتحلين بالحلي والقلائد والأقراط المصنعة محلياً بواسطة صناع الحلي المصنوعة غالبا من الفضة.
إن الأزياء تلعب دوراً احتفاليا سحرياً في تمييز العروس العذراء عن غيرها من النساء المطلقات والأرامل الراغبات في الزواج ثانية.حيث ان عروس موسم إميلشيل (بنت قبيلة آيت حديدو) تعنى عناية شديدة بالتزويق (الميك اب) فتجدها تضع الكحل في عينيها الساحرتين وتطرز خدها بنقاط حمراء بدعوى أن اللون الأحمر - وفق اعتقادها - يدرأ عنها الحسد والشر. أما اللون الأصفر فتضعه حول الحاجبين ليبرز جمالها ورقتها. ولا تنسى تزيين أذنيها بالأقراط كبيرة الحجم, وتتقلد على صدرها قلادات مرصعة بالأحجار الصفراء والحمراء.والعرس يوجب على جميع سكان القبيلة ارتداء الملابس التقليدية الجديدة - حسب الاستطاعة - والنظيفة . فالرجال الشيّوخ يعتمرون العمامة الأمازيغية التي عادة ما تكون من القماش الفاخر, ويرتدون الجلابيب والبرانس الضاوية بالألوان الخضراء والبنية البهية. كما نجد انه تتم عملية البيع والشراء في نفس الموسم في داخل الخيام وخارجها للمنتوجات الصناعية التقليدية الخاصة بالإقليم نفسه, والأقاليم المجاورة له: فتجد الزرابي مبثوثة على الأرض في كل مكان, ويتعالى ثغاء الخراف والماعز وكل الأصوات المميزة للبقر والجمال والأحصنة والبغال والدواجنو......
وتشرع النسوة منذ الصباح الباكر في الطبخ, بينما الفرق الموسيقية الفلكلورية تهزج بالأغاني الموقعة على إيقاع البندير (الدف) و والربابة المغربية التي رغم صغر حجمها الا انها ذات صوت عال لا يتناسب مع حجمها هههههه,كما تحضر الموسم مجموعة من الفرق الفلكلورية الغنائية الراقصة من مختلف المدن والقبائل المقيمة في جبال الأطلس وما جاورها, يقودها ذلك الشيخ الأمازيغي المتمتع بالحيوية والرشاقة, والملقب في أوساط المواسم والمهرجانات التراثية الفلكلورية بلقب (المايسترو) وهو حاضر فيها على الدوام, ويتمتع بجماهيرية وجاذبية تمكنه من النفاذ إلى قلوب المشاهدين من دون استئذان.
وتجدر الاشارة إلى أن غطاء رأس المرأة المتزوجة يكون مخروطيا إلى أعلى في حين يكون غطاء المرأة العذراء أفقيا. وحينما تخرج العروس من بيت ذويها, وتحين ليلة دخلتها يحيط بها أبناء عمومتها الأشدّاء, وقد تسلحوا بجريد النخيل الذي سوف يضرب به الزوج المسكين إلى حين تمكنه من الإمساك بلجام البغلة التي تمتطيها عروسه.إن مغزى وراء هذا الضرب هو التاكد من رباطة جأش العريس وشجاعته, وصبره على تحمل المشاق و قدرته على القيام بحماية زوجته من المشاكل التي قد تواجهها يوكن سندها دائما. وبعد إتمام عقد القران يتقاسم العروسان وأسرتاهما رغيف خبز كبير تتجاوز مساحته المتر المربع دلالة على الارتباط المقدس بين الأسرتين المتصاهرتين يعني اصبح بينهم عيش وملح مثل ما يقولو المصريين ههههههه.ويرتدي العريس في الزفاف رداءا ابيض اللون ناصعا مثل الثلج يركب فرسا مزينة حسب تقاليد المنطقة.
وتتم مراسيم الزواج وفق الشكل التالي: يتشكل وفد من عشرة أفراد (خمس نساء وخمسة رجال)و يتوجهون صوب منزل العروس ليقدموا لها الهدايا المكونة من الملابس والحلي وخروف سمين و الـ (أبادير) الذي سبق لنا ذكره, وقوامه رغيف كبير يصل قطره إلى متر , يوزع على أفراد الأسرتين رمزاً للمودة والتعارف. كما يقدم للضيوف من قبل أهل العروس التمر والزبد والعسل والحليب. وتقوم سيدة مسنة بتزويق العروس بالحناء, ومن ثم ترتدي ثوب العرس الأبيض وتتقلد بالحلي. وقبل خروجها من بيت والديها يقوم والد العروس بوضع (برنسه) تحت قدميها دلالة على مباركته لهذه الزيجة.
-هذه صورة للبحيرة



-عروسان امام مكتب العدول لتوثيق عقد زواجهما

-طابور العرسان وفي الصورة يظهر ضريح "اومغاني" الولي الذي يعتقد انه بارك حب موحا وحادة

-عريسان يتقدمان لتوثيق زواجهما عند العدول "المازون"

-هكذا هو الحب العدري ههههههه

-العروس تمتطي فرس العريس قاصدة بيت الزوجية بغطاء حريري للوجه..ويسلم الفرس من بني عمومتها ..
-صورة لزي العزباء (العذراء) عند قبائل اي حديدو..وغالبية نسوة الاطلس لهن جمال الاوربيات..
-الزي الذي ترتديه كل عروس خلال هذا الموسم

-صورة للمايسترو يرقص بدفه


تعليق