موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب

إفتكرنى فى غروب الشمس والليل بيناديها
والأمانى وهى رايحة وراح نصيب العمر فيها .
وهل نسيناك ؟
كيف لنا نسيان شدو البلبل وتغريده
حتى وإن غاب وكفّ عن الغناء ؟
وهل يكفينا عمر واحد
لننهل من ينابيع فنك الخالد ؟
من عشاقك ..سمّار الليالى
إليك
عاشق الروح ..وعشق الروح مالوش آخر
يا ساقى الحب والأغانى
و ساكب النور للحيارى
لما انت ناوى تغيب على طول
مش كنت اخر مرة تقول
ليلة الوداع.. فى الليل لما خلى ..
سكون ووحشة وظلمة … وليل مالوش آخر !
فما كنت موسيقيا فذا عبقريا فحسب ..
بل صرحا بلا شبيه
رائدا للتجديد والحداثة المرجوة
بعد طول جمود وتقوقع
مستكملا مشروع الفنان سيد درويش
ومتصدرا للمشهد الثقافى و الإبداعي
فى مرحلة شهدت فيها مصر
أزهى أوقات فنونها الجميلة
فى السينما و الغناء والمسرح
على يد جيل تميز بصدق العطاء
وكنت على وجه الخصوص فى مجالك الفني الشامل
فى ضمير مصر ..
والوطن العربى لما يقرب من ستين عاما
أسطورة صبغت عصرا بأكمله ..بعطاء متجدد من فكر وفن
فسمى ..وليس من عجب
عصر محمد عبد الوهاب .

إيه عبدالوهاب انك شاد..
تطرب السمع والحجا والفؤادا
قد سمعناك ليلة فعرفنا
كيف يهوى المعذبون السهادا
بارك الله فى حياتك للفن وأبقاك للمحبين زادا!
عباس العقاد
نشأة موسيقار الشرق
محمد عبد الوهاب
ولد الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1901
فى قرية بنى عياص مركزأبوكبير بمحافظة الشرقية
ثم إنتفلت العائلة إلى القاهرة
لتسكن فى حارة برجوان بحى باب الشعرية .
وكان والده مؤذنا و خطيبا لمسجد سيدي الشعراني
حفظ القرآن الكريم وهو في سن السابعة
وساهمت نشأته الدينية فى تشكيل شخصيته الإنسانية والفنية
فجوّد القرآن الكريم
وإنخرط مبكرا فى محافل الذكر والتواشيح والإبتهالات
خاصة فى سرادق الشيخ التفتزانى
فى الولد النبوى منشدا ومبتهلا مع المنشدين
متأثرا بقرّاء القرآن الكريم
خاصة الشيخ "محمد رفعت بروحانيته وصوته الرخيم.
كانت البداية عندما كان طفلا
يرتل القرآن فيثير الإعجاب
بصوته العذب والقراءة الصحيحة
التى فتحت له لاحقا بابا واسعا
لإجادة وتذوق اللغة العربية والشعر العربى .
و ما بين حبه للغناء والطرب
وما بين رغبات الأسرة
الذي كانت تريد إلحاقه بالأزهر الشريف
عاش عبد الوهاب مرحلة طفولته الأولى
ثم تغلبت عليه رغبته فى الغناء والإتجاه للفن
فكان يجوب شوارع الحى مع أقرانه
يغنون أدوار سلامة حجازى وسيد درويش
والأسرة له بالمرصاد ..
قابل محمد عبد الوهاب الأستاذ فوزي الجزايرلى
صاحب فرقة مسرحية بالحسين
الذى وافق على عمله كمطرب
يغنى بين فصول المسرحيات
التي تقدمها فرقته مقابل خمسة قروش كل ليلة .
نجح الفنان الصغير فى التعريف بفنه فى هذه المرحلة المبكرة
وغنى من كلمات الشيخ "يوسف القاضي" أغنية تقول:
أنا عندي منجة وصوتي كمنجة
أبيع وأدندن وآكل منجة
كماغنى أغانى الشيخ سلامة حجازي
متخفياً تحت اسم "محمد البغدادي"
وذلك خشية من ردة فعل أسرته
فكان إعلان فوزى الجزايرلى عنه على باب المسرح يقول :
تعالوا لتشاهدوا أعجوبة الزمان
الذي سيطربكم بين الفصول
الطفل المعجزة محمد البغدادى
الذى يغنى لسلامة حجازى!
إلا أن أسرته نجحت في العثور عليه وازدادت إصراراً على عودته لدراسته
فما كان منه إلا أن هرب مع سيرك إلى دمنهور
حتى يستطيع الغناء
وذهب إلى قرية من قرى دمنهور وهو راكب على حمار
وغنى في تلك الليلة أغنية للشيخ "سلامة حجازي"
والمعروفة في ذلك الوقت
"عذبيني فمهجتي في يديك"
وأعجب به الجمهوركل الإعجاب
وفي هذا الحفل تقاضى عبد الوهاب أجرا بسيطا
لكنه طُرد من السيرك بعد ذلك ببضعة أيام
لرفضه القيام بأى عمل سوى الغناء فعاد إلى أسرته
التي وافقت أخيراً بعد توسط الأصدقاء
على غناءه مع أحدى الفرق
وهي فرقة الأستاذ عبد الرحمن رشدي (المحامي)
على مسرح برنتانيا مقابل 3 جنيهات في الشهر
وقدم فى ذلك الوقت
أربع محاورات غنائية مع المطرية سمحة المصرية

كانت كلماتها آنذاك تجارى العصر
لحنها الموسيقي محـمود رحمي
وألفها الأديب بديع خيري:
الله يجازيك يا ودانية
نوبة على كوبري قصر النيل
والله زمان يا خفافى
يا مين يحكم بينى وبينك
حتى كانت ليلة من عام 1912
حضر فيها أمير الشعراء عرضا مسرحيا للفرقة
فهالته رؤية طفل صغير نحيل يغنى و يسهر ليلا
فطلب من حكمدار القاهرة منعه من الغناء !
وكان ذلك المنع بمثابة نقطة جوهرية
غيرت من مسار حياته فى السنوات التالية
فالتحق بنادى الموسيقى الشرقية
(حاليا معهدالموسيقى العربية )
متتلمذا على يد كبار الفنانين
فكان محمد القصبجى معلمه الأول
للعزف على العود
كما درس لبعض الوقت فى معهد جويدين الإيطالى
وفى الوقت نفسه عمل مدرسا للأناشيد المدرسية بدرسة الخازندار
ثم انضم
إلى فرقة "علي الكسار" كمنشد للكورال
بمرتب شهري قدره عشرون جنيه
غير أن "عبد الرحمن رشدي"
لم يلبث أن استرده إلى الفرقة
وزاد أجره خمسة جنيهات
حتى أصبح راتبه 25 جنيها،
وهو مرتب كبير
لم يكن يتقاضاه كبار الممثلين في ذلك الوقت
عام 1921
إنضم لفرقة نجيب الريحانى
وعند عرض مسرحية شهرزاد
تعرف على سيد درويش

وتابع بإنبهار شديد أغنية
أنا المصرى كريم العنصرين
وصارت بينهما صداقة حميمة
عام 1924
اشترك عبد الوهاب في حفلة غنائية
كان معهد الموسيقى
قد أقامها في كازينو "سان ستيفانو" بالإسكندرية
وتعتبر هذه الحفلة
هي أول حفلة غنائية حقيقية يشترك فيها
بعدما كان يغني على المسارح بين الفصول فقط.
وعندما انتهى وجد من يخبره
بأن أحمد شوقي بك يريد مقابلته
وبعد تردد
ذهب عبد الوهاب إلى أمير الشعراء
فاستقبله مرحبا

[COLOR=blue]أهلا أهلا بالكروان
وطيب خاطره موضحا
أنه ما منعه من الغناء طفلا إلاّ لمصلحته .
وتوطدت العلاقة بين شوقي بك أمير الشعراء وعبد الوهاب
ونمت بين الاثنين صداقة متينة
إلى أن توفى الشاعر الكبير عام 1932
كان بمثابة الأب
الذى إستطاع إرشادى إلى معرفة أعماق ذاتى
ذلك أن أحمد شوقى
لم يكتف بصياغة الأغاني للمطرب الناشئ فحسب
لكنه أيضا تبناه وقدمه إلى كل أصدقائه من ساسة وأدباء
وساعده في تنمية معارفه الموسيقية والأدبية .
وصحبه في كل مكان .. لبنان ..وباريس عاصمة الفن
حيث حضرا معا حفلات الموسيقى بقاعة الشانزليزيه
فإندهش عبد الوهاب حين رأى الأوركسترا وأذهلته ضخامتها
وعندما أقام أمير الشعراء أحمد شوقي
حفلة في منزله "كرمة ابن هانئ"
بمناسبة زفاف ابنه الأكبر "عليّ"
وحضر الحفل الزعيم "سعد زغلول"
وكبار الأدباء والعلماء والساسة
غنى عبد الوهاب من تلحينه وكلمات أحمد رامى
تعالى نفنى أنفسنا غراما
فنال إعجابا كبيرا
وعبّر الحضور ..عن إيمانهم بموهبته
وبأنه أمل المستقبل فى الغناء

إفتكرنى فى غروب الشمس والليل بيناديها
والأمانى وهى رايحة وراح نصيب العمر فيها .
وهل نسيناك ؟
كيف لنا نسيان شدو البلبل وتغريده
حتى وإن غاب وكفّ عن الغناء ؟
وهل يكفينا عمر واحد
لننهل من ينابيع فنك الخالد ؟
من عشاقك ..سمّار الليالى
إليك
عاشق الروح ..وعشق الروح مالوش آخر
يا ساقى الحب والأغانى
و ساكب النور للحيارى
لما انت ناوى تغيب على طول
مش كنت اخر مرة تقول
ليلة الوداع.. فى الليل لما خلى ..
سكون ووحشة وظلمة … وليل مالوش آخر !
فما كنت موسيقيا فذا عبقريا فحسب ..
بل صرحا بلا شبيه
رائدا للتجديد والحداثة المرجوة
بعد طول جمود وتقوقع
مستكملا مشروع الفنان سيد درويش
ومتصدرا للمشهد الثقافى و الإبداعي
فى مرحلة شهدت فيها مصر
أزهى أوقات فنونها الجميلة
فى السينما و الغناء والمسرح
على يد جيل تميز بصدق العطاء
وكنت على وجه الخصوص فى مجالك الفني الشامل
فى ضمير مصر ..
والوطن العربى لما يقرب من ستين عاما
أسطورة صبغت عصرا بأكمله ..بعطاء متجدد من فكر وفن
فسمى ..وليس من عجب
عصر محمد عبد الوهاب .

إيه عبدالوهاب انك شاد..
تطرب السمع والحجا والفؤادا
قد سمعناك ليلة فعرفنا
كيف يهوى المعذبون السهادا
بارك الله فى حياتك للفن وأبقاك للمحبين زادا!
عباس العقاد
نشأة موسيقار الشرق
محمد عبد الوهاب
ولد الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1901
فى قرية بنى عياص مركزأبوكبير بمحافظة الشرقية
ثم إنتفلت العائلة إلى القاهرة
لتسكن فى حارة برجوان بحى باب الشعرية .
وكان والده مؤذنا و خطيبا لمسجد سيدي الشعراني
حفظ القرآن الكريم وهو في سن السابعة
وساهمت نشأته الدينية فى تشكيل شخصيته الإنسانية والفنية
فجوّد القرآن الكريم
وإنخرط مبكرا فى محافل الذكر والتواشيح والإبتهالات
خاصة فى سرادق الشيخ التفتزانى
فى الولد النبوى منشدا ومبتهلا مع المنشدين
متأثرا بقرّاء القرآن الكريم
خاصة الشيخ "محمد رفعت بروحانيته وصوته الرخيم.
كانت البداية عندما كان طفلا
يرتل القرآن فيثير الإعجاب
بصوته العذب والقراءة الصحيحة
التى فتحت له لاحقا بابا واسعا
لإجادة وتذوق اللغة العربية والشعر العربى .
و ما بين حبه للغناء والطرب
وما بين رغبات الأسرة
الذي كانت تريد إلحاقه بالأزهر الشريف
عاش عبد الوهاب مرحلة طفولته الأولى
ثم تغلبت عليه رغبته فى الغناء والإتجاه للفن
فكان يجوب شوارع الحى مع أقرانه
يغنون أدوار سلامة حجازى وسيد درويش
والأسرة له بالمرصاد ..
قابل محمد عبد الوهاب الأستاذ فوزي الجزايرلى
صاحب فرقة مسرحية بالحسين
الذى وافق على عمله كمطرب
يغنى بين فصول المسرحيات
التي تقدمها فرقته مقابل خمسة قروش كل ليلة .
نجح الفنان الصغير فى التعريف بفنه فى هذه المرحلة المبكرة
وغنى من كلمات الشيخ "يوسف القاضي" أغنية تقول:
أنا عندي منجة وصوتي كمنجة
أبيع وأدندن وآكل منجة
كماغنى أغانى الشيخ سلامة حجازي
متخفياً تحت اسم "محمد البغدادي"
وذلك خشية من ردة فعل أسرته
فكان إعلان فوزى الجزايرلى عنه على باب المسرح يقول :
تعالوا لتشاهدوا أعجوبة الزمان
الذي سيطربكم بين الفصول
الطفل المعجزة محمد البغدادى
الذى يغنى لسلامة حجازى!
إلا أن أسرته نجحت في العثور عليه وازدادت إصراراً على عودته لدراسته
فما كان منه إلا أن هرب مع سيرك إلى دمنهور
حتى يستطيع الغناء
وذهب إلى قرية من قرى دمنهور وهو راكب على حمار
وغنى في تلك الليلة أغنية للشيخ "سلامة حجازي"
والمعروفة في ذلك الوقت
"عذبيني فمهجتي في يديك"
وأعجب به الجمهوركل الإعجاب
وفي هذا الحفل تقاضى عبد الوهاب أجرا بسيطا
لكنه طُرد من السيرك بعد ذلك ببضعة أيام
لرفضه القيام بأى عمل سوى الغناء فعاد إلى أسرته
التي وافقت أخيراً بعد توسط الأصدقاء
على غناءه مع أحدى الفرق
وهي فرقة الأستاذ عبد الرحمن رشدي (المحامي)
على مسرح برنتانيا مقابل 3 جنيهات في الشهر
وقدم فى ذلك الوقت
أربع محاورات غنائية مع المطرية سمحة المصرية

كانت كلماتها آنذاك تجارى العصر
لحنها الموسيقي محـمود رحمي
وألفها الأديب بديع خيري:
الله يجازيك يا ودانية
نوبة على كوبري قصر النيل
والله زمان يا خفافى
يا مين يحكم بينى وبينك
حتى كانت ليلة من عام 1912
حضر فيها أمير الشعراء عرضا مسرحيا للفرقة
فهالته رؤية طفل صغير نحيل يغنى و يسهر ليلا
فطلب من حكمدار القاهرة منعه من الغناء !
وكان ذلك المنع بمثابة نقطة جوهرية
غيرت من مسار حياته فى السنوات التالية
فالتحق بنادى الموسيقى الشرقية
(حاليا معهدالموسيقى العربية )
متتلمذا على يد كبار الفنانين
فكان محمد القصبجى معلمه الأول
للعزف على العود
كما درس لبعض الوقت فى معهد جويدين الإيطالى
وفى الوقت نفسه عمل مدرسا للأناشيد المدرسية بدرسة الخازندار
ثم انضم
إلى فرقة "علي الكسار" كمنشد للكورال
بمرتب شهري قدره عشرون جنيه
غير أن "عبد الرحمن رشدي"
لم يلبث أن استرده إلى الفرقة
وزاد أجره خمسة جنيهات
حتى أصبح راتبه 25 جنيها،
وهو مرتب كبير
لم يكن يتقاضاه كبار الممثلين في ذلك الوقت
عام 1921
إنضم لفرقة نجيب الريحانى
وعند عرض مسرحية شهرزاد
تعرف على سيد درويش

وتابع بإنبهار شديد أغنية
أنا المصرى كريم العنصرين
وصارت بينهما صداقة حميمة
عام 1924
اشترك عبد الوهاب في حفلة غنائية
كان معهد الموسيقى
قد أقامها في كازينو "سان ستيفانو" بالإسكندرية
وتعتبر هذه الحفلة
هي أول حفلة غنائية حقيقية يشترك فيها
بعدما كان يغني على المسارح بين الفصول فقط.
وعندما انتهى وجد من يخبره
بأن أحمد شوقي بك يريد مقابلته
وبعد تردد
ذهب عبد الوهاب إلى أمير الشعراء
فاستقبله مرحبا

[COLOR=blue]أهلا أهلا بالكروان
وطيب خاطره موضحا
أنه ما منعه من الغناء طفلا إلاّ لمصلحته .
وتوطدت العلاقة بين شوقي بك أمير الشعراء وعبد الوهاب
ونمت بين الاثنين صداقة متينة
إلى أن توفى الشاعر الكبير عام 1932
كان بمثابة الأب
الذى إستطاع إرشادى إلى معرفة أعماق ذاتى
ذلك أن أحمد شوقى
لم يكتف بصياغة الأغاني للمطرب الناشئ فحسب
لكنه أيضا تبناه وقدمه إلى كل أصدقائه من ساسة وأدباء
وساعده في تنمية معارفه الموسيقية والأدبية .
وصحبه في كل مكان .. لبنان ..وباريس عاصمة الفن
حيث حضرا معا حفلات الموسيقى بقاعة الشانزليزيه
فإندهش عبد الوهاب حين رأى الأوركسترا وأذهلته ضخامتها
وعندما أقام أمير الشعراء أحمد شوقي
حفلة في منزله "كرمة ابن هانئ"
بمناسبة زفاف ابنه الأكبر "عليّ"
وحضر الحفل الزعيم "سعد زغلول"
وكبار الأدباء والعلماء والساسة
غنى عبد الوهاب من تلحينه وكلمات أحمد رامى
تعالى نفنى أنفسنا غراما
فنال إعجابا كبيرا
وعبّر الحضور ..عن إيمانهم بموهبته
وبأنه أمل المستقبل فى الغناء
تعليق