[]استغرب كل يوم عندما أقرأ أخبار السباق المحموم
للرئاسة في كل البلدان وخصوصا دولنا العربية
ويتصدر أخبار مرشحي الرئاسة في الحبيبة الغالية
مصرهذه الأخبار وكم أستغرب وتأخذني الحيرة من
التهافت الكبير لهذا الكم الهائل من المرشحين على
الكرسي البالي الذي لم يعد مطمعا لأحد بعد
ثورات الربيع العربي بل أصبح مغرما لا نفع منه .
وأستحضر في ذهني فلاسفة اليونان القدماء ربما
يكونون عبرة لهؤلاء المتهافتين على الكراسي
كتهافت الفراش على النار
يروى أيها السيدات والساده أن الفيلسوف
(ديوجين) كان يعيش في برميل بعد أن ضاقت في
عينه الدنيا الفسيحة واتسعت نفسه لنفسه هذا
الفيلسوف جاءه تلميذه الإسكندر الأكبر ووقف
أمامه وسأله أن يطلب ما يريد من نعيم وخيرات
الدنيا إلا أن ديوجين نظر إلى الاسكندر بعين
مرتابة وقال بهمس: أريدك أن تبتعد قليلا فقد
حجبت نور الشمس عني .
أما الإمبراطور(ساجا) فقد كان شيخا مسنا وتعب
من مسراته وأفراحه الكثيرة وأضناه هم غاضب
كبير فهو لم يرزق بأولاد ولهذا أصبح يتجنب بلاطه
الباذخ ويتوجه إلى أحد النساك الزاهدين الذي لم
يكن يأبه كثيرا بمجيء الإمبراطور أو غيابه
وكان جالسا على جذع شجرة مستغرقا في تأملاته
عندما جاءه الإمبراطور ذات مرة وقال له:
أمعن النظر في حياتك يا صديقي أنت نشيط
وحيوي وسخي وحكيم وأنا شيخ كبير وليس
لي ولد يرثني ما رأيك أن تخلفني في عرشي ومالي
هل تريد أن تصبح إمبراطورا ؟
لم يرد الناسك على هذا السؤال المدهش المفاجئ
فأضاف الإمبراطور بإغراء: تخيل المتع الكثيرة
والثروات الكبيرة والسلطة المطلقة وحق الحياة
والموت كل هذا يمكنك امتلاكه عندما تخلفني ويمكنك
أن تبني قصرا أو معبدا أينما شئت!.
وما أن أكمل ساجا كلامه حتى نزل الناسك عن
جذع الشجرة وقال لصديقه الإمبراطور: أنا ذاهب
إلى النهر لأغسل أذني اللتين لوثتهما كلماتك!
اتجه الناسك صوب النهر حيث صادف في طريقه
فلاحا جاء ليسقي بقرته وقد أعتاد الفلاح أن يرى
الناسك قبل الغروب يغسل أذنيه فسأله مستهجنا:
أتغسل أذنيك في هذه الساعة من النهار؟
فرد عليه: نعم يا صديقي كلمات الإمبراطور
لوثت أذني عرض علي أن أخلفه فأصبح الإمبراطور!
آه أفهم أنك تغتسل؟ قال الفلاح وفي هذه الحال
لن أدع بقرتي تشرب من هذا الماء الملوث
ديوجين يقدرالاسكندر ولكنه لا يتمنى أن
يكون الاسكندر والناسك لا يريد أن يكون إمبراطورا
ليس لأن الإمبراطور شيء سيئ ولكن لأن الرضا
إذا استفحل بالنفس أغناها عن سواها
فهل يجيبني أحد من مرشحي الرئاسة عن سبب
ترشحه للرئاسة ؟
قد يقول أحدهم أنني أريد بذلك مصلحة البلد
ومصلحة الشعب
وأقول له في ظل المعطيات التي أراها أمامي :
أنت كاذب يا سيدي فلست أرى في الأفق
من يسعى الى مصلحة بلد وشعب
فهل هناك من سيعمل على القضاء على
الفقر – المرض – البطاله وغيرها من الآفات
التي تقض مضاجع الشعوب
أو على الأقل التخفيف من آثارها ؟
أم أنه سيقول كسابقيه الذين نهبوا ثروات البلاد
واستعبدوا العباد إنا وجدنا البلاد على ماهي من
فقر وبطالة ومرض ولم نستطع التخفيف منها .
وليتذكر كل من يسعى الى منصبه هذا أن الكل راع
والكل مسؤول عن رعيته
وليتذكر أن الإمارة أمانه وأنها يوم القيامة خزي
وندامه إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها .
[/]
للرئاسة في كل البلدان وخصوصا دولنا العربية
ويتصدر أخبار مرشحي الرئاسة في الحبيبة الغالية
مصرهذه الأخبار وكم أستغرب وتأخذني الحيرة من
التهافت الكبير لهذا الكم الهائل من المرشحين على
الكرسي البالي الذي لم يعد مطمعا لأحد بعد
ثورات الربيع العربي بل أصبح مغرما لا نفع منه .
وأستحضر في ذهني فلاسفة اليونان القدماء ربما
يكونون عبرة لهؤلاء المتهافتين على الكراسي
كتهافت الفراش على النار
يروى أيها السيدات والساده أن الفيلسوف
(ديوجين) كان يعيش في برميل بعد أن ضاقت في
عينه الدنيا الفسيحة واتسعت نفسه لنفسه هذا
الفيلسوف جاءه تلميذه الإسكندر الأكبر ووقف
أمامه وسأله أن يطلب ما يريد من نعيم وخيرات
الدنيا إلا أن ديوجين نظر إلى الاسكندر بعين
مرتابة وقال بهمس: أريدك أن تبتعد قليلا فقد
حجبت نور الشمس عني .
أما الإمبراطور(ساجا) فقد كان شيخا مسنا وتعب
من مسراته وأفراحه الكثيرة وأضناه هم غاضب
كبير فهو لم يرزق بأولاد ولهذا أصبح يتجنب بلاطه
الباذخ ويتوجه إلى أحد النساك الزاهدين الذي لم
يكن يأبه كثيرا بمجيء الإمبراطور أو غيابه
وكان جالسا على جذع شجرة مستغرقا في تأملاته
عندما جاءه الإمبراطور ذات مرة وقال له:
أمعن النظر في حياتك يا صديقي أنت نشيط
وحيوي وسخي وحكيم وأنا شيخ كبير وليس
لي ولد يرثني ما رأيك أن تخلفني في عرشي ومالي
هل تريد أن تصبح إمبراطورا ؟
لم يرد الناسك على هذا السؤال المدهش المفاجئ
فأضاف الإمبراطور بإغراء: تخيل المتع الكثيرة
والثروات الكبيرة والسلطة المطلقة وحق الحياة
والموت كل هذا يمكنك امتلاكه عندما تخلفني ويمكنك
أن تبني قصرا أو معبدا أينما شئت!.
وما أن أكمل ساجا كلامه حتى نزل الناسك عن
جذع الشجرة وقال لصديقه الإمبراطور: أنا ذاهب
إلى النهر لأغسل أذني اللتين لوثتهما كلماتك!
اتجه الناسك صوب النهر حيث صادف في طريقه
فلاحا جاء ليسقي بقرته وقد أعتاد الفلاح أن يرى
الناسك قبل الغروب يغسل أذنيه فسأله مستهجنا:
أتغسل أذنيك في هذه الساعة من النهار؟
فرد عليه: نعم يا صديقي كلمات الإمبراطور
لوثت أذني عرض علي أن أخلفه فأصبح الإمبراطور!
آه أفهم أنك تغتسل؟ قال الفلاح وفي هذه الحال
لن أدع بقرتي تشرب من هذا الماء الملوث
ديوجين يقدرالاسكندر ولكنه لا يتمنى أن
يكون الاسكندر والناسك لا يريد أن يكون إمبراطورا
ليس لأن الإمبراطور شيء سيئ ولكن لأن الرضا
إذا استفحل بالنفس أغناها عن سواها
فهل يجيبني أحد من مرشحي الرئاسة عن سبب
ترشحه للرئاسة ؟
قد يقول أحدهم أنني أريد بذلك مصلحة البلد
ومصلحة الشعب
وأقول له في ظل المعطيات التي أراها أمامي :
أنت كاذب يا سيدي فلست أرى في الأفق
من يسعى الى مصلحة بلد وشعب
فهل هناك من سيعمل على القضاء على
الفقر – المرض – البطاله وغيرها من الآفات
التي تقض مضاجع الشعوب
أو على الأقل التخفيف من آثارها ؟
أم أنه سيقول كسابقيه الذين نهبوا ثروات البلاد
واستعبدوا العباد إنا وجدنا البلاد على ماهي من
فقر وبطالة ومرض ولم نستطع التخفيف منها .
وليتذكر كل من يسعى الى منصبه هذا أن الكل راع
والكل مسؤول عن رعيته
وليتذكر أن الإمارة أمانه وأنها يوم القيامة خزي
وندامه إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها .
[/]
تعليق