إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيخ علي سلمان فى كلمة الجمعة: الوفاق أكبر من مجرد مبنى وسبعين ألف عضو فيها

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيخ علي سلمان فى كلمة الجمعة: الوفاق أكبر من مجرد مبنى وسبعين ألف عضو فيها

    بسمه تعالى

    كلمة سماحة الشيخ علي سلمان في مسجد الصادق (ع) بالقفول في يوم الجمعة 1/4/2005.

    تعليقاً على خبر احتمال معاقبة الوفاق على خلفية مسيرة الجمعة الماضية
    الشيخ علي سلمان: الوفاق أكبر من مجرد مبنى وسبعين ألف عضو فيها

    أعوذ بالله من الشيطان الغوي الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وآله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

    عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى أربعينية الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، رزقنا الله في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته، وكتب الله لزواره جزيل الثواب وأرجعهم إلى أوطانهم سالمين.

    لعل طبيعة الأحداث تجبرنا على متابعتها في حديث يوم الجمعة بهدف إلقاء الإنارة والتوضيح على طبيعة الأحداث الجارية من أجل أن تكون الحركة بدرجة أكبر واضحة المعالم في منطلقاتها وفي أهدافها وفي وسائلها حتى يكون المشارك فيها والمعارض لها على بصيرة من موقفه.

    لا يحق لأحد تهميش واحتقار الرؤية المخالفة له

    في سنة 2001 وبعد عشرة أو أحد عشر يوماً فقط من إطلاق سراح الأخوة الأعزاء مجموعة المبادرة - مع بقاء بعضهم في المعتقل - بعد قرار الإفراج العام تم التصويت على ميثاق العمل الوطني بعد قرارات سياسية متعددة واستيضاحات مختلفة لبعض نصوص الميثاق ومضامينه، وقد جاءت نسبة التصويت على ذلك ب98.4% بكل ما يعني الميثاق من مضامين في جانبه كوثيقة توافق وطني وكوثيقة سياسية. هذه النسبة التي نفتخر جميعاً بتحقيقها حول التوافق وحول شعارات الإصلاح وحول المضامين التي تضمنها الميثاق ، إن هذه النسبة - بلا أدنى إشكال - ليست هي النسبة التي توافق على التعديلات الدستورية وليست هي النسبة التي توافق على طبيعة تشكيل المجلسين ومفردات أخرى في الدستور. والمحاولة التي تريد أن تصور بأن شعب البحرين قد صوت على الميثاق بالنسبة السالفة الذكر وإن الذين قاطعوا الانتخابات على سبيل المثال أو الذين عارضوا التعديل الدستوري أو الذين يطالبون بتعديلات دستورية للوصول إلى حالة توافق هم يعيشون في هامش هذه النسبة ، إن هذا الطرح تجنب للحقيقة ومغالطة ومخالطة للرأي العام المحلي وهي مكشوفة وللرأي االعام الإقليمي والدولي، والأشد من هذه المحاولة التي تتم بشكل واعي أو غير واعي من قبل من يتبناها هي إلغاء وتهميش واحتقار للرؤية الأخرى التي لا تتوافق مع عديد من المفردات من تاريخ 14 فبراير 2002 حتى هذه اللحظة .

    نختلف مع بعض في ظل الاحترام المتبادل

    تختلف معي وأختلف معك تحت مظلة الدين والحضارية والحفاظ على المصالح المشتركة والحفاظ على احترامنا لبعضنا البعض ، أحترم وجهة نظرك وعليك أن تحترم وجهة نظري، ومحاولة إلغائي وتهميشي وتصويري بأني غيرموجود في البلد هذه محاولة لا تليق بأي طرف من الأطراف أن يسلكها أو أن يتعاطى على أساسها.

    كلنا ننطلق من أجل مصلحة الوطن

    فكل مكونات هذا الشعب هي مكونات محترمة في وجودها ورؤاها وقراءتها لما يحقق المصلحة ، لا يجوز لي أن ألغي وجهة النظر الأخرى، وأن أعتقد بأن صلاح البلاد والعباد هو فقط يمر عبر رؤيتي التي أشخصها ولكن لا يجوز أيضاً لأي كان أن يعتبر من نفسه الرؤية الوحيدة التي يحق لها أن تتكلم عن مصلحة البلاد والعباد. نحن في هذه المسألة على قدم المساواة ليس بيننا تقدم وتؤخر، كلنا على درجة واحدة في رعاية مصالح بلدنا حاكمين ومحكومين فقراء وأغنياء سنةً وشيعةً عرباً وعجماً لا فرق بيننا أبداً ، كلنا على نفس النقطة وفي نفس الخط ننطلق من أجل مصلحة هذا الوطن ولنا الحق جميعاً في أن نشخص هذه المصلحة ، لا أحد يمتلك من الله رؤية محكوم عليها مسبقاً بالصواب وبقية الرؤى محكوم عليها بمجانبة الحق والصواب. لا يستطيع أحد أن يقول أن الإنسان المعدم هو أقل حباً لوطنه من الذي أثرى على حساب الآخرين ، علينا أن نحترم وجهات النظر رسميةً أو أهلية ولا نزدريها. هذه كانت أحد أهم رسائل المسيرة الماضية للتعبير عن وجهة نظر يزداد أو يقل بتراوح الأرقام المعلنة والمتعاطفة والمؤيدة إلى وجهة النظر هذه وهي ليست أرقام الحاضرين فقط وإنما هذه وجهة نظرنا. لها الحق أن تعبر عن نفسها ولا يجوز منعها من التعبير عن نفسها ما دامت تعبر عن نفسها بشكل سلمي.

    لم تأت المسيرة لتغيير النظام السياسي

    المسيرة لم تأت لتغيير طبيعة النظام السياسي القائم وهذا أمر معلن سابقاً يتضمنه الميثاق ويشهد عليه طبيعة الخط السياسي والخطاب السياسي والممارسة السياسية، ومن يرغب في تغيير النظام لا يعمل ما نعمل ولا يجاهر برموزه السياسية كما نجاهر ، فهذا حديث يجب أن يكون قد أغلق عليه الباب منذ سنوات ، ولكن تجد البعض يشير أو يصرح بذلك ولذا نرغب أن نسد هذا الباب وأن لا نسمع هذا اللحن مرة أخرى.

    لم تأت المسيرة لإرباك الأمن واستعراض العضلات

    لم تأت المسيرة لاستعراض العضلات والتحدي ولا لإرباك الأمن والوضع العام ولا لإرباك الواقع الاقتصادي واستخدامه كورقة سياسية ، فنحن في النقطة الأولى لا نعمل على تغيير النظام ولكن نعمل على إصلاحه وتطويره، وسنكون أشداء وسنكون دائماً في مواقع الإصلاح خطابةً ومواقفاً وتقديماً للرؤى والتصورات ولن نسمح باستمرار مظاهر الفساد في داخل النظام، هذه المظاهر التي تسمح باستمرار مزيد من مظاهر الحرمان والتمييز والفقر والاسئثار، هذا لا نسمح به.


    لا نقر نظاماً فيه كل هذا التمييز

    نحن نقول بنظام الحكم ونعمل في داخله ولا نعمل على تقويضه ولكننا نعمل على إصلاحه ولا نقر نظاماً تكون فيه هذه الدرجة من التمييز بين أفراد ومكونات شعبه، لابد من إصلاح، ولابد من إشراك الناس في صناعة القرار، هذه أمور أساسية نعمل على إصلاحها ونجاهر بذلك وإذا أحد يعارضنا فليجهر بذلك ، نحن واضحين ومكشوفين ونقدم رؤية نعتقد بأنها تمثل مصلحة وخير وتحضر وتدين، فهذا موقفنا من النقطة الأولى، لا نعمل على تغيير النظام ولكن نعمل على إصلاحه بجد وسنعمل على ذلك ولا تأخذنا في ذلك لومة لائم.


    أكثر من70% من شعب البحرين يتوافقون مع شعارات مسيرة سترة


    لم تكن المسيرة استعراض لعضلات وإنما هي إعلان عن وجهة نظر سياسية لشريحة سياسية، هذه الشريحة السياسية بحسب قراءتنا لا تقل عن خمسين في المائة من سكان هذا البلد بسنتهم وشيعتهم ، هذا هو الحد الأدنى حتى نقول لغة الديمقراطية وإلا فنسبة من يتوافق مع شعارات المسيرة تفوق في تقديراتنا السبعين في المائة من مكونات هذا الشعب لا على أسس طائفية فكثير من المكونات السياسية بما فيها من في المجلس وهذا ما صرحت به هذه الرموز، الجميع يقول نحن لا نتفق مع الإيقاع الدستوري الموجود ولكن نختلف في أساليب التعاطي معها وأنا أحترم هذا الاختلاف تماماً، أنا أعبر عن وجهة نظري بشكل حضاري وسلمي وأنت تعرض وجهة نظرك ، ولكن الحاجة للتغيير تعتقد بها نسبة عالية جداً، ما وجدت أحداً من القوى السياسية الرئيسية يؤيد الإيقاع السياسي القائم اليوم.


    الحفاظ على السلم الأهلي وكان ولا يزال استراتيجياً

    تحدثنا في مرات سابقة عديدة جداً، وأذكر أني تحدثت عن ذلك في جزء من خطاب يوم عودتي من لندن، وسبقني إليه رموز المعارضة والبلد والوطن أن الحفاظ على السلم الأهلي هو هدف استراتيجي، وإن طبيعة المصالحة التي نحاول أن نؤسس لها هي مصالحة بعيدة عن استخدام وسائل العنف من قبل أي طرف قبال الطرف الآخر، هذا أمر استراتيجي مكرر ومتبنى في كل الدوائر، والحفاظ على السلم الأهلي والأمن والنظام العام جزء أساسي من استراتجيتنا ولا نقلل من هذه الاستراتيجية في أي تكتيك نستخدمه. نحن أشد حرصاً على أمن البلد ولا أحد يستخدم في قبالنا الأمن والاستقرار ، أنا أؤمن بضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار مثل أي شخص آخر، أياً كان موقعه ، هذه رؤيتي واستراتيجيتي ، لا تعطي لنفسك الحق في أنك حامي الأمن وتصور وجهة النظر الأخرى بأنها مربكة للأمن، هذه صورة غير لائقة وتكذبها الوقائع التي تتحرك من خلالها المعارضة.

    ندين كافة مظاهر العنف

    لذا ندين كافة وسائل الإستخدام العنيف الصادرة أولاً من المعارضة أو أي تشكيلة غير رسمية، وكان محل إدانة الإبلاغ عن وجود قنبلة في مدرسة أهلية ومحل إدانة وجود قنابل صوتية في المحرق الأسبوع الماضي ومحل إدانة حرق بعض الإطارات في ليلة البارحة ، وإن كانت مجمل هذه الأمور للقارئ أن يتأمل في مصدرها ، وفي الجهات التي يمكن أن تقف خلفها والأهداف التي يمكن أن تكون باعثة على هذه الأعمال أو ادعاء هذه الأعمال، هي محل استنكار وإدانة وسبق أن قلنا ليس منا من يقوم بشئ من ذلك ، هو من خارجنا، كقوى سياسية ومجتمعية نرفض هذه الأساليب ولا يكون من صفنا من يريد أن يستخدم هذه الوسائل.


    لا نؤمن باستخدام الاقتصاد كورقة سياسية

    رفضنا ممارسة هذا الأسلوب حتى في ذروة الأحداث الماضية، وكنا نعمل على أن لا يزداد تأزم الوضع الاقتصادي لأسباب مختلفة، منها لأن هذا الاقتصاد هو اقتصادنا وهو لا يخص الدولة ، الدولة تفرح أن تعطي مؤشرات اقتصادية ولو كانت كاذبة ولكننا نفرح للمؤشرات الحقيقية لأن الإيجابية الحقيقية تعني تقليل مساحة الحرمان والفقر وفرص عمل أكثر، مع عدم وجود توزيع عادل للثروة ولكن تحقيق مؤشرات اقتصادية أمر نتبناه في المعارضة ، فكل المعارضة تراعي ذلك ، الاقتصاد كوسيلة للضغط السياسي ليست مستخدمة، عندنا وسائلنا السياسية الأخرى التي نعبر فيها عن وجهة نظرنا ونعمل على تعزيز أرض الاستثمار الداخلي والخارجي في هذا البلد، وجزء من أهدافنا هو أن نزيل ما يعيق الاستثمار الداخلي والخارجي ولكنا نعرف بأن أهم عوائق الاستثمار هو هذا النفوذ السياسي والأمني سابقاً الذي يتحكم في الاقتصاد ويسد أبواب المنافسة الشريفة على كل رأس مال داخلي أو خارجي ، هذا هو الذي جعل مئات الشركات ومليارات رؤوس الأموال تغادر البحرين إلى مناطق خليجية أو غير خليجية أكثر من أي عنوان آخر وهذا جزء أساسي مما نريد إصلاحه ، ولذا عبرنا مرات عديدة عن مساندتنا للأفكار الاقتصادية لإصلاح سوق العمل مع بعض التحفظات التي نخشى أن تكون لها مردودات سلبية في حالة التطبيق غير المتوازن لهذه العملية، وقلنا دائماً يجب أن تكون هناك فرص استثمار حقيقية ويكون مناخ البحرين مشجعاً للاستثمار داخلياً وخارجياً ونأمل ونتمنى للنشاطات الاقتصادية والرياضية ذات المرودود الاقتصادي أن تنال النجاح وأن تسهم مساهمة حقيقية وليست إعلامية في اقتصاد هذا البلد.


    نستنكر التهديد بالقمع من قبل الجهات الرسمية

    من يوم الخميس والجمعة الماضية وجدنا محاولة لإسكات صوت ورؤية – ليست جديدة - من أن تعبر عن نفسها في شكل مسيرة ، ولذا نحن نستنكر هذه المحاولة من الجهات الرسمية التي سعت لأن تغلق أمامنا أساليب التعبير السلمي في مطالبتنا بالإصلاح الدستوري من خلال المنع والتهديد بالقمع والتهديد بمعاقبة الوفاق وهذه لغة تمنينا أنها قد قبرت ونتمنى أن لا نسمعها في المستقبل ، نختلف ونحتكم للقانون.

  • #2
    رد : الشيخ علي سلمان فى كلمة الجمعة: الوفاق أكبر من مجرد مبنى وسبعين ألف عضو فيها

    بعيداً عن التخوين والتكفير: احترموا منابر رسول الله

    أعلنا مسبقاً ونكرر ذلك الآن إننا نحترم وجهات النظر التي تختلف معنا رسمية أو غير رسمية ، ولكننا نستهجن من بعض الخطابات التي تحدثت عن التكفير أو التخوين ، اختلف معي وقل أن خطوتك خطأ وجادلني وخطأني ولكن لا تسلب عني الإيمان ولا تسلب عني الوطنية ولا تسلب عني حب مصلحة وطني ، هذا معنى أقبله منك مع كامل احترامي لوجهة نظرك ولكن فالتعبر عن وجهة نظرك باحترام للطرف الآخر فهذا أليق بك خصوصاً إذا انطلقت من منبر من منابر رسول الله.


    فكرة معاقبة الوفاق

    نحن التزمنا بالأطر القانونية ومارسنا الحق بشكل سلمي وكانت الممارسة تأكيداً وتثبيتاً إلى درجة عالية من السلمية والوطنية يشهد بها المخالف قبل الموافق ولذا فإن فكرة معاقبة من يمارس حقه حتى وإن اختلفت معه هي فكرة غير مقبولة من كافة القوى والشخصيات التي التقينا بها في المستوى المحلي، من الجمعيات المشاركة قبل الجمعيات المقاطعة، وهي فكرة مستهجنة ومسيئة للبحرين على الصعيد الدولي من جميع الجهات والمنظمات الدولية السياسية والحقوقية رسمية وأهلية، هناك فكرة من بعض الجمعيات للتضامن مع جمعية الوفاق وحرية التعبير أصلاً، للتضامن مع حرية التعبير يوم الأحد القادم في الساعة الثامنة مساءً ليلة الإثنين في جمعية العمل الديمقراطي والحضور أيضاً فقط بأعلام مملكة البحرين .


    الوفاق أكبر من مجرد مبنى

    تدارست الوفاق الخيارات المطروحة والمحتملة في هذه الأيام ووضعت السيناريوهات الأولية للخطوات التي ستتخذها على مختلف السيناريوهات التي تدارسناها واحتملناها، ولعلي لا أحتاج إلى التذكير أن الوفاق ليست مبنى وهي أكبر من عضوية سبعين ألف من المواطنين مع شديد الاحترام لهؤلاء الأعضاء ولكن الوفاق هي دائماً أكبر من عدد أعضائها وهي مكون محترم من كافة شرائح هذا المجتمع وكافة قواه، هي في تكوينها بشكلها المؤسساتي قادرة ومنذ زمن، الوفاق بمكوناتها الأرضية هي المسئولة بدرجة كبيرة على التوافق على الميثاق وعلى النسبة، الوفاق بمكوناتها وبهذا الموقف الوطني العام وفي حالة عدم وجود مبني لن تعجز عن أن تعبر شعبياً وبمرات مضاعفة عن مسيرة سترة وبأساليب مختلفة لو أرادت ذلك.



    نسعى لحياة كريمة

    نريد وهذا اجتهاد من عندنا، نريد لهذا الوطن ترسيخ الأمن والاستقرار والطمأنينة ونمو البعد الاقتصادي ووجود التوافق الوطني وأن تكون مكونات كل هذا الوطن الرسمية والأهلية تعمل باتجاه أهداف تتعلق بالتنمية وزيادة الدخل العام والدخل الفردي، نعمل أمام تحديات إزالة هذه العوائق أمام الإنسان العادي لكي يحيا حياة كريمة يجد فيها مكاناً يتعلم فيه، يسكن فيه ، يتداوى فيه ، يفرح ويلهو فيه بما أحل الله، من دون منغصات الاستئثار والحرمان، هذا ما نريده في علاقة من المفترض أن تكون - ونحن قادرون إذا أخلصنا النية - علاقة محترمة بين الحاكم والمحكوم.



    الحجاب: من مظاهر الصراع بين الإسلام والحضارة المادية

    بعيداً عن هذا الأمر هناك صراع الهوية بين الإسلام والحضارة المادية وهو صراع يتحرك من خلال مفردات تطال كل ذرة وكل جزئية في حياتنا اليومية، صراع لا يعرف التوقف وليس له جبهة محددة وإنما في كل جانب من جوانب حركة الإنسان، أحد هذه المظاهر في هذا الصراع هو مظهر الحجاب، ومساحة هذا الصراع لا تقتصر على البلاد الإسلامية فأنتم تضطلعون بين حين وآخر على معركة حول الحجاب في فرنسا وبريطانيا وأمريكا بدرجة أخف وفي تركيا وتونس وبلادنا التي نعيش فيها بأساليب مختلفة منها الحظر والمنع ومنها الاستهزاء والانتقاص من حجاب المرأة الذي فرضه الله سبحانه وتعالى وأوجبه بهدف تنظيم الإيقاع برؤية إسلامية.



    لا تكن ممن يعين على إسقاط أمر الله

    هذه الحرب التي تشنها المادية والعلمانية ضد هذه الشعيرة والممارسة وهذا السلوك المنتمي لأمر الله سبحانه وتعالى ونهيه، تحتاج منا إلى وعي طبيعة هذا الصراع وهذه المعركة، وتحتاج منا أن نثبت أقدامنا من خلال رؤية شاملة وفهم اجتماعي للحجاب في الرؤية الإلهية. وتحتاج منا أن لا نكون عناصر مسهلة ومحفزة ومتساهلة في مسألة سقوط هذا الأمر الشرعي وهذا المطلب الاجتماعي في مجتمعاتنا، لا يشغلنا عن الأمور الشرعية طبيعة صراعنا السياسي أو مشاكل اقتصادية أو غيرها، علينا أن نتمسك بديننا في كل جزئياته لأنه يمثل إطاعة لإرادة الخالق، هناك رب وهناك ما يربطنا بهذه الحياة وبهذا الكون، هناك فلسفة وعلينا أن نعي ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى، وأن أي عمل لا يكتسب قيمته ما لم يرتبط بالله سبحانه وتعالى، بدون هذا الارتباط حتى عمل التضحية بالدم إذا لم يكن ينطلق من هذه الفلسفة يبخس قيمة الدم ، في بقية سلوكنا تحكمنا هذه القاعدة أيضاً، أنا لماذا أصلي ولماذا أقوم بهذا الفعل وأترك ذاك؟ يجب أن أستحضر أن هناك إرادة ممن خلقني وأوجدني وصاحب القدرة على إعطائي ومنعي ومعاقبتي في هذه الحياة والحياة الآخرة، يجب أن نتعاطى مع الأوامر الإلهية بهذه الصورة، ولا نكون ممن يعين على أن يسقط إرادة الله وخيار الله أمام إرادة المادة والحركة المادية.



    أحترم كثيراً الأخت التي تغطي وجهها وكفيها

    للحجاب قواعد وضوابط أساسية أن يغطي القدر الواجب من البدن وهو عدا الوجه والكفين ويختلف الفقهاء في الوجه والكفين ويتفقون أن بقية الجسد يجب ستره، الله الذي أوجب ذلك ، الله وليس أنا ، أنا لا علاقة لي ، لو ألله يريد شيئا آخر يكون ما يريد ، قد أخطأ في التنفيذ نعم ولكن هذا إجماع لفقهاء المسلمين منذ الصدر الأول حتى هذا اليوم. مرت هذه المسألة بتراجعات سريعة جداً فيها تجاوز للحدود الشرعية المتمثلة في ثلاثة أمور هي الساترية وعدم الشفافية وعدم التجسيم المثير للغرائز ، هذا هو حجاب المرأة ، أن لا يكشف عن جسدها ولا يشكل إثارة، هذه هي روح الحجاب حتى لا أنطلق في علاقتي مع المسلمات والمؤمنات من إيقاع إثارة، أحترمها على أساس إنسانيتها وعلى أساس إنسانيتي أتساوى في ذلك معها إلا بما اقتربت به من الله ، هذا ما يريده الله من حركة الرجل والمرأة في ظل هذا الواقع الذي يزداد فيه الاختلاط، يجب أن تزداد مساحة الحشمة والالتزام بالضوابط كلما ازدادت مساحة الاختلاط، هذا الاتجاه الذي نجده بعنوان مجتمع مسلم لا يليق في كثير من المظاهر من سكوت الآباء وأولياء الأمور ومن ممارسات الأخوات ، هو حجاب أو زينة ؟ كلنا مسئولين ، كلكم راع، كان لنا حجاب منتشر في العشرين سنة الأخيرة غطاء للوجه والكفين بالإضافة لبقية الجسد وأنا أقدر ذلك. أولاً لا اعتراض لي على الحجاب الذي تتوفر فيه الضوابط الثلاثة ، أياً كان اسمه ، ولكن علي أن أقدر وأقول أنني أحترم وأجل بدرجة أكبر الحجاب الذي يركز على مساحة أكبر من الحد الشرعي إذا اختارت المرأة ذلك، إذا اختارت لنقاء نفسها وسريرتها ونقاء الرجل وسريرته أن تكون مغطاة الوجه حتى لو لم يوجب الفقيه ذلك فلها المزيد من الاحترام ، وأنا أعرف أن هناك المزيد من الضغط على طالبات الجامعة فلمن تستر وجهها والكفين المزيد من الاحترام في الجامعة، وأحترم أيضاً من لا تستر وجهها مع توفره لهذه الضوابط.


    هناك مراعاة للبعد الاجتماعي وليس البعد الشرعي

    ما نشاهده في السنوات العشر الأخيرة أن الحجاب يفتقد الضوابط، هناك مراعاة للبعد الاجتماعي وليس للبعد الشرعي، تجد الكثير من الأخوات عليها شيلة لا تغطي شعرها فضلاً عن استمرارية فتحها وإعادة لفها، نجد حجاباً بمعنى الحجاب بمسمى الحجاب يثير مفاتن المرأة في إبراز ثدييها وعجيزتها بحيث الحالة العادية للإنسان لا يمكن إلا أن يعالج هذه المسألة في نظره ، الإنسان العادي كنتيجة نهائية إذا وجد هذا الإلفات يشتغل به ذهنه ، هذا ليس حجاباً شرعياً، الحجاب الشرعي لا يجبرني على النظر لصدرك، دعيني أنظر لإنسانيتك وفكرك وعقلك وسلوكك وإلى ما تكنين كما أنظر للرجل، دعيني أنظرك على هذا الأساس، كثير من هذه الملابس التي تلبسها بناتنا تحتاج رعاية، أحياناً جهل بالموضوع وأحياناً ضعف في المرأة ، أما بعض صور الحجاب فهي خارجة كلياً عن مسماها، وهناك تسيب ذريع جداً في الأعمال وكأن العمل قد سقطت عنه الأحكام الشرعية في حدود العلاقة والحجاب، بانطلون يجسد عجيزة المرأة وقميص يجسد صدرها وشيلة تكشف نصف شعرها ما علاقة ذلك بالحجاب؟ الحجاب مظهر ووراؤه حجاب نفسي يجعل المرأة تشعر بأنها ملتزمة بإرادة الله في ظل رؤية حضارية كونية.

    نسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم الستر والعافية وحسن الخاتمة ، غفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تعليق


    • #3
      رد : الشيخ علي سلمان فى كلمة الجمعة: الوفاق أكبر من مجرد مبنى وسبعين ألف عضو فيها

      السلام عليكم

      شكرا لك اخي العزيز على ماتقدمه لنا

      تحياتي

      تعليق


      • #4
        رد : الشيخ علي سلمان فى كلمة الجمعة: الوفاق أكبر من مجرد مبنى وسبعين ألف عضو فيها

        الصراحه انا من مشجعي جمعية الوفاق التي الجمعية الوحيدة التي تحد الحكومة الكاذبة ووقفت في وجههها في اعداد المسيرات ومن اهمها المسيرة ( الاصلاح الدستوري)






















        تحياتي

        تعليق


        • #5
          رد : الشيخ علي سلمان فى كلمة الجمعة: الوفاق أكبر من مجرد مبنى وسبعين ألف عضو فيها

          السلام عليكم

          شكرا لك اخي العزيز bati على ماتقدمه لنا

          واتمنى منك المزيد

          تحياتي

          تعليق

          مواضيع تهمك

          تقليص

          المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
          المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
          المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
          المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
          المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
          يعمل...
          X