[]فـــــــي رحــــــــاب الأخطل الصغير
شـــــــــــاعر الهوى والشــــــــباب
جابر جعفر الخطاب [/]
ما أمتع أن يسافر الانسان في رحلة شاعرية مع النغم الدافق بالحب والصورة الملونة والحرف المهموس ينبعث من أعماق الوجدان . ان شعر الأخطل الصغير واحة عامرة بالظل الوارف واللحن المبدع والشباب المفعم بالعنفوان والرقة انه شباب كله صبابة وتدفق بالحياة فهو ربيع دائم لا تغزو نواظره المشرقة رياح الخريف وسحب الشتاء الحزينة انه دنيا ساحرة يقيمها هذا الفنان المبدع بريشته الحالمة فهو يصور الوجود بأحلى اللقطات ويمنح الأشياء الصغيرة حيوية وتدفقا دائمين فينطلق من الطبيعة في صوره الغزلية الفاتنة لأنها ملهمته الأولى ومن خلالها يرسم للحب صورة رائعة في تمازج فني بين عناصر الأبداع الشعري حيث يقول في قصيدة ( الصبا والجمال )
[]قتل الورد ُ نفسه ُ حسَدا منك ِ وألقى دماه ُ في وجنتيك ِ
والفراشات ُ ملّت الزهر لما حدثتها الأنسام عن شفتيك ِ[/]
لقد سكن الحب قلب الشاعر بشارة الخوري فكانت نظرته للحياة من خلال الشعر تفيض رقة وعذوبة وتنبض بأصدق المشاعر الانسانية فهو عاشق للحياة لأنها منحته التفاؤل والأمل ...انه قلب كبير يتدفق بأمواج الشعر المموسقة في أرض ندية من الخيال المرهف وتصدح كلماته الشابة في القلوب فتذكي العواطف وتداعب الخواطر بزخات العطر والجمال ولعل للطبيعة الساحرة في لبنان اثرها في صياغة المفردات الشابة والعذبة لهذا الأنسان الرقيق ففي روحه المتدفقة شعرا ننعم بالنسمات الرخية تنثال من سفوح الأرز الموشحة ببساط الثلج الأبيض ونستمتع بصفاء الليل الشاعري على الربوع النائمة تحت شلالات القمر الحالمة قال في قصيدة ( أنا ساهر )
[]أنا ساهرٌ والسهل ُ في حضن الطبيعة كالغلام
وكأمه ِ فتحت ذراعــــــــــيها ليهنأ بالمنـــــــــــام
يغفو ويحرس ُ ثغرهُ روح البنفسج والخزام [/]
لقد تعامل شاعر الهوى والشباب مع الحب بصيغة انسانية نبيلة وتعامل مع الحياة بروح الحب المفعمة بالأمل تارة والألم المشبع بروح الصبابة تارة أخرى فهو عاشق حين يغني للفجر والجبل وعاشق حين يدرك الفجيعة في صور الحياة اليومية حيث نلاحظ فسحة الحب مورقة تحلق في دنيا التفاؤل والفرح أو شاحبة حزينة لأنها تستقي الحزن من الواقع المأساوي للحياة فنرى فؤاده موزعا بين الحب والفقر حيث يقول في قصيدة ( سلي الليل)
[]قسَمتُ فؤادي بين بؤسي َ والهوى
فهذا له سطرٌ وهذا له ُ سطرُ
وأشقى شقي ٍ في الهوى قلب ُشاعر ٍ
نبا الحظ ُ عنه ُ والقى الحب ُ والفقرُ [/]
ويستوحي من الفقر أجمل الصور الأنسانية المعبرة . قال في قصيدة ( شكت فقرها )
[]شكت فقرها فبكت لؤلؤا تساقط من جفنها وانتثر
فقلت ُ وعيني على دمعها أفقرٌ وعندك هذي الدرر ؟[/]
ويسمو الحب في لغة الشاعر انسانيا يقدس الجمال ولا يهوي به في وديان الأنكسار والتبذل فالجمال عنده قيم أصيلة وتجرد انساني صادق يهذب الطباع ويحلق بالمشاعر الى آفاق رحبة مشرقة
[]عشتَ فالعب بشعرها يا نسيمُ واضحكي في خدودها يا نجوم ُ
من ملاك في بردتيها مقيم جسدٌ طاهرٌ وروح ٌ كريم ُ[/]
ويحمل الأخطل الصغير أجنحة الحب والخيال حتى في قصائده الوطنية فيبدو الحب في قصيدته مقاتلاً يحمل هند وسيف الكلمة المغموسة بعطر تراب الوطن وأمجاد الأمة فانتصار الحياة للوطن هو انتصار للحب والجمال ...والعدوان على الوطن عدوان على الحب بكل جذوره الانسانية العميقة :
[]أنا في شمال الحب قلب خافق ٌ وعلى يمين الحق طيرٌٌ شادي
غنيت للشرق الجريح وفي يدي ما في سماء الشرق من أمجاد ِ
فمزجتُ دمعته الحنون بدمعتي ونقشتُ مثل جراحه بفؤادي[/]
وتتصاعد موجة الألم والغضب في نفسه وهو يعيش عن كثب مأساة الشعب العربي الفلسطيني فتسيل عواطفه أغنيات عربية تجسد عمق المأساة وعمق الايمان بالأمة والمستقبل فيفخر بالدم الفلسطيني الثائر بقدسية واجلال فهو صفحات مجيدة في تاريخ الأمة وشرف عظيم للأجيال الناهضة . قال في ( وردة من دمنا )
[]شرفٌ باهت فلسطينُ بهِ وبناءٌ للمعالي لا يُدانى
ان جرحا سال من جبهتها لثمته ُ بخشوع ٍ شفتانا
وأنينا باحت النجوى به عربياً لثمته ُ شفتانا
نحن يا أختُ على العهد الذي قد رضعناه من المهد كلانا
يثربٌ والقدسُ منذ احتلما كعبتانا وهوى العرب هوانا [/]
ان أغنيات الأخطل الصغير نافورة ترش العطر والضوء فتورق في القلوب براعم الذكريات ويعشب في أديمها الأمل الأخضر فتبدو الحياة لوحة جميلة يظللها القمر بسحر هاديء أنيق ويؤطرها الخيال بأجواء انسانية رائعة . وللورد قدسية في روح الشاعر لأنه رمز للطهر والوداعة والسلام فينسج من أوراقه حكايات المحبة والوفاء لبلده والناس وبلغة الورد يرسم مشاهد الحياة اليومية ويترنم الشاعر بسحر وطنه لبنان وتعايش الجميع على بساطه الأخضر بروح التآلف والأيمان ....
[]لبنان كم للحسن فيك قصيدة نثرت مباسمها عليك الأنجم ُ
كيف التفتَ فجدول ٌ متأوهٌ تحت الغصون وربوة تتبسم ُ
وطن الجميع على خدود ترابه تختالُ فاطمة وتنعم ُ مريم ُ [/]
لقد تمشى الجمال في روح الشاعر وانساب في قصائده المتألقة واذا كانت الخمرة قد ربحت في شعره أحلى اللوحات الفنية في تفجر وجداني عابق بالابداع فانه قد أسكرنا بخمرة الشعر الرقيق المتدفقة جداول من الخدر اللذيذ يصب في القلب ويزرع في ربوعه زهور الأمل والرقة . قال في قصيدة ( أدب الشراب )
[]فتن الجمال وثورة الأقداحِ ِ صبغت أساريرَ الهوى بجراحي
ولد الهوى والخمر ليلة مولدي وسيحملان معي على ألواحي
أدب الشراب اذا المدامة عربدت في كأسها أن لا تكون الصاحي
أنا لا أشيع بالدموع صبابتي لكن ألفُ جناحها بجناحي [/]
شـــــــــــاعر الهوى والشــــــــباب
جابر جعفر الخطاب [/]
ما أمتع أن يسافر الانسان في رحلة شاعرية مع النغم الدافق بالحب والصورة الملونة والحرف المهموس ينبعث من أعماق الوجدان . ان شعر الأخطل الصغير واحة عامرة بالظل الوارف واللحن المبدع والشباب المفعم بالعنفوان والرقة انه شباب كله صبابة وتدفق بالحياة فهو ربيع دائم لا تغزو نواظره المشرقة رياح الخريف وسحب الشتاء الحزينة انه دنيا ساحرة يقيمها هذا الفنان المبدع بريشته الحالمة فهو يصور الوجود بأحلى اللقطات ويمنح الأشياء الصغيرة حيوية وتدفقا دائمين فينطلق من الطبيعة في صوره الغزلية الفاتنة لأنها ملهمته الأولى ومن خلالها يرسم للحب صورة رائعة في تمازج فني بين عناصر الأبداع الشعري حيث يقول في قصيدة ( الصبا والجمال )
[]قتل الورد ُ نفسه ُ حسَدا منك ِ وألقى دماه ُ في وجنتيك ِ
والفراشات ُ ملّت الزهر لما حدثتها الأنسام عن شفتيك ِ[/]
لقد سكن الحب قلب الشاعر بشارة الخوري فكانت نظرته للحياة من خلال الشعر تفيض رقة وعذوبة وتنبض بأصدق المشاعر الانسانية فهو عاشق للحياة لأنها منحته التفاؤل والأمل ...انه قلب كبير يتدفق بأمواج الشعر المموسقة في أرض ندية من الخيال المرهف وتصدح كلماته الشابة في القلوب فتذكي العواطف وتداعب الخواطر بزخات العطر والجمال ولعل للطبيعة الساحرة في لبنان اثرها في صياغة المفردات الشابة والعذبة لهذا الأنسان الرقيق ففي روحه المتدفقة شعرا ننعم بالنسمات الرخية تنثال من سفوح الأرز الموشحة ببساط الثلج الأبيض ونستمتع بصفاء الليل الشاعري على الربوع النائمة تحت شلالات القمر الحالمة قال في قصيدة ( أنا ساهر )
[]أنا ساهرٌ والسهل ُ في حضن الطبيعة كالغلام
وكأمه ِ فتحت ذراعــــــــــيها ليهنأ بالمنـــــــــــام
يغفو ويحرس ُ ثغرهُ روح البنفسج والخزام [/]
لقد تعامل شاعر الهوى والشباب مع الحب بصيغة انسانية نبيلة وتعامل مع الحياة بروح الحب المفعمة بالأمل تارة والألم المشبع بروح الصبابة تارة أخرى فهو عاشق حين يغني للفجر والجبل وعاشق حين يدرك الفجيعة في صور الحياة اليومية حيث نلاحظ فسحة الحب مورقة تحلق في دنيا التفاؤل والفرح أو شاحبة حزينة لأنها تستقي الحزن من الواقع المأساوي للحياة فنرى فؤاده موزعا بين الحب والفقر حيث يقول في قصيدة ( سلي الليل)
[]قسَمتُ فؤادي بين بؤسي َ والهوى
فهذا له سطرٌ وهذا له ُ سطرُ
وأشقى شقي ٍ في الهوى قلب ُشاعر ٍ
نبا الحظ ُ عنه ُ والقى الحب ُ والفقرُ [/]
ويستوحي من الفقر أجمل الصور الأنسانية المعبرة . قال في قصيدة ( شكت فقرها )
[]شكت فقرها فبكت لؤلؤا تساقط من جفنها وانتثر
فقلت ُ وعيني على دمعها أفقرٌ وعندك هذي الدرر ؟[/]
ويسمو الحب في لغة الشاعر انسانيا يقدس الجمال ولا يهوي به في وديان الأنكسار والتبذل فالجمال عنده قيم أصيلة وتجرد انساني صادق يهذب الطباع ويحلق بالمشاعر الى آفاق رحبة مشرقة
[]عشتَ فالعب بشعرها يا نسيمُ واضحكي في خدودها يا نجوم ُ
من ملاك في بردتيها مقيم جسدٌ طاهرٌ وروح ٌ كريم ُ[/]
ويحمل الأخطل الصغير أجنحة الحب والخيال حتى في قصائده الوطنية فيبدو الحب في قصيدته مقاتلاً يحمل هند وسيف الكلمة المغموسة بعطر تراب الوطن وأمجاد الأمة فانتصار الحياة للوطن هو انتصار للحب والجمال ...والعدوان على الوطن عدوان على الحب بكل جذوره الانسانية العميقة :
[]أنا في شمال الحب قلب خافق ٌ وعلى يمين الحق طيرٌٌ شادي
غنيت للشرق الجريح وفي يدي ما في سماء الشرق من أمجاد ِ
فمزجتُ دمعته الحنون بدمعتي ونقشتُ مثل جراحه بفؤادي[/]
وتتصاعد موجة الألم والغضب في نفسه وهو يعيش عن كثب مأساة الشعب العربي الفلسطيني فتسيل عواطفه أغنيات عربية تجسد عمق المأساة وعمق الايمان بالأمة والمستقبل فيفخر بالدم الفلسطيني الثائر بقدسية واجلال فهو صفحات مجيدة في تاريخ الأمة وشرف عظيم للأجيال الناهضة . قال في ( وردة من دمنا )
[]شرفٌ باهت فلسطينُ بهِ وبناءٌ للمعالي لا يُدانى
ان جرحا سال من جبهتها لثمته ُ بخشوع ٍ شفتانا
وأنينا باحت النجوى به عربياً لثمته ُ شفتانا
نحن يا أختُ على العهد الذي قد رضعناه من المهد كلانا
يثربٌ والقدسُ منذ احتلما كعبتانا وهوى العرب هوانا [/]
ان أغنيات الأخطل الصغير نافورة ترش العطر والضوء فتورق في القلوب براعم الذكريات ويعشب في أديمها الأمل الأخضر فتبدو الحياة لوحة جميلة يظللها القمر بسحر هاديء أنيق ويؤطرها الخيال بأجواء انسانية رائعة . وللورد قدسية في روح الشاعر لأنه رمز للطهر والوداعة والسلام فينسج من أوراقه حكايات المحبة والوفاء لبلده والناس وبلغة الورد يرسم مشاهد الحياة اليومية ويترنم الشاعر بسحر وطنه لبنان وتعايش الجميع على بساطه الأخضر بروح التآلف والأيمان ....
[]لبنان كم للحسن فيك قصيدة نثرت مباسمها عليك الأنجم ُ
كيف التفتَ فجدول ٌ متأوهٌ تحت الغصون وربوة تتبسم ُ
وطن الجميع على خدود ترابه تختالُ فاطمة وتنعم ُ مريم ُ [/]
لقد تمشى الجمال في روح الشاعر وانساب في قصائده المتألقة واذا كانت الخمرة قد ربحت في شعره أحلى اللوحات الفنية في تفجر وجداني عابق بالابداع فانه قد أسكرنا بخمرة الشعر الرقيق المتدفقة جداول من الخدر اللذيذ يصب في القلب ويزرع في ربوعه زهور الأمل والرقة . قال في قصيدة ( أدب الشراب )
[]فتن الجمال وثورة الأقداحِ ِ صبغت أساريرَ الهوى بجراحي
ولد الهوى والخمر ليلة مولدي وسيحملان معي على ألواحي
أدب الشراب اذا المدامة عربدت في كأسها أن لا تكون الصاحي
أنا لا أشيع بالدموع صبابتي لكن ألفُ جناحها بجناحي [/]
المصدر شعر الأخطل الصغير بشارة عبد الله الخوري دار المعارف -- لبنان
تعليق