[]اوراق متناثره على اعتاب الزمن
تخنقني عبراتي لم أكن أدرى أن بين الماء في العين والسماء إلى الأرض رابط
مع إطلالة ذلك اليوم، وزخات المطر التي تتساقط فتكسو الأرض بلون الماء الذي يجمِّل
كل شئ، فيحمل في نفسي معاني جميلة ممتدة جذورها منذ الصغر، حين كان ينزل
الماء غزيراً فنتسابق أطفالاً لنجرى في ماء المطر الذي اختلط بتراب الأرض فأصبح مزيجاً
من ماء وطين، فنجرى ونلهث ونتسابق، لايهمنا برد الشتاء الزمهرير، ولا برودة حبات المطر
المتساقط فكل مايهمنا أن نعيش الموقف الجميل ببراءته وعفويته، لا يكدر صفونا شئ
ولا ينغص عيشنا شئ، ومكثنا دهراً حتى شابت قلوبنا قبل رءوسنا، وبلغنا أرذل العمر
ومازلنا في ريعان الشباب..شيَّبت قلوبنَا ونفوسَنا أحداثٌ تقلَّبت وتعاقبت علينا حدثٌ وراء حدث
سرقت مناأجمل لحظات العمر، وأفقدتنا براءة الطفولة، وكبَّلتنا بهموم الكهولة والشيخوخة..
لا شيء يبقى لا شيء يدوم، كل شيء سرعان ما ينتهي..فلكم استشعر الرهبة في قلبي
كلما وقفت على أعتاب عمري لأحصي سنواته، وأنا أتذكر أحداثاً زاد عمرها على ربما
الثلاثين واقتربت من الأربعين وهى شاخصة أمامي كأنها بالأمس..أستشعر
أننا اقتربنا من محطة الوصول، وأن العمر أسرع من طائرات الدنيا
وأن لحظات السعادة فيها سرعان ما تتابع، كم أتمنى أن يتوقف الزمن، وأن لا تدور
عجلته بعضاً من الوقت لعلني أغيّر في حساباتي وأراجع نفس لقد اختلطت دموعي بفيضان
الماء وجريانه المنهمر من السماء مع صوت تلك الطفلة التي تصرخ وتقول:
فلسطيني أنا اسمي فلسطيني
نقشت اسمي على كل الميادين
بخط بارز يسمو على كل العناوين
حروف اسمي تعايشني، تلاحقني
تغذيني حتى وصلت إلى ....
وصوت مؤذن الأقصى يهيب بنا أغيثوني وآلاف من الأسرى وآلاف المساجين تنادى
الأمة الكبرى وتهتف في الملايين لكم أوجعتني كلماتها، وهزتني صرخاتها،وأخذني صدق
تعبيرها، وبللت وجهي دمعاتٌ سالت على خدها، فاختلطت المشاعر بالدموع،واختلط جمال
التعبير بصوت ملائكي ينادى ليوقظ الأمة الموتى، وينفخ في أرواحها علها تصحو
لكم نحن عاجزون،لقد تجمد بقايا الدم في بقايا العروق،لقد تبلدت المشاعر،وتحجرت
الدموع في المُقَل،وتوارت حُمرَةُ الخجل
وذَبُلت أوراق النخوة وتساقطت تحت الشجر لعلَّ الأرض أن توارى فعلتها، فلم تعد الأوراق
توارى عورة، أو تستر خبراً آه من تلك المشاعر المتأججة في صدري، ومن تلك
الأنات التي تخنق أنفاسي، وكأنني أنادى في جزيرة منعزلة عن العالم، وسط جبال تصد
الريح وتكتم الصوت لقد أوجعتني كلماتها..و أخارت قواي عزمتها، وأوهنتني وقفتها لتمسح دموعها
ثم تتركني أدمع أنهاراً وأنهاراً لكم كان صوتها شجياً ودمعها غضاً طرياً، استقبلته وأنا أستقبل الأربعين من عمري بعد سويعات، أستقبل الأربعين بجراحات متنوعة،وأشلاء لأمة متناثرة، أحاول أن استبق الساعات والأيام، وأحصى ما أنجزتُ في حياتي، وأترقب نوراً وبصيصاً تتهلل نفسي لرؤيته وترتجف لوثبته إنها تمام الأربعين التي مرت كلمح
البصر، كالبرق الخاطف، أفتش في أوراقي وأقلِّب في دفاتري، فلا أجد سوى الأمل الذي
أُمِرتُ أن أحيا به، لم يعد في العمر مثل ما مضى،لقد ذهب طيف
العمر ببرائته، وترك إرثاً ثقيلاً من المتاعب، وحملاً تنوء به الجبال
من هموم هذه الأمة التي تتصاغر أمام همومها همومُنا..كم ودعنا من أحبة، وكم استقبلنا
من أعزاء جدد خرجوا إلى الحياة ولا يعلمون لهم مصيراً..تمام الأربعين تمام الرشد وكمال العقل، فماذا لو غاب العقل ، وفقد الرشد
وتبدل الحال ؟
تخنقني عبراتي وأنا أرى من حولي لا يقيمون لأعمارهم وزناً، ولا يقدرون لأوقاتهم قيمة، فينصرم العمر ويمضى الزمن ثم يخرجون من الحياة
كأنهم لم يكونوا فيها..ثم أتهلل وأنا أرى أناساً أتوا إلى الحياة وفارقوها ولم يفنى ذكرهم
فأضافوا إلى أعمارهم أعماراً، وإلى حياتهم حياةً
أتمنى أن يكون الغدُ خيراً من الأمس
وأن يكون الأمس دافعاً لمزيد من العمل في الغد المشرق بإذن الله..
وأن يكون غداً هو يوم عودة الأمة إلى سابق عهدها وعظيم مجدها بإذن الله
مما اخترت لكم
[/]
تخنقني عبراتي لم أكن أدرى أن بين الماء في العين والسماء إلى الأرض رابط
مع إطلالة ذلك اليوم، وزخات المطر التي تتساقط فتكسو الأرض بلون الماء الذي يجمِّل
كل شئ، فيحمل في نفسي معاني جميلة ممتدة جذورها منذ الصغر، حين كان ينزل
الماء غزيراً فنتسابق أطفالاً لنجرى في ماء المطر الذي اختلط بتراب الأرض فأصبح مزيجاً
من ماء وطين، فنجرى ونلهث ونتسابق، لايهمنا برد الشتاء الزمهرير، ولا برودة حبات المطر
المتساقط فكل مايهمنا أن نعيش الموقف الجميل ببراءته وعفويته، لا يكدر صفونا شئ
ولا ينغص عيشنا شئ، ومكثنا دهراً حتى شابت قلوبنا قبل رءوسنا، وبلغنا أرذل العمر
ومازلنا في ريعان الشباب..شيَّبت قلوبنَا ونفوسَنا أحداثٌ تقلَّبت وتعاقبت علينا حدثٌ وراء حدث
سرقت مناأجمل لحظات العمر، وأفقدتنا براءة الطفولة، وكبَّلتنا بهموم الكهولة والشيخوخة..
لا شيء يبقى لا شيء يدوم، كل شيء سرعان ما ينتهي..فلكم استشعر الرهبة في قلبي
كلما وقفت على أعتاب عمري لأحصي سنواته، وأنا أتذكر أحداثاً زاد عمرها على ربما
الثلاثين واقتربت من الأربعين وهى شاخصة أمامي كأنها بالأمس..أستشعر
أننا اقتربنا من محطة الوصول، وأن العمر أسرع من طائرات الدنيا
وأن لحظات السعادة فيها سرعان ما تتابع، كم أتمنى أن يتوقف الزمن، وأن لا تدور
عجلته بعضاً من الوقت لعلني أغيّر في حساباتي وأراجع نفس لقد اختلطت دموعي بفيضان
الماء وجريانه المنهمر من السماء مع صوت تلك الطفلة التي تصرخ وتقول:
فلسطيني أنا اسمي فلسطيني
نقشت اسمي على كل الميادين
بخط بارز يسمو على كل العناوين
حروف اسمي تعايشني، تلاحقني
تغذيني حتى وصلت إلى ....
وصوت مؤذن الأقصى يهيب بنا أغيثوني وآلاف من الأسرى وآلاف المساجين تنادى
الأمة الكبرى وتهتف في الملايين لكم أوجعتني كلماتها، وهزتني صرخاتها،وأخذني صدق
تعبيرها، وبللت وجهي دمعاتٌ سالت على خدها، فاختلطت المشاعر بالدموع،واختلط جمال
التعبير بصوت ملائكي ينادى ليوقظ الأمة الموتى، وينفخ في أرواحها علها تصحو
لكم نحن عاجزون،لقد تجمد بقايا الدم في بقايا العروق،لقد تبلدت المشاعر،وتحجرت
الدموع في المُقَل،وتوارت حُمرَةُ الخجل
وذَبُلت أوراق النخوة وتساقطت تحت الشجر لعلَّ الأرض أن توارى فعلتها، فلم تعد الأوراق
توارى عورة، أو تستر خبراً آه من تلك المشاعر المتأججة في صدري، ومن تلك
الأنات التي تخنق أنفاسي، وكأنني أنادى في جزيرة منعزلة عن العالم، وسط جبال تصد
الريح وتكتم الصوت لقد أوجعتني كلماتها..و أخارت قواي عزمتها، وأوهنتني وقفتها لتمسح دموعها
ثم تتركني أدمع أنهاراً وأنهاراً لكم كان صوتها شجياً ودمعها غضاً طرياً، استقبلته وأنا أستقبل الأربعين من عمري بعد سويعات، أستقبل الأربعين بجراحات متنوعة،وأشلاء لأمة متناثرة، أحاول أن استبق الساعات والأيام، وأحصى ما أنجزتُ في حياتي، وأترقب نوراً وبصيصاً تتهلل نفسي لرؤيته وترتجف لوثبته إنها تمام الأربعين التي مرت كلمح
البصر، كالبرق الخاطف، أفتش في أوراقي وأقلِّب في دفاتري، فلا أجد سوى الأمل الذي
أُمِرتُ أن أحيا به، لم يعد في العمر مثل ما مضى،لقد ذهب طيف
العمر ببرائته، وترك إرثاً ثقيلاً من المتاعب، وحملاً تنوء به الجبال
من هموم هذه الأمة التي تتصاغر أمام همومها همومُنا..كم ودعنا من أحبة، وكم استقبلنا
من أعزاء جدد خرجوا إلى الحياة ولا يعلمون لهم مصيراً..تمام الأربعين تمام الرشد وكمال العقل، فماذا لو غاب العقل ، وفقد الرشد
وتبدل الحال ؟
تخنقني عبراتي وأنا أرى من حولي لا يقيمون لأعمارهم وزناً، ولا يقدرون لأوقاتهم قيمة، فينصرم العمر ويمضى الزمن ثم يخرجون من الحياة
كأنهم لم يكونوا فيها..ثم أتهلل وأنا أرى أناساً أتوا إلى الحياة وفارقوها ولم يفنى ذكرهم
فأضافوا إلى أعمارهم أعماراً، وإلى حياتهم حياةً
أتمنى أن يكون الغدُ خيراً من الأمس
وأن يكون الأمس دافعاً لمزيد من العمل في الغد المشرق بإذن الله..
وأن يكون غداً هو يوم عودة الأمة إلى سابق عهدها وعظيم مجدها بإذن الله
مما اخترت لكم
[/]
تعليق