رجاءا أريد بعض الملح لقهوتي
***********
كان يراها و هي تذهب و تعود تبعها مرات عدة
لكن خجله منعه من الحديث معها
أُعجب بأخلاقها سأل عنها و عن أهلها
كان هو شابا عاديا و لم يكن ملفتا للإنتباه
تقدم اليها و خطبها من والديها طار قلبه من الفرح
فهو على وشك أن يكون له بيت و أسرة
خرج ذات مرة هو و إياها بعد أن دعاها إلى فنجان قهوة
جلسوا في مطعم في مكان جميل
كان مضطربا جدا و لم يستطع الحديث
هي بدورها شعرت بذلك لكنها كانت رقيقة و لطيفة
فلم تسأله عن سبب اضطرابه خشيت أن تحرجه
فصارت تبتسم له كلما وقعت عيناهما على بعض
و فجأه أشار للجرسون قائلا :
رجاءا اريد بعض الملح لقهوتي
نظرت اليه و على وجهها ابتسامة فيها استغراب
احمر وجهه خجلاً و مع هذا
وضع الملح في قهوته وشربها
سألته لم أسمع بملح مع القهوة
رد عليها قائلا : عندما كنت فتى صغيرا
كنت أعيش بالقرب من البحر كنت أحب البحر
و أشعر بملوحته تماما مثل القهوة المالحة
الآن كل مره أشرب القهوة المالحة
أتذكر طفولتي بلدتي و أشتاق لأبواي
اللذين علماني و ربياني و تحملا لأجلي الكثير
رحمهما الله و أسكنهما فسيح جناته
امتلأت عيناه بالدموع تأثر كثيرا
كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه
تأثرت بحديثه العذب و وفاءه لوالديه
فترقرقت الدموع في عينيها
فرحاً بزوج حنون و وفي أهداها الله إياه
حمدت الله أنه جعل نصيبها
على شاب حنون رقيق القلب
لطالما طلبت ذلك من الله بصدق في صلاتها
لطالما سألته في سجودها أن لا يجعل حياتها
هماً و نكداً مع رجل لا يخاف الله
حقق الله لها أمنيتها اكتشفت انه الرجل
الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها
كان ذكيا طيب القلب حنون حريص
كان رجلا جيدا و كانت تشتاق الى رؤيته
كلما أخرج رأسه الأصلع من خلف باب بيتها و هو يودعها
لكن قهوته المالحة شيء غريب فعلاً
إلى هنا القصه كأي قصة لخطيبين
كانت كلما صنعت له قهوة
وضعت فيها ملحاً لأنه يحبها هكذا مالحه
بعد أربعين عاما من زواجهما
و إنجابهما ستة أطفال توفاه الله
مات الرجل الحبيب إلى قلبها
بعد أن تحمل كأبيه أعباء كثيرة
لكن بيتهما و عشهما الدافئ
أهدى للمجتمع ستة أطفال
اثنان أطباء جراحة و الثالث مهندس رفيع المستوى
و الرابع محامي شريف يقف مع الحق إلى أن يرده لأصحابه
يقصده الفقراء قبل الأغنياء يحبه القضاة لنزاهته
معروف في الحي أنه النزيه ذي اليد التي لا تنضب
و الخامسة طبيبة نسائية و توليد
و السادسة لا تزال تكمل مشوارها الدراسي
مات هذا الأب العظيم بعد أربعين عاماً
من حياة الحب و الود مع رفيقة دربه
لكنه قبيل موته ترك لزوجته رسالة هذا نصها :
أم فلان سامحيني لقد كذبت عليك مرة واحدة فقط
القهوة المالحه أتذكرين أول لقاء في المقهى بيننا
كنت مضطربا وقتها و ردت طلب سكر لقهوتي
و لكن نتيجه لاضطرابي قلت ملح بدل سكر
وخجلت من العدول عن كلامي فاستمريت
أردت إخبارك بالحقيقه بعد هذه الحادثه
و لكني خفت أن أطلعك عليها
كي لا تظني أنني ماهر في الكذب
فقررت ألا أكذب عليك أبدا مره أخرى
لكني الآن أعلم أن أيامي باتت معدودة
فقررت أن أطلعك على الحقيقه
أنا لا أحب القهوة المالحه طعمها غريب
لكني شربت القهوة المالحه طوال حياتي معك
و لم أشعر بالأسف على شربي لها
لأن وجودي معك و قلبك الحنون طغى على أي شيء
لو أن لي حياه أخرى في هذه الدنيا أعيشها لعشتها معك
حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحه في هذه الحياة الثانية
و لكن ما عند الله خير و أبقى
و إني لأرجو أن يجمعني الله بك في جنات و نعيم
دموعها أغرقت الرساله و صارت تبكي كالأطفال
يوما ما سألها ابنها : أمي ما طعم القهوة المالحه
فأجابت : إنها على قلبي أطيب من السكر
إنها ذكرى عمري الذي مضى
وفاضت عيناها بالدموع
هذه ليست قصة من قصص الخيال
لقد حدثت فعلاً
أيها الآباء : لماذا لا نختار لبناتنا أزواجاً من هذا القبيل
لقد قيل : ما من رجل عظيم إلا و خلفه امرأة
أي تسانده و تغير من عاداته
بالرفق و اللين و القدوة الصالحة
نسمع عن حالات طلاق لأن المرأة لم تعد تحتمل تصرفات زوجها
إذن لماذا لا تغيره بقدوتها الصالحة
لماذا لا تدعو له في صلاتها فلا يرد القدر إلا الدعاء
و لن يهلك مع الدعاء أحد
لماذا تختار الفتاة زوجها بنفسها فلربما تقع في مشكلات لا حل لها
بينما والديها على قيد الحياة
لقد قيل : من ليس له كبير فقد التدبير
في دراسة نفسية أجريت في معهد للطب النفسي الأسري بالقاهرة
و بناءً على استبيانات للرأي و دراسة حالات
تبين أن المتزوجون بلا معرفة سابقة بينهما
كانت بيوتهم أشد ثبوتاً و حياتهم أكثر استقراراً و هناءً
إن الذي يبدأ حياته بنظرة ثم ابتسامة ثم إلى آخر هذا الهراء
إنما يضع اللبنة الأولى في حياته على معصية من الله
و الله سبحانه و تعالى يقول : و لا تواعدوهن سراً
فالحب لا يأتي قبل الزواج بل بعد الزواج
و هذا باتفاق أولي الرأي و العلم
بل إن الله تعالى يقول : و جعل بينكم مودة و رحمة
قبل الزواج لم يكن يعرف أحدهما الآخر
أما بعد الزواج فسيتولى الله عز و جل هذا الأمر
و يجعل بين الزوجين المودة و الرحمة
نسأل الله لقلوبنا الهداية و لنفوسنا الطمأنينة
و لبيوت المسلمين الهناء و الحب و الود
***********
كان يراها و هي تذهب و تعود تبعها مرات عدة
لكن خجله منعه من الحديث معها
أُعجب بأخلاقها سأل عنها و عن أهلها
كان هو شابا عاديا و لم يكن ملفتا للإنتباه
تقدم اليها و خطبها من والديها طار قلبه من الفرح
فهو على وشك أن يكون له بيت و أسرة
خرج ذات مرة هو و إياها بعد أن دعاها إلى فنجان قهوة
جلسوا في مطعم في مكان جميل
كان مضطربا جدا و لم يستطع الحديث
هي بدورها شعرت بذلك لكنها كانت رقيقة و لطيفة
فلم تسأله عن سبب اضطرابه خشيت أن تحرجه
فصارت تبتسم له كلما وقعت عيناهما على بعض
و فجأه أشار للجرسون قائلا :
رجاءا اريد بعض الملح لقهوتي
نظرت اليه و على وجهها ابتسامة فيها استغراب
احمر وجهه خجلاً و مع هذا
وضع الملح في قهوته وشربها
سألته لم أسمع بملح مع القهوة
رد عليها قائلا : عندما كنت فتى صغيرا
كنت أعيش بالقرب من البحر كنت أحب البحر
و أشعر بملوحته تماما مثل القهوة المالحة
الآن كل مره أشرب القهوة المالحة
أتذكر طفولتي بلدتي و أشتاق لأبواي
اللذين علماني و ربياني و تحملا لأجلي الكثير
رحمهما الله و أسكنهما فسيح جناته
امتلأت عيناه بالدموع تأثر كثيرا
كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه
تأثرت بحديثه العذب و وفاءه لوالديه
فترقرقت الدموع في عينيها
فرحاً بزوج حنون و وفي أهداها الله إياه
حمدت الله أنه جعل نصيبها
على شاب حنون رقيق القلب
لطالما طلبت ذلك من الله بصدق في صلاتها
لطالما سألته في سجودها أن لا يجعل حياتها
هماً و نكداً مع رجل لا يخاف الله
حقق الله لها أمنيتها اكتشفت انه الرجل
الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها
كان ذكيا طيب القلب حنون حريص
كان رجلا جيدا و كانت تشتاق الى رؤيته
كلما أخرج رأسه الأصلع من خلف باب بيتها و هو يودعها
لكن قهوته المالحة شيء غريب فعلاً
إلى هنا القصه كأي قصة لخطيبين
كانت كلما صنعت له قهوة
وضعت فيها ملحاً لأنه يحبها هكذا مالحه
بعد أربعين عاما من زواجهما
و إنجابهما ستة أطفال توفاه الله
مات الرجل الحبيب إلى قلبها
بعد أن تحمل كأبيه أعباء كثيرة
لكن بيتهما و عشهما الدافئ
أهدى للمجتمع ستة أطفال
اثنان أطباء جراحة و الثالث مهندس رفيع المستوى
و الرابع محامي شريف يقف مع الحق إلى أن يرده لأصحابه
يقصده الفقراء قبل الأغنياء يحبه القضاة لنزاهته
معروف في الحي أنه النزيه ذي اليد التي لا تنضب
و الخامسة طبيبة نسائية و توليد
و السادسة لا تزال تكمل مشوارها الدراسي
مات هذا الأب العظيم بعد أربعين عاماً
من حياة الحب و الود مع رفيقة دربه
لكنه قبيل موته ترك لزوجته رسالة هذا نصها :
أم فلان سامحيني لقد كذبت عليك مرة واحدة فقط
القهوة المالحه أتذكرين أول لقاء في المقهى بيننا
كنت مضطربا وقتها و ردت طلب سكر لقهوتي
و لكن نتيجه لاضطرابي قلت ملح بدل سكر
وخجلت من العدول عن كلامي فاستمريت
أردت إخبارك بالحقيقه بعد هذه الحادثه
و لكني خفت أن أطلعك عليها
كي لا تظني أنني ماهر في الكذب
فقررت ألا أكذب عليك أبدا مره أخرى
لكني الآن أعلم أن أيامي باتت معدودة
فقررت أن أطلعك على الحقيقه
أنا لا أحب القهوة المالحه طعمها غريب
لكني شربت القهوة المالحه طوال حياتي معك
و لم أشعر بالأسف على شربي لها
لأن وجودي معك و قلبك الحنون طغى على أي شيء
لو أن لي حياه أخرى في هذه الدنيا أعيشها لعشتها معك
حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحه في هذه الحياة الثانية
و لكن ما عند الله خير و أبقى
و إني لأرجو أن يجمعني الله بك في جنات و نعيم
دموعها أغرقت الرساله و صارت تبكي كالأطفال
يوما ما سألها ابنها : أمي ما طعم القهوة المالحه
فأجابت : إنها على قلبي أطيب من السكر
إنها ذكرى عمري الذي مضى
وفاضت عيناها بالدموع
هذه ليست قصة من قصص الخيال
لقد حدثت فعلاً
أيها الآباء : لماذا لا نختار لبناتنا أزواجاً من هذا القبيل
لقد قيل : ما من رجل عظيم إلا و خلفه امرأة
أي تسانده و تغير من عاداته
بالرفق و اللين و القدوة الصالحة
نسمع عن حالات طلاق لأن المرأة لم تعد تحتمل تصرفات زوجها
إذن لماذا لا تغيره بقدوتها الصالحة
لماذا لا تدعو له في صلاتها فلا يرد القدر إلا الدعاء
و لن يهلك مع الدعاء أحد
لماذا تختار الفتاة زوجها بنفسها فلربما تقع في مشكلات لا حل لها
بينما والديها على قيد الحياة
لقد قيل : من ليس له كبير فقد التدبير
في دراسة نفسية أجريت في معهد للطب النفسي الأسري بالقاهرة
و بناءً على استبيانات للرأي و دراسة حالات
تبين أن المتزوجون بلا معرفة سابقة بينهما
كانت بيوتهم أشد ثبوتاً و حياتهم أكثر استقراراً و هناءً
إن الذي يبدأ حياته بنظرة ثم ابتسامة ثم إلى آخر هذا الهراء
إنما يضع اللبنة الأولى في حياته على معصية من الله
و الله سبحانه و تعالى يقول : و لا تواعدوهن سراً
فالحب لا يأتي قبل الزواج بل بعد الزواج
و هذا باتفاق أولي الرأي و العلم
بل إن الله تعالى يقول : و جعل بينكم مودة و رحمة
قبل الزواج لم يكن يعرف أحدهما الآخر
أما بعد الزواج فسيتولى الله عز و جل هذا الأمر
و يجعل بين الزوجين المودة و الرحمة
نسأل الله لقلوبنا الهداية و لنفوسنا الطمأنينة
و لبيوت المسلمين الهناء و الحب و الود
تعليق