إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

احلام مستغانمي الاديبه الجزائريه وسيرتها الذاتيه

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احلام مستغانمي الاديبه الجزائريه وسيرتها الذاتيه

    []السيرة الذاتية

    أحلام مستغانمي كاتبة تخفي خلف روايتها أبًا لطالما طبع حياتها بشخصيته الفذّة وتاريخه النضاليّ. لن نذهب إلى القول بأنّها أخذت عنه محاور رواياتها اقتباسًا. ولكن ما من شك في أنّ مسيرة حياته التي تحكي تاريخ الجزائر وجدت صدى واسعًا عبر مؤلِّفاتها.

    كان والدها "محمد الشريف" من هواة الأدب الفرنسي. وقارئًا ذا ميول كلاسيكيّ لأمثال : Victor Hugo, Voltaire, Jean Jaques Rousseau . يستشف ذلك كلّ من يجالسه لأوّل مرّة. كما كانت له القدرة على سرد الكثير من القصص عن مدينته الأصليّة مسقط رأسه "قسنطينة" مع إدماج عنصر الوطنيّة وتاريخ الجزائر في كلّ حوار يخوضه. وذلك بفصاحة فرنسيّة وخطابة نادرة.

    هذا الأبّ عرف السجون الفرنسيّة, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 . وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلديّة, ومع ذلك فإنّه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك ( 45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسيّة, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة ما هو أكثر أهميّة, ويحسب له المستعمر الفرنسي ألف حساب: حزب جبهة التحرير الوطني FLN .

    وأمّا عن الجدّة فاطمة الزهراء, فقد كانت أكثر ما تخشاه, هو فقدان آخر أبنائها بعد أن ثكلت كل إخوته, أثناء مظاهرات 1945 في مدينة قالمة. هذه المأساة, لم تكن مصيراً لأسرة المستغانمي فقط. بل لكلّ الجزائر من خلال ملايين العائلات التي وجدت نفسها ممزّقة تحت وطأة الدمار الذي خلّفه الإستعمار. بعد أشهر قليلة, يتوّجه محمد الشريف مع أمّه وزوجته وأحزانه إلى تونس كما لو أنّ روحه سحبت منه. فقد ودّع مدينة قسنطينة أرض آبائه وأجداده.
    وعندما اندلعت الثورة الجزائريّة في أوّل نوفمبر 1954 شارك أبناء إخوته عزّ الدين وبديعة اللذان كانا يقيمان تحت كنفه منذ قتل والدهما, شاركا في مظاهرات طلاّبيّة تضامنًا مع المجاهدين قبل أن يلتحقا فيما بعد سنة 1955 بالأوراس الجزائريّة. وتصبح بديعة الحاصلة لتوّها على الباكالوريا, من أولى الفتيات الجزائريات اللاتي استبدلن بالجامعة الرشّاش, وانخرطن في الكفاح المسلَّح. ما زلت لحدّ الآن, صور بديعة تظهر في الأفلام الوثائقية عن الثورة الجزائرية. حيث تبدو بالزي العسكري رفقة المجاهدين. وما زالت بعض آثار تلك الأحداث في ذاكرة أحلام الطفوليّة. حيث كان منزل أبيها مركزاً يلتقي فيه المجاهدون الذين سيلتحقون بالجبال, أو العائدين للمعالجة في تونس من الإصابات.


    بعد الإستقلال, عاد جميع أفراد الأسرة إلى الوطن. واستقرّ الأب في العاصمة حيث كان يشغل منصب مستشار تقنيّ لدى رئاسة الجمهوريّة, ثم مديراً في وزارة الفلاحة, وأوّل مسؤول عن إدارة وتوزيع الأملاك الشاغرة, والمزارع والأراضي الفلاحيّة التي تركها المعمّرون الفرنسيون بعد مغادرتهم الجزائر. إضافة إلى نشاطه الدائم في اتحاد العمال الجزائريّين, الذي كان أحد ممثليه أثناء حرب التحرير. غير أن حماسه لبناء الجزائر المستقلّة لتوّها, جعله يتطوّع في كل مشروع يساعد في الإسراع في إعمارها. وهكذا إضافة إلى المهمّات التي كان يقوم بها داخليًّا لتفقّد أوضاع الفلاّحين, تطوَّع لإعداد برنامج إذاعي (باللّغة الفرنسيّة) لشرح خطة التسيير الذاتي الفلاحي. ثمّ ساهم في حملة محو الأميّة التي دعا إليها الرئيس أحمد بن بلّة بإشرافه على إعداد كتب لهذه الغاية.


    وهكذا نشأت ابنته الكبرى في محيط عائلي يلعب الأب فيه دورًا أساسيًّا. وكانت مقرّبة كثيرًا من أبيها وخالها عزّ الدين الضابط في جيش التحرير الذي كان كأخيها الأكبر. عبر هاتين الشخصيتين, عاشت كلّ المؤثّرات التي تطرأ على الساحة السياسيّة. و التي كشفت لها عن بعد أعمق, للجرح الجزائري (التصحيح الثوري للعقيد هواري بومدين, ومحاولة الانقلاب للعقيد الطاهر زبيري), عاشت الأزمة الجزائرية يومًّا بيوم من خلال مشاركة أبيها في حياته العمليّة, وحواراته الدائمة معها.
    لم تكن أحلام غريبة عن ماضي الجزائر, ولا عن الحاضر الذي يعيشه الوطن. مما جعل كلّ مؤلفاتها تحمل شيئًا عن والدها, وإن لم يأتِ ذكره صراحة. فقد ترك بصماته عليها إلى الأبد. بدءًا من اختياره العربيّة لغة لها. لتثأر له بها. فحال إستقلال الجزائر ستكون أحلام مع أوّل فوج للبنات يتابع تعليمه في مدرسة الثعالبيّة, أولى مدرسة معرّبة للبنات في العاصمة. وتنتقل منها إلى ثانوية عائشة أم المؤمنين. لتتخرّج سنة 1971 من كليّة الآداب في الجزائر ضمن أوّل دفعة معرّبة تتخرّج بعد الإستقلال من جامعات الجزائر.


    لكن قبل ذلك, سنة 1967 , وإثر إنقلاب بومدين واعتقال الرئيس أحمد بن بلّة. يقع الأب مريضًا نتيجة للخلافات "القبليّة" والانقلابات السياسيّة التي أصبح فيها رفاق الأمس ألدّ الأعداء.


    هذه الأزمة النفسيّة, أو الانهيار العصبيّ الذي أصابه, جعله يفقد صوابه في بعض الأحيان. خاصة بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال, مما أدّى إلى الإقامة من حين لآخر في مصحّ عقليّ تابع للجيش الوطني الشعبيّ. كانت أحلام آنذاك في سن المراهقة, طالبة في ثانوية عائشة بالعاصمة. وبما أنّها كانت أكبر إخواتها الأربعة, كان عليها هي أن تزور والدها في المستشفى المذكور, والواقع في حيّ باب الواد, ثلاث مرّات على الأقلّ كلّ أسبوع. كان مرض أبيها مرض الجزائر. هكذا كانت تراه وتعيشه.


    قبل أن تبلغ أحلام الثامنة عشرة عاماً. وأثناء إعدادها لشهادة الباكلوريا, كان عليها ان تعمل لتساهم في إعالة إخوتها وعائلة تركها الوالد دون مورد. ولذا خلال ثلاث سنوات كانت أحلام تعدّ وتقدّم برنامجًا يوميًا في الإذاعة الجزائريّة يبثّ في ساعة متأخرّة من المساء تحت عنوان "همسات". وقد لاقت تلك "الوشوشات" الشعريّة نجاحًا كبيرًا تجاوز الحدود الجزائرية الى دول المغرب العربي. وساهمت في ميلاد إسم أحلام مستغانمي الشعريّ, الذي وجد له سندًا في صوتها الأذاعيّ المميّز وفي مقالات وقصائد كانت تنشرها أحلام في الصحافة الجزائرية. وديوان أوّل أصدرته سنة 1971 في الجزائر تحت عنوان "على مرفأ الأيام".


    في هذا الوقت لم يكن أبوها حاضراً ليشهد ما حقّفته ابنته. بل كان يتواجد في المستشفى لفترات طويلة, بعد أن ساءت حالته.


    هذا الوضع سبّب لأحلام معاناة كبيرة. فقد كانت كلّ نجاحاتها من أجل إسعاده هو, برغم علمها أنّه لن يتمكن يومًا من قراءتها لعدم إتقانه القراءة بالعربية. وكانت فاجعة الأب الثانية, عندما انفصلت عنه أحلام وذهبت لتقيم في باريس حيث تزوّجت من صحفي لبناني ممن يكنّون ودًّا كبيرًا للجزائريين. وابتعدت عن الحياة الثقافية لبضع سنوات كي تكرِّس حياتها لأسرتها. قبل أن تعود في بداية الثمانينات لتتعاطى مع الأدب العربيّ من جديد. أوّلاً بتحضير شهادة دكتوراه في جامعة السوربون. ثمّ مشاركتها في الكتابة في مجلّة "الحوار" التي كان يصدرها زوجها من باريس, ومجلة "التضامن" التي كانت تصدر من لندن. أثناء ذلك وجد الأب نفسه في مواجهة المرض والشيخوخة والوحدة. وراح يتواصل معها بالكتابة إليها في كلّ مناسبة وطنية عن ذاكرته النضاليّة وذلك الزمن الجميل الذي عاشه مع الرفاق في قسنطينة.


    ثمّ ذات يوم توّقفت تلك الرسائل الطويلة المكتوبة دائمًا بخط أنيق وتعابير منتقاة. كان ذلك الأب الذي لا يفوّت مناسبة, مشغولاً بانتقاء تاريخ موته, كما لو كان يختار عنوانًا لقصائده. في ليلة أوّل نوفمبر 1992 , التاريخ المصادف لاندلاع الثورة الجزائريّة, كان محمد الشريف يوارى التراب في مقبرة العلياء, غير بعيد عن قبور رفاقه. كما لو كان يعود إلى الجزائر مع شهدائها. بتوقيت الرصاصة الأولى. فقد كان أحد ضحاياها وشهدائها الأحياء. وكان جثمانه يغادر مصادفة المستشفى العسكري على وقع النشيد الوطنيّ الذي كان يعزف لرفع العلم بمناسبة أوّل نوفمبر. ومصادفة أيضًا, كانت السيارات العسكريّة تنقل نحو المستشفى الجثث المشوّهة لعدّة جنود قد تمّ التنكيل بهم على يد من لم يكن بعد معترفًا بوجودهم كجبهة إسلاميّة مسلّحة.


    لقد أغمض عينيه قبل ذلك بقليل, متوجّسًا الفاجعة. ذلك الرجل الذي أدهش مرة إحدى الصحافيّات عندما سألته عن سيرته النضاليّة, فأجابها مستخفًّا بعمر قضاه بين المعتقلات والمصحّات والمنافي, قائلاً: "إن كنت جئت إلى العالم فقط لأنجب أحلام. فهذا يكفيني فخرًا. إنّها أهمّ إنجازاتي. أريد أن يقال إنني "أبو أحلام" أن أنسب إليها.. كما تنسب هي لي".


    كان يدري وهو الشاعر, أنّ الكلمة هي الأبقى. وهي الأرفع. ولذا حمَّل ابنته إرثًا نضاليًا لا نجاة منه. بحكم الظروف التاريخيّة لميلاد قلمها, الذي جاء منغمسًا في القضايا الوطنيّة والقوميّة التي نذرت لها أحلام أدبها. وفاءًا لقارىء لن يقرأها يومًا.. ولم تكتب أحلام سواه. عساها بأدبها تردّ عنه بعض ما ألحق الوطن من أذى بأحلامه.
    [/]

  • #2
    []السيرة الادبية

    ألّفت الكاتبة الجزائرية على مدى مسيرتها الأدبية التي دامت 25 عاما، روايات من أكثر الروايات مبيعا في العالم العربي يذكر منها "ذاكرة الجسد" و "فوضى الحواس" و "عابر سرير". حيث باتت أول امرأة جزائرية تؤلّف رواية باللغة العربية وأول أديبة عربية معاصرة يُباع لها مئات الآلاف من النسخ من أعمالها وتكتسح بذلك قائمة الكتب الأكثر رواجا في لبنان والأردن وسوريا والإمارات العربية المتحدة.
    وفي عام 1998، أحرزت مستغانمي جائزة نجيب محفوظ عن روايتها "ذاكرة الجسد" وهي رواية عن مقاومة الجزائر للهيمنة الأجنبية والمشاكل التي عصفت بهذه الأمة الناشئة عقب نيلها للاستقلال. ووصفت اللجنة التي منحتها الجائزة المؤلفة بأنها "نور يلمع وسط هذا الظلام الكثيف، وهي كاتبة حطّمت المنفى اللغوي الذي دفع إليه الإستعمار الفرنسي مثقفي الجزائر".
    وكان والد مستغانمي، وهو محمد الشريف من قسنطينة بالجزائر، من مقاومي الاحتلال الفرنسي، ففقد إثنين من إخوته خلال مظاهرة مناهضة للفرنسيين في منتصف الأربعينات. ولكونه مطلوبا لدى السلطات الفرنسية لمشاركته في أعمال المقاومة، فر مع أسرته إلى تونس حيث عمل بها مدرسا للغة الفرنسية. وهكذا قدّر أن تولد ابنته الأولى أحلام في بيئة مشحونة بالعمل السياسي، وذلك قبل اندلاع ثورة عام 1954 بسنوات قليلة. وكان بيت والدها في تونس شبه محطة للمقاومين الجزائريين.
    وبعد حصول البلاد على الاستقلال عام 1962، عادت أسرتها إلى الجزائر للاستقرار في العاصمة. فأرسل الأب ابنته البكر الى أول مدرسة معربة في الجزائر، وبذلك تكون أحلام من أوائل الجزائريات اللواتي تلقين تعليما بلغتهن الأم.
    وقبيل الذكرى 18 لميلاد أحلام، تعرض أبوها الشريف لإنهيارعصبي أجبر الإبنة الأولى على العمل في الإذاعة الوطنية لإعالة أسرتها. فكان برنامجها الليلي "همسات" سببا في انطلاقة شهرتها كشاعرة واعدة. وهكذا عرف ديوانها الأول "على مرفأ الأيام" طريقه إلى النشر عام 1973 في الجزائر. وأتبعته بديوان آخر تحت عنوان "كتابة في لحظة عري" عام 1976.
    غادرت مستغانمي الجزائر في السبعينات متوجه إلى باريس حيث تزوجت صحفيا لبنانيا وأصبحت أما متفرغة لرعاية اولادها. وبعد نيلها شهادة الدكتوراه من جامعة السربون في الثمانينات، نشرت روايتها الأولى "ذاكرة الجسد" وذلك عام 1993. والرواية اليوم في إصدارها 19 وبيع منها أكثر من 130.000 نسخة. وتواصل نجاح الكاتبة بإصدار "فوضى الحواس" في بيروت عام 1997 و"عابر سرير" عام 2003 وكلاهما تتمة لقصة بدأتها مستغانمي في رواية "ذاكرة الجسد".
    "ذاكرة الجسد" هي رواية استرسالية مهداة لوالد مستغانمي وإلى ذكرى الروائي الجزائري الفرنكوفوني الراحل مالك حداد (1927-1978)، الذي قرر الامتناع عن الكتابة بأي لغة أجنبية بعد نيل بلاده الاستقلال، فانتهى به الأمر بعدم الكتابة إطلاقا. وكما ذكرت مستغانمي في إهدائها، فقد توفي حداد "شهيداً محباً للغة العربية".
    وتعبر كتابات مستغانمي التي جعلت من بيروت مسكنها الدائم عن الحنين إلى وطن "يسكننا ولا نسكنه". ويظهر في أعمالها عشق لجزائر تفتقدها وأسى لجيل أخفق في بناء أمة قوية بعد رزحه تحت نير الاستعمار 130 عاما. وتتجاوز رواياتها الحدود المرسومة لتحكي قصة الأحلام المنكسرة والمآسي التي تجزف بالإنسان، مما يجعل حكاياتها ذات مغزى لقرائها عبر مختلف أرجاء العالم العربي

    واليكم بعض المقطفات من روايات احلام مستغانمي

    مقتطفات من كتاب احلام مستغانمي /ذاكرة الجسد

    ----------

    كيف أنت.. يسألني جار ويمضي للصلاة. فيجيبه حال لساني بكلمات مقتضبة، ويمضي في السؤال عنك.
    كيف أنا؟
    أنا ما فعلته بي سيدتي.. فكيف أنت ياامرأة كساها حنيني جنوناً، وإذا بها تأخذ تدريجياً، ملامح مدينة وتضاريس وطن.
    وإذا بي أسكنها في غفلة من الزمن، وكأني أسكن غرف ذاكرتي المغلقة من سنين.
    كيف حالك؟
    يا شجرة توت تلبس الحداد وراثياً كل موسم. يا قسنطينية الأثواب..
    يا قسنطينية الحب.. والأفراح والأحزان والأحباب. أجيبي أين تكونين الآن؟.
    __________

    فالجوع إلى الحنان، شعور مخيف وموجع، يظل ينخر فيك من الداخل ويلازمك حتى يأتي عليك بطريقة أو بأخرى.
    __________

    كانت تلك أول مرة سمعت فيها اسمكِ.. سمعته وأنا في لحظة نزيف بين الموت والحياة، فتعلقت في غيبوبتي بحروفه، كما يتعلق محموم في لحظة هذيان بكلمة..
    كما يتعلق رسول بوصية يخاف أن تضيع منه.. كما يتعلق غريب بحبال الحلم.
    بين ألف الألم وميم المتعة كان اسمك. تشطره حاء الحرقة.. ولام التحذير.
    __________

    قصة فرعية، كتبت مسبقاً وحولت مسار حياتي بعد عمر بأكمله، بحكم شيء قد يكون اسمه القدر، وقد يكون العشق الجنوني..
    ذاك الذي يفاجئنا من حيث لا نتوقع، متجاهلاً كل مبادئنا وقيمنا السابقة.
    والذي يأتي هكذا متأخراً.. في تلك اللحظة التي لا نعود ننتظر فيها شيئاً؛ وإذا به يقلب فينا كل شيء.
    __________

    لست من الحماقة لأقول إنني أحببتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنني أحببتك، ما قبل النظرة الأولى.
    كان فيك شيء ما أعرفه. شيء ما يشدني إلى ملامحك المحببة إلي مسبقاً، وكأنني أحببت يوماً امرأة تشبهك. أو كأنني كنت مستعداً منذ الأزل لأحب امرأة تشبهك تماماً.
    __________

    الفن هو كل ما يهزنا.. وليس بالضرورة كل ما نفهمه!
    __________

    وحده المثقف يعيد النظر في نفسه كل يوم، ويعيد النظر في علاقته مع العالم ومع الأشياء كلما تغير شيء في حياته.
    __________

    كان في عينيك دعوة لشيء ما..
    كان فيهما وعد غامض بقصة ما..
    كان فيهما شيء من الغرق اللذيذ المحبب.. وربما نظرة اعتذار مسبقة عن كل ما سيحل بي من كوارث بعد ذلك بسببهما.
    __________

    فلا أجمل من أن تلتقي بضدك، فذلك وحده قادر على أن يجعلك تكتشف نفسك.
    __________

    كانت تقول: "ينبغي ألا نقتل علاقتنا بالعادة"، ولهذا أجهدت نفسي حتى لا أتعود عليها، وأن اكتفي بأن أكون سعيداً عندما تأتي، وأن أنسى أنها مرت من هنا عندما ترحل.
    __________

    كنت تتقدمين نحوي، وكان الزمن يتوقف انبهاراً بك.
    وكأن الحب الذي تجاهلني كثيراً قبل ذلك اليوم.. قد قرر أخيراً أن يهبني أكثر قصصه جنوناً..
    __________

    أخاف السعادة عندما تصبح إقامة جبرية. هنالك سجون لم تخلق للشعراء.
    __________

    أكره أن يحولني مجرد كرسي أجلس عليه إلى شخص آخر لا يشبهني.
    __________

    كيف يمكن لإنسان يائس فارغ، وغارق في مشكلات يومية تافهة، ذي عقلية متخلفة عن العالم بعشرات السنين، أن يبني وطناً، أو يقوم بأي ثورة صناعية أو زراعية، أو أي ثورة أخرى؟
    __________

    ولكن الدوار هو العشق، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم، هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف، هو شحنة من الانفعالات والأحاسيس المتناقضة، التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد، لأن السقوط دائماً أسهل من الوقوف على قدمين خائفتين! أن أرسم لك جسراً شامخاً كهذا، يعني أني أعترف لك أنك دواري..
    __________

    نحن لا نشفى من ذاكرتنا.. ولهذا نحن نرسم.. ولهذا نحن نكتب.. ولهذا يموت بعضنا أيضاً.
    __________

    جاء عيد الحب إذن..
    فيا عيدي وفجيعتي، وحبي وكراهيتي، ونسياني وذاكرتي، كل عيد وأنت كل هذا..
    للحب عيد إذن.. يحتفل به المحبون والعشاق، ويتبادلون فيه البطاقات والأشواق، فأين عيد النسيان سيدتي؟
    __________

    نغادر الوطن، محملين بحقائب نحشر فيها ما في خزائننا من عمر. ما في أدراجنا من أوراق..
    نحشر ألبوم صورنا، كتباً أحببناها، وهدايا لها ذكرى..
    نحشر وجوه من أحببنا.. عيون من أحبونا.. رسائل كتبت لنا.. وأخرى كنا كتبناها..
    آخر نظرة لجارة عجوز قد لا نراها، قبلة على خد صغير سيكبر بعدنا، دمعة على وطن قد لا نعود إليه.
    نحمل الوطن أثاثاً لغربتنا، ننسى عندما يضعها الوطن عند بابه، عندما يغلق قلبه في وجهنا، دون أن يلقي نظرة على حقائبنا، دون أن يستوقفه دمعنا.. ننسى أن نسأله من سيؤثثه بعدنا.
    وعندما نعود إليه.. نعود بحقائب الحنين.. وحفنة أحلام فقط..
    __________

    تشرع مضيفة باب الطائرة، ولا تنتبه إلى أنها تشرع معه القلب على مصراعيه. فمن يوقف نزيف الذاكرة الآن؟
    من سيقدر على إغلاق شباك الحنين، من سيقف في وجه الرياح المضادة، ليرفع الخمار عن وجه هذه المدينة.. وينظر إلى عينها دون بكاء.
    __________

    كانت الإشارات المكتوبة بالعربية، وبعض الصور الرسمية، وكل تلك الوجوه المتشابهة السمراء، تؤكد لي أنني أخيراً أقف وجهاً لوجه مع الوطن. وتشعرني بغربة من نوع آخر تنفرد بها المطارات العربية.
    __________

    هذه المدينة الوطن، التي تدخل المخبرين وأصحاب الأكتاف العريضة والأيدي القذرة من أبوابها الشرفية.. وتدخلني مع طوابير الغرباء وتجار الشنطة.. والبؤساء.
    أتعرفني.. هي التي تتأمل جوازي بإمعان.. وتنسى أن تتأملني؟
    __________

    ها هو الوطن الذي استبدلته بأمي يوماً. كنت أعتقد أنه وحده قادر على شفائي من عقدة الطفولة، من يتمي ومن ذلي.
    اليوم.. بعد كل هذا العمر، وبعد أكثر من صدمة وأكثر من جرح، أدري أن هناك يتم الأوطان أيضاً. هناك مذلة الأوطان، ظلمها وقسوتها، هناك جبروتها وأنانيتها.
    هناك أوطان لا أمومة لها.. أوطان شبيهة بالآباء.

    من رواية عابر سرير

    كان الصالون قصاص أبي. كان كتلك الغرف القليلة الاستعمال, القليلة الاستقبال والمهيأة لزوار لن يأتوا. يذكّره بابه الذي لا يفتح إلا في المناسبات بأن الرفاق من حوله انفضوا.
    أما غرفة النوم التي كانت مملكته وما بقي من جاهه والتي كان ينام فيها وحده, فقد أصبحت بعده قصاصي أنا. كان مستبعداً بيعها لأسباب عاطفية, ولذا وجدتني أبدأ حياتي الزوجية على سريرها.
    كان في الغرفة رائحة توقظ زمن الموتى, تفسد عليك زمانك. ما أصعب أن تبدأ حياتك الزوجية على سرير كان أبوك يشغله وحده, وينام على يساره دائماً إلى حد تواطأ الزمن مع الجسد حافراً لحداً داخل الفراش الصوفي بحيث ما عاد بإمكانك أن تتقاسمه مع شخص, إلا وتدحرج أحدكما نحو الآخر.
    كانت غرفة فاخرة تصلح بسريرها العالي وأبواب خزائنها الثقيلة للأنتيكا.. لا للحب. وربما أرادها أبي فخمة إلى ذلك الحد ليعوض بها غياب الحب في حياته.
    ما كان أبي ثرياً, ولا اشترى تلك الغرفة بالذات ليراها أحد سواه. ولكنها كانت تذكرني بغرف نوم فاخرة مؤثثة بإثم واضح في التبذير, قصد إقناعك أن الأثرياء ليسوا عشاقاً سيئين!

    ذات يوم تبدأ حياتك الزوجية في سرير المسنين المليء بكوابيس النوم غير المريح. وعليك, لأسباب عاطفية غبية, أن تتدرب على التصرف بحياة سبقك إليها أبوك. رائحته هنا علقت بالخشب.. بالستائر.. بأوراق الجدران.. بكريستال الثريا. وأنت مدهوش, لا تدري حتى متى ستظل رائحته تتسرب إليك. أكانت كل تلك الغرفة سريراً لرائحته؟
    كنت تظن لك فيها حياة مؤقتة, كما لو كانت نزلاً تمر به, كما لو كنت عابر سرير. ولكن حيث تنام, ذات يوم, في اللحظة التي تتوقعها الأقل, تجتاحك رائحة الغياب, وتستيقظ فيك تلك الرائحة التي أفسدت عليك منذ البدء علاقتك بجسد زوجتك, حد جعلك تفرض عليها تناول حبوب منع الحمل لسنوات, خشية مجيء صغير يعاني من " تشوهات الأسرية للأسرة"!

    كنت أجد فرحتي بعد ذلك في الهروب إلى بيت عبد الحق, حيث أصبح لشهواتي سرير غير شرعي مع حياة. فعليك بلا توقف أن تخترع حياتك الأخرى المزورة, إنقاذاً لحياتك الحقيقية التي لا وهج فيها.
    وكنت تزوجت امرأة لتقوم بالأشغال المنزلية داخلي, لتكنس ما خلّفت النساء الأخريات من دمار في حياتي, مستنجداً بالزواج الوقائي عساه يضع متاريس تجنبني انزلاقات الحياة, وإذ في ذلك الزواج اغتيال للحياة.
    ذلك أن ثمة من يبتزك بدون أن يقول لك شيئاً, ذلك الابتزاز الصامت للضعفاء, الذي يجيز له التصرف بحياتك مذ وقعت في قبضته بحكم ورقة ثبوتية.
    ثمة من ينال منك, بدون أن يقصد إيذاءك, إنما باستحواذه عليك حد الإيذاء. ثمة من يربط سعادته بحقه في أن يجعلك تعيساً, بحكم أنه شريك لحياتك, تشعر أن الحياة معه أصبحت موتاً لك, ولا بد من المواجهة غير الجميلة مع شخص لم يؤذك, لم يخنك, ولكنه يغتالك ببطئ.
    تريد أن تستقيل من دور الزوج الصالح والسعيد الذي مثلته لسنوات, تفادياً منك للشجارات والخلافات. تريد أن تتنازل عن أوسكار التمثيل الذي كان يمكن أن تحصل عليه في البطولة الرجالية في فيلم " الحياة الزوجية". لا لقلة حيلتك, فأنت ما زلت قادراً على مزيد من الأكاذيب التي تبتلعها امرأة دون جهد. ولكنك متعب, والحياة أقصر من أن تقضيها في حياكة الأكاذيب, والرعب اليومي الذي تعيشه أكبر من أن تزيد عليه الخوف من زوجتك.

    ربما لكل هذه الأسباب اخترت أن أذهب للإقامة في ( مازفران) تأجيلاً لقرار الانفصال عن زوجتي التي برغم كل شيء كان يعز علي إيلامها.
    نجحت يومها في قراءة ذلك الكتاب الصغير الذي اشتريته , قبل أن تلحق بي فرانسواز وتنزلق تحت الألحفة.. وتمنعني من إنهاء صفحاته الأخيرة.
    ضممتها وأنا أفكر في نساء تعيش معهن ولا تعاشرهن. وأخرى دون الجميع تحتاج أن تعاشر طيفها في غفوتك.. أن تفكر بها في ذروة عزلتك. تحتاج لكي تبقى على قيد الحياة, أن تعلم أنها ما زالت على قيد ذكراك وأنها حتماً ستأتي.
    ليلتها, وأنا أتقاسم سريراً مع فرانسواز, عانقت غيرها ونمت متوسداً موعد.


    اما اخر رواية قرئتاها لاحلام مستغانمي فهي فوضى الحواس

    فوضى الحواس رواية للعملاقة احلام مستغانمي تتحدث فيها عن حلمها الكبيرفي بناء جسور بين الامم لتربطها كانسانية عربية بالعالم لكن أمام الواقع الضاغط من كل حدب وصوب يتقلص حلمها الى جسور في الوطن ثم الى جسور في مدينتها "قسنطينة" وتنتهي بانكماش حلمها و حلم كل انسان عربي لبناء جسور مع ذاته.

    تنجح الكاتبة بتصوير الفوضى التي تضرب عمق الانسان في ذاته ووجدانه لتجعله ازدواجياً يعاني من الفوضى حتى في المشاعر والاخلاق والضمير مما يخلق كائناً تائهاً عن كل ما هو حقيقي لتتحول حواسه الى بوصلة معطوبة لاتدله الا على الخراب الذي يمكّنه من بناء الجسور مع الشيطان.
    [/]

    تعليق


    • #3
      []شريرة
      لقد أغمض عينيه قبل ذلك بقليل, متوجّسًا الفاجعة. ذلك الرجل الذي أدهش مرة إحدى الصحافيّات عندما سألته عن سيرته النضاليّة, فأجابها مستخفًّا بعمر قضاه بين المعتقلات والمصحّات والمنافي, قائلاً: "إن كنت جئت إلى العالم فقط لأنجب أحلام. فهذا يكفيني فخرًا. إنّها أهمّ إنجازاتي. أريد أن يقال إنني "أبو أحلام" أن أنسب إليها.. كما تنسب هي لي".

      تسلمين .. شريرة

      موضوع جدا جميل


      [/]

      تعليق


      • #4
        []يعطيج العافيه اختي شريره
        على الموضوع
        اختج
        سكوت النجوم


        [/]

        تعليق


        • #5
          []العزيزة شريرة

          تابعت بدايات ظهورالكاتبة أحلام مستغانمي و ضجة كاذبة صاحبت
          تواجدها علي الساحة الادبية و كأن النقاد يستكثرون سطوع كاتبة متميزة
          تثري المساحة النسائية ..أو ربما صعقهم هذا الاسلوب الأنثوي شديد الخصوصية
          و الذي لا يشبه إلا أحلام مستغانمي.. فقيل مرة أن الشاعر نزار قباني هو من
          يكتب لها قصصها .. و مرة أخرى أن الكاتب هو الشاعر العراقى سعدى يوسف
          و سرعان ما أثبتت وجودها و كانت هذه الاتهامات هي نفسها شهادة نجاحها
          الذي تواصل ولا يزال .
          لكن ما كنت اعلم هذا التاريخ الوطني الحافل لها
          و لاسرتها ووالدها المجاهد الكبير ...
          و هذه التفاصيل الثورية ...إلا من موضوعك الوافي الرائع .
          و ما زلت احتفظ بمقال لها عن الشهداء ..أنهته بهذه العبارات المؤثرة عن الشهداء


          عندما تشاهدونهم في نشرات الاخبار ..
          يدخلون الجنة افواجا بزهو الشهداء
          تحملهم القلوب و سط الهتافات الي مثواهم الاخير ..
          لا تبكوهم و انتم جالسون علي اريكة صالونكم ...
          انهم يتظاهرون كل مساء بالموت ..ليواسونا علي موتنا !!!


          عزيزتى شريرة ...شكرا لك ... [/]

          تعليق


          • #6
            []




            شريرة
            اشكرك على الموضوع
            وعلى تقديمك لنا
            الكاتبة أحلام مستغانمي
            وسيرتها الزكيه
            [/]

            تعليق


            • #7
              ثامر داود

              تسلمين .. شريرة
              موضوع جدا جميل
              []شكرا اخي للمرور الكريم
              [/]

              تعليق


              • #8
                سكوت النجوم
                يعطيج العافيه اختي شريره على الموضوع
                اختج
                سكوت النجوم

                [] شكرا عزيزتي سكوت النجوم
                على المرور الكريم
                وعلى الرد على الموضوع
                [/]

                تعليق


                • #9
                  زهرة الكاميليا
                  عزيزتى شريرة ...شكرا لك ...
                  [] الغالية زهره الكاميليا
                  احب مرورك وردودك وتعليقاتك على موضوعاتي
                  انا قرأت كتابا بالصدفة لاحلام مستغانمي
                  وكان من ذاكرة الجسد
                  وكان الاسلوب غريب وجديد
                  بالنسبة لما قرأت قبلها ومن هنا ابتدأ اهتمامي بكتاباتها
                  شكرا حبيبتي
                  [/]

                  تعليق

                  مواضيع تهمك

                  تقليص

                  المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                  المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                  المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                  المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                  المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                  يعمل...
                  X