بقلم د/ ريهام محمد الشريف
مدرس الخزف - بكلية التربية النوعية - جامعة المنوفية
من أعلام الخزف المعاصر بيكاسو
سيظل فن الخزف فن الأسرار و التقنيات والأساليب المتجددة و المبتكرة رغم عراقته التى تمتد إلى زمن الإنسان الأول عندما شكل آنية طعامه ومنافعه اليومية والحياتية مرتبطاً بهذه الخامة الأثيرة التي خصها رب العباد بصفة بداية الخلق فاكتسبت قدسية ومهابة تجعل منها خامة فريدة
لقد كان الخزف قديماًً يصنع فى المراسم الخاصة بالمصانع فقط إلى أن وضحت أهميته كفن من الفنون التشكيلية المتصلة اتصالاً وثيقاً بحيـاة النـاس " لذلك ظهرت أهمية البحوث والدراسات و نشطت المعاهد والمدارس في القرن العشرين ونظمت لها الدراسات والبحوث الخاصة المرتبطة بفنون و صناعة الخزف في العالم "
"وقامت فيه نهضة عالمية وضح آثرها في الحركة الفنية التشكيلية في كل أنحاء العالم و أصبحنا نرى كثيراً من المصورين والنحاتين قد تحولوا إلى إخراج إنتاجهم من خامات الخزف تحقيقاً لما فى ذلك من متعة مضاعفة لانفسهم وللناس" ، ومن اشهر هؤلاء الفنانين الذين اتجهوا إلى فن الخزف لما فيه من متعة الفنان العالمي بابلو بيكاسو .
" حيث وصلت باريس ذات يوم من أيام عام 1947 أخبار تفيد أن الفنان بيكاسو قد أصبح خزافاً على الرغم من شهرته العالمية كمصور إلا انه طرق باب الخزف " بمحاولة فنية جديدة في الوقت الذي اتجهت فيه ممارسة الفنون التصويرية على هذا الجانب نحو التجريد باطراد وعلى نطاق يتزايد اتساعه أخذ مشروع خزفيات بيكاسو في الاتجاه المضاد نحو ما هو مادي ونحو نطاق صغير مسارا وهدفا لحرفة الخزف القديمة وان الفنان البالغ
من العمر آن ذاك 66 عاما اتخذ الخزف وسيطا فنيا بقوة إبداعية تساوي تلك التي انكب عليها في أي حملة من الحملات الفنية السابقة. كان اتخاذه هذه النقلة حركة استراتيجية حيث كان يعيش مرحلة من حياته بدأ يشعر فيها أن نظرة الجمهور إلى فنه بدأت تتبلور وتتحول إلى عقيدة جامدة وكان الدواء المضاد لهذا الاتجاه هو الاندفاع في اتجاه جديد .
" في بادئ الأمر قام بيكاسو بزخرفة الأطباق الصغيرة والكبيرة الحجم البيضاويه والمستديرة بأشكال لها علاقة بإنتاجه التصويري ـ ولكنه بطريقة تتفق و أسلوب معالجة الطين حيث ظهرت ثقته بنفسه في التنفيذ وسرعته التي تتناسب تماما مع الخامة المستخدمة ، فكانت فرشاته السريعة والمختزلة تخرج لنا أشكالا مكونة من خطوات قليلة تعبر عما يجول بخاطره، من عناصر طبيعية أو حيوانية .. فقد صور أنواعا من الطبيعة الصامتة على الأطباق ، تمثل شرائح السمك والبيض مستغلاً في ذلك مساحة الشكل الفخاري كله حتى حافته، مستعينا بظلال وأضواء وخطوط قوية تحدد العناصر فتبدو وكأنها مجسمة على السطح الفخاري ، هذا الأسلوب اتبعه بيكاسو في زخرفة أشكاله الفخارية مما أصبح من العلامات المميزة لفن الخزف. "
وقد أظهر بيكاسو تفوقه في أسلوب معالجة الشكل البيضاوي المسطح والمجسم منه مع معرفته لطبيعة الطين المستخدم. وقد عاونه في ذلك ما كان عليه من سعة خيال وذكاء وقدرات ابتكاريه عالية، فإلي جانب الأشكال المسطحة كان يقوم بإعادة تشكيل الإنتاج المجهز للتجفيف والحريق ، فيعيد صياغته وزخرفته، مثال ذلك ما كانت توحي به الأواني الفخارية من أشكال جديدة فيخلق منها بلمساته الحساسة أشكالا تمثل نساء مجسمات في أوضاع مختلفة أو يحول تلك الإشكال إلي زهريات وأوان ، وفي أشكال أخرى نجده يحورها إلي طائر بمنقار مفتوح أو حمامة أو إلي عنقاء أو ماعز.
"وتبين شكل البومة الحمراء والبيضاء التى قام بإنتاجها عام 1935 شعوره نحو الخامة بإمكانياتها اللونية و الملمسية "
" ومن الغريب والعجيب أن بيكاسو انتج حوالى 2000 قطعة خزفية منذ أكتوبر عام 1947 حتى أكتوبر عام 1948 عرض منها حوالي 150 قطعة فى معرض باريس لأول مرة في نوفمبر عام 1949 ووجد فيها العالم وجهاً جديداً لبيكاسو من حيث الخامة والأسلوب "
" ولم يختلف خزف بيكاسو عن تصويره ونحته الذي أعتمد على دراساته للفنون والحضارات القديمة وتنقيبه الدائم فيها ، فهو متعدد المصادر والثقافات، وقد نرى ذلك واضحا فأوانيه التي تشتهر بالفوهتين المندمجتين في فوهة واحدة قصيرة بصفة خاصة تلك الأواني التي أخذها عن خزف أمريكا الجنوبية ( بيرو ـ المكسيك).كذلك تأثره بالصورة و الرسوم الإغريقية وما عليها من زخارف توحي بأساطير الإغريق القدامى وما عليها من رسوم حيوانات خرافية، كما استخدم الأحمر الطوبي والأسود التي استعملهما الإغريق من قبل. "
كما اهتم بيكاسو بإظهار ملامح بشرية في أوضاع أمامية وجانبية مطوقا الأجسام من جميع نواحيها في وقت واحد في مساحة واحدة بغية تسجيل النظرة السريعة الخاطفة للأجسام المتحركة، فترى صور الفتيات بأنوفهن وآذانهن وبعيونهن تملأ فراغ الوجه الجانبي، إذ وجد في العين أميز خصائص البشر، مثله كمثل اليابانيين في اعتقادهم في العين، فصوروها على جانبي مقدمة السفن والمراكب مبصره هادية حارسة ، وكمثل الفراعنة عندما صوروها واسعة لتنفذ منهما الروح عندما تعود إلي جسم صاحبها، كذلك رأى بيكاسو أن الإنسان لا يستطيع أن يبدع ويبتكر بغير العين.
"لم يحظ فنان من المعاصرين بالشهرة و المجد وما كتب عن حياته فى مختلف أطوارها وأعماله فى شتى الاتجاهات بمختلف لغات العالم بالقدر الذى ناله بيكاسو وهو حي "
" وأخيرا نجد بيكاسو ينفرد في هذا العصر بقدرته على تقنين نوع الحياة التي يشتهيها لنفسه، كما استطاع أن يبعث في خزفه ولوحاته رسوما وصورا من وحي صنوف تلك الحياة. وتجده يتبدل ويتغير من حياة ليبدأ أخرى. مما قد يدل على أن فن بيكاسو استطاع أن يربط بين القديم والمعاصر له ومزج بينهما بشكل حدد له معالم مدرسة جديدة في الخزف تفرعت عنها مدارس متعددة."
· السمات الفنية والقيم الجمالية في أعمال بيكاسو :
إن الإبداع والابتكار والفحوص التي تلمستها الباحثة في أعمال بيكاسو الخزفية وما تمتاز به كانت الطينة البيضاء هي الخامة الأساسية في تشكيل أعماله بعد معالجتها المعالجة المناسبة لكل شكل وشكل الفنان أوانيه في بادئ الأمر علي عجلة الخزاف بمساعدة خزافي ماديورا وبعد ذلك صنع أوانيه بيدة بطريقة متنوعة في عملية البناء ومنها ما هو بالضغط باليد . أو بالضغط في قالب وأخري تم تجميع بعض القطع الخزفية في عمل فني خزفي جديد .
· اغلب أعماله هيئتها هندسية بيضاوية و تتميز بالاتزان و الانسيابية و يتضح فيه الحداثة و المعاصرة
· وظهر الشكل الآدمي فى معظم أعماله
· أعماله الخزفية يتضح فيها أدراك العلاقة بين الكتلة والفراغ بأسلوب معاصر ويضيف للشكل قيمة جمالية
· أشكاله الخزفية تعتمد على تقنيات خزفية معاصرة فى أساليب معالجة السطح عن طريق أدراك القيم اللونية أو الملمسية
· أعتمد علي معالجة أغلب أسطح أوانيه بطلائها بالطلاء الزجاجي الملون وهو أسلوب تميز به الفنان .
· استخدم الرسم بالبطانة كإحدى معالجات السطح الخزفى
· تميزت زخارفه بالتلقائية في طريقة الرسم مما أكسبت التصميمات تعبيراً و حيوية وعكست قدرة الفنان .
· إن التلخيص والتبسيط للعناصر المستخدمة في زخارفه قد بلغ شأنا عظيما مما يدل علي معايشة الفنان لعناصر الموضوع من حيوان أو طير أو عناصر أدميه وهذا سر من أسرار قوة التأثير .
· تميزت زخارفه بعدم التكرار وحتى لو كرر العنصر أو الوحدة فكان يتعمد المغايرة في الحركة مبتعدا عن التكرار الآلي وقد أكسب هذا الاتجاه كل وحدة مكررة قيمتها الفردية فتجلت قدرته الإبداعية من خلال هذا التكرار المتنوع .
· جزء من إنتاجه واضح تأثره بخزف أمريكا الجنوبية ( الفوهتان المندمجة في فوهه واحدة ) .
· جزء أخر واضح فيه تأثير الأساطير الإغريقية وخاصة في الزخارف
· وفى رسم العين ( تأثربالفن الفرعوني ).
· تميزت أغلب زخارفه بأن يكون أحد عناصر الزخرفة هو مركز الاهتمام علي الآنيه ثم تأتي بقيه العناصر المكملة في حجم أصغر وتأخذ اهتماما أقل وهي إحدى سمات الزخارف الإسلامية .
· وزع زخارفه علي الشكل بأكمله في تنوع . فكانت عين الرائي تتحرك علي سطح الشكل بأكمله .
· تعمد اختلاف مساحات زخارفه للتعبير عن أهمية الموضوع المراد التعبير عنه فتمكن من ذلك بإبراز ما يريد إبرازه بأن يأخذ المساحات الكبيرة وإضفاء ما يريد إعطاءه أقل أهمية في مساحات أقل أو خطوط رفيعة .
· كذلك أعطي ألوانا غير براقة لتبرز المساحة الكبيرة المراد إعطاؤها الأهمية وكأنها لوحة زيتية وهذا سر من أسرار جمال أشكاله الخزفية فهو تعامل مع التراكيب الكيماوية وكأنها ألوان زيتية .
· تنوعت عناصر وحداته الزخرفية سواء الحيوانية أو الآدمية .
· تعددت وتنوعت طاءاته الزجاجية سواء الشفافة أو المعتمة .
مدرس الخزف - بكلية التربية النوعية - جامعة المنوفية
من أعلام الخزف المعاصر بيكاسو
سيظل فن الخزف فن الأسرار و التقنيات والأساليب المتجددة و المبتكرة رغم عراقته التى تمتد إلى زمن الإنسان الأول عندما شكل آنية طعامه ومنافعه اليومية والحياتية مرتبطاً بهذه الخامة الأثيرة التي خصها رب العباد بصفة بداية الخلق فاكتسبت قدسية ومهابة تجعل منها خامة فريدة
لقد كان الخزف قديماًً يصنع فى المراسم الخاصة بالمصانع فقط إلى أن وضحت أهميته كفن من الفنون التشكيلية المتصلة اتصالاً وثيقاً بحيـاة النـاس " لذلك ظهرت أهمية البحوث والدراسات و نشطت المعاهد والمدارس في القرن العشرين ونظمت لها الدراسات والبحوث الخاصة المرتبطة بفنون و صناعة الخزف في العالم "
"وقامت فيه نهضة عالمية وضح آثرها في الحركة الفنية التشكيلية في كل أنحاء العالم و أصبحنا نرى كثيراً من المصورين والنحاتين قد تحولوا إلى إخراج إنتاجهم من خامات الخزف تحقيقاً لما فى ذلك من متعة مضاعفة لانفسهم وللناس" ، ومن اشهر هؤلاء الفنانين الذين اتجهوا إلى فن الخزف لما فيه من متعة الفنان العالمي بابلو بيكاسو .
" حيث وصلت باريس ذات يوم من أيام عام 1947 أخبار تفيد أن الفنان بيكاسو قد أصبح خزافاً على الرغم من شهرته العالمية كمصور إلا انه طرق باب الخزف " بمحاولة فنية جديدة في الوقت الذي اتجهت فيه ممارسة الفنون التصويرية على هذا الجانب نحو التجريد باطراد وعلى نطاق يتزايد اتساعه أخذ مشروع خزفيات بيكاسو في الاتجاه المضاد نحو ما هو مادي ونحو نطاق صغير مسارا وهدفا لحرفة الخزف القديمة وان الفنان البالغ
من العمر آن ذاك 66 عاما اتخذ الخزف وسيطا فنيا بقوة إبداعية تساوي تلك التي انكب عليها في أي حملة من الحملات الفنية السابقة. كان اتخاذه هذه النقلة حركة استراتيجية حيث كان يعيش مرحلة من حياته بدأ يشعر فيها أن نظرة الجمهور إلى فنه بدأت تتبلور وتتحول إلى عقيدة جامدة وكان الدواء المضاد لهذا الاتجاه هو الاندفاع في اتجاه جديد .
" في بادئ الأمر قام بيكاسو بزخرفة الأطباق الصغيرة والكبيرة الحجم البيضاويه والمستديرة بأشكال لها علاقة بإنتاجه التصويري ـ ولكنه بطريقة تتفق و أسلوب معالجة الطين حيث ظهرت ثقته بنفسه في التنفيذ وسرعته التي تتناسب تماما مع الخامة المستخدمة ، فكانت فرشاته السريعة والمختزلة تخرج لنا أشكالا مكونة من خطوات قليلة تعبر عما يجول بخاطره، من عناصر طبيعية أو حيوانية .. فقد صور أنواعا من الطبيعة الصامتة على الأطباق ، تمثل شرائح السمك والبيض مستغلاً في ذلك مساحة الشكل الفخاري كله حتى حافته، مستعينا بظلال وأضواء وخطوط قوية تحدد العناصر فتبدو وكأنها مجسمة على السطح الفخاري ، هذا الأسلوب اتبعه بيكاسو في زخرفة أشكاله الفخارية مما أصبح من العلامات المميزة لفن الخزف. "
وقد أظهر بيكاسو تفوقه في أسلوب معالجة الشكل البيضاوي المسطح والمجسم منه مع معرفته لطبيعة الطين المستخدم. وقد عاونه في ذلك ما كان عليه من سعة خيال وذكاء وقدرات ابتكاريه عالية، فإلي جانب الأشكال المسطحة كان يقوم بإعادة تشكيل الإنتاج المجهز للتجفيف والحريق ، فيعيد صياغته وزخرفته، مثال ذلك ما كانت توحي به الأواني الفخارية من أشكال جديدة فيخلق منها بلمساته الحساسة أشكالا تمثل نساء مجسمات في أوضاع مختلفة أو يحول تلك الإشكال إلي زهريات وأوان ، وفي أشكال أخرى نجده يحورها إلي طائر بمنقار مفتوح أو حمامة أو إلي عنقاء أو ماعز.
"وتبين شكل البومة الحمراء والبيضاء التى قام بإنتاجها عام 1935 شعوره نحو الخامة بإمكانياتها اللونية و الملمسية "
" ومن الغريب والعجيب أن بيكاسو انتج حوالى 2000 قطعة خزفية منذ أكتوبر عام 1947 حتى أكتوبر عام 1948 عرض منها حوالي 150 قطعة فى معرض باريس لأول مرة في نوفمبر عام 1949 ووجد فيها العالم وجهاً جديداً لبيكاسو من حيث الخامة والأسلوب "
" ولم يختلف خزف بيكاسو عن تصويره ونحته الذي أعتمد على دراساته للفنون والحضارات القديمة وتنقيبه الدائم فيها ، فهو متعدد المصادر والثقافات، وقد نرى ذلك واضحا فأوانيه التي تشتهر بالفوهتين المندمجتين في فوهة واحدة قصيرة بصفة خاصة تلك الأواني التي أخذها عن خزف أمريكا الجنوبية ( بيرو ـ المكسيك).كذلك تأثره بالصورة و الرسوم الإغريقية وما عليها من زخارف توحي بأساطير الإغريق القدامى وما عليها من رسوم حيوانات خرافية، كما استخدم الأحمر الطوبي والأسود التي استعملهما الإغريق من قبل. "
كما اهتم بيكاسو بإظهار ملامح بشرية في أوضاع أمامية وجانبية مطوقا الأجسام من جميع نواحيها في وقت واحد في مساحة واحدة بغية تسجيل النظرة السريعة الخاطفة للأجسام المتحركة، فترى صور الفتيات بأنوفهن وآذانهن وبعيونهن تملأ فراغ الوجه الجانبي، إذ وجد في العين أميز خصائص البشر، مثله كمثل اليابانيين في اعتقادهم في العين، فصوروها على جانبي مقدمة السفن والمراكب مبصره هادية حارسة ، وكمثل الفراعنة عندما صوروها واسعة لتنفذ منهما الروح عندما تعود إلي جسم صاحبها، كذلك رأى بيكاسو أن الإنسان لا يستطيع أن يبدع ويبتكر بغير العين.
"لم يحظ فنان من المعاصرين بالشهرة و المجد وما كتب عن حياته فى مختلف أطوارها وأعماله فى شتى الاتجاهات بمختلف لغات العالم بالقدر الذى ناله بيكاسو وهو حي "
" وأخيرا نجد بيكاسو ينفرد في هذا العصر بقدرته على تقنين نوع الحياة التي يشتهيها لنفسه، كما استطاع أن يبعث في خزفه ولوحاته رسوما وصورا من وحي صنوف تلك الحياة. وتجده يتبدل ويتغير من حياة ليبدأ أخرى. مما قد يدل على أن فن بيكاسو استطاع أن يربط بين القديم والمعاصر له ومزج بينهما بشكل حدد له معالم مدرسة جديدة في الخزف تفرعت عنها مدارس متعددة."
· السمات الفنية والقيم الجمالية في أعمال بيكاسو :
إن الإبداع والابتكار والفحوص التي تلمستها الباحثة في أعمال بيكاسو الخزفية وما تمتاز به كانت الطينة البيضاء هي الخامة الأساسية في تشكيل أعماله بعد معالجتها المعالجة المناسبة لكل شكل وشكل الفنان أوانيه في بادئ الأمر علي عجلة الخزاف بمساعدة خزافي ماديورا وبعد ذلك صنع أوانيه بيدة بطريقة متنوعة في عملية البناء ومنها ما هو بالضغط باليد . أو بالضغط في قالب وأخري تم تجميع بعض القطع الخزفية في عمل فني خزفي جديد .
· اغلب أعماله هيئتها هندسية بيضاوية و تتميز بالاتزان و الانسيابية و يتضح فيه الحداثة و المعاصرة
· وظهر الشكل الآدمي فى معظم أعماله
· أعماله الخزفية يتضح فيها أدراك العلاقة بين الكتلة والفراغ بأسلوب معاصر ويضيف للشكل قيمة جمالية
· أشكاله الخزفية تعتمد على تقنيات خزفية معاصرة فى أساليب معالجة السطح عن طريق أدراك القيم اللونية أو الملمسية
· أعتمد علي معالجة أغلب أسطح أوانيه بطلائها بالطلاء الزجاجي الملون وهو أسلوب تميز به الفنان .
· استخدم الرسم بالبطانة كإحدى معالجات السطح الخزفى
· تميزت زخارفه بالتلقائية في طريقة الرسم مما أكسبت التصميمات تعبيراً و حيوية وعكست قدرة الفنان .
· إن التلخيص والتبسيط للعناصر المستخدمة في زخارفه قد بلغ شأنا عظيما مما يدل علي معايشة الفنان لعناصر الموضوع من حيوان أو طير أو عناصر أدميه وهذا سر من أسرار قوة التأثير .
· تميزت زخارفه بعدم التكرار وحتى لو كرر العنصر أو الوحدة فكان يتعمد المغايرة في الحركة مبتعدا عن التكرار الآلي وقد أكسب هذا الاتجاه كل وحدة مكررة قيمتها الفردية فتجلت قدرته الإبداعية من خلال هذا التكرار المتنوع .
· جزء من إنتاجه واضح تأثره بخزف أمريكا الجنوبية ( الفوهتان المندمجة في فوهه واحدة ) .
· جزء أخر واضح فيه تأثير الأساطير الإغريقية وخاصة في الزخارف
· وفى رسم العين ( تأثربالفن الفرعوني ).
· تميزت أغلب زخارفه بأن يكون أحد عناصر الزخرفة هو مركز الاهتمام علي الآنيه ثم تأتي بقيه العناصر المكملة في حجم أصغر وتأخذ اهتماما أقل وهي إحدى سمات الزخارف الإسلامية .
· وزع زخارفه علي الشكل بأكمله في تنوع . فكانت عين الرائي تتحرك علي سطح الشكل بأكمله .
· تعمد اختلاف مساحات زخارفه للتعبير عن أهمية الموضوع المراد التعبير عنه فتمكن من ذلك بإبراز ما يريد إبرازه بأن يأخذ المساحات الكبيرة وإضفاء ما يريد إعطاءه أقل أهمية في مساحات أقل أو خطوط رفيعة .
· كذلك أعطي ألوانا غير براقة لتبرز المساحة الكبيرة المراد إعطاؤها الأهمية وكأنها لوحة زيتية وهذا سر من أسرار جمال أشكاله الخزفية فهو تعامل مع التراكيب الكيماوية وكأنها ألوان زيتية .
· تنوعت عناصر وحداته الزخرفية سواء الحيوانية أو الآدمية .
· تعددت وتنوعت طاءاته الزجاجية سواء الشفافة أو المعتمة .
تعليق