إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاغانى القديمه والذكريات السعيده بقلم جابر خطاب

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاغانى القديمه والذكريات السعيده بقلم جابر خطاب

    الأغاني القديمة والذكريات السعيدة
    جابر جعفر الخطاب
    تشيع الأغاني القديمة التي نسمعها من الأذاعات المختلفة نوعا من الفرح المشبوب بلوعة الاشتياق وتحملنا على بساط الذكريات الى أيام الطفولة والشباب والى الزمن الذي ولدت فيه هذه الأغاني وما قبله والتي لوّنت حياتنا بطابع الحب والمرح حينذاك وشكلت مع مرور السنين خزينا محببا من أجمل الذكريات . فعندما أستمع الى اية أغنية قديمة فانني ارحل مع لحنها وكلماتها الى الزمن البعيد حين كنا صغارا أو حين احتضنتنا معاهد العلم في صفوفها وأستعيد المكان والزمان والمشهد الحياتي الذي كنت فيه ساعة بثها بل وأتذكر الاشخاص والأحوال المناخية بشكل دقيق . كانت الاذاعة العراقية تذيع الأغنيات الجميلة لمطربين متنوعي الألوان والأطوار فكان الغناء الريفي الجميل يسعدنا بأنغامه الرقيقة وتدفقاته الشجية ونبغ فيه فنانون عراقيون رحل معظمهم ومن اشهرهم الفنان الرائع ( حضيري أبو عزيز ) وداخل حسن وعبد الصاحب شراد وناصر حكيم وعبد الجبار الدراجي ومجيد الفراتي وغيرهم فكانت أغنيات حضيري أبو عزيز تحتل الاذاعات العربية لرقة صوته وعذوبة ألحانه فكان يسمى بلبل الريف وقد رددت بعض أغنياته أصوات عربية متعددة واشتهرت له في فترة الأربعينات من القرن الماضي أغنية ( عمي يبياع الورد ) التي انتشرت في معظم الاذاعات العربية والأجنبية بل ودخلت الى الأفلام المصرية حين غنتها احدى المطربات في فلم مصري قديم . وقد ادى انتشار هذه الأغنية الى رواج أجهزة المذياع حيث كانت تباع في بغداد ومدن العراق الأخرى فكان البعض يشترط على البائع أن يحتوي الجهاز على هذه الأغنية واذا لم يذعها فانه سيعيده اليه. لقد كانت لي مع أغنية ( عمي يبياع الورد ) ذكريات جميلة لا تنسى ففي صيف
    عام ( 1967 ) أصبت بضربة الشمس القاسية التي ألزمتني المستشفى لسبعة أيام متتالية كانت حرارة جسمي تتجاوز الأربعين يتم خفضها بقطع الثلج والقماش المثلج الذي يجف بعد دقائق وكان خطر الموت يحوم حولي في كل لحظة وقد انتزع بعض من كان معي
    مصابا بنفس المرض وفي أحد الأيام وضعت الممرضة مزهرية ورد في الردهة وشاءت الصدف أن تكون المزهرية قرب سريري ولم تكن تعلم بأن هذا الورد سيتحول الى قصيدة وصفية وغزلية جميلة تنشر في الصحف وتذاع من الاذاعة في برنامج الشعر الشعبي العراقي ويتناقلها الكثيرون اعجابا بها وكان مطلع القصيدة


    عمي يبياع الورد وردك حلال اجنيته
    وردي جنابد فتحت يا وسفه ما شميته

    *********

    ولم أكن أملك قلما أو أوراقا حين شاهدت الورد يقترب من سريري في مستشفى الكاظمية آنذاك ولكنها ولدت وتكاملت شفهيا وعندما غادرت المستشفى الى البيت لأمضي شهرا تحت العلاج كنت قد نقلت القصيدة الى الورق ثم بعثتها الى جريدة ( كل شيء ) الأسبوعية الواسعة الانتشار فأعجب بها صاحب الجريدة وهو أديب وشاعر معروف ظل يترنم بها بعد نشرها ويرددها لزوار مجلسه وقد سألته ان كانت حرارة جسمي المرتفعة قد أصابت القصيدة فأخبرني بأنها أعطتها حرارة عاطفة وجمالية موسيقية وقد شاهدت القصيدة في العام الماضي منشورة في أحد المواقع الخليجية من قبل أستاذ جامعي خرج من العراق قبل سنين وحملها معه مع مجموعة من القصائد الشعبية رغم وجود أخطاء طباعية رافقت نشرها وما زالت القصيدة منشورة تحت عنوان ( قصائد حب عمي يبياع الورد كوكل) . لقد كان صوت المطرب الراحل ( حضيري أبو عزيز )
    محورا تدور حوله أصوات غنائية متنوعة على سبيل التقليد او التشابه في النبرة الصوتية وكان صوت المطرب الراحل مجيد الفراتي قريبا من صوته وكان المطربون يحيون الحفلات الغنائية الخاصة بالأعراس في النوادي والمنازل وذات ليلة كان المطرب مجيد الفراتي يغني في احدى الحفلات المنزلية بمنطقة الكسرة قرب الأعظمية فتجمع الجيران في ساحة المنزل المكشوفة معتقدين
    من صوته بأنه حضيري أبو عزيز لتشابه الصوتين وازدحمت السطوح المطلة على ساحة الحفل بالمتفرجين ولم تتحمل شرفات السطوح ضغط الجمهور المتكيء عليها فانهارت على المحتفلين وسقط المطرب مجيد الفراتي تحت أكوام الحجارة ونقل الى المستشفى وهو يئن أنات حقيقية من أضلاعه المصابة بعد أن كان يبعث الآهات الغرامية على أنغام الموسيقى وأمضى ليلته تحت العلاج. ان الأغاني القديمة تمثل أفلاما وثائقية تحمل عبق الزمن الماضي ونكهة لياليه المعطرة بالود والحنان فبعد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام ( 1958 ) دخلت حياتنا أغنيات جديدة
    ذات مضامين وطنية وانسانية صادقة سرعان ما دخلت قلوبنا وبتنا نرددها صباحا ومساءا لرقتها وانسيابية الحانها وجمالية أصواتها منها عراقية وعربية فكنا نشدو معها بسعادة بالغة وسرور عظيم ومن أجمل هذه الأغاني أنشودة وطنية رائعة للفنان الراحل محمد عبد الوهاب التي تقول ( اليوم فتحت عيني َ على صوت بينادي علييَّ
    الدنيا بقت حريه . حريه ..حريه ) كانت هذه الأنشودة العذبة تشدني بانتظام كلما أذيعت في البرنامج اليومي ومن شدة تعلقي بها فقد بعثت برسالة الى برنامج ( ما يطلبه المستمعون ) أطلب اذاعتها بعد تأخر الأذاعة عن بثها عدة أيام وهذا البرنامج يختص بتقديم الأغاني العاطفية والغزلية التي يطلبها عشاقها وهو موجود في أغلب الاذاعات ولأول مرة في تاريخ هذا البرنامج تصله رسالة تطلب أنشودة وطنية وقد أذيعت الأنشودة ذات ليلة ضمن البرنامج ومعها اسم واحد هو اسمي أنا وكانت مفاجأة لجميع من سمعها وخاصة أساتذتي في المتوسطة فكنت أهرب من تعليقاتهم اللاذعة حول طلبي الغريب هذا وكانوا يقولون لي ألم تعجبك آلأف الأغاني العاطفية الرقيقة حتى تذهب الى طلب أنشودة وطنية تتكرر اذاعتها في البرنامج اليومي . والحقيقة فاني كنت استشعر الحب والعاطفة بأسمى صورهما في هذه الأنشودة التي يتعاظم فيها حب الوطن الذي هو أعلى درجات الحب في الحياة . وعندما ظهرت أغنية (ايظن ) للفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة في بداية الستينات كانت هذه الأغنية تحتل القلوب بلمساتها الرقيقة وهمساتها الدافئة فكنا نغلق كتبنا عند سماعها فنحلق معها على أجنحة الخيال وكنت في الرابع الأعدادي عند ظهورها ولم أتمالك نفسي حتى عارضتها بقصيدة غزلية على نفس قافيتها بعنوان ( أيظلُ ) نالت استحسان أستاذي في اللغة العربية ومنها
    أيظلُ يحلمُ باسطا كفيه ِ حتى تعود الذكريات ُ اليه ِ
    شتتِ أحلام الصبا بجفائه ِ وهدمت ِ عشا شاده ُ بيديه ِ
    الحبُ عاش بقلبه ليضمه ُ كالطير حلقُ في علا غصُنيه ِ
    وما زالت هذه القصيدة تشدني الى أيام الدراسة وذكرياتها السعيدة .
    وفي عام ( 1962 ) أقامت اعدادية الكاظمية حفلها الفني السنوي على قاعة الحرية وكنت في الصف المنتهي فيها وكان الحفل على جانب كبير من التنسيق والابداع حيث برزت المواهب الفنية والأدبية للطلاب من تمثيل وغناء وانشاد الموشحات الأندلسية الرقيقة وعندما أستمع الى هذه الموشحات تعود بي الذاكرة الى ذلك الحفل الكبير حين اصطففت مع مجموعة من زملائي الطلبة على المسرح لننشد بشكل جماعي الموشح الأندلسي الجميل الذي يقول
    ألغصن ُ اذا رآك َ مقبل سجدا والعين ُ اذا رأتك َ تخشى الرمدا
    يا من بوصاله يداوي الكبدا ما تفعله اليوم َ تلقاه ُ غدا
    وما زلت أحتفظ بصور هذا الحفل الذي شاركنا فيه الطالب صلاح القصب الذي هو الآن دكتور في كلية الفنون الجميلة كما أبدع الفنان جعفر حسن فغنى لفيروز يا جارة الوادي وهو الآن فنان كبير وملحن معروف .ان الحديث عن الذكريات التي تثيرها الأغاني القديمة متشعب ذو شجون وأختصر هذه الذكريات بالليالي الجميلة التي كانت تزورني فيها بعض الأصوات الجميلة وذات مرة عشت لحظات سعيدة مع مطربة مصرية قديمة وهي تنشد موشحا أندلسيا قديما رائعا يقول ( خلقتِ جميلة ً لتعذبينا ) فتفاعلت مع لحنه وموسيقاه وكتبت تشطيرا له
    دعينا في مسرتنا دعينا ومن سحر الجدائل ظللينا
    جعلت ِ قلوبنا تشكو بوجد ٍ ( خلقت ِ جميلة ً لتعذبينا )
    وذات ليلة سهرت مع الفنان الكبير محمد عبد الوهاب في هدوء الليل الحالم وهو يتدفق بامواج ( النهر الخالد ) تحت ظلال النجوم التي رقصت خيوطها سكرى على صوته العذب ونغماته الشجية
    فكتبت تشطيرا لمطلع هذا العمل الفني الكبير ما زلت أترنم به في لحظات التأمل والأستذكار
    عيناك ِ في لحظها ابتهالُ
    ويكبرُ الشوقُ والدلالُ
    كأنها في رؤى الليالي
    ( مسافرزادهُ الخيال )

  • #2
    الله عليك والدى الغالى
    جابر الخطاب
    قرأت ذكريات حضرتك
    وكأنى اراها امامى مجسمة
    ذكريات جميلة واجمل مافيها انها
    من قلوب ملؤها الحب والخير
    وعجبتنى عبارة حضرتك


    فالألحان القديمة تحف نادرة ولوحات خالدة معلقة على جدران القلب

    فما أجملها من لوحات وتحف نزين بها جدار القلب
    متعك الله بالصحة والرضى وطول العمر
    ننتظر ذكريات اخرى نسعد بها على صفحات منتدانا
    دمت بخير وسعادة




    حريه

    كلمات: حسين السيد
    الحان: محمد عبد الوهاب



    اليوم فتحت عينيا
    على صوت بينادى عليا

    الدنيا بقت حريه حريه حريه

    عاهدت الوطن الغالى
    احكمه أنا و ابنى و خالى

    و بصبر سنين و ليالى
    الشوره صبحت ليا

    حريه حريه

    دستور الشعب كيانه
    شوفنا فى الغيب عنوانه

    من يوم ما أمر سبحانه
    بالثورة للحريه

    حرية حرية

    وصبحت عزيز فى بلادى
    احميها بعمر جهادى

    وافديها بدم ولادى
    وإن راحوا يبقوا هديه

    حريه حريه

    بقى عدل و دستور دايم
    بين المحكوم و الحاكم

    لا عاد مظلوم و لا ظالم
    هيبيع و لا يشترى فيا

    حريه حريه

    دى مبادئ ورسمناها
    وحقوقنا وعرفناها

    وانا وإنت اللى طلبناها
    فى تلاتة وعشرين يوليه

    حريه حريه




    [MP3]http://dc373.4shared.com/img/599889202/580488c3/dlink__2Fdownload_2F13bHRomI_3Ftsid_3D20110516-065847-2f2a5769/preview.mp3[/MP3]

    حريه - محمد عبد الوهاب mp3 للتحميل اضغط على الرابط التالى


    4shared is a perfect place to store your pictures, documents, videos and files, so you can share them with friends, family, and the world. Claim your free 15GB now!

    تعليق


    • #3
      الأغاني القديمة والذكريات السعيدة 2

      جابر جعفر الخطاب

      تنام الذكريات في كتاب الحياة حاملة معها عنفوان الشباب وزهو أحلامه وتدفق أيامه المثقلة بأريج المحبة والعطاء وتستيقظ هذه الذكريات الحبيبة عندما يداعب طيفها لحن جميل وموسيقى هادئة متدفقة تدفق شلال بيخال على سفوح الجمال والرقة فتتفاعل مع اللحن الرقيق وتسافر على بساط الخيال في رحلة هانئة إلى الزمن الماضي فتقلب أوراقه القديمة وتملأ من حقول الذكريات سلالاً أنيقة من جواهر الحب وزهور القلب الندية فالألحان القديمة تحف نادرة ولوحات خالدة معلقة على جدران القلب في متحف الذكريات يمنحها تعاقب الأيام طعما جديدا وعمقا فنيا يتفاعل مع خوالج النفس وخفقات القلب وومضات الفكر فعندما استمع إلى رائعة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ( فوق الشوق ) تعود بي الذكريات إلى مرحلة الدراسة المتوسطة وتحديدا الصف الثالث المتوسط حين كنت مكملا في درس الرياضيات وقدمت إلى بغداد من مدينتي الجنوبية قلعة سكر ونزلت عند أحد أقاربي في منطقة عقد النصارى المطلة على شارع الرشيد حاملا معي كتبي للدراسة في مقهى الفردوس للطلبة المطلة على نهر دجلة الخالد وكان طريقي يمر من أمام جريدة ( الرأي العام) العائدة للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري وذات صباح وأنا سائر في طريقي المعتاد مر من أمامي متوجها إلى مقر جريدته فتقدمت منه وأنا مزيج من الرهبة والفرحة فسلمت عليه فوقف الرجل لي وحياني وقال لي ( تفضل ابني أمر خدمه ؟ ) فأخبرته بأني من عشاق شعره وشخصيته ولي الشرف أن أقابله وأحييه فشكرني مودعا ومضى إلى مقره وتكرر لقائي معه في الأيام التالية كلما توجهت إلى المقهى للدراسة وقبيل عودتي إلى مدينتي ( قلعة سكر) صعدت إلى مكتبه في الجريدة وأخبرته بأني عائد إلى مدينتي لقرب موعد الامتحان ولا بد لي من توديعه والسلام عليه فشكرني كثيرا وتمنى لي النجاح وفعلا أديت الامتحان الوزاري ونجحت وفي العام التالي هاجرنا إلى بغداد للإقامة فيها وما زلنا حتى اليوم في عاصمتنا الحبيبة التي سكنها أجدادي قبل أن يهاجروا إلى الجنوب .
      سميرة عزام في إذاعة بغداد
      للبرامج الصباحية نكهة خاصة وطعم ثقافي مميز فهي تمتاز برقة كلماتها وكثافة صورها وانسيابية موسيقاها الهادئة وخصوصية أغانيها المعبرة ومن أشهر مقدمي هذه البرامج في إذاعة بغداد الأديبة الفلسطينية الراحلة سميرة عزام التي قدمت بنجاح باهر برنامج ( تحية الصباح )
      في فترة الستينات من القرن الماضي فكانت تختار أجمل العبارات وأرق الكلمات في صوت رقيق وإلقاء ساحر فكانت تتكلم وكأنها تكتب وكانت تكتب وكأنها تتكلم كما وصفها أحد الأدباء الراحلين في ندوة تلفزيونية خاصة . لقد احتلت هذه الأديبة والإذاعية الرائعة مكانة متميزة في الأوساط الأدبية والإعلامية العراقية والعربية فكنا نعشق برامجها لتنوع روافدها الأدبية فهي تدخل إلى القلب بصوتها الهادئ الحنون فتشيع فيه إحساسا عاطفيا عميقا من السمو الإنساني والذوق الفني . لقد رحلت هذه الإنسانة المبدعة بعد نكسة الخامس من حزيران مخلفة في قلوب عشاق أدبها وبرامجها أجمل الذكريات وكانت آخر كلماتها التي نقلت عنها قبيل
      وفاتها ( ذهبت فلسطين أرضا ولن تذهب شعبا وتأريخا ) ولقد رثيت هذه الأديبة الراحلة بقصيدة أسميتها ( اللحن الحزين ) لأن صوتها المميز كان خلاصة من الحزن الشفيف والرقة الهادئة والتدفق الجميل الذي يسحر المستمع ويسيطر على مشاعره ومما جاء في القصيدة ...
      بكت من الزهر أنفاس وأكمام ُ.. .وأجدبت في ربوع الفجر أحلام ُ
      ألقت غصون الربى أوراقها ألما.ً.. حتى كأن غصون الدوح أقلام ُ
      والموت خط َ على الآفاق لوحته ُ.... .كأنه ُ بفنون الحزن ِ رسّام ُ
      يمضي الأديب ُ ولا تخبو رسالته ُ...إن الحروفَ نجومٌ ليسَ تعتام ُ
      طوى الخريف ُ شراع العمر من سفر كأنهُ وسكونُ الموت أرحام ُ
      عزّام ُ هذي فلسطين ٌ بنائبة ٍ.......تبكي روابيك ِ أم تبكيك ِ عزّام ُ
      أمُ اليتامى لأجيالٍ مشردة ٍ ....... ينعاك ِ في فلك ِالأحزان ِ أيتام ُ
      فكم سكبت المنى لحنا لأغنية ٍ.... . تغازلُ الفجرَ في حيفا وتلتام ُ
      وكم تنهدت ِ في أحلام ِ لاجئة ٍ.. لها على السفح ِ أخوالٌ وأعمام ُ
      في مأتم ِ الشرقِ ِ ننعاها فلوعتها .في الشرق ِ جرحٌ وللآلام ِ آلام ُ
      رحم الله أديبتنا الراحلة سميرة عزام فقد كانت صفحة مشرقة في تاريخ الإعلام والأدب .
      ولمجالس القهوة متعة كبيرة في نفسي رغم أني لا أصدق كلمة واحدة مما تقوله قارئة الفنجان ولكني أتشوق لهذه المجالس وما تدور فيها من تنبؤات غريبة وبعيدة عن الواقع لأن معرفة الغيب من صفات الخالق جل وعلا ولا يمكن لأي إنسان أن يخترق حجب الغيب ويتعرف على أسرار المستقبل ولكني كنت أستمتع بهذه الجلسات العائلية حيث كانت إحدى قريباتي تقرأا لفناجين في تلك الجلسات الخاصة وعندما يأتي الدور إلى فنجاني فاني أخبرها بأن لدي طموحات واسعة لا يسعها هذا الفنجان الصغير فعليك أن تقرئي لي الصحن مع الفنجان لتكون قراءتك كاملة
      وذات مرة أخبرتني بأن فنجاني يحتوي على بشائر كبيرة سارة منها أن ضيفا عزيزا غائبا سيزورنا قريبا ونفرح بلقائه وأن هدية ثمينة ستصلني قريبا فلم أصدق منها كلمة واحدة مما قالته لي ونطق به فنجاني ومرت الأيام وإذا بتلك البشائر تتحقق بطريقة معكوسة ففي منتصف ليلة شتائية
      قارصة طرق رجال الشرطة باب دارنا فذعرنا من قدومهم فنحن لا تعامل لدينا مع الشرطة نهارا فما الذي جاء بهم في هذا الوقت المتأخر من الليل
      وعنما فتحنا لهم الباب اعتذروا منا وأخبرونا بأنهم يطاردون لصا قفز من سطح جيراننا إلى سطح دارنا وهو مطلوب للعدالة ويريدون القبض عليه فسمحنا لهم بالدخول والصعود إلى السطح فلم يعثروا عليه لأنه انتقل إلى سطوح أخرى في ذلك الليل البهيم . في تلك اللحظة تذكرت حكاية الضيف العزيز الغائب التي نطق بها فنجاني وإذا بهذا العزيز القادم مطارد من قبل الشرطة ومطلوب للعدالة لأنه بكل بساطة ( حرامي ) . أما حكاية الهدية الثمينة التي ستصلني قريبا فقد وصلتني فعلا ولكن بطريقة معكوسة ايضا حيث وصلنا إنذار نهائي من دائرة الماء بسبب تراكم فاتورات المياه للمنزل الذي سكناه حديثا وتأخر دفعها من قبل الساكن السابق قبل انتقاله منها فأصبحت من نصيبنا وعلينا دفعها بأسرع وقت ممكن .إن أغنية الراحل عبد الحليم حافظ ( قارئة الفنجان ) تفتح صفحات الذكريات المشرقة وتحملني إلى أحلى الأوقات وأجمل المناسبات حين كان يسود الجميع الحب والوئام وتلتقي القلوب على بساط الأمنيات في أجواء الألفة والصفاء الإنساني .


      غاليتي ابنتي العزيزة منى
      كلماتك الرقيقة نفحات عطرة تجسد صدق مشاعرك ورقة احساسك وتعاطفك مع الذكريات التي هي كتاب الحياة المغلق والذي نفتحه كل فترة لنطل عليه من شرفات الحاضر .سعدت ايامك ودمت بعز وسلام .

      تعليق


      • #4
        لوحة ذكريات رائعة
        مرسومة بخطوط ومعانى جميلة
        واحساس رائع من قلب والدى الغالى
        جابر الخطاب
        ما اروعها من ذكريات ترجعنا الى الزمن الجميل
        عشناه بحلوه ومره
        واجمل معانى الاغنيات المرتبطة بهذه الذكريات
        بارك الله فيك
        وأمدك الله بالصحة والعافية
        دمت بكل الخير

        تعليق


        • #5
          ابنتي الغالية نااانو
          تحلق كلماتك الندية في أجواء الوفاء والطيبة حاملة رقة مشاعرك وصدق احاسيسك وكل قلب هو صندوق مقفل من ذكريات سعيدة وحزينة وجميعها
          تبعث الشوق الى تلك الأيام التي تميزت بالبساطة
          والحنان .سعدت أوقاتك وطابت أيامك مع حبي واعتزازي .

          تعليق


          • #6
            استاذ جابر الخطاب
            سعدت بقراءة مذكرات باسلوب شيق وجميل
            يوما ما اعتقدت انه لامعنى للذكريات ولكنى
            بمجرد ان تلوح امامى ذكرى جميلة انكر ماقلته
            عندما اجد كل السعادة والصفاء الذى يملئنى
            مع الذكريات
            شكرا لك كثيرا وفى انتظار باقى ذكرياتك
            باسلوبك الشيق الممتع


            بسبب تراكم فاتورات المياه للمنزل الذي سكناه حديثا وتأخر دفعها من قبل الساكن السابق قبل انتقاله منها فأصبحت من نصيبنا وعلينا دفعها بأسرع وقت ممكن .
            شكرا لك مره ثانية على الاسلوب الرائع الممتع فعلا

            تعليق


            • #7
              غاليتي أختي العزيزة صافي
              أسعدني مرورك الأخوي في واحة الذكريات والتي تتشعب دروبها في رحاب الزمن الماضي وتتوهج في الذاكرة الإنسانية صورا ملونة بشعاع الحلم ورقة الأحاسيس ولقد نشرت الجزء الأول من هذه الذكريات في نفس الموقع أتمنى لك أطيب الأوقات مع أجمل تحياتي

              تعليق

              مواضيع تهمك

              تقليص

              المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
              المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
              المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
              المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
              يعمل...
              X